( الدرس السادس )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن صَلۡصَـٰلࣲ كَٱلۡفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ ٱلۡجَاۤنَّ مِن مَّارِجࣲ مِّن نَّارࣲ (١٥) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٦)﴾ [الرحمن ١٤-١٦]
🔲 ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾ [الرحمن: ١٤، ١٥].
◾﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾ يعني: جنسه.﴿مِنْ صَلْصَالٍ﴾ والصلصال هو الطين اليابس الذي له صلصلة، أي: صوت عندما تنقره بظفرك يكون له صوت.﴿كَالْفَخَّارِ﴾ هو الطين المشوي، وهذا باعتبار خلق آدم عليه السلام، فإن الله خلقه من تراب من طين من صلصال كالفخار من حمأٍ مسنون، كل هذا أوصاف للتراب ينتقل من كونه ترابًا، إلى كونه طينًا، إلى كونه حمأً، إلى كونه صلصالًا، إلى كونه كالفخار، حتى إذا استتم نفخ الله فيه من روحه فصار آدميًّا.
◾ ﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ﴾ وهم الجن ﴿مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾ المارج: المختلِط الذي يكون في اللهب إذا ارتفع صار مختلطًا بالدخان، فيكون له لونٌ بين الحمرة والصفرة فهذا هو المارج. ﴿مِنْ نَارٍ﴾،وأيهما خُلِق أولًا؟ الجان خُلِق قبل الإنس، ولهذا قال إبليس لله عز وجل: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [الأعراف ١٢].
🔸﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (١٥) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ١٥، ١٦] أي: بأي نعمة من نعم الله تكذبون، حيث خلق الله عز وجل الإنسان من هذه المادة، والجن من هذه المادة، وأيهما خير، التراب أم النار؟ التراب خير لا شك فيه، ومن أراد أن يطلع على ذلك فليرجع إلى كلام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن صَلۡصَـٰلࣲ كَٱلۡفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ ٱلۡجَاۤنَّ مِن مَّارِجࣲ مِّن نَّارࣲ (١٥) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٦)﴾ [الرحمن ١٤-١٦]
🔲 ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾ [الرحمن: ١٤، ١٥].
◾﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾ يعني: جنسه.﴿مِنْ صَلْصَالٍ﴾ والصلصال هو الطين اليابس الذي له صلصلة، أي: صوت عندما تنقره بظفرك يكون له صوت.﴿كَالْفَخَّارِ﴾ هو الطين المشوي، وهذا باعتبار خلق آدم عليه السلام، فإن الله خلقه من تراب من طين من صلصال كالفخار من حمأٍ مسنون، كل هذا أوصاف للتراب ينتقل من كونه ترابًا، إلى كونه طينًا، إلى كونه حمأً، إلى كونه صلصالًا، إلى كونه كالفخار، حتى إذا استتم نفخ الله فيه من روحه فصار آدميًّا.
◾ ﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ﴾ وهم الجن ﴿مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ﴾ المارج: المختلِط الذي يكون في اللهب إذا ارتفع صار مختلطًا بالدخان، فيكون له لونٌ بين الحمرة والصفرة فهذا هو المارج. ﴿مِنْ نَارٍ﴾،وأيهما خُلِق أولًا؟ الجان خُلِق قبل الإنس، ولهذا قال إبليس لله عز وجل: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [الأعراف ١٢].
🔸﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (١٥) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ١٥، ١٦] أي: بأي نعمة من نعم الله تكذبون، حيث خلق الله عز وجل الإنسان من هذه المادة، والجن من هذه المادة، وأيهما خير، التراب أم النار؟ التراب خير لا شك فيه، ومن أراد أن يطلع على ذلك فليرجع إلى كلام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس السابع)
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَیۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَیۡنِ (١٧) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٨)﴾ [الرحمن ١٧-١٨]
🔲 ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ [الرحمن: ١٧] ﴿رَبُّ﴾ هذه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو رب المشرقين ورب المغربين، يعني: أنه مالكهما، ومدبرهما، فما من شيءٍ يشرق إلا بإذن الله، ولا يغرب إلا بإذن الله، وما من شيءٍ يحوزه المشرق والمغرب إلا لله عز وجل، وثنَّى المشرق هنا باعتبار مشرق الشتاء ومشرق الصيف؛ لأنه يختلف، فالشمس في الشتاء تشرق من أقصى الجنوب، وفي الصيف بالعكس، القمر في الشهر الواحد يشرق من أقصى الجنوب ومن أقصى الشمال.
🔸وفي آية أخرى قال الله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ﴾ [المعارج ٤٠] فجمعها، وفي آيةٍ ثالثة: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا﴾ [المزمل ٩]، فما هو الجمع بينها؟ نقول: أما التثنية فباعتبار مشرقي الشتاء والصيف.
🔸﴿الْمَشَارِقِ﴾ الجمع باعتبار مشرق كل يوم ومغربه؛ لأن الشمس كل يوم تشرق من غير مكانها الذي أشرقت منه بالأمس، وكذلك بالغروب، أو باعتبار الشارقات والغاربات؛ لأنها تشمل الشمس والقمر والنجوم، وهذه لا يُحصيها إلا الله عز وجل، فصار الجمع باعتبار مشرق لكل يوم ومغربه؛ لأن كل يوم يختلف عن اليوم الآخر في الشروق والغروب، أو باعتبار الشارقات والغاربات؛ لأنها كثيرة، الشمس والقمر والنجوم من يُحصيها؟ لا يحصيها إلا الله عز وجل.
🔸أما قوله: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ﴾ فباعتبار الناحية؛ لأن النواحي أربع: مشرق، ومغرب، وشمال، وجنوب، والجمع هنا سهْل ويسير، ليس فيه صعوبة، فنقول: المشرقين والمغربين، التثنية باعتبار مغربي الشتاء والصيف، ومشرقي الشتاء والصيف، الجمع؟ إما باعتبار مشرق الشمس كل يوم ومغربها كل يوم، وهذا يختلف.ولا يخفى عليكم الآن كيف تجدون الشمس يتغير طلوعها وغروبها كل يوم، لا سيما عند تساوي الليل والنهار، تجد الفرق دقيقة أو دقيقة ونصف بين غروبها أمس واليوم، أو باعتبار الشارق والغارب، والشارقات والغاربات كثيرات لا يحصيها إلا الله عز وجل، الإفراد باعتبار الجهة؛ لأن الجهات أربع: مشرق، ومغرب، وشمال، وجنوب.
🔸﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ١٧، ١٨] أي: بأي شيءٍ من نِعَم الله تكذبان يا معشر الجن والإنس؟ فما جوابنا على هذه الاستفهامات في هذه الآيات كلها؟ جوابنا: ألا نكذب بشيءٍ من آلائك يا ربنا؛ ولهذا ورد حديث في إسناده ضعف: أن النبي ﷺ لما تلاها على الصحابة كانوا يستمعون إلى قراءة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يردون شيئًا، فقال كلمة معناها: «إِنَّ الْجِنَّ خَيْرٌ رَدًّا مِنْكُمْ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً قَالُوا: لَا بِشَيْءٍ مِنْ آلَائِكَ رَبِّنَا نُكَذِّبُ»(١)، لكن هذا الحديث ضعيف، إنما يذكره المفسرون هنا. ما هي النعم والآلاء في المشرقين والمغربين؟ كل آية أُعقِبت: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ فهي تتضمن نعمًا عظيمة، فما النعم التي يتضمنها اختلاف المشرق والمغرب؟ النِّعم يترتب على ذلك من مصالح الخلق، صيف شتاء، ربيع خريف، وغير ذلك مما لا نعلمه، فهي نِعَمٌ عظيمة باختلاف المشرق والمغرب.
(١) أخرجه البزار في مسنده (٥٨٥٣) من حديث عبد الله بن عمر.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَیۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَیۡنِ (١٧) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (١٨)﴾ [الرحمن ١٧-١٨]
🔲 ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ [الرحمن: ١٧] ﴿رَبُّ﴾ هذه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو رب المشرقين ورب المغربين، يعني: أنه مالكهما، ومدبرهما، فما من شيءٍ يشرق إلا بإذن الله، ولا يغرب إلا بإذن الله، وما من شيءٍ يحوزه المشرق والمغرب إلا لله عز وجل، وثنَّى المشرق هنا باعتبار مشرق الشتاء ومشرق الصيف؛ لأنه يختلف، فالشمس في الشتاء تشرق من أقصى الجنوب، وفي الصيف بالعكس، القمر في الشهر الواحد يشرق من أقصى الجنوب ومن أقصى الشمال.
🔸وفي آية أخرى قال الله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ﴾ [المعارج ٤٠] فجمعها، وفي آيةٍ ثالثة: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا﴾ [المزمل ٩]، فما هو الجمع بينها؟ نقول: أما التثنية فباعتبار مشرقي الشتاء والصيف.
🔸﴿الْمَشَارِقِ﴾ الجمع باعتبار مشرق كل يوم ومغربه؛ لأن الشمس كل يوم تشرق من غير مكانها الذي أشرقت منه بالأمس، وكذلك بالغروب، أو باعتبار الشارقات والغاربات؛ لأنها تشمل الشمس والقمر والنجوم، وهذه لا يُحصيها إلا الله عز وجل، فصار الجمع باعتبار مشرق لكل يوم ومغربه؛ لأن كل يوم يختلف عن اليوم الآخر في الشروق والغروب، أو باعتبار الشارقات والغاربات؛ لأنها كثيرة، الشمس والقمر والنجوم من يُحصيها؟ لا يحصيها إلا الله عز وجل.
🔸أما قوله: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ﴾ فباعتبار الناحية؛ لأن النواحي أربع: مشرق، ومغرب، وشمال، وجنوب، والجمع هنا سهْل ويسير، ليس فيه صعوبة، فنقول: المشرقين والمغربين، التثنية باعتبار مغربي الشتاء والصيف، ومشرقي الشتاء والصيف، الجمع؟ إما باعتبار مشرق الشمس كل يوم ومغربها كل يوم، وهذا يختلف.ولا يخفى عليكم الآن كيف تجدون الشمس يتغير طلوعها وغروبها كل يوم، لا سيما عند تساوي الليل والنهار، تجد الفرق دقيقة أو دقيقة ونصف بين غروبها أمس واليوم، أو باعتبار الشارق والغارب، والشارقات والغاربات كثيرات لا يحصيها إلا الله عز وجل، الإفراد باعتبار الجهة؛ لأن الجهات أربع: مشرق، ومغرب، وشمال، وجنوب.
🔸﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (١٧) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ١٧، ١٨] أي: بأي شيءٍ من نِعَم الله تكذبان يا معشر الجن والإنس؟ فما جوابنا على هذه الاستفهامات في هذه الآيات كلها؟ جوابنا: ألا نكذب بشيءٍ من آلائك يا ربنا؛ ولهذا ورد حديث في إسناده ضعف: أن النبي ﷺ لما تلاها على الصحابة كانوا يستمعون إلى قراءة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يردون شيئًا، فقال كلمة معناها: «إِنَّ الْجِنَّ خَيْرٌ رَدًّا مِنْكُمْ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً قَالُوا: لَا بِشَيْءٍ مِنْ آلَائِكَ رَبِّنَا نُكَذِّبُ»(١)، لكن هذا الحديث ضعيف، إنما يذكره المفسرون هنا. ما هي النعم والآلاء في المشرقين والمغربين؟ كل آية أُعقِبت: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ فهي تتضمن نعمًا عظيمة، فما النعم التي يتضمنها اختلاف المشرق والمغرب؟ النِّعم يترتب على ذلك من مصالح الخلق، صيف شتاء، ربيع خريف، وغير ذلك مما لا نعلمه، فهي نِعَمٌ عظيمة باختلاف المشرق والمغرب.
(١) أخرجه البزار في مسنده (٥٨٥٣) من حديث عبد الله بن عمر.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس الثامن )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ یَلۡتَقِیَانِ (١٩) بَیۡنَهُمَا بَرۡزَخࣱ لَّا یَبۡغِیَانِ (٢٠) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢١)﴾ [الرحمن ١٩-٢١]
🔲 ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ﴾ [الرحمن ١٩] ﴿مَرَجَ﴾ بمعنى: أرسل، ﴿الْبَحْرَيْنِ﴾ يعني: المالح والعذب، ﴿يَلْتَقِيَانِ﴾ يلتقي بعضهما ببعض، البحر المالح، هذه البحار العظيمة: البحر الأحمر، البحر الأبيض، البحر الأطلسي، البحار هذه كلها مالحة؛ وجعلها الله تبارك تعالى مالحات؛ لأنها لو كانت عذبة لفسد الهواء وأنتن، لكن الملح يمنع الإنتان والفساد، البحر الآخر البحر العذب وهو الأنهار، الأنهار التي تأتي إما من كثرة الأمطار، وإما من ثلوجٍ تذوب وتسيح في الأرض، المهم أن الله سبحانه وتعالى أرسلهما بحكمته وقدرته، حيث شاء الله عز وجل.
◾﴿يَلْتَقِيَانِ﴾ أي: يلتقي بعضهما ببعض، متى؟ عند مصب النهر في البحر، يلتقيان فيمتزج بعضهما ببعض، لكن حين سيرهما أو حين انفرادهما يقول الله عز وجل: ﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ﴾ وهو اليابس من الأرض، ﴿لَا يَبْغِيَانِ﴾ [الرحمن ٢٠] أي: لا يبغي أحدهم على الآخر، ولو شاء الله تعالى لسلَّط البحار ولفاضت على الأرض وأغرقت الأرض؛ لأن البحر الآن عندما تقف على الساحل هل تجد جدارًا يمنع انسيابه إلى اليابس؟ لا تجد، مع أن الأرض كروية، ومع ذلك لا يسيح البحر لا هاهنا ولا هاهنا بقدرة الله عز وجل، ولو شاء الله سبحانه وتعالى لساحت مياه البحار على اليابس من الأرض ودمرتها. إذن البرزخ الذي بينهما هو اليابس من الأرض، هذا قول علماء الجغرافيا، ولا يؤمنون بقول آخر.
🔸وقال بعض أهل العلم: بل البرزخ أمرٌ معنوي يحول بين المالح والعذْب أن يختلط بعضهما ببعض. وقالوا: إنه يُوجَد الآن في عُمْق البحار عيونٌ عذبة تنبع من الأرض، عيونٌ عذبة حتى إن الغوَّاصين يغوصون إليها ويشربون منها كأعذب ماء، ومع ذلك لا تفسدها مياه البحار، فإذا ثبت هذا فلا مانع من أن نقول بقول علماء الجغرافيا وقول علماء التفسير، والله على كل شيء قدير.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ یَلۡتَقِیَانِ (١٩) بَیۡنَهُمَا بَرۡزَخࣱ لَّا یَبۡغِیَانِ (٢٠) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢١)﴾ [الرحمن ١٩-٢١]
🔲 ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ﴾ [الرحمن ١٩] ﴿مَرَجَ﴾ بمعنى: أرسل، ﴿الْبَحْرَيْنِ﴾ يعني: المالح والعذب، ﴿يَلْتَقِيَانِ﴾ يلتقي بعضهما ببعض، البحر المالح، هذه البحار العظيمة: البحر الأحمر، البحر الأبيض، البحر الأطلسي، البحار هذه كلها مالحة؛ وجعلها الله تبارك تعالى مالحات؛ لأنها لو كانت عذبة لفسد الهواء وأنتن، لكن الملح يمنع الإنتان والفساد، البحر الآخر البحر العذب وهو الأنهار، الأنهار التي تأتي إما من كثرة الأمطار، وإما من ثلوجٍ تذوب وتسيح في الأرض، المهم أن الله سبحانه وتعالى أرسلهما بحكمته وقدرته، حيث شاء الله عز وجل.
◾﴿يَلْتَقِيَانِ﴾ أي: يلتقي بعضهما ببعض، متى؟ عند مصب النهر في البحر، يلتقيان فيمتزج بعضهما ببعض، لكن حين سيرهما أو حين انفرادهما يقول الله عز وجل: ﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ﴾ وهو اليابس من الأرض، ﴿لَا يَبْغِيَانِ﴾ [الرحمن ٢٠] أي: لا يبغي أحدهم على الآخر، ولو شاء الله تعالى لسلَّط البحار ولفاضت على الأرض وأغرقت الأرض؛ لأن البحر الآن عندما تقف على الساحل هل تجد جدارًا يمنع انسيابه إلى اليابس؟ لا تجد، مع أن الأرض كروية، ومع ذلك لا يسيح البحر لا هاهنا ولا هاهنا بقدرة الله عز وجل، ولو شاء الله سبحانه وتعالى لساحت مياه البحار على اليابس من الأرض ودمرتها. إذن البرزخ الذي بينهما هو اليابس من الأرض، هذا قول علماء الجغرافيا، ولا يؤمنون بقول آخر.
🔸وقال بعض أهل العلم: بل البرزخ أمرٌ معنوي يحول بين المالح والعذْب أن يختلط بعضهما ببعض. وقالوا: إنه يُوجَد الآن في عُمْق البحار عيونٌ عذبة تنبع من الأرض، عيونٌ عذبة حتى إن الغوَّاصين يغوصون إليها ويشربون منها كأعذب ماء، ومع ذلك لا تفسدها مياه البحار، فإذا ثبت هذا فلا مانع من أن نقول بقول علماء الجغرافيا وقول علماء التفسير، والله على كل شيء قدير.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس التاسع)
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿یَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ (٢٢) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٣)﴾ [الرحمن ٢٢-٢٣]
🔲 ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمن: ٢٢] ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا﴾ أي: من البحرين العذْب والمالح ﴿اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ وهو قِطَعٌ من اللؤلؤ أحمر جميل الشكل واللون، مع أنها مياه.وقوله تعالى: ﴿مِنْهُمَا﴾ أضاف الخروج إلى البحرين؛ العذب والمالح، وقد قيل: إن اللؤلؤ لا يخرج إلا من المالح، ولا يخرج من العذب، والذين قالوا بهذا اضطربوا في معنى الآية: كيف يقول الله: ﴿مِنْهُمَا﴾ وهو من أحدهما؟ فأجابوا: بأن هذا من باب التغليب، أتعرفون التغليب؟ أن يغلب أحد الجانبين على الآخر مثلما يقال: العُمَرَان لأبي بكر وعمر، ويقال: القَمَران للشمس والقمر، فهذا من باب التغليب، فـ﴿مِنْهُمَا﴾ المراد واحد منهما.وقال بعضهم: بل هذا على حذف مضاف، والتقدير ﴿مِنْهُمَا﴾ أي: من أحدهما.عندنا إذن قولان: إما أنه من باب التغليب، وإما أنه من باب حذف المضاف، والتقدير: يخرج من أحدهما.
🔸هناك قولٌ ثالث: أن تبقى الآية على ظاهرها، لا تغليب ولا حذف، ويقول: ﴿مِنْهُمَا﴾ أي: منهما جميعًا اللؤلؤ والمرجان، وإن امتاز المالح بأنه أكثر وأطيب. فأي هذه الأقوال الثلاثة نأخذ؟ فبأيها نأخذ؟ نأخذ بما يوافق ظاهر القرآن، وهذه قاعدة يجب أن تفهموها، أن نأخذ بما يوافق الظاهر، فالله عز وجل يقول: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا﴾ فمن خالقهما وهو يعلم ماذا يخرج منهما؟ فإذا كانت الآية ظاهرها أن اللؤلؤ والمرجان يخرج منهما جميعًا وجب الأخذ بظاهرها، لكن لا شك أن المالح أكثر وأطيب، لكن لا يمنع أن نقول بظاهر الآية، بل يتعين أن نقول بظاهر الآية، وهذه قاعدة خذوها في القرآن والسنة: أننا نحمل الشيء على ظاهره ولا نؤول، اللهم إلا لضرورة إذا كان هناك ضرورة لا بد أن نتمشى على ما تقتضيه الضرورة، أما بدون ضرورة فيجب أن نحمل القرآن والسنة على ظاهرهما.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٢٣] تكملة للآية؟ لأن ما في هذه البحار، وما يحصل من المنافع العظيمة فيهما نِعَمٌ كثيرة لا يمكن للإنسان أن ينكرها أبدًا.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿یَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ (٢٢) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٣)﴾ [الرحمن ٢٢-٢٣]
🔲 ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمن: ٢٢] ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا﴾ أي: من البحرين العذْب والمالح ﴿اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ وهو قِطَعٌ من اللؤلؤ أحمر جميل الشكل واللون، مع أنها مياه.وقوله تعالى: ﴿مِنْهُمَا﴾ أضاف الخروج إلى البحرين؛ العذب والمالح، وقد قيل: إن اللؤلؤ لا يخرج إلا من المالح، ولا يخرج من العذب، والذين قالوا بهذا اضطربوا في معنى الآية: كيف يقول الله: ﴿مِنْهُمَا﴾ وهو من أحدهما؟ فأجابوا: بأن هذا من باب التغليب، أتعرفون التغليب؟ أن يغلب أحد الجانبين على الآخر مثلما يقال: العُمَرَان لأبي بكر وعمر، ويقال: القَمَران للشمس والقمر، فهذا من باب التغليب، فـ﴿مِنْهُمَا﴾ المراد واحد منهما.وقال بعضهم: بل هذا على حذف مضاف، والتقدير ﴿مِنْهُمَا﴾ أي: من أحدهما.عندنا إذن قولان: إما أنه من باب التغليب، وإما أنه من باب حذف المضاف، والتقدير: يخرج من أحدهما.
🔸هناك قولٌ ثالث: أن تبقى الآية على ظاهرها، لا تغليب ولا حذف، ويقول: ﴿مِنْهُمَا﴾ أي: منهما جميعًا اللؤلؤ والمرجان، وإن امتاز المالح بأنه أكثر وأطيب. فأي هذه الأقوال الثلاثة نأخذ؟ فبأيها نأخذ؟ نأخذ بما يوافق ظاهر القرآن، وهذه قاعدة يجب أن تفهموها، أن نأخذ بما يوافق الظاهر، فالله عز وجل يقول: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا﴾ فمن خالقهما وهو يعلم ماذا يخرج منهما؟ فإذا كانت الآية ظاهرها أن اللؤلؤ والمرجان يخرج منهما جميعًا وجب الأخذ بظاهرها، لكن لا شك أن المالح أكثر وأطيب، لكن لا يمنع أن نقول بظاهر الآية، بل يتعين أن نقول بظاهر الآية، وهذه قاعدة خذوها في القرآن والسنة: أننا نحمل الشيء على ظاهره ولا نؤول، اللهم إلا لضرورة إذا كان هناك ضرورة لا بد أن نتمشى على ما تقتضيه الضرورة، أما بدون ضرورة فيجب أن نحمل القرآن والسنة على ظاهرهما.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٢٣] تكملة للآية؟ لأن ما في هذه البحار، وما يحصل من المنافع العظيمة فيهما نِعَمٌ كثيرة لا يمكن للإنسان أن ينكرها أبدًا.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس العاشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿وَلَهُ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡمُنشَـَٔاتُ فِی ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ (٢٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٥)﴾ [الرحمن ٢٤-٢٥]
🔲 ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾ [الرحمن: ٢٤]. ﴿وَلَهُ﴾ أي: لله عز وجل مُلكًا وتدبيرًا وتيسيرًا.﴿الْجَوَارِ﴾ بحذف الياء للتخفيف، وأصلها: الجواري جمع جارية، وهي السفينة تجري في البحر، كما قال الله عز وجل: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ﴾ [لقمان ٣١].
◾﴿الْمُنْشَآتُ﴾ أي: التي أنشأها صانعوها ليسيروا عليها في البحر، وقوله: ﴿فِي الْبَحْرِ﴾ متعلق بـ﴿الْجَوَارِ﴾، أي: الجواري في البحر، وليست فيما يظهر متعلقة بالمنشآت -يعني: الجواري التي تُنشَأ في البحر- لأن السفن تُصنع في البر أولًا، ثم تُنَزَّل في البحر.
◾وقوله: ﴿كَالْأَعْلَامِ﴾ تشبيه، والأعلام جمع (عَلَم)، وهو الجبل.
⬅️ كما قال الشاعر:
وَإِنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الْهُدَاةُ بِهِ ∗∗∗ كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأْسِهِ نَارُأي: كأنه جبل، ومن شاهد السفن في البحار رأى أن هذا التشبيه منطبقٌ تمامًا عليها، فهي كالجبال تسير في البحر بأمر الله عز وجل، وإنما نص الله عليها؛ لأنها تحمل الأرزاق من جانب إلى جانب، ولولا أن الله تعالى يسَّرها لكان في ذلك فواتح خير كثير للبلاد التي تُنقَل منها والبلاد التي تُنقَل إليها. في هذا العصر جعل الله تبارك وتعالى جواري أخرى لكنها تجري في الجو كما تجري هذه في البحر، وهي الطائرات، فهي مِنَّة مَنَّ الله عز وجل كمِنَّتِه على عباده في جواري البحار، بل ربما نقول: إن السيارات أيضًا من جواري البر، فتكون الجواري ثلاثة أصناف: بحرية، وبرية، وجوية، وكلها من نِعَم الله عز وجل؛ ولهذا قال: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٢٥] أي: بأي نعمة من نِعَم الله تُكَذِّبان، والخطاب للإنس والجن.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿وَلَهُ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡمُنشَـَٔاتُ فِی ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ (٢٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٥)﴾ [الرحمن ٢٤-٢٥]
🔲 ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾ [الرحمن: ٢٤]. ﴿وَلَهُ﴾ أي: لله عز وجل مُلكًا وتدبيرًا وتيسيرًا.﴿الْجَوَارِ﴾ بحذف الياء للتخفيف، وأصلها: الجواري جمع جارية، وهي السفينة تجري في البحر، كما قال الله عز وجل: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ﴾ [لقمان ٣١].
◾﴿الْمُنْشَآتُ﴾ أي: التي أنشأها صانعوها ليسيروا عليها في البحر، وقوله: ﴿فِي الْبَحْرِ﴾ متعلق بـ﴿الْجَوَارِ﴾، أي: الجواري في البحر، وليست فيما يظهر متعلقة بالمنشآت -يعني: الجواري التي تُنشَأ في البحر- لأن السفن تُصنع في البر أولًا، ثم تُنَزَّل في البحر.
◾وقوله: ﴿كَالْأَعْلَامِ﴾ تشبيه، والأعلام جمع (عَلَم)، وهو الجبل.
⬅️ كما قال الشاعر:
وَإِنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الْهُدَاةُ بِهِ ∗∗∗ كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأْسِهِ نَارُأي: كأنه جبل، ومن شاهد السفن في البحار رأى أن هذا التشبيه منطبقٌ تمامًا عليها، فهي كالجبال تسير في البحر بأمر الله عز وجل، وإنما نص الله عليها؛ لأنها تحمل الأرزاق من جانب إلى جانب، ولولا أن الله تعالى يسَّرها لكان في ذلك فواتح خير كثير للبلاد التي تُنقَل منها والبلاد التي تُنقَل إليها. في هذا العصر جعل الله تبارك وتعالى جواري أخرى لكنها تجري في الجو كما تجري هذه في البحر، وهي الطائرات، فهي مِنَّة مَنَّ الله عز وجل كمِنَّتِه على عباده في جواري البحار، بل ربما نقول: إن السيارات أيضًا من جواري البر، فتكون الجواري ثلاثة أصناف: بحرية، وبرية، وجوية، وكلها من نِعَم الله عز وجل؛ ولهذا قال: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٢٥] أي: بأي نعمة من نِعَم الله تُكَذِّبان، والخطاب للإنس والجن.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس الحادي عشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿كُلُّ مَنۡ عَلَیۡهَا فَانࣲ (٢٦) وَیَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ (٢٧) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٨)﴾ [الرحمن ٢٦-٢٨]
🔲 ثم قال عز وجل: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن ٢٦، ٢٧]
﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا﴾ أي: على الأرض ﴿فَانٍ﴾ أي: داثر من الجن والإنس والحيوان والأشجار، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (٧) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا﴾ [الكهف ٧، ٨] أي: خالية، وقال الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (١٠٥) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا﴾ [طه ١٠٥، ١٠٦] أي: يذر الأرض قاعًا صفصفًا، أو يذر الجبال بعد أن كانت عالية شامخة ﴿قَاعًا﴾ كالقيعان مساوية لغيرها صفصفًا ﴿لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا﴾ [طه ١٠٧].
🔲 ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن ٢٧] أي: يبقى الله عز وجل ذو الوجه الكريم.وكان بعض السلف إذا قرأ هاتين الآيتين وصل بَعْضَهما ببعض، قال: ليتبين بذلك كمال الخالق ونقص المخلوق؛ لأن المخلوق فانٍ والرب باقٍ، وهذه ملاحظة جيدة أن تصل فتقول: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ وهذا هو محط الحمد والثناء على الله عز وجل، أن تفنى الخلائق إلا الله عز وجل.
🔲 وقوله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ فيه إثبات الوجه لله سبحانه وتعالى، ولكنه وجه لا يُشبه أوجه المخلوقين؛ لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى ١١]؛ يعني أنت تُؤمن بأن لله وجهًا، لكن يجب أن تؤمن بأنه لا يماثل أوجه المخلوقين بأي حالٍ من الأحوال؛ لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.
🔸ولما ظن أهل التعطيل أن إثبات الوجه يستلزم التمثيل أنكروا أن يكون لله وجهًا، وقالوا: المراد بقوله: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ أي ثوابه، أو أن كلمة ﴿وَجْهُ﴾ زائدة، وأن المعنى: (وَيَبْقَى ربك) ولكنهم ضلوا سواء السبيل، خرجوا عن ظاهر القرآن وحرَّفوه، وخرجوا عن طريق السلف الصالح، ونحن نقول: إن لله وجهًا -لإثباته في هذه الآية- لا يُماثِل أوجه المخلوقين لنفي المماثلة في قوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وبذلك نسلم، ونُجري النصوص على ظاهرها المراد بها.
◾وقوله: ﴿ذُو الْجَلَالِ﴾ أي: ذو العظمة ﴿وَالْإِكْرَامِ﴾ أي: إكرام من يُطيع الله عز وجل، كما قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ [المعارج ٣٥] فإذن الإكرام: أي أنه يُكرم من يستحق الإكرام من خلقه، ويحتمل أن يكون لها معنًى آخر؛ وهو أنه يُكرم من أهل العباد فيمن خلقه، فيكون الإكرام هذا المصدر صالحًا للمفعول والفاعل، فهو مُكْرِم ومُكْرَم.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٢٨] وهذه الآية تكررت عدة مرات في هذه السورة، وبينا معناها: أنه بأي نعمة من نِعَم الله تكذبان يا معشر الجن والإنس؟ وهذا كالتحدي لهم؛ لأنه لن يستطيع أحدٌ أن يأتي بمثل هذه النِّعم.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿كُلُّ مَنۡ عَلَیۡهَا فَانࣲ (٢٦) وَیَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ (٢٧) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٢٨)﴾ [الرحمن ٢٦-٢٨]
🔲 ثم قال عز وجل: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن ٢٦، ٢٧]
﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا﴾ أي: على الأرض ﴿فَانٍ﴾ أي: داثر من الجن والإنس والحيوان والأشجار، قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (٧) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا﴾ [الكهف ٧، ٨] أي: خالية، وقال الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (١٠٥) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا﴾ [طه ١٠٥، ١٠٦] أي: يذر الأرض قاعًا صفصفًا، أو يذر الجبال بعد أن كانت عالية شامخة ﴿قَاعًا﴾ كالقيعان مساوية لغيرها صفصفًا ﴿لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا﴾ [طه ١٠٧].
🔲 ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن ٢٧] أي: يبقى الله عز وجل ذو الوجه الكريم.وكان بعض السلف إذا قرأ هاتين الآيتين وصل بَعْضَهما ببعض، قال: ليتبين بذلك كمال الخالق ونقص المخلوق؛ لأن المخلوق فانٍ والرب باقٍ، وهذه ملاحظة جيدة أن تصل فتقول: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ وهذا هو محط الحمد والثناء على الله عز وجل، أن تفنى الخلائق إلا الله عز وجل.
🔲 وقوله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ فيه إثبات الوجه لله سبحانه وتعالى، ولكنه وجه لا يُشبه أوجه المخلوقين؛ لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى ١١]؛ يعني أنت تُؤمن بأن لله وجهًا، لكن يجب أن تؤمن بأنه لا يماثل أوجه المخلوقين بأي حالٍ من الأحوال؛ لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.
🔸ولما ظن أهل التعطيل أن إثبات الوجه يستلزم التمثيل أنكروا أن يكون لله وجهًا، وقالوا: المراد بقوله: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ أي ثوابه، أو أن كلمة ﴿وَجْهُ﴾ زائدة، وأن المعنى: (وَيَبْقَى ربك) ولكنهم ضلوا سواء السبيل، خرجوا عن ظاهر القرآن وحرَّفوه، وخرجوا عن طريق السلف الصالح، ونحن نقول: إن لله وجهًا -لإثباته في هذه الآية- لا يُماثِل أوجه المخلوقين لنفي المماثلة في قوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وبذلك نسلم، ونُجري النصوص على ظاهرها المراد بها.
◾وقوله: ﴿ذُو الْجَلَالِ﴾ أي: ذو العظمة ﴿وَالْإِكْرَامِ﴾ أي: إكرام من يُطيع الله عز وجل، كما قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ [المعارج ٣٥] فإذن الإكرام: أي أنه يُكرم من يستحق الإكرام من خلقه، ويحتمل أن يكون لها معنًى آخر؛ وهو أنه يُكرم من أهل العباد فيمن خلقه، فيكون الإكرام هذا المصدر صالحًا للمفعول والفاعل، فهو مُكْرِم ومُكْرَم.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٢٨] وهذه الآية تكررت عدة مرات في هذه السورة، وبينا معناها: أنه بأي نعمة من نِعَم الله تكذبان يا معشر الجن والإنس؟ وهذا كالتحدي لهم؛ لأنه لن يستطيع أحدٌ أن يأتي بمثل هذه النِّعم.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس الثاني عشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿یَسۡـَٔلُهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ یَوۡمٍ هُوَ فِی شَأۡنࣲ (٢٩) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٠)﴾ [الرحمن ٢٩-٣٠]
🔲 ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الرحمن ٢٩] ﴿يَسْأَلُهُ﴾ أي: يسأل الله ﴿مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الذي في السماوات هم الملائكة يسألون الله عز وجل، ومِنْ سؤالهم أنهم يستغفرون للذين آمنوا، يقولون: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ إلى آخره [غافر: ٧]، ويسأله مَنْ في الأرض من الخلائق، وسؤال أهل الأرض لله عز وجل قسمان:
⬅️ الأول: السؤال بلسان المقال، وهذا إنما يكون من المؤمنين، فالمؤمن يسأل ربه دائمًا حاجاته؛ لأنه يعلم أنه لا يقضيها إلا الله عز وجل، وسؤال المؤمن ربه عبادة، نفس السؤال عبادة سواء حصل مقصودك أم لم يحصل، فإذا قلت: يا رب، أعطني كذا، فهذه عبادة، كما جاء في الحديث: «الدُّعَاءُ عِبَادَةٌ»(١).
🔸وقال تعالى شاهدًا لهذا الحديث: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر ٦٠]، فقال: ﴿ادْعُونِي﴾، ثم قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾ وهذا دليل على أن الدعاء عبادة، هذا دعاءٌ بلسان المقال.
⬅️ النوع الثاني: دعاء بلسان الحال، وهو أن كل مخلوق مُفتقِر إلى الله، ينظر إلى رحمته، فالكفار مثلًا ينظرون إلى الغيث النازل من السماء، وإلى نبات الأرض، وإلى صحة الحيوان، وإلى كافة الأرزاق، وهم يعلمون أنهم لا يستطيعون أن يوجدوا ذلك بأنفسهم، فهم إذن يسألون الله بلسان الحال؛ ولذلك إذا مستهم الضراء واضطروا إلى سؤال الله بلسان المقال سألوا الله بلسان المقال، ﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [لقمان ٣٢].
🔸 إذن: ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ من الذي في السماوات؟ الملائكة، وضربنا لكم مثلًا من أسئلتهم، مَنْ في الأرض؟ الإنس والجن، والسؤال -أي: سؤال أهل الأرض- ينقسم إلى قسمين: بلسان المقال، ولسان الحال. ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن ٢٩] ومن يحصي الأيام؟ لا أحد إلا الله عز وجل، ومن يحصي الشؤون التي تقع في الأيام؟ لا أحد إلا الله عز وجل.
🔲 ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ يُغني فقيرًا ويُفقِر غنيًّا، يمرض صحيحًا ويشفي سقيمًا، يُؤَمِّن خائفًا ويُخوِّف آمنًا وهلم جَرًّا، كل يوم يفعل الله تعالى ذلك، وهل هذه الشؤون التي تتبدل هل هي عبث، أو عن حِكْمة؟ الأول ولَّا الثاني؟ الثاني، عن حكمة لا شك، قال الله تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا﴾ [المؤمنون ١١٥]، وقال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾ [القيامة ٣٦]، فنحن نؤمن أن الله لا يُقَدِّر قَدَرًا إلا لِحكمة، لكن قد نعلم هذه الحكمة وقد لا نعلمها؛ ولهذا قال: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾.
🔸ولكن اعلم أيها المؤمن أن الله تعالى لا يُقَدِّر لك قَدَرًا إلا كان خيرًا لك، إن أصابته ضراء صبر وانتظر الفرج، وقال: دوام الحال من الْمُحَال، فينتظر الفَرَج فيكون خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا، وليس هذا لأحد إلا للمؤمن. ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٣٠] نقول فيها ما قلنا في الآيات السابقة أن المعنى: بأي نعمةٍ من نعم الله تكذبان؟ الجواب: لا نكذب ولَّا نكذب؟ لا نُكَذِّب بشيء من نِعَم الله، بل نقول: هي من عند الله فله الحمد وله الشكر.
🔸من نَسَب النعمة إلى غير الله فهو مُكَذِّب؟ نعم، مُكَذِّب، وإن لم يقل: إنه مُكَذِّب، قال الله تعالى: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة ٨٢]، وهذه الآية يُعنَى بها قولهم: مُطِرْنا بنَوْء كذا وكذا، وقد قال النبي ﷺ وهو يحدث أصحابه على إثر مطرٍ كان، قال لهم بعد صلاة الصبح: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ»(٢).
(١) أخرجه أبو داود (١٤٧٩)، والترمذي (٢٩٦٩)، وابن ماجه (٣٨٢٨) من حديث النعمان بن بشير.
(٢) متفق عليه؛ البخاري (٨٤٦)، ومسلم (٧١ / ١٢٥) من حديث زيد بن خالد الجهني.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿یَسۡـَٔلُهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ یَوۡمٍ هُوَ فِی شَأۡنࣲ (٢٩) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٠)﴾ [الرحمن ٢٩-٣٠]
🔲 ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الرحمن ٢٩] ﴿يَسْأَلُهُ﴾ أي: يسأل الله ﴿مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الذي في السماوات هم الملائكة يسألون الله عز وجل، ومِنْ سؤالهم أنهم يستغفرون للذين آمنوا، يقولون: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ إلى آخره [غافر: ٧]، ويسأله مَنْ في الأرض من الخلائق، وسؤال أهل الأرض لله عز وجل قسمان:
⬅️ الأول: السؤال بلسان المقال، وهذا إنما يكون من المؤمنين، فالمؤمن يسأل ربه دائمًا حاجاته؛ لأنه يعلم أنه لا يقضيها إلا الله عز وجل، وسؤال المؤمن ربه عبادة، نفس السؤال عبادة سواء حصل مقصودك أم لم يحصل، فإذا قلت: يا رب، أعطني كذا، فهذه عبادة، كما جاء في الحديث: «الدُّعَاءُ عِبَادَةٌ»(١).
🔸وقال تعالى شاهدًا لهذا الحديث: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر ٦٠]، فقال: ﴿ادْعُونِي﴾، ثم قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾ وهذا دليل على أن الدعاء عبادة، هذا دعاءٌ بلسان المقال.
⬅️ النوع الثاني: دعاء بلسان الحال، وهو أن كل مخلوق مُفتقِر إلى الله، ينظر إلى رحمته، فالكفار مثلًا ينظرون إلى الغيث النازل من السماء، وإلى نبات الأرض، وإلى صحة الحيوان، وإلى كافة الأرزاق، وهم يعلمون أنهم لا يستطيعون أن يوجدوا ذلك بأنفسهم، فهم إذن يسألون الله بلسان الحال؛ ولذلك إذا مستهم الضراء واضطروا إلى سؤال الله بلسان المقال سألوا الله بلسان المقال، ﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [لقمان ٣٢].
🔸 إذن: ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ من الذي في السماوات؟ الملائكة، وضربنا لكم مثلًا من أسئلتهم، مَنْ في الأرض؟ الإنس والجن، والسؤال -أي: سؤال أهل الأرض- ينقسم إلى قسمين: بلسان المقال، ولسان الحال. ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن ٢٩] ومن يحصي الأيام؟ لا أحد إلا الله عز وجل، ومن يحصي الشؤون التي تقع في الأيام؟ لا أحد إلا الله عز وجل.
🔲 ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ يُغني فقيرًا ويُفقِر غنيًّا، يمرض صحيحًا ويشفي سقيمًا، يُؤَمِّن خائفًا ويُخوِّف آمنًا وهلم جَرًّا، كل يوم يفعل الله تعالى ذلك، وهل هذه الشؤون التي تتبدل هل هي عبث، أو عن حِكْمة؟ الأول ولَّا الثاني؟ الثاني، عن حكمة لا شك، قال الله تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا﴾ [المؤمنون ١١٥]، وقال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾ [القيامة ٣٦]، فنحن نؤمن أن الله لا يُقَدِّر قَدَرًا إلا لِحكمة، لكن قد نعلم هذه الحكمة وقد لا نعلمها؛ ولهذا قال: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾.
🔸ولكن اعلم أيها المؤمن أن الله تعالى لا يُقَدِّر لك قَدَرًا إلا كان خيرًا لك، إن أصابته ضراء صبر وانتظر الفرج، وقال: دوام الحال من الْمُحَال، فينتظر الفَرَج فيكون خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا، وليس هذا لأحد إلا للمؤمن. ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٣٠] نقول فيها ما قلنا في الآيات السابقة أن المعنى: بأي نعمةٍ من نعم الله تكذبان؟ الجواب: لا نكذب ولَّا نكذب؟ لا نُكَذِّب بشيء من نِعَم الله، بل نقول: هي من عند الله فله الحمد وله الشكر.
🔸من نَسَب النعمة إلى غير الله فهو مُكَذِّب؟ نعم، مُكَذِّب، وإن لم يقل: إنه مُكَذِّب، قال الله تعالى: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة ٨٢]، وهذه الآية يُعنَى بها قولهم: مُطِرْنا بنَوْء كذا وكذا، وقد قال النبي ﷺ وهو يحدث أصحابه على إثر مطرٍ كان، قال لهم بعد صلاة الصبح: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ»(٢).
(١) أخرجه أبو داود (١٤٧٩)، والترمذي (٢٩٦٩)، وابن ماجه (٣٨٢٨) من حديث النعمان بن بشير.
(٢) متفق عليه؛ البخاري (٨٤٦)، ومسلم (٧١ / ١٢٥) من حديث زيد بن خالد الجهني.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس الثالث عشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَیُّهَ ٱلثَّقَلَانِ (٣١) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٢)﴾ [الرحمن ٣١-٣٢]
🔲 ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (٣١) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: ٣١، ٣٢] هذه الجملة المقصود بها الوعيد، كما يقول القائل لمن يتوعده: سأتفرغ لك، يعني: سأتفرغ لك وأجازيك، وليس المعنى: أن الله تعالى يشغله شأنٌ عن شأن، ثم يفرغ من هذا ويأتي لهذا، هو سبحانه وتعالى يُدَبِّر كل شيء في آنٍ واحد، في مشارق الأرض ومغاربها، وفي السماوات وفي كل مكان، يُدبِّره في آنٍ واحد، ولا يُعجزه، فلا تتوهمن أن قوله: ﴿سَنَفْرُغُ﴾ يعني أنه الآن مشغول وسيفرغ، لا. هذه جملة وعيدية تعبر بها العرب، والقرآن الكريم نزل بلغة العرب.وفي قوله: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾ من التعظيم ما هو ظاهر، إذ إنه أتى بضمير الجمع ﴿سَنَفْرُغُ﴾ تعظيمًا لنفسه جل وعلا، وإلا فهو واحد. وقوله: ﴿أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾ يعني: الجن والإنس، وإنما وجه هذا الوعيد إليهما؛ لأنهما -أي: الثقلان- مناط التكليف.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ سبق الكلام على تفسيرها؛ فلا حاجة من التكرار.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَیُّهَ ٱلثَّقَلَانِ (٣١) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٢)﴾ [الرحمن ٣١-٣٢]
🔲 ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (٣١) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: ٣١، ٣٢] هذه الجملة المقصود بها الوعيد، كما يقول القائل لمن يتوعده: سأتفرغ لك، يعني: سأتفرغ لك وأجازيك، وليس المعنى: أن الله تعالى يشغله شأنٌ عن شأن، ثم يفرغ من هذا ويأتي لهذا، هو سبحانه وتعالى يُدَبِّر كل شيء في آنٍ واحد، في مشارق الأرض ومغاربها، وفي السماوات وفي كل مكان، يُدبِّره في آنٍ واحد، ولا يُعجزه، فلا تتوهمن أن قوله: ﴿سَنَفْرُغُ﴾ يعني أنه الآن مشغول وسيفرغ، لا. هذه جملة وعيدية تعبر بها العرب، والقرآن الكريم نزل بلغة العرب.وفي قوله: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾ من التعظيم ما هو ظاهر، إذ إنه أتى بضمير الجمع ﴿سَنَفْرُغُ﴾ تعظيمًا لنفسه جل وعلا، وإلا فهو واحد. وقوله: ﴿أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾ يعني: الجن والإنس، وإنما وجه هذا الوعيد إليهما؛ لأنهما -أي: الثقلان- مناط التكليف.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ سبق الكلام على تفسيرها؛ فلا حاجة من التكرار.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس الرابع عشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿یَـٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُوا۟ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُوا۟ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَـٰنࣲ (٣٣) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٤) یُرۡسَلُ عَلَیۡكُمَا شُوَاظࣱ مِّن نَّارࣲ وَنُحَاسࣱ فَلَا تَنتَصِرَانِ (٣٥) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٦)﴾ [الرحمن ٣٣-٣٦]
🔲 ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا﴾ [الرحمن: ٣٣] بعد الوعيد، قال: إن استطعم أن تنفذوا مما نريده بكم فانفذوا.﴿أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي: من جهاتها. ﴿فَانْفُذُوا﴾ ولكن لا تستطيعون هذا، فالأمر هنا للتعجيز؛ ولهذا قال: ﴿لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ يعني: ولا سلطان لكم، لا يمكن أحد أن ينفذ من أقطار السماوات والأرض، إلى أين يذهب؟ لا إلى شيء، ولا يمكن.
🔲 ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ﴾ [الرحمن ٣٤- ٣٥] يعني: لو استطعتم أو لو حاولتم لكان هذا الجزاء ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ﴾ أي: محمى بالنار ﴿فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾ [الرحمن ٣٥] أي: فلا ينصر بعضكم بعضًا، وهذه الآية في مقام التحدي، ولقد أخطأ غاية الخطأ من زعم أنها تُشير إلى ما توصل إليه العلماء من الطيران حتى يخرجوا من أقطار الأرض ومن جاذبيتها إلى أن يصلوا -كما يزعمون- إلى القمر، أو إلى ما فوق القمر؛ فإن الآية ظاهرة في التحدي، والتحدي هو توجيه الخطاب لمن لا يستطيع.
🔸ثم نقول: هؤلاء هل استطاعوا أن ينفذوا من أقطار السماوات؟ لو فرضنا أنهم نفذوا من أقطار الأرض، ما نفذوا من أقطار السماوات، فالآية واضح أنها في مقام التحدي، وأنها لا تشير إلى ما زعم هؤلاء، أنها تشير إليه، ونحن نقول: الشيء واقع لا نكذبه، ولكن لا يلزم من تصديقه أن يكون القرآن دل عليه أو السنة، الواقع واقع، فهم خرجوا من أقطار الأرض، لكن ليحتاج إلى دليل وهذا واقع لا يحتاج. هذه الآية في سياقها إذا تأملتها وجدت أن هذا التحدي يوم القيامة؛ لأنها: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾، ثم ذكر: ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الرحمن ٢٩]، ثم ذكر: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ﴾ [الرحمن ٣٣]، ثم ذكر ما بعدها يوم القيامة.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿یَـٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُوا۟ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُوا۟ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَـٰنࣲ (٣٣) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٤) یُرۡسَلُ عَلَیۡكُمَا شُوَاظࣱ مِّن نَّارࣲ وَنُحَاسࣱ فَلَا تَنتَصِرَانِ (٣٥) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٦)﴾ [الرحمن ٣٣-٣٦]
🔲 ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا﴾ [الرحمن: ٣٣] بعد الوعيد، قال: إن استطعم أن تنفذوا مما نريده بكم فانفذوا.﴿أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي: من جهاتها. ﴿فَانْفُذُوا﴾ ولكن لا تستطيعون هذا، فالأمر هنا للتعجيز؛ ولهذا قال: ﴿لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ يعني: ولا سلطان لكم، لا يمكن أحد أن ينفذ من أقطار السماوات والأرض، إلى أين يذهب؟ لا إلى شيء، ولا يمكن.
🔲 ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ﴾ [الرحمن ٣٤- ٣٥] يعني: لو استطعتم أو لو حاولتم لكان هذا الجزاء ﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ﴾ أي: محمى بالنار ﴿فَلَا تَنْتَصِرَانِ﴾ [الرحمن ٣٥] أي: فلا ينصر بعضكم بعضًا، وهذه الآية في مقام التحدي، ولقد أخطأ غاية الخطأ من زعم أنها تُشير إلى ما توصل إليه العلماء من الطيران حتى يخرجوا من أقطار الأرض ومن جاذبيتها إلى أن يصلوا -كما يزعمون- إلى القمر، أو إلى ما فوق القمر؛ فإن الآية ظاهرة في التحدي، والتحدي هو توجيه الخطاب لمن لا يستطيع.
🔸ثم نقول: هؤلاء هل استطاعوا أن ينفذوا من أقطار السماوات؟ لو فرضنا أنهم نفذوا من أقطار الأرض، ما نفذوا من أقطار السماوات، فالآية واضح أنها في مقام التحدي، وأنها لا تشير إلى ما زعم هؤلاء، أنها تشير إليه، ونحن نقول: الشيء واقع لا نكذبه، ولكن لا يلزم من تصديقه أن يكون القرآن دل عليه أو السنة، الواقع واقع، فهم خرجوا من أقطار الأرض، لكن ليحتاج إلى دليل وهذا واقع لا يحتاج. هذه الآية في سياقها إذا تأملتها وجدت أن هذا التحدي يوم القيامة؛ لأنها: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾، ثم ذكر: ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الرحمن ٢٩]، ثم ذكر: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ﴾ [الرحمن ٣٣]، ثم ذكر ما بعدها يوم القيامة.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس الخامس عشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَاۤءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةࣰ كَٱلدِّهَانِ (٣٧) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٨) فَیَوۡمَىِٕذࣲ لَّا یُسۡـَٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦۤ إِنسࣱ وَلَا جَاۤنࣱّ (٣٩) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٠)﴾ [الرحمن ٣٧-٤٠]
🔲 ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ﴾ يعني: تفتحت، وذلك يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ [الانشقاق ١ - ٥].
◾﴿فَكَانَتْ وَرْدَةً﴾ أي: مثل الوردة في الحمرة، ﴿كَالدِّهَانِ﴾ كالجلد المدهون، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٣٨] ﴿فَيَوْمَئِذٍ﴾ يعني: إذا انشقت ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن ٣٩] لماذا؟ لأن كل شيءٍ معلوم، والمراد لا يُسأل سؤال استشهاد واستعلام؛ لأن كل شيء معلوم، أما سؤال تبكيت فيُسأل، مثل قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص ٦٥] هذا ليس سؤال استعلام عن أحد جاهل وتوبيخ فيُسأل، كما قال عز وجل: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (٦٥) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [القصص ٦٥، ٦٦]، وقال عز وجل: ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ [المدثر ٣٩ - ٤٣] وقال عز وجل لأهل النار وهم يُلقون فيها: ﴿أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى﴾ [غافر ٥٠] وأمثالها كثير.
🔸إذن ﴿لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ﴾ أيه السؤال؛ يعني يُوجد سؤال، يسألون الإنس والجن عن ذنوبهم لكن ما هو سؤال استرشاد: هل أنت عملت ولَّا ما عملت؟ سؤال تبكيت وتوبيخ، وهناك فرق بين هذا وهذا. إذن فلا تتناقض الآيات، لا تقل: كيف يقول: ﴿لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ﴾، وفي آية أخرى: أنهم يُسألون؟ تقول: هذا الجمع سؤال استرشاد واستعلام، لا؛ لأن الكل معلوم مكتوب، سؤال توبيخ؟ نعم.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٠].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَاۤءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةࣰ كَٱلدِّهَانِ (٣٧) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٨) فَیَوۡمَىِٕذࣲ لَّا یُسۡـَٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦۤ إِنسࣱ وَلَا جَاۤنࣱّ (٣٩) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٠)﴾ [الرحمن ٣٧-٤٠]
🔲 ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ﴾ يعني: تفتحت، وذلك يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ [الانشقاق ١ - ٥].
◾﴿فَكَانَتْ وَرْدَةً﴾ أي: مثل الوردة في الحمرة، ﴿كَالدِّهَانِ﴾ كالجلد المدهون، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٣٨] ﴿فَيَوْمَئِذٍ﴾ يعني: إذا انشقت ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن ٣٩] لماذا؟ لأن كل شيءٍ معلوم، والمراد لا يُسأل سؤال استشهاد واستعلام؛ لأن كل شيء معلوم، أما سؤال تبكيت فيُسأل، مثل قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص ٦٥] هذا ليس سؤال استعلام عن أحد جاهل وتوبيخ فيُسأل، كما قال عز وجل: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (٦٥) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [القصص ٦٥، ٦٦]، وقال عز وجل: ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ [المدثر ٣٩ - ٤٣] وقال عز وجل لأهل النار وهم يُلقون فيها: ﴿أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى﴾ [غافر ٥٠] وأمثالها كثير.
🔸إذن ﴿لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ﴾ أيه السؤال؛ يعني يُوجد سؤال، يسألون الإنس والجن عن ذنوبهم لكن ما هو سؤال استرشاد: هل أنت عملت ولَّا ما عملت؟ سؤال تبكيت وتوبيخ، وهناك فرق بين هذا وهذا. إذن فلا تتناقض الآيات، لا تقل: كيف يقول: ﴿لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ﴾، وفي آية أخرى: أنهم يُسألون؟ تقول: هذا الجمع سؤال استرشاد واستعلام، لا؛ لأن الكل معلوم مكتوب، سؤال توبيخ؟ نعم.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٠].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس السادس عشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿یُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِیمَـٰهُمۡ فَیُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَ ٰصِی وَٱلۡأَقۡدَامِ (٤١) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٢) هَـٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِی یُكَذِّبُ بِهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ (٤٣) یَطُوفُونَ بَیۡنَهَا وَبَیۡنَ حَمِیمٍ ءَانࣲ (٤٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٥)﴾ [الرحمن ٤١-٤٥]
🔲 ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ [الرحمن: ٤١]؛ أي: بعلاماتهم، يُعرفون بالعلامة، من علاماتهم -والعياذ بالله- أنهم سود الوجوه، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران ١٠٦]، وأنهم يُحشرون يوم القيامة زُرْقًا، إما أنهم زُرق أحيانًا وسُود أحيانًا، وإما أنهم سود الوجوه زُرق العيون، وإما أنهم زرقٌ زرقةً بالغة يحسبها الإنسان سوداء.
🔲 ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾ [الرحمن ٤١]، أعوذ بالله! ﴿بِالنَّوَاصِي﴾ هذه مقدم الرأس، ﴿وَالْأَقْدَامِ﴾ المعروفة، فتُؤخذ رجله إلى ناصيته، هكذا يُطوَى طيًّا إهانةً له وخزيًا له، ﴿فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾ ويلقون في النار. ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٢].
🔲 ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ [الرحمن: ٤٣] يعني يقال: هذه جهنم التي تكذبون بها، وقال: ﴿الْمُجْرِمُونَ﴾، ولم يقل: تكذبون بها، إشارة إلى أنهم مجرمون، وما أعظم جرم الكفار الذين كفروا بالله ورسوله، واستهزؤوا بآيات الله واتخذوها هزوًا ولعبًا.﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (٤٣) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ [الرحمن ٤٣، ٤٤] يعني: يترددون بينها وبين حميم ﴿آنٍ﴾؛ أي: شديد الحرارة والعياذ بالله، أما كيف يكون ذلك؟ فالله أعلم، لكنا نؤمن بأنهم يطوفون بينها وبين الحميم الحار الشديد الحرارة، والله أعلم بذلك. ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٥].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿یُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِیمَـٰهُمۡ فَیُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَ ٰصِی وَٱلۡأَقۡدَامِ (٤١) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٢) هَـٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِی یُكَذِّبُ بِهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ (٤٣) یَطُوفُونَ بَیۡنَهَا وَبَیۡنَ حَمِیمٍ ءَانࣲ (٤٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٥)﴾ [الرحمن ٤١-٤٥]
🔲 ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ [الرحمن: ٤١]؛ أي: بعلاماتهم، يُعرفون بالعلامة، من علاماتهم -والعياذ بالله- أنهم سود الوجوه، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران ١٠٦]، وأنهم يُحشرون يوم القيامة زُرْقًا، إما أنهم زُرق أحيانًا وسُود أحيانًا، وإما أنهم سود الوجوه زُرق العيون، وإما أنهم زرقٌ زرقةً بالغة يحسبها الإنسان سوداء.
🔲 ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾ [الرحمن ٤١]، أعوذ بالله! ﴿بِالنَّوَاصِي﴾ هذه مقدم الرأس، ﴿وَالْأَقْدَامِ﴾ المعروفة، فتُؤخذ رجله إلى ناصيته، هكذا يُطوَى طيًّا إهانةً له وخزيًا له، ﴿فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾ ويلقون في النار. ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٢].
🔲 ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ﴾ [الرحمن: ٤٣] يعني يقال: هذه جهنم التي تكذبون بها، وقال: ﴿الْمُجْرِمُونَ﴾، ولم يقل: تكذبون بها، إشارة إلى أنهم مجرمون، وما أعظم جرم الكفار الذين كفروا بالله ورسوله، واستهزؤوا بآيات الله واتخذوها هزوًا ولعبًا.﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (٤٣) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ [الرحمن ٤٣، ٤٤] يعني: يترددون بينها وبين حميم ﴿آنٍ﴾؛ أي: شديد الحرارة والعياذ بالله، أما كيف يكون ذلك؟ فالله أعلم، لكنا نؤمن بأنهم يطوفون بينها وبين الحميم الحار الشديد الحرارة، والله أعلم بذلك. ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٥].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس السابع عشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ (٤٦) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧) ذَوَاتَاۤ أَفۡنَانࣲ (٤٨) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٩) فِیهِمَا عَیۡنَانِ تَجۡرِیَانِ (٥٠) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥١) فِیهِمَا مِن كُلِّ فَـٰكِهَةࣲ زَوۡجَانِ (٥٢) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٣)﴾ [الرحمن ٤٦-٥٣]
🔲 ثم ذكر جزاء أهل الجنة فقال: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن ٤٦] يعني: أن من خاف مقام الله بين يدي الله يوم القيامة فإن له جنتين، هذا الخوف يستلزم شيئين:
⬅️ الشيء الأول: الإيمان بلقاء الله عز وجل؛ لأن الإنسان لا يخاف من شيء إلا وقد تيقَّنه.
⬅️والثاني: أن يتجنب محارم الله، وأن يقوم بما أوجب الله خوفًا من عقاب الله تعالى، فعليه يلزم كل إنسان أن يؤمن بلقاء الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ [الانشقاق ٦]، وقال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة ٢٢٣]، فمن خاف هذا المقام بين يدي الله عز وجل فله جنتان.
🔸﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٧] سبق الكلام عليها.
🔲 ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾ [الرحمن ٤٨] أي: صاحبتا أفنان، والأفنان: جمع (فَنَن) وهو الغُصن؛ أي: أنهما مشتملتان على أشجارٍ عظيمة، ذواتي أغصانٍ كثيرة، وهذه الأغصان كلها تبهج الناظرين، وفيها من كل فاكهة زوجان.
🔲 قال: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ [الرحمن ٥٠] ﴿فِيهِمَا﴾ -أي: الجنتين- ﴿عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾، وقد ذكر الله تعالى أن في الجنة أنهارًا من أربعة أصناف، فقال جل وعلا: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى﴾ [محمد ١٥] والعينان اللتان تجريان يظهر -والله أعلم- أنهما سوى هذه الأنهار الأربعة.
🔲 وقوله: ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ﴾ [الرحمن ٥٢]؛ أي: في هاتين الجنتين ﴿مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ﴾ والفاكهة: كل ما يتفكَّه الإنسان به مذاقًا ونظرًا وشمًّا، فيشمل أنواع الفاكهة الموجودة في الدنيا، وربما يكون هناك فواكه أخرى ليس لها نظيرٌ في الدنيا.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٥٣].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65ج
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ (٤٦) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧) ذَوَاتَاۤ أَفۡنَانࣲ (٤٨) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٩) فِیهِمَا عَیۡنَانِ تَجۡرِیَانِ (٥٠) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥١) فِیهِمَا مِن كُلِّ فَـٰكِهَةࣲ زَوۡجَانِ (٥٢) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٣)﴾ [الرحمن ٤٦-٥٣]
🔲 ثم ذكر جزاء أهل الجنة فقال: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن ٤٦] يعني: أن من خاف مقام الله بين يدي الله يوم القيامة فإن له جنتين، هذا الخوف يستلزم شيئين:
⬅️ الشيء الأول: الإيمان بلقاء الله عز وجل؛ لأن الإنسان لا يخاف من شيء إلا وقد تيقَّنه.
⬅️والثاني: أن يتجنب محارم الله، وأن يقوم بما أوجب الله خوفًا من عقاب الله تعالى، فعليه يلزم كل إنسان أن يؤمن بلقاء الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ [الانشقاق ٦]، وقال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة ٢٢٣]، فمن خاف هذا المقام بين يدي الله عز وجل فله جنتان.
🔸﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٤٧] سبق الكلام عليها.
🔲 ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾ [الرحمن ٤٨] أي: صاحبتا أفنان، والأفنان: جمع (فَنَن) وهو الغُصن؛ أي: أنهما مشتملتان على أشجارٍ عظيمة، ذواتي أغصانٍ كثيرة، وهذه الأغصان كلها تبهج الناظرين، وفيها من كل فاكهة زوجان.
🔲 قال: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ [الرحمن ٥٠] ﴿فِيهِمَا﴾ -أي: الجنتين- ﴿عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾، وقد ذكر الله تعالى أن في الجنة أنهارًا من أربعة أصناف، فقال جل وعلا: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى﴾ [محمد ١٥] والعينان اللتان تجريان يظهر -والله أعلم- أنهما سوى هذه الأنهار الأربعة.
🔲 وقوله: ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ﴾ [الرحمن ٥٢]؛ أي: في هاتين الجنتين ﴿مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ﴾ والفاكهة: كل ما يتفكَّه الإنسان به مذاقًا ونظرًا وشمًّا، فيشمل أنواع الفاكهة الموجودة في الدنيا، وربما يكون هناك فواكه أخرى ليس لها نظيرٌ في الدنيا.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٥٣].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65ج
( الدرس الثامن عشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿مُتَّكِـِٔینَ عَلَىٰ فُرُشِۭ بَطَاۤىِٕنُهَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقࣲۚ وَجَنَى ٱلۡجَنَّتَیۡنِ دَانࣲ (٥٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٥)﴾ [الرحمن ٥٤-٥٥]
🔲 ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ [الرحمن: ٥٤]؛ يعني: يتنعمون بهذه الفاكهة حال كونهم متكئين، وعلى هذا فكلمة ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ يكون ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ حالًا من فاعل الفعل المحذوف؛ أي: يتنعَّمون أو يتفكَّهون مُتكئين، والاتكاء قيل: إنه هو التربع وهكذا؛ لأن الإنسان أريح ما يكون إذا كان متربعًا، وقيل: متكئين؛ أي: مُعتمدين على مساند من اليمين والشمال ووراء الظهر.
🔲 ﴿عَلَى فُرُشٍ﴾؛ يعني: جالسين على فرش ﴿بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ يعني: بطانة الفراش وهو ما يُتحى به الفراش ﴿مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ وهو غليظ الديباج، وأما أعلى هذه الفُرُش فهو من سُندس؛ وهو رقيق الديباج، وكله من الحرير.
🔲 ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾ [الرحمن ٥٤] تأمل أو تصور هذه الحال! إنسان متكئ مطمئن مستريح، يريد أن يتفكَّه من هذه الفواكه هل يقوم من مكانه الذي هو مستقر فيه متكئ فيه؛ ليتناول الثمرة؟ لا، بَيَّن الله ذلك بقوله: ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾، قال أهل العلم: إنه كلما نظر إلى ثمرة وهو يشتهيها انْهَزَعَ الغصن حتى كانت الثمرة بين يديه، لا يحتاج إلى تعب وإلى قيام، بل هو متكئ ينظر إلى الثمرة مشتهيًا إياها، فتدلى له بأمر الله عز وجل مع أنها جماد، لكن الله تعالى أعطاها إحساسًا بأن تتدلى عليه إذا اشتهاها، ولا تستغرب الآن كل الأشجار في الغالب تستقبل الشمس! انظر إلى وجوه الأوراق في أول النهار تجدها متجهة إلى المشرق، في آخر النهار تتجه إلى المغرب، فيها إحساس، كذلك أيضًا: ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾ قريب، يحس إذا نظر إليه الرجل أو المرأة فإنه يتدلى حتى يكون بين يديه.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٥٥].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿مُتَّكِـِٔینَ عَلَىٰ فُرُشِۭ بَطَاۤىِٕنُهَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقࣲۚ وَجَنَى ٱلۡجَنَّتَیۡنِ دَانࣲ (٥٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٥)﴾ [الرحمن ٥٤-٥٥]
🔲 ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ [الرحمن: ٥٤]؛ يعني: يتنعمون بهذه الفاكهة حال كونهم متكئين، وعلى هذا فكلمة ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ يكون ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ حالًا من فاعل الفعل المحذوف؛ أي: يتنعَّمون أو يتفكَّهون مُتكئين، والاتكاء قيل: إنه هو التربع وهكذا؛ لأن الإنسان أريح ما يكون إذا كان متربعًا، وقيل: متكئين؛ أي: مُعتمدين على مساند من اليمين والشمال ووراء الظهر.
🔲 ﴿عَلَى فُرُشٍ﴾؛ يعني: جالسين على فرش ﴿بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ يعني: بطانة الفراش وهو ما يُتحى به الفراش ﴿مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ وهو غليظ الديباج، وأما أعلى هذه الفُرُش فهو من سُندس؛ وهو رقيق الديباج، وكله من الحرير.
🔲 ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾ [الرحمن ٥٤] تأمل أو تصور هذه الحال! إنسان متكئ مطمئن مستريح، يريد أن يتفكَّه من هذه الفواكه هل يقوم من مكانه الذي هو مستقر فيه متكئ فيه؛ ليتناول الثمرة؟ لا، بَيَّن الله ذلك بقوله: ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾، قال أهل العلم: إنه كلما نظر إلى ثمرة وهو يشتهيها انْهَزَعَ الغصن حتى كانت الثمرة بين يديه، لا يحتاج إلى تعب وإلى قيام، بل هو متكئ ينظر إلى الثمرة مشتهيًا إياها، فتدلى له بأمر الله عز وجل مع أنها جماد، لكن الله تعالى أعطاها إحساسًا بأن تتدلى عليه إذا اشتهاها، ولا تستغرب الآن كل الأشجار في الغالب تستقبل الشمس! انظر إلى وجوه الأوراق في أول النهار تجدها متجهة إلى المشرق، في آخر النهار تتجه إلى المغرب، فيها إحساس، كذلك أيضًا: ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾ قريب، يحس إذا نظر إليه الرجل أو المرأة فإنه يتدلى حتى يكون بين يديه.﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٥٥].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس التاسع عشر )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿فِیهِنَّ قَـٰصِرَ ٰتُ ٱلطَّرۡفِ لَمۡ یَطۡمِثۡهُنَّ إِنسࣱ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَاۤنࣱّ (٥٦) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ ٱلۡیَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ (٥٨) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٩) هَلۡ جَزَاۤءُ ٱلۡإِحۡسَـٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَـٰنُ (٦٠) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦١)﴾ [الرحمن ٥٦-٦١]
🔲 ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ [الرحمن: ٥٦]
﴿فِيهِنَّ﴾ أكثر الناس يقول: إن الضمير يعود إلى الجنتين، وأن الجمع باعتبار أن لكل واحدٍ من الناس جنة خاصة به، فيكون ﴿فِيهِنَّ﴾ أي: في جنة كل واحد ممن هو في هاتين الجنتين ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾. وعندي أن قوله: ﴿فِيهِنَّ﴾ يشمل الجنات الأربع؛ هاتين الجنتين والجنتين اللتين بعدهما. ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ يعني: أنها تقصر طرفها -أي: نظرها- على زوجها، فلا تريد غيره، هذا وجه. وجه آخر: ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ أي: أنها تقصر طرف زوجها عليها فلا يريد غيرها، وعلى القول الأول يكون قاصرات مضافة إلى الفاعل، وعلى الثاني: مضاف إلى المفعول؛ يعني: أن طرْفهن قاصِر على الأزواج، قاصرٌ طرفه عليها.
🔲 ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن ٥٦] ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ أي: لم يُجامِعْهن، وقيل: إن الطمْث مُجامَعَة البكر، والمعنى: أنهن أبكار،لم يجامعهن أحدٌ من قبل، لا إنس ولا جن، وفي هذا دليلٌ واضح على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة.
🔲 ﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمن: ٥٨] أي: في الْحُسن والصفاء كالياقوت والمرجان، وهما جوهران نفيسان، ﴿الْيَاقُوتُ﴾ في الصفاء، ﴿وَالْمَرْجَانُ﴾ في الْحُمرة؛ يعني أنهن مشربات بالحمرة مع صفاءٍ تام.
🔲ثم قال عز وجل: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن ٦٠] يعني: ما جزاء الإحسان إلا الإحسان، الإحسان الأول العمل، والإحسان الثاني الثواب؛ يعني: ما جزاء إحسان العمل إلا إحسان الثواب، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٦١].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿فِیهِنَّ قَـٰصِرَ ٰتُ ٱلطَّرۡفِ لَمۡ یَطۡمِثۡهُنَّ إِنسࣱ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَاۤنࣱّ (٥٦) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ ٱلۡیَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ (٥٨) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٩) هَلۡ جَزَاۤءُ ٱلۡإِحۡسَـٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَـٰنُ (٦٠) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦١)﴾ [الرحمن ٥٦-٦١]
🔲 ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ [الرحمن: ٥٦]
﴿فِيهِنَّ﴾ أكثر الناس يقول: إن الضمير يعود إلى الجنتين، وأن الجمع باعتبار أن لكل واحدٍ من الناس جنة خاصة به، فيكون ﴿فِيهِنَّ﴾ أي: في جنة كل واحد ممن هو في هاتين الجنتين ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾. وعندي أن قوله: ﴿فِيهِنَّ﴾ يشمل الجنات الأربع؛ هاتين الجنتين والجنتين اللتين بعدهما. ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ يعني: أنها تقصر طرفها -أي: نظرها- على زوجها، فلا تريد غيره، هذا وجه. وجه آخر: ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ أي: أنها تقصر طرف زوجها عليها فلا يريد غيرها، وعلى القول الأول يكون قاصرات مضافة إلى الفاعل، وعلى الثاني: مضاف إلى المفعول؛ يعني: أن طرْفهن قاصِر على الأزواج، قاصرٌ طرفه عليها.
🔲 ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن ٥٦] ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ أي: لم يُجامِعْهن، وقيل: إن الطمْث مُجامَعَة البكر، والمعنى: أنهن أبكار،لم يجامعهن أحدٌ من قبل، لا إنس ولا جن، وفي هذا دليلٌ واضح على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة.
🔲 ﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمن: ٥٨] أي: في الْحُسن والصفاء كالياقوت والمرجان، وهما جوهران نفيسان، ﴿الْيَاقُوتُ﴾ في الصفاء، ﴿وَالْمَرْجَانُ﴾ في الْحُمرة؛ يعني أنهن مشربات بالحمرة مع صفاءٍ تام.
🔲ثم قال عز وجل: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن ٦٠] يعني: ما جزاء الإحسان إلا الإحسان، الإحسان الأول العمل، والإحسان الثاني الثواب؛ يعني: ما جزاء إحسان العمل إلا إحسان الثواب، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٦١].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس العشرون )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٣) مُدۡهَاۤمَّتَانِ (٦٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٥) فِیهِمَا عَیۡنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٧) فِیهِمَا فَـٰكِهَةࣱ وَنَخۡلࣱ وَرُمَّانࣱ (٦٨) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٩)﴾
[الرحمن ٦٢-٦٩]
🔲 قوله تبارك وتعالى: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن ٦٢] أي: من دون الجنتين السابقتين جنتان من نوعٍ آخر، وقد جاء ذلك مُبَيَّنًا في السُّنَّة، حيث قال النبي ﷺ: «جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا»(١). والآية صريحة في أن هاتين الجنتين دون الأوليين، ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٣) مُدْهَامَّتَانِ﴾ [الرحمن ٦٢ - ٦٤] أي: سودوان من كثرة الأشجار، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٦٥].
(١) متفق عليه؛ البخاري (٤٨٧٨)، ومسلم (١٨٠ / ٢٩٦) من حديث عبد الله بن قيس.
🔲 ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ﴾ [الرحمن: ٦٦] أي: تنضخ بالماء؛ أي: تنبع، وفي الجنتين السابقتين قال: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ [الرحمن ٥٠] والجري أكمل من النَّبْع؛ لأن النَّبْع لا يزال في مكانه لكنه لا ينضب، أما الذي يجري فإنه يسيح، فهو أعلى وأكمل.﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٦٦، ٦٧].
🔲 ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ [الرحمن: ٦٨]
وهناك يقول: ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ﴾ [الرحمن ٥٢]
◾ أما هذا فقال: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ والنخل والرمان معروفان في الدنيا، ولكن يجب أن تعلموا أنه لا يستوي هذا وهذا، الاسم واحد والمسمى يختلف اختلافًا كثيرًا، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة ١٧] ولو كان النخل والرمان في الجنة كالنخل والرمان في الدنيا لكنا نعلم، لكننا لا نعلم، فالاسم إذن واحد ولكن الحقيقة مختلِفة؛ ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء فقط(١)، ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٦٨، ٦٩].
(١) أخرجه البيهقي في البعث والنشور (٣٣٢) من حديث عبد الله بن عباس.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٣) مُدۡهَاۤمَّتَانِ (٦٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٥) فِیهِمَا عَیۡنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٧) فِیهِمَا فَـٰكِهَةࣱ وَنَخۡلࣱ وَرُمَّانࣱ (٦٨) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٩)﴾
[الرحمن ٦٢-٦٩]
🔲 قوله تبارك وتعالى: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن ٦٢] أي: من دون الجنتين السابقتين جنتان من نوعٍ آخر، وقد جاء ذلك مُبَيَّنًا في السُّنَّة، حيث قال النبي ﷺ: «جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا»(١). والآية صريحة في أن هاتين الجنتين دون الأوليين، ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٣) مُدْهَامَّتَانِ﴾ [الرحمن ٦٢ - ٦٤] أي: سودوان من كثرة الأشجار، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٦٥].
(١) متفق عليه؛ البخاري (٤٨٧٨)، ومسلم (١٨٠ / ٢٩٦) من حديث عبد الله بن قيس.
🔲 ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ﴾ [الرحمن: ٦٦] أي: تنضخ بالماء؛ أي: تنبع، وفي الجنتين السابقتين قال: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ [الرحمن ٥٠] والجري أكمل من النَّبْع؛ لأن النَّبْع لا يزال في مكانه لكنه لا ينضب، أما الذي يجري فإنه يسيح، فهو أعلى وأكمل.﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٦٦، ٦٧].
🔲 ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ [الرحمن: ٦٨]
وهناك يقول: ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ﴾ [الرحمن ٥٢]
◾ أما هذا فقال: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ والنخل والرمان معروفان في الدنيا، ولكن يجب أن تعلموا أنه لا يستوي هذا وهذا، الاسم واحد والمسمى يختلف اختلافًا كثيرًا، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة ١٧] ولو كان النخل والرمان في الجنة كالنخل والرمان في الدنيا لكنا نعلم، لكننا لا نعلم، فالاسم إذن واحد ولكن الحقيقة مختلِفة؛ ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء فقط(١)، ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٦٨، ٦٩].
(١) أخرجه البيهقي في البعث والنشور (٣٣٢) من حديث عبد الله بن عباس.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس الحادي والعشرون )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿فِیهِنَّ خَیۡرَ ٰتٌ حِسَانࣱ (٧٠) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧١) حُورࣱ مَّقۡصُورَ ٰتࣱ فِی ٱلۡخِیَامِ (٧٢) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٣)﴾ [الرحمن ٧٠-٧٣]
🔲 ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ [الرحمن: ٧٠] ﴿فِيهِنَّ﴾، بالأول قال: ﴿فِيهِمَا﴾ هل هناك فرق؟ نعم، الأول مثنى (فيهما) اثنين، وهذا ﴿فِيهِنَّ﴾ جمع، كيف قال: ﴿فِيهِنَّ﴾ وقال قبل ذلك: ﴿فِيهِمَا﴾؟ لأن هذا الجمع يعود على الجِنان الأربع كلها، ففي الجنان الأربع ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ [الرحمن ٥٦] كما سبق، وفي الجنان الأربع ﴿خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ ﴿فِيهِنَّ﴾ أي: في الجنان الأربع، ﴿خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ ﴿خَيْرَاتٌ﴾ في الأخلاق، أخلاق طيبة، ﴿حِسَانٌ﴾ الوجوه والهيكل، فالأول حسن باطن، وهذا حسن الظاهر.﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٠، ٧١].
🔲 ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ [الرحمن: ٧٢]، الحوراء هي الجميلة التي جملت في جميع خلقها، وبالأخص العين شديدة البياض، شديدة السواد، واسعة، مستديرة، من أحسن ما يكون.
◾﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ﴾ أي: مخبآت ﴿فِي الْخِيَامِ﴾ جمع (خَيْمَة)، والخيمة معروفة، تعرفونها؟ الخيمة معروفة هي بناء له عمود وأروقة، لكن الخيمة في الآخرة ليست كالخيمة في الدنيا، خيمة من لؤلؤ، طولها في السماء مرتفع جدًّا، ويرى مَنْ في باطنها من ظاهرِها، ولا تسأل عن حسنها وجمالها، هؤلاء الحور مقصورات مُخبآت في هذه الخيام، على أكمل ما يكون من الدلال والتنعيم، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٣].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿فِیهِنَّ خَیۡرَ ٰتٌ حِسَانࣱ (٧٠) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧١) حُورࣱ مَّقۡصُورَ ٰتࣱ فِی ٱلۡخِیَامِ (٧٢) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٣)﴾ [الرحمن ٧٠-٧٣]
🔲 ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ [الرحمن: ٧٠] ﴿فِيهِنَّ﴾، بالأول قال: ﴿فِيهِمَا﴾ هل هناك فرق؟ نعم، الأول مثنى (فيهما) اثنين، وهذا ﴿فِيهِنَّ﴾ جمع، كيف قال: ﴿فِيهِنَّ﴾ وقال قبل ذلك: ﴿فِيهِمَا﴾؟ لأن هذا الجمع يعود على الجِنان الأربع كلها، ففي الجنان الأربع ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ [الرحمن ٥٦] كما سبق، وفي الجنان الأربع ﴿خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ ﴿فِيهِنَّ﴾ أي: في الجنان الأربع، ﴿خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ ﴿خَيْرَاتٌ﴾ في الأخلاق، أخلاق طيبة، ﴿حِسَانٌ﴾ الوجوه والهيكل، فالأول حسن باطن، وهذا حسن الظاهر.﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٠، ٧١].
🔲 ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ [الرحمن: ٧٢]، الحوراء هي الجميلة التي جملت في جميع خلقها، وبالأخص العين شديدة البياض، شديدة السواد، واسعة، مستديرة، من أحسن ما يكون.
◾﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ﴾ أي: مخبآت ﴿فِي الْخِيَامِ﴾ جمع (خَيْمَة)، والخيمة معروفة، تعرفونها؟ الخيمة معروفة هي بناء له عمود وأروقة، لكن الخيمة في الآخرة ليست كالخيمة في الدنيا، خيمة من لؤلؤ، طولها في السماء مرتفع جدًّا، ويرى مَنْ في باطنها من ظاهرِها، ولا تسأل عن حسنها وجمالها، هؤلاء الحور مقصورات مُخبآت في هذه الخيام، على أكمل ما يكون من الدلال والتنعيم، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٣].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس الثاني والعشرون )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿لَمۡ یَطۡمِثۡهُنَّ إِنسࣱ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَاۤنࣱّ (٧٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٥)﴾ [الرحمن ٧٤-٧٥]
🔲 ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن: ٧٤] يعني: لم يجامعهن أحد، بل هي باقية على بكارتها إلى أن يغشاها زوجها إذا دخل الجنة، جعلنا الله وإياكم منهم.﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ﴾، ﴿وَلَا جَانٌّ﴾ أي: ولا جن، وهذا يدل على أن الجن يدخلون الجنة مع الإنس، وهو كذلك؛ لأن الله لا يظلم أحدًا، والجن منهم صالحون ومنهم دون ذلك، منهم مسلمون ومنهم قاسطون؛ أي كافرون، كالإنس تمامًا، كما أن الإنس فيهم مطيع وعاصٍ، وفيهم كافر ومؤمن، كذلك الجن.
🔸والجن المسلم فيه خير يدل على الخير، ويُنبئ بالخير، ويساعد أهل الصلاح من الإنس، والجني الفاسق أو الكافر مثل الفاسق أو الكافر من بني آدم سواء بسواء، كافرهم يدخل النار بالإجماع، بإجماع المسلمين، كما في القرآن: ﴿قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ﴾ [الأعراف ٣٨]، وهذا نص القرآن، وأجمع العلماء عليه أن كافر الجن يدخل النار، مؤمن الجن يدخل الجنة؛ ولهذا سورة الرحمن: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٥] يعني: الجن والإنس، ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ يدل على أن الجن يدخلون الجنة وهو كذلك. ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٤، ٧٥].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿لَمۡ یَطۡمِثۡهُنَّ إِنسࣱ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَاۤنࣱّ (٧٤) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٥)﴾ [الرحمن ٧٤-٧٥]
🔲 ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن: ٧٤] يعني: لم يجامعهن أحد، بل هي باقية على بكارتها إلى أن يغشاها زوجها إذا دخل الجنة، جعلنا الله وإياكم منهم.﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ﴾، ﴿وَلَا جَانٌّ﴾ أي: ولا جن، وهذا يدل على أن الجن يدخلون الجنة مع الإنس، وهو كذلك؛ لأن الله لا يظلم أحدًا، والجن منهم صالحون ومنهم دون ذلك، منهم مسلمون ومنهم قاسطون؛ أي كافرون، كالإنس تمامًا، كما أن الإنس فيهم مطيع وعاصٍ، وفيهم كافر ومؤمن، كذلك الجن.
🔸والجن المسلم فيه خير يدل على الخير، ويُنبئ بالخير، ويساعد أهل الصلاح من الإنس، والجني الفاسق أو الكافر مثل الفاسق أو الكافر من بني آدم سواء بسواء، كافرهم يدخل النار بالإجماع، بإجماع المسلمين، كما في القرآن: ﴿قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ﴾ [الأعراف ٣٨]، وهذا نص القرآن، وأجمع العلماء عليه أن كافر الجن يدخل النار، مؤمن الجن يدخل الجنة؛ ولهذا سورة الرحمن: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٥] يعني: الجن والإنس، ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ يدل على أن الجن يدخلون الجنة وهو كذلك. ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٤، ٧٥].
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
( الدرس الثالث والعشرون )
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿مُتَّكِـِٔینَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرࣲ وَعَبۡقَرِیٍّ حِسَانࣲ (٧٦) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٧)﴾ [الرحمن ٧٦-٧٧]
🔲 ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦]، ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ أي: معتمدين بأيديهم وظهورهم.﴿عَلَى رَفْرَفٍ﴾ أي: على مساند تُرفرف فيها رفرفة مثل (الشلش)، معروف هذا؟ الشلش يكون في المساند، يكون في الْأَسِرَّة، هكذا يُرفرف، متكئين على رفرف خُضر؛ لأن اللون الأخضر أنسب ما يكون للنظر، وأشد ما يكون بهجة للقلب.
◾﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ العبقري: هو الفُرُش الجيدة جدًّا، ولهذا يسمى الجيد من كل شيء: عبقري، كما قال النبي ﷺ في الرؤيا التي رآها حين نزع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: «فَمَا رَأَيْتُ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ»(١) أي: ينزع نزعه من قوته رضي الله عنه.﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٦، ٧٧].
🔲 ومعنى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٧] التقرير، يعني: أن النِّعم واضحة، فبأي شيءٍ تكذبون؟الجواب: لا نُكذِّب بشيء، نعترف بآلاء الله -أي: بنعمه- ونقر بها، ونعترف أننا مُقَصِّرون، لم نشكر الله تعالى حق شكره، ولكننا نؤمن بأن عفو الله أوسع من ذنوبنا، وأن الله تبارك وتعالى عفوٌّ كريم، يحب توبة عبده، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، حتى قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ»(٢). وذكر الرجل في فلاة أضل راحلته -ضيَّعَها- وعليها طعامه وشرابه، فطلبها ولم يجدها وهو في فلاة من الأرض، ليس حوله أحد، فأيس منها، فاضطجع في ظل شجرة ينتظر، ماذا ينتظر؟ ينتظر الموت -أي: يئس من الحياة مرة- فإذا بخطام ناقته متعلقًا بالشجرة، فأخذه وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، ماذا يريد؟ يريد: أنت ربي وأنا عبدك، لكن من شدة الفرح أخطأ، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، فالله تعالى أشد فرحًا بتوبة عبده من هذا الرجل بناقته، اللهم تُبْ علينا يا رب العالمين.
(١) متفق عليه؛ البخاري (٣٦٨٢)، ومسلم (٢٣٩٣ / ١٩) من حديث عبد الله بن عمر.
(٢) متفق عليه؛ البخاري (٦٣٠٩)، ومسلم (٢٧٤٧ / ٧) من حديث أنس بن مالك.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿مُتَّكِـِٔینَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرࣲ وَعَبۡقَرِیٍّ حِسَانࣲ (٧٦) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٧)﴾ [الرحمن ٧٦-٧٧]
🔲 ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦]، ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ أي: معتمدين بأيديهم وظهورهم.﴿عَلَى رَفْرَفٍ﴾ أي: على مساند تُرفرف فيها رفرفة مثل (الشلش)، معروف هذا؟ الشلش يكون في المساند، يكون في الْأَسِرَّة، هكذا يُرفرف، متكئين على رفرف خُضر؛ لأن اللون الأخضر أنسب ما يكون للنظر، وأشد ما يكون بهجة للقلب.
◾﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ العبقري: هو الفُرُش الجيدة جدًّا، ولهذا يسمى الجيد من كل شيء: عبقري، كما قال النبي ﷺ في الرؤيا التي رآها حين نزع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: «فَمَا رَأَيْتُ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ»(١) أي: ينزع نزعه من قوته رضي الله عنه.﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٦، ٧٧].
🔲 ومعنى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن ٧٧] التقرير، يعني: أن النِّعم واضحة، فبأي شيءٍ تكذبون؟الجواب: لا نُكذِّب بشيء، نعترف بآلاء الله -أي: بنعمه- ونقر بها، ونعترف أننا مُقَصِّرون، لم نشكر الله تعالى حق شكره، ولكننا نؤمن بأن عفو الله أوسع من ذنوبنا، وأن الله تبارك وتعالى عفوٌّ كريم، يحب توبة عبده، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، حتى قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ»(٢). وذكر الرجل في فلاة أضل راحلته -ضيَّعَها- وعليها طعامه وشرابه، فطلبها ولم يجدها وهو في فلاة من الأرض، ليس حوله أحد، فأيس منها، فاضطجع في ظل شجرة ينتظر، ماذا ينتظر؟ ينتظر الموت -أي: يئس من الحياة مرة- فإذا بخطام ناقته متعلقًا بالشجرة، فأخذه وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، ماذا يريد؟ يريد: أنت ربي وأنا عبدك، لكن من شدة الفرح أخطأ، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، فالله تعالى أشد فرحًا بتوبة عبده من هذا الرجل بناقته، اللهم تُبْ علينا يا رب العالمين.
(١) متفق عليه؛ البخاري (٣٦٨٢)، ومسلم (٢٣٩٣ / ١٩) من حديث عبد الله بن عمر.
(٢) متفق عليه؛ البخاري (٦٣٠٩)، ومسلم (٢٧٤٧ / ٧) من حديث أنس بن مالك.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
#نكمل_بكرة_إن_شاء_الله_تعالي ❤️
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
بعد دقايق داليا هتنزل الدرس الاخير من #سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن ♥️✨
طبعا رايكم يهمنة جدا ان شاء الله بكرة اجازة وبعد بكرة هنبداء في سلسله جديدة تدبير وتفسير سورة #ق ان شاء الله الي مفهمش حاجة ف سورة الرحمن يسال ورايكم يهمني جدا بجد جزاها الله خيراً استاذة #داليا_شوقي 💞🍃
طبعا رايكم يهمنة جدا ان شاء الله بكرة اجازة وبعد بكرة هنبداء في سلسله جديدة تدبير وتفسير سورة #ق ان شاء الله الي مفهمش حاجة ف سورة الرحمن يسال ورايكم يهمني جدا بجد جزاها الله خيراً استاذة #داليا_شوقي 💞🍃
( الدرس الرابع والعشرون ) والاخيرة
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿تَبَـٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِی ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾ [الرحمن ٧٨]
🔲 ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٧٨] لما ختم السورة بهذه الجملة العظيمة، يعني: ما أعظم بركة الله عز وجل، وما أعظم البركة باسمه، حتى إن اسم الله يُحَلِّل الذبيحة أو يحرمها، لو ذبح إنسان ذبيحة ولم يقل: باسم الله، ماذا تكون؟ تكون ميتة حرامًا نجسة، مُضرَّة على البدن، حتى لو نسي، ذبحها ونسي أن يقول: باسم الله فهي حرام، نجسة، تفسد البدن، فيجب أن يسحبها للكلاب؛ لأنها نجسة، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ [الأنعام ١٢١] فانظر البركة، الإنسان إذا توضأ ولم يُسمِّ فوضوءه عند بعض العلماء وضوء فاسد، لازم يعيد؛ لأن البسملة واجبة عند بعض أهل العلم. الصيد، يرى الإنسان الصيد الزاحف أو الطائر فيرميه ولم يُسمِّ، ماذا يكون هذا الصيد؟ يكون حرامًا، ميتة، نجسًا، مضرًّا على البدن، فانظر إلى البركة. الإنسان إذا أتى أهله -يعني: جامَعَ زوجته- وقال: باسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا كان هذا حماية لهذا الولد الذي ينشأ من هذا الجماع حماية له من الشيطان، قال النبي ﷺ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا»(١).الإنسان يسعى يمينًا وشمالًا لحماية ولده، ويخسر الدراهم الكثيرة، وهنا هذا الدواء من الرسول عليه الصلاة والسلام، غالٍ ولَّا رخيص؟ رخيص من ناحية العمل سهل، هذا يحميه من الشيطان أبدًا، كل هذا دليل على بركة اسم الله عز وجل؛ ولهذا قال: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾؛ أي: ذي العظمة ﴿وَالْإِكْرَامِ﴾، هل الإكرام يعني هو يُكْرَم ولَّا هو يُكْرِم؟ كلها؛ فهو يُكْرَم ويُحترم ويُعظَّم عز وجل، وهو -أيضًا- يُكْرِم، قال الله تعالى في أصحاب الجنة -اللهم اجعلنا منهم- قال: ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ [المعارج ٣٥] فهو ذو الجلال والإكرام، يكرم من يستحق الإكرام، وهو يكرمه عز وجل عباده الصالحون، جعلنا الله وإياكم منهم بِمَنِّه وكرَمِه.
(١) متفق عليه؛ البخاري (١٤١)، ومسلم (١٤٣٤ / ١١٦) من حديث عبد الله بن عباس.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
⛔ وإلى هنا تنتهي ( قراءتنا وسلسله تدبير وتفسير سورة الرحمن ) السلسله دي صدقة جارية علي روح أبي ولامة المسلمين أجمعين الاحياء والاموات وزملائي في القناة جزاهم الله خير علي النشر اللهم تقبل منا ومنكم صالح الاعمال.
إن شاء الله هنبداء في سلسله جديدة من تدبير وتفسير ( سورة ق )
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65
#سلسله_تدبير_وتفسير_سورة_الرحمن 💛🍃
◀️ ﷽
﴿تَبَـٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِی ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾ [الرحمن ٧٨]
🔲 ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٧٨] لما ختم السورة بهذه الجملة العظيمة، يعني: ما أعظم بركة الله عز وجل، وما أعظم البركة باسمه، حتى إن اسم الله يُحَلِّل الذبيحة أو يحرمها، لو ذبح إنسان ذبيحة ولم يقل: باسم الله، ماذا تكون؟ تكون ميتة حرامًا نجسة، مُضرَّة على البدن، حتى لو نسي، ذبحها ونسي أن يقول: باسم الله فهي حرام، نجسة، تفسد البدن، فيجب أن يسحبها للكلاب؛ لأنها نجسة، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ [الأنعام ١٢١] فانظر البركة، الإنسان إذا توضأ ولم يُسمِّ فوضوءه عند بعض العلماء وضوء فاسد، لازم يعيد؛ لأن البسملة واجبة عند بعض أهل العلم. الصيد، يرى الإنسان الصيد الزاحف أو الطائر فيرميه ولم يُسمِّ، ماذا يكون هذا الصيد؟ يكون حرامًا، ميتة، نجسًا، مضرًّا على البدن، فانظر إلى البركة. الإنسان إذا أتى أهله -يعني: جامَعَ زوجته- وقال: باسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا كان هذا حماية لهذا الولد الذي ينشأ من هذا الجماع حماية له من الشيطان، قال النبي ﷺ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا»(١).الإنسان يسعى يمينًا وشمالًا لحماية ولده، ويخسر الدراهم الكثيرة، وهنا هذا الدواء من الرسول عليه الصلاة والسلام، غالٍ ولَّا رخيص؟ رخيص من ناحية العمل سهل، هذا يحميه من الشيطان أبدًا، كل هذا دليل على بركة اسم الله عز وجل؛ ولهذا قال: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾؛ أي: ذي العظمة ﴿وَالْإِكْرَامِ﴾، هل الإكرام يعني هو يُكْرَم ولَّا هو يُكْرِم؟ كلها؛ فهو يُكْرَم ويُحترم ويُعظَّم عز وجل، وهو -أيضًا- يُكْرِم، قال الله تعالى في أصحاب الجنة -اللهم اجعلنا منهم- قال: ﴿أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ [المعارج ٣٥] فهو ذو الجلال والإكرام، يكرم من يستحق الإكرام، وهو يكرمه عز وجل عباده الصالحون، جعلنا الله وإياكم منهم بِمَنِّه وكرَمِه.
(١) متفق عليه؛ البخاري (١٤١)، ومسلم (١٤٣٤ / ١١٦) من حديث عبد الله بن عباس.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))
⛔ وإلى هنا تنتهي ( قراءتنا وسلسله تدبير وتفسير سورة الرحمن ) السلسله دي صدقة جارية علي روح أبي ولامة المسلمين أجمعين الاحياء والاموات وزملائي في القناة جزاهم الله خير علي النشر اللهم تقبل منا ومنكم صالح الاعمال.
إن شاء الله هنبداء في سلسله جديدة من تدبير وتفسير ( سورة ق )
#قناة_التلجرام ✨💕
https://t.me/refk65