منشورات صائب خليل

قناة "العهد" تنتج وثائقيا عن فتوى الجهاد، بما يسر تل ابيب!
صائب خليل
لم استغرب وانا اشاهد وثائقي "المصير" الذي انتجته قناة "العهد" التي تتخصص بإثارة المشاعر الطائفية من جهة، والتطبيل الشديد الى حد التزييف لعميل الأمريكان السوداني، ان اجده مختلا بما يناسب النظرة الامريكية الاسرائيلية إلى الموضوع، لكنه اثار دهشتي لكثرة الصلافة في الطرح، وكما هو مبين في النقاط التالية:
.
1- كما هو متوقع تم اغفال دور الشهيد الجنرال في إصدار الفتوى تماما!
.
2- لم تتم الاشارة الى الشهيد في تنظيم الحشد ولا إلى السلاح الذي جهزه به والعتاد والعجلات واجهزة الاتصالات وغيرها، ودوره المباشر ومخاطرته بحياته.
.
3- لم يقدم الصراع الذي خاضته اميركا ضد الحشد سياسيا وعسكريا إلا بالحد الأدنى والذي لم يستغرق من الفلم إلا أقل من دقيقة واحدة، وبعبارات مخففة.
.
4- تم قطع كلام رئيس الوزراء السابق نوري المالكي حين كان يتحدث عن دور الجيش الامريكي.
.
5- لم تتم الاشارة اطلاقا الى دور الامريكان في صناعة داعش ولا في رفض تسليح البلاد او دعمها، ولا تساءل الفلم عن تعمد ترك ارتال داعش تمر على الطرق السريعة في وضح النهار عبر مئات الكيلومترات في الصحراء من قبل القوات الجوية والفضائية الامريكية، انما اشير بسرعة الى ان تأسيس داعش كان "بعلمها".
.
6- الاهم من كل ذلك ان اكثر من نصف وقت الوثائقي البالغ 50 دقيقة، قد خصص لأصغر تفاصيل الجدل حول اقرار قانون الحشد لاحقا، وبطريقة وجهت لإثارة الطائفية ضد السنة، وكأن الوثائقي كان عن المعارضة السنية لاقرار قانون الحشد، وليس احتفاءا بالفتوى.
.
7- لم يشر الى دور القادة الايرانيين واللبنانيين والذي سقط العشرات منهم شهداءا في الميدان، إلا لذكر تحفظات السنة على وجودهم.
.
8- نتيجة إشغال معظم الوقت بالشحن الطائفي، لم يؤمن أي وقت تقريبا لتثبيت البطولات والانتصارات الرائعة التي سطرها الحشد نفسه!
.
9- ذكرت جريمة اغتيال الشهيدين بـ "حادثة اغتيال"، وأن الموقف الامريكي من الحشد هو ان الامريكان كانوا "يشاكسونه" عسكريا ويكتبون مشاريعا "لتقنينه"!
.
10- طبعا لم يكن هناك ذكر للدور الذي لعبه الحشد في اعادة التلاحم السني الشيعي والثقة التي بثها بينهما ولا اقتطفت لقطات من السنة الشاكرين للحشد ولا لرقص الحشد مع عوائل في تكريت.
.
11- تم تعمد اهمال معارضة قوى شيعية للحشد والعراقيل التي وضعها حيدر العبادي نفسه الذي كان يأتمر بأمر السفارة في التعامل مع الحشد بحجج قدمها الفلم على انها حقيقية.
.
12- تم القاء وزر خيانة الجيش والقوات الامنية وتركها ساحة المعركة وسلاحها ايضا لداعش، على التمرد السني، في الوقت الذي كان المالكي قد ذكر انه فقد قدرته على السيطرة على جيشه (الذي يبدو ان الامريكان اخترقوه وامروا قادته بترك سلاحهم لداعش) وفشل المالكي حتى بمحاسبة اؤلائك القادة حتى بعد انتهاء داعش!
.
إن اختراق اسرائيل للإعلام العراقي عميق وخطير، خاصة انه مازال يتحدث باسم المقاومة ويتمتع بما تعطيه هذه الصفة من الثقة، وما تثيره نتاجاته الطائفية من مشاعر توجه ضد المقاومة بالذات.. وقد بلغ من القوة ما يتيح له مثل هذه الوقاحة، دون ان يخشى حساباً، فإلى اي مدى اخترقت اسرائيل مؤسسات البلاد في زمن الانبطاح المخيف؟
https://alahad.iq/?page=article&itemId=187788

221 viewsedited 18:41