[النوادر والبوادر] قناة أبي السعود التميمي
3.14K subscribers
90 photos
4 videos
10 files
33 links
إذا الأعورُ الدجّالُ أطلعَ قرنه
قرعناه حتى يرعوي كل كافرِ

قناة تعني بفوائد العبارات
ومنتخب الجمل والاشارات من كتب الفنون
وفرائد من شعر أبي السعود
سالم بن عبدالله التميمي
Download Telegram
فإن يكن الدهري نتشة قد شكى
من الناس حتى غصّ بالفم شاربُهْ

فما عزّ ذاك العصر إلا بغمطِهِ
فلمّا اقتفى آثارَهُ جُبّ غاربُهْ

وعدنا بعصر فيه يمدح نتشةٌ
فلا تنقضي من مادحيه عجائبُهْ

ترى نتشة الدهري في كل مادحٍ
وشاربُهُ قد حلّ حيث حواجبُهْ
تشتاقك النفس ساعة السَحَرِ
إن أطبقت كل أعين البشَرِ

تدنو إلى أنفسٍ مقنّعةٍ
بما بها - عنك - من أذى الكَدَرِ

يفور تنّورها بما اقترفت
في صفوها العذبِ حمْأةُ الوطَرِ

امنن عليها برحمةٍ فلكم
حنّت بوجدٍ إليك منفطِرِ

أجهدها الذنبُ كلما نشطِت
منه وطول الطريق والسفَرِ


توجس من كل بارقٍ حذراً
أن لا يليه تحقق المَطَرِ

رحماك من حظوةٍ عواقبها
طول شقاء الزفير في سقرِ

أما التجافي فأنت مقتدرٌ
عليه والقلب غير مقتدرِ


يا ذ الجلال احتجبتَ مختبراً
طاقة أبصار كل مفتقرِ

أبيتَ إلا الشهودَ من كرمٍ
من بين أثناء كل مستتَرِ

شهودَ برد اليقين في مهجٍ
لم تفتأت عن محاجر السوَرِ

مهلاً حنانيك فهي واجفةٌ
قلوبها من مراصد القدرِ


لولاك ما أبصرت حقائقها
بما بها قد جلوتَ من نَظَرِ

كانت بدأماء سكرةٍ فإذا
ساحلك استلّها من الدَجَرِ

يوما سألقاك لا محيص له
ممتقعاً في اصفرار منكسرِ

أعظمُ ما أستميح رؤيته
منك وما لا يطيقه بصري

صدك عني ؛ وأنت أول من
أعدّه في مخانق الخطر

ما هوّنت مهجتي مكابدتي
وجوه من قد علمتَ من نَفَرِ

إلا ادّخاراً ليوم مقدمها
عليك رغم انعدامِ مدّخري

نفضت لي كي أسير في زمني
ما يمنعُ العينَ رؤيةَ الأَثَر

ظني بأن لن تخيب ساعيتي
ما لازمتْ نفح ذكرك العطِرِ

أغث يميناً إليك ضارعةً
بأن تلقّى صحيفةَ العُمُرِ
أمستثمرٌ شعري مِن الناس سائمٌ؟
فعنقودُه من راحتِي متباعدُ

وكم شاعرٍ أثرَى؛وما كنتُ بالذي
يبشُّ لقومٍ وجهَهُ وهو حاسدُ

ولا شاتماً عصري وعصري مُبَرَّأٌ
ملامةَ مَنْ - يسعى الورى - وهو راقدُ

متى أبكروا أحيَوا حوائجَ سُوقهم
وبتّ وسُوقي بالمواجع كاسدُ

فيا ليت شعري مَن يكون لسُفْنِهِ
رياحاً فكم يظللن وهي رواكدُ؟!

وقد يُمسك اللهُ المواهبَ رأفةً
وأعين مَن يرجونها لا تشاهدُ

كما خرّب الخضرُ السفينةَ عامداً
وتلقاءها مَن للسفائن صِائدُ
أَبيتِ سوى هجري فهل سرّك الهجْرُ؟
وهل قرّ بي عيناً بأكظامكِ الوحْرُ؟!

فَزِعْتِ برؤيا هامةٍ فوق صَيِّرٍ
تصيحُ على قبْرٍ بجثمانه قبْرُ

فأوَّلتِها جثمانُ صَبٍّ قتلتِهِ
وهامتُها وصلي وصَيِّرُها الهجْرُ

فحنّت بنات القلب منك صبابةً
على حسْرةٍ وارى حزازتها كِبْرُ


وذاكرتِ ما أحيا حنينُك من بِلى
لياليكِ حتى أجهشَ المقلةَ العَبْرُ

ذكرتِ بقايا أضلعي فرحمتها
ولم يُرْعَ إلٌّ منك قبلُ ولا إصْرُ

وأشفقتِ من غشياني الليل بعدكم
يقينكَ أني عُدتُ بعْدَكِ لا أَجْرُو

وأنكرتُ قلبي يوم هدهدني البُكا
عليك وعهدي أنَّهُ الجبلُ الوَعْرُ

وأحجرتني ؛ لا عنكِ أرضى بخلّةٍ
وبيني وأن أحظاك قد جَثَمَ الدهْرُ

أقايسُ ما أبقى الجوى من جوانحي
فكان كما أبقاه للخَلَفِ الشِّعْرُ

وقفّيتُ قلبي إثْرَ من قد تقدّموا
عليّ فجفَّ الهدْيُ وانقطع الإثْرُ

أرى كل أنثى ,ليس أنتِ, منيلةً
وإن كانت العنقاءَ أو أنّها النَّسْرُ

ولو كنتِ ريحاً تُنتشى ما تنفّست
شذاك عرانيني ولو رَاحَها الصَّخْرُ

يواسيني الصبْرُ المبادرُ حرقتي
فعذّبني من حيث وَاسانيَ الصبْرُ

وكنتُ على ألا أمسَّ حرامَكم
صبوراً فزِيدَ الصبْرُ واضَّاعفَ الوِزْرُ

فإن ترتجِ الأقدارُ أبوابَ وصلنا
فقد أشرعت أبوابَها الأعينُ الحُدْرُ


1428
عاوده نحو أمسه وَلَعُ
والشيب من عارضيه يطّلعُ

شَيبُ همومٍ عكفن في لممي
ينهبن مسودّها ولا تَزَعُ

أما فؤادي ففيه مجمرةٌ
من الصبا ما تزال تندلعُ

ياحبذا الغيدُ كلما برقت
خاطفةً عِيرُهنّ تسترعُ

عيرٌ عليها الحديد مؤتلفٌ
أتقنه رغم كفره صَنَعُ

هم أهله همّهم بطونهمُ
وكيف يدنو المدى ويقتطعُ

كي ينهبوا عيشهم ولذتهم
فما وراء الردى لهم مُتَعُ

ونحن لا ضير أن نعود إلى
ركابنا والعلوج تصطرعُ

فدعك من نعتها ألانَ وخذْ
في نعت من دون وصلها المِنَعُ

مرهفةٌ كالحسام مهجتها
تُحزّ منها القلوب والضِلَعُ

في عينها نشوة يخامرها
توجّس بالحياء يمتنعُ

تشرّبت كلّ ليلةٍ فصفى
من نومها الجفن فهو متسعُ

ونحن من دونها قد اختنقت
أجفاننا والسهادَ لا نَدعُ

يعجبها من جذور قافيتي
صلادة والثمام ينتزعُ

مكنونةٌ خلف رَدْمِ أخبيةٍ
دوني وما في فؤادها طَمَعُ

وهل تلين القلوب قانعةً؟!
هيهات أن يستخفّ مقتنعُ

وإنما حلْقة اللجام على
فم الهوى رغبةٌ ومندفَعُ

إيه يحبّ الفؤاد صبوتها
وسؤلها كيف لي سترتفعُ

ووارداً لا تحبّ داعيَهُ
إن أعجبتها نوادري البِدَعُ

يقول ماذا تُرى قريحتُهُ
فيك ستروي وما ستخترعُ !

أريه ما أنتِ ويل مقلته
منك فكم فيك سوف ييتدعُ

حتى إذا حاذرت تهاويَها
وقد رأت أين أحرفي تقعُ

قالت لأشعاره الحصى ومضت
جامحةً كالعرابِ تهتزعُ
ألا ليت شعري هل أذوقن قهوةً
وتلقاءَ وجهي وجهُ أم حكيمِ

على غير ما يعصى به الله إنما
أدارسها أشعار كل قديمِ

لقد أوجست من لحن قولي خيفةً
وكانت بقلبٍ في الأمان مقيمِ

ومن حولها تسعى الوشاة وقلبها
سليمٌ وقلب الناس غير سليمِ

كأني بها بعد انقضاء قصيدتي
تقول بعيدٌ منك يا ابن تميمِ
الشعر من غير المدائح راهبُ
والمدح من غير المواهب كاذبُ

لاتعذلوا الشعراء إن لم يحفروا
بئراً وقيعان الأكفّ أجادبُ

لو أبصروا نهر المدائح جارياً
لرأيتَ لكنّ التبلّد راسبُ

ألفوا غثاء الترّهات لأنهم
زبدٌ غثاءٌ دون نفعٍ ذاهبُ

حتى الأهاجي لم يعدن قواتلاً
أنّى؟! وأكثر ذا الأنام عقاربُ
تمسَّكَ قلبي وهو محتجزٌ فمي
وقد ساءه ما تحقنُ النَظَراتُ

رأيتُ الذي ينعى عليّ محمّداً
عليه سلام الله والصلواتُ

فلو عشت والخَطِّيُّ يُشرَع نصلُهُ
لما صعّرتْ في وجهي الأَزَماتُ

ولا قلتُ أنظرني لخصمٍ وإنما
ضربتُ بسهمي حيث سار غُزاةُ

فأغنمَ ما أقضي به وأحوطَني
جداراً تعاوي دونه الهَمَزاتُ

فصرنا بأصفاد الوظائف سُلّماً
نُحمَّلُ ما لا تحمل العَرَبَاتُ
إن الحداثيّ في است الشعر والأدبِ
يعيش ما عاش هذا الذلّ في العربِ

قومٌ يشيدون بنيان القصائد من
سماد ما قاله الأعلاجُ في الحِقَبِ

تملّكوا برقاب الشعر عن غَلَبٍ
كما تملكنا الأعلاجُ عن غَلَبِ

القارئين من المرآة أحرفنا
بمنطقٍ لا يعيه غير ذي ذَنَبِ

أهل الهجاء ولا تخزى ضمائرهم
به وإن رجموا بالسبعة الشُهُبِ
وغزوة قد غزوناها بألويةٍ
من العمائم حاكتها يدُ الضَبُعِ

نمضي بأميّةٍ والضبّ يقرأ ما
خطّت ثمود من الأخبار في القَلَعِ

لم نكترث بأحافير القرون ولم
نعج بما نحتوا في كل مقتلَعِ

وإنما نَقِفُ الدنيا على قدمٍ
إن صاحت الحرب في الأرواح والضِلَعِ

ترى القصائد في مرعى صوارمنا
كما ترى الذود في أوبارها المِزَعِ

حُلِيُّها من رؤى الأحرار إن وصفوا
لا ما يرى كل وَغْدٍ كاسد الشِبَعِ

يرى أسافل أوهامٍ فينعتها
ولا يعي كيف طبعُ الأسوياء يعي

علّامةٌ كيف تفلي القملَ أُصبعُهُ
لا كيفَ تفلي بسيفٍ زُبْرةَ السَبُعِ

فإن تقلبت الأيام وانغمست
بظهرها تلكم الصئبانُ في المُتَعِ

فلن تهابَ بما تلقيه من ذرَقٍ
على الرؤوس ولن تأبى لمستمِعِ

مترجمين قوافي الروم مكرهةً
أبياتُها كسباياهن في الجُمَعِ

أيام كنا ولاة الأرض صاغرةً
لنا الفرنجة كالأحجار في الرُقَعِ

قالوا اجترمتَ بإقصاءٍ فقلت لهم
إني كذلك أقصي كل مبتدِعِ

كرهاً لفظتُ لهم أذني لتسمعهم
فأوشكت مهجتي ألا تبيت معي

يا راصف البحر خلجاناً وغايته
أن لا يرى الحوتُ فيه أيّ متسعِ

رفقاً بنفسك إن الحوت مبتلعٌ
شَواك فاترك له الأعماق وارتدعِ
اسقياني واسقياني
واعلما إن تسألاني

لست أستسقي حراماً
أو مبيحاً للقيانِ

إنما يلتذّ قلبي
من شراب الخَفَقان

ورؤوسٍ قد تأتّت
لقطاف الهنداوني

وأديمُ الأرض يشكو
ما جناه الثقلانِ

آن أن يأخذ شيئاً
من قفاها الجَلَمانِ

إن تقولا بمَ تهذي؟
فاسقياني ودعاني

إنني أبصر في الأوجه
ما لا تبصرانِ

وأرى ما أنتما عنه
برانٍ أيِّ رانِ

فلئن صحّ اعتيافي
فهو في آي القرانِ

لو يعي الوحيَ جنانٌ
لم يرع أيُّ جنانِ

سنّة الله على الأرض
بأنّ الكلّ فاني

كيف لا نخشى ملاكاً
صُوره منه مداني

يحسب الناسُ الليالي
نائماتِ الحَدَثانِ

فلئن دارت ولابدّ
لها من دَوَرانِ

فليكن جنبك يقظان
حليفين دوانِ

لغميمٍ جرمليٍّ
ولوضّاحٍ يماني
إن امرأً نفرت منه حليلتُهُ
لما رأت نَزوَه فوق البساتينِ

وما يزال على الأعواد معتلياً
يحدّث الناس في الدنيا وفي الدينِ

لحقّ أن تأخذ البلدانُ قاطبةً
من وجهه جِلدةً في كل تحصينِ

يقول بالرأي في القرآن مختبطاً
فيه كخبط النصارى في الشعانينِ

إمّا انتهى أو فإني لست منتهياً
عن حكّ حلقومه العاوي بسكّيني
أبا حمدٍ علمتك حنظلياً
تميميّ الشمائل واليمينِ

أبا حمدٍ قرعت عليك سنّي
وكنتُ إليك في كنفٍ أمينِ

أبا حمدٍ لعمري إن تركي
وإيثاري سواك من الجنونِ

أبا حمدٍ لئن عاودتَ صقلي
ستحمد وقع شكرك في جبيني

أبا حمدٍ أعدني حيث عودي
نمى بحماك في أصلٍ متينِ

فليت الشبرميَّ يكون بيني
وبينك وهو ذو لُبٍّ فطينِ
سقى قبراً على قطرٍ مقيماً
إلى يوم اجتماع الأنبياءِ

به من كنتُ مُدَّرِقاً يدَيهِ
إذا ارتفعت إلى وجه السماءِ

فحالت دون مرقده سياجٌ
أؤمّل أن يجاوزها مَضائي

فيا أهل الملاعب لست منكم
فأخلوني إلى مثوى رجائي

يقولون انتظر شهراً وإني
لمن شهرٍ يقرمِطُ في عناءِ
أرى في خف راحلتي شماساً
وجنّاً في مسامعها تغنّي

تحنّ إلى الخليج خليج سلوى
وليت خليجها ينشقّ عني

فإن وراءها قبراً كريماً
تنضّد في صميم القلب منّي

أما إني وتركي آل قومي
وإيثاري الهواجل ذو تجنّي

وذقتُ مرار إتباعي لنفسٍ
أطال جموحها من قرع سنّي

شكوتُ إلى الفتى المريّ بثّي
كلانا يرتدي نفس المِجَنِّ

فلما أن أصاخ إلى نشيدي
تأوّه آهة الشيخ المسنِّ

وقال لو استدرتُ على الليالي
لبتُّ حمام أيكي المرفئنِّ

فصرنا ضحكةً للعيس أنّا
نحنُّ لكل تشريقٍ مُرِنِّ

نحنُّ وعِيسنا ذاقت كَفَافاً
بعيشٍ مستقرٍّ مطمئنِّ
إذا الورق الهنديُّ حصحص لونه
إلى أن تكنّى ماءَه وتجسّدا

وبالسكّر استشرى مذاق مزاجه
فلانت حواشي طعمه وتشهّدا

وباكرته والعين تلفظ بالكرى
ويقظانها ما زال يمشي مقيّدا

رأيت له في الناظرَينِ تنفّساً
بإبصارها شمل الصداع مبدّدا


#حزب_الشاي
Forwarded from الفصوص
#آبدة.

أهمِّيَّة الإلمام ببيئة الشعر، قبل تفسيرِه.

في الفصّ [561]:

قولُه (¹):

وَبِتْنَا وِسَادَانَا إِلَى عَلَجَانَةٍ
وَحِقْفٍ تَهَادَاهُ الرِّيَاحُ تَهَادِيَا

قال #صاعد: لم أجدْ أحدًا تكلَّم فيه، وهو مِن أغمضِ ما في القصيدة، لأن العَلَجَان شوكٌ، فكيف تَوَسَّدا شَوْكًا ؟!

حتى سألتُ أبا عَامِرٍ النجدي (²) عنه بزُبَالَة (³)، فأخذَ بيَدي ومشى ووَقَفَنِي (⁴) على شجَر العَلَجَانِ، وإذا هو شجرٌ عظيم الشوك، كثُّ النبتة، يطول عن الأرضِ قَدْرَ ثلاثة أصابع، يتَقَطَّع على وجه الأرض كأنه طَبَقُ شَوْكٍ.

فقال لي: هذا العَلَجَانُ.

فقلت: يا أبا عامِرٍ، فكيف يُتَوَسَّد هذا الشوك ؟!

قال: نعم، إنَّ الرياحَ لَتَسْفي عليه الرملَ والتراب حتى تُغَطّيه وتعلو عليه، فربما توسدناهُ كأنا على ضخام الوسائد واضطجعنا عليه، فهذا أراد سُحَيْمٌ (⁵).

------------------- 💭 #هامش -------------------

(¹): البيتُ لسُحَيْم.

(²): أبو عامر النجْدي: لم أقف له على ترجمة، غيرَ أن المحقّق ذكرَ أنّ أبا حيَّان ذكر في كتابه "الصداقة والصديق" أنَّه سمعَ أبا عامرٍ النجديّ.

(³): زُبَالة: منزِلٌ معروفٌ بطريقِ مكّةَ من الكُوفة.

(⁴): ضبطَها المحقّق بتشديد القاف (وقَّفني).

(⁵): في اللسان: الوِساد: كلُّ ما يُوضَع تحتَ الرأسِ، وإن كانَ مِن تُرابٍ أو حجارة. ثمّ أنشدَ قولَ سُحَيْم.

T.me/Al_fosos