قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
30K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وثمانية_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#بين_المهاجرين_والأنصار_في_السقيفة

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما تكلم أمام الأنصار وقدّم لهم عمر وأبا عبيدة عشان يختاروا واحد منهم يكون خليفة للمسلمين،
وقلنا إن كده بقى عندنا رأيين:
رأي بيؤيّد مُرشح من الأنصار ويقف وراءه معظم رؤوس الأنصار في المدينة،
ورأي تاني بيؤيد مرشح من قريش ويقف وراءه ثلاثة فقط من المهاجرين وكل واحد له حجته ومنطقه،
هنا قام واحد من الأنصار هو الحُبَاب بن المنذر وقال:
"مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ"
يعني بيقترح اختيار أميرين، أمير من الأنصار على الأنصار وأمير من المهاجرين على المهاجرين أو يختار أميرين تكون لهما القيادة على دولة الإسلام هم الاتنين مع بعض،
هو شاف إن ده حل يرضي جميع الأطراف😅
وأكمل كلامه وقال:
فإنا والله! ما نَنْفس عليكم هذا الأمر، ولكنا نخاف أن يَلِيَها أقوام قتلنا آباءهم"
يعني احنا مفيش في نفوسنا شيء عليكم، لكن هم خايفين؛ لأن الأنصار قتلوا عدد كبير من أهل مكة من القرشيين في الغزوات،
والموضوع ده سيترك ثأر في قلوب قريش، فإذا تولى القرشيون الخلافة ممكن ينتقموا من الأنصار.

وهنا هنلاحظ ثلاثة أمور في كلام الحُباب بن المنذر رضي الله عنه:
◇أولا:
إن في تنازل سريع من الأنصار عن موقفهم من اختيار الخليفة منهم، يعني همّ لسه من شوية كانوا مجتمعين على سعد بن عبادة كخليفة لكل الدولة الإسلامية،
لكن بعد كلام أبي بكر تنازلوا عن نصف الخلافة، فدي كده محاولة صادقة منهم لتقريب وجهات النظر والالتقاء في منتصف الطريق👌

◇ثانيا:
إللي خلّى الحُباب يقول الكلام ليس الحقد على المهاجرين، ولكن خوفهم من نظام جديد ممكن يكون فيه خطورة على حياتهم جميعاً🤷‍♂️

☆وهو إيه النظام الجديد ده🤔
شوفوا،
العرب بصفة عامة لم تكن تُقر وترضى بالسيادة لأحد على قوم إلا لمن يكون منهم،
يعني مهما صَغُرت القبيلة فإن رئيسها يكون منها،
زي حالنا دلوقتي كده،
هو في دولة مثلا حتى ولو كانت مسلمة ترضى إن يكون رئيسها من دولة تانية؟ لا طبعا مفيش🤷‍♂️
شوفتم إزاي إننا رجعنا لأيام الجاهلية😀

المهم يعني كان طبيعي إن الأنصار يستغربوا كعامة العرب إن إزاي يكون عليهم أمير من غيرهم،
وهم كانوا تقبلوا برسول الله ﷺ كحاكم عليهم من بلد تانية؛ لأنه كان نبي زي ما قلنا قبل كده،
والقبلية كانت من الموانع الرئيسية لكثير من الناس في دخول الإسلام، فجاء الإسلام وألغى القبلية،
لكن دي قواعد إدارة البلاد لمدة سنوات كثيرة جدا،
ولم يبتعدوا عن هذه القواعد إلا منذ سنوات معدودات، حوالي احدى عشر سنة تقريبا من ساعة الهجرة،
فكلام الحُباب إن يكون في أمير منهم وأمير من المهاجرين كان طبيعي وخصوصا إن ده أول حاكم هيحكم بعد رسول الله ﷺ👌

◇ثالثا:
بصرف النظر عن الظروف إللي خلت الحُباب رضي الله عنه يقترح الاقتراح ده؛ هل من الحكمة أن يتولى الخلافة رجلان🤷‍♂️
يعني عندنا مَثَل بيقول: المَركب إللي فيها ريِّسِين تغرق،
فإزاي بقى يكون في بلد يدير شؤونها خليفتين؟
مستحيل طبعا،
ده غير كده كمان الموضوع مَنهِي عنه في الشرع، وفي منتهى الوضوح وفي منتهى الصرامة👌
قال رسول الله ﷺ:
"مَن بايع إمامًا فأعطاه صفقةَ يدِه ، وثمرةَ قلبِه ، فلْيُطِعْه ما استطاع ، فإن جاء أحدٌ يُنازِعُه فاضربوا رقبةَ الآخرِ"
يعني إذا الناس بايعوا إمام ورضوا به، فليطيعوه مادامت طاعته في غير معصية الله،
فإذا جاء واحد تاني يُنازعه في الحكم وعايز ياخده منه، فالمطلوب من المسلمين إنهم يدفعوا الشخص التاني ده لأنه خارج على الإمام،
فإنْ لم يندفِعْ إلَّا بحرْبٍ وقتالٍ، فقاتِلُوه، فإنْ دعَتِ المُقاتَلةُ إلى قتْلِه، جاز قتْلُه، ولا ضمانَ فيه؛ لأنَّه ظالمٌ مُعتدٍ في قتالِه👌

طبعا يا جماعة الحُباب بن المنذر رضي الله عنه إما إنه لم يصله الحكم ولا يعرفه،
أو إنه كان عايز الأنصار ينسحبوا من الخلافة ولكن بأسلوب متدرج؛ عشان ميكونش في إحراج لكبيرهم سعد بن عبادة رضي الله عنه،
و اقتراحه ده مكنش هيعدي على الصحابة يعني، فلو كان في ناس مش عارفين ففي غيرهم عارفين الحكم💁‍♂️

☆وأنا عايزة أوضح لكم نقطة مهمة👌
مش كل الصحابة كان عندهم كل العلم عن رسول الله ﷺ والقرآن،
العلم إللي رسول الله ﷺ قاله متفرق ومتوزّع بين الصحابة، يعني ممكن واحد بس من الصحابة يكون سمع حديث معين من رسول الله ﷺ محدش سمعه غيره،
وممكن يكون مجموعة سمعوا حديث لرسول الله ﷺ وواحد تاني مسمعش الحديث،
فالعلم متفرق بين الصحابة وهم بينقلوه لغيرهم،
عشان كده متستغربوش لما تعرفوا إن واحد من الصحابة مثلا مكنش يعرف حكم معين أو ميعرفش حديث معين،
احنا يا جماعة لسه في البداية خالص، متخيلين إن القرآن نفسه مكنش لسه اتجمع وكان متفرق بين الصحابة،
يعني احنا دلوقتي بسهولة ممكن نعمل بحث على أي حديث ونعرف مين الرواي وهل الحديث ده صحيح أو لأ،
لكن في عهد الصحابة م
كنش الكلام ده موجود خالص،
فأنا عايزاكم وانتم بتقرأوا عن الصحابة بصفة عامة وعن الموقف إللي بنتكلم عنه دلوقتي بصفة خاصة تبقوا متخيلين عصر الصحابة ده كان عامل إزاي،
والعلم عندهم كان متفرق بينهم إزاي👌

المهم،
بعد ما الحباب قال رأيه كَثُرَ "اللَّغَط" يعني بقى في جَلَبة ودوشة والكل بقى يتكلم وارتفعت الأصوات،
فهنا قال عمر:
إنه لا يصلح سيفان في غِمْدٍ واحد🤷‍♂️
هو احنا ينفع نضع سيفين في نفس الجراب بتاع السيف الواحد؟ لأ طبعا، فعمر هنا يقصد إنه لا يصلح خليفتان في البلد👌
فقام خطيب الأنصار إللي كان اتكلم من شوية وقال:
"إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَهُ بِرَجُلٍ مِنَّا فَتَبَايَعُوا عَلَى ذَلِكَ"
يعني رسول الله ﷺ كان دايما بيخلي المهاجرين والأنصار مع بعض في كل شيء، فهو بيقول خلاص خلونا نعمل زي رسول الله ﷺ ويبقى واحد مننا وواحد منكم،
يعني هو بيؤيد رأي الحباب رضي الله عنه،
لكن هنلاحظ إن كلامه فيه تنازل أكبر،
يعني هو بيقبل بخليفة من المهاجرين ومعاه مساعد من الأنصار،
لكن برده الظاهر من كلامه أنه لا يقصد نائباً للخليفة، لأ هو يقصد خليفة ولكن في درجة لاحقة للخليفة الأول،
وطبعا زي ما قلنا الكلام غير منطقي خالص🤷‍♂️

فقال واحد من الأنصار:
"أَوَّلًا نَخْتَارُ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَإِذَا مَاتَ اخْتَرْنَا رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ،
فَإِذَا مَاتَ اخْتَرْنَا رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَذَلِكَ أَبَدًا،
فَيَكُونُ أَجْدَرَ أَنْ يُشْفِقَ الْقُرَشِيُّ إِذَا زَاغَ أَنْ يَنْقَضَّ عَلَيْهِ الْأَنْصَارِيُّ وَكَذَلِكَ الْأَنْصَارِيُّ"
يعني خلاص احنا في الأول هنختار خليفة من المهاجرين، وبعدين لما يموت نختار واحد من الأنصار، ويستمر الوضع كده للأبد، واحد من هنا وواحد من هنا💁‍♂️
وبكده مش هيبقى في أي انحراف في السُّلطة، يعني كده المهاجري هيبقى عارف إن الخلافة هتروح لواحد غيره من قبيلة تانية فمش هيقدر إنه يستغل سلطته كخليفة من المهاجرين لمصلحته الشخصية مثلا👌

والرأي ده وإن كان ظاهره إنه هيحل الموقف الآن باختيار خليفة من المهاجرين إلا أنه سيؤجل الفتنة عدة سنوات أو شهور،
لكن أكيد هتحصل فتنة؛ لأن الشيطان ممكن يدخل
بين الفريقين ويعمل بينهم فتنة في تبادل السلطة،
والأهم من ده إن العرب في المستقبل بعد موت الخليفة الأول لن ترضَ بالخليفة الأنصاري الجديد🤷‍♂️
فكده الرأي ده كمان غير مقبول😕

فهنا عمر رضي الله عنه قال في قوة وحدة وفي منتهى الشدة: لا والله! لا يخالفنا أحد إلا قتلناه😤
عمر رضي الله عنه كان شديد في الحق وحريص على الوضوح، وبعيد كل البعد عن تمييع الأمور،
فهو هنا عايز يوضح الأمور على حقيقتها من البداية، فإن كانت الخلافة فعلاً من حق قريش زي ما وضح أبو بكر في بداية كلامه فأي حد هينازعهم فيها لابد أن يُقتل شرعاً👌

فإذا كانت العرب جميعاً ستُبايع القرشيين ولن تبايع الأنصار فالاجتماع هنا على القرشيين واجب،
وهنا هتكون مطالبة الأنصار بالإمارة مخالفة شرعية؛ لأنها ستقود إلى الفرقة وإلى الفتنة، والفتنة أشد من القتل،
عشان كده رسول الله ﷺ شَرع قتل الخليفة الآخر إذا بُويع للأول واجتمع الناس عليه وكان مُقيماً لشرع الله غير مبدل ولا مُحرّف،
فعمر رضي الله عنه مواقفه دائما كانت فاصلة،
بيحب يوضّح الأمور على حقيقتها وإن كان موقفه يغضب بعض الناس أو يظنون فيه الظنون👌
طبعا الحِدة إللي ظهرت في كلام عمر رضي الله عنه
أثارت نفوس بعض الأنصار،
لأن النفس العربية بصفة عامة لا تقبل التهديد وبالذات لو كانت هذه النفس نفس فارس،
فقام فارس الأنصار الحُباب بن المنذر رضي الله عنه وأعاد وكرر: منا أمير ومنكم أمير، وإِنْ شِئْتُمْ كَرَّرْنَاهَا خُدْعَةً،
يعني أعدنا الحرب من جديد،
وطبعا الكلمة دي نقدر نقول إنها فلتت من الحباب رضي الله عنه بسبب الموقف كله وإن كان فيه قلق وتوتر،
وده وارد يا جماعة عادي، يعني هُم على عُلو شأنهم ومكانتهم فهم في الأول وفي الآخر بشر وقاعدين بيجتهدوا عشان يخرجوا بأفضل حل للموضوع وخصوصا إن ده حدث أول مرة يحصل، فتخيلوا الضغط إللي كانوا فيه،
وعشان تعرفوا إن الموضوع مكنش شخصي وحرص على الإمارة هنلاحظ إن:
◇أولا:
مع الحوار والجدل ده كله لم نسمع إن سعد بن عبادة رضي الله عنه اتكلم ولا مرة، يعني من ساعة ما دخل المهاجرون في أول اللقاء لم يتكلم ولا مرة،
ولم يطلب لنفسه شيء ولم يبرر ولم يقل: خلاص يا جماعة قومي اتفقوا علي وده إللي عندنا وانتهى الموضوع🤚

◇ثانيا:
الأنصار مع كل هذا الحوار الطويل لم يذكروا ولو مرة واحدة مناً على المهاجرين ولا تَفضّلاً عليهم، يعني محدش فيهم قال:
انتم جئتمونا مطردوين فآويناكم، فقراء فأغنيناكم، محتاجين فأعطيناكم و...و....
مع إن كل ده واقع وصحيح، لكن أدب وخُلق الأنصار أغلق كل أبواب الشيطان لزرع الفتنة بينهم👌

◇ثالثا:
المهاجرين لما طلبوا الإمارة فيهم لم يقولوا ولو مرة واحدة: إنهم أفضل من الأنصار، أو إن
كفاءتهم القيادية أو الإدارية أو الأخلاقية أو الروحية أكبر من كفاءة الأنصار، أبداً👌
كل إللي عايزين يثبتوه هو صدق الواقع، والواقع سواء كان حلو أو مر يقضي بأن العرب لن تطيع إلا لقريش لأنهم أهل البيت الحرام وخُدامه وسدنته،
فالعرب ستطيع قريش الآن، وبعد عشر سنين ستطيع قريش، وبعد مائة سنة ستطيع قريش، وما دام الواقع لم يُحل حراماً أو يحرم حلالاً فلابد من مراعاته🤷‍♂️
وزي ما قلنا قبل كده، إن المسلمين يجتمعوا على رجل مرجوح أو أقل صلاحاً أحسن من إنهم يفترقوا على رجل راجح أو أكثر صلاحاً👌

فخُلاصة الكلام إنهم كانوا بيجتهدوا في أمر جديد أول مرة يحصل أمامهم، فكان الاختلاف طبيعي جدا، والعبرة بالنهاية والنتيجة وهي اجتماع القلوب مهما اختلفت الآراء💁‍♂️

المهم لما الحُباب رضي الله عنه قال الكلمة إللي قالها دي الأصوات عليت والموقف بقى متأزم أكثر،
فهنا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال:
"يا معشر الأنصار! إنكم أول من نَصَر وآزَر فلا تكونوا أول من بَدّل وغيَّر"
هو قال الكلمة دي وساد الصمت في المكان،
الكلمة زلزلت قلوب الأنصار وهزت مشاعرهم،
الأنصار الذين آووا ونصروا، وإللي كانوا قالوا قبل كده:
يا رسول الله! اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل،
وإللي ربنا قال فيهم:
"يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"
الأنصار إللي رضيوا إن ميكنش لهم أي جزاء على بذلهم في الدنيا ورضوا بالجنة،
الأنصار إللي قالوا:
"بايَعَنا علَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ، في مَنْشَطِنا ومَكْرَهِنا، وعُسْرِنا ويُسْرِنا وأَثَرَةً عَلَيْنا، وأَنْ لا نُنازِعَ الأمْرَ أهْلَهُ، إلَّا أنْ تَرَوْا كُفْرًا بَواحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فيه بُرْهانٌ"
كلمات أبو عبيدة خلتهم يفتكروا البيعة الخالدة، والهجرة، والنُّصرَة،
وتذكروا الجهاد والشهادة، وتذكروا إخوانهم إللي قدموا أرواحهم وسبقوهم وما بدلوا وما غيروا،
تذكروا سعد بن معاذ ، وتذكروا أسعد بن زرارة ، وتذكروا سعد بن الربيع ، وتذكروا أنصاراً عاشوا أنصاراً وماتوا أنصاراً،
وتذكروا رسول الله ﷺ الحبيب الذي لم يفارقوه إلا من وقت بسيط ولسه نائم على سريره لم يُدفن،
يا ترى الأنصار عملوا إيه بعد ما سمعوا كلام أبو عبيدة رضي الله عنه؟

ده إللي هنعرفه الجزء الجاي إن شاء الله👌

♡ملحوظة:
في الغالب باقي لنا حلقتين ونخلص السيرة إن شاء الله 🙈

مصادر جزء النهاردة في التعليقات👇

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي.


#Eman_Shalapy
🎉🎉قريباً بإذن الله تنطلق قناتنا الجديدة لقصص الأنبياء و السيرة النبوية باللغة العربية الفصحى🎉🎉
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وتسعة_وثلاثين
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
#الأئمة_من_قريش

وقفنا المرة إللي فاتت عند مقولة أبو عبيدة بن الجراح للأنصار:
"يا معشر الأنصار! إنكم أول من نَصَر وآزَر فلا تكونوا أول من بَدّل وغيَّر"
فهنا بشير بن سعد الأنصاري الخزرجي إللي كان حضر بيعة العقبة الثانية، وهو أبو النعمان بن بشير أول مولود يُولد للأنصار في المدينة بعد الهجرة؛ قام فقال:
"يا معشر الأنصار!
إنا والله لئِن كنا أولِي فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين؛ ما أردنا به إلا رضاء ربنا، وطاعة نبينا، والكَدْح لأنفسنا،
فما ينبغي أن نستطيل بذلك، ولا نبتغي به من الدنيا عرضًا، فإن الله وليّ النعمة، ووليّ المنة علينا بذلك،
ألا إن محمدًا ﷺ من قريش، وقومُه أحقُّ به وأوْلَى، ولا يراني الله أُنازعهم في هذا الأمر أبدًا، فاتقوا الله، ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم"
يعني بيقول للأنصار إنهم وإن كانوا أصحاب الفضل في جهاد المشركين بكثرة عددهم زي ما خطيب الأنصار قال من شوية،
لكن بيفكرهم إنهم معملوش كده إلا لأنهم كانوا عايزين رضا الله وطاعة رسوله، وإنهم بيعمَلوا لأنفسهم عشان ربنا ينجيهم في الآخرة ويدخلهم الجنة،
فعلى الأساس ده بيقولهم إن مينفعش بقى إننا نستغل الفضل ده عشان ناخد به مصلحة في الدنيا؛ لأن الموضوع كله فضل من الله وهو إللي هدانا لهذا فله الفضل والمنة،
ومحمد ﷺ من قريش وقومه أحق بخلافته وأوْلى،
وبعدين وضع من نفسه قدوة وقال لهم إنه معندوش استعداد إن ربنا يراه وهو يُنازع قوم رسول الله ﷺ في الخلافة،
وذكّرهم بالله وقال لهم لا يخالفوهم ويسمعوا كلامهم،
وكده نلاحظ تغير خط الحوار في السقيفة، وكده بدأت نفوس الجميع تهدأ،
وهنا قام سيد الأوس أُسَيْد بن حُضَيْر ودعا الأنصار إنهم يتركوا الأمر ويبايعوا المهاجرين وقال إنه خايف إن يحصل خلاف في المستقبل بين الأوس والخزرج إذا أحد الفريقين تولّى الخلافة، عشان كده هو بيُؤيّد المهاجرين👌
فلما رأى أبو بكر رضي الله عنه إن النفوس بدأت تطيب باختيار الخليفة من المهاجرين أراد إنه يضيف حجة تقوّي من هذا الاختيار،
فقال الصديق رضي الله عنه:
"إن الله سمّانا الصادقين وسمّاكم المفلحين...."

أبو بكر رضي الله عنه بيُشير إلى قول الله عز وجل في سورة الحشر:
" لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ 《الصَّادِقُونَ》"
فده كده وصف المهاجرين، أما وصف الأنصار فجاء في الآية إللي بعدها، قال الله تعالى:
" وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ《الْمُفْلِحُونَ》"
فكلامه رضي الله عنه بيدل على ذكاءه وسعة اطلاعه على القرآن،
وبعدين أبو بكر رضي الله عنه قال للأنصار:
وقد أمركم الله أن تكونوا معنا حيثما كُنا، فقال في سورة التوبة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"
يعني هو استنبط حكم إن الخلافة تكون من المهاجرين من خلال الآية،
ومش بس كده، ده قال لهم حديث رسول الله ﷺ إللي بيقول:
"فمَن ولِيَ مِنكُم شيئًا يَضُرُّ فيه قَوْمًا ويَنْفَعُ فيه آخَرِينَ، فَلْيَقْبَلْ مِن مُحْسِنِهِمْ ويَتَجَاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ"
احنا شرحنا الحديث كامل في الجزء المائة واثنان وثلاثين،
فرسول الله ﷺ هنا كان بيوصي بالأنصار، وكلامه فيه إشارة واضحة إن الخليفة ليس من الأنصار؛
يعني إزاي هيوصي الخليفة عليهم إذا كان هو منهم أصلا🤷‍♂️
وبكده هدأت النفوس أكثر وأكثر، وازداد توحد المسلمين في رأي واحد👌

كل الأحداث إللي بتحصل دي وسعد بن عبادة رضي الله عنه كان ساكت ومتكلمش خالص،
وموقفه يُعتبر موقف محرج😅
يعني من ساعة أو ساعتين كان مُرشح للخلافة وكان تقريبا شبه مؤكد إنه خلاص هيبقى فعلا الخليفة، وفجأة كده الوضع يتغير تماما،
ولعله أصلا كان في حيرة من كل إللي بيحصل، والأفكار تزاحمت في رأسه بجانب إرهاقه بسبب مرضه،
وأكيد دي حاجة مش هتعدي على أبي بكر رضي الله عنه، هو كان مراقب للموقف كله وبيتصرف بحكمة عشان يخرجوا من الموضوع بأفضل نتيجة بدون أي مشاكل،
ومن خلال الموقف كان واضح إن الأنصار رضي الله عنهم خلاص اقتنعوا عقلياً وقلبياً بأن المصلحة العليا للأمة تستلزم أن يكون الخليفة من المهاجرين وبالذات من قريش💁‍♂️
في اللحظة دي بقى أبو بكر رضي الله عنه أظهر بالدليل الدّامغ والحجة الظاهرة البيّنة التي لم تترك أي شك في قلب أحد، سواء من المهاجرين أو الأنصار👌

☆إيه هو الدليل ده بقى🤔

قال أبو بكر رضي الله عنه وهو يوجه الكلام لسعد بن عبادة نفسه:
لقد علمت يا سعد! أن رسول الله ﷺ قال
وأنت قاعد:
"ٌقريش وُلاةُ هذا الأمر فَبَرُّ الناس تبعٌ لبَرِّهم، وفاجرهم تَبع لفاجرهم"
يعني رسول الله ﷺ بيقول إن الخلافة في قريش؛ لأن الناس كلها بيتبعوهم،
الإنسان البار الكويس كان بيتع رسول الله ﷺ إللي هو من قريش،
والفاجر كان يتبع الفاجر والكافر من قريش، يعني باختصار إن قريش هي زعيمة العالم العربي والكل ماشي وراها بالسوء أو بالخير 👌
فدلوقتي بقى في كلام لرسول الله ﷺ قاله في وجود سعد بن عبادة وفي وجود أبي بكر، وهو هنا بيذكر سعد بالحديث،
وواضح إن سعد بن عبادة رضي الله عنه كان نِسي الحديث ده،
إما بقى بسبب إنه سمعه من رسول الله ﷺ من فترة طويلة أو بسبب الحزن على رسول الله ﷺ أو بسبب إنه مريض، أو غيرها من الأسباب👌
المهم إن لما سمع سعد بن عبادة رضي الله عنه كلام أبي بكر رد عليه وقال له:
"صَدَقت. أنتم الأمراء ونحن الوزراء"
يعني برغم كل الحوارات والجدال إللي حصل في السقيفة؛ الموضوع كله خلص في كلمتين😅
وسعد رضي الله عنه متكلمش من ساعة ما جاء المهاجرين الثلاثة للسقيفة غير الكلمتين دول،
وبكده يبقى هو حَسَم الموضوع تماما بإن الخلافة لقريش وليس للأنصار فيها أي حق؛ لأن الموضوع هنا اتحول لتشريع مش مجرد شورى واجتهاد 💁‍♂️
يعني الشورى بتكون في حاجة معندناش فيها حكم ثابت، فبيجتمع أهل الرأي عشان يتناقشوا ويقدروا يطلعوا أفضل الآراء وإللي فيها المصلحة،
لكن مينفعش مثلا يتشاوروا يبيعوا الخمر أو لأ؛ لأن ده له حكم ثابت في الإسلام،
فبعد الحديث إللي قاله أبو بكر وشهد له سعد بن عبادة بقى لا يجوز اختيار خليفة إلا من قريش؛
لأن الموضوع خرج من أيديهم وبقى حُكمه إلى الله عز وجل وإلى رسوله ﷺ، فلا يجوز مخالفته،
قال الله تعالى:
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا"
مش مجرد طاعة بس، لأ، ده لازم كمان تكون النفوس راضية بحكم الله ده، مش يقبل حكم ربنا على مضص ويقول أمري لله أعمل إيه يعني، ويطبق أمر ربنا وهو كاره ومضطر😬
ربنا بيقول:
"فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"

☆ممكن هنا حد يقول زيي كده لما سمعت القصة دي أول مرة:
طب ما كان يقول الحديث من الأول😣
لو كان قاله من بداية القعدة من أول ما دخلوا كان زماننا قفلنا كل أبواب الجدل من البداية وخِلصنا 😬

لكن سبحان الله الموضوع طلع له حكمة، وكان من توفيق الله لأبي بكر رضي الله عنه إنه ميقولش الحديث ده من البداية، ليه بقى🤔
تخيلوا إيه إللي كان ممكن يحصل لو كان أبو بكر قال الحديث من غير ما يمهّد له بالبراهين الساطعة والأدلة الدامغة والحجة العقلية في كون قريش أقدر على إدارة الأمور في دولة الإسلام من غيرها، وإن العرب سيكونون أكثر طوعاً لقريش😕
كان ممكن ساعتها الأنصار يرفضوا الامتثال لكلام أبي بكر؛
لأن الأنصار كانوا مهيئين نفسياً لتولي الحكم،
وأدلتهم العقلية قوية، وحجتهم المنطقية مقبولة، ويُخشى عليهم ألا ينقادوا بهدوء لأمر الله ولرسوله،
وكانت هتبقى كارثة فعلا لو رفضوا الانقياد لكلام أبي بكر،
وحتى لو كانوا وافقوا كان ممكن يوافقوا مكرهين وفي نفوسهم شيء،
واحنا عايزين:
"لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"
فمن الحكمة إن الواحد ميطلبش أمر صعب أو عسير من أحد إلا بعد أن تهيئته نفسياً،
يعني لا تكن عوناً للشيطان على أخيك، واقدر للأمر قدره، وخاطبوا الناس على قدر عقولهم، وراعوا حالتهم النفسية والمزاجية،
وهو ده إللي عمله أبو بكر رضي الله عنه؛ عالج الأمر بحكمة، وتدرج معاهم في إيصال الحكم،
ولما جاء عرض الحكم عليهم قبلوه بدون أي تردد، واتبعوه دون شك وتقبلوا الأمر ومبقاش في نفوسهم أي حرج وسلموا تسليما كاملا لكلام رسول الله ﷺ 👌

وعلى فكرة الحديث إللي قاله أبو بكر رضي الله عنه مش هو الحديث الوحيد إللي بيحمل نفس المعنى،
ده في أحاديث تانية كتير غير الحديث ده، لكن الصحابة إللي كانوا سمعوا الأحاديث دي من رسول الله ﷺ وأخبروها للناس بعدين مكنوش حاضرين في السقيفة،
《وبالمناسبة الأحاديث دي كلها صحيحة👌
يعني مثلا حديث في البخاري بيرويه معاوية بن أبي سفيان عن رسول الله ﷺ بيقول:
"إنّ هذا الأمرَ في قريش لا يُعاديهم أحد إلا كَبّه الله على وجهه ما أقاموا الدين"
لكن معاوية رضي الله عنه مكنش حاضر في السقيفة، وغيره من الصحابة يروي أحاديث بنفس المعنى ولم يكونوا حاضرين،
لكن مع ذلك لما أبو بكر رضي الله عنه قال الحديث محدش اعترض ولا ردّ الحديث وقال إن الكلام ده غير صحيح أو واحد قام وقعد يفسّره بمعنى تاني خالص غير المعنى الظاهر🙄
كلام رسول الله ﷺ في الأحاديث المختلفة واضح إن الخليفة من قريش👌
و هذا الشرط هو ما عليه جماهير علماء ال
مسلمين،
ومُجمَع عليه من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة.

أنا بقولكم الكلام ده لأن في ناس بتكذّب الأحاديث دي وبيقولوا إنها بتدعو للتعصب القبلي وإن الإسلام أصلا جاء لإلغاء التعصب وكلام كتير كده الغرض منه الطعن في السُّنة وفي أحاديث رسول الله ﷺ👌
فخليكم عارفين إن شرط الأئمة من قريش ده حديث رسول الله ﷺ وعليه إجماع من عهد الصحابة وكل المسلمين ولم يخالفهم إلا أهل البدع زي الخوارج وبعض المعتزلة وغيرهم👌

☆ وطبعا هيطلع لنا سؤالين مهمين محتاجين الإجابة عليهم:
◇السؤال الأول:
موضوع إن الخلافة تكون في قريش فقط ده، هو فعلا مش كده هيبقى تعصب لقبيلة بعينها🤔
يعني هل الإسلام دين عنصري جاء لنشر سيادة قريش وانتقاص حق بقية المسلمين في المساواة معهم وحقهم في تولي الخلافة😬
ثم فين حديث رسول الله ﷺ:
"اسمعوا وأطيعوا، وإنْ وَلِيَ عليكم عبدٌ حبشِي كأن رأسه زبيبة"
وفين:
" أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى"😕

براحة كده وواحدة واحدة،
بداية كده اختصاص قريش بالخلافة هو تشريع من رب العالمين،
يعني لا هو اجتهاد من رسول الله ﷺ ولا اجتهاد من الصحابة، ولا قبيلة قريش هي إللي فرضت نفسها🤷‍♂️
فلما يأتي التشريع من الله فيجب على الجميع أن يسمع ويطيع ويرضى بدون أي نقاش👌
واحنا عارفين إن ربنا عز وجل ولا يفعل شيء إلا لحكمة،
فاحنا بنعرف وبنسأل عن الحكمة من باب زيادة الإيمان واطمئنان القلب مش من باب الاعتراض على أمر الله،
تمام كده😁
نيجي بقى للتفصيل،
قريش هي أفضل قبائل العرب بنص الحديث عن رسول الله ﷺ:
"إن الله اصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"

فالظن أن يكون الخير في العرب أعظم منه في الأجناس الأخرى،
واحنا اتكلمنا في بداية السيرة خااالص عن أسباب اختصاص العرب أصلا بحمل رسالة الإسلام، وقلنا إن فيهم صفات مش موجودة في حد غيرهم،
والظن أن يكون الخير في قريش أعظم منها في قبائل العرب الأخرى،
عشان كده كان منهم رسول الله ﷺ أشرف خلق الله تعالى الذي لا يُماثله أحد في قريش، فضلاً عن وجوده في سائر العرب وغير العرب👌
فالحكمة بقى إن ربنا جعل الخلافة في قريش هي زي ما قال أبو بكر رضي الله عنه للأنصار:
"ولن تعرِفَ العربُ هذا الأمرَ إلَّا لهذا الحيِّ مِن قريشٍ هم أوسطُ العربِ نسبًا ودارًا"
يعني محدش هيرضى إنه يخضع لقبيلة إلا لقريش، والهدف أصلا توحيد كلمة المسلمين👌
وطبعا الموضوع مفهوش أي تعصب خالص؛ لأن اشتراط الخلافة في قريش ليست على الإطلاق ولكن مشروطة بإقامتهم للدين زي ما رسول الله ﷺ قال في حديث معاوية إللي قلناه من شوية:
《 ما أقاموا الدين》، وإلا فإن صاحب الدين يُقدم حتى لو لم يكن من قريش👌
والكلام كله لا يتعارض إطلاقا مع حديث العبد الحبشي إللي قلناه من شوية؛ لأن المقصود من الحديث هو طاعة من ولّاهُ الإمام، وإن كان حبشيًا،
يعني إللي الخليفة يعيّنه؛ المطلوب من الناس إنهم يطيعوه أيا كان هو مين أو جنسه إيه مادام لا يأمر بمعصية الله،
لكن مش إن الخليفة يكون الخليفة من الحبشة؛ لأ، لأن الخليفة العام للمسلمين زي ما قلنا يكون من قريش، أما أمراء المسلمين الذين ينُوبون عن الخليفة فلا يُشترط فيهم أن يكونوا من قريش.
《في معنى تاني في موضوع تولي العبد الحبشي وهو أن يكون إمام مُتغلّب، وده موضوع تاني خالص مش موضوعنا هنا دلوقتي》

¤المهم،
في هنا ملحوظة في الحديث بالنسبة لنقطة عبد حبشي،
الحديث من باب ضرب المثل،
لأن العبد لا يكون خليفة؛ لأن من شروط الخليفة إنه يكون حر وليس عبد،
زي كده لما رسول الله ﷺ بيقول:
"مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ ، أوْ أَصْغَرَ ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ"
يعني إللي يبني مسجد لله بحجم مَفْحَصِ قَطَاةٍ أو أصغر، الله يبني له بيت في الجنة،
ومَفْحَصِ قَطَاة معناه المكان إللي يبيض فيه طائر القَطَا داخل العش بتاعه، وانتم عارفين عش الطائر صغير أد إيه،
والهدف من بناء المسجد هو إقامة الصلوات فيه،
فإزاي الواحد هيصلي في مكان صغير جدا بالحجم ده؟
فالمقصود من الحديث ضرب المثل،
يعني مهما كان حجم المسجد إللي هتبنيه لله؛ ربنا هيجازيك ويبني لك بيه بيت في الجنة،
فحديث العبد الحبشي نفس المعنى،
مهما كان الشخص إللي الإمام هيولّيه عليكم = أو هو نفسه يتولى عليكم كحاكم مُتغلب ومش من قريش= مش عاجبكم أو انتم مستقذرينه فانتم يجب عليكم طاعته ما دام يُقيم فيكم كتاب الله ولم يأمركم بمعصية 👌

◇السؤال الثاني:
طيب قريش كانت معروفة في بداية الإسلام وفضلوا معروفين فترة بعد كده،
لكن بعد الفتوحات الإسلامية وخروج القُرشيين وبقية العرب من الجزيرة وانتشارهم في كل مكان على مدار السنين، احنا بقى هنعرفهم إزاي عشان نجعل فيهم الخلافة والموضوع بقى معقد😬

بكل بساطة، أي حد يتوافر فيه شرط إقامة الدين في المسلمين يكون هو ال
خليفة👌
وهو ده إللي استند عليه العثمانيون في خلافتهم للمسلمين💁‍♂️
انتم عارفين إن العثمانيين مكنوش من قريش ومع ذلك كانت لهم القوة، وكانت لهم الغَلَبة، وكان لهم السمع والطاعة، وهو ده المقصود من الخلافة،
يعني ما داموا بيحكموا بكتاب الله عز وجل وجمعوا الأمة على ذلك فلماذا لا يكونون هم الخلفاء؟
وبالذات إن في زمن العثمانيين لم يكن لقريش شَوْكة ولا قوة، فجمع العثمانيون الأمة تحت راية كتاب الله وسنة رسوله ﷺ👌

☆طبعا يا جماعة موضوع الخلافة والإمامة ده موضوع فقهي طوييييل 😅
أنا قلت لكم فيه الخطوط العريضة إللي تهمنا واحنا بنتكلم عشان نعرف بس الأمور كانت ماشية إزاي مع الصحابة،
وهتلاقوا في التعليقات مواقع فيها الموضوع بالتفصيل الممل😁👇

يبقى خلاصة الموضوع دلوقتي إن الصحابة جميعاً انقادوا وسلّموا تماماً لحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؛ لأنه تشريع، وسكنت السقيفة، وذهب الخلاف، واستقر الناس على قريش👌

مين بقى إللي يختاروه من قريش😅
ده إللي هنعرفه الجزء الجاي إن شاء الله 👌

مصادر جزء النهاردة في التعليقات👇

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي.


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_أربعون_والأخيرة
#أحداث_السنة_الحادية_عشرة_من_الهجرة
َفْن_رسول_الله

وقفنا المرة إللي فاتت عند استقرار الأمور في السقيفة واتفاق الجميع على إن الخليفة يكون من قريش،
لكن السؤال المهم بقى: يا ترى يختاروا مين يكون هو الخليفة🤔
في البداية كان أبو بكر رضي الله عنه رشح للخلافة عمر وأبا عبيدة،
فدلوقتي الترشيح ما زال قائم، لكن عمر وأبو عبيدة كان لهم رأي تاني،
أبو عبيدة رضي الله عنه قال لأبي بكر:
لا ينبغي لأحد بعد رسول الله ﷺ أن يكون فوقك يا أبا بكر ! أنت صاحب الغار مع رسول الله ﷺ، وثاني اثنين،
وأمّرك رسول الله ﷺ حين اشتكى، وصليت بالناس، فأنت أحق الناس بهذا الأمر👌
يعني مينفعش حد يكون أمير عليك، انت إللي كنت مع رسول الله ﷺ في الهجرة وفي الغار زي ما ربنا ذكرك في القرآن، ولما رسول الله ﷺ كان مريض خلاك انت مكانه تصلي بالناس وترعى شؤونهم؛
فأنت احق بالخلافة من أي أحد، فهنا عمر رضي الله عنه قال للأنصار:
" يا معشر الأنصار، ألستُم تعلمون أن رسول الله ﷺ قد أمَر أبا بكر يَؤُم الناس؟!
فأيُّكم تطيبُ نفسه أن يتقدم أبا بكر رضي الله عنه؟
يعني مين إللي نفسه تكون راضية إنه يكون إمام لأبي بكر ورسول الله ﷺ نفسه هو إللي خلاه إمام للناس؟
فقال الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر🤚
فهنا عمر رضي الله عنه قال لأبي بكر:
ابسُطْ يدَك يا أبا بكرٍ.
فبسَطها، فبايَعه عمر، وقام أُسيد بن حضير زعيم الأوس، وقام بشير بن سعد رضي الله عنه يستبقان للبيعة،
يعني كانوا بيسابقوا بعض لمبياعة أبو بكر بالخلافة، فهنا وَثَب أهل السقيفة يَبْتَدِرُون البيعة،
يعني قفزوا من أماكنهم ناحية أبي بكر بيسابقوا بعض، كل واحد عايز يبايع هو الأول😅

فبايع الحُباب بن المنذر وبايع ثابت بن قيس، وبايع زيد بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين،
وبايع كل الأنصار في السقيفة ما عدا سعد بن عبادة رضي الله عنه، بايع بعد كم يوم كده،
وهو معذور لأنه ساعته كان مريض والدنيا كانت زحمة وحصلت أحداث كتير،
فلما الأمور هدأت وخف مرضه بايع رضي الله عنه👌

دي كده كانت البيعة الأولى وحصلت بيعة تانية في المسجد لأبي بكر رضي الله عنه وفي تفاصيل كتير حصلت بس ده مش موضوعنا دلوقتي،
واحنا بنتكلم عن الخلفاء هنتكلم عن الأحداث دي بالتفصيل إن شاء الله، وهنتكلم عن الأحاديث إللي كان فيها إشارة لاستخلاف أبي بكر رضي الله عنه😊

احنا بقى هنسيب كل الأحداث دي ونرجع لحُجرة السيدة عائشة إللي كان فيها رسول الله ﷺ ونشوف حصل إيه، فهو ﷺ لم يُدفن حتى الآن👌

لما بيموت أي مسلم المفروض إنه بيتغسّل وبيتكفن ومعروف بيتعمل معاه إيه،
لكن موضوع تغسيل وتكفين ودفن رسول الله ﷺ يُعتبر قضية حساسة جداً ومُحيرة،
وهي من القضايا الأُولى إللي مطلوب من الصحابة إنهم يأخذوا فيها قرار بدون ما يكون رسول الله ﷺ موجود معاهم،
كان في حجرة رسول الله ﷺ مجموعة من الصحابة هم إللي هيقوموا بتغسيله هم:
◇علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان هو إللي يغسله ﷺ.
◇أسامة بن زيد ومولى رسول الله ﷺ، وكانا يصبان الماء.
◇ العباس بن عبد المطلب عم النبي ﷺ واثنين من أبناء العباس هما قَثَم والفَضل، وكانوا يقلّبونه ﷺ.
◇أوْسُ بن خَوْلِيّ الأنصاري رضي الله عنه، وكان يسند رسول الله ﷺ على صدره.

احتار الصحابة في تغسيل رسول الله ﷺ، هل ينزعون ملابسه كما ينزعزن ملابس باقي الموتي عند الغسل إلا ما يستر العورة؛ ولّا يغسلونه وهو عليه ثيابه؟
لأن هناك من الأحكام الفقهية ما قد يكون خاص به ﷺ وهناك ما قد يكون عامًّا على عموم المسلمين🤷‍♂️

فلما اختلفوا ألقى اللهُ عليهم النومَ ثم كَلّمَهم مُكلّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يدرون مَن هو أنِ اغسلوا النبيَّ ﷺ وعليه ثيابُه،
يعني اختلفوا في الرأي، مجموعة قالت ننزع ملابسه ومجموعة قالت لأ نغسله وعليه ملابسه،
فهنا ربنا خلاهم كلهم يناموا، وبعدين سمعوا حد بيكلمهم من جانب البيت ميعرفوش هو مين وبيقول لهم إنهم يغسلوا رسول الله ﷺ وعليه ثيابه،
ممكن يكون إللي كلمهم ده مَلك والله أعلم🤷‍♂️
فقاموا إلى النبيِّ ﷺ فغسلوه وعليه قميص، يعني كانوا يصبوا الماء على الملابس إللي كان رسول الله ﷺ لابسها
ويُدَلِّكونَه بالقميصِ دونَ أيديهم"
يعني كانوا بيغسلون جسمه من فوق الثياب ولا يَمَسُّونَ بَشَرَتَه ﷺ بأيديهم👌

☆السيدة عائشة كانت تقول:
"لو استَقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ، ما غسَلَهُ إلَّا نساؤُهُ"
يعني السيدة عائشة بتقول لو كانت عَلِمت وظَهَر لها ما كان مِن تغسيلِ رسولِ اللهِ ﷺ لكانت زوجات رسول الله ﷺ
هنَّ اللَّاتي غَسَّلوا النَّبيَّ ﷺ،
لكن لأن السيدة عائشة كانت حزينة جدا لموت رسول الله ﷺ فالفكرة دي لم تأتِ في بالها،
وهنا دليل على أن المرأة يجوز أن تغسل زوجها والعكس،
يعني الرجل يجوز إنه يغسّل زوجته،
وطبعا الكلام إللي بيقول إن المرأة إذا ماتت أصبحت أجنبية عن الزوج ومينفعش يشوفها ولا يدخل عليها والكلام ده، كل ده غير صحيح🙅‍♂️

بعد ما غسلوا رسول ال
له ﷺ؛ كفّنوه في ثلاثة أثواب بيض يمانية من القطن ليس فيها قميص ولا عِمَامة،
وكان تغسيل رسول الله ﷺ في صباح يوم الثلاثاء، يعني هو مات يوم الإثنين والصحابة غسلوه يوم الثلاثاء وتم دفنه في ليلة الأربعاء على الصحيح من أقوال أهل العلم؛
لأن في قول تاني بيقول إنه دُفن في آخر ليلة الثلاثاء قُرب الصبح، لكن القول الأول هو الأصح.

☆ثواني كده😳
يعني الصحابة تركوا رسول الله ﷺ أكثر من يوم كامل من غير ما يغسّلوه ولا يدفنوه😶
طب إزاي ورسول الله ﷺ كان قالهم:
" أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ ، وَإِنْ تَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ"
وقال:
"إِذَا مَاتَ أَحَدكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْره"
فإزاي بعد ده كله الصحابة يسيبوا رسول الله ﷺ الفترة دي كلها من غير غسل ولا دفن😬

مبدإيا كده عشان نبقى عارفين،
أجساد الأنبياء لا تتغير بعد الموت زي باقي أجساد البشر والأرض لا تأكل أجساد الأنبياء،
يعني حتى هذه اللحظة جسد رسول الله ﷺ كان زي ماهو لم يتغير،
والدليل على كده قول رسول الله ﷺ:
"إن الله عز وجل قد حرّم على الأرض أن تأكل أجسادَ الأنبياء عليهم السلام"
ممكن بعض الناس الصالحين والشهداء أجسادهم تفضل زي ما هي لا تتغير ولا تتحلل بعد الموت وده بيكون كرامة من الله لهم، زي كده شهداء أحد.

نيجي بقى لأسباب تأخير دفن رسول الله ﷺ:
◇أولا:
موت رسول الله ﷺ كان أمراً عظيماً، ودُهش له الناس، وطاشت قلوبهم،
واحنا شوفنا عمر القوي كان رد فعله عامل إزاي، فهم لو بإيدهم مش هيدفنوه أصلا،
يعني احنا لنا بيموت لنا حد عزيز بنبقى مش عايزين نفارقه أصلا وبنبقى مش مستوعبين إزاي هندفنه في التراب ونرجع من غيره،
فما بالكم إن إللي بنتكلم عنه ده مش أي عزيز، ده رسول الله ﷺ إللي كان أحب للصحابة من أنفسهم ومن آبائهم وأبنائهم وكل شيء في حياتهم،
فهل من الممكن إن الصحابة يدفنوا رسول الله ﷺ بعد وفاته مباشرة كده؟!
أكيد لأ طبعا👌
ده حتى السيدة فاطمة هتقول لأنس بعد ما هيدفنوا رسول الله ﷺ:
أطابَت أنفسكم أن تَحثُوا على رسول الله ﷺ التراب؟!
يعني انتم رضيتم إنكم تضعوا التراب على رسول الله ﷺ وتغطوه بيه وتسيبوه وتمشوا؟!
فالأمر كان أشد عليهم مما نتخيل والله😞
فإزاي بقى نقول إن الصحابة تأخروا في دفن رسول الله ﷺ 👌

◇ثانيا:
إختلافهم في طريقة تغسيله زي ما قلنا، وكمان اختلافهم في المكان إللي هيدفن فيه.

◇ثالثا:
اهتمام الصحابة بجمع شمل الأمة وحمايتها من التفرّق إللي يعتبر سبب رئيسي في زوالها،
ففي يوم الإثنين إللي مات فيه رسول الله ﷺ تم اختيار أبا بكر للخلافة وتمت له البيعة وأصبح هو خليفة المسلمين واستقرت الأوضاع في المدينة،
وبكده تمت حماية المدينة من فتنة شديدة كانت ممكن تحصل ويضيع كل تعب رسول الله ﷺ في السنين إللي فاتت دي كلها😢

◇رابعا:
صلاة الصحابة على رسول الله ﷺ رجالاً ونساء وصبياناً منفردين بدون إمام يؤمهم،
فبعد ما انتهى الصحابة من تغسيل وتكفين رسول الله ﷺ وضعوه على فراشه في حجرته، وبدأ الناس يدخلون على رسول الله ﷺ للصلاة عليه في مجموعات،
يعني كان بيدخل مجموعة يصلوا عليه صلاة الجنازة ويخرجوا،
ثم يدخل مجموعة أخرى يصلوا عليه ويخرجوا وهكذا، وكانوا يصلون مُنفردين، كل واحد لوحده بدون إمام،
فصلى عليه أولاً أهل بيته ﷺ وعشيرته،
ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم بقية الرجال في المدينة، ثم دخلت النساء فصلت عليه، ثم بعد ذلك الصبيان، حتى صلى عليه كل المؤمنين إللي كانوا في المدينة.
فكل الأسباب دي مجتمعة كانت سبب في تأخر دفن رسول الله ﷺ.

☆طب سؤال،
ليه الصحابة مصلوش صلاة الجنازة جماعة، وكل واحد صلى لوحده ومكنش في إمام لصلاة الجنازة على رسول الله ﷺ 🤔

هو الموضوع على خلاف بين العلماء، وذكروا أسباب منها
◇أولا:
تنافُس الصحابة في تحصيل البركة من الصلاة عليه على وجه الانفراد والخصوصية من غير ما يكون حد فيهم تابع لإمام، يعني محدش فيهم كان يَقبل أن يتوسط بينه وبين رسول الله ﷺ أحد في الصلاة؛ عشان ينال الأجر والبركة.

◇ثانيا:
تعظيم النبي ﷺ في نفوسهم واحترامه، فكانوا يهابوا أن يتقدم أحد بين يديه يؤم الناس في الصلاة عليه،
فقد كان عليه الصلاة والسلام إمام الناس وقائدهم وهاديهم،
فلم يجرؤ أحد أن يَقف موقفه وأن يُنصّب نفسه مكانه بعد وفاته وبغير إذنه ﷺ،
يعني هم كرهوا أن يتخذوا إماماً بين يدي رسول الله ﷺ.

☆وهنا عايزين نوضح حاجتين:
¤أولا:
الحديث إللي رسول الله ﷺ وصّى فيه الناس إنهم يصلوا عليه فُرادى بدون إمام لما يموت؛ حديث باطل غير صحيح🙅‍♂️

¤ثانيا:
الحديث إللي بيقول إن رسول الله ﷺ طلب من الصحابة إنهم ينتظروا بعد تجهيزه ساعة محدش يدخل عليه حتى يصلي عليه ربه عز وجل ويصلي عليه الملائكة؛
حديث غير صحيح🙅‍♂️
وبالعقل حتى، لا يمكن أن يكون صحيحا، فصلاة الله على رسوله ﷺ هي ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، وقد أثنى الله عليه في حياته ﷺ👌

◇أنا نب