‏"يا لمَحدوديّة الكَلمات مُقابل ماهُو موغِلٌ في العُمق، إنها بكُل بلاغَتها وفَصاحتها، لا تُبلغه، ولاتَفصح عَن مَكنونه. بالكاد تمسّه، وتَقبض قبضةً من أثِره، فتُظهر طَيفه لا كَيفه. يا لِغُربةِ الشعور."

رجُلٌ وامرأةٌ كأنَّما كانا ذرَّتَينِ مُتجاورتَين في طينةِ الخلقِ الأزلِيَّةِ وخرجَتا من يَدِ اللهِ معًا، هي برَوعتِها ودلالِها وسِحرِها وهو بأحزانِه وقُوَّتِه وفلسفتِه، فكان منهما شيءٌ إلى شيءٍ، كما تُوضَعُ زُجاجةُ الحِبرِ الأسودِ إلى جانبِ يتيمةٍ من الألماسِ أُجِيدَ نحتُها وصقلُها وتكسَّرَ على جوانبِها شعاعُ الشمس؛ فإذا هي مِن كُلِّ جِهةٍ ثَغرٌ يَتلألأ، وإذا بالزجاجةِ ولو على المجازِ "ألماسٌ أسود".

- المقدمة، رسائل الأحزان

‏لا تسألوا الله على قَدْر ضَعف أمانيكم، ولكن على قَدْر سعة مُلكه؛ فإن خزائنه لا تنفد، وكلمته لا تُرد، وما شاءه كان.

يؤلمني التفكير اليوم،
‌آلمتني الكلمة الّتي قلتها بالأمس
‌وتلك الّتي لم أقلها،
‌ثمّة أيّام مثل أماكن مُعدَّة
‌لجعل كلّ شيء يتألّم

-روبرتو خوارّوث

وهي في لونِها ذاتُ بياضٍ أسمرَ مُحمرٍ وَضِيءٍ يغترِقُ العينَ حُسنًا، وكأنَّ ائتلافَ الألوانِ الثلاثةِ فيها جُملةٌ مُركَّبةٌ من لغةِ النورِ والهواءِ والحرارة، معناها الجمالُ القويُّ الصحيح.

[الرسالة السادسة || رسائل الأحزان]

"وَاللَهُ أَرحَمُ بِالفَتى مِن نَفسِهِ
فَاعمَل فَما كُلِّفتَ ما لَم تَستَطِع."

- أبو العتاهية

ضمّوني بين دعواتكم فلعلّ في دعائكم نورًا يبدّد عتمتي ورحماتٍ تتنزل على قلبي المثقل وإن كنتم لا تعرفون منّي سِوى اسمي فلعلّ دعوةً من قلبٍ لا يعرفني تُصيب باب السماء وتُغيّر قدري بما لا أُحسن طلبه

(أتمنى أن يكون وجودي منفذاً صغيراً يبثُ لحياتكَ الضوء والسعادة)
منذ الأمس تتردد في ذهني هذهِ الرسالة لفروغ فرخزاد وأتمنى مثلها ،على أن لا يكون وجودي منفذاً واحداً لمن أُحب بل نوافذ.

«سيحظى بنيلِ المُنى… مَنْ صَبر.»

-ابن زيدون

أرقُّ ما قد يطرأ على المرء في حياته، رفيق روحه تشبه روحه، وقلبه أحنُّ عليه من قلبه.
@ror_c
❤️

فكل ما أطمعُ فيه من جمال هذا العالم وزخرفه.. رفيق آنس بقربه وجواره، وأجد لذة العيش في الكون معه، والسكونِ إليه.

-المنفلوطي

إنِّي امرؤٌ سَمحُ الخليقةِ مَاجِدٌ
لا أُتبِعُ النَّفسَ اللَّجوجَ هَواها!

- عَنترة.

وكأنَ اللّيلُ والنّهار فيّ قَلبِها فهيَ
تبعثُ للقُلوبَّ ما شاءَت ضَوءًا وظُلْمة

ـــ الرافعيّ

«وحبّها يجعلُ الأشياء راقيةً… والنفس في رقةٍ والقلبُ في لينِ .»

كمْ غَرَّ صبرُكَ وابتسامُكَ صاحبًا
لمَّا رَآهُ وفي الحشَا ما لا يُرى..

- المتنبِّي.

‏«وإنَّ انفرادَ المرءِ في كلِّ مَشْهَدٍ… لخيرٌ مِنِ استِصْحَابِ منْ لا يُلائِمُهْ.»

ورغم ذلك... كنت أقول لذاتِ نفسي: «اصبر، يا ولد، أنتَ ما زالت على أعتاب عمرك، وغدًا، وبعد غد، سوف تشرقُ شمسٌ جديدة، ألستَ تناضلُ الآن من أجلِ ذلك المستقبل؟ سوف تفخرُ بأنَّكَ أنتَ الذي صنعته بأظافرك، منذ أسِّه الأول، إلى الآخر.»

● موت سرير رقم ١٢ | غسان كنفاني

«وذقنا مرارة كأس الصدود
فأين حلاوة كأس الوصال؟»

- أبو فراس

رأته وقد غطى رأسه الشيب
فأرسلت إليه :

أحقاً شِبتَ يا أحلى الشبابِ
وغطى الثلجُ رأسَكَ في غيابي
وظنَّ الناسُ أنَّكَ صرتَ كهلاً
بما ضيَّعتَ من عُمرٍ ببابي
فدعني أحضنُ الشيباتِ دعني
أُحدِّثُهنَّ عن شَيخِ الشبابِ
فحتَّى لو بلغتَ القرنَ عُمراً
فعشرينيُّ أنتَ على حسابي

‏«بكلّ ما تحملهُ كلمة "ياربّ" من رحمة لا تتركْ أمري في يدي ولا تكلني إلي نفسي، ولا تجعلني أقفُ وحدي دون معيّتك في هذهِ الطُرقات، أنت الصّاحب والخَليفة.»