الصديق العزيز
في هذه الأيام تحديداً، أنا في سكون
أصومُ عن البوحِ والشكوى،
زاهد، صامت
وفي تمام السكون

ولحظات السكون هذه تعني إعادة كل مامضى بشكل بطيء،
كُل الراحلين الذين تسربوا من بين أصابعي،
كُل المعارك المُدوّنة على تصدعات جدار ذاكرتي

ولذا..
إلتمس لي عذراً حين اتوارى

الصديق العزيز، كما تعلم
أنا شخص محقون بالذكريات
بالكثير من المعارك، بالكثير من الراحلين
بما قيل، وما كان يجب أن يقال،
وبما أحسنتُ وآثمت

وهنا .. حيث لا ينفعُ ندم
حين تراني أقفُ على جبلٍ من الحُطام والدماء،
والكثير من الأماني

لستُ انادي أحداً
لستُ أستجدي أملاً
فالجميع ملطٌخٌ بالأسى

أعزف بخشوع مقطوعة رثاء
أرحلُ بعيني إلى الأسفل
ما أكثر الأحلامِ المدفونة

وأنا هُنا في سكون
الناجِ الوحيد مما مضى.

النصیب یصیب و لو کان تحت جبلین،
و غیر النصیب لا یصیب و لو کان بین الشفتین!

قال تعالى : ﴿ فأثابكم غمَّا بغمٍّ ﴾
لم يقُل فأصابكم بل قال .. فأثابكم ؟
هل تخيلتم يومًا .. أن الغمَ مثوبة !

- يوماً ما ستكتشف أن حُزنك قد حماك من النار؛ وصبرُك أدخلك الجنة.

‏تَبدو كلّ الكلمَاتِ وافِرَة
إلى أن نَحتاجها في وصفِ
ما نشعرُ به، بعد ذلكَ
تقرِّرُ أن تتلاشَى وتتخلَّى عنك.

‏"أحب الأمل، وأعجب من استمراره حتىٰ بعد فناء أسبابه، أحيانًا لا تزيد الحياة عن كونها أحداث تستحث اليأس ولا تعود يداي مما أمّلت منها إلا صفرًا، مع ذلك يظل يشرق الأمل طارئًا في صياغات أخرى، ومعه ضمانات ويدين تبصم لك بالعشرة أن غدًا أجمل، بمثل هذا الأمل، قلّ أو كثر، نؤجل حتفنا."

لا أتوقف عن محبتك
مهما حالت بيننا الاشياء
مهما بتُ لا أراك
أحبّك دائماً
كالمرة الاولى .

"ياربّ،
هكذا فقط،
لأنّي أحبُّ هذا النِداء،
ولأنَّك تعلم كُلَّ ما أُنادي لأجلِه."

الحمد للّٰه الذي منَّ علينا ببلوغ مواسم الطاعات.
الحمد للّٰه على تمام النعمة، واكتمال المنّة.
تقبّل اللّٰه منكم الصلاة والقيام وصالح الأعمال")

• عيدكم مُبارك، وكل عام وأنتم بخير! 🤍