جريدة قلب الحدث الان
36 subscribers
20 photos
6 videos
1 file
56 links
مؤسسة قلب الحدث الان
Download Telegram
لبيك الله لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ ...
لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ
#محمد_رسول_الله #أدم #حواء #إبراهيم_عيسى #ابراهيم
#اللهم_صل_وسلم_على_نبينا_محمد #اللهم_امين
#اللهم_ارحم_موتانا_وموتى_المسلمين #اللهم_امين َبَّيْكَ_اللَّهُمَّ_لَبَّيْكَ
َبَّيْكَ_لاَ_شَرِيكَ_لَكَ_لَبَّيْكَ
ِنَّ_الْحَمْدَ
َالنِّعْمَةَ
َكَ_وَالْمُلْكَ
#لاَ_شَرِيكَ_لَكَ
#محمد_صلى_الله_علية_وسلم
#سيدنا_أدم #امى_بنى_أدم #السيدة_الجليلة #أم_بنى_أدم
#حواء #النساء_للنساء #الحج1444 #سورة_الكهف #سورة_الفجر #سورة_الفاتحة #سورة_الاخلاص #سورة_الناس #سورة_الفلق #يارب
تاريخ النشر: ٠٢ / ذو الحجة / ١٤٣٤
التحميل: 11756
مرات الإستماع: 186196

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته أيها الأحبة:

حينما يقول الملبِّي: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريكَ لك لبيك"، فهو بذلك يُقرّ بإعلانه بالوحدانية، يُقرّ بوحدانية الله -تبارك وتعالى-، ويُعلن ذلك، ويلهج به بأعلى صوته، حتى يبحّ صوته.

وقد صحَّ عن النبي ﷺ أنه سُئل: أيُّ الحجِّ أفضل؟ فقال: العَجُّ والثَّجُّ[1]، فالعج هو: رفع الصوت بالتَّلبية، يُعلن التوحيد والبراءة من الإشراك بجميع صوره وأشكاله.

فهو يقول: يا ربّ، وإن جئنا مُعظِّمين لهذا البيت، ولهذه المشاعر، فإنما كان ذلك صادرًا عن أمرك، وعن عبوديتنا لك، وعن إذعاننا وانقيادنا؛ إذ أمرتنا فأتينا مُستجيبين، ودعوتنا فأتينا مُنقادين طائعين، فنحن إنما نفعل ذلك امتثالاً وعبوديةً وتقربًا، وقلوبنا عامرة بتوحيدك وإفرادك بالعبادة دون ما سواك، وألسنتنا لاهجةٌ بهذا الإقرار، ونفي الشُّركاء عنك .

هكذا حينما يُعلنها الملبِّي، ويرفع صوتَه بها، ولكن مَن الذي يستشعر هذا؟

إنَّ هذه التَّلبية -أيها الأحبة- من أولها إلى آخرها توحيدٌ في كل جملةٍ، بل في كلِّ لفظةٍ توحيدٌ، وقد أهلَّ النبيُّ ﷺ بالتوحيد.

وحينما يقول الملبي: "لبيك" فإنَّ هذا يقتضي أنَّ ثمة داعيًا دعاه فأجابه بقوله: "لبيك"، فإنما يقول المرءُ ذلك إجابةً لمن دعاه، وهذا يقتضي أنَّ الله -تبارك وتعالى- مُتَّصِفٌ بصفات الكمال على الوجه اللائق بجلاله وعظمته، فهو يتكلم كما يشاء، فدعاهم، فأجابوه قائلين: لبيك. ولا يُقال ذلك لمن لا كلامَ له، ولا نداءَ، ولا قولَ.

وهكذا حينما يقول: "لبيك" فإنَّ هذا يتضمن الإقرار بأنَّ الله يسمع سمعًا يليق بجلاله وعظمته، فهو يسمع قول القائلين، وكلام المتكلمين، وسؤال الدَّاعين، يسمع ذكرَهم، ويسمع سرَّهم ونجواهم، لا تخفى عليه من شأنهم خافية، فلا يُخاطَب بهذا يُقال: "لبيك" لمن لا سمعَ له، فتعالى الله عمَّا يقول المعطِّلون علوًّا كبيرًا.

وهكذا -أيها الأحبة- حينما يقول الملبي: "لبيك" فإنَّ ذلك يتضمن المحبَّة لله ، فإنَّ المجيبَ لا يقول ذلك إلا لمن يُحبّ، إذا دعاه مَن أحبَّه، أو خاطبه، أو ناداه، قال له: "لبيك" إذا كان يُحبّه، وأمَّا إذا كان لا يُحبّه فإنَّه قد يُعبر بعباراتٍ أخرى تُنبئ عن حاله وشعوره نحوه، وما يقوم بقلبه، ويدور في خلده.

هنا يقول: "لبيك" يُحبّه ويُعظِّمه، كأنَّه يقول كما فُسّر قوله: "لبيك"، بمعنى: أنا مُواجهٌ لك بما تُحبّ، كأنهم أخذوه من قول العرب: امرأة لبّة[2]، يعني: مُحبّة لولدها.

فبعض أهل العلم يقول: إنَّ معنى "لبيك" مأخوذٌ من هذا، فهو يدل على المحبَّة، فيكون ذلك من جهتين: أنَّه لا يقول ذلك عادةً إلا لمن يُحبّ، ومن جهةٍ أخرى: باعتبار أنَّ أصل هذا اللَّفظ مأخوذٌ من قولهم: امرأة لبّة. يعني: مُحبَّة لولدها، فأصل هذه المادة (اللب) يرجع إلى المحبَّة، ويُفسَّر بها.

كما أنَّ قوله: "لبيك" يدل على التزام العبودية، والإقامة على ذلك، والثَّبات والدَّوام.

وليست العبوديةُ -أيها الأحبة- في أيامٍ يقضيها الإنسانُ في المناسك، فبعض الناس ينضبط في أيام المناسك، وإذا تلبس بالإحرام، ومن الطَّريف أنَّ أحدهم سأل البارحة أنَّه أهلَّ بالعمرة، واعتمر وقضى عمرته، فهل يكون في هذه المدّة بين بين؟ يعني: حتى يُهلَّ بالحجِّ في اليوم الثامن، هل يكون مُتلبسًا بنوع إحرامٍ، فينطبق عليه قوله تعالى: فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197]؟

قلتُ: هذه يتخلَّى عنها في كل الأحوال، وليس المحرمُ فقط، فهو يُريد أن يعرف: هل الفُسوق إذا صدر من المكلَّف أو الجدال الذي لا يُفضي إلى مطلوبٍ، هل ذلك يُؤثر في حجّه وهو مُقيمٌ ببلد الله الحرام؟ هذا ما يليق، والإقامة على العبودية دائمًا.