📚قناة د.محسن المطيري
3.47K subscribers
386 photos
4 videos
13 files
72 links
📚تفسير وتدبر
رابط الاستفسارات
https://t.me/+ETfsx-cxTHhhOTk0

🎥قناة أ.د محسن المطيري في اليوتيوب
https://www.youtube.com/@user-ux2wn1jt9n/videos
Download Telegram
جاء في ترجمة الزمخشري:
وله شعر:
إن التفاسير في الدنيا بلا عدد ... وليس فيها لعمري مثل كشافي
إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته ...
فالجهل كالداء والكشاف كالشافي
وله وأوصى أن يكتب على لوح قبره:
إلهي قد أصبحت ضيفك في الثرى ...
وللضيف حق عند كل كريم
فهب لي ذنوبي في قراي فإنها ... عظيم ولا يقرى بغير عظيم).
طبقات المفسرين للداوودي: ٣١٦/٢
تحقيق ابن القيم في ساعة الإجابة يوم الجمعة: (وكان سعيد بن جبير إذا صلى العصر لم يكلم أحدا حتى تغرب الشمس. وهذا القول هو قول أكثر السلف، وعليه أكثر الأحاديث. ويليه القول بأنها ساعة الصلاة. وبقية الأقوال لا دليل عليها. وعندي أن ساعة الصلاة ساعة ترجى فيها الإجابة أيضا، فكلاهما ساعة إجابة. وإن كانت الساعة المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر، فهي ساعة معينة من اليوم، لا تتقدم ولا تتأخر. وأما ساعة الصلاة فتابعة للصلاة، تقدمت أو تأخرت، لأن لاجتماع المسلمين وصلاتهم وتضرعهم وابتهالهم إلى الله تأثيرا في الإجابة، فساعة اجتماعهم ساعة ترجى فيها الإجابة. وعلى هذا، فتتفق الأحاديث كلها، ويكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حض أمته على الدعاء والابتهال إلى الله في هاتين الساعتين).
زاد المعاد: (٤٨٧/١).
هذه ثلاث نقول لشيخ الإسلام في الرد على البكري في الاستغاثة تفصح عن شيء من منهجه في الإعذار، وذلك بعد سرده لاعتقادات فرق الأمة من الجهمية والخوارج والقدرية والأشاعرة وغيرها، يقول: (وأئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان؛ فيهم العلم والعدل والرحمة؛ فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم، كما قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط..} ويرحمون الخلق فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداء).
ويقول: (وكذلك التكفير حق لله فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله، وأيضا فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها، وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر). ثم ذكر حادثة قدامة في شرب الخمر ثم قال: (ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن يكون الله -تعالى- فوق العرش لما وقعت محنتهم، أن لو وافقتكم كنت كافرا؛ لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال، وكان هذا خطابا لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم).
الرد على البكري: (٢٥١_٢٥٣).
يقول شيخ الإسلام: (وقرن بين الرحمة والصبر في مثل قوله تعالى: {وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة} وفي الرحمة الإحسان إلى الخلق بالزكاة وغيرها فإن القسمة أيضا رباعية. إذ من الناس من يصبر ولا يرحم: كأهل القوة والقسوة ومنهم من يرحم ولا يصبر: كأهل الضعف واللين مثل كثير من النساء ومن يشبههن ومنهم من لا يصبر ولا يرحم كأهل القسوة والهلع والمحمود هو الذي يصبر ويرحم كما قال الفقهاء في صفة المتولي: ينبغي أن يكون قويا من غير عنف لينا من غير ضعف فبصبره يقوى وبلينه يرحم وبالصبر ينصر العبد فإن النصر مع الصبر وبالرحمة يرحمه الله تعالى. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {إنما يرحم الله من عباده الرحماء})
الفتاوى: (٣٦/١١).
من علامات الزهد في العلم: قلة الاحتفاء به، والفرح به.
في حديث البخاري عن أبي هريرة: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث.
فمن فوائد الحديث: الثناء على صاحب السؤال النبيه، والتفاعل معه قبل الجواب، وتنبيهه على اجتهاده.
وأما من زهد في الفائدة والعلم فقد قال فيه الماوردي في أدب الدنيا والدين: لا تمنعوا العِلْمَ أهله فتظلموا ، ولا تضعوه في غير أهله فتأثموا.
القاعدة المراكشية: في العلو استغرقت من مجموع الفتاوى أربعين صفحة، وهو سؤال وجه عن الصفات والعلو خاصة، فبدأ ابن تيمية بتقرير قاعدة الإثبات لما ورد في النصوص، وأن أعظم المسائل بيان المعتقد، وذكر ستة أوجه لعناية الصحابة بفهم معاني القرآن ومنها: إن العناية بالمعنى أهم من اللفظ، وأن الله قد حث على تدبر كتابه، وذم من لا يفقهه، وأن الصحابة بينوا القرآن للتابعين كما جاء عن مجاهد مع ابن عباس ووقوفه على المصحف يستوقفه عند كل آية ثلاث مرات، وبين أنواع الاختلاف عن السلف التي ذكرها في مقدمة التفسير، ثم عقد فصلا في إجماع السلف على العلو، وسرد عددا من النصوص، وبين قولي الجهمية: إن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقهم ولا فيهم، أو يقولون: هو بذاته في كل مكان، وأن لازم قولهم في المجاز في الصفات والرجوع إلى العقل في جميع النصوص إن: (الرسول قد نصب لهم أسباب الضلال ولم ينصب لهم أسباب الهدى وأحالهم في الهدى على نفوسهم فيلزم على قولهم أن تركهم في الجاهلية خير لهم من هذه الرسالة التي لم تنفعهم؛ بل ضرتهم). وبين أن العقل أيضا يخالف مذهبهم، ولا تعارض بين العقل الصحيح والنقل الصريح، ثم كيف لم يبين النبي أعظم الأصول مع بيانه لدقائق الوضوء والتيمم؟، مع عدم فهم الصحابة لهذه المسائل الكبيرة، وهم لم يتكلموا بمذهب المعطلة، مع كون قول الجهمية يلزم منه أن ظاهر نصوص الصفات التشبيه والكفر فاحتاجوا إلى تأويلها، (ومن المعلوم أن الله لا يحب الجهل ولا الشك ولا الحيرة ولا الضلال؛ وإنما يحب الدين والعلم واليقين).
ثم تعرض لمذهب الواقفة في الصفات الذين لا يثبتون ولا ينفون، وأجاب عليهم بأربعة أجوبة، وأن حقيقة قولهم نفي الصفات، وعدم العلم بمعاني الصفات والحيرة في فهمها، وهذا قول باطل.
ثم ختم الرسالة في قرابة عشر صفحات بما ورد عن السلف من الأقوال والإجماعات في إثبات الصفات والعلو.
مجموع الفتاوى في الجزء الخامس: (١٥٣_١٩٤).
في سياق الرد على أهل السماع من المتصوفة أدعياء المحبة، ذكر ابن تيمية أصول محبة الله في ثلاث آيات: ({ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله}
وقال {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}
ويقول {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم}
فهذه ثلاثة أصول لأهل محبة الله: إخلاص دينهم، ومتابعة رسوله، والجهاد في سبيله
ثم فصل في الوجهين الأولين ثم قال تعليقا على (ولا يخافون لومة لائم): (وسنام ذلك الجهاد في سبيل الله فإنه أعلى ما يحبه الله ورسوله واللائمون عليه كثير إذ كثير من الناس الذين فيهم إيمان يكرهونه، وهم إما مخذلون مفترون للهمة والإرادة فيه، وإما مرجفون مضعفون للقوة والقدرة عليه وإن كان ذلك من النفاق، قال الله تعالى: {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا}).
الاستقامة: (١٩٧_١٩٩).
يقول ابن القيم في آية النور وفوائد غض البصر: (وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان. فما شئت من بدع وضلالة، واتباع هوى، واجتناب هدى، وإعراض عن أسباب السعادة، واشتغال بأسباب الشقاوة! فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلمات….
وكان شجاع الكرماني يقول: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة؛ وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، واغتذى بالحلال = لم تخطئ فراسته. وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة).
الداء والدواء: ٤١٧
من فضائل الجمعة المهجورة ما ذكره ابن القيم في الصلاة قبل قدوم الخطيب وتخصيص يوم الجمعة بعدم النهي عن الصلاة وقت الزوال: (..أنه لا يكره فعل الصلاة فيه وقت الزوال عند الشافعي ومن وافقه، وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية... قال ﷺ: «إن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة» وإنما كان اعتماده على أن من جاء إلى الجمعة يستحب له أن يصلي حتى يخرج الإمام. وفي الحديث الصحيح: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام= إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى». رواه البخاري
زاد المعاد: (٤٦٣/١)
قال شيخ الإسلام في شرح حديث (أُبيّ: قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال ما شئت قلت؛ الربع؟…)
وقول السائل: أجعل لك من صلاتي؟ يعني من دعائي؛ فإن الصلاة في اللغة هي الدعاء قال تعالى: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} . وقال ﷺ: (اللهم صل على آل أبي أوفى} {وقالت: امرأة: صل علي يا رسول الله وعلى زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك} .
فيكون مقصود السائل أي يا رسول الله إن لي دعاء أدعو به أستجلب به الخير وأستدفع به الشر فكم أجعل لك من الدعاء قال: " ما شئت " فلما انتهى إلى قوله: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال {إذا تكفى همك ويغفر ذنبك} .
الفتاوى: ٣٤٩/١
قال ابن القيم في قوله تعالى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ):
(وفي التعبير عن الأعمال بـ "السر" لطيفة، وهي أن الأعمال نتائج السرائر الباطنة، فمن كانت سريرته صالحة كان عمله صالحا، فتبدو سريرته على وجهه نورا وإشراقا وحسنا، ومن كانت سريرته فاسدة كان عمله تابعا لسريرته - لا اعتبار بصورته - فتبدو سريرته على وجهه سوادا وظلمة وشينا. وإن كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنما هو عمله لا سريرته، فيوم القيامة تبدو عليه سريرته، ويكون الحكم والظهور لها، وفي الحديث: "أنقوا هذه السرائر؛ فإنه ما أسر امرؤ سريرة إلا ألبسه الله رداء سريرته").
لا يمكن فهم بعض الألفاظ القرآنية إلا باستحضار بعض أبواب البلاغة، في قوله تعالى: (لَا یَسۡمَعُونَ فِیهَا لَغۡوࣰا وَلَا تَأۡثِیمًا)
فلا يعني هذا أن في الجنة كلاما باطلا وآثما، وإنما سر المسألة فيما يسمى عند البلاغيين: بنفي الشيء مقيدا والمراد نفيه مطلقا، أو نفي الشيء بنفي لازمه، مبالغة في النفي وتأكيدا لعدم الوجود، ومنه قولهم: فلان لا يرجى خيره، أي: أنه لا خير فيه بأي وجه من الوجوه.
وهو نوع من الكناية، ومنه قوله تعالى: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين)، فإن الكفار لا شفاعة لهم يوم القيامة، ولكن ذلك من نفي الشيء بنفي لازمه مبالغة وتأكيدا لنفيه.
والشاهد الشعري لهذا الباب قول عمرو بن أحمر:
لا تفزِع الأرنب أهوالها ...
ولا ترى الضب بها ينجحر
وأراد أنه لا يوجد في الصحراء أرنب ولا ضب مطلقا لكنه قيده مبالغة في النفي.
وصف الغفلة من أوصاف الذم فلماذا وصف الله به العفائف في قوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ ٱلۡغَـٰفِلَـٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ لُعِنُوا۟ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ﴾
قال الزمخشري: (الْغافِلاتِ السليمات الصدور، النقيات القلوب، اللاتي ليس فيهن دهاء ولا مكر، لأنهنّ لم يجربن الأمور ولم يرزن الأحوال، فلا يفطنّ لما تفطن له المجربات العرافات. قال:
ولقد لهوت بطفلة ميّالة ...
بلهاء تطلعني على أسرارها)
وقال الآلوسي: (الغافِلاتِ)
(عما يرمين به بمعنى أنه لم يخطر لهن ببال أصلا لكونهن مطبوعات على الخير مخلوقات من عنصر الطهارة ففي هذا الوصف من الدلالة على كمال النزاهة ما ليس في المحصنات)
مما يستحق التأمل في القرآن تلك التشبيهات الواردة في القرآن ففيها من دقائق المعنى ما لا يتحقق في الجمل الكثيرة.
قال تعالى: (یَوۡمَ یَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ)، فما أوجه الشبه والبلاغة في ذلك التشبيه؟
أولا: إفادة الطيش الذي يلحق الناس يوم القيامة كطيش الفراش في تخبطه وحركاته المضطربة.
ثانيا: تصوير انتشارهم في الأرض كانتشار الفراش.
ثالثا: أرأيتم ركوب الفراش بعضه على بعض فهكذا يكون حال الناس عند القارعة، يصور القرآن ذلك في استعارة بديعة بموج البحر يركب بعضها بعضا (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ).
رابعا: كثرة الناس يبينه القرآن في تشبيهه بكثرة الفراش، وهي كثرة لا تغني عنهم من الخوف شيئا.
خامسا: التذلل والإقبال على منادي القيامة من كل حدب وصوب وقد لحقهم الخوف والفزع.
سادسا: التطاير إلى النار للاحتراق صورة معلومة لدى الفراش، وهكذا يكون حال الناس يوم القيامة.
فتأمل بلاغة التشبيه في القرآن، وعمق معانيه، ودلالته على المعاني الكثيرة.
اصطلاح: المعروف والأشهر من كلام العرب قاعدة لغوية تفسيرية متينة، يكررها الطبري كثيرا في تفسيره.
وهي دليل على رسوخ وتضلع بلغة العرب التي هي ركن ركين في فهم كلام الله تعالى، ومن المقترحات البحثية: جمع ودراسة هذه المسائل عند الطبري، وفي آية الأشهر الحرم وعظم تحريمها ذكر الطبري قولين في عود الضمير في قوله: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) هل هو عائد على الأشهر الأربعة الحرم، أو جميع الأشهر (إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرࣰا فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ یَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَاۤ أَرۡبَعَةٌ حُرُمࣱۚ) ثم رجح إنها تعود إلى الأشهر الأربعة معتمدا هذه القاعدة، فقال: (وذلك أن العرب تقول فيما بين الثلاثة إلى العشرة، إذا كَنَتْ عنه: "فعلنا ذلك لثلاث ليال خلون، ولأربعة أيام بقين" وإذا أخبرت عما فوق العشرة إلى العشرين قالت: "فعلنا ذلك لثلاث عشرة خلت، ولأربع عشرة مضت"…لأن ذلك لو كان كناية عن "الاثنى عشر شهرًا"، لكان: فلا تظلموا فيها أنفُسكم…وتوجيهُ كلام الله إلى الأفصح الأعرف، أولى من توجيهه إلى الأنكر).
الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية من أنفس تراجم شيخ الإسلام على اختصاره، ذكر جوانب من تعبده وتميزه العلمي وشيئا من مواقفه بقلم رائق ووصف ماتع للغاية.
يقول أبو حفص البزار في تأسفه على قصر أيامه مع شيخ الإسلام: (وكان رضي الله عنه كثيرا ما يرفع طرفه إلى السماء لا يكاد يفتر من ذلك كأنه يرى شيئا يثبته بنظره فكان هذا دأبه مدة إقامتي بحضرته، فسبحان الله ما أقصر ما كانت ياليتها كانت طالت ولا والله ما مر على عمري إلى الآن زمان كان أحب الي من ذلك الحين ولا رأيتني في وقت أحسن حالا مني حينئذ وما كان الا ببركة الشيخ رضي الله عنه).
الأعلام العلية: ٥٦١
حضور البلاغة في تفسير الطبري ظاهر للمتتبع، لكنه لا يصرح بالاصطلاحات البلاغية التي استقرت عند المتأخرين.
وقد تتبعت الإشارة إلى المجاز في مجلد واحد فأحصيت قرابة خمسة عشر موضعا، لكنه يعبر بالاستعمال والأسلوب العربي ونحوه، ولم يصرح بالمجاز أو الاستعارة ونحوها في هذه المواضع.
وقد نسب له الدكتور يوسف العليوي في بحثه الماتع عن المجاز القول بالمجاز، ولم أقف في تفسيره على هذا التصريح إلا في موضعين، وإنما يعبر عنه بالاستعمال العربي مع كون الاصطلاح سبقه به عدد من أئمة اللغة منهم ابن قتيبة، والذي ينقل عنه الطبري كثيرا في تفسيره.
وسأذكر مثالين: في قوله تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) قال الطبري: (والدرجات جمع"درجة"، وهي المرتبة. وأصل ذلك مراقي السلم ودرَجه، ثم تستعمل في ارتفاع المنازل والمراتب).
وهو إشارة للاستعارة التصريحية
ومثله قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)
قال الطبري: (وأما قوله: (بين يدي رحمته) فإنه يقول: قدام رحمته وأمامها. والعرب كذلك تقول لكل شيء حدث قدام شيء وأمامه:"جاء بين يديه"، لأن ذلك من كلامهم جرى في أخبارهم عن بني آدم، وكثر استعماله فيهم، حتى قالوا ذلك في غير ابن آدم وما لا يَدَ له).
وهو إشارة أيضا إلى المجاز المرسل.
وهذا التتبع مجال رحب للباحثين، ورسالة الأساليب العربية عند الطبري للباحث: فواز شاويش طرقت هذا الباب لكن مجال البحث أوسع منها، والأمثلة كثيرة في جميع أبواب البلاغة.
وإتماما للفائدة فإن مما يبين الأسلوب البلاغي لدى الطبري ذكر الشاهد القرآني أو البلاغي، مع بيانه للأسلوب البلاغي.
لشيخ الإسلام ابن تيمية عناية ظاهرة بمقاصد السور الكبرى، وسأنقل بعض كلامه في بعض السور: فقد عرض مقاصد سورة البقرة عرضا بديعا في سبع صفحات تحت عنوان: ما اشتملت عليه من تقرير أصول العلم، وختمها بقوله: (فتدبر تناسب القرآن وارتباط بعضه ببعض) (٤٦/١٣)
وقال سورتي الأنعام والأعراف: (وقد جمع سبحانه في هذه السورة وفي الأنعام وفي غيرهما ذنوب المشركين في نوعين: أحدهما: أمر بما لم يأمر الله به كالشرك ونهي عما لم ينه الله عنه كتحريم الطيبات. فالأول: شرع من الدين ما لم يأذن به الله. والثاني: تحريم لما لم يحرمه الله) (٨٦/١).
وقال في سورة مريم: (فهذه السورة " سورة المواهب " وهي ما وهبه الله لأنبيائه من الذرية الطيبة والعمل الصالح والعلم النافع). (٢٣١/١٥)
وقال في سورتي مريم وطه: (سورة طه " مضمونها تخفيف أمر القرآن وما أنزل الله تعالى من كتبه فهي " سورة كتبه " - كما أن مريم " سورة عباده ورسله) (٢٣٧/١٥).
وقال في سورة الأنبياء: (سورة الأنبياء " سورة الذكر وسورة الأنبياء الذين عليهم نزل الذكر).(٢٦٥/١٥).
وقال في سورة القلم: (سورة (ن) هي سورة " الخلُق " الذي هو جماع الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى فيها: {وإنك لعلى خلق عظيم}) (٦١/١٦).
وكثيرا ما يكرر مقاصد سورتي الإخلاص: الكافرون والإخلاص في عدد من كتبه.
قال ابن عاشور في قوله تعالى في وصف اليهود: ﴿لَأنْتُمْ أشَدُّ رَهْبَةً في صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأنَّهم قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ﴾
(ووجه وصف الرهبة بأنها في (صدورهم) الإشارة إلى أنها رهبة جد خفية، أي أنهم يتظاهرون بالاستعداد لحرب المسلمين ويتطاولون بالشجاعة ليرهبهم المسلمون وما هم بتلك المثابة فأطلع الله رسوله ﷺ على دخيلتهم فليس قوله (في صدورهم) وصفا كاشفا).
يقول ابن القيم: (وكان أبو بكر رضي الله عنه أعلمنا به يعني النبي - صلى الله عليه وسلم.
فجمع الله له بين سعة العلم والرحمة.
وهكذا الرجل، كلما اتسع علمه اتسعت رحمته.
وقد وسع ربنا كل شيء رحمة وعلما، فوسعت رحمته كل شيء، وأحاط بكل شيء علما، فهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها، بل هو أرحم بالعبد من نفسه، كما هو أعلم بمصلحة العبد من نفسه. والعبد لجهله بمصالح نفسه وظلمه لها يسعى فيما يضرها ويؤلمها، وينقص حظها من كرامته وثوابه، ويبعدها من قربه، وهو يظن أنه ينفعها ويكرمها.
وهذا غاية الجهل والظلم)