قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
29K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#قصة_يوسف(٥)
#التمكين

وقفنا المرة إللي فاتت عند إخوة يوسف عليه السلام لما راحوا مصر عشان يشتروا منها طعام،
كان يوسف عليه السلام بُيشرِف على أمور البيع والشراء، فَجاء إخوة يوسف ودخلوا عليه عشان يشتروا،
فلما شافهم، هو عرفهم وهم ماعرفوهوش، متخيلين الموقف 🙊
هنا يوسف عليه السلام اتعاد قصاده شريط ذكرياته كله...
وأكيد بقى قلبه بيدق وبقى فيه فوران مشاعر مختلطة،
افتكر المعاملة السيئة...افتكر رميه في البئر وتركه بلا أمان ولا أنيس..
افتكر بيعه بتمن رخيص.. وبلاؤه مع امرأة العزيز ثم مع النسوة...السنين إللي قضاها في السجن...
وفجأة يلاقي السبب في كل إللي حصله ده واقف بشحمه ولحمه قصاد عينه دلوقتي، ويفصل بينه وبين الثأر منهم لنفسه لحظات👌
"وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"

لكن يوسف عليه السلام معملش أي حاجة، متخيلين الثبات الانفعالي والحِلم إللي عند يوسف عليه السلام 😮
يوسف عليه السلام مسك نفسه من إنه يقول لهم انتم مش عارفيني،؟!
أنا يوسف، أنا إللي عملتم فيه كذا وكذا ودلوقتي أقدر أنتقم منكم، لكن يوسف عليه السلام معملش كده ومسك نفسه،
إحساس كبح زمام النفس ده عن إحراج الناس بالمثل، إحساس صعب فعلا وشديد وفظيع الصراحة😅
عشان كده الصفتين دول من الصفات إللي ربنا عز وجل بيحبها،
والصفتين دول لما بيكونوا في شخص بيكون فعلا رزق طيب ومهم وبتبقى من البُشْريات للعبد👌
حتى رسول الله ﷺ قال لواحد من الصحابة اسمه الأَشَج العصري:
"إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحِلمُ والأَنَاةُ"
ربنا يجعلنا منهم ويوفقنا لكل خير يرضيه عز وجل 🤲

يوسف عليه السلام بقى عاملهم زي ما بيعامل باقي الناس بالخلق الكريم والإحسان👌
وكان من عادة يوسف في الإشراف على البيع والشراء، إنه يبيع لكل مُشتري حمولة جمل واحد فقط،
عشان يقطع الطريق على التجار إنهم ميشتروش كميات كبيرة بغرض احتكار البضاعة في السوق عشان يعلوا الأسعار على الناس بعد كده،
فإخوة يوسف كمشترين زي باقي المشترين، طلبوا منه نصيب لأبوهم وأخوهم إللي مش معاهم دلوقتي في القافلة،
فبدأ يوسف يتكلم معاهم ويعمل معاهم حوار بلهجة أهل مصر عشان مايعرفوهوش من لهجة بلده الأصلية إللي هي بلدهم عند يعقوب،
وسألهم عن بلدهم وأحوالهم من باب تلطيف الجو وتبادل الحوار بحيث إنهم يطمنوا له وكده😅
وقبل ما يسيبهم يمشوا قال لهم:
السنة الجاية تجيبوا أخوكم معاكم عشان أتأكد إنكم مش كذابين ومش واخدين نصيب نفر زيادة من غير حق😤
وقال لهم عشان يحمسهم أكتر إنهم مينسوش يجيبوه معاهم المرة الجاية:
مش إنتوا شايفين بنفسكم إزاي أنا بملا المكيال لحد آخره من غير ما بنقّص منه أو بطفّف في المكيال زي التجار الغشاشين؟
مش شفتوا بنفسكم إزاي بنحب نكرم زبايننا💁‍♂️
فاحنا في انتظاركم بقى السنة الجاية بالنفر الزيادة ده تيجوا كلكم و تاخدوا البضاعة إللي تعجبكم إن شاء الله..
وده الحوار إللي ربنا اختصره في القرآن بكل بلاغة وفصاحة ودقة وقال:
"وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ"

لكن يوسف في نفس الوقت خوّفهم وقال لهم:
بس لو ماجبتوش أخوكم معاكم المرة الجاية مش هَدِّيكم حاجة خالص😤
"فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِ"

فقالوا له هنحاول نقنع أبونا ونجيبه😥
"قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ"

☆ثواني كده🤨
هو إزاي يوسف عليه السلام عِرفهم وهم ماعرفهوش😳
لإن يوسف عليه السلام لما افترق عنهم كان صغير وهم كانوا كبار،
وعلى الأقل عدت حوالي عشرين سنة على يوسف
《من ساعة مافترق عنهم》، فأكيد ملامح يوسف عليه السلام اتغيرت من ملامح الطفولة لملامح الشباب،
وكمان همّ لما دخلوا عليه كانوا ضعفاء وهو عليه هيبة المُلك فهيبة المُلك ولبسه وهيئته ماخلتهمش يتعرفوا عليه بسهولة ويمكن مخلتهمش كمان يبصوا له بتأمل دقيق أو يتمعّنوا في ملامحه،
ده غير كده أصلا هم عمرهم ما يتخيلوا أبدا إن يوسف يكون في المكان ده فضلا عن إنه يكون وزير المالية إللي سيرته انتشرت في كل مكان بكل خير بسبب عبقريته الاقتصادية وحسن إدارته لخزائن مصر في زمن القحط 😶
وكمان يوسف كان مترقّب ومستني وصول إخواته من بلد أبيه يعقوب في أي وقت زيهم زي أي ناس رايحة جاية على مصر الفترة دي؛
لإن هو عارف إن القحط إللي كان في كل البلاد ده هيخليهم ييجوا عندهم لإنهم البلد الوحيد إللي عرف يوفر أكل،
فكان متوقع إنهم هييجوا، وكمان إخواته كانوا عشرة فلو ماعرفش واحد هيعرف التاني ويتأكد إنهم همّ إخوته،
بعكس الشخص الواحد مش هيركزوا معاه أوي كلهم مرة واحدة😅

رجع إخوة يوسف عليه السلام لفلسطين عند يعقوب ..قالوا له:
احنا اتمنع مننا المؤونة بتاعة السنة الجاية لإنهم اشترطوا علينا إننا نجيب أخونا معانا عشان يتأكدوا
إننا بناخد بضاعة فعلا لنفر زيادة موجود ومش بنكذب عليهم،
فيا أبونا الكريم ابعت معانا أخونا السنة الجاية عشان يرضوا في مصر يدونا الكيل المعتاد بتاعنا ،وما تقلقش احنا هناخد بالنا منه ونحطه في عنينا😤
"فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"

طبعا يعقوب عليه السلام قال لهم:
عايزيني استأمنكم عليه زي ما استأمنتكم على أخوه يوسف قبل كده😳
فطبعا همّ ماقدروش يردوا..
هيقولوا إيه، وفعلا المشهد ده يعقوب عليه السلام شافه منهم قبل كده وكانوا قالوا له نفس الكلام لما أخذوا يوسف عليه السلام ثم خانوا العهد😶
"قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"

فمردّوش طبعا.. وراحوا ينزلوا الغلة إللي اشتروها من على الجمال، قاموا لقوا الحاجات إللي دفعوها مقابل الأكل -زي فلوس كده- موجودة عندهم في الحمولة هي كمان 😮

يوسف عليه السلام قبل ما إخواته يسيبوا مصر كان أمر العمال بتوعه إنهم يحطوا البضاعة دي معاهم تاني؛ عشان خاف أحسن ميكونش عندهم غيرها فميجوش السنة إللي بعدها وهو عاوزهم ييجوا تاني،
فكإنه بيُغريهم بالقدوم بكل الطرق، فخلى عماله يعملوا كده وكمان من غير ما يعرفوا عشان مايحرجهمش قصاد الناس عشان ميظهرش إنه بيتصدق عليهم مثلا ولّا حاجة،
وكمان يوسف عليه السلام شاف إن من العيب وسوء الخلق إنه ياخد فلوس من أبوه وإخوته فرجعها لهم،
ده غير إنه أراد إنه يرد الإساءة بالإحسان عشان كده بالغ في إكرامهم👌

☆وده من تأديب الإنسان لنفسه، النفس بتبقى عايزة تتشفى وتنتقم أول ما تجيلها الفرصة، لكن يوسف عليه السلام عمل عكس كده بأسلوب عملي،
يعني كأنه بيقول:
مش انتم أسأتم لي وأنا أقدر انتقم لنفسي ومش عايز أشوفكم تاني😈
لأ بقى أنا هعطيكم عشان أكسر نفسي وابعدها عن الإنتقام ومتركش لها أي مجال،
وده فعلا بنشوفه مثال واقع من بعض الناس فما بالكم بيوسف عليه السلام،
فهو زي ما بنقول كده بيحرجهم بإحسانه،
بمعنى إنه مش هيكون عندهم أي مجال إنهم يمسكوا عليه فيما بعد أي إساءة منه ليهم، وإنه بكده أسر قلوبهم بإحسانه، وخصوصا في الموقف ده، وهو أول مرة يتقابلوا فيها بعد إللي عملوه معاه،
فهو بعد ده كله أحسن إليهم ورد لهم البضاعة👌
"وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"

والنتيجة فعلا كانت إن إخوة يوسف لما شافوا الحاجة زي ما هي اندهشوا من حجم كرم يوسف عليه السلام،
"وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ"

فرجعوا ليعقوب عليه السلام وقالوا له يا أبانا احنا مش ناويين شر والدليل أهه، الناس رجّعوا لنا البضاعة بتاعتنا مع البضاعة إللي أخدناها منهم،
خلاص بقى.. هناخد أخونا معانا نجيب المؤونة ونضاعف نصيبنا بنفر زيادة ونرجع لك... الموضوع بسيط🤷‍♂️
"قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ"

فيعقوب عليه السلام حسّ المرة دي إنهم صادقين، وخصوصا إنه خلال السنين إللي فاتت مشفش منهم حاجة وحشة وانصلح حالهم وكانوا بارين بيه فقرر إنه يستأمنهم بشرط،
قال لهم عايزيني أبعته معاكم يبقى تدوني ميثاق ..يعني تحلفوا بالله العظيم إنكم هترجعوه ليا تاني؛
إلا لو اتزنقتم أوي ومفيش أي مجال إنكم ترجعوه زي مثلا إن يصيبكم هلاك عظيم يشملكم كلكم مسابش منكم حد وما قدرتوش تدفعوه عنكم ولا قدرتوا ترجعوا عندي تاني.. ساعتها أعفيكم من الميثاق الغليظ دة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها،
"قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ"
ففعلا وافقوا وادوله الميثاق إللي طلبه وأشهَدوا ربنا عز وجل على العهد ده وهما مطمنين، لأنهم صادقين ومش ناويين شر فعلا😅
"فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ"

عدت السنة وراح الـ11 أخ لمصر، وكان لمصر ساعتها أربع أبواب الناس بيدخلوا منها،
فيعقوب عليه السلام قال لولاده متدخلوش كلكم من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة،
لأنهم كان عليهم هيبة وجَمال ملفت للنظر،
يعني إحدى عشر أخ بالمنظر ده ممكن تصيبهم العين والعين حق،
"وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ "
فيعقوب عليه السلام بيحاول ياخد بالأسباب، وفي النهاية لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. حتى هو نفسه لما قال كده قال بعدها :
"وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ"
وفعلا سمعوا كلامه وعملوا كده ودخلوا من كذا باب متف
رقين، وراحوا عشان يشتروا المؤونة،
فلما دخلوا على يوسف أكرمهم وأحسن إليهم وأخد أخوه الصغير بنيامين على انفراد،
يعني بنيامين لما دخل على يوسف مع إخوته، معرفش يوسف أصلا،
معرفوش غير لما يوسف انفرد بيه وقاله إن هو أخوه يوسف، وساعتها طبعا أظهروا مشاعرهم لبعض وهم لوحدهم من غير ما حد يعرف..
"وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
والأخ مأوى ووطن.. خصوصا لو قريب منك ومن قلبك ومفيش بينكم أي عداوات أو صراعات على الدنيا،
فأكيد لقاءهم ببعض بعد كل المدة دي كان غير عادي👌

بعد ما سلموا على بعض، يوسف طمّنه وحكى له على إللي حصل معاه كله وقال له إنه هيعمل حيلة عشان ياخده معاه في مصر ويكون مُعزز مكرم، بس مايقولهمش حاجة لحد ما الخطة تتم بنجاح 🤫

لما خلاص يوسف عليه السلام جهّز إخواته بالمؤونة بتاعتهم عشان يمشوا ...
فجأة لقوا حد بينادي🙋‍♂️
وجاي عليهم وبيقولهم:
إنتم سارقين😡
اتفزعوا جدا وسألوا باندهاش:
إيه إللي ضاع منكم!. ماهو مش لازم يكون حاجة اتسرقت منكم، ما يمكن ضاعت فقط😐

لكن إللي همّ ميعرفوهوش، إن دي هي الحيلة إللي كان يوسف مخططها عشان ياخد أخوه بيها،
فهو إللي حط في رحال أخوه شقيقه بنيامين، صاع الملك إللي بيكيل بيه البضاعة بالفعل، ومن غير ما حد يعرف أو يشوفه:
"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ"

العمال بقى ردوا عليهم وقالوا: مش لاقيين مكيال الملك إللي بنكيل بيه..
وإللي هيجيبه هنديله مكافأة جَمَل متحَمّل بالطعام،
يعني رصدوا مكافأة عظيمة عشان يوروهم أد إيه الصواع ده مهم، ويُقال إنه كان من الفضة أو من الذهب.

فبدأ إخوة يوسف يدافعوا عن نفسهم بقوة وقالوا:
انتم شفتم من خلال معاملتنا إننا مش جايين نفسد في الأرض وعمرنا ما كنا سارقين😥
"قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ"
فقالوا لهم طيب إيه الجزاء لو كنتم كاذبين ولقينا حد فيكم معاه الصوّاع؟
فقالوا لهم جزاؤه هو إنكم تاخدوه عبد عندكم مقابل السرقة،
وكان في شريعة يعقوب عليه السلام إن إللي يسرق عقابه بيكون إنه يبقى عبد للي سرق منه،
لكن شريعة ملك مصر إن السارق يتجلد ويتسجن وبعدين يرجع لأهله،
فخلاهم هم إللي يقولوا العقوبة عشان هو عايز ياخد بنيامين 👌
"قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ "
وفعلا بدأ يوسف يفتش في أمتعتهم واحد واحد وخلى متاع بنيامين في الآخر عشان إخواته ميشكوش في الحيلة،
وكانوا واقفين أثناء التفتيش عمالين يدافعوا عن نفسهم ويقولوا احنا ماسرقناش،
لحد ما وصلوا لمتاع بنيامين وطلّعوا منه الصواع😶
"فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ"
فهنا بقى اتصدموا 😳
وطلعت منهم كلمة وجعت يوسف أوي:
"قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ "
يعني قالوا إن بنيامين ده سرق لإن أخوه التاني شقيقه سرق هو كمان قبل كده -قصدهم يوسف طبعا-
وهمّ الاتنين اخواتنا آه بس من أم تانية مش من نفس أمنا،
فهُم هنا كإنهم عاوزين يبرأوا نفسهم من صلتهم بجريمة السرقة إللي حصلت دي،
كإنهم بيقولوا إن الاتنين دول ناس سارقين مش تبعنا دول تبع بعض، همّ شبه بعض ومش شبهنا، إحنا زي الفل😤
فيوسف طبعا غضب وحزن في نفسه لإن هو عمره ما سرق، وهمّ بيفتروا عليه👌
وقال في نفسه:
والله إنتم شر الناس مكانة، بعد ده كله كمان بتتبلوا عليَّ🤦‍♂️
"فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ"

☆ملحوظة
في قصص كتير عن موضوع سرقة يوسف عليه السلام إللي اخواته اتهموه بيها دي، لكن كلها روايات بني إسرائيل معلهاش أي دليل من عندنا،
يعني قالوا إن يوسف سرق صنم كان جده بيعبده، ورواية تانية إنه سرق الشال بتاع عمته،
لكن كل ده روايات بني إسرائيل إللي مناخدش بيها؛ لأن الأصح والأظهر عندنا في القرآن إن مكنش في سرقة من الأساس، و همّ اتهموه ظلما وعدوانا بحاجة محصلتش أصلا
ودي حاجة مش مُستبعدة منهم خالص على فكرة😒
يعني إللي يخليهم يفكروا في قتل أخوهم ويتهموا نبي من الأنبياء بالضلال ويحكموا عليه بظنهم السيء إنه بيحب أخوهم أكثر منهم وبعدين يرموا أخوهم في البئر،
وبعدين يرجعوا لأبوهم ويكذبوا عليه ويقولوا إن يوسف أكله الذئب،
فاللي يعمل كل ده مش بعيد عليه يكذب كمان كذبة بحاجة محصلتش أصلا عشان يبرأ نفسه، ويبعد التهمة عنه🤷‍♂️
عشان كده يوسف عليه السلام غضب في نفسه لأن اخوته اتهموه بحاجة محصلتش أصلا وهم إللي عملوا حاجات أسوأ من السرقة بكتير،
ومع كل ده يوسف عليه السلام كظم غيظه وأخفى الموضوع في نفسه👌

المهم بقى دلوقتي هم
ّ فعلا في ورطة حقيقية🙊
إزاي هيرجعوا لأبوهم من غير بنيامين بعد الميثاق الجديد، وهم قبل كده كانوا فرطوا في يوسف رغم وعودهم بإرجاعه برده😬
فكلموا يوسف عليه السلام باحترام عشان يستعطفوه،
قالوا أيها العزيز ده أبوه شيخ كبير في السن وهو بيحبه جدا
فخد حد فينا بداله إحنا شافينك من المحسنين السّبّاقين للخير😥
"قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"

فقال لهم يوسف عليه السلام: أهه إنتم قلتم إني من المحسنين فإزاي آخد واحد بريء مكان واحد مذنب🤷‍♂️
أنا كده هكون ظالم😤
"قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ"

☆سؤال بقى، هو ليه يوسف عليه السلام أصلا مقلهمش عن نفسه من الأول إن هو يوسف، وكان ولازم يستعمل معاهم الحيلة🤔
◇أولا:
كل ده من تقدير وتدبير ربنا،
يعني يوسف عليه السلام اتعرّض لظلم وابتلاء كبير بسبب إخوته،
فربنا لما بيفرج البلاء وبينصر المظلوم بيكون نصره وفرجه كبير مش حاجة عادية، فعشان ربنا يحقق النصر والفرج ليوسف عليه السلام ألهمه بإنه ميقلش لأخوته إنه هو يوسف👌
◇ثانيا:
تخيلوا كده لو يوسف قال لأخوته إنه هو يوسف، مكنوش هيعترفوا بغلطهم معاه وهيفضلوا شايلين منه،
ومش هيعترفوا بفضله وهيخافوا منه ومش هيرجعوا له مرة تانية، وبالتالي يوسف مش هيقدر يجتمع بأبويه مرة🤷‍♂️
ويوسف عليه السلام مش هيقدر يسيب مسؤولياته في مصر ويروح هو لمكان أبوه،
فهو كان عايز يجيبهم يعيشوا معاه في مصر، لكن الموضوع مش هييجي بالسهولة دي،
لازم الأول يطهّر نفوسهم وميبقاش في نفوسهم شيء عشان متحصلش مكائد تانية في المستقبل،
وانتم شوفتم أهه، بعد كل إللي عملوه في يوسف افتروا عليه كذبا إنه سرق، فده معناه إنهم لسه عندهم مشكلة لازم تتعالج👌

إخوة يوسف لما لقوا إن مفيش فايدة راحوا في جنب لوحدهم كده بعيد عن الناس وقعدوا يتكلموا مع بعض،
فكبيرهم إللي كان اقترح زمان إنهم مايقتلوش يوسف ويرموه في البئر قال:
إنتم متخيلين الورطة إللي احنا فيها😬
أبونا يعقوب أخد علينا العهد والميثاق إننا نرجع ببنيامين، ناسيين عملنا إيه معاه قبل كده كمان مع يوسف..هنتصرف إزاي دلوقتي😞
"فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ"
أنا عن نفسي مش همشي من البلد دي غير لما أبي يأذن لي إني أرجع وهو راضي عني ومتفهم الوضع ومتنازل عن العهد زي ما قال إلا أن يُحاط بكم،
واحنا فعلا مالناش ذنب في اللي حصل ومغلوبين على أمرنا، فأنا هستنى هنا لحد ما يأذَن لي بالرجوع أو ربنا يمكّنني من إني أخد أخويا يرجع معايا😤
"فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ"

ارجعوا لأبوكم واحكوا له إللي حصل بكل وضوح و قولوا له ابنك سرق، واحنا مكناش نعرف إنه سرق وسألونا إيه جزاء السارق فجاوبناهم، وحاولنا نبدله بحد فينا منفعش،
فهموه الأمر كله لعله يعذركم،
وخلوه يسأل الناس إللي في مصر ويسأل الناس إللي كانوا معانا في القافلة واحنا صادقين في كلامنا😔
"ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ "

فنفذوا كلامه.. ولما سمع يعقوب إللي حصل، قال لهم: لأ ..إنتم أكيد عملتم حاجة في بنيامين زي المرة إللي فاتت لما عملتم في يوسف،
"قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا"

☆وده من نتائج الكذب، الشخص إللي اتعرف عنه كذب لما يقول الصدق بعد كده محدش هيصدقه🤷‍♂️
عشان كده أهل الحديث لا ينقلوا عن أحد كذاب من الرّوَاة حتى لو تاب👌

كمّل يعقوب كلامه وقال:
أنا برده هصبر الصبر الجميل إللي من غير شكوى أو سخط ، وظني إن ربنا هيرجع لي الثلاثة بسلام👌
وأعرض عن أبناؤه وهو حزين متألم حزن شديد،
وافتكر حزنه الأول على يوسف فبكى من تاني بكاء مرير..
لحد ما عميَت عيناه،
"وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ "
فقد أبناؤه الإثنين والمتهم فيهم إخواتهم... بلاء في أبناؤه كلهم😞
وبعد ما جاب سيرة يوسف من شدة الحزن، قالوا له:
إنت هتفضل تفتكر في يوسف كده على طول لحد ما المرض هيشتد عليك ولو الوضع استمر على كده هتهلك نفسك تماما وتموت😥
فقال لهم أنا مش بشتكي لكم أنا بكلم ربنا وبنقل له همي وحزني وبثي وألمي،
وأنا عارف كويس أوي إن قدر ربنا كله خير لكن بطلب الصبر والتحمل، وعارف إن الفرج هييجي👌
"قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"

¤طيب إزاي يعقوب عليه السلام يحزن الحزن الشديد ده ؟ مش ده كده ع
دم صبر وعدم رضى بقضاء الله مع إنه نبي😕؟!

الجواب:
الحزن لا يتعارض مع الصبر والرضا👌
أصلا الإنسان إزاي هيحقق الصبر والرضا لو مفيش حزن🤷‍♂️ هيصبر على إيه طيب😅
فالصبر على الإبتلاء واجب، ويأثم إللي ميصبرش، الرضا بقى العلماء اختلفوا هل هو واجب ولّا مستحب،
في علماء قالوا واجب وعلماء تانيين قالوا مستحب،
فلما تحصل حاجة للإنسان بيكرهها أو حاجة عكس إللي هو عايزها زي المرض والفقر والتعرض لأذى الناس ويرضى من جواه، فدي من المقامات العالية لأهل الإيمان👌

◇طيب وهو إيه الفرق أصلا بين الرضا والصبر😕
الصبر إن الإنسان يمسك نفسه عن التسخّط والشكوى والجزع مع إن قلبه قلقان وتعبان وحزين ومُثقل وبيتمنى من جواه إن البلاء ده ما يكونش نزل عليه.
لكن الرضى بقى هو صبر وزيادة عليه كمان عدم تمني إن البلاء ده مكانش موجود،
يعني الإنسان الراضي مش بيتسخط ومش بيشتكي وكمان قلبه مطمئن وصدره منشرح بقضاء ربنا وواثق إنه لو كان اختار لنفسه مكانش هيختار زي ما ربنا اختار له ما يلصح أمره دنيا وآخرة.
وأعلى من ده كله إن الإنسان يشكر ربنا على المصيبة أو البلاء إللي حصل له ده😁
عشان هو بيشوف نعم ربنا إللي جاتله بسبب المصيبة دي، يعني يفكر إن الإبتلاء ده ربنا جعله سبب لتكفير السيئات، ورفع للدرجات، ويفكر إنه سبب في إنه يتعلم التوكل والتضرع إلى الله و...و... فهو بيشوف بعين قلبه النعم إللي في البلاء فيهون عليه البلاء ويحمد ربنا عليه😊
وده لا يتعارض مع الألم النفسي أو إن الإنسان يشتكي لله فقط👌
لأن ده حاجة طبيعية في البشر، الإنسان يتألم لوقوع البلاء وفي نفس الوقت راضي بقضاء الله، زي المريض إللي بيرضى يشرب دواء طعمه وحش، أو زي رضى الإنسان إنه يصوم في يوم شديد الحر في مقابل الأجر إللي هياخده💁‍♂️
وده إللي هيخلينا نحقق إللي النبي ﷺ قال عليه:
"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛
إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له"
وكمان السعي لإزالة البلاء مش ضد الرضى، بالعكس ده بيكون تحت إطار عبودية الأخذ بالأسباب كما أمر الله،
يعني يسعى لرفعه لإن ربنا أمره بده، لكن من جواه هو متقبل الوضع ويوقن إنه خير.. وإن العافية منه برده لو أذن الله بها فهي خير..
يعني لو إنسان مريض... ياخد علاج ، لو حد أذاك... تاخد بأسباب دفع الأذى بدون تعدّي،
لو واحد فقد ابنه ياخد بالأسباب ويدوّر عليه وهكذا، زي ما يعقوب عليه السلام عمل👇

عمل إيه؟!
يعقوب عليه السلام قال لأبنائه :
روحوا تاني كده هناك وشوفوا ودوروا على أي أخبار عن يوسف وأخوه، ومتيأسوش،
بلاش كلام اليأس بتاعكم ده، خلي عندكم أمل، إللي بييأس من الفرج بتاع ربنا هم الكفار بس.
"يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"

فعلا راح بعض أبناء يعقوب لمصر بعد كده، ودخلوا على العزيز وقالوا له يا أيها العزيز احنا جينا ببضاعة رديئة سيئة ماعندناش غيرها،
فإدينا زي ماكنت بتدينا قبل كده ولك الأجر من ربنا...انت عودتنا الكرم والزيادة، وياريت تتصدق علينا بتحرير أخونا من العبودية عندكم...وتسيبه يرجع معانا ده أبوه حزين جدا عليه😔
فهنا فاجئهم يوسف واتكلم بلهجتهم همّ إللي هي 《السريانية》وقال لهم:
فاكرين عملتم إيه في يوسف وأخوه زمااان وانتم مش مدركين عاقبة أفعالكم المؤذية أبدا 😊
"قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ"

إخوة يوسف سمعوا اللهجة اتغيرت من المصرية للسريانية، ولقوا حد بيقول لهم حاجة عن أخوهم محدش يعرفها غيرهم😲
فبدأوا يبصوا للي بيتكلم ويتمعنوا في ملامحه...ولسان حالهم: مش ده العزيز؟!...وفضلوا بيدققوا النظر..ويجمعوا أفكارهم ...وفجأة نطقوا :
"قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ"😲
قال لهم:
أنا يوسف وهذا أخي 💁‍♂️ ربنا من علينا بفضله 😊
"قال أنا يوسف وهذا أخي قد مَنَّ الله علينا"

ودخَّل أخوهم عليهم فلقوه مُنعّم ومُكرّم وفي أبهى صورة ...
ودول مصدومين من إللي بيشوفوه🙊
فكمل كلامه وقال القاعدة النبوية الذهبية إللي بيها الإنسان يعرف يتخطى أي بلاء بإذن الله قال:
"إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "

تقوى الله(الخوف من الله)+ صبر =فرج من الله وفتح مبين😊
حياة يوسف عليه السلام كلها تقوى وصبر،
مع إيذاء إخواته قبل البئر وبعده تقوى وصبر...
مع امرأة العزيز تقوى وصبر(صبر على فتنة النساء)...
مع النسوة تقوى وصبر...
في السجن تقوى وصبر(الصبر على الظلم وأذى الناس)...
مع الألم من نسيان رد الجميل لما رفيق السجن نسيه فطالت مدة السجن أكتر، تقوى وصبر..
وبعد ما شاف إخوته تاني تقوى وصبر...
أكثر من ثلاثين سنة تقوى وصبر، فكانت نتيجة التقوى والصبر إيه😊
ربنا فرج عنه ومكّن له في الأرض وبقى وزير، وجعل النساء يعترفن ببرا
ءته قصاد الناس كلها،
وخلى إمرأة العزيز تعترف على نفسها قصاد الكل ،ورجّعله إخواته مكسورين معتذرين تائبين معترفين بفضله عليهم وعند رب العالمين بتقواه وإحسانه،
ربنا لا يضيع أجر المحسنين أبدا ،
وهو في أكثر من إحسان يوسف عليه السلام ونبينا محمد وأولي العزم من الرسل؟! 👌
ربنا بيقولنا قصص الأنبياء عشان نعتبر ونقلدهم وعشان يصبرنا بيهم😊
عارفين قصة يوسف عليه السلام نزلت على رسول الله ﷺ إمتى؟
نزلت وهو في مكة...في العام العاشر من البعثة، إللي سماه المؤرخون عام الحزن لأنه ماتت فيه خديجة رضي الله عنها زوجة رسول الله ﷺ ومات فيه عمه أبو طالب،
فربنا بيهوّن على رسول الله ﷺ بقصة يوسف عليه السلام، أحسن القصص،
وبيهوّن بيها على كل مُبتلى 👌
عشان كده بنحس بأُنس مع قصة يوسف عليه السلام لأنها بتعبر عننا كلنا وعن ابتلاءتنا وبتدينا أمل بالفرج،
وإللي عايز ربنا يفرج عنه البلاء يتقي ويصبر،
يوسف عليه السلام وهو نبي مرسل فضل محقق التقوى والصبر ثلاثين سنة لحد ما جاله الفرج،
فما بالكم بينا احنا😅
احنا مش معصومين زيه فممكن منعرفش نحقق التقوى كاملة أو الصبر كامل فزمن البلاء يطول علينا أكثر لنُمتحن أكتر ونُنَقّى أكثر،
ومهما طال زمن البلاء افتكروا إن غمسة واحدة في الجنة تُنسي أبأس أهل الأرض بؤسه كله ...
ويؤتى بأهل البلاء يوم القيامة يُصب عليهم الأجر صبّا... ويتمنى أهل البلاء يوم القيامة أن لو قُرِّضوا بالمقاريض في الدنيا، من عِظم الثواب المسكوب في الآخرة عليهم ضمن ثواب اهل البلاء الصابرين..
فاتقِ الله واصبر وارفع نفسك للمنزلة الأعلى وهي الشكر على المصيبة والبلاء وقل الحمد لله على كل حال..فالحمد لله تملأ الميزان😊

إخوة يوسف عليه السلام أخيرا اعترفوا ليوسف عليه السلام بفضله ومكانته زي ما امرأة العزيز اعترفت قبل كده ببراءته وتقواه، وقالوا له بكل وضوح: ربنا فضّلك علينا وقرّبك وأبعدنا، لإن إحنا إللي كنا غلطانين😔
وعرف إخوة يوسف إن ربنا هو إللي كان بيفضله عليهم مش أبوهم👌
ماهي المشكلة كان سببها إيه من البداية؟ مش كانت إنهم مفكرين إن أبوهم بيحب يوسف أكثر💁‍♂️
مطلعش بقى يعقوب هو إللي بيحبه أكثر وبيفضله عليهم، ده ربنا هو إللي فضّل يوسف عليهم بالنبوة والتمكين في الأرض لأنه يعلم صفاء ونقاء قلبه وأمانته،
بعكسهم هم إللي قلبهم كان مليان غيرة وحقد، وهم شافوا بنفسهم يوسف عمل معاهم إيه وأكرمهم إزاي،
ولسه كمان هنشوف يوسف عليه السلام عمل معاهم إيه،
"قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ "

تخيلوا هو قال لهم إيه في الموقف الرهيب ده إللي يقدر يذلهم فيه وينتقم منهم شر انتقام ويتشفّى ويتعالى عليهم؟
أكيد انتم عارفين يوسف وأخلاق يوسف وإحسان يوسف💁‍♂️
قال لهم:
خلاص ما تقلقوش.. لا لوم ولا حتى هعاتبكم.. ربنا يغفر لكم ويتجاوز عنكم😊
"قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
وهو ده بقى العفو عند المقدرة...هو تَمَكّن منهم وهم بقوا في إيده بالفعل خلاص وقادر على عقابهم، فعفى عنهم،
مش إني أكون مغلوب على أمري وأقول خلاص أنا هسامح عشان العفو عند المقدرة😅
ده مختلف عن ده، العفو عند المقدرة لما أكون فعلا قادر إني آخد حقي وقادر أذل إللي قصادي لكن أعفو زي يوسف عليه السلام👆
يوسف عليه السلام عرف إن أبوه يعقوب أُصيب بالعمى
فقال لهم خدوا قميصي ده وحطوه على وجه أبي، وبصره هيرجع له بإذن الله،
وهاتوا أهلكم كلهم وتعالوا لي،
"اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ "
بالفعل رجع إخوة يوسف لأبيهم ، فلما قربوا من المدينة سبحان الله، يعقوب عليه السلام قال لأبنائه إللي كانوا موجودين معاه ومراحوش مع اللي راحوا ليوسف في مصر: أنا خايف تتهموني إني كبرت وخرّفت بس أنا شامم ريحة يوسف👌
"وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ"
فقالوا له إنت لسه في أوهامك القديمة بخصوص إنك هتشوف يوسف تاني🙄
"قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ "
لكن اتضح بعد شوية صغيرين خالص مين إللي كان عايش في الوهم ومين إللي كان على يقين حقيقي طول السنين دي👌
إخوة يوسف جم ودخلوا على يعقوب ورمى واحد منهم قميص يوسف على وش يعقوب بالفعل، فبصره رجع له فعلا سبحان الله، ودي معجزة من معجزات الله 👌
"فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"

إخوة يوسف لما شافوا المعجزة قصادهم اتزلزلت قلوبهم وعرفوا إنهم كانوا غلط فطلبوا من أبوهم إنه يدعي لهم ربنا بالمغفرة على إللي عملوه كله،
"قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ "
فقالهم إنه هيستغفر لهم في كل موضع وبالذات في وقت ال
سحر في الثلث الأخير من الليل عشان ده من مواطن إجابة الدعاء الجليلة والعظيمة عند الله،
يعني كمان سيدنا يعقوب بيضرب لنا مثل في الإحسان غير عادي، ده مش عفو عادي عن ولاده إللي لو حد فينا مكانه مش قادر أتخيل ممكن نعمل إيه؟!
لأ، ده عفو بإحسان، وشفقة حقيقية عليهم من عقوبة الله كمان، وتحرّي لأرجى أوقات إجابة المغفرة لهم..

بعد كده، خدوا بعضهم كلهم وارتحلوا من فلسطين وراحوا مصر عشان يدخلوا على يوسف،
وهترك لكم تخيل لحظة لقاء يعقوب بيوسف بعد كل إللي حكيناه ده، لإن اللسان يعجز عن ده بالفعل👌
بعد ما احْتفى يوسف عليه السلام بأبويه وأكرمهم، أجلسهم معاه على كرسي الملك، وهنا كلهم سجدوا له😊
الأب إللي هو القمر لأن القمر مذكر، وأمه إللي هي الشمس لأن الشمس مؤنثة والإخوة ال١١.. إللي هم ال١١ كوكب👌
وظاهر القرآن يقول إن أم يوسف عليه السلام كانت عايشة مش ميتة زي ماهو مشهور بين الناس، وهي إللي سجدت مع يعقوب وإخوته، الآية بتقول:
"وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا"
وأبويه يعني الأب والأم👍

☆ وطبعا وزي ما قلنا قبل كده في قصة آدم عليه السلام إن السجود هنا سجود تكريم وتشريف مش سجود عبادة،
لإن من سجد لغير الله للعبادة فده كافر، وقلنا إن ده كان في شرع إللي قبلنا لكن شريعة الإسلام مُحرم فيها حتى سجود التكريم😁
هنا يوسف عليه السلام قال لأبوه:
ده تأويل الرؤيا بتاعتي إللي شفتها زمان...ربنا حققهالي دلوقتي.
"وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا"
ويقال إن ما بين رؤيا يوسف عليه السلام وتحقيقها أربعون سنة، فمحدش ييأس😅
يوسف عليه السلام يذكر نعمة ربنا عليه وإزاي إنه أخرجه من السجن وجمعه مع أهله تاني بعد ما الشيطان كان فرق بينه وبين إخوته،
"وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي"

♡وهنا لفتة جميلة بيقول لنا عليها العلماء،
وهي إن يوسف عليه السلام نسب الإيذاء إللي حصل من اخواته له للشيطان، فطالما تابوا يبقى مافيش داعي أفكرهم كل شوية بخلقهم السيء القديم،
فسبحان الله كان محسن في كل أحواله عليه السلام..
وقعد يتدبر في حاله وإزاي إن ربنا لطيف بعباده وإنه إذا أراد شيئا هيأ أسبابه،
يعني إزاي يوسف عليه السلام كان هيكون في المكانة إللي هو فيها دي من غير ما يعدي على كووول الإبتلاءات إللي فاتت💁‍♂️
"إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ "
فهو العليم سبحانه بمصالح العباد .
فزي ما قلنا كتير، بنكرر واحنا بنختم احسن القصص ونقول:
ربنا بيدينا الأمل من خلال قصص الأنبياء وبيقولنا اصبروا على الابتلاء وهتشوفوا النتيجة،
فلما تحققت ليوسف الرؤيا وربنا أتم عليه نعمه كلها ... قال: يارب زي ما رزقتني الملك وعلمتني تأويل الرؤى ووهبتني النبوة وأصلحت ليا دنيايا، فأصلح لي آخرتي 🤲
"رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ "
وآخر نقطة ننبه ليها:
مفيش أي رواية من القرآن والسنة بتقول كم عاش يوسف عليه السلام، لكن أرجح اقوال المفسرين هو إنه عاش ١٢٠ سنة والله أعلم😊


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الرابعة_والعشرون
#قصة_أيوب

اتكلمنا عن قصة يوسف عليه السلام وإنه كان ابن يعقوب عليه السلام، وقلنا قبل كده إن إسحاق عليه السلام كان عنده ولدين هما يعقوب والعيص،
فكان من ذرية العيص نبي اسمه أيوب عليه السلام ودي قصتنا النهاردة إن شاء الله😊

☆لكن قبل ما نتكلم عن أيوب عليه السلام في أخت سألتني: إيه الحكمة إن ربنا أرسل يوسف عليه السلام ؟
يعني في الأمم السابقة كان الرسل بيدعوا قومهم ولو لم يؤمنوا ربنا يهلكهم، وربنا لم يهلك أهل مصر، فإيه السبب🤔

=يوسف عليه السلام كان نبيا رسولا، أُرسل لأهل مصر في زمن ملك مصر إللي أكرمه وأحسن إليه ومكّنه من خزائن مصر،
هو دعا الناس لعبادة الله والملك نفسه قرّبه إليه، فكان التركيز في القرآن على قصة حياة يوسف عليه السلام عشان نتعلم منها العِبر زي الصبر على البلاء والصبر على الأذى،
والقوة في مواجهة الفتنة، والإحسان لمن أساء إلينا، إلى آخرِه..
فلو كل الأحداث نسخة بالكربون يبقى احنا هنستفيد إيه🤷‍♂️
وربنا مش بيذكرلنا قصة إلا وهو يريد إنه يعلمنا منها حاجات جديدة من زوايا جديدة ومتنوعة👌
ده غير إن كل قصص الأنبياء السابقين إللي قومهم هلكوا كانوا بسبب إنهم كذّبوا أنبياؤَهم وطلبوا معجزات فيها تعنّت واستكبار وابتزاز وآذوا الأنبياء ،
لكن ده محصلش مع يوسف عليه السلام، فليه ربنا يهلكهم وخصوصا إنهم أكرموا يوسف والناس بتحبه وفي مجال إنهم يدخلوا في الدين؟!
والغاية أبدا مش إهلاك الناس... الغاية جعل الناس يؤمنوا بالله، فطول ماهو شغال في الدعوة والناس مش بتؤذيه وهو نفسه مدعاش عليهم خلاص...ربنا يسيبهم لعلهم يؤمنوا،
ولعل في ناس آمنت كثير بس مش ده المقصد من قصة يوسف عليه السلام،
الدروس إللي بنتعلمها من قصة يوسف عليه السلام غير الدروس إللي اتعلمناها من قصة هلاك قوم نوح مثلا أو قوم صالح...كل قصة ليها عبرة خاصة بيها، فربنا بيقولولنا إللي يفيدنا من كل قصة😊

نرجع بقى لقصة أيوب عليه السلام😁
قلنا قبل كده إن إسحاق عليه السلام كان عنده ولدين هما يعقوب والْعِيص،
فكان من ذرية العيص بن إسحاق بن إبراهيم النبي أيوب عليهم جميعًا السلام،
"إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ"
كان أيوب عليه السلام عنده أموال وأراضي وذرية كتير جدا،
كان عنده ١٤ ولد وبنت ، وكان عايش في أرض حُورَان في الشام مع قومه،
عاش أيوب عليه السلام في نعيم الأرض ده سبعين سنة،
وكان نبي مع النعيم ده كله....
وكان كريم جدا ...كان لو عدّى على اتنين بيتخانقوا وحلفوا على بعض بالله كان بيُصلح بينهم، ثم لمّا يروَّح بيتصدق عن حلفانهم ده من ماله الخاص تنزيهًا لاسم ربنا إن حد يحلف بيه كذب أو يحلف وميوفيش بحلفانه،
وكان يساعد الفقراء بكل كرم وسخاء ...على الرغم من كل الطاعات إللي كان بيعملها دي؛ بدأ البلاء ينزل بأيوب عليه السلام...
أبناؤه بدأوا يموتوا واحد ورا التاني🙊
الابن إللي كان بيلعب معاه وكِبر قصاد عينه، إذ فجأة داخل البيت زوجته تقوله ابنك مات😞
ياخده يغسله ويكفنه ويدفنه في القبر ويسيبه ويمشي والناس تعزيه ولسه نار قلبه مبردتش ويلاقي التاني مات😥
ويتكرر نفس الموضوع ١٤ مرة ...متخيلين؟!
ده لو حد مات له طفل ولا اتنين ولا حتى ثلاثة بيبقى هيتجنن ومش قادر😞
ده مات له ١٤ ابن ورا بعض،
ومش بس كده، ده كمان خسر أمواله كووولها😑
ثروته...والأراضي بتاعته كل حاجة ...كل حاجة بمعنى الكلمة،
ومش بس كده...ده بدأ كمان المرض ينزل عليه لدرجة مبقاش في مكان في جسمه إلا فيه مرض، ماعدا لسانه وقلبه😶
أنا عايزكم تتخيلوا معايا😦
واحد عياله كلهم ماتوا...خسر فلوسه كلها...نايم على السرير مبيتحركش...جسمه بقى مليان قُرَح... واستمر في المرض ده مش يوم ولا اتنين ولا شهر ولا شهرين...ده قعد مريض مش بيتحرك ١٨ سنة👌
إحنا الواحد فينا –ربنا يعافي الجميع- لما بيقعد في السرير كام يوم بيبقى مش طايق نفسه ومخنوق😑
ده إنسان قعد ١٨ سنة مريض بيتألم وكمان مبتلى بالحزن على فقد أولاده وفلوسه،
والمرض طول جدا لدرجة إن الناس زهقت من كتر ما بتروح تزوره،
وبِعدوا عنه وهجروه وبدأوا يتكلموا عليه،وطبعا إنتم عارفين كلام الناس😶
هَمّ تاني لوحده🙄
يعني كم واحد رجع عن طريق الإلتزام بسبب كلام الناس وكم واحدة خايفة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر عشان خايفة من كلام الناس و....و.... 😑
المهم،
اتبقّى لأيوب عليه السلام اتنين أصحابه هم بس إللي استمروا يزوروه، لحد ما في يوم من الأيام وهما رايحين يزوروه واحد قال للتاني:
أكيد أيوب عمل ذنب عشان ربنا يبتليه الإبتلاء ده😤
السنين دي كلها في الإبتلاء وربنا ما بيرفعش عنه ويعافيه! أكيد عمل حاجة استحق بيها عقاب ربنا👌

☆بنسمع وبنقول الكلمة دي لبعض كتير صح😁
لما نلاقي حد ربنا بيبتليه ويبتليه ويبتليه بنقول أكيد ده عنده ذنب ف
عشان كده ربنا بيعاقبه😤

☆سؤال لولبي مهم جدا هنا وناس بتسأله كتير،
إزاي أعرف الفرق إن الإبتلاء ده عقوبة ولّا تكفير سيئات ولّا رفع درجات 🤔

=لو واحد كافر وربنا ابتلاه بمصيبة ده أكيد مش رفع درجات😅
ده بيكون عقوبة للكافر على كفره ومعاصيه وبيكون عبرة وعظة لغيره عشان مايعملش زيه،
ولو واحد مسلم لكنه فاسق مجاهر بالمعصية وربنا ابتلاه يبقى الظاهر إنه عقاب على فسقه وفجوره ومجاهرته للمعصية،
وبالتالي يبقى تكفير للسيئات عشان تكفير السيئات مُقدم على رفع الدرجات، يعني إزاي ربنا هيرفع درجة واحد في الجنة عنده سيئات كتير😅
لازم يتنضف الأول من السيئات ويطلع من القاع إللي هو فيه وبعدين تترفع درجاته للمنازل العُليا😁

لكن واحد طائع عابد لله لا يظهر منه إلا كل خير وربنا ابتلاه فده يغلب الظن إنه لرفع درجته في الجنة
واحنا بنقول يَغلب الظن لأن احنا معندناش يقين بده🤷‍♂️
لأن ممكن ربنا بيطهره من ذنبوب محدش يعرفها غيره سبحانه،
أو ربنا بيربي قلبه تربية إيمانية ، يعني زي إن ربنا يعلمه التوكل مثلا، فدي حاجات محدش يعرفها غير ربنا وبالتالي ملناش غير الظاهر💁‍♂️
وطبعا لو ربنا ابتلى إنسان ظاهره الطاعة وبعدين الشخص ده أظهر التّسخُّط وعدم الرضا بقضاء الله فكده ابتلاؤه أكيد مش لرفع درجاته إطلاقا😶
بيكون للأسف عقوبة 👌
لأن علامة إن البلاء يكون لتكفير السيئات الصبر الجميل يعني مفيش شكوى ولا تسّخط على قدر ربنا،
وعلامة إن البلاء يكون لرفع الدرجات هو الرضا واطمئنان النفس😊
وهو في فرق بين الصبر والرضى 🤔
أينعم 😁...وده تعرفوه من الجزء إللي فات 😊👈
والأكمل بقى في كل إللي فات:
إن ربنا لما يبتلي الإنسان.. يستغفر ويصبر ويشكر...فربنا يغفر له ويرفع درجته في الجنة ويعطيه أجر الصابرين يوم القيامة 👌
¤طيب أنا أعرف إزاي بقى عن نفسي إن البلاء ده بسبب ذنب وده تكفير للذنب، ولّا هو عقوبة😶
تشوف حالك إيه 💁‍♂️
بمعنى هل لمّا البلاء نزل عليك، كان حالك إنك بتتفرج على أفلام ومسلسلات وتسمع أغاني وبتغتاب الناس ومقصر في الصلاة؟
أو المرأة مثلا بتعمل حواجبها ولبسها غير شرعي ..لبس مجسم يعني و...و...
ولّا البلاء نزل عليك وانت مقرب من ربنا وتائب ومتطهر من الذنوب باستمرار وملتزم الطاعات ومجتنب المعاصي وبتتقي الله ؟
فانت هتكون أدرى من أي حد، هل البلاء إللي نزل عليك كان عقوبة ولّا تكفير سيئات ولّا رفع درجات👌

☆وعلى فكرة دايما النجاة بتكون في لوم النفس،
عشان اللوم ده هيدفعها دايما للشعور بالتقصير وبالتالي الإنسان يسارع بالتوبة طول الوقت،
فيُنقي الإنسان نفسه باستمرار من الذنوب، وبالتالي هيكون
العبد أقرب من ربه ومقام محبته 💁‍♂️
"إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"
غير بقى حال الشخص إللي هيستقبل الابتلاء ده وهو متيقن إن سبب البلاء هو رفع الدرجات وإن أنا كده تمام😌
فالتفكير ده بيعطل النفس عن الإكثار من التوبة، ده غير بقى إن فيه شبهة إن الإنسان يبقى مُعجب بعمله ومُعتقد كماله،
والعُجب أصلا من مُحبطات الأعمال😑
ده غير إنه بيخليه يترك للتواضع الله👌

نرجع بقى لأيوب عليه السلام ونشوف صاحبه إللي قال عنه إنه أذنب ذنب عظيم عشان كده ربنا ابتلاه،
لما وصلوا عند أيوب عليه السلام صاحبه التاني ماقدرش يسكت🙊
فقاله يا أيوب صاحبك ده بيقول إنك أذنبت ذنب عظيم عشان كده ربنا ابتلاك بالابتلاءات دي ولحد دلوقتي انت لسه في البلاء😥
فقال أيوب عليه السلام :
أنا ما اعرفش إنت بتتكلم عن إيه، لكن ربنا يعلم إني معديتش على اتنين بيتخانقوا فيحلفوا بالله إلا وكفّرت عنهم يمينهم عشان ما يكونش حد ذكر اسم ربنا في باطل واستهان بيه😔

خلال بقى ال١٨ سنة دول كانت زوجة أيوب عليه السلام هي إللي بتخدمه وبتشتغل في البيوت عند الناس عشان تشتري أكل ويقدروا يعيشوا،
لكن الناس مع الوقت رفضوا إنهم يشغلوها عندهم... خافوا أحسن تعديهم من مرض أيوب عليه السلام،
فقالت له مرة: يا أيوب انت نبي فادعو الله إنه يرفع عنك البلاء😔
فقالها: احنا عشنا كام سنة في العافية والنعم ؟
فقالت له : سبعين سنة😕
فقالها : أنا اتكسف إني أدعي ربنا وأنا معدّاش عليّ في العافية زي ما عَدّى عليّ في البلاء سبعين سنة 👌
وكان أيوب عليه السلام خلال ال١٨ سنة دول صابر محتسب بيذكر ربنا على طول لم يشتكِ أبدا ولم يدعُ أبدا برفع البلاء عن نفسه.
في يوم من الأيام زوجته خرجت عشان تدوّر على حد تشتغل عنده بعد ما كل الناس بطلوا يشغّلوها، ملقتش.
فباعت ضفيرتها، واخدت تَمَنها واشترت بيه أكل ورجعت البيت..
فلما شاف أيوب عليه السلام الأكل قال لها: جبتيه منين؟
قالت له كُل بس الأول وبعدين نتكلم ، فقال إنه مش هياكل غير لما يعرف،
فكشفت عن شعرها فلقاها باعت شعرها،
فهنا أقسم إنه يضربها مائة جلدة بالسوط لو ربنا شفاه وبقى عنده قوة من تاني👌
◇وده أرجح الأقوال في الموضوع عشان في روايات كتير عن السبب إللي خلى أيوب عليه السلام يحلف إنه يضرب زوجته.

☆طبعا لو جت واحدة قالت يا جماعة أنا زوجي تعبان بقاله سن
ة وانا إللي شايلاه وواخدة بالي منه وبدخله الحمام، وبشتغل وبصرف عليه وأأكله ومالوش غيري ،
وبعدين الفلوس خلصت ومش لاقية شغل، فرُحت بعت حلقي إللي ماليش غيره عشان نجيب أكل ناكله، فراح حالف عليا لَيضربني لو خف، أعمل إيه😞
بالله عليكم مش هتقطَّعوا في فروة الراجل الأول وبعدين تقولوا لها اطّلقي منه عشان يعرف قيمتك قليل الأصل خاين العشرة و...و.... إلا من رحم الله طبعا 😅
يعني احنا هنا مش قادرين نتكلم بس عشان إللي عمل الموقف ده نبي😊
لكن في مواقف أقل من كده ومع ناس تانية مش أنبياء ، بتحصل بين الزوج وزوجته وتلاقي الناس تقول اطلقي اطلقي اطلقي.. طلقها طلقها طلقها😑
أهي زوجة أيوب نفسها كملت الحياة معاه عادي ومطلبتش الطلاق🤷‍♂️
فبلاش نحكم للناس بأحكام وقوالب ثابتة يطبقوها في كل المواقف بدون حكمة،
كل واحد مناسب له حل معين ممكن ميكونش مناسب مع غيره، والطلاق أحيانا بيكون حل وأحيانا لأ،
وممكن نفرّق بين زوجين بنصايحنا وتكون العشرة بينهم لسه تقبل استمرار وتغافل وطول أمل وتراحم وتحمّل.. فناخد بالنا 👌
أيوب عليه السلام لما شاف وضع زوجته إللي بقت فيه واضطرارها لبيع شعرها عشان تأكله وتأكل نفسها دعا ربنا وقال:
يارب أنا مسّني المرض -يعني لمسني- وأنت أرحم الراحمين🤲
يعني حتى مقالش يارب أنا متبهدل ومافيش حتة في جسمي سليمة من المرض ولا قال حتى بشكل مباشر يارب اشفيني وارزقني الفلوس والأكل والأبناء و...و...
إحساس عالي جدا بالحرج من حجم العافية إللي عاش فيه عمر طويل فمستحي يطلب زحزحة وضع الابتلاء بشكل واضح ممكن يظهر فيه كإنه بيشتكي أو مش عاجبه إللي بيحصل فيه ده👌
في حين إنه كمان متكلمش عشان نفسه،
ده اتكلم لما بدأ يشوف إن زوجته انقطعت بيها الأسباب تماما وأشفق عليها،
فبكل أدب فوّض الأمر لربنا يارب انت عالم بالحال وأنت أرحم الراحمين ، لو إنت ترى إن من الرحمة إني أستمر في البلاء خلاص خليني في البلاء😔
"وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
فكانت الإستجابة الفورية من عند ربنا 👌
لأنه كان عنده رصيد😁
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ "
كان صابر و أوّاب...يعني بيصلي وبيسبّح وبيذكر ربنا كتير،
"إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ "
وطبعا في شريعة الإسلام مش مطلوب إنك تستحي من الدعاء بالعكس، ده انت تدعي وتلح في الدعاء وتناجي ربنا وتشكيله همك وحزنك –زي ما يعقوب عليه السلام كان بيعمل👌
لكن احنا بنوريكم بس إزاي أيوب عليه السلام كان بينظر لحجم العافية وكان مقدّر النعم الإلهية تقدير عظيم جدا مخليه مستحي بالشكل ده.

أيوب عليه السلام كان في يوم عايز يروح الحمام فزوجته اتأخرت عليه فربنا أوحى له إنه يضرب الأرض برجليه، فطِلِع نبع مية، فربنا قال له يشرب ويغتسل من النبع ده، وعمل كده فعلا وخف من المرض كله،
مش بس كده ، ده كمان رِجِع شباب 🙊
"ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ"
زوجته لما جت وقابلت الشاب ده اندهشت وسألته: فين نبي الله المبتلى إللي كان هنا!
فقالها : أنا ايوب😊
قالت: أيوب🙊 إيه إللي حصل 😳
فقال لها: "ربنا شفاني ورجّع لي صحتي وشبابي، بعد صبري على طول البلاء فيهم..."
وربنا كافأ الزوجة الصابرة الأصيلة دي بإنه رجعلها هي كمان شبابها،
ورزق أيوب عليه السلام بعد كده ب٢٨ ولد ،ضِعف عدد اللي ماتوا فسبحان الله😮
"وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا"
لكن في مشكلة دلوقتي😬
لازم أيوب عليه السلام يوفي بالقسم اللي قطعه على نفسه لما زوجته باعت ضفيرتها،
ولا يمكن ميوفيش بقسمه، ده هو أصلا إللي كان بيكفّر عن أيمان الناس التانية إجلالا لاسم الله،
فمش معقولة هيتهاون هو في الوفاء بنذر حلف إنه هيعمله بنفسه😅
فربنا من رحمته بيه هو وزوجته ولعلمه مدى تقواهم لله عز وجل وإخلاصهم؛ أمر أيوب عليه السلام إنه يجيب مائة عود ويجمعها كلها مع بعض ويضرب زوجته بيها ضربة واحدة خفيفة كده وبس، ويبقى كده وفّى القسم👌
"وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ"
ولعل الموضوع ده في حكمة لكل زوج أو كل أم حتى، ممكن يكونوا في موقف شبه موقف أيوب عليه السلام وأقسموا إنهم هيضربوا حد من أسرتهم،
وبعدين لما الزوبعة هديت بقوا مش عارفين يعملوا إيه😅 ممكن ياخدوا درس من رحمة الله بأيوب وزوجته ويعملوا حيلة بما يشبه التعريض، وتكون الحيلة دي سبب لرفع المشكلة بإذن الله👌

ربنا بقى بعت لأيوب عليه السلام سِرب جراد من ذهب بقى يقع عليه وهو يعبّيه في حجره كله كإنه مش عاوز يسيب واحدة تفلت،
فربنا عز وجل قال له: يا أيوب أما تشبع؟ يعني انت مشبعتش لسه؟!
فقال أيوب عليه السلام : ومن يشبع من رحمتك يارب.!
يعني محدش يقول أصل أيوب عليه السلام كان صابر على ابتلاء فَقْد المال مثلا لإن ربنا جعله نبي وجعله زاهد أصلا في المال،
لأ، الجواب قصادكم أهه:
هو بشر زي أي بشر، يصيبه ما يصيب البشر من
غضب وغيرة وحب للمال والبنين،
لكن عند الابتلاء بالخير والشر هو عبد رباني تقي طائع لربه عز وجل صابر محتسب بكل رضا وأدب.
انتهى ابتلاء أيوب عليه السلام ونسي أيام الشقاء والتعب من تاني،
وزي ما العافية والنعم بتُنسِي الإنسان كل الآلام إللي فاتت ، فكذلك غمسة واحدة في الجنة تُنسي أشد الناس بلاء في الدنيا أي بلاء شافوه👌
أجمل جملة فعلا ممكن نختم بيها قصتنا النهاردة،
ومن يَشبع من رحمتك يارب😊

☆سؤال مهم من التعليقات:
📌والله مافهمتش ليه كان عاوز يضربها؟
وليه مأخرجش كفاره يمين زى ماكان بيعمل للناس التانيه
القصه في النقطه دى تزعّل😞

💡طيب براحة كده وواحدة واحدة عشان النقطة دي ممكن نحس فيها ظلم شوية من وجهة نظرنا لكن الواقع مش كده 😁
زوجة أيوب عليه السلام لما كانت بتطلع عشان تشتغل، راحت لوحدة عشان تشغلها فقالت لها:
لأ، مش هشغلك لحد ما تديني ضفايرك عشان أزين بيها بنتي وكان شعرها جميل ففعلا عملت كده، فلما رجعت لأيوب عليه السلام غضب عليها لأن فعلها ده محرم وحلف إنه يجلدها مائة جلدة،
لكنه بعد كده ندم، ومينفعش يرجع في حلفانه، لأن ربنا أمره بكده، فرحمة بزوجة أيوب عليه السلام ربنا أمره بموضوع الأعواد ده وهي على فكرة ضربة خفيفة شبه الوكزة إللي بالسواك مثلا، مش زي ماحنا متصورين إنه ضربها ضربة جابتها الأرض😅

◇وفي هنا نقطة شرعية محتاجة تتوضح،
شعر الزوجة مش ملك ليها لوحدها تتصرف فيه براحتها، لأ ده من ضمن العهد والوعد إللي اتفقوا عليه سوا كزوج وزوجة، يعني إنه يديها المهر بتاعها قصاد إنها تكون زوجته إللي من حقه يتمتع بجمالها ومن ضمن جمالها ده أكيد شعرها بل هو تاج المرأة،
فلما تتصرف فيه من غير إذن زوجها يبقى خالفت العهد، فمنبصش لرد فعل الزوج قبل ما نشوف حق كل طرف إيه الأول👌
ولعل كمان الزوج في موقف زي ده يكون غار غيرة شديدة إن شعر زوجته يكون في إيد التجار، حتى لو هي كانت حريصة إنها ما تبينش إنه شعرها هي، لأ ممكن يكون شعر حد تاني وهي جاية تبيعه، لكن لعل غيرة الزوج تكون سبب تاني من ضمن الأسباب..
وطبعا ما ننساش ننبه هنا إن بيع الشعر في شريعة الإسلام عشان يتعمل منه باروكة وخلافه حرام شرعا لا يجوز، ولعل أحيانا الشعر ممكن يتباع لأغراض تانية مباحة شرعا مفيش مشكلة.

في قول تاني بقى إنها في يوم وهي خارجة بتدور على شغل قابلها الشيطان متجسد في صورة طبيب وقالها إن شفاء أيوب يكون في إنه يجيب عصفور ويدبحه بدون ما يذكر اسم ربنا عليه ويشرب معاه الخمر ويمسح جسمه بدم العصفور فراحت لأيوب عليه السلام وقالت له،
فقالها إن ده الشيطان وإنه كان بيغويكي فملكيش دعوة بيه تاني،
فتجسد لها الشيطان في صورة انسان على حصان أحمر وقالها إيه سبب البلاءات إللي إنتم فيها دي؟
قالت له إن ربنا أراد إنه يختبرنا، فقالها لأ ...ده لأنكم بتعبدوا إله السماء ومش بتعبدوا إله الأرض ، وأنا إله الأرض وتعالي هوريكي الدليل،
وراحت معاه ناحية واد وسحر عينيها بألاعيب الجن فشافت عيالها وأموالهم وكل إللي فقدوه،
فرجعت لأيوب عليه السلام تقوله فغضب جدا لأنها وصلت هنا للشك في وحدانية الله، وكمان هو كان نهاها عن إنها تسمع الوساوس الشيطانية دي تاني فحلف إنه يجلدها، وهي نفسها تمنت إنه يخف ويضربها👌

انتم متخيلين احننا بنعصب ونزعق لعيالنا الصغيرين اللي ميعرفوش حاجة لو حد فيهم كذب ولّا مسمعش الكلام ولّا...ولّا...وممكن الموضوع يتعدى للضرب الشديد😑
فما بالكم بزوجة نبي يوصل معاها للوضع لكده👌

الرواية الثالثة، إنها كانت بتاخد الصدقة من الناس وتخلي أيوب عليه السلام ياكل الصدقة من غير ما يعرف وحرااام على الأنبياء أكل الصدقة، وهو كان نهاها عن كده بس هي استمرت برده فغضب عليها وحلف إنه يضربها.

ففي كل الحالات دي ربنا خفف عنها ورحمها بالوحي بالحيلة دي، فأيوب مش ظالم ليها ده نبي حاش لله إنه يظلم،
وكمان الحلفان بتاعه كان نَذر مش مجرد قَسَم، والنذر يجب الوفاء بيها ماينفعش يكفر عنه تكفير يمين زي ما كان بيعمل مع الناس💁‍♂️

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊



#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الخامسة_والعشرون
#قصة_ذا_الكفل_أصحاب_الرس_يونس

معانا النهاردة إن شاء الله ثلاث قصص قصيرة هم:
《قصة ذو الكفل وأصحاب الرّس، ويونس》

♡نبدأ بأول قصة وهي قصة ذو الكفل.

من الأنبياء إللي ربنا ذكرهم لينا ذو الكفل عليه السلام،
في علماء قالوا إنه كان فقط رجل صالح مش نبي، لكن ظاهر القرآن بيقول إنه كان نبي،
وفي علماء قالوا إنه كان ابن أيوب عليه السلام بس مفيش دليل على الكلام ده،
هو مفيش عنه أخبار كتير، بس ربنا قال عنه إنه كان من الصابرين وذكره مع أيوب وإسماعيل عليهما السلام،
"وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ"

والكفل معناه الحِمْل، و ذا يعني "صاحب" فيبقى "ذا الكفل" معناه صاحب الحِمل أو واحد بيشيل حِمل.

◇طيب ليه اتسمى بالإسم ده 🤔
علماء التفسير قالوا لأنه تحمّل –أو حمّل نفسه- إنه يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب أبدا.
وطبعا الموضوع صعب 😅
مين إللي يستحمل يصوم النهار كل يوم ويقوم الليل كل ليلة ولا يغضب أبدا😶

☆لو لاحظتم ...في قصة إسماعيل وأيوب ويوسف كان ربنا بيذكّرنا بالصبر على البلاء إللي بيحصل للإنسان غصب عنه،
زي بلاء المرض ودخول السجن والذبح،
لكن في نوعين تانيين من الصبر وناس كتير أوي تلاقيها مبتقدرش تكمل في النوعين دول👌
◇النوع الأول هو:
الصبر على الطاعة، زي الصبر على الصلاة والوضوء في شدة البرد، والصبر على قيام الليل والصبر على صيام النهار والصبر على لبس النقاب في عز الحر،
والصبر على قراءة القرآن والصبر على اتباع أوامر ربنا...ده كله من الصبر.
◇النوع التاني إللي هو: الصبر عن المعصية.
يعني واحد مثلا بيموووت في سماع الأغاني، بيموووت في الأفلام والمسلسلات ومع ذلك بيصبر إنه لا يسمع أغاني ولا يتفرج على المسلسلات،
واحدة بتموووت في لبس الموضة وإنها تبين جمالها للناس عشان الناس تقولها انتِ جميلة، لكن بتصبر عن المعصية دي وتجاهد نفسها إنها تبعد عنها👌
فكلنا بلا استثناء حالنا هو إما صبر على طاعة أو صبر عن معصية أو طبعا النوع التالت إللي كلنا عارفينه زي ماقلنا، إللي هو الصبر على البلاء 😊
عشان كده ربنا ذكر اسم ذا الكفل عليه السلام مع أيوب وإسماعيل عليهما السلام،
لإنه تحمّل صبر على طاعات شديدة وصبر عن معصية صعبة جدا،
وإليكم المفاجأة 🙊
الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية أعلى منزلة من الصبر على البلاء😁✌️
إزاي😳
ببساطة لأن البلاء أو المصيبة قدر من ربنا نافذ لا محالة، فالإنسان غصب عنه مفيش قدّامه إلا إنه يصبر سواء صبر جميل أو لأ، كده كده معندوش اختيارات إنه يقبل بالوضع أو ميقبلش🤷‍♂️
يعني سواء صَبَر صَبْر جميل أو اشتكى منه ليل نهار فالبلاء كده كده موجود غصب عنه ما يقدرش يرفعه بنفسه،
والصبر على البلاء كمان ممكن بيقدر عليه الكفار فمهواش خاص بالمؤمنين فقط يعني،
كم مرة شوفنا واحد غير مسلم حصل له ابتلاءات كتير ومع ذلك صابر وبيضحك والدنيا عنده عادي وبيصبّر نفسه بإيمانه بإلهه المزعوم؟
كتييير 😅
لكن الصبر إللي له علاقة بالتكليف سواء صبر على طاعة أو الصبر عن المعصية، فده صبر أتْباع الرسل، لإنه حاجة اختيارية بنختارها بإرادتنا،
الإنسان بيختار بنفسه إنه يتبع هواه ويسيب الطاعات... يسمع أغاني يغتاب، يسرق، يكذب، ينقّي من الدين إللي على هواه، أو ممكن يختار بنفسه عكس ده كله💁‍♂️
يعني ذِكر قصة ذي الكفل وكُون اسمه لافت للنظر وله معنى عميق كده ده يؤكد لنا إن ربنا لما بيذكر لنا قصة نبي بيكون وراها فايدة أكيد، وإللي يسكت عنه يبقى ما يهمناش أو مالوش فايدة،
لإن القرآن مش كتاب تاريخ عشان يقول لنا تفاصيل الأحداث الدقيقة، زي مثلا قميص يوسف كان لونه إيه، امرأة العزيز كان عندها كام سنة وهكذا😅
الحاجات دي متقالتش في قصة يوسف عليه السلام،
اتقال لنا فقط إللي يهمنا من موضوع القميص،
وكذلك لما ربنا قال لنا عن قصة ذي الكفل في القرآن قالنا على يهمنا بس فيها، وهو إنه كان من الصابرين الصالحين👌
"وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ "
وبكده خلصت قصة ذي الكفل عليه السلام😊

♡القصة التانية هي: قصة أصاحب الرس.
"كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ "

علماء التفسير قالوا فيها كلام كتير أوي بصراحة😶
فأنا هقول لكم أكثر قصة لقيتها منطقية ومُقنعة نوعا ما 😅
وإللي عايز يعرف الأقوال التانية هيلاقيها في تفسير بن كثير 😁
الرّس معناها البئر، وكان أصحاب الرس عندهم بئر بيشربوا منه، وكان بيحكمهم ملك عادل وكانوا بيحبوه جدا، فلما مات زعلوا عليه جدا...
وبعد كام يوم الشيطان تمثّل في صورته وقال لهم : أنا مامُتّش، لكن أنا غيبت عنكم شوية كده عشان أشوفكم هتعملوا إيه 😏
ففرحوا جدا وأمرهم إنهم يعملوا بينهم وبينه حجاب،
☆ حاجة كده زي الكَرَفان إللي بيكون مخرم ده عارفينه🤔

المهم،
أكتر الناس صدّقته فعلا وافتَتَنوا بيه وبدأوا يعبدوه😶
فربنا أرسل لهم نبي وقال لهم إن الحاكم ده شيطان
.. وأمرهم بعبادة الله وحده،
وكان ربنا بيُوحي له وهو نائم، وكان اسم النبي ده حَنْظلة بن صفوان،
فأهل القرية اعتدوا عليه وقتلوه ورموه في البئر،
فماء البئر اختفى ومبقاش عندهم مية والأشجار ماتت وربنا أهلكهم كلهم.
"وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا * وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا "

☆شوفتم إزاي الأنسان ممكن يحب حد فيُفتن بيه ويكون سبب في هلاكه👌
هم متقبّلوش موت الملك إللي كانوا بيحبوه فالشيطان استغل الفرصة دي والتعلق القلبي الشديد ده وأضلّهم بسببه،
وممكن يحصل معانا برده على فكرة الموقف ده بس مع شوية اختلافات😅
ممكن مثلا المرأة تحب زوجها بزيادة أوي والشيطان يقعد يخوّفها من فراقه بشكل مَرَضي ،
وتلاقيها كل ما زوجها يقولّها على حاجة تسمع كلامه حتى لو كانت فيها معصية لله، عشان خايفة خوف شديد إنه يطلقها،
ولو حد نصحها مثلا تقول له ده زوجي ما أقدرش أزعله😥

أو حتى واحدة تحب صاحبتها أو صاحب يتعلق بصاحبه أوي أو أم بتتعلق بولادها أوي أو ابنة تتعلق بأبوها بشكل شديد زايد عن الطبيعي، لدرجة إنهم ممكن يعصوا ربنا عشان
خاطر حبايبهم دول مايزعلوش منهم وما يغيبوش عن عنيهم،
وخدوا من ده كتير،
بصوا في حياتكم هتلاقوا على الأقل مثال من الأمثلة دي حواليكم👌

♡آخر قصة معانا النهاردة هي قصة يونس عليه السلام.

اسمه يونس بن متّى، ربنا أرسله لقرية نِينَوَى في العراق،
"وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ "
وكانوا كفار فدعاهم لعبادة الله فترة فكذبوه كالعادة زي الأمم السابقة، فربنا قال له إنه هيرسل عليهم العذاب،
فيونس عليه السلام غضب على قومه وقال لهم إن ربنا هيرسل عليهم العذاب بعد ثلاثة أيام،
فساب القرية ومشي، وقومه غضبوا منه إنه سابهم ومشي برة القرية،
"وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا "
وخدوا بالكم: يونس عليه السلام خرج من القرية قبل ما ربنا يَأْذن له بالخروج👌
في الأمم السابقة لو تفتكروا ربنا كان بيؤمر الرسول إنه يُنذر قومه بالعذاب ويخرج من البلد قبل نزول العذاب، زي قوم صالح ولوط عليهما السلام
فيونس عليه السلام اجتهد من نفسه وخرج من القرية إللي اتهددت بالعذاب قياسا على الأمم السابقة،
فخروجه ده مكنش بوحي لسه،
فلما خرج من القرية كان متخيل إنه عادي يعمل كده لإنه نبي وربنا مش هيغضب عليه أو يعاتبه،
وده معنى قول ربنا في القرآن :"فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ"
ونَقْدِر هنا معناها من التضييق، يعني أن لن نضُيّق عليه بسبب إللي عمله،
ومش معنى "لن نقدر عليه" إن ربنا مش هيقدر عليه بمعنى القُدرة😅
لأن أي حد يفكر إن ربنا مش هيقدر عليه يَكفُر على طول👌فبعد ما خرج من القرية راح ركب سفينة في البحر،
وهمّ في الطريق البحر هاج والناس خافت لَيغرقوا، فقالوا نخفف الأحمال،
ورموا الأمتعة بتاعتهم في البحر وبرده لسه السفينة تقيلة، فقالوا مفيش قصادنا حل غير إننا نبدأ نرمي من الناس حد معين😶
فعملوا زي قرعة فطلع نصيب يونس عليه السلام إنه يترمى في البحر🙊
" إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ "
الناس بصوا له شافوا عليه علامات الصلاح فقالوا بلاش نرميه خلونا نعمل قرعة تانية وعملوا القرعة ثلاث مرات وكل مرة يطلع نصيب يونس عليه السلام😮
فعرف سيدنا يونس إن هو المقصود👌 وإن دي علامة من ربنا،
◇ملحوظة مهمة،
احنا في شريعتنا الإسلامية لو الموقف ده حصل لا يجوز لركاب السفينة إنهم يختاروا واحد منهم ويرموه في البحر عشان الباقيين ينجوا،
حياة المسلمين كلها سواء، فإما كلهم ينجوا مع بعض أو يغرقوا مع بعض، مفيش حد حياته أغلى من التاني، وده من عدل الإسلام👌
ثم هم يعرفوا منين إنهم لو رموا الإنسان ده إنهم مش هيغرقوا كلهم🤷‍♂️
كلها احتمالات، ودم المسلم معصوم بيقين، فلا يُهْدَر هذا اليقين لأجل ظن رَجَح عندك،
فموقف زي كده يدعوا ربنا ينجيهم لأن هو المُنجي سبحانه،
"قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ"

المهم،
أهل السفينة رموا يونس فعلا في البحر...
على فكرة الموضوع مرعب حتى لو كنت نبي..ففي الآخر هو بشر، يعني برة المركب أمواج بحر عالية... منظر المية وهي ملهاش قعر ولا نهاية...
وهل كان بيعرف يسبح ولّا لأ...كل دي حاجات مجرد التفكير فيها يخوّف فما بالنا باللي هيترمى فيها🙊
ده غير بقى إن أول حاجة هتيجي في بال يونس عليه السلام إنه قصر في رسالة عظيمة وعقاب ربنا هيكون على قدر عِظَم الأمانة فأكيد الموضوع كان مرعب جدا بالنسبة ليونس عليه السلام😶
وبعد ما رموه في البحر، على طول في ساعتها طلع حوت ضخم وفتح فمه وابتلع يونس عليه السلام 😳
في نفس الوقت ده ربنا كان أرسل على قوم يونس العذاب،
فلما شافوا السحاب وهو بيطلّع شرر أحمر من بعيد وشافوا سحاب اسود، اجتمعوا كلهم وقالوا يونس كان صادق وده العذاب جايلنا ...ربنا هيُهلكنا كلنا😱
احنا مفيش قصادنا غير إننا نتوب ونستغفر ونتضرع إلى الله
عشان يكشف عننا العذاب،
وفعلا كل القرية اجتمعوا وقعدوا يبكوا ويتضرعوا لربنا وكانوا أكثر من مائة ألف،
"وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ "
حتى كانوا بيفصلوا الطفل الصغير عن أمه عشان يبكي هو كمان ، حتى لو بكاؤه كان مجرد بكاء من الجوع، بس أهه أي وسيلة يسترحموا بيها ربنا ويحاولوا يستجلبوا بيها عفوه عنهم،
وفضلوا كده لحد ما ربنا رفع عنهم العذاب بالفعل👌
"فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا "

وهي دي الغاية يا جماعة إن الناس تؤمن، الهدف من إن ربنا يبتلي الإنسان هو إنه يتضرع ويستغفر ويرجع لطريق الطاعة
"فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا "
هو ربنا الغني عز وجل هينتفع بإيه لما يعذبنا يعني بدون سبب؟
"مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ"
فلما قوم يونس عليه السلام آمنوا ربنا كشف عنهم العذاب على طول،
على عكس اللي حصل مع كل الأمم إللي ما نفعهمش الإيمان بشيء لما جالهم العذاب خلاص،
وكل ده ويونس عليه السلام مايعرفش إللي حصل مع قومه، ولعل كان ده السبب إن ربنا لم يَأذن ليونس عليه السلام إنه يخرج من القرية،
لأنه يعلم في علم الغيب إن قوم يونس لما يشوفوا بدايات العذاب هيؤمنوا👌
مش هيقولو مثلا زي إللي قالوا قبل كده "هذا عارضٌ ممطرنا"
ويونس عليه السلام لأنه ميعرفش الغيب فتصور إن الوضع هيكون زي الأمم السابقة فخرج من القرية🤷‍♂️

☆بس إزاي يونس عليه السلام وهو نبي معصوم يغلط😶
ركزوا معايا عشان النقطة دي مهمة جدا👌
◇أولا :
الأنبياء معصومين من الخطأ في تبليغ الوحي سواء خطأ متعمد أو خطأ غير مُتعمّد ومعصومين من الكفر قبل الوحي وبعده.
◇ثانيا:
الأنبياء معصومين من الوقوع في الكبائر.
◇ثالثا :
الأنبياء معصومين من الصغائر التي تدل على الخِسَّة زي سرقة لقمة مثلا.
لكن ممكن يقعوا في الصغائر إللي لا تدل على الخِسّة، مع عدم إقرارهم عليها،
يعني بينزل وحي في ساعتها بالعتاب عليها بشكل واضح وعلني فبيستغفروا منها بشكل علني برده ومش بيرجعوا لها تاني أبدا،
زي آدم عليه السلام لما وقع في معصية الأكل من الشجرة لما نسي إن إبليس عدوه فسمع كلامه، وماستمرش على المعصية ساعتها،
ده تاب واستغفر على طول أول ما تبيّن له إنه غلط، وربنا تقبّل توبته، وطبعا ما كررهاش تاني أبدا.
"وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ *ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ"
وده إللي حصل مع يونس عليه السلام
"إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ"
فهو استعجل وخرج من قومه قبل ما ربنا يأذن له، وحتى ربنا وصى رسول الله ﷺ إنه ميكونش زي يونس عليه السلام في إنه لم يصبر الصبر المطلوب لحد ما يجيله الوحي في الأمور إللي متنفعش من غير وحي👌
"فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ۩ لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ"
بس مش معنى كده إن ده يُنقص حاجة من قَدر الأنبياء دول،
لإن تمام الكمال بيكون حسب النهاية كانت إيه، والعبرة بالخواتيم،
فيونس عليه السلام وغيره من الأنبياء حالهم أكمل الأحوال😊

المهم،
يونس عليه السلام فتح عينه لقى نفسه في بطن الحوت وكان ربنا أمر الحوت إنه مياكلوش ولا يكسر عظمه لإنه مش رزقه👌
كان الحوت بيطوف بيونس عليه السلام في البحر فكان بيسمع أصوات تسبيح المخلوقات في الأعماق،
فبدأ يونس عليه السلام يسبّح معهم.
فلما كان يونس عليه السلام يسبّح ويقول :
"لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"
كانت الملايكة تقول يارب احنا سامعين صوت ضعيف
مألوف بأرض غريبة،
فربنا قال لهم إن ده يونس عليه السلام، فشفعوا ليونس عند ربنا، ودعوه عز وجل وقالوا:
أَلست أنت ترحم في الشدة من كان يعرفك في الرخاء؟ فأجاب الله عز وجل: بلى،
فربنا أمر الحوت إنه يطلع يونس من بطنه ويلقيه على الساحل، بتسبيحه إللي ربنا جعله سبب في خروجه من الضيق الشديد ده،
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ"
وكان جسمه ضعيف زي هيئة الظبي لما بيتولد،
فربنا أنبت له جنب منه شجرة من يقطين بالذات –إللي هو نبات القرع- لأنها بتتاكل على جميع الأحوال ...بقشرها وبدون...مطبوخة وغير...
يعني هي أنسب أكلة في حالته دي وفيها فوائد كتير محتاجها في ضعفه ده دلوقتي،
وهنا ربنا بيعلمنا قاعدتين مهمتين:
◇الأولى:
إن لما ينزل بينا البلاء أول حد ممكن نفكر فيه هو وحده سبحانه؛ لإنه هو الوحيد القادر على تغيير البلاء لنعمة وعافية.
◇القاعدة التانية:
تَعَرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، يعني الإنسان يكون عنده رصيد في الصّلة بالله عز وجل زي ما قلنا في قصة أيوب عليه السلام ،
وإن التسبيح من أعظم أسباب رفع البلاء وكشف المصائ
ب 😊
"فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ"
يُقال إن يونس عليه السلام قعد في بطن الحوت يوم واحد ، وفيه إللي قال سبع أيام وفي إللي قال قعد أربعين يوم.
لكن المؤكد إنه قعد فترة كافية تخليه يخرج بالشكل الهزيل الضعيف ده،
والحوت إللي ابتلع يونس عليه السلام مش على قيد الحياة زي ما الناس فاكرة وبتقول😅
وغير معروف كم سنة عاشها يونس عليه السلام بعد خروجه من بطن الحوت.

إن شاء الله المرة الجاية هنتكلم نبي ورسول من أُولِي العزم من الرّسل أنا شخصيا بحبه جدا😁
استنتجوا انتم بقى هو مين🤭

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy