قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
30K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_واثنان_وثمانون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#ولادة_إبراهيم_بن_رسول_الله

وقفنا المرة إللي فاتت عند الثلاث سرايا إللي أخرجهم رسول الله ﷺ بعد فتح مكة في المناطق المحيطة بمنطقة مكة،
◇السرية الأولى:
كانت بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه، والسرية دي كانت في شهر شوال، بعد ما هدم خالد بن الوليد صنم العزى وحكينا قصة هدم الصنم في الجزء المائة وسبعة وستون،
السرية دي كانت لبني جُذَيْمة، وكانوا في بلدة أسفل مكة ناحية يَلَمْلَم،
وكان الهدف من السرية دي هو الدعوة إلى الإسلام،
فاتجه خالد بن الوليد لبني جذيمة ومعاه حوالي أربعمائة صحابي،
فلما وصلت السرية لبني جذيمة دعاهم خالد للإسلام زي ما رسول الله ﷺ أمره،
فقالوا لخالد:
《صَبَأْنَا صَبَأْنَا》
وكلمة صبأنا دي لها ماضي سيء مع المسلمين، فهي كلمة مشهورة بين المشركين ومعناها عندهم اتباع دين محمد ﷺ،
يعني إللي يتبع دين الإسلام يبقى صَبَأ، فانتشرت الكلمة وبقت معروفة عندهم وبقت عادة،
وكانت قريش بتقولها بقصد ذم والسخرية من المسلمين الأوائل في مكة، وخالد كان عارف كده،
فبني جُذَيمة أسلموا، فبدل ما يقولوا أسلمنا قالوا صَبَأْنَا،
فخالد فكرهم إنهم بيستهزأوا😕
فبسبب سوء التفاهم ده وعدم التثبت من مقصدهم بدأ خالد يقتل منهم ويأسر، وكل واحد من الصحابة إللي كانوا معاه أخذ الأسير إللي أسره،
وبعد كم يوم أمر خالد الصحابة إن كل واحد منهم يقتل أسيره😶
فعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
" وَاللَّهِ لاَ أَقْتُلُ أَسِيرِي ، وَلاَ يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ"
يعني لا أنا ولا حد من أصحابي هيقتل أسيره ورفضوا أوامر خالد بن الوليد،
فلما رجعوا لرسول الله ﷺ حكوا له إللي حصل فرفع رسول الله ﷺ يده وقال:
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ" قالها مرتين،
يعني يارب أنا مش موافق على إللي خالد عمله ده،
فرسول الله ﷺ أعلن تبرؤه من إللي حصل ده أمام الناس؛ عشان الكل يستوعب ويفهم خطورة الخطأ إللي حصل ده،
و مكانة خالد ممنعتش رسول الله ﷺ إنه يَجهر بتبرأه من إللي عمله خالد؛
لأن التستر على الأخطاء إللي زي كده هيشجع على تكرارها وممكن يساعد على بقائها وازديادها بعدين،
فكان غَضَب رسول الله ﷺ من خالد لأنه استعجل ولم يتثبت ويفهم منهم يقصدوا إيه بالضبط بكلمة صبأنا دي؛
لأن الصّبَأْ معناه الخروج من دين، فيُقال عن الرجل صابئ إذا خرج من دين كان فيه إلى دين تاني،
فقولهم: صبأنا، كلام يَحتمل أن يكون معناه خرجنا من ديننا إلى دين الإسلام أو دين آخر غير الإسلام ، من يهودية أو غيرهم من الأديان،
فلما خالد ملقاش منهم كلام صريح يوضح دخولهم في الإسلام قاتلهم وأسرهم،
وإللي حصل ده مكنش معصية متعمدة من خالد بن الوليد رضي الله عنه، لكنه كان اجتهاد خاطئ منه،
عشان كده رسول الله ﷺ لم يعاقبه على خطأه ده،
ولم يعزله مثلا عن قيادة الجيش بعد كده، بالعكس ده كان بيقدمه ويجعله قائد على الجيوش،
وخصوصا إن خالد لم يتعمد مخالفة أوامر رسول الله ﷺ بإنه قَاتَل أو قتل مسلمين ورسول الله ﷺ مكنش أمره بالقتال،
لكن خطأه هنا كان زي خطأ أسامة بن زيد رضي الله عنه لما قتل رجل بعد ما قال لا إله إلا الله خوفا من السيف، واحنا كنا حكينا قصته في الجزء مائة وثلاثة وأربعون،
فكل ده يوضح لنا نقطة مهمة وهي عدم عصمة الصحابة رضي الله عنهم👌
همّ أه لهم مكانتهم ولهم فضلهم إللي محدش هيقدر يوصله، لكنهم غير معصومين من الخطأ،
بيجتهدوا ويُصيبوا وساعات يجتهدوا ويخطئوا زي ما حصل مع خالد رضي الله عنه😊

◇السرية الثانية:
كانت سرية بقيادة الطُّفَيل بن عمرو الدّوْسي سيد قبيلة دوس إللي اتكلمنا عنه في الجزء السابع والعشرين،
كانت السرية دي في شهر شوال من السنة الثامنة من الهجرة بعد فتح مكة،
وكان سبب السرية هو تطهير الجزيرة العربية من الأصنام،
فلما رسول الله ﷺ قرر إنه يتجه للطائف بعث الطفيل بن عمرو إلى صنم اسمه ذِي الْكَفَّيْنِ، وهو واحد من أصنام الآلهة العربية في قبيلة دوس،
والصنم ده كان من الخشب، و كان لواحد اسمه عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ الدَّوْسِيِّ وهو كبير دَوس وأحد حكماء العرب المُعمّرِين، والناس كانت بتجيله من بعيد عشان يستشيروه في أمورهم،
فأمر رسول الله ﷺ الطفيل إنه يستعين بقومه دَوْس لهدم الصنم ده، فخرج الطفيل بسرعة واتجه لقومه فهدم ذَا الْكَفَّيْنِ وحرقه،
وأخذ الطفيل أربعمائة من قومه واتجهوا لرسول الله ﷺ في الطائف، وكان رسول الله ﷺ وصل الطائف قبل مجيء الطفيل بأربعة أيام.

◇السرية الثالثة:
سرية قيس بن سعد بن عبادة إلى قبيلة صُدَاء ناحية اليمن:
لما انصرف رسول الله ﷺ من وادي الجعرانة جهّز رسول الله ﷺ أربعمائة فارس وجعل عليهم قيس بن سعد بن عبادة وأمره إنه يتجه إلى قبيلة صُدَاء عشان يقاتلهم،
فجاء لرسول الله ﷺ واحد اسمه زِيَاد بن الحارث الصُّدائي فسأل عن ال
سرية إللي خرجت دي، فعرف إنها متجهة لقومه،
فقال لرسول الله ﷺ:
"يا رسول الله أنا وَافِدهم إليك فارْدُد الجيش وأنا أتكفل بإسلام قومي وطاعتهم"
يعني بيقول لرسول الله ﷺ إنه من قبيلة صداء وإنه هيتكفل بدعوة قومه وإنه يأتي بهم مسلمين، فطلب من رسول الله ﷺ إنه يرجّع السرية دي وميخليهاش تقاتل قومه،
فقال له رسول الله ﷺ:
"اذهب إليهم فرُدّهم"
يعني روح لهم وقولهم يرجعوا، فقال لرسول الله ﷺ:
"إن راحلتي قد كَلّت"
يعني البعير إللي أنا جاي عليه تعب من السفر الطويل ومش هيقدر يتحرك، فبعث لهم رسول الله ﷺ واحد يأمرهم بالرجوع،
فرجعت السرية فعلا ورجع الصدائي لقومه فجاءوا المدينة بعد خمسة عشر يوما فأسلموا،
وقيل: إن الصدائي كتب إليهم برسالة يدعوهم فيها للإسلام فجاء وفدهم بعد خمسة عشر يوما يعلن إسلامهم فقال رسول الله للصدائي:
"إنك مُطاع في قومك يا أخا صداء"
يعني قومك سمعوا كلامك وجاءوا مسلمين زي مانت قلت لهم من غير مشاكل ومن غير اعتراضات،
فقال الصدائي لرسول الله ﷺ: بل الله هداهم☝️

وبكده يبقى خلصنا السرايا إللي حصلت في السنة الثامنة من الهجرة،
كل الأحداث إللي هتيجي بقى في أواخر السنة الثامنة من الهجرة إما أحداث داخلية اجتماعية أو أحداث خارجية فيها دعوة للإسلام ولكن من غير قتال👌

من الأحداث الخارجية إللي حصلت ومرتبطة بالدعوة:
إرسال رسول الله ﷺ لعمرو بن العاص برسالة إلى سيدا عُمَان جيفر و عبد أو عبّاد ابنا الجُلَنْدِي يدعوهم فيها للإسلام،
وكانت عُمَان دولة مشركة في الوقت ده،
قال رسول الله ﷺ في الرسالة:
"بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ إلَى جَيْفَرَ وَعَبْدٍ ابْنَيْ الْجُلَنْدَي سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى، أَمّا بَعْدُ؛
فَإِنّي أَدْعُوكُمَا بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ،
أَسْلِمَا تَسْلَمَا فَإِنّي رَسُولُ اللّهِ إلَى النّاسِ كَافّةً، لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ،
فَإِنّكُمَا إنْ أَقْرَرْتُمَا بِالْإِسْلَامِ وَلّيْتُكُمَا،
وَإِنْ أَبَيْتُمَا أَنْ تُقِرّا بِالْإِسْلَامِ فَإِنّ مُلْكَكُمَا زَائِلٌ عَنْكُمَا، وَخَيْلِي تَحُلّ بِسَاحَتِكُمَا وَتَظْهَرُ نُبُوّتِي عَلَى مُلْكِكُمَا"

خلونا نحلل رسالة رسول الله ﷺ كده:
◇أولا:
رسول الله ﷺ لمّا ذكَرهم بأسمائهم مجردين كده، ده
لأنهم لا يملكون الإرادة السياسية في القرار،
يعني همّ مش ملوك حقيقيين، ولا همّ سادة على قومهم، ولكنهم بينفذوا أوامر أسيادهم وهم المجوس في فارس،
فرسول الله ﷺ لما بَعث رسالة لهرقل قال: إلى هرقل عظيم الروم؛ لأنه فعلا مَلك والناس بتخضع له،
لكنه هنا كلّم جيفر وعبد أو عبّاد باسمهم مجرد لأنهم مجرد عمال لا يملكون من أمر السيادة شيء👌

◇ثانيا:
رسول الله ﷺ قالهم إنهم يفضلوا في مناصبهم في حالة دخولهم للإسلام، والعرض ده هيساعدهم ويشجعهم إنهم يدخلوا الإسلام؛
لأنه ﷺ عارف إن موضوع الملك ده يهمهم،
يعني يا جماعة زي كده إللي حصل في توزيع غنائم حنين،
رسول الله ﷺ أعطى بعض الناس عشان يتألف قلوبهم،
وهنا وعد جيفر وعبد إنهم هيفضلوا في الحكم لو دخلوا في الإسلام👌

◇ثالثا:
رسول الله ﷺ بيذكرهم إن نبوة ودين محمد ﷺ هيبلغ كل الأرض، يعني متتغروش بقوة الدولة إللي انتم تابعين لها دلوقتي،
الدولة دي هتنتهي في يوم من الأيام وهتبقى تحت راية الإسلام وساعتها محدش هينفعهم ولا حد هيساعدهم ولا هيبقى لهم مكان👌

ده كان محتوى الرسالة، ورسول الله ﷺ اختار عمرو بن العاص بالذات لتوصيل الرسالة لأنه كان ذكي جدا، ده غير إن عمرو كان سفير قريش قبل الإسلام،
فهو بيعرف يتعامل بذكاء مع الملوك، واحنا شوفنا تعامله مع النجاشي قبل كده،
توجه عمرو بن العاص لعُمان ودخل على عبد وكان هو الأخ الأصغر وكان أحلم وأسهل الرجلين،
وبدأ يتحاور معاه ويقنعه بالإسلام وطلب منه إنه يدخله على أخوه جيفر،
وبعد حوار طويل مع جيفر وعبد وبحكمة وذكاء شديد من عمرو بن العاص رضي الله عنه استطاع إنه يقنع عباد وجيفر بالإسلام وفعلا أسلما،
وأسلم شعبهما بالكامل، ودخلت دولة عمان بكاملها في دولة المسلمين،
واستمر جيفر وعبد في حكم عمان زي ما رسول الله ﷺ وعدهم👌

☆ملحوظة:
حديث عمرو بن العاص مع جيفر و عبد طويل جدا ومحتاج جزء لوحده في الشرح😅
فاللي عنده فضول يقرأ الحوار هيلاقيه في التعليقات، والحديث موجود في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم👇

من الأحداث الداخلية إللي حصلت في المدينة إن السيدة مارية أنجبت طفل لرسول الله ﷺ،
واحنا كنا قلنا قبل كده في الجزء مائة واثنان وثلاثون إن السيدة مارية أهداها المقوقس لرسول الله ﷺ في السنة السابعة من الهجرة، فأسلمت وأخذها رسول الله ﷺ ملك يمين ولم يتزوجها،
فحملت السيدة مارية وأنجبت في ذي الحجة من السنة الثامنة من الهجرة ولدا يشبه رسول الله ﷺ، وسماه رسول الله ﷺ إبراهيم،
وكان رسول الله ﷺ يحبه جدا وكان بيروح له مخصوص يشوفه، يعني مكنش بيطلب حد يجيبله الولد، لأ، كان
هو بنفسه بيروح يشوفه👌

☆عندنا هنا سؤال وتوضيح بخصوص السيدة مارية:
◇السؤال :
ليه رسول الله ﷺ لم يتزوج من السيدة مارية وظلت عنده مِلك يمين🤔

لأن زواج الإماء ممنوع في الشرع إلا لِمن لا يستطيع التزوج بالحرة ويخشى على نفسه الوقوع في الحرام،
يعني لا يجوز للحر إنه يتزوج الأَمة إلا بشرطين:
◇الأول:
عدم الطَّوْل، وهو ألا يستطيع نكاح حرة مسلمة.
◇الثاني:
خوف العَنَت، وهو خوف الوقوع في الحرام
ربنا بيقول:
"وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ....... ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ "
والشرع شدّد في موضوع عدم الزواج من الإماء ده لِمَا يترتب عليه من استرقاق الولد، يعني الولد بيتّبع أمّه في الحرية، أو الرق،
ورسول الله ﷺ يقدر يتزوج من نساء حرائر زي ما هو عايز فمش محتاج إنه يتزوج أمة،
والموضوع مختلف بالنسبة للسيدة صفية بنت حُيَي والسيدة جُوَيرية بنت الحارث؛ فهن في الأصل كُنّ حرائر وبعدين أُخِذوا في السّبْي،
فأعتقهن رسول الله ﷺ وتزوجهن إكراما لهن وكمان لمكانتهن ولتأليف قلوب قبائلهن، يعني هو لم يتزوجهن إلا بعد ما أعتقهن،
أما السيدة مارية فهي من البداية جارية من القبط، فتسرّى بها رسول الله ﷺ كمِلك يمين من غير ما يتزوجها،
وكان ممكن رسول الله ﷺ يُعتق مارية ويتزوجها هي كمان، لكن رسول الله ﷺ قدوة وأفعاله تشريع،
فهو لما يتسرّى بالنساء فده بيؤكد إن الموضوع حلال،
والصحابة كان عندهم إماء يتسرّون بهن مع زوجاتهم👌

◇والكلام ده هياخدنا لنقطة التوضيح💁‍♂️
و هي إن الأَمة إذا وَلَدت لسيدها بقت اسمها أم ولد، وطفلها إللي اتولد ده بيكون حر،
وهي نفسها بتبقى حرة لكن بعد موت سيدها، يعني بعد ما سيدها يموت بقت زيها زي أي امرأة حرة، لا تُباع ولا تُشترى، وتقدر تتزوج زواج عادي،
فالسيدة مارية بقت حرة لأنها ولدت لرسول الله ﷺ ولد، لكن حريتها دي تكون بعد موت رسول الله ﷺ،
لكن حريتها دي مختلفة عن باقي النساء، يعني هي لا يجوز لها إنها تتزوج بعد رسول الله ﷺ؛ لأن زوجات رسول الله ﷺ اللاتي دخل بهن وإماءه لا يجوز لهن الزواج من بعده ﷺ،
ودي حاجة خاصة برسول الله ﷺ👌

طبعا مصادر الكلام إللي قلته بالأدلة والشرح المُفَصّل هتلاقوها في التعليقات👇

إن شاء الله المرة الجاية هنكمل باقي الأحداث إللي حصلت بعد ما رسول الله ﷺ رجع المدينة😊

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
المصادر

https://islamqa.info/ar/answers/280660/حول-التعارض-بين-كون-خالد-بن-الوليد-سيف-من-سيوف-الله-وكون-النبي-عليه-الصلاة-والسلام-قال-يوما-فيه-اللهم-اني-ابرا-اليك-مما-صنع-خالد

https://www.withprophet.com/ar/amp/سرية-خالد-بن-الوليد-لبني-جذيمة-8هـ-تبرؤ-الرسول-من-قتل-الأسرى

https://www.alukah.net/culture/0/80930/#_ftn2

https://www.withprophet.com/ar/amp/سرية-الطفيل-بن-عمرو-الدوسى-الى-ذى-الكفين-8هـ

https://www.google.com/amp/s/www.withprophet.com/ar/amp/%25D8%25B3%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A9-%25D9%2582%25D9%258A%25D8%25B3-%25D8%25A8%25D9%2586-%25D8%25B3%25D8%25B9%25D8%25AF-%25D8%25A8%25D9%2586-%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25AF%25D8%25A9-%25D8%25A5%25D9%2584%25D9%2589-%25D8%25B5%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25A1-8%25D9%2587%25D9%2580_13073

https://ar.m.wikisource.org/wiki/سيدنا_محمد_صلى_الله_عليه_وسلم/بعث_قيس_بن_سعد_إلى_صداء

https://www.alukah.net/sharia/0/60668/

http://www.islamicbook.ws/asol/feqh/zad-almaad-012.html

https://lite.islamstory.com/ar/artical/10800/الحوار-الذي-اسلم-بسببه-اهل-عمان

https://www.google.com/amp/s/islamqa.info/amp/ar/answers/10382

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/19919/

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/150505/مسائل-حول-مارية-القبطية-رضي-الله-عنها

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/186347/سبب-عدم-زواج-النبي-صلى-الله-عليه-وسلم-من-مارية-القبطية

https://ar.islamway.net/fatwa/61811/ولد-الأمة-من-سيدها-حر-وليس-متوقفا-على-إعجاب-السيد-به
فَخَرَجْتُ حَتّى انْتَهَيْتُ إلَى عُمَانَ فَلَمّا قَدِمْتهَا عَمَدْتُ إلَى عَبْدٍ وَكَانَ أَحْلَمَ الرّجُلَيْنِ وَأَسْهَلَهُمَا خُلُقًا فَقُلْتُ إنّي رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَيْك وَإِلَى أَخِيك فَقَالَ أَخِي الْمُقَدّمُ عَلَيّ بِالسّنّ وَالْمُلْكِ وَأَنَا أُوصِلُك إلَيْهِ حَتّى يَقْرَأَ كِتَابَك ثُمّ قَالَ وَمَا تَدْعُو إلَيْهِ ؟ قُلْت : أَدْعُوك إلَى اللّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَتَخْلَعَ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِهِ وَتَشْهَدُ أَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
قَالَ يَا عَمْرُو إنّك ابْنُ سَيّدِ قَوْمِك فَكَيْفَ صَنَعَ أَبُوكُ فَإِنّ لَنَا فِيهِ قُدْوَةً ؟ قُلْتُ مَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَوَدِدْتُ أَنّهُ كَانَ أَسْلَمَ وَصَدّقَ بِهِ وَقَدْ كُنْتُ أَنَا عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ حَتّى هَدَانِي اللّهُ لِلْإِسْلَامِ قَالَ فَمَتَى تَبِعْتَهُ ؟
قُلْتُ قَرِيبًا فَسَأَلَنِي أَيْنَ كَانَ إسْلَامُك ؟ قُلْت : عِنْدَ النّجَاشِيّ وَأَخْبَرْته أَنّ النّجَاشِيّ قَدْ أَسْلَمَ قَالَ فَكَيْفَ صَنَعَ قَوْمُهُ بِمُلْكِهِ ؟
فَقُلْت :
أَقَرّوهُ وَاتّبَعُوهُ قَالَ وَالْأَسَاقِفَةُ وَالرّهْبَانُ تَبِعُوهُ ؟ قُلْت : نَعَمْ .
قَالَ اُنْظُرْ يَا عَمْرُو مَا تَقُولُ إنّهُ لَيْسَ مِنْ خَصْلَةٍ فِي رَجُلٍ أَفْضَحَ لَهُ مِنْ الْكَذِبِ قُلْته : مَا كَذَبْت وَمَا نَسْتَحِلّهُ فِي دِينِنَا ثُمّ قَالَ مَا أَرَى هِرَقْلَ عَلِمَ بِإِسْلَامِ النّجَاشِيّ قُلْت : بَلَى .
قَالَ بِأَيّ شَيْءٍ عَلِمْت ذَلِكَ ؟
قُلْت : كَانَ النّجَاشِيّ يُخْرِجُ لَهُ خَرْجًا فَلَمّا أَسْلَمَ وَصَدّقَ بِمُحَمّدٍ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لَا وَاَللّهِ لَوْ سَأَلَنِي دِرْهَمًا وَاحِدًا مَا أَعْطَيْته فَبَلَغَ هِرَقْلَ قَوْلُهُ فَقَالَ لَهُ يَنّاقُ أَخُوهُ أَتَدَعُ عَبْدَك لَا يُخْرِجُ لَك خَرْجًا وَيَدِينُ دِينًا مُحْدَثًا ؟
قَالَ هِرَقْلُ رَجُلٌ رَغِبَ فِي دِينٍ فَاخْتَارَهُ لِنَفْسِهِ مَا أَصْنَعُ بِهِ وَاَللّهِ لَوْلَا الضّنّ بِمُلْكِي لَصَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ قَالَ اُنْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عَمْرُو
قُلْت : وَاَللّهِ صَدّقْتُك .
قَالَ عَبْدٌ فَأَخْبِرْنِي مَا الّذِي يَأْمُرُ بِهِ وَيُنْهِي عَنْهُ ؟ قُلْتُ يَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَيَنْهَى عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَيَأْمُرُ بِالْبِرّ وَصِلَةِ الرّحِمِ وَيَنْهَى عَنْ الظّلْمِ وَالْعُدْوَانِ وَعَنْ الزّنَى وَعَنْ الْخَمْرِ وَعَنْ عِبَادَةِ الْحَجَرِ وَالْوَثَنِ وَالصّلِيبِ .
قَالَ مَا أَحْسَنَ هَذَا الّذِي يَدْعُو إلَيْهِ لَوْ كَانَ أَخِي يُتَابِعُنِي عَلَيْهِ لَرَكِبْنَا حَتّى نُؤْمِنَ بِمُحَمّدٍ وَنُصَدّقَ بِهِ وَلَكِنْ أَخِي أَضَنّ بِمُلْكِهِ مِنْ أَنْ يَدَعَهُ وَيَصِيرَ ذَنَبًا قُلْت :
إنّهُ إنْ أَسْلَمَ مَلّكَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَخَذَ الصّدَقَةَ مِنْ غَنِيّهِمْ فَرَدّهَا عَلَى فَقِيرِهِمْ .
قَالَ إنّ هَذَا لَخُلُقٌ حَسَنٌ وَمَا الصّدَقَةُ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا فَرَضَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الصّدَقَاتِ فِي الْأَمْوَالِ حَتّى انْتَهَيْتُ إلَى الْإِبِلِ .
قَالَ يَا عَمْرُو : وَتُؤْخَذُ مَنْ سَوَائِمِ مَوَاشِينَا الّتِي تَرْعَى الشّجَرَ وَتَرِدُ الْمِيَاهَ ؟ فَقُلْت : نَعَمْ .
فَقَالَ وَاَللّهِ مَا أُرَى قَوْمِي فِي بُعْدِ دَارِهِمْ وَكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ يُطِيعُونَ بِهَذَا قَالَ فَمَكَثْتُ بِبَابِهِ أَيّامًا وَهُوَ يَصِلُ إلَى أَخِيهِ فَيُخْبِرُهُ كُلّ خَبَرِي ثُمّ إنّهُ دَعَانِي يَوْمًا فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَخَذَ أَعْوَانُهُ بِضَبُعَيّ فَقَالَ دَعُوهُ فَأُرْسِلْت فَذَهَبْت لِأَجْلِسَ فَأَبَوْا أَنْ يَدْعُوَنِي أَجْلِسَ فَنَظَرْت إلَيْهِ فَقَالَ تَكَلّمْ بِحَاجَتِك فَدَفَعْت إلَيْهِ الْكِتَابَ مَخْتُومًا فَفَضّ خَاتَمَهُ وَقَرَأَ حَتّى انْتَهَى أَخِيهِ فَقَرَأَهُ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ إلّا أَنّي رَأَيْت أَخَاهُ أَرَقّ مِنْهُ قَالَ أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ قُرَيْشٍ كَيْفَ صَنَعَتْ ؟ فَقُلْت :
تَبِعُوهُ إمّا رَاغِبٌ فِي الدّينِ وَإِمّا مَقْهُورٌ بِالسّيْفِ . قَالَ وَمَنْ مَعَهُ ؟ قُلْت :
النّاسُ قَدْ رَغِبُوا فِي الْإِسْلَامِ وَاخْتَارُوهُ عَلَى غَيْرِهِ وَعَرَفُوا بِعُقُولِهِمْ مَعَ هُدَى اللّهِ إيّاهُمْ أَنّهُمْ كَانُوا فِي ضَلَالٍ فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ غَيْرَك فِي هَذِهِ الْحَرَجَةِ وَأَنْتَ إنْ لَمْ تُسْلِمْ الْيَوْمَ وَتَتْبَعْهُ يُوَطّئْك الْخَيْلَ وَيُبِيدُ خَضْرَاءَك فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ وَيَسْتَعْمِلْك عَلَى قَوْمِك وَلَا تَدْخُلْ عَلَيْك الْخَيْلُ وَالرّجَالُ .
قَالَ دَعْنِي يَوْمِي هَذَا وَارْجِعْ إلَيّ غَدًا فَرَجَعْتُ إلَى أَخِيهِ فَقَالَ يَا عَمْرُو إنّي لَأَرْجُو أَنْ يُسْلِمَ إنْ لَمْ يَضِنّ بِمُلْكِهِ،
حَتّى إذَا كَانَ الْغَدُ أَتَيْتُ إلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي فَانْصَرَفْتُ إلَى أَخِيهِ فَأَخْبَرْتُهُ أَنّي لَمْ أَصِلْ إلَيْهِ فَأَوْصَلَنِي إلَيْهِ فَقَالَ:
إنّي فَكّرْتُ فِيمَا دَعَوْتنِي إلَيْهِ فَإِذَا أَنَا أَضْعَفُ الْعَرَبِ إنْ مَلّكْتُ رَجُلًا مَا فِي يَدِي وَهُوَ لَا تَبْلُغُ خَيْلُهُ هَا هُنَا وَإِنْ بَلَغَتْ خَيْلُهُ أَلْفَتْ قِتَالًا لَيْسَ كَقِتَالِ مَنْ لَاقَى .
قُلْت : وَأَنَا خَارِجٌ غَدًا فَلَمّا أَيْقَنَ بِمَخْرَجِي خَلَا بِهِ أَخُوهُ فَقَالَ مَا نَحْنُ فِيمَا قَدْ ظَهَرَ عَلَيْهِ وَكُلّ مَنْ أَرْسَلَ إلَيْهِ قَدْ أَجَابَهُ فَأَصْبَحَ فَأَرْسَلَ إلَيّ فَأَجَابَ إلَى الْإِسْلَامِ هُوَ وَأَخُوهُ جَمِيعًا وَصَدّقَا النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَخَلّيَا بَيْنِي وَبَيْنَ الصّدَقَةِ وَبَيْنَ الْحُكْمِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَكَانَا لِي عَوْنًا عَلَى مَنْ خَالَفَنِي .
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وثلاثة_وثمانون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#الإسلام_والرّق
#منبر_رسول_الله_وحنين_الجذع

بدأنا المرة إللي فاتت الكلام عن الأحداث إللي حصلت في المدينة بعد رجوع رسول الله ﷺ،
واتكلمنا عن ولادة إبراهيم بن رسول الله ﷺ من مارية القبطية، وساعتها مكنش عند رسول الله ﷺ أبناء غير فاطمة رضي الله عنها؛
لأن زينب بنت رسول الله ﷺ ماتت في السنة الثامنة من الهجرة زي ما قلنا قبل كده في الجزء الثالث والستين،
فكان رسول الله ﷺ سعيد جدا بولادة ابنه إبراهيم وكان يحبه حبا شديدا ﷺ 😊

قبل ما نكمل باقي الأحداث، في سؤال عن الجزء إللي فات بيقول:
الإسلام حرر العبيد ومنع الرق وده يتنافى مع وجود السيدة مارية كجارية، فإزاي نجمع بين الاتنين🤔

◇أولا:
الإسلام لم يمنع الرّق أو يُحرمه، ومفيش أي نص من القرآن ولا السنة بيقول بمنع الرق أو تحريمه،
لكن الإسلام شجّع على عتق العبيد و رغّب فيه وفتح أبواب للعتق ده،
زي مثلا إنه جعله كفارة للقتل الخطأ، وكفارة للجماع في نهار رمضان، وكمان في كفارة اليمين وغيرها👌

◇ثانيا:
قبل الإسلام كان في مصادر كتيرة للاسترقاق منها:
الحروب، و المَدِين إذا عجز عن الدين يكون رقيقا، والسطو والخطف، والفقر والحاجة،
فالإسلام قضى على كل ده ما عدا رق الحروب،
وهو إللي بيُفرض على الأسرى من الكفار ويُفرض على نسائهم وأولادهم،
يعني لو في حرب بين مسلمين وكفار وانتصر المسلمون أخذ المسلمون من العدو رجال أو نساء كعبيد و إماء ودول اسمهم السّبْي،
فمصادر الرق مع ظهور الإسلام كانت كثيرة، لكن طُرق ووسائل التحرر من الرق كانت تكاد تكون معدومة😕
فالإسلام قلب الموازين دي كلها فأكثر من أسباب الحرية ، وسَدَّ مَسالك الاسترقاق ووضع وصايا تسد المسالك دي،
يعني مثلا ربنا بيقول في حديث قدسي:
"ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ ، وذكر منهم : رَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ"
فبالوعيد ده اتقفل باب الخطف إللي كان سبب رئيسي في انتشار الرق💁‍♂️
واحنا شوفنا إن زيد بن حارثة كان حر واتخطف واتباع كعبد، لحد ما وصل لرسول الله ﷺ واتبناه في القصة إللي احنا قلناها قبل كده،
والإسلام موقفش عند كده وبس، ده حتى في الحروب أضاف خيارين مكنوش موجودين قبل كده وهما:
المَنّ والفداء،
يعني قبل الإسلام كان الأسر في الحروب من أظهر مظاهر الاسترقاق، وكل حرب لابد فيها من أسرى،
وكان العُرف المنتشر ساعتها إن الأسرى لا حرمة لهم ولا حق، وهم بين أمرين إما القتل وإما الرّق،
لكن الإسلام فتح باب المَنّ وهو العفو عن الأسرى، أو الفداء يعني إن الأسير أو أهله يدفعوا فدية مقابل إطلاق سراح الأسير ده👌
واحنا شوفنا إللي حصل في بدر للأسرى إللي رسول الله ﷺ أطلق سراحهم بالفداء،
وشوفنا رسول الله ﷺ لما تزوج جويرية بنت الحارث وكانت أسيرة وبنت زعيم بني المصطلق،
و ساعتها الصحابة أطلقوا سراح الأسرى إللي عندهم، والأسرى دول همّ عبيد وإماء، وكل ده بدون مقابل👌

فمع وجود العبيد والإماء كجزء من المجتمع المسلم في عهد رسول الله ﷺ كان لازم يبقى في قواعد للتعامل معاهم ويكون في قدوة قصادهم تورّيهم إزاي يتعاملوا مع الإماء والعبيد دول،
والقدوة كان رسول الله ﷺ،
فكان طبيعي إن يكون عنده إماء يتسرّى بهن زيه زي باقي الصحابة،
فبالتالي مفيش مشكلة إن رسول الله ﷺ يخلى مارية عنده ملك يمين يتسرّى بها بدون ما يُعتقها ويتزوجها 💁‍♂️
واحنا قلنا قبل كده إن رسول الله ﷺ كان عنده أربعة إماء:
مارية القبطية وريحانة بنت زيد واتكلمنا عنها في الجزء المائة،
وواحدة أصابها رسول الله ﷺ في بعض السبي والثانية أهدتها له زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها،

◇كده الكلام هياخدنا لسؤال تاني مهم برده، وهو ليه الإسلام مقفلش باب الرق حتى في الحروب 🤔

والإجابة هي:
إن الحرية حق أصيل للإنسان، ولا يُسلب الإنسان الحق ده إلا لِعارض أو سبب مُستجد،
يعني الأسير الكافر المقاوم للحق والعدل هو: إما ظالم، أو مُعين على ظلم، أو أداة في تنفيذ أو إقرار الظلم ده،
فحريته هنا كانت فرصة لانتشار الطغيان والاستعلاء على الآخرين، والوقوف في وجه الحق ، ومنعه من الوصول إلى الناس👌
فالإسلام هنا ضيّق على إنسان استغلَّ حريته أسوأ استغلال، فإذا سقط أسيراً بسبب حرب عدوان انهزم فيها، فإمساكه بمعروف مدة أسره تصرف سليم ومن العدل💁‍♂️
ومع كل ده فهو برده عنده فرص كتير لاستعادة حريته سواء بالكفارات أو بالمن والفداء زي ما قلنا من شوية👌
ومع كل إللي احنا قلناه ده، الإسلام كمان وضع قواعد تحفظ للأسير ده كرامته وحقوقه وتضمن حسن معاملته إللي مكنتش أصلا موجودة قبل كده👌
يعني قبل الإسلام الأسرى أو العبيد مكنش لهم أي حقوق نهائي ولا بيتعاملوا معاملة البشر أصلا😑
ولو تفتكروا كان من اعتراض قريش على رسول الله ﷺ لما جاء برسالة الإسلام إنهم بيقولوا إن إزاي رسول الله ﷺ بيساوي بين العبد والحر، ومفيش بينهم فرق إلا بالتقوى،
فالمساواة دي كانت حاجة كبيرة جدا عندهم، يعني من وجهة نظرهم إزاي محمد ﷺ يساوي بين أبو جهل مثلا وبين بلال رضي الله عنه، دي بالنسبة لهم كارثة😅
فمع إباحة وجود أسرى أو بمعنى أصح عبيد وإماء في الإسلام فهم لهم فرصة في العتق ولهم حقوق محفوظة مكنتش موجودة قبل الإسلام👌
ومن الحقوق دي:
◇أولا :
ضمان الغذاء والكساء مثل أوليائهم، قال رسول الله ﷺ عن العبيد:
"هُمْ إِخْوَانُكُمْ ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ ،فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ،
وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا يُكَلِّفُهُ مِنْ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْه"
يعني العبيد دول بشر زيكم وربنا خلّاكم انتم المتحكمين فيهم، فاللي عنده عبد من العبيد يأَكّله من إللي بياكل منه، مش هو ياكل أفضل الطعام والعبد إللي عنده يأكّله أكل سيء أو حتى أقل من إللي هو بياكله،
وكذلك الملابس، مش عشان هو عبد يبقى يلبس ملابس رديئة وسيده يلبس أحسن الثياب،
ولو كلفتم العبيد بعمل ميكونش فوق طاقتهم، ولو العمل فوق طاقتهم يبقى تساعدوهم👌

◇ثانيا:
حفظ كرامة العبيد، قال رسول الله ﷺ:
" مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وَهُوَ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ جُلِدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ"
يعني إللي يتهم مملوكه بحاجة هو معملهاش هيتجلد يوم القيامة بسبب اتهامه الظالم ده، ومش هينجيه من الجلد إلا إن العبد يكون فعلا زي ما سيده قال عنه👌
ولو السيد ضرب عبده أو تعدى عليه فكفارة إللي عمله ده إنه يعتقه، قال رسول الله ﷺ:
"مَن لَطَمَ مَمْلُوكَهُ، أَوْ ضَرَبَهُ، فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ"

◇ثالثا:
العدل مع الرقيق والإحسان إليهم.
يعني مثلا عبد الرحمن بن عوف كان بيمشي وسط العبيد بتوعه محدش يقدر يفرقه عنهم؛ لأنه لا يتقدمهم ولا يلبس إلا من لباسهم، يعني مش بيمشي قدام وهمّ ماشيين وراه،
أو بيلبس لبس مميز عنهم،
و مرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاف عبيد واقفين مش بيأكلوا مع سادتهم، فغضب عمر وقال لمواليهم :
ما لقوم يَسْتأثرون على خُدّامِهم ؟
يعني انتم بتخصوا نفسكم بالأكل وسايبين العبيد بتوعكم واقفين مش بياكلوا معاكم؟
فدعا عمر العبيد فأكلوا معهم، تخيلوا😶
بقى يا جماعة في دين في الدنيا يأمر بحقوق للعبيد كده زي الإسلام؟
ده دلوقتي أصلا في ناس أحرار حالهم أسوأ من العبيد وحتى مش بياخدوا حقوق العبيد إللي رسول الله ﷺ أمر بيها لهم😑
طبعا أنا مش هتكلم عن مكانة العبيد عند اليهود ولا النصارى عشان أوريكم الفرق ؛ لأن كده الموضوع هيطول مننا أوي😅
لكن هتلاقوا في الرابط في التعليقات من موقع الإسلام سؤال وجواب👇إزاي اليهود والنصارى كانوا بيعاملوا العبيد👌
أنا بس هفكركم بالكلام إللي قلناه في بداية السيرة عن العبيد،
قلت لكم إن الروم النصارى كانوا بيرموا العبيد للحيوانات يتصارعوا معاها وهم بيتفرجوا عليهم،
والعبيد بالنسبة لهم مكنش لهم أي حقوق مع إن العبيد في الدولة الرومانية كانوا ثلاثة أضعاف الأحرار،
حتى أفلاطون الفيلسوف المعروف صاحب فكرة المدينة الفاضلة[اليوتوبيا] إللي كان بيتخيلها في عقله كان بيقول :
إنه لا يجب أن يُعطى العبيد حق المواطنة،
قارنوا بقى بين الكلام ده وبين إللي الإسلام عمله للعبيد، و أنا قلت لكم بس بعض حقوق العبيد إللي قال عنها الإسلام مش كلها😅
أتمنى كده إن النقطة دي تكون وضحت،
لو لسه في حاجة مش واضحة قولوا لي في التعليقات وهجاوب عليها إن شاء الله في بداية الجزء الجاي زي ما عملت النهاردة كده😊

نرجع بقى للأحداث الداخلية إللي حصلت في السنة الثامنة للهجرة،
من الأحداث إللي حصلت بناء مِنْبَر لرسول الله ﷺ،
في البداية كان رسول الله ﷺ يَخطب في أصحابه وهو قائم على قدميه،
فإذا أطال الوقوف و حسَّ بالجَهد والتَّعب، استند على إحدى سواري المسجد يعني أعمدة المسجد، وسواري المسجد كانت مصنوعة من جذوع النخل،
يعني رسول الله ﷺ كان بيسند على جذع نخلة إذا تعب من كثرة الوقوف،
فلما زاد عدد الناس إللي دخلوا في الإسلام وبقت الوفود تأتي لرسول الله ﷺ وهو محتاج يعلمهم أمور الإسلام ويعظهم جاءت فكرة المنبر،
والمنبر هو مكان مرتفع عن الأرض له درجات زي درجات السلم كده وفي آخره مُسْتَرَاح، يعني زي بَسْطة كده أو مقعد يتقعد عليه،
وفائدة المنبر لرسول الله ﷺ إن كده الصحابة هيقدروا يجتمعوا حول رسول الله ﷺ بأعداد كبيرة ويشوفوه ويستمعوا ويتعلموا منه بسهولة،
ووجود المستراح في آخر المنبر ساعد رسول الله ﷺ إنه لما يتعب يقعد عليه ويريح جسمه👌

بالنسبة لمين هو صاحب فكرة بناء المنبر فاحنا عندنا روايات كتيرة عن إللي قال الفكرة دي، والروايات كلها صحيحة،
ففي رواية بتقول إن رسول الله ﷺ هو صاحب الفكرة وإنه قال لامرأة من الأنصار :
" مُري غُلامك النَّجَّارَ، أن يَعمل لي أعوادًا، أجلسُ عليهنَّ إذا كلَّمتُ النَّاس"
يعني هي كانت عندها عبد نجار، فرسول الله ﷺ قالها تخلي النجار
ده يعمله زي كرسي كبير يقعد عليه رسول الله ﷺ وهو بيكلم الناس،
فالغلام النجار عمل منبر لرسول الله ﷺ من الخشب وكان الخشب إللي استعمله من شجر الأثْل إللي كان موجود في منطقة الغابة على أطراف المدينة،
وشجر الأثْل شجر سيقانه قوية يُصنع منه الخشب الصلب،
فعمل له المنبر وكان عبارة عن درجتين ومقعد، إللي هو المُستراح،
وفي رواة تانية إن في امرأة هي إللي قالت لرسول الله ﷺ على فكرة المنبر،
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا؟ قَالَ: "إِنْ شِئْتِ"
المهم إن في منبر اتعمل لرسول الله ﷺعشان يطلع يخطب عليه،
فلما صعد رسول الله ﷺ على المنبر عشان يخطب الجمعة، في اللحظة دي الصحابة اتفاجؤوا بصوت بكاء وأنين زي صوت حنين الناقة كده لما حد ينتزع منها ولدها😕
فقعدوا يشوفوا الصوت ده جاي منين🤨
فلقوا إن الصوت ده طالع من الجذع إللي رسول الله ﷺ كان بيسند عليه😮
الجذع بقاله ثمان سنوات حول رسول الله ﷺ، فأحبه الجذع واستأنس بوجود رسول الله ﷺ بالقرب منه،
فلما ابتعد عنه رسول الله ﷺ، حن له الجذع واشتاق،
وفي رواية إن الجذع من حزنه وبكاؤه انشق🙊
الحجر والشجر كانوا بيسلموا على رسول الله ﷺ قبل النبوة لما كان بس بيعدي عليهم،
فما بالكم بجذع كان رفيقه السنين دي كلها👌
فلما سمع رسول الله ﷺ حنين الجذع نزل من على المنبر وراح للجذع ووضع يده على الجذع ومسح عليه وحضنه فسكن الجذع وهدأ،
وقال رسول الله ﷺ:
"لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"
يعني لو مكنتش حضنته كده كان هيفضل يحن ويخرج منه الصوت ده إلى يوم القيامة،
وبعدها أمر رسول الله ﷺ إن الجذع ده يُدفن👌
واحد من التابعين إللي جاءوا بعد رسول الله ﷺ اسمه الحسن البصري، كان لما بيقعد يحدث الناس بحديث حنين الجذع لرسول الله ﷺ كان يبكي ويقول للناس:
"يا عبادَ الله، الخشبة تحنُّ إلى رسول الله ﷺ شوقًا إليه؛ لِمكانه من الله عز وجل، فأنتم أحق أن تَشتاقوا إلى لقائه!"

♡واحنا فعلا بنشتاق لرؤية رسول الله ﷺ وصحبته،
ربنا يجمعنا وإياكم مع رسول الله ﷺ في الفردوس الأعلى من غير سابقة عذاب ولا حساب🤲

☆ملحوظة:
محصلش يا جماعة إن رسول الله ﷺ خيّر الجذع إنه يغرسه في المكان إللي كان فيه قبل ما يُوضع في المسجد،
أو إنه يُغرس في الجنة فيشرب من أنهارها ويَنْبُت له ثمر فيأكل منه أهل الإيمان في الجنة، وإن الجذع اختار إنه يبقى في الجنة،
الكلام ده جاء في رواية لا تصح عن رسول الله ﷺ 🙅‍♂️
والرواية دي نصها:
أنَّ النَّبِيَّ ﷺ حِينَ سَمِعَ حَنِينَ الْجِذْعِ ، رَجَعَ إِلَيْهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ:
اخْتَرْ أَنْ أَغْرِسَكَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ، فَتَكُونَ كَمَا كُنْتَ، وَإنْ شِئْتَ أَنْ أَغْرِسَكَ فِي الْجَنَّةِ ، فَتَشْرَبَ مِنْ أَنْهَارِهَا وَعُيونِهَا فَيَحْسُنَ نَبْتُكَ، وَتُثْمِرَ ، فَيَأْكُلَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ مِنْ ثَمَرَتِكَ وَنَخْلِكَ فَعَلْتُ.
فَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ ، وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: نَعَمْ قَدْ فَعَلْتُ مَرَّتَيْنِ.
فسئل النَّبِيُّ ﷺ ، فَقَالَ: اخْتَارَ أَنْ أَغْرِسَهُ فِي الْجَنَّةِ"

فالرواية دي 👆 لا تصح عن رسول الله ﷺ، الرواية الصحيحة فيها إن الجذع حن ورسول الله ﷺ احتضنه ومسح عليه فهدأ وسكن الجذع فقط👌
ونص الحديث الصحيح:
" أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ ، ذَهَبَ إِلَى الْمِنْبَرِ ، فَحَنَّ الْجِذْعُ، فَأَتَاهُ ،فَاحْتَضَنَهُ ، فَسَكَنَ
فَقَالَ: لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"

طبعا يا جماعة منبر رسول الله ﷺ إللي اتعمل مش هو المنبر الموجود دلوقتي في المسجد النبوي 😅
المنبر بتاع رسول الله ﷺ كان اتجدد في زمن الدولة العباسية، وبعدين قبل سقوط الخلافة العباسية بحوالي سنتين حصل حريق في المسجد النبوي،
والحريق ده دمر شكل المسجد النبوي إللي كان رسول الله ﷺ أسسه،
واحترق منبر رسول الله ﷺ بالكامل، وسبب الحريق كان إن بعد ما المصلين صلوا تراويح أول ليلة من رمضان من سنة 654هـ واحد من خدّام المسجد ذهب إلى مخزن موجود غرب المسجد،
وكان في إيده نار تضيء له الطريق، فكان عايز يطلع قناديل أو مصابيح يُضيء بها جوانب المسجد زي ما كان متعود،
القناديل دي حاجة عاملة زي لمبة الجاز بتاعة زمان كده😅
المهم وهو بيطلع القناديل دي نسي النار إللي كان ماسكها في إيده داخل المخزن وخرج،
مفيش غير لحظات والمخزن اشتعل، والنار وصلت لسقف المسجد وأسقطته،
واتجهت النار ناحية جنوب المسجد، وجاء أمير المدينة والناس اتجمعوا وحاولوا يطفوا النار لكن مفيش فايدة واحترق المسجد كله ومتبقاش فيه خشبة واحدة سليمة😶
وبقيت أعمدة المسجد قائمة تتمايل مع الريح زي جذوع النخل كده،
ولم ينجُ من الحريق ده غير قُبة توضع فيها الذخائر كانت موجودة في وسط المسجد، والغرفة إللي رسول الله ﷺ مدفون
فيها👌
الخليفة العباسي ساعتها وكان اسمه المستعصم بالله أسرع بإرسال الأموال لترميم المسجد،
لكن ملحقش يكمله لأن التتار كانوا بدأوا الهجوم على مناطق نفوذ الدولة العباسية في نفس الوقت إللي حصل فيه الحريق، وتقدم التتار لحد ما وصلوا بغداد بعد الحريق بسنتين وأعدموا المستعصم بالله وكان آخر خليفة عباسي،
وتوقفت إصلاحات المسجد لحد ما جاء المماليك وأنهوا الإصلاحات بمساعدة ملك اليمن إللي كان أرسل منبر جديد بدل المنبر إللي احترق،
وبعدها بحوالي مائتين سنة احترق المسجد النبوي مرة تانية، بسبب صاعقة ضربت هلال منارة المسجد، وكانت السماء مليانة بالغيوم والأمطار والصواعق،
واحترق المنبر، وبعدها بنى أهل المدينة منبر بدل إللي احترق ده،
وبعدها بفترة أرسل سلطان مصر قَيْتَباي منبر من الرخام و تم وضعه بدل منبر أهل المدينة،
والكلام ده كان سنة 888 من الهجرة،
بعدها بحوالي مائة سنة أرسل السلطان مراد العثماني منبر مصنوع من الرخام كان في غاية الإبداع ودقة صناعته، وروعة زخرفته ونقوشه، وطُلي بماء الذهب،
فنُقل منبر قايتباي إلى مسجد قباء، ووضع منبر السلطان مراد مكانه،
وهو المنبر الموجود دلوقتي في المسجد النبوي، هتلاقوا صورته في التعليقات 👇

وبكده يبقى عرفنا قصة منبر رسول الله ﷺ من البداية للنهاية باختصار😁
لتفاصيل أكتر راجعوا الروابط في التعليقات👇

إن شاء الله المرة الجاية هنكمل كلام عن الأحداث الداخلية في المدينة بعد عودة رسول الله ﷺ من مكة👌

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy