٢-يختلف المنام باختلاف لغتين، وهذا الفصل يتوجب عليك الاطلاع إلى لغة الناس وإن قلّت بضاعتك فيه، لا سيما في زمننا ونحن في القرن الخامس عشر من الهجرة، فهنا التعبير يكن على صور مختلفة ومنها :
-الصورة الأولى: اعتبر الرؤيا حسب لغة الرائي، أعني إن كان فارسياً مثلاً فاعتبر ما رآه حسب المعنى لديهم، وهذا الوجه إن كانت اللفظة سواء بين لغتين من حيث الأحرف وتختلف من حيث المعنى، كالسفرجل فاعتبره بالعز والراحة والجمال لذلك الفارسي أو من يعرف بلغتهم، لأنه بلغتهم بَهيَ، وهو للعربي إن رأى ذلك أو من عاشرهم نعتبره بالسفر، والجلاء.
- الصورة الثانية : وأما العرب أو من يعاشرهم فرأى أحدهم في المنام لغة قوم مختلفة على لغة العرب، فاعتبره بالمعنى الحامل لها ونحوه للعربية، وهكذا إن رأى غير العربي في المنام لغة العرب في منامه فاعتبره بالمعنى الحامل إلى لغته، وهذا الوجه لم يسبق لأحد من قبل كتب عنه، فافهم ذلك.
والسبب في ذلك أنه كان في القرون السابقة لا يتفضل غير العربية، وكان أعداء الإسلام إذا تعلم أحدهم العربية فإنه يُعد نفسه من المنفردين في ذلك، حتى أن أحدهم كان يتغزل في زوجته ويقول لها: أحبك، فالله المستعان على حالنا وما وصلنا إليه.
واعتبر اللفظة المختلفة من تلفظها بالعربية، أو اعتبر اللفظة المختلفة بحسب قواعدهم للغتهم واعتبر ذلك بالعربية.
كما قال لي إنسان عربي: رأيت أحد طلبة العلم يقول لمن أراد أن يصلح هاتفه فقد تعلمت برمجة الهواتف نظام بريمر ..، قلت : يحصل لطالب العلم علم نفيس ومليح ونادر وهو الأسبق و هو الأول من تصنيفه ما ينفع الناس من علم وبر ودواء لإصلاح قلوبهم، وأبدانهم بشتى أطيافهم وهذا فريد منه لأنه معلوم أن الهواتف تختلف والهواتف هنا أبدان، وأخذنا الأسبق والأول ونحوهما من قوله بريمر لأنها في الأصل كما في لغة الانجليز تُكتب كالتالي: premiere و تُنطق بالعربية بريمر فالتعبير الأول من حيث معناها بالعربية وقولنا بِر من التكلم بها بالعربية بر يمر .
و امرأة متزوجة تقول: رأيت زوجي أهدى إلي علبة فيها خاتم ذهب وعليه حرف M .قلت: سترزقي بولد وتكوني أم، ودليل ذلك أن هذا الحرف يُنطق ب إم واعتبرناها من خلال التلفظ بها بالعربية بعد تغيير حركات الحرف فتكون أم، وأيضاً هذا الحرف يُختصر عندهم لمعنى الأم وهو mother.
وآخر يقول: رأيت أنني آكل حرفي A و C من زبدية، قلت: هذا يعاني من نقص غذاء فيه مايسمى بفيتامين ذلكما الحرفين، ويحتاج قبلهما للسنا، فكان كذلك، ودليل ذلك أن هذين الحرفين أو أحدهما حسب ماهو مشهور عند الناس بالفيتامين وهو غذاء مخصوص للبدن سريع الوصول، والزبدية هي القرينة التي توافقت مع ذلك، و تكلمنا بالسنا من التلفظ العربي لذلك الحرف سي.
فالأحرف المختصرة لكلمات أو لجُمل ، نعتبرها بقواعد لغتهم، ك g نعتبره بجيد جداً، فاعتبر الحرف المختصر ما يوافق قرائن الرؤيا وحال الرائي، وقد بيّنا لكم ذلك، كما قال لي ترجمان لتاجر: رأيت مكتوب وفيه R 3 P.
قلت: تجارة سيدك فيه شركاء ثلاثة وعليه أن يقيد علامته التجارية الجديدة وسيحصل لهم ربح ومكسب طيب وهذه العلامة تخص الأرز، فكان كذلك، ودليل ذلك أن الأرز من Rice، وتقييد العلامة كما هو معلوم في النظام التقييدي التجاري للملكية في كل البلدان أن هذه العلامة ® بمعنى علامة مقيدة لفلان، أعني تخصه، وهم شركاء ثلاثة ويحصل لهم ثراء و فائدة من الرقم 3 باللاتينية وتنطق بالعربية ثري، و P هذا الحرف إختصاراً إذا كان كبيراً للكلمة Product ومعناها مُنتج ويحصل إنتاج مستمر
فافهم ذلك موفقاً إن شاء الله تعالى.
وهذا فصل مليح جداً، فاعمل على ماشرحت لك، فهو من عجيب التفسير، لم يُسبق إليه، ولا شرحه أحد غيري كذلك من فضل الله وكرمه، وينبغي نشر هذا الفصل للفائدة .
-الصورة الثالثة: اعتبر ألفاظ الناس على جنس الرائي، أعني اللهجة الدارجز، لذا دع الرائي يقص رؤياه بحسب لغته أو لهجته التي تعوّد عليها، كما إذا دل الزيتون على مال لأهل الصلاح وهم لأهل الفساد، وهو عند بعض لغة اليمن مرض لأنه بلغتهم يطلقون على الجوافة زيتون، جوفه آفه وعليه بالزيتون، كما إذا دل البطيخ على نكد من بطاط أو خائن لاشتقاق ذلك، وهو عند بعض لغة أهل الحجاز واليمن دال على النكد من محبة وعشرة، لأنه بلغتهم حب حب.
- الصورة الرابعة: إذا أتى المنام واللغة فيه غير مفهومة أو مبعثرة أحرف اللفظ ونحو ذلك، فاعتبر ذلك بنكد و أمر مبهم عنك وانظر أين كان ذلك، وتكلم عليه أو مايتوجب عليه فعله.
والسبب الذي جعلني أتوسع بهذا الفصل قد ذكرته لكم سابقاً.
ونسأل الله الإخلاص والهدى والسداد.
كتبه: أبوالربيع الطاهري.
١٤٤١هـ
٢٥
-الصورة الأولى: اعتبر الرؤيا حسب لغة الرائي، أعني إن كان فارسياً مثلاً فاعتبر ما رآه حسب المعنى لديهم، وهذا الوجه إن كانت اللفظة سواء بين لغتين من حيث الأحرف وتختلف من حيث المعنى، كالسفرجل فاعتبره بالعز والراحة والجمال لذلك الفارسي أو من يعرف بلغتهم، لأنه بلغتهم بَهيَ، وهو للعربي إن رأى ذلك أو من عاشرهم نعتبره بالسفر، والجلاء.
- الصورة الثانية : وأما العرب أو من يعاشرهم فرأى أحدهم في المنام لغة قوم مختلفة على لغة العرب، فاعتبره بالمعنى الحامل لها ونحوه للعربية، وهكذا إن رأى غير العربي في المنام لغة العرب في منامه فاعتبره بالمعنى الحامل إلى لغته، وهذا الوجه لم يسبق لأحد من قبل كتب عنه، فافهم ذلك.
والسبب في ذلك أنه كان في القرون السابقة لا يتفضل غير العربية، وكان أعداء الإسلام إذا تعلم أحدهم العربية فإنه يُعد نفسه من المنفردين في ذلك، حتى أن أحدهم كان يتغزل في زوجته ويقول لها: أحبك، فالله المستعان على حالنا وما وصلنا إليه.
واعتبر اللفظة المختلفة من تلفظها بالعربية، أو اعتبر اللفظة المختلفة بحسب قواعدهم للغتهم واعتبر ذلك بالعربية.
كما قال لي إنسان عربي: رأيت أحد طلبة العلم يقول لمن أراد أن يصلح هاتفه فقد تعلمت برمجة الهواتف نظام بريمر ..، قلت : يحصل لطالب العلم علم نفيس ومليح ونادر وهو الأسبق و هو الأول من تصنيفه ما ينفع الناس من علم وبر ودواء لإصلاح قلوبهم، وأبدانهم بشتى أطيافهم وهذا فريد منه لأنه معلوم أن الهواتف تختلف والهواتف هنا أبدان، وأخذنا الأسبق والأول ونحوهما من قوله بريمر لأنها في الأصل كما في لغة الانجليز تُكتب كالتالي: premiere و تُنطق بالعربية بريمر فالتعبير الأول من حيث معناها بالعربية وقولنا بِر من التكلم بها بالعربية بر يمر .
و امرأة متزوجة تقول: رأيت زوجي أهدى إلي علبة فيها خاتم ذهب وعليه حرف M .قلت: سترزقي بولد وتكوني أم، ودليل ذلك أن هذا الحرف يُنطق ب إم واعتبرناها من خلال التلفظ بها بالعربية بعد تغيير حركات الحرف فتكون أم، وأيضاً هذا الحرف يُختصر عندهم لمعنى الأم وهو mother.
وآخر يقول: رأيت أنني آكل حرفي A و C من زبدية، قلت: هذا يعاني من نقص غذاء فيه مايسمى بفيتامين ذلكما الحرفين، ويحتاج قبلهما للسنا، فكان كذلك، ودليل ذلك أن هذين الحرفين أو أحدهما حسب ماهو مشهور عند الناس بالفيتامين وهو غذاء مخصوص للبدن سريع الوصول، والزبدية هي القرينة التي توافقت مع ذلك، و تكلمنا بالسنا من التلفظ العربي لذلك الحرف سي.
فالأحرف المختصرة لكلمات أو لجُمل ، نعتبرها بقواعد لغتهم، ك g نعتبره بجيد جداً، فاعتبر الحرف المختصر ما يوافق قرائن الرؤيا وحال الرائي، وقد بيّنا لكم ذلك، كما قال لي ترجمان لتاجر: رأيت مكتوب وفيه R 3 P.
قلت: تجارة سيدك فيه شركاء ثلاثة وعليه أن يقيد علامته التجارية الجديدة وسيحصل لهم ربح ومكسب طيب وهذه العلامة تخص الأرز، فكان كذلك، ودليل ذلك أن الأرز من Rice، وتقييد العلامة كما هو معلوم في النظام التقييدي التجاري للملكية في كل البلدان أن هذه العلامة ® بمعنى علامة مقيدة لفلان، أعني تخصه، وهم شركاء ثلاثة ويحصل لهم ثراء و فائدة من الرقم 3 باللاتينية وتنطق بالعربية ثري، و P هذا الحرف إختصاراً إذا كان كبيراً للكلمة Product ومعناها مُنتج ويحصل إنتاج مستمر
فافهم ذلك موفقاً إن شاء الله تعالى.
وهذا فصل مليح جداً، فاعمل على ماشرحت لك، فهو من عجيب التفسير، لم يُسبق إليه، ولا شرحه أحد غيري كذلك من فضل الله وكرمه، وينبغي نشر هذا الفصل للفائدة .
-الصورة الثالثة: اعتبر ألفاظ الناس على جنس الرائي، أعني اللهجة الدارجز، لذا دع الرائي يقص رؤياه بحسب لغته أو لهجته التي تعوّد عليها، كما إذا دل الزيتون على مال لأهل الصلاح وهم لأهل الفساد، وهو عند بعض لغة اليمن مرض لأنه بلغتهم يطلقون على الجوافة زيتون، جوفه آفه وعليه بالزيتون، كما إذا دل البطيخ على نكد من بطاط أو خائن لاشتقاق ذلك، وهو عند بعض لغة أهل الحجاز واليمن دال على النكد من محبة وعشرة، لأنه بلغتهم حب حب.
- الصورة الرابعة: إذا أتى المنام واللغة فيه غير مفهومة أو مبعثرة أحرف اللفظ ونحو ذلك، فاعتبر ذلك بنكد و أمر مبهم عنك وانظر أين كان ذلك، وتكلم عليه أو مايتوجب عليه فعله.
والسبب الذي جعلني أتوسع بهذا الفصل قد ذكرته لكم سابقاً.
ونسأل الله الإخلاص والهدى والسداد.
كتبه: أبوالربيع الطاهري.
١٤٤١هـ
٢٥
٣- يختلف باختلاف الزمان: كل ما يعود نفعه في الشتاء كملابس الشتاء، واستعمال الماء الحار أو من كان مرضه بالبرودة فهو خير و راحة، و ربما يكن ذلك في فصل البرد، وهو نكد أو أمراض إن كان في الصيف. فمثلاً استعمال الرفيع من القماش أو الماء البارد في الصيف قلنا خير وراحة وفائدة، كأرباب الحرارة والعازب: تزويج حسن هين لين، ولأرباب البنايات: أماكن حسنة، ويدل على معاشرة من فيه خلق حسن. ولأرباب الأسفار : طريق سهلة. ولأرباب الحوائج: تيسير أمور. ولأرباب الخُرَاجات، والقروح في البدن: عافية، ونحو ذلك. وبالعكس عكسه. فافهم ذلك .
فائدة: وهكذا إذا رأيت أحدهم يرتدي الملابس الشتوية في زمن الصيف أو يرتدي الرفيع منها في البرد فاعلم أنه مريض، ولا يعلم بذلك وبحسب ظنه أنها عافية.
كما قال لي إنسان: رأيت أنني أرتدي جاكيت، قلت له: سيأتيك خير وعافية من مرض في الشتاء القادم، فجرى ذلك، ودليله: جاء كيت، و صنف اللباس لزمن البرد كما هو معروف، وامرأة تقول: رأيت أنني أحمل بيدي لباس رفيع ولونه جميل، وكنت عازمة على إرتدائه، قلت: يحصل لك خير و فائدة من إنسان رفيع وتتزوجيه، وربما اسمه من اسمه حسب اللغة عندك التي تطلقون على هذا النوع من اللباس، فكان كذلك. وعلى هذا فقس.
٤- يختلف المنام باختلاف الكَـم والـكَيف: وهذا الفصل عليك أن تتكلم به بعد الإطلاع لحال الرائي، فلا تفتي في الحكم بإفراط فيه أو تفريط، ولكن اعطي على مايليق به الرائي، والناس في هذا الفصل على طبقات ثلاث وهي:
الأولى: وهي الطبقة العالية كالأكابر والحكام والولاة والعلماء ونحوهم، وقياساً بالمعيشة والعُملة الورقية في زمننا وعدم التعامل بالدرهم والدينار، فإنهم من طبقة ألف ألف أعني مايسمى بالمليون فما فوق، أي: ألف درهم فما فوق.
الثانية: وهي الطبقة المتوسطة من الناس وهم أدنى من الطبقة الأولى، كالتجار والوجهاء و نحوهم في البلد الواحد، وهم من عشرة ألف إلى المائة أو مائتي ألف فما فوق أي مائة درهم أو مائتي.
الثالثة: وهي الطبقة المنخفضة وهم أدنى من المتوسطة، والذي كسبه قوت يومه ونحو ذلك، وهم على درهم أو درهمان أو بالعملةالورقية من ألف إلى عشرة ألاف، أو لباس وعلى هذا فقس في الحلي ونحو ذلك.
فإذا أتى خيراً أو شراً فاعتبر على ماذكرناه بعد معرفتك لحاله.
فإن زاد الكم لمن يليق به كالطبقة الأولى فهو خير وإن نقص فهو نكد أو زوال منصب ونحو ذلك.
وهكذا إن زاد لأصحاب الطبقة الثالثة فهو نكد لأنه لا يقدر على حمله وحفظه من اللصوص وغير ذلك من الأمور العاجز عليها. فافهم هذا جيداً تُرشد.
كما قال شاب ردي ومن الطبقة المنخفضة، رأيت أكوام من المال رُزم في الشارع، قلت له: ماذا كان هناك في الشارع؟ قال: نساء، قلت له: ربما كنت تتردد على ذلك الشارع وتعطي رقم هاتفك بورقة لبعض البنات والآن تعاني من نكد بعد هذا الأمر، فاتق الله، قال: فاستحى وقال: صدقت. ودليل ذلك أن المال بهذا الكم، لا يوافق حاله، وكون المال من العملة الورقية ففيها ارقام كما هو في زمننا. (وحال المسلمين اليوم التداول بالورق إنما هي خديعة من اليهود).
والله أعلم .
وامرأة قالت: رأيت على بدني ذهباً، وهي من الطبقة المتوسطة، قلت لها: الظاهر قد أتاك خطّاب ولا يتم ذلك، وأنتي محسودة وأيضاً عندك تهاون في الاستقامة، قالت: صدقت.
قلت لها: سيذهب هذا المرض من اللفظة (ذهب)، ودليل ذلك أن الكم من هذا الذهب لا يتوافق مع حالها، فافهم ذلك.
وأخرى رأت أنها وجدت على الارض ريالاً معدنياً وتأخذه ثم ترى مثل ذلك وتأخذه وتكرّر عليها هذه الرؤيا، وهي من الطبقة العالية، قلت لها: انتي تعاني من مرض في المعدة حتى صار في أسفل البطن والظهر وفي الرُكب، وهناك أمر ردي، لا يليق بك قالت: صدقت.
وآخر من الطبقة المنخفضة، يقول: رأت زوجتي أنه في غرفة النوم ورق من المال على أرضية الغرفة كلها فئة خمس، قلت له: هل تعانوا من ضيق عند النوم أو تجدون نفوراً ونحوه وتشتكي زوجتك من مرض في رحمها؟ قال: نعم، قلت له: عليكم بالسنا والعسل وكذلك الحجامة، وأيضاً انظر في مجاري البيت.
ودليل ذلك من حيث الكَم وكذلك من قوله على حسب لغته (خمس) إشتقاقاً مس ولم يقل خمسمائة.
وأخرى عجوز من الطبقة المنخفضة تقول رأيت على صدري سلس ذهب وفرحت بذلك، قلت لها: تسمعي خبراً ساراً ينشرح صدرك به خلال أيام، وقد يخص بولد من أولادك، فجرى ذلك حيث أتاها خبر بعد ثلاثة ايام بعودة ولدها بعد أن فقدته منذ سنوات، ولله الحمد.
ودليل ذلك أن السلس يناسب حالها وكونه على صدرها وأيضاً كون الولد من بطنها
وقلنا ثلاثة أيام من باب التفاءل للرائي
س يوم
ل يوم
س يوم .
وهذه فائدة تخص تعبير الرؤى التوقيتية.
فافهم ذلك جيداً. ينبغي نشر هذا المنشور للفائدة ولأهمية هذا الفصل.
كتبه:
أبو الربيع الطاهري.
٢٦
فائدة: وهكذا إذا رأيت أحدهم يرتدي الملابس الشتوية في زمن الصيف أو يرتدي الرفيع منها في البرد فاعلم أنه مريض، ولا يعلم بذلك وبحسب ظنه أنها عافية.
كما قال لي إنسان: رأيت أنني أرتدي جاكيت، قلت له: سيأتيك خير وعافية من مرض في الشتاء القادم، فجرى ذلك، ودليله: جاء كيت، و صنف اللباس لزمن البرد كما هو معروف، وامرأة تقول: رأيت أنني أحمل بيدي لباس رفيع ولونه جميل، وكنت عازمة على إرتدائه، قلت: يحصل لك خير و فائدة من إنسان رفيع وتتزوجيه، وربما اسمه من اسمه حسب اللغة عندك التي تطلقون على هذا النوع من اللباس، فكان كذلك. وعلى هذا فقس.
٤- يختلف المنام باختلاف الكَـم والـكَيف: وهذا الفصل عليك أن تتكلم به بعد الإطلاع لحال الرائي، فلا تفتي في الحكم بإفراط فيه أو تفريط، ولكن اعطي على مايليق به الرائي، والناس في هذا الفصل على طبقات ثلاث وهي:
الأولى: وهي الطبقة العالية كالأكابر والحكام والولاة والعلماء ونحوهم، وقياساً بالمعيشة والعُملة الورقية في زمننا وعدم التعامل بالدرهم والدينار، فإنهم من طبقة ألف ألف أعني مايسمى بالمليون فما فوق، أي: ألف درهم فما فوق.
الثانية: وهي الطبقة المتوسطة من الناس وهم أدنى من الطبقة الأولى، كالتجار والوجهاء و نحوهم في البلد الواحد، وهم من عشرة ألف إلى المائة أو مائتي ألف فما فوق أي مائة درهم أو مائتي.
الثالثة: وهي الطبقة المنخفضة وهم أدنى من المتوسطة، والذي كسبه قوت يومه ونحو ذلك، وهم على درهم أو درهمان أو بالعملةالورقية من ألف إلى عشرة ألاف، أو لباس وعلى هذا فقس في الحلي ونحو ذلك.
فإذا أتى خيراً أو شراً فاعتبر على ماذكرناه بعد معرفتك لحاله.
فإن زاد الكم لمن يليق به كالطبقة الأولى فهو خير وإن نقص فهو نكد أو زوال منصب ونحو ذلك.
وهكذا إن زاد لأصحاب الطبقة الثالثة فهو نكد لأنه لا يقدر على حمله وحفظه من اللصوص وغير ذلك من الأمور العاجز عليها. فافهم هذا جيداً تُرشد.
كما قال شاب ردي ومن الطبقة المنخفضة، رأيت أكوام من المال رُزم في الشارع، قلت له: ماذا كان هناك في الشارع؟ قال: نساء، قلت له: ربما كنت تتردد على ذلك الشارع وتعطي رقم هاتفك بورقة لبعض البنات والآن تعاني من نكد بعد هذا الأمر، فاتق الله، قال: فاستحى وقال: صدقت. ودليل ذلك أن المال بهذا الكم، لا يوافق حاله، وكون المال من العملة الورقية ففيها ارقام كما هو في زمننا. (وحال المسلمين اليوم التداول بالورق إنما هي خديعة من اليهود).
والله أعلم .
وامرأة قالت: رأيت على بدني ذهباً، وهي من الطبقة المتوسطة، قلت لها: الظاهر قد أتاك خطّاب ولا يتم ذلك، وأنتي محسودة وأيضاً عندك تهاون في الاستقامة، قالت: صدقت.
قلت لها: سيذهب هذا المرض من اللفظة (ذهب)، ودليل ذلك أن الكم من هذا الذهب لا يتوافق مع حالها، فافهم ذلك.
وأخرى رأت أنها وجدت على الارض ريالاً معدنياً وتأخذه ثم ترى مثل ذلك وتأخذه وتكرّر عليها هذه الرؤيا، وهي من الطبقة العالية، قلت لها: انتي تعاني من مرض في المعدة حتى صار في أسفل البطن والظهر وفي الرُكب، وهناك أمر ردي، لا يليق بك قالت: صدقت.
وآخر من الطبقة المنخفضة، يقول: رأت زوجتي أنه في غرفة النوم ورق من المال على أرضية الغرفة كلها فئة خمس، قلت له: هل تعانوا من ضيق عند النوم أو تجدون نفوراً ونحوه وتشتكي زوجتك من مرض في رحمها؟ قال: نعم، قلت له: عليكم بالسنا والعسل وكذلك الحجامة، وأيضاً انظر في مجاري البيت.
ودليل ذلك من حيث الكَم وكذلك من قوله على حسب لغته (خمس) إشتقاقاً مس ولم يقل خمسمائة.
وأخرى عجوز من الطبقة المنخفضة تقول رأيت على صدري سلس ذهب وفرحت بذلك، قلت لها: تسمعي خبراً ساراً ينشرح صدرك به خلال أيام، وقد يخص بولد من أولادك، فجرى ذلك حيث أتاها خبر بعد ثلاثة ايام بعودة ولدها بعد أن فقدته منذ سنوات، ولله الحمد.
ودليل ذلك أن السلس يناسب حالها وكونه على صدرها وأيضاً كون الولد من بطنها
وقلنا ثلاثة أيام من باب التفاءل للرائي
س يوم
ل يوم
س يوم .
وهذه فائدة تخص تعبير الرؤى التوقيتية.
فافهم ذلك جيداً. ينبغي نشر هذا المنشور للفائدة ولأهمية هذا الفصل.
كتبه:
أبو الربيع الطاهري.
٢٦
٥- يختلف المنام باختلاف التوافق أي: النقيض، لعادات الناس ونحو ذلك، لأنها تعتبر تعبيراً عن الذات في أحيان كثيرة، كالمرأة ترى شعرها طويلاً، ولم تحدث نفسها بتركه، فهو نقيض كما هو عادتها في تقصيرة، ونظيرها العازبة أو المطلقة أو الحائل ترى بحجرها رضيع، وهكذا عند من يكره حلق الرأس واللحية، و رأى أنه يحلق لحيته فهو نقيض ذلك فهو نكد وخسران، وأما من يستحسن ذلك فهو خير وذهاب نكد، وهكذا فيمن ليس له عادة بـ لبس السواد و رأى ذلك فهو هموم وأحزان وأوجاع ونحو ذلك، ومن يستحسن ذلك فهو دال على الرفعة والعلو والسيادة، يقول الشهاب العابر: وإذا كان لأحد عادة بحلق رأسه أو لحيته وقد طالت في اليقظة–ولم يكن حدث نفسه بزوال ذلك–فهو دال من الخير على ما ذكرنا. ولو كان محلوقاً أو حدث نفسه بزواله فلا حكم له. كما أنها إذا كانت في اليقظة محلوقة ولم يكن أضمر بقاء الشعر دل على الدَّيْن والهموم والأمراض والكلام الردي. ونحو ذلك والعياذ بالله تعالى.
وحلق اللحية أو الرأس عند من يستحسن ذلك: خير وذهاب نكد. كما أن ذلك نكد وخسران عند من يكرهه. إنتهى كلامه.
فانظر إلى عادة الرائي ونقيضه في المنام وتكلم بذلك، كما قال لي إنسان وهو يستحسن إعفاء لحيته: رأيت أنني أحلق لحيتي، قلت: تتكلم بكلام ردي، قال: صدقت، وآخر مثله، قلت: تسافر، فجرى ذلك، وآخر مثله، قلت: أنت تعاني من مرض في بطنك، قال: صدقت، ومتزوجة تقول: رأيت مقدمة شعري مبعثرة ثم قمت بإصلاحها، وهي ممن تعتني بشعرها، قلت: مقصرة في حق زوجك وستصلحي ذلك، وأخرى لا تنجب تقول: رأيت أنني أحمل توأم، قلت: تعاني من مرضين و ربما في البطن والرحم، ولديك هموم و غموم، فكان كذلك، ومتزوجة تقول: رأيت أن شعري طويل حتى أسفل قدماي، وهو غير ذلك في اليقظة، قلت: لديك أحزان قديمة وتعاني من مرض قديم، قالت: صدقت .
وعلى هذا فقس. والله أعلم .
٦- يختلف المنام باختلاف المعيشة والرزق، فإن لبس الثياب المرقع أو الوسخ لنافخ الكير أو الحداد والطباخين والجزارين و أمثالهم: دال على إدرار معايشهم، لأنهم لا يلبسون ذلك إلا وقت معايشهم، وهو رديئ في حق من سواهم، كما أن لبس النظيف يدل على بطلان معيشتهم، لكونهم لا يلبسونه إلا أوقات بطالتهم، والنظافة و الريحة الطيبة كحامل المسك فهو لغيرهم رفعة وخير وطيب قلب وعافية وثناء جميل وصيت حسن في حق من سواهم.
وهكذا قس على أدوات المعيشة والرزق فما حصل فيها من خير أو سوء عاد على من ذكرناه. فافهمه
والله أعلم .
كتبه: أبوالربيع الطاهري
٢٧
وحلق اللحية أو الرأس عند من يستحسن ذلك: خير وذهاب نكد. كما أن ذلك نكد وخسران عند من يكرهه. إنتهى كلامه.
فانظر إلى عادة الرائي ونقيضه في المنام وتكلم بذلك، كما قال لي إنسان وهو يستحسن إعفاء لحيته: رأيت أنني أحلق لحيتي، قلت: تتكلم بكلام ردي، قال: صدقت، وآخر مثله، قلت: تسافر، فجرى ذلك، وآخر مثله، قلت: أنت تعاني من مرض في بطنك، قال: صدقت، ومتزوجة تقول: رأيت مقدمة شعري مبعثرة ثم قمت بإصلاحها، وهي ممن تعتني بشعرها، قلت: مقصرة في حق زوجك وستصلحي ذلك، وأخرى لا تنجب تقول: رأيت أنني أحمل توأم، قلت: تعاني من مرضين و ربما في البطن والرحم، ولديك هموم و غموم، فكان كذلك، ومتزوجة تقول: رأيت أن شعري طويل حتى أسفل قدماي، وهو غير ذلك في اليقظة، قلت: لديك أحزان قديمة وتعاني من مرض قديم، قالت: صدقت .
وعلى هذا فقس. والله أعلم .
٦- يختلف المنام باختلاف المعيشة والرزق، فإن لبس الثياب المرقع أو الوسخ لنافخ الكير أو الحداد والطباخين والجزارين و أمثالهم: دال على إدرار معايشهم، لأنهم لا يلبسون ذلك إلا وقت معايشهم، وهو رديئ في حق من سواهم، كما أن لبس النظيف يدل على بطلان معيشتهم، لكونهم لا يلبسونه إلا أوقات بطالتهم، والنظافة و الريحة الطيبة كحامل المسك فهو لغيرهم رفعة وخير وطيب قلب وعافية وثناء جميل وصيت حسن في حق من سواهم.
وهكذا قس على أدوات المعيشة والرزق فما حصل فيها من خير أو سوء عاد على من ذكرناه. فافهمه
والله أعلم .
كتبه: أبوالربيع الطاهري
٢٧
٧- يختلف باختلاف الأماكن، فإن إمامة المرأة للرجال في المسجد أو الخطبة و الأذان وجهر صوتها: ردي وشهرة دونه، ونظيره أيضاً كالتعري في مجامع الناس كان رجلاً أو امرأة، و أما التعري في الحمام وفي المكان المعتاد فيه جيد للعادة. انظر لمكان الحدث وتكلم عليه، كما قال لي إنسان: رأيت والدي مجرد الثياب في الحمام، قلت: تسلك مسلك أبيك في تجارة ونحوها، فجرى ذلك، وامرأة مريضة تقول: رأيت صديقتي في غرفتي وكانت من خلفي وعليها الجلباب، قلت: هي وراء مرضك، لأن لبس الجلباب داخل البيت ولا يوجد رجل من أقارب الرائية يدعوا للريبة، وقال لي إنسان حسن: رأيت كأنني عرياناً في الطريق، قلت: تمشي على الطريقة الصحيحة، وأيضاً تعاني من مرض ببطنك أو أسفل البطن، فقال: صحيح، ودليل ذلك كما حصل لأبينا آدم عندما أكل من الشجرة، وآخر يقول: رأيت فلاناً مجرد من الثياب، قلت: يطلق زوجته و يتبدل حاله من حسن إلى ردي ويترك مسكنه ونخشى عليه من الجنون.
٨- يختلف باختلاف الصنائع وكذلك في أدواتها، فإن لبس السلاح أو العُدَد للجندي البطال خدمة، وللمقاتل نصر، وللفقيه ونحوه علم يجاهد به أهل الأهواء والشر، وللعابد بطلان عبادة، ولغيرهم إما مرض أو فتنة. فافهم ذلك.
٩- ويختلف باختلاف الفصول، أعني فصول السنة، فإن الشجرة خير وفائدة مقبلة في زمنها، وكذلك ظلها وثمرها وورقها: خير وفائدة و نفع ونحو ذلك، وهكذا قس على كل ما يأتي للإنسان في زمن مخصوص، ويدل على النكد في غير ذلك، يقول الشهاب العابر: والشجرة في إقبال الزمان: خير وفائدة مقبلة. وإقبال زمان كل شجرة قرب انتفاع الناس بها فيما هي مرصدة له. فافهم جميع ما يمكن النفع فيها فذلك إقبال زمانها، حتى إنك تقول لمن يريد الحطب عن الشجرة اليابسة: راحة مقبلة مُيَسّرة. ولمن يطلب ورقها كالتوت وقت ظهور الورق: فائدة مقبلة. ولمكن يطلب ثمرها: فائدة وقت ذلك على ما شرحناه في موضعه. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
قلت: وقد يأتي صنف من الأشجار في المنام، لكنه لا يتواجد في موطن الرائي، فاعتبر من اسمها أو فائدتها ونحو ذلك على ما يتوافق مع حال الرائي وقرائن الرؤيا، أو في إقبال زمانها في البلد الآخر.
كما قال لي إنسان: رأيت أنني أعطيت أخواتي موز ناضج، قلت: ينتظرن أموالاً طائلة من أرض من ورث للوالد، قال: صحيح، قلت: يحصل ذلك في زمن الموز، وامرأة تقول: رأيت كأنني تحت شجرة خضراء ولا أعلم ماذا أسوي عند أسفل جذعها، قلت: استخدمت دواء الحقنة ويحصل لك تسوية وتعادل أخلاط بدنك و عافية من مرض مزمن ويكون ذلك في فصل الربيع، فجرى ذلك، وأخرى تقول: رأيت شجرة يابسة يخرج من أسفلها ماء، قلت: أنتي تعاني من اليبوسة ربما بسبب أمر ردي، ويزداد مرضك عند فصل الشتاء، فافهم ذلك .
كتبه:
أبو الربيع الطاهري
٢٨
٨- يختلف باختلاف الصنائع وكذلك في أدواتها، فإن لبس السلاح أو العُدَد للجندي البطال خدمة، وللمقاتل نصر، وللفقيه ونحوه علم يجاهد به أهل الأهواء والشر، وللعابد بطلان عبادة، ولغيرهم إما مرض أو فتنة. فافهم ذلك.
٩- ويختلف باختلاف الفصول، أعني فصول السنة، فإن الشجرة خير وفائدة مقبلة في زمنها، وكذلك ظلها وثمرها وورقها: خير وفائدة و نفع ونحو ذلك، وهكذا قس على كل ما يأتي للإنسان في زمن مخصوص، ويدل على النكد في غير ذلك، يقول الشهاب العابر: والشجرة في إقبال الزمان: خير وفائدة مقبلة. وإقبال زمان كل شجرة قرب انتفاع الناس بها فيما هي مرصدة له. فافهم جميع ما يمكن النفع فيها فذلك إقبال زمانها، حتى إنك تقول لمن يريد الحطب عن الشجرة اليابسة: راحة مقبلة مُيَسّرة. ولمن يطلب ورقها كالتوت وقت ظهور الورق: فائدة مقبلة. ولمكن يطلب ثمرها: فائدة وقت ذلك على ما شرحناه في موضعه. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
قلت: وقد يأتي صنف من الأشجار في المنام، لكنه لا يتواجد في موطن الرائي، فاعتبر من اسمها أو فائدتها ونحو ذلك على ما يتوافق مع حال الرائي وقرائن الرؤيا، أو في إقبال زمانها في البلد الآخر.
كما قال لي إنسان: رأيت أنني أعطيت أخواتي موز ناضج، قلت: ينتظرن أموالاً طائلة من أرض من ورث للوالد، قال: صحيح، قلت: يحصل ذلك في زمن الموز، وامرأة تقول: رأيت كأنني تحت شجرة خضراء ولا أعلم ماذا أسوي عند أسفل جذعها، قلت: استخدمت دواء الحقنة ويحصل لك تسوية وتعادل أخلاط بدنك و عافية من مرض مزمن ويكون ذلك في فصل الربيع، فجرى ذلك، وأخرى تقول: رأيت شجرة يابسة يخرج من أسفلها ماء، قلت: أنتي تعاني من اليبوسة ربما بسبب أمر ردي، ويزداد مرضك عند فصل الشتاء، فافهم ذلك .
كتبه:
أبو الربيع الطاهري
٢٨
١٠- يختلف باختلاف الأمراض وهذا فصل في غاية الأهمية، ويتوجب عليك معرفة الأخلاط، ومذاق كل مزاج عند الزيادة والعلاج في الضد من حيث المذاق أيضاً، لأن زيادة أحد الأمزجة يسمى مرضاً، وأغلب الأمراض إما بسبب حرارة أو برودة، فإن الحلوى أو الحلاوات لأرباب الأمراض الحارة، طول مرض ونكد، وهو جيد لأصحاب البرودات، والحامض لهم جيد، وهو نكد على أصحاب البرودات، وقد تأتي إشارات بالأمراض ماتعتبر للبدن كالثياب والسكن وغير ذلك.
كما قال لي إنسان: رأيت أنني آكل حلوى كاكاو، وكان مذاقها ردي واستيقظت وأنا متنكد من مذاقها، وقد تكرر علي مثل هذه الرؤيا، قلت: أنت مريض من حرارة داخل البدن وظاهره برودة، وتسرف من أكل هذه الحلوى، فتوقف عنها وعليك بالمرّيات و تتعافى، فجرى ذلك، وآخر يقول: رأيت كأنني آكل فلفل حار، ولكن كان مذاقه بارداً، قلت: تعاني من معدتك وعليك بالاستفراغ، قال: صحيح، وآخر مريض بزيادة في البرودة والرطوبة يقول: رأيت أنني آكل حرمل وكان مذاقه جيد، قلت: تشفى من مرضك، وأيضاً اختلط عليك مال حلال بمال ردي، وتقوم بإخراج الردي، فجرى ذلك، وامرأة تقول: رأيت أنني أريد أذهب إلى راقي، و نسيت الإناء الذي فيه العسل، قلت: أنتي مريضة بالسوداء وأهملت تناول العسل وعليك به، ودليل ذلك كونه حار رطب، فافهم ذلك ولا تتعجل في الحكم في مثل هذه الرؤي. واليابسة للصحيح إذا جرحت فاه، أو كسرت شيئاً من أسنانه، أو لوثت شيئاً من ثيابه، أعطت الرداءة والنكد فافهم ذلك. وإنما كان الحامض ردياً لما ذكرنا؛ لانقباض البشرية وتغيرها عند أكله، ولنفور النفوس منه عند أكله خالياً عن غيره؛ لأن مجرد الحامض لا يؤكل بلا واسطة إلا لضرورة. والحلو بخلافه، فهو كالمر والملح لا يؤكل كثيراً إلا لضرورة أو بواسطة.
١١- يختلف باختلاف الموت والحياة، فإن الأزرق للأحياء لمن يليق به جيد، وهو نكد للميت، كما أن لبس الحرير، أو الذهب: مكروه، لمن لا يليق به من الرجال. وهو على الميت: دليل على أنه في حرير الجنة، وهكذا في اللباس الأخضر للميت جيد، وهو للأحياء مرض أو نكد لمن لم يعتاد عليه، وهكذا قس في الخمر وأيضاً بالذهب للذكور للأحياء نكد وللميت خير، كما قال لي إنسان: رأيت جاري يقول لي: أنا جائع، قلت: انظر لحال جارك فهو يعاني من شدة وحاجة، فكان كذلك، وآخر يقول: رأيت أبي الميت يقول لي: أنا جائع، قلت له: عليك بالصدقة لروحه والدعاء له، فالجزاء من جنس العمل، وسيأتي اليوم الذي تحتاج إلى ذلك وينفعك أحد أولادك، فلا تهمل ذلك وآخر يقول: رأيت فلاناً الميت كأن عليه لباس أخضر، قلت: ربما هو في خير، وقد مات مبطوناً، فقال: صدقت.
فافهم ذلك .
قال الله تعالى: (والله يعلم المفسد من المصلح ..)
ولما أتى إلى ابن سيرين رجلين وكلاهما رأى رؤيا واحدة، فعبر لهما تعبيراً مختلفاً فيما بينهما، ودليل ذلك من اختلاف حالهما وهي الهيئة مع ما كان يمتلكه ابن سيرين من الهام وفراسة.
ولهذا طريقة الاختلاف شبيهة بعلم النحو كالاعراب ونحوه وتجد من حيث اللفظتين تقارب تعبير وإعراب، وهذا من العجيب، فالاعراب له قواعده المخصوصة، وأما التعبير فلا تقيده قيود بل لا تنتهي عجائبه.
وقد ذكرنا لكم اختلافات الرؤيا، و منها لم نكتبها والسبب في ذلك أنها مستنبطة مما ذكرنا، وذكرنا بعض الرؤى لبعض الاختلافات، وتركنا البعض منها عليك، وماذكرنا هو مشمول حال الرائي بأطيافه المختلفة.
لذا يتوجب عليك أن تفهم حال الرائي وأحداث الرؤيا وزمن الرؤيا.
فافهم ذلك.
يقول ابن القيم -رحمه الله - بعد أن ذكر (مراتب قلم الوحي) الذي أقسم الله به:
(القلم التاسع: قلم التعبير، وهو كاتب وحي المنام، وتفسيره وتعبيره، وما أُريد منه، وهو قلم شريف جليل، مترجم للوحي المنامي، كاشف له، وهو من الأقلام التي تصلح للدنيا والدين، وهو يعتمد طهارة صاحبه ونزاهته وأمانته، وتحرّيه للصدق والطرائق الحميدة، والمناهج السديدة مع علم راسخ ، وصفاء باطن، وحسّ مؤيد بالنور الإلهيِّ، ومعرفةٍ بأحوال الخلق، وهيآتهم وسيرهم، وهو من ألطف الأقلام، وأعمّها جولاناً، وأوسعها تصرفاً، وأشدها تشبثاً بسائر الموجودات، علويّها وسُفليِّها، وبالماضي والحال والمستقبل، فتصرُّف هذا القلم في المنام هو محلُّ ولايته، وكرسيُّ مملكته وسلطانه) انتهى كلامه البديع.
قلت: كلامه -رحمه الله- يتطلب منا شرحاً واسعاً، لما تحتويه من معان وفوائد نفيسة إن شاء الله تعالى، والله اسأل أن ييسر لي جمع كلام ابن القيم في الرؤيا من جميع مصنفاته في كتاب مفرد مع تعليقي عليه.
كتبه:
أبو الربيع عبدالغني
الطاهري.
٢٩
كما قال لي إنسان: رأيت أنني آكل حلوى كاكاو، وكان مذاقها ردي واستيقظت وأنا متنكد من مذاقها، وقد تكرر علي مثل هذه الرؤيا، قلت: أنت مريض من حرارة داخل البدن وظاهره برودة، وتسرف من أكل هذه الحلوى، فتوقف عنها وعليك بالمرّيات و تتعافى، فجرى ذلك، وآخر يقول: رأيت كأنني آكل فلفل حار، ولكن كان مذاقه بارداً، قلت: تعاني من معدتك وعليك بالاستفراغ، قال: صحيح، وآخر مريض بزيادة في البرودة والرطوبة يقول: رأيت أنني آكل حرمل وكان مذاقه جيد، قلت: تشفى من مرضك، وأيضاً اختلط عليك مال حلال بمال ردي، وتقوم بإخراج الردي، فجرى ذلك، وامرأة تقول: رأيت أنني أريد أذهب إلى راقي، و نسيت الإناء الذي فيه العسل، قلت: أنتي مريضة بالسوداء وأهملت تناول العسل وعليك به، ودليل ذلك كونه حار رطب، فافهم ذلك ولا تتعجل في الحكم في مثل هذه الرؤي. واليابسة للصحيح إذا جرحت فاه، أو كسرت شيئاً من أسنانه، أو لوثت شيئاً من ثيابه، أعطت الرداءة والنكد فافهم ذلك. وإنما كان الحامض ردياً لما ذكرنا؛ لانقباض البشرية وتغيرها عند أكله، ولنفور النفوس منه عند أكله خالياً عن غيره؛ لأن مجرد الحامض لا يؤكل بلا واسطة إلا لضرورة. والحلو بخلافه، فهو كالمر والملح لا يؤكل كثيراً إلا لضرورة أو بواسطة.
١١- يختلف باختلاف الموت والحياة، فإن الأزرق للأحياء لمن يليق به جيد، وهو نكد للميت، كما أن لبس الحرير، أو الذهب: مكروه، لمن لا يليق به من الرجال. وهو على الميت: دليل على أنه في حرير الجنة، وهكذا في اللباس الأخضر للميت جيد، وهو للأحياء مرض أو نكد لمن لم يعتاد عليه، وهكذا قس في الخمر وأيضاً بالذهب للذكور للأحياء نكد وللميت خير، كما قال لي إنسان: رأيت جاري يقول لي: أنا جائع، قلت: انظر لحال جارك فهو يعاني من شدة وحاجة، فكان كذلك، وآخر يقول: رأيت أبي الميت يقول لي: أنا جائع، قلت له: عليك بالصدقة لروحه والدعاء له، فالجزاء من جنس العمل، وسيأتي اليوم الذي تحتاج إلى ذلك وينفعك أحد أولادك، فلا تهمل ذلك وآخر يقول: رأيت فلاناً الميت كأن عليه لباس أخضر، قلت: ربما هو في خير، وقد مات مبطوناً، فقال: صدقت.
فافهم ذلك .
قال الله تعالى: (والله يعلم المفسد من المصلح ..)
ولما أتى إلى ابن سيرين رجلين وكلاهما رأى رؤيا واحدة، فعبر لهما تعبيراً مختلفاً فيما بينهما، ودليل ذلك من اختلاف حالهما وهي الهيئة مع ما كان يمتلكه ابن سيرين من الهام وفراسة.
ولهذا طريقة الاختلاف شبيهة بعلم النحو كالاعراب ونحوه وتجد من حيث اللفظتين تقارب تعبير وإعراب، وهذا من العجيب، فالاعراب له قواعده المخصوصة، وأما التعبير فلا تقيده قيود بل لا تنتهي عجائبه.
وقد ذكرنا لكم اختلافات الرؤيا، و منها لم نكتبها والسبب في ذلك أنها مستنبطة مما ذكرنا، وذكرنا بعض الرؤى لبعض الاختلافات، وتركنا البعض منها عليك، وماذكرنا هو مشمول حال الرائي بأطيافه المختلفة.
لذا يتوجب عليك أن تفهم حال الرائي وأحداث الرؤيا وزمن الرؤيا.
فافهم ذلك.
يقول ابن القيم -رحمه الله - بعد أن ذكر (مراتب قلم الوحي) الذي أقسم الله به:
(القلم التاسع: قلم التعبير، وهو كاتب وحي المنام، وتفسيره وتعبيره، وما أُريد منه، وهو قلم شريف جليل، مترجم للوحي المنامي، كاشف له، وهو من الأقلام التي تصلح للدنيا والدين، وهو يعتمد طهارة صاحبه ونزاهته وأمانته، وتحرّيه للصدق والطرائق الحميدة، والمناهج السديدة مع علم راسخ ، وصفاء باطن، وحسّ مؤيد بالنور الإلهيِّ، ومعرفةٍ بأحوال الخلق، وهيآتهم وسيرهم، وهو من ألطف الأقلام، وأعمّها جولاناً، وأوسعها تصرفاً، وأشدها تشبثاً بسائر الموجودات، علويّها وسُفليِّها، وبالماضي والحال والمستقبل، فتصرُّف هذا القلم في المنام هو محلُّ ولايته، وكرسيُّ مملكته وسلطانه) انتهى كلامه البديع.
قلت: كلامه -رحمه الله- يتطلب منا شرحاً واسعاً، لما تحتويه من معان وفوائد نفيسة إن شاء الله تعالى، والله اسأل أن ييسر لي جمع كلام ابن القيم في الرؤيا من جميع مصنفاته في كتاب مفرد مع تعليقي عليه.
كتبه:
أبو الربيع عبدالغني
الطاهري.
٢٩
الفصل الثامن
فرائد وغرائب الرؤيا
١-نتعلم من سورة يوسف من رؤيا الملك قاعدة في التأويل ولا جدال فيها وهي: إذا أتى الخير في الرؤيا، فإنه يعود على أهل الرائي وكذلك أقاربه وأصحابه وشركائه ونحو ذلك، كونهم يفرحون بفرحه ويغتمون بغمه، ويكون ذلك شراً ونكداً في حق عدوه، وصديق العدو ومحبه كالعدو، وهكذا العكس فإن رأى لنفسه على مايدل على النكد عاد على من ذكرنا، ويكون ذلك خيراً لعدوه وراحة، وكذلك إذا نزل بعدوه في المنام أمر ردي وإنما هو تسلية من الباري للمظلوم، يحصل للرائي راحة وخير، كما أنه إذا رئي لعدوه خيراً حصل عند الرائي نكد، لكون الانسان يتنكد براحة عدوه، وهذا على وجهين فإن كان العدو أخاً في الإسلام فهذا الحكم ليس على الإطلاق، وإن كان العدو عدو الدين فهذا بلا شك.
وعلى هذا فقس في الأعلام في المنام التي تشير للدين أو للبلد أو للحاكم ونحو ذلك، ودليل آخر لهذه القاعدة حديث كلكم راع وكذلك حديث المؤمن للمؤمن كالبنيان وغيرها مما جاء على ذلك في مواضع كثيرة، والعجيب أن هذه القاعدة مدونة في كتب تعبير الرؤيا لليونانيين منذ القرن الأول من الهجرة.
والذي ينبغي عليك فعله هو الكتمان.
"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان "
وقال إبن الوردي في لاميته :
واكتم الامرين فقراً وغنى
واكسب الفلس وحاسب من بَطَلْ.
وهكذا عندما حصلت الخيرية ليوسف عليه الصلاة والسلام عاد على إخوانه وأبواه وأقاربه، وكان قبل ذلك غماً وحزناً على أبيه عند فقدانه وكان عند إخوته راحة .
كما قال لي إنسان: رأيت ورقة نقدية فئة خمسمائة، قلت: تعاني من ضيق وشدة، وعدوك فرحاً مما أنت فيه، قال: نعم، قلت: قريباً يحصل الفرج والسعة على حال متوسط، وقلنا على حال بين الجيد والرديء وذلك أن أعلى فئة نقدية بالبلد هي فئة ألف في البلد، ثم قلت له: وأنتم خمسة شركاء، قال: صحيح، قلت: يحصل نكد على عدوك، فجرى ذلك كله. ودليله: أن الفلوس اعتبرها بمكتوب أو خبر أو عودة غائب أو منفعة من الأقارب ونحو ذلك.
وامراة تقول: رأيت ورقة خمسة دينار معقود عليها بشي نكد، قلنا لها: أنتم خمسة في البيت وتعانوا من حاجة، وسيفرجها الله عنكم، قالت نحن ستة،
قلت لها: لكنه لا يرتاد البيت كثيراً، وربما عمله خارجاً عنكم، قال: صدقت، قلت لها: وهناك نكد على مصدر رزقكم، كونه معقود عقد، ودينار ديون؟ قالت: صحيح.
فافهم ذلك.
٢- إشارات الرؤيا أو رموزها تحتاج إلى تأمل وتريث، فالخيرية أو السوء غالباً تجد فيها الفعل لهذا الخير أو السوء وكذلك الفاعل أو المفعول، وهكذا الحال وظرف الزمان والمكان، وبقية علم الآجرومية، وكلامي هذا ليس تشعباً وإنما أقرّب إليك ما أريده منك أن تفهمه، وهي المعرفة، وهذا هام جداً في الرؤى القضائية والجنائية ونحوهما.
فانظر إلى رؤيا نبينا عليه الصلاة والسلام عندما سُحر، أتته الرؤيا وفيها: أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ...الحديث.
فإنه عليه الصلاة والسلام سُحر بأثر من شعره، في مشط ومشاطة..
ولما كان الشعر محله الرأس والتعب حصل في النبي عليه الصلاة والسلام مع أهله وهو الفرج، كان قعود كلاً منهما عند موضع النكد فالأول عند رأسه والآخر عند أقدامه، وهذا يتوافق مع ماذكرنا، وهناك أيضاً مقاصد أخرى سنذكرها برسالة منفردة إن شاءالله، وإنما أردت إيضاح و فك رموز الرؤيا عندما تأتيك ليسهل عليك إستنباط اموراً عجيبة وغريبة ومليحة وليست كهانة أو شعبذة كما يصفه بعض الجهلة، و هناك أيضاً ما يقوي هذه القاعدة كلاماً للشيخ أبي العباس أحمد بن عبدالرحمن بن عبد المنعم المقدسي - رحمه الله - وزعم أن هذه القاعدة قد انفرد بها ولم يسبقه أحد من قبل، حيث قال:
يتبع...
✍🏼_كتبه
ابوالربيع الطاهري
٣٠
فرائد وغرائب الرؤيا
١-نتعلم من سورة يوسف من رؤيا الملك قاعدة في التأويل ولا جدال فيها وهي: إذا أتى الخير في الرؤيا، فإنه يعود على أهل الرائي وكذلك أقاربه وأصحابه وشركائه ونحو ذلك، كونهم يفرحون بفرحه ويغتمون بغمه، ويكون ذلك شراً ونكداً في حق عدوه، وصديق العدو ومحبه كالعدو، وهكذا العكس فإن رأى لنفسه على مايدل على النكد عاد على من ذكرنا، ويكون ذلك خيراً لعدوه وراحة، وكذلك إذا نزل بعدوه في المنام أمر ردي وإنما هو تسلية من الباري للمظلوم، يحصل للرائي راحة وخير، كما أنه إذا رئي لعدوه خيراً حصل عند الرائي نكد، لكون الانسان يتنكد براحة عدوه، وهذا على وجهين فإن كان العدو أخاً في الإسلام فهذا الحكم ليس على الإطلاق، وإن كان العدو عدو الدين فهذا بلا شك.
وعلى هذا فقس في الأعلام في المنام التي تشير للدين أو للبلد أو للحاكم ونحو ذلك، ودليل آخر لهذه القاعدة حديث كلكم راع وكذلك حديث المؤمن للمؤمن كالبنيان وغيرها مما جاء على ذلك في مواضع كثيرة، والعجيب أن هذه القاعدة مدونة في كتب تعبير الرؤيا لليونانيين منذ القرن الأول من الهجرة.
والذي ينبغي عليك فعله هو الكتمان.
"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان "
وقال إبن الوردي في لاميته :
واكتم الامرين فقراً وغنى
واكسب الفلس وحاسب من بَطَلْ.
وهكذا عندما حصلت الخيرية ليوسف عليه الصلاة والسلام عاد على إخوانه وأبواه وأقاربه، وكان قبل ذلك غماً وحزناً على أبيه عند فقدانه وكان عند إخوته راحة .
كما قال لي إنسان: رأيت ورقة نقدية فئة خمسمائة، قلت: تعاني من ضيق وشدة، وعدوك فرحاً مما أنت فيه، قال: نعم، قلت: قريباً يحصل الفرج والسعة على حال متوسط، وقلنا على حال بين الجيد والرديء وذلك أن أعلى فئة نقدية بالبلد هي فئة ألف في البلد، ثم قلت له: وأنتم خمسة شركاء، قال: صحيح، قلت: يحصل نكد على عدوك، فجرى ذلك كله. ودليله: أن الفلوس اعتبرها بمكتوب أو خبر أو عودة غائب أو منفعة من الأقارب ونحو ذلك.
وامراة تقول: رأيت ورقة خمسة دينار معقود عليها بشي نكد، قلنا لها: أنتم خمسة في البيت وتعانوا من حاجة، وسيفرجها الله عنكم، قالت نحن ستة،
قلت لها: لكنه لا يرتاد البيت كثيراً، وربما عمله خارجاً عنكم، قال: صدقت، قلت لها: وهناك نكد على مصدر رزقكم، كونه معقود عقد، ودينار ديون؟ قالت: صحيح.
فافهم ذلك.
٢- إشارات الرؤيا أو رموزها تحتاج إلى تأمل وتريث، فالخيرية أو السوء غالباً تجد فيها الفعل لهذا الخير أو السوء وكذلك الفاعل أو المفعول، وهكذا الحال وظرف الزمان والمكان، وبقية علم الآجرومية، وكلامي هذا ليس تشعباً وإنما أقرّب إليك ما أريده منك أن تفهمه، وهي المعرفة، وهذا هام جداً في الرؤى القضائية والجنائية ونحوهما.
فانظر إلى رؤيا نبينا عليه الصلاة والسلام عندما سُحر، أتته الرؤيا وفيها: أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ...الحديث.
فإنه عليه الصلاة والسلام سُحر بأثر من شعره، في مشط ومشاطة..
ولما كان الشعر محله الرأس والتعب حصل في النبي عليه الصلاة والسلام مع أهله وهو الفرج، كان قعود كلاً منهما عند موضع النكد فالأول عند رأسه والآخر عند أقدامه، وهذا يتوافق مع ماذكرنا، وهناك أيضاً مقاصد أخرى سنذكرها برسالة منفردة إن شاءالله، وإنما أردت إيضاح و فك رموز الرؤيا عندما تأتيك ليسهل عليك إستنباط اموراً عجيبة وغريبة ومليحة وليست كهانة أو شعبذة كما يصفه بعض الجهلة، و هناك أيضاً ما يقوي هذه القاعدة كلاماً للشيخ أبي العباس أحمد بن عبدالرحمن بن عبد المنعم المقدسي - رحمه الله - وزعم أن هذه القاعدة قد انفرد بها ولم يسبقه أحد من قبل، حيث قال:
يتبع...
✍🏼_كتبه
ابوالربيع الطاهري
٣٠
يتبع ..
حيث قال:
فإذا أردت أن تعرف أحكام أولئك فمثاله أن يقول لك الرائي: كان عليّ ملبوس حسن من حرير يليق به، فتقول: هو للعزب زوجة، وراحة للفقير، وغنى من جليل القدر، وفائدة من أصحاب وألزام مشتملين عليك. ثم تقول: يحصل لعدوك نكد. فإن كان من عمل إقليم مخصوص، تقول: رجل من ذلك الإقليم أو تاجر يجيء من ذلك المكان، أو من أجل تجارة. وإن جعلت ذلك امرأة فتقول: نكد من امرأة، أو من معارفك، أو من غلمانك، أو من جليل القدر، ونحو ذلك؛ لكونه يتألم إذا رأى عليك ما يحسدك عليه. أو تقول: يحصل لمعارفه كذلك. فإن قيل: فأي شيء فيه من العلائم. فإن قال: كان طوق الفرجية فيه عيب. فقل: في وجهه، أو رأسه علامة. وكذلك إن قال: في الكم، تكون العلامة في يده. وفي الصدر، تكون في فؤاده. ومن ورائه، يكون كلاماً في عرضه، أو عيباً في ظهره. وبالعكس من ذلك لو كان العدو في صفة لا تهون على الرائي حصل له من النكد على ما ذكرناه، كما لو كان في صفة ردية، فاحكم كما ذكرناه. وهذا فصل مليح جداً فاعمل على ما شرحت لك فهو من غريب التفسير لم أُسبق إليه، ولا شرحه أحد كذلك غيري من فضل الله تعالى وكرمه. انتهى كلامه.
قلت: عندما يكون الغريب له مدلوله من الكتاب والسنة، فإنه يبعد الشك، ومثل هذه القاعدة لو عملت بها بإتقان، فإنك ستجد الشيء الكثير من الفوائد الملاح.
والله أعلم .
و سنتكلم إن شاء الله في رؤى سلكنا معها هذا الفصل وكانت كما حكمنا عليها من العبور.
نسأل الله الإخلاص والثبات حتى الممات.
✍🏼كتبه: أبو الربيع
عبد الغني الطاهري.
٣١
حيث قال:
فإذا أردت أن تعرف أحكام أولئك فمثاله أن يقول لك الرائي: كان عليّ ملبوس حسن من حرير يليق به، فتقول: هو للعزب زوجة، وراحة للفقير، وغنى من جليل القدر، وفائدة من أصحاب وألزام مشتملين عليك. ثم تقول: يحصل لعدوك نكد. فإن كان من عمل إقليم مخصوص، تقول: رجل من ذلك الإقليم أو تاجر يجيء من ذلك المكان، أو من أجل تجارة. وإن جعلت ذلك امرأة فتقول: نكد من امرأة، أو من معارفك، أو من غلمانك، أو من جليل القدر، ونحو ذلك؛ لكونه يتألم إذا رأى عليك ما يحسدك عليه. أو تقول: يحصل لمعارفه كذلك. فإن قيل: فأي شيء فيه من العلائم. فإن قال: كان طوق الفرجية فيه عيب. فقل: في وجهه، أو رأسه علامة. وكذلك إن قال: في الكم، تكون العلامة في يده. وفي الصدر، تكون في فؤاده. ومن ورائه، يكون كلاماً في عرضه، أو عيباً في ظهره. وبالعكس من ذلك لو كان العدو في صفة لا تهون على الرائي حصل له من النكد على ما ذكرناه، كما لو كان في صفة ردية، فاحكم كما ذكرناه. وهذا فصل مليح جداً فاعمل على ما شرحت لك فهو من غريب التفسير لم أُسبق إليه، ولا شرحه أحد كذلك غيري من فضل الله تعالى وكرمه. انتهى كلامه.
قلت: عندما يكون الغريب له مدلوله من الكتاب والسنة، فإنه يبعد الشك، ومثل هذه القاعدة لو عملت بها بإتقان، فإنك ستجد الشيء الكثير من الفوائد الملاح.
والله أعلم .
و سنتكلم إن شاء الله في رؤى سلكنا معها هذا الفصل وكانت كما حكمنا عليها من العبور.
نسأل الله الإخلاص والثبات حتى الممات.
✍🏼كتبه: أبو الربيع
عبد الغني الطاهري.
٣١
ومن فرائد وغرائب الرؤيا
٣- قد تأتي الرؤيا غامضة في رموزها فيتطلب من الرائي الإيضاح برسم إشارات المنام للعابر ليسهل عليه عبورها، وليس المقصود رسم صور ذوات أرواح فهذا مخالف للشريعة وإنما المقصود ماكان غير ذلك، فـ بالمثال يتضح المقال، وليس السامع كالرائي، وخصوصاً في رؤى القضايا ونحوها، ودليل ذلك أعني على هذا الفصل هو حديث بن مسعود قال: خط النبي ﷺ خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خُططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به -أو قد أحاط-، وهذا الذي هو خارجٌ أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا) رواه البخاري.
لذا فإن هذه القاعدة نتكلم بها عندما يحصل إشكال على العابر في فهم الرؤيا، فافهمه.
٤- قد تأتي الرؤيا فيها مرجعية باتصال نسبك إلى العهد القديم، وذلك من خلال أعلام النسب في الرؤيا، وليس إطلاقاً على كل تلك الأعلام أو الإشارات.
كما قال لي إنسان: رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه كأنه على خيل والسيف بيده، قلت له: زواج لك و رفعة في عملك وحمل لزوجتك بذكر، وأيضاً يعود نسبك لعلي بن أبي طالب، فقال: صدقت.
وامرأة تقول: رأيت أحد المعارف يصعد جبل سيف بن ذي يزن، قلت لها: يحصل له رفعة و عز وجاه ويكون زوجاً لك، وأنتم يعود نسبكم إلى سيف بن ذي يزن، فقالت: صحيح ولدينا أوراق من تراثهم القديم، وأخرى تقول: رأيت كأن هناك من ينادي أحد معارفي ويقول له: يا سارية الجبل يا سارية الجبل، قلت: ذلك الرجل المعروف مغموم بأمر وعليه أن يثبت وسيعوضه الله خيراً، و حسب هذا الرجل أو نسبه يعود لأبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقالت: صحيح.
لا تقل أصلي وفصلي أبداً
إنما أصل الفتى ما قد حصل.
كتبه:
الربيع العابر.
١٤٤١هـ
https://t.me/r2b2i
٣٢
٣- قد تأتي الرؤيا غامضة في رموزها فيتطلب من الرائي الإيضاح برسم إشارات المنام للعابر ليسهل عليه عبورها، وليس المقصود رسم صور ذوات أرواح فهذا مخالف للشريعة وإنما المقصود ماكان غير ذلك، فـ بالمثال يتضح المقال، وليس السامع كالرائي، وخصوصاً في رؤى القضايا ونحوها، ودليل ذلك أعني على هذا الفصل هو حديث بن مسعود قال: خط النبي ﷺ خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خُططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به -أو قد أحاط-، وهذا الذي هو خارجٌ أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا) رواه البخاري.
لذا فإن هذه القاعدة نتكلم بها عندما يحصل إشكال على العابر في فهم الرؤيا، فافهمه.
٤- قد تأتي الرؤيا فيها مرجعية باتصال نسبك إلى العهد القديم، وذلك من خلال أعلام النسب في الرؤيا، وليس إطلاقاً على كل تلك الأعلام أو الإشارات.
كما قال لي إنسان: رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه كأنه على خيل والسيف بيده، قلت له: زواج لك و رفعة في عملك وحمل لزوجتك بذكر، وأيضاً يعود نسبك لعلي بن أبي طالب، فقال: صدقت.
وامرأة تقول: رأيت أحد المعارف يصعد جبل سيف بن ذي يزن، قلت لها: يحصل له رفعة و عز وجاه ويكون زوجاً لك، وأنتم يعود نسبكم إلى سيف بن ذي يزن، فقالت: صحيح ولدينا أوراق من تراثهم القديم، وأخرى تقول: رأيت كأن هناك من ينادي أحد معارفي ويقول له: يا سارية الجبل يا سارية الجبل، قلت: ذلك الرجل المعروف مغموم بأمر وعليه أن يثبت وسيعوضه الله خيراً، و حسب هذا الرجل أو نسبه يعود لأبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقالت: صحيح.
لا تقل أصلي وفصلي أبداً
إنما أصل الفتى ما قد حصل.
كتبه:
الربيع العابر.
١٤٤١هـ
https://t.me/r2b2i
٣٢
Telegram
ربيع المنامات
{قواعد وفوائد نفيسة لعلم التعبير والطب النبوي}
الربيع العابر
الربيع العابر
ومن فرائدها
٥- (الرؤيا مرآة صاحبها) خذها قاعدة من الربيع فهي فائقة الجمال بل رائعة القمر، وعليك أن تفهمها جيداً، وتدبر في معناها الظاهر والباطن تجد سراً من أسرار.
٦- تعلّم من الرؤيا معرفة زيادة مزاج الرائي إن كان في حال غلبة أو طغيان من الرؤيا التي تحكي أموراً أخرى، فإنك إن فتشت في زوايا الرؤيا أو في طرف من أطرافها تجد ذلك، بشرط إن وُجد ضر محسوس عند الرائي وإلا فلا، كما قال لي إنسان: رأيت كأنني في مخزن متجري وكان هناك إضاءة صفراء، وكان هناك ثعبان وكنت أريد قتله، قلت له: هناك رجل من الأقارب عنده فصاحة ويُظهر لك كلاماً حسناً، ويريد شيئاً من بضاعتك، فخذ حذرك منه، وتعاني من الصفراء من كثرة النسيان، فكان كذلك، وامرأة تقول: رأيت كأنني أُخرج من دولاب الملابس ثلاث قطع ذات قماش واحد سوداء اللون، قلت لها: تطلقتي ثلاثاً، وتعاني من البرودة واليبوسة، فكان كذلك.
فهذا فصل مليح نفيس لمن تدبر رموزه وهو يحكي التفسير الحسي أو الطبي للرائي، فافهمه.
٧- استنباطاً وليس تكهناً، عليك أن تستنبط من بعض المنامات اسم الرائي أو الفاعل لحدث أو من خلال أحداث الرؤيا، اسم لإنسان له مع الرائي صلة، فقد تدرك ذلك من الجمادات أو من خلال الفعل أو الصفة ونحو ذلك، أو من أسماء أناس في المنام لا تعني لهم الرؤيا وإنما من اسمه نعتبرها لإنسان آخر كإسمه ونحو ذلك، فهنا يحصل غرابة عند الرائي، ولا تسلك هذا الطريق عند العوام.
والله اعلم.
وسنتكلم في رؤى لهذا الفصل إن شاء الله تعالى.
٨-هناك إشارات مشتركة في المنام واليقظة تأويلها واحد، كمن يرى الشيب على لحيته أو شعر رأسه في المنام فإنه أحياناً دال على المرض، وهكذا من ظهر عليه في اليقظة فهو كما ذكرنا، وإلا فقد نعتبره بخسارة مال أو هموم ونحو ذلك، فافهم ذلك.
٩- الرؤيا ذات أُفق واسع، فلا تحكّرها بحال الرائي فقط، فافهم هذه القاعدة المليحة التي لم يسلكها أحد ممن سبق.
١٠-يصيب المرء غماً فيسأل الله رؤيا ترشده للمخرج، فيرى له الرؤيا المطلوبة إنساناً آخر يكون بينهما بُعد المشرقين، فقد كنت ذات يوم مهموماً من أمر قد يحصل فيه نكد علي في الشهر القادم، فرأى لي أحدهم وهو من بلاد المغرب أنه قرأ رسالة فيها: هذا الشهر أمان وسلام على الربيع، ففرحت وجرى ذلك، والفضل لله وحده.
كتبه:
أبو الربيع الطاهري.
٣٣
https://t.me/r2b2i
٥- (الرؤيا مرآة صاحبها) خذها قاعدة من الربيع فهي فائقة الجمال بل رائعة القمر، وعليك أن تفهمها جيداً، وتدبر في معناها الظاهر والباطن تجد سراً من أسرار.
٦- تعلّم من الرؤيا معرفة زيادة مزاج الرائي إن كان في حال غلبة أو طغيان من الرؤيا التي تحكي أموراً أخرى، فإنك إن فتشت في زوايا الرؤيا أو في طرف من أطرافها تجد ذلك، بشرط إن وُجد ضر محسوس عند الرائي وإلا فلا، كما قال لي إنسان: رأيت كأنني في مخزن متجري وكان هناك إضاءة صفراء، وكان هناك ثعبان وكنت أريد قتله، قلت له: هناك رجل من الأقارب عنده فصاحة ويُظهر لك كلاماً حسناً، ويريد شيئاً من بضاعتك، فخذ حذرك منه، وتعاني من الصفراء من كثرة النسيان، فكان كذلك، وامرأة تقول: رأيت كأنني أُخرج من دولاب الملابس ثلاث قطع ذات قماش واحد سوداء اللون، قلت لها: تطلقتي ثلاثاً، وتعاني من البرودة واليبوسة، فكان كذلك.
فهذا فصل مليح نفيس لمن تدبر رموزه وهو يحكي التفسير الحسي أو الطبي للرائي، فافهمه.
٧- استنباطاً وليس تكهناً، عليك أن تستنبط من بعض المنامات اسم الرائي أو الفاعل لحدث أو من خلال أحداث الرؤيا، اسم لإنسان له مع الرائي صلة، فقد تدرك ذلك من الجمادات أو من خلال الفعل أو الصفة ونحو ذلك، أو من أسماء أناس في المنام لا تعني لهم الرؤيا وإنما من اسمه نعتبرها لإنسان آخر كإسمه ونحو ذلك، فهنا يحصل غرابة عند الرائي، ولا تسلك هذا الطريق عند العوام.
والله اعلم.
وسنتكلم في رؤى لهذا الفصل إن شاء الله تعالى.
٨-هناك إشارات مشتركة في المنام واليقظة تأويلها واحد، كمن يرى الشيب على لحيته أو شعر رأسه في المنام فإنه أحياناً دال على المرض، وهكذا من ظهر عليه في اليقظة فهو كما ذكرنا، وإلا فقد نعتبره بخسارة مال أو هموم ونحو ذلك، فافهم ذلك.
٩- الرؤيا ذات أُفق واسع، فلا تحكّرها بحال الرائي فقط، فافهم هذه القاعدة المليحة التي لم يسلكها أحد ممن سبق.
١٠-يصيب المرء غماً فيسأل الله رؤيا ترشده للمخرج، فيرى له الرؤيا المطلوبة إنساناً آخر يكون بينهما بُعد المشرقين، فقد كنت ذات يوم مهموماً من أمر قد يحصل فيه نكد علي في الشهر القادم، فرأى لي أحدهم وهو من بلاد المغرب أنه قرأ رسالة فيها: هذا الشهر أمان وسلام على الربيع، ففرحت وجرى ذلك، والفضل لله وحده.
كتبه:
أبو الربيع الطاهري.
٣٣
https://t.me/r2b2i
Telegram
ربيع المنامات
{قواعد وفوائد نفيسة لعلم التعبير والطب النبوي}
الربيع العابر
الربيع العابر
https://t.me/r2b2i
وقد يهرول الى 90ريال اليمني مقابل الريال السعودي ودليل ذلك لو ضربنا 90في خمسة باكت بسكويت صار المجموع سعره الراهن المرتفع، وربما يجري في عام2025 او في 2026م
والله أعلم
وقد يهرول الى 90ريال اليمني مقابل الريال السعودي ودليل ذلك لو ضربنا 90في خمسة باكت بسكويت صار المجموع سعره الراهن المرتفع، وربما يجري في عام2025 او في 2026م
والله أعلم
الفصل التاسع
أصل الرؤيا
تعلم أن هذا الفصل هو أصل وخصل ونصل ووصل، لذا يتوجب عليك أن تفهمه ثم تحفظه ثم تعمل به، والعابر لا يتخلى عنه في كل زمان ومكان، وإذا تدبرته جيداً ستدرك بواطن مافي الرؤى بعد توفيق الله تعالى، وهذا الفصل نافع ماتع للمتحري في الرؤى القضائية والجنائية وغيرها، فإن المعبر كالقاضي أو الشرطي والمعلم والطبيب والمتحرّي ونحو ذلك.
وعليك أن تتعلم أن أصل الرؤيا أو إشارات الرؤى لها أربعة أعمدة تُشد عليها ركائز العبور، وهي:
(جنس - صنف - طبع - مكان)
فالجنس هو الأصل للشيء، فالإنسان جنس، والحيوان جنس والشجَر جنس ونحو ذلك.
وأما الصنف فهي الصفة أو تميزه أو نوعه كشجرة النخل فهنا الصفة من جنس الشجر، و ذاك الأسد من جنس السباع وعلى هذا فقس.
وأما الطبع فهي سجيته التي جُبل عليها والتعود والنشأة التي عليها.
وأما المكان فهو مكان تواجده.
ويختلف تأويل هذه الأصول باختلاف حال الرائي إن كان صحيحاً أو مريضاً (عالم الأرواح).
واعلم أن الحيوان والشجر و الجماد غالباً نعتبر ذلك أنه اناس، فالمذكر ذكر والمؤنث إنثى، فإن كانت نخلة قضيت على رجل عالم وهو من العرب لأن منابت أكثر النخل من بلاد العرب، نفاع، شريف، مطواع للناس، وأصله عشيرته، نفاح بالخير، مخصب، حسيب، سهل، ثبات، إيمان، همة عالية للخير وربما يتعمر إلى السبعين أو الثمانين، وقد تشير إلى امرأة وليس مخصوصاً بالرجل فقط، فكل ماذكرنا مرجعيتها لتلك الأصول، و إن كانت شجرة جوز قضيت على رجل من العجم لأن منابت الجوز ببلاد العجم، يتعلم علم النجوم أو يتابع منجماً، يغش في تعامله، وخصومة عند المناظرة.
و إن كان الأصل نمراً، قضيت عليه رجل كثير الحيل والمكر ردي المعاشرة، لصاً أو هجاماً، ولا ينتفع به غالباً، وغالباً يكن من أماكن البراري، أو مادون الأكابر في البلد.
وإن كان الأصل طائراً، علمنا أنه رجل ذو أسفار، لحالة الطير، فإن كان طائر الهدهد قضيت عليه أنه رجل عابد كثير السجود وعلى رسل الأكابر وعلى أصحاب العمائم والتيجان، وتواجده خارج البلد كونه سائب في مكانه وليس من النوع الذي يقيم في البلد، ومن أراد المعرفة أكثر في الحيوانات فانظر إلى كتاب حياة الحيوان الكبرى.
وإن كان الأصل سيارة، علمت أنها امرأة وتكلم من إسمها و زمن صنعتها ولونها ومن الجهة التي أتت وغير ذلك، ولا نحكم بذلك إطلاقاً، أعني السيارة، فقد نحكم بسيرة الانسان أو بدنه أو تجارته وغير ذلك من إشارة السيارة، فافهم ذلك
وأما الكلام على أصول الرؤيا في عالم الأرواح أعني المرضى المصابون بإصابة روحية، سيأتي بيان ذلك في باب الحيوانات إن شاء الله تعالى، وقد وضعت له ركائز مليحة وهو هذا الفصل، فتفطن له جيداً.
وأما الرموز المستحدثة فاعتبرها بما استحدثت لأجله، كجواز السفر نعتبره بسفر أو زواج وهنا عكسي، والطائرة إلى معلوم بالسفر وعلى هذا فقس، وهذه فائدة مليحة، فارجع لكل إشارة أصلها.
والله أعلم .
كتبه:
أبو الربيع عبدالغني الطاهري.
ربيع المنامات.
٣٤
أصل الرؤيا
تعلم أن هذا الفصل هو أصل وخصل ونصل ووصل، لذا يتوجب عليك أن تفهمه ثم تحفظه ثم تعمل به، والعابر لا يتخلى عنه في كل زمان ومكان، وإذا تدبرته جيداً ستدرك بواطن مافي الرؤى بعد توفيق الله تعالى، وهذا الفصل نافع ماتع للمتحري في الرؤى القضائية والجنائية وغيرها، فإن المعبر كالقاضي أو الشرطي والمعلم والطبيب والمتحرّي ونحو ذلك.
وعليك أن تتعلم أن أصل الرؤيا أو إشارات الرؤى لها أربعة أعمدة تُشد عليها ركائز العبور، وهي:
(جنس - صنف - طبع - مكان)
فالجنس هو الأصل للشيء، فالإنسان جنس، والحيوان جنس والشجَر جنس ونحو ذلك.
وأما الصنف فهي الصفة أو تميزه أو نوعه كشجرة النخل فهنا الصفة من جنس الشجر، و ذاك الأسد من جنس السباع وعلى هذا فقس.
وأما الطبع فهي سجيته التي جُبل عليها والتعود والنشأة التي عليها.
وأما المكان فهو مكان تواجده.
ويختلف تأويل هذه الأصول باختلاف حال الرائي إن كان صحيحاً أو مريضاً (عالم الأرواح).
واعلم أن الحيوان والشجر و الجماد غالباً نعتبر ذلك أنه اناس، فالمذكر ذكر والمؤنث إنثى، فإن كانت نخلة قضيت على رجل عالم وهو من العرب لأن منابت أكثر النخل من بلاد العرب، نفاع، شريف، مطواع للناس، وأصله عشيرته، نفاح بالخير، مخصب، حسيب، سهل، ثبات، إيمان، همة عالية للخير وربما يتعمر إلى السبعين أو الثمانين، وقد تشير إلى امرأة وليس مخصوصاً بالرجل فقط، فكل ماذكرنا مرجعيتها لتلك الأصول، و إن كانت شجرة جوز قضيت على رجل من العجم لأن منابت الجوز ببلاد العجم، يتعلم علم النجوم أو يتابع منجماً، يغش في تعامله، وخصومة عند المناظرة.
و إن كان الأصل نمراً، قضيت عليه رجل كثير الحيل والمكر ردي المعاشرة، لصاً أو هجاماً، ولا ينتفع به غالباً، وغالباً يكن من أماكن البراري، أو مادون الأكابر في البلد.
وإن كان الأصل طائراً، علمنا أنه رجل ذو أسفار، لحالة الطير، فإن كان طائر الهدهد قضيت عليه أنه رجل عابد كثير السجود وعلى رسل الأكابر وعلى أصحاب العمائم والتيجان، وتواجده خارج البلد كونه سائب في مكانه وليس من النوع الذي يقيم في البلد، ومن أراد المعرفة أكثر في الحيوانات فانظر إلى كتاب حياة الحيوان الكبرى.
وإن كان الأصل سيارة، علمت أنها امرأة وتكلم من إسمها و زمن صنعتها ولونها ومن الجهة التي أتت وغير ذلك، ولا نحكم بذلك إطلاقاً، أعني السيارة، فقد نحكم بسيرة الانسان أو بدنه أو تجارته وغير ذلك من إشارة السيارة، فافهم ذلك
وأما الكلام على أصول الرؤيا في عالم الأرواح أعني المرضى المصابون بإصابة روحية، سيأتي بيان ذلك في باب الحيوانات إن شاء الله تعالى، وقد وضعت له ركائز مليحة وهو هذا الفصل، فتفطن له جيداً.
وأما الرموز المستحدثة فاعتبرها بما استحدثت لأجله، كجواز السفر نعتبره بسفر أو زواج وهنا عكسي، والطائرة إلى معلوم بالسفر وعلى هذا فقس، وهذه فائدة مليحة، فارجع لكل إشارة أصلها.
والله أعلم .
كتبه:
أبو الربيع عبدالغني الطاهري.
ربيع المنامات.
٣٤
ولنا وقفة على ما سبق ذكره
فائدة فائقة:
كلام مليح لأهل الفراسة
نقل الإمام ابن القيم الجوزية عن بعض أهل العلم قال:
-إذا اتصف القلب بالخديعة والمكر والفسق وانصبغ بذلك صبغاً تاماً، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه حتى يبدو على صفحات وجهه بوا خفياً، ثم يقوى ويتزايد حتى يصير ظاهراً على الوجه، ثم يقوى حتى يُقلب الصورة الظاهرة كما قُلب الهيئة الباطنة، ومن له (( فراســـة تــامة)) يرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن، فقَلّ ان ترى محتالاً مكاراً مخادعاً ختاراً إلا وعلى وجهه مسخة قرد، وقَلّ ان ترى رافضياً إلا وعلى وجهه مسخة خنزير، وقَلّ ان ترى شرهاً نهماً نفسه نفس كلبية إلا وعلى وجهه مسخة كلب، فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط فاذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس قويت على قلب الصورةالظاهرة، ولهذا خوّف النبي صلى الله عليه وسلم من سابق الإمام في الصلاة بأن يجعل الله صورته صورة حمار لمشابهته للحمار في الباطن، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فساد صلاته وبطلان أجره فانه لا يسلم قبله فهو شبيه الحمار في البلاده وعدم الفطنة. انتهى.
يقول أبو الربيع الطاهري تعليقاً على ما نقله ابن القيم الجوزي - رحمه الله - قلت:
وأكثر وضوحاً في مثل هؤلاء من خلال الرؤيا فإنك تجد عجباً عجاب، وأما في اليقظة، فقد رأيت رجلاً وتفرست في صورته متوافقة لصورة الإبل، فقلت له: هل تحمل في قلبك حقداً لمن آذاك وتكنه في صدرك لسنوات؟ فتعجب وقال: نعم قلت له: أنت تحب عمل الحمول وفي الظهيرة لربما تكد كد رجلين، و لا تشعر بالتعب؟ فضحك وقال: نعم والله، قلت له: إذا جلست بالمساء تحب الخلوة ولا تريد أن تقوم من مطرحك؟
فقال لي: نعم، إيش درّاك؟! قلت له:
تحب شجرة الطلح وتشعر براحة من رائحتها وتحب ان تستظل بها؟
فقال لي: نعم، ولي فيها استراحة صنعتها بيدي، قلت له: غالباً ماترى في المنام الإبل كأنها تطاردك أو بجوارك أليس كذلك؟
فقال لي: أنت كاهن؟! بلى، والله أنني أحلم بها منذ سنوات. فقلت له: عليك بالاستقامة ولا تهمل الأذكار، واذهب إلى راقي يرقيك. وانتهى حواري معه.
وأما مايشبه الثعلب وكان ردي قلت له: اصدقني القول هل تعمل ببيع الدجاج وتجد راحة عندما تمشي في الحي ليلاً، وتتجسس وإذا وجدت شيئاً تأخذه كان حلالاً أو حراماً فلا تبالي، وإذا أردت شيء ووضعته في رأسك لا بد من ذلك ولو كان في جحر ضب أليس كذلك؟
فتبسم وسكت، فذهبت لأبيه فقلت له: هل تعاني من ولدك هذا كونه يسرقك كل يوم ولا يطيب له يوم حتى يسرقك دجاجة أو أكثر ويراوغك ويمكر بك في بيعك وشرائك وسردت له ماذكرته لولده؟
فقال : نعم وقد أنهكني.
وهكذا في الثعلب عليه المكر والخديعة.
وأما ما يشبه القرد وكان ردي أيضاً
قلت له: تجد راحة بين الأشجار وتظل ساعات وتستمع للأغاني فضحك وقال : نعم والسمّاعة بأذني!
نسأل الله العافية
فسألت أصحابه:
هل هذا يحب العبث بكم ويسرقكم
و أيضاً يظهر عورته أحياناً أمامكم
فضحكوا! وقالوا : نعم مرات عديدة يفعل ذلك ولا يبالي فقد ذهب الحياء منه.
وهكذا طباع القرد.
وهكذا في الثعبان بحثت في حاله فوجدته أنه لا يرى عصاً أمامه إلا قام بكسرها، فافهم تصرفه الغريب !؟
نسأل الله الإخلاص والسلامة والعافية.
✍🏻كتبه :
أبو الربيع الطاهري.
١٤٣٩هـ
٣٥
https://t.me/r2b2i
فائدة فائقة:
كلام مليح لأهل الفراسة
نقل الإمام ابن القيم الجوزية عن بعض أهل العلم قال:
-إذا اتصف القلب بالخديعة والمكر والفسق وانصبغ بذلك صبغاً تاماً، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه حتى يبدو على صفحات وجهه بوا خفياً، ثم يقوى ويتزايد حتى يصير ظاهراً على الوجه، ثم يقوى حتى يُقلب الصورة الظاهرة كما قُلب الهيئة الباطنة، ومن له (( فراســـة تــامة)) يرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن، فقَلّ ان ترى محتالاً مكاراً مخادعاً ختاراً إلا وعلى وجهه مسخة قرد، وقَلّ ان ترى رافضياً إلا وعلى وجهه مسخة خنزير، وقَلّ ان ترى شرهاً نهماً نفسه نفس كلبية إلا وعلى وجهه مسخة كلب، فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط فاذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس قويت على قلب الصورةالظاهرة، ولهذا خوّف النبي صلى الله عليه وسلم من سابق الإمام في الصلاة بأن يجعل الله صورته صورة حمار لمشابهته للحمار في الباطن، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فساد صلاته وبطلان أجره فانه لا يسلم قبله فهو شبيه الحمار في البلاده وعدم الفطنة. انتهى.
يقول أبو الربيع الطاهري تعليقاً على ما نقله ابن القيم الجوزي - رحمه الله - قلت:
وأكثر وضوحاً في مثل هؤلاء من خلال الرؤيا فإنك تجد عجباً عجاب، وأما في اليقظة، فقد رأيت رجلاً وتفرست في صورته متوافقة لصورة الإبل، فقلت له: هل تحمل في قلبك حقداً لمن آذاك وتكنه في صدرك لسنوات؟ فتعجب وقال: نعم قلت له: أنت تحب عمل الحمول وفي الظهيرة لربما تكد كد رجلين، و لا تشعر بالتعب؟ فضحك وقال: نعم والله، قلت له: إذا جلست بالمساء تحب الخلوة ولا تريد أن تقوم من مطرحك؟
فقال لي: نعم، إيش درّاك؟! قلت له:
تحب شجرة الطلح وتشعر براحة من رائحتها وتحب ان تستظل بها؟
فقال لي: نعم، ولي فيها استراحة صنعتها بيدي، قلت له: غالباً ماترى في المنام الإبل كأنها تطاردك أو بجوارك أليس كذلك؟
فقال لي: أنت كاهن؟! بلى، والله أنني أحلم بها منذ سنوات. فقلت له: عليك بالاستقامة ولا تهمل الأذكار، واذهب إلى راقي يرقيك. وانتهى حواري معه.
وأما مايشبه الثعلب وكان ردي قلت له: اصدقني القول هل تعمل ببيع الدجاج وتجد راحة عندما تمشي في الحي ليلاً، وتتجسس وإذا وجدت شيئاً تأخذه كان حلالاً أو حراماً فلا تبالي، وإذا أردت شيء ووضعته في رأسك لا بد من ذلك ولو كان في جحر ضب أليس كذلك؟
فتبسم وسكت، فذهبت لأبيه فقلت له: هل تعاني من ولدك هذا كونه يسرقك كل يوم ولا يطيب له يوم حتى يسرقك دجاجة أو أكثر ويراوغك ويمكر بك في بيعك وشرائك وسردت له ماذكرته لولده؟
فقال : نعم وقد أنهكني.
وهكذا في الثعلب عليه المكر والخديعة.
وأما ما يشبه القرد وكان ردي أيضاً
قلت له: تجد راحة بين الأشجار وتظل ساعات وتستمع للأغاني فضحك وقال : نعم والسمّاعة بأذني!
نسأل الله العافية
فسألت أصحابه:
هل هذا يحب العبث بكم ويسرقكم
و أيضاً يظهر عورته أحياناً أمامكم
فضحكوا! وقالوا : نعم مرات عديدة يفعل ذلك ولا يبالي فقد ذهب الحياء منه.
وهكذا طباع القرد.
وهكذا في الثعبان بحثت في حاله فوجدته أنه لا يرى عصاً أمامه إلا قام بكسرها، فافهم تصرفه الغريب !؟
نسأل الله الإخلاص والسلامة والعافية.
✍🏻كتبه :
أبو الربيع الطاهري.
١٤٣٩هـ
٣٥
https://t.me/r2b2i
Telegram
ربيع المنامات
{قواعد وفوائد نفيسة لعلم التعبير والطب النبوي}
الربيع العابر
الربيع العابر
الفصل العاشر
حكم الكذب في الرؤيا
ولما كان الكذب آفة عظيمة، ولا يليق بالعبد، فإنك تجد على وجهه غبرة، وتحل الوقاحة عوض الحياء، كان مآله إلى الفجور والفساد، فما بالك بمن يكذب في الرؤيا فالعقوبة أشد، فيقول رأيت في منامي كذا وكذا، وهو لم ير من ذلك شيئاً، وإنما أقدم على ذلك لشيء ردي في نفسه لآخرين، أو صار لسان حاله وجعله من أذكاره اليومية الشيطانية، ولا يعلم أنه صار من زمرة الفاجرين، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة، وباعتبار صاحبي السجن أنهما كذبا في رؤاهم، فكانت الإجابة (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) فالجزاءمن جنس العمل، ومواضع الإستدلال كثيرةفي القرآن الكريم، وقد جاء عند البخاري من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – مرفوعاً: من تحلّم بِحلم لم يره كُلِّف أن يعقد بين شعيرتين يوم القيامة ولن يفعل.
وغيره من الأحاديث، ونفهم من الحديث أيضاً أنه يحصل له جزاء تكلفه بتكلُف مالا يقدر عليه ولن يفعل، حتى قال الطبري _ رحمه الله: ( اشتد الوعيد فيمن يكذب في المنام، لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه مالم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين، لحديث : (الرؤيا جزء من النبوة) وماكان من أجزاء النبوة فهو من قِبل الله عز وجل .
وقال المناوي _ رحمه الله _ ( الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا كالكذب عليه في الرواية وربما كان أغلظ، لاجتماع الكذب في رؤيا المنام مع الكذب عليه في اليقظة، ولما عجز الكذَبَة في هذه العصور وقبلها عن افتراء الكذب في الرواية لجهلهم بمعرفة الأسانيد والمتون عدلوا إلى وضع مناماتٍ مكذوبة فيها أوامرُ ونواهٍ بألفاظ عاميَّة وكلمات ركيكةٍ وتراكيب ضعيفة فعلى المكلَّف الضرب عن ذلك صفحاً، واعتقاد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى ترك الناس على شريعة بيضاء ليلها كنهارها لا تحتاج إلى تتمة ولا تفتقر إلي زيادة وحسبك في الرد عليهم ( اليوم أكملت لكم دينكم ). والمقصود بيان خطر هذا الذنب وعاقبة التساهل أو التهاون فيه.أهـ
قال أبو الربيع الطاهري _ حفظه الله _ ( وظهر في عصرنا من يكذب في الرؤيا ولا يدرك ذلك أنه آثم، وهي على صور مختلفة ومنها:
البعض تجده يتلفظ بزيادة لفظة أو أكثر بجانب الرؤيا الصادقة، وهو يعلم أن هذه الزيادة افتراء أو يكتم لفظة أو أكثر لشيء في نفسه ، وماعلم هذا المسكين أنه آثم على تلك الزيادة أو النقصان.
ومنها قبل أن يقص الرائي الرؤيا للعابر يقول له: أخي رأى كذا وكذا أو فلان، وإنما هو الرائي ولكن ينسبها لغيره لأمر خائف منه ونحو ذلك، ومثل هذا مخالف أيضاً.
والله أعلم.
كتبه:
أبو الربيع الطاهري.
٣٦
https://t.me/r2b2i
حكم الكذب في الرؤيا
ولما كان الكذب آفة عظيمة، ولا يليق بالعبد، فإنك تجد على وجهه غبرة، وتحل الوقاحة عوض الحياء، كان مآله إلى الفجور والفساد، فما بالك بمن يكذب في الرؤيا فالعقوبة أشد، فيقول رأيت في منامي كذا وكذا، وهو لم ير من ذلك شيئاً، وإنما أقدم على ذلك لشيء ردي في نفسه لآخرين، أو صار لسان حاله وجعله من أذكاره اليومية الشيطانية، ولا يعلم أنه صار من زمرة الفاجرين، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة، وباعتبار صاحبي السجن أنهما كذبا في رؤاهم، فكانت الإجابة (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) فالجزاءمن جنس العمل، ومواضع الإستدلال كثيرةفي القرآن الكريم، وقد جاء عند البخاري من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – مرفوعاً: من تحلّم بِحلم لم يره كُلِّف أن يعقد بين شعيرتين يوم القيامة ولن يفعل.
وغيره من الأحاديث، ونفهم من الحديث أيضاً أنه يحصل له جزاء تكلفه بتكلُف مالا يقدر عليه ولن يفعل، حتى قال الطبري _ رحمه الله: ( اشتد الوعيد فيمن يكذب في المنام، لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه مالم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين، لحديث : (الرؤيا جزء من النبوة) وماكان من أجزاء النبوة فهو من قِبل الله عز وجل .
وقال المناوي _ رحمه الله _ ( الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا كالكذب عليه في الرواية وربما كان أغلظ، لاجتماع الكذب في رؤيا المنام مع الكذب عليه في اليقظة، ولما عجز الكذَبَة في هذه العصور وقبلها عن افتراء الكذب في الرواية لجهلهم بمعرفة الأسانيد والمتون عدلوا إلى وضع مناماتٍ مكذوبة فيها أوامرُ ونواهٍ بألفاظ عاميَّة وكلمات ركيكةٍ وتراكيب ضعيفة فعلى المكلَّف الضرب عن ذلك صفحاً، واعتقاد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى ترك الناس على شريعة بيضاء ليلها كنهارها لا تحتاج إلى تتمة ولا تفتقر إلي زيادة وحسبك في الرد عليهم ( اليوم أكملت لكم دينكم ). والمقصود بيان خطر هذا الذنب وعاقبة التساهل أو التهاون فيه.أهـ
قال أبو الربيع الطاهري _ حفظه الله _ ( وظهر في عصرنا من يكذب في الرؤيا ولا يدرك ذلك أنه آثم، وهي على صور مختلفة ومنها:
البعض تجده يتلفظ بزيادة لفظة أو أكثر بجانب الرؤيا الصادقة، وهو يعلم أن هذه الزيادة افتراء أو يكتم لفظة أو أكثر لشيء في نفسه ، وماعلم هذا المسكين أنه آثم على تلك الزيادة أو النقصان.
ومنها قبل أن يقص الرائي الرؤيا للعابر يقول له: أخي رأى كذا وكذا أو فلان، وإنما هو الرائي ولكن ينسبها لغيره لأمر خائف منه ونحو ذلك، ومثل هذا مخالف أيضاً.
والله أعلم.
كتبه:
أبو الربيع الطاهري.
٣٦
https://t.me/r2b2i
Telegram
ربيع المنامات
{قواعد وفوائد نفيسة لعلم التعبير والطب النبوي}
الربيع العابر
الربيع العابر
═════ ❁✿❁ ══ ❁✿❁ ═
قال لي أحد الاخوة أنه البارحة تمت 20 عملية قيصرية بمشفى واحد .
قلت :
هذه كارثة يا أمة الاسلام
والسبب في مثل هذا الامر
هو ابتعاد الناس عن الشرع
وثانيآ جهل المريض والطبيب .
والله المستعان .
كتبه الربيع العابر.
https://t.me/r2b2i
قال لي أحد الاخوة أنه البارحة تمت 20 عملية قيصرية بمشفى واحد .
قلت :
هذه كارثة يا أمة الاسلام
والسبب في مثل هذا الامر
هو ابتعاد الناس عن الشرع
وثانيآ جهل المريض والطبيب .
والله المستعان .
كتبه الربيع العابر.
https://t.me/r2b2i
Telegram
ربيع المنامات
{قواعد وفوائد نفيسة لعلم التعبير والطب النبوي}
الربيع العابر
الربيع العابر