الكاتبة رويدة الدعمي
6.54K subscribers
1.11K photos
96 videos
64 files
44 links
الحساب الرسمي للكاتبة رويدة الدعمي
Download Telegram
هنا ☝🏻 الكيفية الكاملة لصلاة الرغائب ولا تنسونا من خالص دعواتكم الطيبة 🙏🏻
#تسبيحة_الزمن.. 2 ( الحلقة التاسعة)
🖊️ رويدة الدعمي

فتحت الباب إمرأة في منتصف الثلاثينات تقريبًا تبدو عليها علامات الوقار والصلاح، تطلعت في وجه تسنيم ثم سألت باستغراب :
- عفوًا يا سيدة هل من خدمة؟
ابتسمت تسنيم وهي تقول :
- هل لي بالدخول يا أم..
- أم إيهاب..
- تشرفنا بمعرفتكِ يا أم إيهاب ، هل تأذني لي بالدخول؟
- نعم نعم.. تفضلي.
- أختاه إسمحي للصغير بالدخول أيضًا أرجوكِ..
تعجبت أم إيهاب من معرفة الضيفة بأمر طفلها فنظرت بحدة نحو الطفل الذي اختبأ خلف عباءة تسنيم!
- حسنًا ليدخل هو أيضًا.
- أشكر لكِ ألطافكِ أخيتي.
دارت تسنيم بنظراتها السريعة بين جوانب ذلك البيت المتواضع وتساءلت باهتمام :
- هل هذا منزلكم أم إنكم مستأجرون؟
- بل مستأجرون
- أشارت المرأة لتسنيم بالجلوس، فجلست وهي ما تزال مستغربة من حال ذلك المنزل فسألت باهتمام :
- حتمًا إن المبلغ الذي تدفعوه شهريًا لصاحب الدار بسيط جدًا مع ما أراه من تردي على بناء واوضاع هذا المنزل!
- لا يا سيدتي.. المبلغ عالٍ جدًا، فالإيجار لا يعرف البناء الجديد من المتهاوي والمتهالك!
- وهل زوجكِ حالته المادية جيدة ليدفع مبلغ عالٍ لهكذا بيت!
خفضت أم إيهاب رأسها وقد ملأت دموعها مقلتيها قائلة :
- زوجي رحل إلى الرفيق الأعلى قبل سنتين، وأنا الآن المسؤولة عن دفع إيجار هذا المنزل يا سيدة.
- أنتِ!
هكذا تساءلت تسنيم بدهشة.
أجابت المرأة محاولة إخفاء عبرتها :
- نعم.. أنا.
- ولكن كيف ؟
- اعمل على بيع الخبز للناس منذ وفاة زوجي إلى يومنا هذا.
- وهل لديكِ مصدر آخر للعيش؟
- لا يا سيدة.. ولكن لماذا تكثرين من السؤال؟
صمتت تسنيم ثم اعتذرت إن كانت قد ازعجتها بكل هذه الأسئلة.
قالت أم إيهاب بحذر :
- الآن إسمحي لي أن يكون دوري في السؤال..
- تفضلي بخدمتكم.
- هل دخلتِ بيتي للمساعدة، فإن كان جوابكِ نعم فلن أقبل بهذا على الإطلاق..
- لا لا.. صدقيني أنا أحتاج من يساعدني، فكيف تظني بأني أريد مساعدتكم وأنا أحوج إلى المساعدة من أي شخصٍ آخر؟!
فغرت المرأة فاهها وهي مندهشة لما تسمعه من ضيفتها، أخيرًا قالت :
- ولكن أي نوع من انواع المساعدة تبغين يا سيدة؟ وهل لمرأة ميسورة الحال مثلكِ أن تبحث عمّن يساعدها في حي فقير كحيّنا هذا؟!
ابتسمت تسنيم وهي تؤكد كلامها السابق :
- نعم هذا هو حالي.. ابحث عمن يساعدني وأرجو أن أكون قد وفقت للعثور على هذا الشخص،فأنتِ يا سيدتي أكرم من أن ترديني خائبة مكسورة الخاطر.. حتمًا أن أخلاقكِ العالية تمنعكِ من ذلك.
بعد هذا الكلام الغريب صارت تسنيم تدير ببصرها وتنتقل بنظراتها الحانية بين أولاد تلك المرأة وهي تسأل :
- ألديكِ غيرهم؟!
نظرت المرأة لتسنيم نظرة حادة وقد بان قليلًا من الخوف على ملامحها متسائلة :
- قبل أن أجيبكِ، أجيبيني أنتِ :
هل أنتِ إمرأة لا تستطيع الإنجاب؟
تفاجأت تسنيم من فطنة تلك المرأة، قالت بعيون دامعة :
- وكيف عرفتِ يا أختاه؟ نعم أنا كذلك!
وما أن سمعت المرأة هذه الإجابة حتى انتفضت من مكانها مرعوبة وهي تشير نحو الباب صارخة :
- أخرجي من بيتي بسرعة.
حاولت تسنيم أن تستفهم من تلك المرأة عن سبب كل هذا الانزعاج والغضب فقالت بدهشة :
- ولكن ما الذي بدر مني سيدتي؟ بربك!
تكلمت أم إيهاب وقد بدأت دموعها تهطل أمطارًا :
- قلت لكِ أخرجي من بيتي، فلقد أخطأتِ العنوان يا سيدة.. ليس لدي أطفال للبيع!
وما أن سمع الأولاد كلمات والدتهم ولاحظوا ارتباكها حتى ركضوا نحوها وتمسكوا بثوبها وهم يصرخون : لا.. لن تأخذينا من والدتنا.. لا.. لا!
لن تتمالك تسنيم نفسها فلقد جرح هذا الموقف المؤلم قلبها ولم تجد غير الدموع لتعبر عن المها وحزنها لِما تراه أمامها.. قالت في محاولة منها لتهدئة الموقف : ولكن أقسم بالله يا سيدة بأني لم أدخل بيتكِ لهذا الغرض.. صدقيني!
هدأت المرأة قليلًا عندما لاحظت دموع تسنيم.. قالت أخيرًا وهي ما تزال تمسك بأولادها الثلاثة الذين كانت قلوبهم تعربد خوفًا وقلقًا :
- والآن يا سيدة، هلّا أفصحتِ عن سبب هذه الزيارة؟ وبماذا يمكنني أن أساعدك؟!!
استمرت تسنيم بالبكاء فعلمت المرأة بأنها جرحت قلبها وآلمتها بذلك الاتهام فقالت بتوسل :
- اعذريني إن سببت لكِ الألم أو الازعاج باتهامي هذا، لكن هذا ما حصل لأحد جيراننا قبل أشهر حيث جاءت امرأة مع زوجها وهما لا يستطيعان الإنجاب وعرضا على جارتي ذات الأطفال السبعة أن تبيعهم أحد أطفالها!
رفعت تسنيم رأسها وهي تمسح دموعها وتقول :
- وماذا فعلت تلك الأم المسكينة؟
- نعم مسكينة.. لقد أجبرها فقرها وفاقتها إلى بيع أصغرهم وكان عمره ستة أشهر.
- ماذا؟ وزوجها كيف وافق على هذهِ الصفقة؟
- للأسف يا سيدتي حال تلك المرأة كحالي.. هي أرملة وصاحبة أيتام ولم يكن قد مضى على وفاة زوجها إلا فترة قليلة مما أدى إلى تردي حالتها المعاشية فوافقت اخيرًا على العرض المغري الذي قدمه لها هذان الزوجان.
كانت تسنيم تستمع ودموعها لا تتوقف عن النزول لشدة ما داخَلها من الحزن والألم..
تساءلت مع نفسها : كيف يعيش هؤلاء الناس؟ وأين نحن الأتقياء عن كل ما يعانوه؟ عفوك اللهم وأتوب إليك.
شعرت تسنيم بتأنيب كبير للضمير وهي ترى وتسمع هذه القصص المحزنة، بل وصارت تشعر بأنها أحد المسؤولين عن معاناتهم هذه!
لقد كانت تعيش كل تلك الفترة بنعيم العز والغنى غافلة عن حاجات الفقراء ومآسيهم إلا ما تخرجه من مبلغ بسيط في كل شهر لتلك الجمعية الخيرية .
قطعت أم إيهاب على تسنيم أفكارها وهي تتساءل :
- إلى أين سرح فكركِ سيدتي؟
- أرجوكِ لا تناديني بالسيدة وأرجو أن ترفعي هذا التكليف بيننا وأن تناديني بـ " أختاه" فهذا أفضل وأنسب.
شعرت أم إيهاب بالارتياح لسماعها كلمات تسنيم وصارت مستعدة أكثر لسماع ما تريد أن تقوله لها هذه الضيفة المتواضعة، وأخيرًا قالت تسنيم :
لقد منَّ اﷲ عليَّ يا أم إيهاب بزوج متدين وخلوق وهو ميسور الحال عشت معه أجمل أيام حياتي فلطالما اغدقني بالمحبة والعطف والحنان..
أظن أنني في هذه الفترة ابتعدت عن هموم مجتمعي ومعاناة الناس فيه، وغفلت كثيرًا عنهم وعن حاجاتهم، خاصة بعد أن حصلت على وظيفة للتدريس في الجامعة مع زوجي.
لقد رضيت لنفسي فقط بأن أدخل في جمعية خيرية قمنا فيها نحن استاذات الجامعة بإعالة بعض المحتاجين واكتفيت بهذا دون أن أبحث بنفسي عن حقيقة المجتمع وما يعيشه من آلام وأوجاع في ظل هذه الظروف القاسية.
- ولكن يا سيدتي.. عفوًا يا أختاه.. بماذا يمكنني أن أساعدكِ في كل هذا؟ لقد حرت في أمركِ كثيرًا صدقيني!
- لقد سمعت رواية مضمونها أن المؤمن عندما يدخل الجنة يُطلب منه أن يأخذ بيد من ساعده في الدنيا ليشفع له ويدخله معه إلى تلك الجنة الأبدية وذلك النعيم المقيم .
لذلك أنا أرجوكِ الآن يا أم إيهاب أن أكون أحد الذين ستشفعين لهم يوم القيامة.
تفاجأت المرأة من الطلب وقبل أن تجيب اردفت تسنيم :
- أنتِ ترين مدى تقصيري وغفلتي في السابق لذلك اقسم عليكِ بالله تعالى أن تساعديني في أخذ هذا المبلغ البسيط لعلني أكون من الذين ستذكريهم يوم الحساب فأدخل الجنة ببركة دعاءكِ أخية.
- لكن يا أختاه أخبرتكِ سابقًا بأني لا أقبل مساعدة أحد وقد اعتمدت على نفسي بعد اعتمادي على الله طبعًا..
- أنا لا أريد مساعدتكِ بقدر ما أريد أن أساعد نفسي!! لقد تراكمت الذنوب على ظهري نتيجة الغفلة التي كنت اعيشها، وبمقتضى مضمون الحديث الذي ذكرته لكِ فأنا الآن بحاجة إلى مساعدتكِ ولستِ أنتِ من تحتاج مساعدتي أبدا.
وأنتِ بقبولكِ هذا المبلغ المتواضع من المال ستجعليني أنام الليلة قريرة العين ومطمأنة النفس بأن هناك من سيأخذ بيدي ليدخلني معه الجنة يوم يقوم الحساب.
وأخيراً ابتسمت أم إيهاب!
مدت تسنيم يدها إلى حقيبتها وأخرجت منها مبلغ من المال وناولته لأم إيهاب التي أخذته وهي تردد :
- لن أخذلكِ أختاه بإذنه تعالى، وسأذكرك بكل خير عند ربنا الرحيم.
ثم نظرت أم إيهاب لذلك المبلغ متحدثة بدهشة :
- لكن هذا المبلغ كبير جدا يا أخية!
ابتسمت تسنيم وهي تقوم من مكانها مرددة :
- والفضل الذي ستقدميه لي كبير بل كبير جدًا غاليتي.. لا يوجد أفضل من أن يأخذ المؤمن بيد أخيه المؤمن ليدخله معه إلى نعيم الله الأبدي.
يتبع...
#تسبيحة_الزمن.. 2 ( الحلقة العاشرة)
🖊️ رويدة الدعمي

في إحدى الأمسيات سألت مريم زوجها وهو يضع طفلته جنات في حضنه ويلاعبها بكل محبة :
- بهاء.. لقد علق هذا السؤال في ذهني منذ لحظة إختيار تسنيم لإسم طفلتنا..
- وما هو السؤال؟ هاتِه!
- تلك الآية الشريفة التي ظهرت في القرآن وكانت تسنيم تقرأها بصوتٍ مسموع.
- لا اتذكرها بالضبط!
- أنا اتذكرها جيدًا وهي قوله تعالى ((وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖكُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُون ))
- اهاا.. نعم تذكرتها، ما بها؟
- سؤالي بالتحديد عن قوله تعالى ( قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) فما الذي يقصده المؤمنون في قولهم هذا ؟
- نعم فهمت سؤالكِ، اسمعي يا أم جنات الغالية لقد قرأت قبل فترة مقالًا جميلًا بهذا الخصوص لأحد الباحثين المهتمين بالقضية المهدوية حيث يقول عن قوله تعالى :
{ولمن خاف مقام ربه جنتان}} سورة الرحمن آية46
- أي جنة الآخرة وجنة دولة الامام المهدي- !!
تذكر الآية وعد من الله للمؤمنين الذين يخافون مقام ربهم بجنتين، جنة الآخرة هذه هي المعروفة، لكن الجنة الثانية ما هي؟ ومتى تكون؟
عند التأمل في الآيات القرانية سنجد بعض الإشارات والذكر لهذه الجنة، ويمكن أن نفهم عدة أمور عن حقيقة هذه الجنة.
ففي قوله تعالى أعلاه يُفهم منه وتحديداً من قوله (( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل)) يعني كل النعيم والخيرات التي يحصل عليها أهل الجنة قد رزقوا بها من قبل، وهذا ما يعني وجود جنة سابقة على جنة الآخرة .
وعندما نأتي لقوله تعالى (( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)) نجد من الواضح أنها تتكلم عن جنة في الحياة الدنيا وليس عن جنة الاخرة، وخصوصا في قوله تعالى ((وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء..)) فإن ما يحدث يوم القيامة هو ليس وراثة الارض للمؤمنين، الذي يحدث هو ((يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ))!
أما وراثة المؤمنين للأرض فهو يعني أن الأرض كانت بيد غير المؤمنين ثم انتقلت الى المؤمنين، ويؤكد هذا المعنى رواية وردت في أن الإمام المهدي بعد ظهوره سيتلو هذه الأية، وهذا ما يؤكد ان هذه الجنة يرثها الامام المهدي والمؤمنين بعد الظهور، والرواية هي:
{ قال المفضل: يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر؟ قال: يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده، ويلج الكعبة وحده، ويجن عليه الليل وحده، فإذا نامت العيون و غسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيل عليهما السلام، والملائكة صفوفا فيقول له جبرئيل:
يا سيدي قولك مقبول، وأمرك جائز، فيمسح عليه السلام يده على وجهه ويقول: " الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين…}
اما متى يرث المؤمنون الأرض وتكون لهم جنة، فالقرآن أيضًا يجيبنا بقوله ((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)) وهذه الآية كما هو ثابت المقصود منها هو في دولة الإمام الحجة عجل الله فرجه.
إذاً، ففي دولة الإمام الحجة سيرث المؤمنون الأرض وتكون لهم جنة يتبوؤا منها حيث يشاؤوا، وهي أيضاً الجنة الأولى التي وعد الله بها عباده المؤمنون.
وأيضًا يؤيده ما جاء في الكثير من الروايات التي تتحدث عن النعيم الذي يكون في دولة الإمام عجل الله فرجه من انعدام الأمراض، وغنى وثراء الناس وانتفاء الفقر نهائياً، وانتشار الأمن بشكل كامل بحيث تسير المرأة من العراق للشام بدون محرم، ولا تضع رجلها إلا على خضار، إضافة للتقدم والتطور والازدهار العلمي منقطع النظير الذي سيكون في دولة الامام عجل الله فرجه، حيث أن كل ما توصلت له البشرية هو حرفان فقط من العلم، والإمام سيظهر معها ٢٥ حرفا، ولكِ أن تتخيلي التطور العلمي الذي سيحدث!
قالت مريم بتعجب :
- لكن الذي انتشر بين الناس اليوم فكرة مفادها أن كل هذه التكنلوجيا ستنتهي في عصر الظهور ولن يكون بإمكاننا التواصل مع الجميع، ستنقطع الأخبار وستعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التطور العلمي واكتشاف وسائل التواصل!!
هزَّ بهاء رأسه أسفًا وهو يتحسر على كل ما يسمع من زوجته، قال بأسف :
- ولكن هل تصدقين هذا الهراء؟!
ابتسمت مريم وهي تلاحظ تأثر زوجها قائلة :
- لا أعلم حقًا!! هذا ما يقولوه!
- إنها الاسرائيليات الدخيلة على ديننا ومذهبنا يا مريم ،  فأعداء صاحب الزمان روحي فداه يحاولون بشتى الطرق إخافة الناس وبث الخوف فيهم من مسألة ظهور الإمام فيصورونه بأنه سيأتي للقضاء على العلم والتطور والتكنولوجيا!!
في حين أن الروايات التي وصلتنا عن الرسول صلى الله عليه وآله وعن أهل البيت عليهم السلام تحكي لنا عن عصر الظهور عكس هذا تمامًا!
- كيف.. أخبرني بربك؟
- ألم تسمعي أنه في عصره عجل الله فرجه سيرى من هو في المشرق أخاه الذي في المغرب؟ وبأنه حين يظهر ويلقي خطبته سيرونه حتى الذين هم خلف الجبال والبحار والوديان؟ ألم تقرأي بأنه في عصر ظهوره سيتمكن الإنسان من معرفة الأخبار عن طريق النظر الى كف اليد!!
- حقيقة لم أسمع، لكنها واضحة تمام الوضوح في أنها تنطبق على الوضع الحالي وما وصل إليه العالم من تطور وتكنولوجيا حتى صار رغم أطرافه المترامية وكأنه قرية صغيرة يمكن للذي في مشرق العالم أن يرى ويتحدث مع الذي في مغربه عن طريق الإنترنت! كما وإن الإمام المهدي عليه السلام إذا ظهر في هذه الفترة فعلاً سيراه الذي خلف الجبال والبحار والوديان عن طريق البث المباشر! كما أن بإمكاننا اليوم أن نعرف جميع الأخبار من كف اليد عند تصفحنا للمواقع الالكترونية عن طريق الهواتف النقالة!!
- والآن هل سيأتي الإمام للقضاء على التكنلوجيا أم إن التكنلوجيا وما وصلنا إليه اليوم من تطور كله سيكون في خدمة المهدي المنتظر؟!
- نعم فعلًا، وأظن أن الرسول وأهل البيت عليهم السلام لم يتكلموا بالتفاصيل وكانت أحاديثهم مجرد إشارات عن هذا التطور تبعًا لقاعدة ( حدث الناس على قدر عقولهم).
- أحسنتِ يا غالية..
إن هذه الروايات جميعها موجودة في الكتب التي تتكلم عن عصر الظهور، وسأجلبها لكِ لتقرأيها فهي موجودة في مكتبتنا عند تسنيم..
- بالمناسبة يا بهاء.. ما هي الكتب المهمة التي إن اطلعت عليها سيكون عندي معلومات وفيرة عن الإمام المهدي عليه السلام كما هي المعلومات عندك وعند تسنيم؟
- هناك الموسوعة المهدوية، عصر الظهور، يوم الخلاص في ظل القائم، وهناك أيضا الإمام المهدي من المهد إلى الظهور وغيرها الكثير الكثير..
جربي أن تقرأي أحد هذه الكتب على الأقل.
- نعم قرأت الكتاب الأخير الذي ذكرته، فقد أعطتني إياه تسنيم في بداية صداقتنا.
يتبع....
#تسبيحة_الزمن.. 2 ( الحلقة الحادية عشر)
🖊️ رويدة الدعمي

مضت السنوات وها هي جنات تكمل التاسعة من عمرها وقد رزق الله بهاء ومريم بأخٍ لها أسمياهُ ( علي) وها هما يتهيئان لاستقبال الطفل الثالث..
أما تسنيم فلقد كانت تقضي جلّ وقتها بعد الجامعة في حي الفقراء الذي زارته لأول مرة قبل ثماني سنواتٍ خلت.
لقد قررت أن تهب مشاعر الامومة الملتهبة في داخلها إلى كل هؤلاء المحتاجين بدلًا من أن تختزلها في طفلٍ واحد!
وكانت كلما ساعدت شخصًا أو عائلة تحمد الله أن سخرها لهم وتستشعر مدى النعمة التي هي فيها الآن حيث ليس لديها مسؤوليات كبيرة في البيت فلا أولاد يجبرونها على المكوث لديهم طول الوقت، ولا زوج متشدد معها خاصة أنه يوم يمكث في بيتها ويوم في البيت الآخر حتى صارت تستأنس لحالها هذا وتردد برضا وتسليم ( يقينًا كله خير) 💚
زادت العلاقة بينها وبين أم إيهاب وصار كل همها أن تبني لتلك المرأة وأيتامها الثلاثة بيتًا بسيطًا ومريحًا يأويهم ويخلصهم من ذل الإيجار وصعوبته..
قالت لبهاء في إحدى الأمسيات :
- لدي أمنية وأتمنى من زوجي العزيز أن يساعدني في تحقيقها.
- خير إن شاء الله؟
- إنها بخصوص أم إيهاب.. في بالي أن أساعدها في بناء منزل بسيط.
- لله درك يا غالية، نعم اكملي.
- حتمًا سمعت بخبر قطع الأراضي التي تنوي الدولة بيعها بأسعار مناسبة لنا نحن أساتذة الجامعات..
- نعم سمعت
- أريد شراء قطعة من تلك القطع لأهبها لتلك الانسانة المجاهدة..
- لأم إيهاب؟
- نعم ومن غيرها!
- وهل تظنين بأني سأعارض؟
- لا طبعًا.. أعلم بأنك ستوافق على طلبي.
قال بلهجة صارمة :
- لا يا حبيبتي لم تحزري! قد لا تعرفين بهاء حتى الآن..
صدم هذا الكلام تسنيم واتسعت حدقتا عينيها الجميلتين وهي تحدق بقلق في ملامح زوجها الذي بدى غريبًا بعض الشيء..
عاد للحديث وما زال الانزعاج باديًا عليه :
- كيف إلى الآن لم تعرفي طبعي؟ كيف!
- ولكن ما الذي سنخسره إن ساعدنا تلك المرأة؟ ثم متى كنت تحاسبني على المال وأين سأصرفه!
اعتدل في جلسته وحاول أن يبدو أكثر حدة وهو يقول :
- أنا لن أوافق على شراء تلك الأرض لها فقط بل سأقوم بإعانتكِ في بناءها بكل ما أوتيت من قوة.
ثم أطلق ضحكةً عالية وهو يمازح زوجته بالقول :
- ما بكِ تجمدتِ في مكانك؟ منذ متى أرفض لكِ طلبًا بالله عليكِ؟
صمتت تسنيم لكن دموعها لم تصمت فانطقلت من بين اجفانها صارخةً معاتبة!
قالت أخيرًا وهي تمسح دموعها وتبتسم :
- سامحك الله يا بهاء لقد كاد قلبي أن يقف...
- الهذه الدرجة يهمكِ أمر تلك المرأة؟
- ليس أمرها فقط ، بل أمرك أيضًا.. فلقد صدمني موقفك وخلت للحظة إنك لست زوجي الذي اعرفه حق المعرفة!
- سامحكِ الله يا تسنيم، كيف هكذا ولمجرد كلمة اسأتِ الظن بي؟
- لم تكن كلمة! ملامح وجهك كلها كانت تقول بأنك تغيرت!
- حاولت التمثيل لأرى ردة فعلكِ لا أكثر، ولأني أحببت ممازحتكِ أيضًا.
- جميل أن يمازح الرجل زوجته لكن ليس جميلٌ أبدًا أن يكسر قلبها ويجمد الدم في عروقها هكذا!
صمت فجأة وغير ملامحه إلى الحدة مرةً أخرى وقد قال بعصبية :
- مثلما توقعت، أنتِ إلى الآن لا تعرفيني فتصدقين مباشرة كل ما أفعله ولو بالمزاح! هل هذه فِعال الزوجة الصالحة، تسيئين الظن بزوجكِ المؤمن بكل هذه السرعة؟!
لم تحتمل تسنيم كل هذا التمثيل فقامت ورمت الوسادة عليه بقوة وهي تصرخ :
- كفاك مزاحًا أرجوك، أي رجلٍ أنت! أليس في قلبك ذرة رحمة! اترك المزاح واخبرني هل فعلًا ستساعدني في بناء ذلك المنزل؟
قال وهو يرمي الوسادة باتجاهها ويعود لتقشير تفاحته :
- نعم والله سأفعل هذا.. ما بكِ لا تصدقين؟ هل مزحت معكِ يومًا!!!
قالت وهي تنظر إليه شزرًا :
- لا لم تمزح معي مرتين قبل قليل.. على الإطلاق!
ضحك الاثنان وتعاهدا على مساعدة أولئك الأيتام بكل ما رزقهم الله به من حنانٍ ورحمةٍ وقوة.
يتبع...
#تسبيحة_الزمن.. 2 ( الحلقة الثانية عشر)
🖊️ رويدة الدعمي

إتصل بهاء بتسنيم وهو يحثها على القدوم بسرعة إلى المشفى..
قالت وقد صار قلبها ينبض بقوة :
- هل حالتها خطرة لا سمح الله؟
جاءها صوت بهاء باكيًا :
- لقد أخبرني الطبيب بأنه علينا إنقاذ أحدهما أما الطفل وأما مريم ولا مجال أن يعيشا معًا ، فتوسلت إليه أن ينقذها هي.. يا إلهي ماذا أفعل؟ تعالي بسرعة أرجوكِ يا تسنيم أنا محتاج لشخص يمسكني حتى لا أقع فقدماي لم تعودا قادرتين على الوقوف!
كانت تسنيم تستمع بدهشة لزوجها وهو يبكي.. فهي وللمرة الأولى تسمع فيها صوت بكائه!
ركبت سيارتها واتجهت مباشرة إلى ذلك المشفى..
دخلت فوجدت بهاء يجلس في صالة الانتظار وقد تورمت عيناه من البكاء!
اتجهت نحوه، وضعت يدها على كتفه وسألته بارتباك :
- ما الذي حدث بربك؟
هنا زاد نحيب بهاء ضامًا وجهه بين كفيه، قال بصعوبة :
- لقد كتبت ليلة أمس وصيتها، طلبت أن لا يفتحها أحد غيركِ يا تسنيم، أدّت صلاة الليل بصعوبة وكنت أسمع صوت أنينها وأوجاعها.. آه عليكِ يا مريم.. آه.
بكت تسنيم هي الأخرى، ثم خاطبت زوجها محاولةً زرع القوة في داخله..
- لكن ما هذا الضعف الذي أنت فيه الآن؟ أي انهيار هذا وأي استسلام؟ لماذا تدع الشيطان يبث اليأس في داخلك؟ إن ما يكتبه الله لنا علينا قبوله مهما كان وفي نفس الوقت يجب أن لا نيأس ولا نترك الدعاء.. إنه لطيف بعباده ويعرف مصلحتنا أكثر منا، إن كان يجب أن نجتاز ما يختبرنا به فيجب أن نجتازه بقوة وشجاعة ورِضا.. فأين أنت من كل هذا؟
صمت بهاء، مسح دموعه.. قام من مكانه وهو يردد : أستغفر الله وأتوب إليه وأسأله اللطف والرضا.
هنا خرجت الطبيبة من صالة العمليات ولم تكن علامات وجهها تبشر بخير!
اقتربت من بهاء وهي تقول :
- عملنا الذي علينا يا أستاذ ، طبيب القلب أيضًا لم يقصر في شيء.. تستطيع الدخول لرؤية طفلتك الآن.
قال بترقب :
- وزوجتي؟
خفضت رأسها وهي تتمتم : ساعدك الله على فقدها.
شعر بهاء بقوة تسنده من الخلف، لم يكن مصدر تلك القوة تسنيم.. لأنها ركضت إلى الغرفة ما إن سمعت كلام الطبيبة، فما كان مصدرها؟
قال مرددًا وبثقة كبيرة : إنا لله وإنا إليه راجعون.. لن أعترض على حكمك يا الله لكني أسألك الرحمة والمغفرة لزوجتي وأن تعوضها عن كل آلامها بجنةٍ عرضها السماوات والأرض فإنها كانت نِعم الزوجة لي ونِعم الأم الصالحة لأولادي ، كما وأسألك أن تلطف بحالي وحال أطفالي من بعدها.
مشى نحو الصالة بخطواتٍ ثقيلة وهو يسمع بكاء تسنيم ونحيبها، دخل فوجدها ترمي بنفسها على جثمان مريم وهي تردد : حبيبتي وأختي.. آهٍ عليكِ.. آه!
لم يتمالك نفسه عاد للبكاء هو الآخر محاولًا رفع تسنيم عن جثمان مريم لكنها كانت ترفض ذلك!
قال لها معاتبًا : ولكن.. ألم تتكلمي معي قبل قليل عن القوة والرضا بقضاء الله وقدره؟!
قالت له الممرضة : اتركها يا أخي، الظاهر إن علاقتها بها قوية جدا.. هل هي أختها؟
لم يستطع بهاء الإجابة فلقد خنقته العبرة..
أجابت الطبيبة بدلًا منه وهي تهمس في أذن الممرضة :
- إنها ضرتها، فالمرحومة هي الزوجة الثانية للأستاذ بهاء، أما هذه التي أمامكِ فهي زوجته الأولى..
فغرت الممرضة فاهها متعجبة مما ترى وتسمع! فكيف نشأت هذه العلاقة القوية بين الضرتين؟!
قطع على تسنيم بكائها صوت رقيق لامس شغاف قلبها..
التفتت وهي تردد بلهفة :
- إنها تبكي.. الطفلة، الطفلة!
وفي مكان بعيد عن جثمان الأم كانت ترقد تلك الطفلة الصغيرة، ركضت تسنيم نحوها..
- آه.. حبيبتي!
لا تبكي طفلتي الحبيبة، تعالي إليَّ يا غالية، إنظر يا بهاء ما أجملها سبحان الخالق!
أخذ بهاء ابنته بين يديه، قرَّب فمه من أذنها الصغيرة وفعل معها كما فعل بطفليه السابقين ..
أذنَّ بصوته الشجي في أذنها اليمنى وأقام في اليسرى ثم ناولها لتسنيم قائلًا :
- ستكونين أنتِ أمها يا تسنيم، قربيها إليكِ وضميها لتشعر بحنانكِ أكثر.. لتعتاد عليكِ منذ الآن.
أخذت تسنيم الطفلة وضمتها إلى صدرها وهي تقول : سأكون لها كأمها إن شاء الله.
ثم أخذت الطفلة عند أمها وهي تردد ودموعها لا تترك عينيها :
- نامي قريرة العين يا مريم، طفلتكِ أمانة في رقبتي.. بل أطفالكِ جميعهم أمانة في رقبتي إلى آخر لحظة من حياتي.. أعدكِ يا أختاه.
يتبع..
#تسبيحة_الزمن.. 2 ( الحلقة الثالثة عشر)
🖊️ رويدة الدعمي

خرج بهاء ليكمل إجراءات استلام جثمان زوجته، تبعته الممرضة وهي تشعر بأن الفضول سيقتلها، نادت خلفه ليقف، شعرت بالخجل من موقفها لكنها تشجعت بالقول :
- أستاذ بهاء.. من فضلك!
توقف بهاء ونظر إليها فخفضت تلك الفتاة عينيها خجلاً من الدموع التي تلألأت في عينيه ..
قالت أخيرًا :
- أعتذر عن فضولي يا أستاذ، لكن قد لا أراك بعد اليوم فأتمنى أن تجيبني عن تساؤلاتي بخصوص زوجتيك!
قال بهاء مندهشًا :
- نعم تفضلي.. لكن استعجلي رجاءًا..!
- نعم.. نعم بالتأكيد، سؤالي هل فعلًا أن زوجتك الراحلة هي الثانية أم أن الطبيبة متوهمة؟!
- لا ليست متوهمة، كلامها صحيح.
- والسيدة تسنيم هي الأولى؟
- نعم
- ولكن يا أستاذ وأعتذر على فضولي.. أنا أراكما متحابين كثيرًا حتى إنني لم أرَ في حياتي زوجين أكثر توافقًا منكما!
- نعم فعلًا مثلما وصفتِنا .. هذه هي الحقيقة.
- إن كانت هذه هي الحقيقة يا أستاذ، فلماذا تزوجت بالمرحومة مريم؟!
فهم بهاء سبب فضول الممرضة فعذرها في سرهِ على ذلك ثم أجاب :
- إن هذه كانت رغبة زوجتي، أقصد أنني تزوجت بالثانية حسب رغبة الأولى.
- ولكن لماذا رغبت هي بذلك؟
- لأنها لا تستطيع الإنجاب.. فاختارت لي صديقتها المقربة لعل الله يرزقني منها بالذرية الصالحة .
شكرت الممرضة بهاء على حسن أخلاقه معها لكنها لم تتوقف عند هذا الحد بل عادت لتسنيم لتلقي عليها المزيد مما في جعبتها من أسئلة!
ثم وبعد أن لاحظت الأخلاق العالية لتسنيم وسعة قلبها قررت أن تساعدها ما استطاعت، فأخذت منها الطفلة وحاولت أن تهدأها مما فسح المجال لتسنيم من الاتجاه نحو جثمان صديقتها لتجلس بقربها وتبدأ بقراءة سورة ( يس) التي حفظتها عن ظهر قلب، ثم طلبت من الممرضة أن تساعدها في العثور على كتاب مفاتيح الجنان فركضت تلك الفتاة لجلبهِ من إحدى زميلاتها الممرضات، قرأت تسنيم دعاء العديلة وزيارة عاشوراء عند رأس صديقتها وسلمت على صاحب الزمان عليه السلام وهي تقول له :
- أعلم إنك كنت في جانبها ساعة خروج روحها لأنها كانت من شيعتكم المحبين يا مولاي وأنت الكريم ابن الكرام كما هو جدك رسول الله وآبائك الطاهرين حين يزورون محبيهم ساعة الاحتضار وعروج الروح لخالقها.
ثم نظرت لمريم الراقدة بسلامٍ أمامها وتكلمت معها بدموع الشوق واللهفة والانتظار..
- هنيئًا لكِ يا أختاه إذ رأيتِ إمام الزمان، حتمًا إن فرحتكِ بلقاءه أنستكِ الآم الاحتضار ومشاعر الخوف من الموت، حتمًا جمال طلعته البهية جعلتكِ تنسين الدنيا وما فيها، ذلك الجمال الذي يأخذ بالألباب، كيف لا وهو يوسف آل محمد! كيف لا وقد وصفه جده الرسول بطاووس أهل الجنة!
********
كانت مريم قد تركت رسالة لتسنيم قُبيل وفاتها بيوم واحد وطلبت من بهاء أن يسلمها لها بعد رحيلها إلى عالم الملكوت..
فتحت تسنيم الرسالة بأنامل مرتجفة وصارت تقرأ بدموع بللت الرسالة منذ الأسطر الأولى!
بسم الله الرحمن الرحيم..
حبيبتي وصديقتي وأختي تسنيم :
أكتب لكِ هذه الرسالة التي ستقرأينها حين أكون أنا بجوار الرفيق الأعلى..
أوصيكِ يا أخيتي خيرًا بأولادي رغم أنني أعلم جيدًا بأنكِ أهل لتربيتهم تربيةً صالحة، لكنني أحببت تذكيركِ بأنهم مشاغبون بعض الأحيان وبأنهم قد يسببون لكِ الكثير من المتاعب وخاصة الصغير ( علي) وأذيته ناشئة من كونه ما يزال طفلًا ليس إلا!
أما جنات وأختها التي في بطني ( إن صدق السونار بأنها بنت) فأنا مطمئنة كامل الاطمئنان إلى أنكِ ستملئين قلبيهما بالحياء والعفة والطهر وحب الحجاب والعباءة.. هنيئًا لأولادي بأمٍ مثلكِ.
لا أريد أن أطيل عليكِ أخية.. فقط أحببت أن أوصيكِ بأولادي وأن تعتبريهم أولادكِ أنتِ وبهاء وتنسين أمر مريم التي طرأت على حياتكما فجأة.
قومي بتربيتهم كما يمليه عليكِ ضميركِ فأنا كُلي ثقة بكِ غاليتي، لكن ارجوكِ رجاء الأم التي ستفارق أبناءها إلى الأبد أن لا تصرخي في وجوههم أو تضربيهم إن اساءوا الأدب يومًا فهم أيتامًا مكسور فؤادهم ..
دعي هذا هذا الأمر لأبيهم، فأنا لا أريدهم أن يكرهوكِ أو يحقدوا عليكِ.. أعلم بأنكِ إن صرختِ عليهم أو ضربتِهم فهذا لمصلحتهم ولخوفكِ عليهم لكني أخشى أنا يأخذوا الأمر بأنكِ تفعلين كل ذلك معهم فقط لأنكِ زوجة أبيهم!
أما إن عاملتِهم باللطف دائمًا فسيحبوكِ حتى أكثر مني .. صدقيني.
لم تقصري معي في شيء لا أنتِ ولا بهاء فجزاكما الله كل خير، حاولتما إسعادي وتخفيف مرضي حتى نسيت لسنواتٍ طويلة أني مريضة بمرضٍ خطير!
********
وفي نهاية الرسالة كتبت مريم عبارة جعلت تسنيم تجهش بالبكاء أكثر من أي وقت..
حيث كتبت بحروف تركت آثار الدموع واضحةً عليها عبارة ( يا صاحب الزمان أدركني ولا تتركني) 💔
كانت مريم تريد أن تكمل رسالتها بشكر تسنيم على كل ما قدمته لها من تضحيات، وأرادت أن تشكرها على ما اوقدته في قلبها من محبة لولي الله الاعظم ( عجل الله فرجه الشريف) بعد أن كانت تخشى سماع إسمه!
أرادت أن تكتب لها أشياءً كثيرة كانت تسنيم هي السبب في إيجادها في قلب مريم لكن الآلام التي كانت تضرب بقلبها بل وجميع بدنها جعلتها تتوقف عن الكتابة وتكتفي بكتابة هذه العبارة في نهاية رسالتها مخاطبةً للحبيب الغائب بأن لا يتركها في لحظات حياتها الأخيرة.
قبّلت تسنيم الرسالة وضمّتها إلى قلبها وهي تردد : لديَّ كامل الثقة بأن إمامنا الحجة روحي فداه لم يترككِ وكان معكِ في تلك اللحظات الرهيبة، حتمًا خففّ عنكِ هول ساعات الموت لأنكِ وثقتِ بهِ كثيرا 💙
يتبع...
#تسبيحة_الزمن.. 2 ( الحلقة الرابعة عشر)
🖊️ رويدة الدعمي

كانت الليلة الأولى هي أصعب الليالي التي يعيشها أبناء مريم بعيدًا عن أمهم..
كان بكاء جنات وعلي وجدتهم يزداد كلما زاد بكاء الصغيرة ( هبة الرحمن) والتي كانت تتضور جوعًا وهي تبحث عن الحليب..
بكت تسنيم أيضًا لبكاء الصغيرة وهي تحاول أن تسكتها لكن دون جدوى.
قال بهاء مخاطبًا أم مريم :
- أرجوكِ يا خالتي توقفي عن البكاء وحاولي أن تهدأي من روع الصغار جنات وعلي..
وأنتِ يا تسنيم امسحي دموعكِ وسأذهب حالًا لأجلب حليب اطفال مع رضّاعة زجاجية من اقرب صيدلية، فلا يمكن أن تبقى الطفلة تصرخ هكذا!
قالت الجدة : لكن يا بني حاولنا أن نعطِها ماءًا وسكرًا كما ترى فلن تأخذه، فهل ستأخذ الحليب!
- يا خالة.. ماء وسكر! وفي الملعقة! يجب أن تشرب الحليب لتشبع وتنام.
- لكن يا ولدي الحليب الصناعي قد يؤذي صحتها منذ اليوم الاول لها!
- أوه يا خالتي.. بربكِ هل اترك الطفلة تموت من شدة البكاء؟!
- حسنٌ حسنٌ.. افعل ما يحلو لك.
قالت الجدة كلامها هذا وهي تسحب حفيديها معها لتخرجهما إلى صالة الجلوس.
نظرت تسنيم بعتب إلى بهاء وهي تلومه بالقول :
- سامحك الله يا أبا علي لو كنت أكثر لطفًا معها.. لا تنسَ بأنها قد فقدت ابنتها اليوم!
أجابها زوجها بأسف :
- وهل يعني هذا أن أفقد إبنتي أنا أيضا؟!
خرج من الغرفة وهو يردد الحوقلة والاستغفار، بعد عشر دقائق عاد ومعه الحليب والرضّاعة الصغيرة..
وبعد ربع ساعة فقط كانت الصغيرة قد نامت بين يدي تسنيم وقد شربت الحليب بالكامل!
صلى الثلاثة صلاة الوحشة لمريم وقرأوا لها سورًا من القرآن الكريم ولم يأكل أي أحد شيئًا من طعام العشاء ما عدا الصغيرين اللذين كانا جائعين جدًا، غفى علي بين يدي جدته فأخذته لسريره، أما جنات فلقد شعرت تسنيم بأنها لن تستطع النوم بسهولة هذه الليلة فاتجهت نحو سريرها وكان حدسها في محله!
مدّت تسنيم يدها نحو رأس جنات وصارت تمسح على شعرها بحنانٍ ورفق..
نهضت جنات مرعوبة وهي تردد : أمي أمي!!
ولما كان الضوء في الغرفة خافت جدًا سألت جنات بصوت مختنق : هل أنتِ أمي؟
مدت تسنيم يدها وأمسكت بيد جنات وهي تحضنها وتقول : سأكون أمكِ منذ اليوم يا حبيبتي.
بكت جنات وهي تحضن تسنيم قائلة :
- هل يعني هذا إنني لن أرَها بعد اليوم؟!
صمتت تسنيم وقد صارت العبرة في حنجرتها كالجمرة، رفعت جنات رأسها من حضن زوجة أبيها ثم صارت تصرخ بأعلى صوتها : لماذا لا تجيبين؟ لماذا يجب أن لا أرى أمي بعد اليوم؟ لماذا أنتِ من ستكونين أمي؟ لماذا ليست هي؟! لماذا..؟ أنا لا أحبكِ مثلما أحبها، هي أمي الحقيقية ولا أريد غيرها.
حاولت تسنيم أن تهدأ الصغيرة بالقول :
- أنا لا ألومكِ يا جنات فأنا أيضًا فقدت والدتي منذ سنوات! أنا مثلكِ يا جنات ليس لديَ أم.. ألا تواسينني يا حبيبتي؟
صمتت جنات وقد لمحت دموع تسنيم فقالت بأدب :
- أعتذر جدًا.. ولكن!
- لكن ماذا ياحبيبتي؟
- أنا أكره الموت.. فهو الذي أخذ مني أمي، كما أخذ منكِ أمكِ..
ثم عادت للبكاء، فما كان من تسنيم إلا الإستمرار في محاولة تهدأتها..
- إن أمكِ الآن في دارها الجميلة التي أعدها لها الله تعالى.
صمتت جنات ولم تبادل تسنيم أي كلمة فاستمرت الأخيرة بالكلام وهي متيقنة بأن جنات تنصت لها الآن :
- إن الموت يا حبيبة قلبي لا يعني أن عمر الإنسان قد انتهى كما تتصورين الآن! فأمكِ يا جنات قد انتقلت من دارٍ قبيحة إلى دارٍ جميلة بل ورائعة..
استغربت جنات من هذه الكلمات فرفعت رأسها من الوسادة وهي تمسح دموعها قائلة :
- لكن ماذا تقصدين بهذا الكلام؟ هل دارنا قبيحة!
ابتسمت تسنيم وهي تجيبها :
- لا يا حبيبتي لم اقصد داركم على الإطلاق! فالدار القبيحة هي هذه ( الدنيا)..
- ماذا؟ الدنيا!
- نعم يا بُنيتي.. فلقد وصف إمامنا علي بن أبي طالب عليه السلام هذه الدنيا بالسجن حينما قال ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر).
- أما الآخرة..
قاطعتها جنات بالقول :
-أعتقد بأني أعرف ما تريدين وصفه بها..
- ماذا؟
- هي على عكس الدنيا تمامًا.. فالآخرة سجن الكافر وجنة المؤمن 🌿
- أحسنتِ يا جنات.. ما أسعدني بكِ يا قرة عيني!
ابتسمت جنات لأول مرة بعد وفاة أمها وشعرت بالفرح وكأنها صنعت إنجازًا كبيرًا.
يتبع...
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يا الله

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي المتابعين الكرام أدناه روابط كل حلقة من حلقات #تسبيحة_الزمن ( الجزء الثاني) حتى يسهل للقارئ الكريم الرجوع للحلقة التي يرغب بقراءتها..



الجزء الأول بشكل ملف🌸👇

https://t.me/rwaydadaamy/313

الجزء الثاني بشكل حلقات👇


الحلقة الأولى🌸

https://t.me/rwaydadaamy/355

الحلقة الثانية🌸

https://t.me/rwaydadaamy/356

الحلقة الثالثة🌸

https://t.me/rwaydadaamy/359

الحلقة الرابعة🌸

https://t.me/rwaydadaamy/360

الحلقة الخامسة🌸

https://t.me/rwaydadaamy/364

الحلقة السادسة🌸

https://t.me/rwaydadaamy/367

الحلقة السابعة🌸

https://t.me/rwaydadaamy/370

الحلقة الثامنة🌸

https://t.me/rwaydadaamy/373

الحلقة التاسعة🌸

https://t.me/rwaydadaamy/381

الحلقة العاشرة🌸

https://t.me/rwaydadaamy/384

الحلقة الحادية عشر🌸

https://t.me/rwaydadaamy/387

الحلقة الثانية عشر🌸

https://t.me/rwaydadaamy/389

الحلقة الثالثة عشر🌸

https://t.me/rwaydadaamy/390

الحلقة الرابعة عشر🌸

https://t.me/rwaydadaamy/392
ومستمرين في نشر باقي الحلقات يوميًا بإذنه تعالى 🌹
#تسبيحة_الزمن.. 2 ( الحلقة الخامسة عشر)
🖊️ رويدة الدعمي

عادت جنات للتساؤل :
- ولكن لماذا الدنيا سجن المؤمن؟
- لأن الله أعدَّ لنا الراحة الأبدية في الآخرة يا حبيبتي وما الدنيا إلا دار بلاء واختبار وفتنة!
قال تعالى :
( أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنّا ثم لا يُُفتنون)؟
وعندما ينجح المؤمن في إختباره سيختار الله له الراحة الأبدية ليخلصه من سجن الدنيا الذي كان مليء بالهموم والمشاكل والابتلاءات كالفقر أو المرض أو ما شابه.
- إذن حدّثيني عن إنتقال الإنسان المؤمن من هذا السجن إلى تلك الجنة..
- إن الموت يا جنات ما هو إلا قنطرة أو جسر يعبر عليه المؤمن من هذه الحياة الدنيا إلى تلك الحياة المليئة باللذات والنِعم الخالدة التي لا انقطاع لها ولا زوال.. فهل يكره الإنسان أن ينتقل من السجن إلى القصر؟!
ابتسمت جنات للمرة الثانية وقالت :
- لا طبعًا، بل ما أروع ذلك!
حمدت تسنيم الله كثيرًا في سرها إذ استعادت جنات هدوءها ثم استمرت بالحديث معها :
- لقد وصفت الأحاديث الشريفة حالة المؤمن ساعة الانتقال من دار الدنيا إلى الدار الآخرة كخلع ثياب قذرة وفك قيود واغلال ثقيلة واستبدالها بأفخر الثياب وأجملها وأطيب الروائح وأزكاها.
- لكن يا ماما تسنيم.. لماذا نحن لا نحب الموت ونخاف منه إن كان هذا حاله؟!
- ولكن هل أنتِ الآن بعد سماعكِ كل هذا ما زلتِ تخافين من الموت؟
- هل تريدين الحقيقة؟ أنا كنت أكره الموت لكن بعد أن ماتت أمي وبعدما سمعته منكِ فلقد صرت احبه لأرى أمي اولًا ولأرى نعيم الله ثانيًا.. ولكن!
- هل ما زالت هناك لكن!
- نعم فأنا ما زلت أخشى ملك الموت قابض الأرواح والذي وصفته لي صديقتي في المدرسة بأن له منظر مرعب جدًا فهل هذا صحيح؟!
- هذا صحيح إن كان الإنسان كافرًا يا حبيبتي، أما الإنسان المؤمن فإنه يرى ملك الموت في أجمل صورة، ويفرح لرؤية هذا الوجه الحسن لكن وما أن يعلم بأنه ملك الموت حتى يجزع ويحزن فيقول له ملك الموت : لا تجزع! فوالله لأنا أبرُّ بك وأشفق من والدٍ رحيمٍ لو حضرك.
- وماذا يقصد بهذا الكلام؟
- يقصد بأنه سيكون معه رقيقًا ولطيفًا كما هو الأب الرحيم مع ولده، ولن يؤذيه حين يقبض روحه بل ستخرج روحه من جسده بكل سهولة كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وآله كخروج الشعرة من العجين وحتى لا يدري المؤمن هل مات أم ما زال حيًا!!
- الله! الهذهِ الدرجة؟!
- نعم يا حبيبتي، إذ إن الله تعالى يمحو كل الذنوب عن عبادهِ المؤمنين من خلال ابتلاءهم في الدنيا بشتى الابتلاءات التي تذهب بذنوبهم فيطهرهم بها ويزكيهم حتى عندما يأتي أجلهم يكونوا خالين من الذنوب والخطايا تمامًا ويعودوا كما ولدتهم أمهاتهم.. أنقياءً من كل سوء.
- إذن الله يبتلينا لمصلحتنا وليس لأذيتنا وعذابنا!
- نعم يا ابنتي..
- ونار جهنم ليست للمؤمنين أبدًا لأنهم وإن كانت لديهم ذنوب ومعاصي قليلة فسيمحوها الله لهم من خلال صبرهم على البلايا والمصائب.
- أحسنتِ.. أحسنتِ
- إنها فقط للمعاندين والكافرين وأصحاب الذنوب الكبيرة والعظيمة.
ابتسمت تسنيم وقد أبهرتها فطنة جنات وذكائها :
- نعم بالضبط يا حبيبة قلبي.
- ماما تسنيم.. لم أعد أخشى من الموت ، صرت أحبه وأحب الله كثيرًا لأنه لطيفٌ بنا ويحبنا لدرجةٍ كبيرة.
**
في صباح اليوم الثاني فتحت تسنيم بيتها لاستقبال المعزيات وجاءت أخوات مريم من مناطق سكناهما وكذلك ريان أخت تسنيم بعد سماعهن الخبر الأليم..
أما بهاء فكان يستقبل المعزين في الجامع الكبير التابع لمدينتهم.
كان علي الصغير يبكي كثيرًا وهو يبحث عن وجه أمهِ بين النساء.. لماذا لا يراها؟
كانت جدته وكذلك خالاته يحاولن إسكاته لكن ما من فائدة! فهو ما زال صغيرًا على فهم حقيقة الموت فكيف يُفهمونه بأن أمه قد رحلت للأبد؟!!
نظر إلى تسنيم وهي موشحة بالسواد، ركض نحوها بعد أن يأس من جدته وخالاته اللواتي لا يقبلن أن يقلن له أين أمه ولماذا لا يراها؟!
صاح وهو يرتمي في حضن تسنيم ويبكي بشدة :
- ماما تسنيم.. أين هي ماما مريم؟!
ارتفع صوت النساء الحاضرات بالبكاء والنحيب، قامت تسنيم من مكانها بعد أن شعرت بأن قلبها سيتفطر من الألم، أمسكت الصغير من يده بهدوء واتجهت به نحو غرفتها، وهناك بدأت بالكلام معه وهي تمسح دموعه :
- حبيبي علي ماما مريم الآن في الجنة.
جاءها صوته يدمي القلب : ولماذا تركتني ورحلت لوحدها؟
- إسمع يا علي.. إن هدأت وتوقفت عندك البكاء فسأفتح لكم جهاز الحاسوب لتلعب فيه العابًا جميلة.. ما رأيك؟
- سأتوقف عن البكاء لكن بشرط : أن تخبريني متى أذهب لرؤية امي في الجنة؟
- ستتمكن من رؤيتها حينما يأذن الله بذلك.
- ومتى يأذن الله؟
أجابته تسنيم وهي تحاول أن تصل لمستواه العمري :
- إننا حينما نكون أناسًا مهذبين ومؤدبين فإن الله سيحبنا ويدخلنا إلى الجنة.
صمت علي فجأة وهو يمسح دموعه :
- من اليوم سأكون ولدًا مهذبًا.. هيا افتحي لي حاسوبكِ لألعب.
- هذا هو الحاسوب تحت أمرك، وسأذهب للمطبخ وأحضر لك طعام الغداء.
جلس الصغير يلعب حتى جاءته تسنيم بالطعام فأكل ثم أخذته ليغسل فمه وأسنانه وعادت به إلى غرفتها، استلقت بجانبه تسرد له الحكايات الجميلة حتى استسلم للنوم.
غطته تسنيم بهدوء وتركته نائمًا على سريرها واستعدت لترك الغرفة بعد أن اطمأنت على نوم الصغيرة هبة أيضا.. لكنها تفاجأت بدخول الجدة مع حفيدتها جنات.
يتبع...
كُتِب إلى الإمام الجواد عليه السلام : علمني شيئًا إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة، فكتب بخطه الشريف : أكثر من تلاوة إنا أنزناه، ورطب شفتيك بالاستغفار 🌱
نبارك لكم ذكرى ولادة الإمام الجواد عليه السلام في العاشر من شهر رجب الأصب.