قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
30K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وتسعة_وتسعون
#أحداث_السنة_التاسعة_من_الهجرة
#كعب_بن_مالك_الجزء_الأول

وقفنا المرة إللي فاتت عند كعب بن مالك رضي الله عنه لما راح لرسول الله ﷺ في المسجد بعد ما كان رسول الله ﷺ رجع خلاص من تبوك،
ودخل كعب المسجد وسلّم،
فلما رسول الله ﷺ شافه تبسم له تبسُّم المُغضب وقال له:
تَعَالَ👌
فتوجه كعب لرسول الله ﷺ لحد ما قعد قصاده، فقال له رسول الله ﷺ:
مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟
يعني إيه إللي خلاك متخرجش للغزوة، مش انت كنت اشتريت البعير إللي هتركب عليه وعندك الزاد إللي يخليك تشارك في الغزوة؟
يا ترى بقى كعب رد على رسول الله ﷺ قاله إيه😊

خلونا نرجع بالزمن كده شوية ونشوف قصة كعب بن مالك رضي الله عنه من البداية كانت إيه👌
هنرجع للفترة إللي رسول الله ﷺ كان بيجهز فيها الجيش للخروج إلى تبوك،
كعب بن مالك بيحكي عن نفسه وعن الأحداث إللي حصلت معاه وبيقول إنه عمره ما تخلّف عن غزوة غزاها رسول الله ﷺ قبل تبوك ما عدا غزوة بدر؛
لأن مكنش حد يعرف أصلا إن كان هيبقى في قتال وهم خرجوا عشان يعترضوا قافلة لقريش زي ما قلنا قبل كده،
ورسول الله ﷺ لم يعاتب أحد إنه مخرجش لغزوة بدر،
فغزوة بدر هي الغزوة الوحيدة إللي محضرهاش كعب رضي الله عنه قبل غزوة تبوك،

☆وهنا في ملاحظة ممكن مناخدش بالنا منها وهي إن كعب بن مالك لم يسمح للظروف إنها تأثر عليه👌
يعني واحد خرج مع رسول الله ﷺ في كل الغزوات، مش معقول يعني إن ظروفه كانت مناسبة إنه يخرج في الغزوات دي كلها😅
يعني تخيلوا إنه خرج في حوالي تسعة عشرة غزوة،
باعتبار القول إن عدد غزوات رسول الله ﷺ واحد وعشرين غزوة،
فهو محضرش غزوة بدر ومحضرش غزوة تبوك، يبقى هو خرج مع رسول الله ﷺ في تسعة عشر غزوة،
فإزاي بقى مكنش عنده أي ظرف خلال التسعة عشر غزوة دول، واحنا عارفين إن الظروف متغيرة🤷‍♂️
فده يدل على إن كعب بن مالك رضي الله عنه مسمحش لأي ظرف يحصل له في حياته إنه يأثر عليه ويمنعه من الخروج للجهاد مع رسول الله ﷺ👌

ولو جينا شوفنا الواقع بتاعتنا هتلاحظوا إن مواعيد الصلاة في أوقات مختلفة أو خلونا نقول في ظروف مختلفة،
يعني سواء الواحد كان نايم فيقوم من نومه عشان يصلي الفجر،
أو كان في شغله فيسيب شغله ويسيب دنيته عشان يروح يصلي الظهر، أو كان مريّح فيسيب راحته ويقوم يصلي العصر وهكذا،
فده ابتلاء واختبار من ربنا عشان يشوف إذا كنا هنسيب الظروف هي إللي تتحكم فينا أو احنا إللي نخلي الصلاة فوق كل الظروف👌

طيب إزاي واحد كان حريص الحرص ده كله على حضور غزوات رسول الله ﷺ ميحضرش الغزوة المهمة دي إللي رسول الله ﷺ أَلزم فيها الناس بالخروج مادام يقدر إنه يخرج😳

كعب بن مالك بيقول:
"وَكَانَ مِنْ خَبَري حينَ تَخَلَّفْتُ عَنْ رسولِ اللهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ،
وَاللهِ مَا جَمَعْتُ قَبْلَهَا رَاحِلَتَيْنِ قَطُّ حَتَّى جَمَعْتُهُمَا فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ"
يعني هو بادئ كلامه بيقول إنه ملوش عذر، بالعكس بقى دي كانت أكتر غزوة معاه فيها فلوس،
وكمان كان عنده راحلتين مش واحدة، يعني عنده بعيرين يقدر يوصل بيهم لتبوك،
وكان قوي من الناحية البدنية، يعني مكنش عنده أي تعب أو إجهاد،
كمل كعب بن مالك الكلام وقال إن رسول الله ﷺ في غزوة تبوك كان أعلن عن مكان الغزوة بكل وضوح عشان الناس تستعد زي ما قلنا قبل كده،
واجتمع لرسول الله ﷺ عدد كبير من المسلمين وَلَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ،
يعني مفيش غياب...مفيش دفتر مكتوب فيه أسماء المسلمين إللي حضروا وهيخرجوا للغزو ومين إللي تخلف عن الخروج،
قال كعب:
"فَقَلَّ رَجُلٌ يُريدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلَّا ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ سَيَخْفَى بِهِ مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيٌ مِنَ اللهِ"
يعني كل واحد بيغيب بيبقى عارف إنها غالبا هتعدي، لأن المسلمين كتير يعني كأنه بيقول هي جت عليّ أنا ما في غيري كتير هيطلع، وفي وسط الزحمة دي رسول الله ﷺ مش هياخد باله أصلا،
إلا بقى لو نزل قرآن يذكر الشخص ده بعينه فدي هتبقى قضية تانية،
"وَغَزَا رَسُولُ اللهِ ﷺ تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلَالُ، فَأَنَا إِلَيْهَا أَصْعَرُ"
يعني كعب بيقول إن وقت خروج الغزوة كان وقت نضوج الثمار و نفسه كانت مشتاقة جدا إنه يجني الثمار ومش عايز يخرج دلوقتي،
فالمسلمين بدأوا يتجهزوا للخروج، فخرج هو كمان عشان يتجهز معاهم لكن نفسه مش عايزة تخرج دلوقتي،
فقعد بقى يلف ويشوف هو محتاج إيه، وفي الآخر مجبش حاجة ولم يتجهز،
زي كده لما الواحد فينا بيبقى مضطر إنه يشتري حاجة بس مش عايز، فيقعد يلف في السوق كده مش عاجبه حاجة ويتحجج إن ده وحش وإن ده مش على مزاجه وهكذا،
فبعد ما رجع كعب من غير ما يشتري الحاجات إللي محتاجها للغزو كان بيقول في نفسه:
"أَنَا قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ إِذَا أَرَدْتُ"
يعني أنا لسه عند
ي وقت وعندي الفلوس هقدر انزل اشتري إللي أنا عايزه وقت ما أنا عايز.

☆ودي نقطة خطيرة جدا يا جماعة👌
نقطة التسويف وإن الواحد يفضل يأجل...يأجل لآخر لحظة، في الغالب إللي بيقعد يأجل كده بيضيع عليه خير كتير،
واحد مثلا عايز يصلي الضحى وهو مشغول في حاجة،
فيقول ده لسه بدري، لسه عندي وقت ولسه أذان الظهر فاضل عليه ساعتين ثلاثة،
فالشيطان ينسيه ويشغله أكثر لحد ما يتفاجأ إن الظهر أذن وضاعت عليه صلاة الضحى🤷‍♂️

زي ما حصل مع كعب بن مالك كده، قعد يسوّف ويأجل ومأخدش نفسه بالعزيمة وألزم نفسه بإنه يتجهز من بدري، وهو نفسه قال:
"فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِيَ حَتَّى اسْتَمَرَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ"
يعني الناس أخدت الموضوع جد وفجأة عزموا وانطلقوا مع رسول الله ﷺ للغزو وهو لسه مجهزش أي شيء،
وخرج تاني عشان يشتري الحاجات إللي محتاجها ورجع من غير ما يجهز أي شيء وهو في باله إنه هيقدر يحصلهم في أي وقت،
سبحان الله لو الشيطان كان قاله من البداية منتش خارج للغزوة، كان هيقوله لأ هخرج للغزوة😤
لكن هي خطوات الشيطان بيمشي بيها مع الإنسان لحد ما يوقعوا في الخطأ أو يضيع عليه أجر عظيم👌

والوضع استمر معاه كده، ييجي يقول هطلع، نفسه والشيطان يقولوا لسه بدري متقلقش هتقدر تلحقهم،
لحد ما رسول الله ﷺ وجيش المسلمين خرجوا بقى في اتجاه تبوك وبقوا قريبين منها، والموضوع خرج من إيده خلاص،
وقال كلمة مهمة :
"فَهَمَمْتُ أَنْ أرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ، فَيَا لَيْتَني فَعَلْتُ، ثُمَّ لم يُقَدَّرْ ذَلِكَ لِي"
يعني بالرغم من إنهم خلاص بعدوا وبقى صعب يلحقهم وكان في اللحظة دي فاقد فيها الأمل إنه يلحقهم قال خليني ألحقهم وخلاص وزي ما تيجي تيجي حتى لو هموت في الصحراء؛
لكن نفسه قالت له خلاص الموضوع مبقاش له لازمة، فهو بيتندم إنه مخرجش يلحق بيهم حتى لو كان شايف إن الموضوع مكنش له لازمة،
وهنا يحضرنا موقف أبو خيثمة رضي الله عنه، فاكرينه،
كان في الأول تكاسل عن الخروج وبعدين رفض إنه يدخل على زوجتيه وأمرهم إنهم يجهزوا له راحلته عشان يلحق برسول الله ﷺ،
وفعلا لحق برسول الله ﷺ ورسول الله ﷺ كان قاله:
"أَوْلَى لَكَ يا أبا خَيْثَمةَ"
فعندنا دلوقتي منموذجين، نموذج تكاسل في البداية ومع ذلك خرج بعدين، ونموذج تاني تكاسل في البداية ونفسه والشيطان غلبوه ولم يخرج للغزو،
فالموضوع يا جماعة مكنش موضوع توافر أسباب أو لأ، كل أسباب الخروج كانت متوفرة عند كعب بن مالك من مال وراحلة وقوة في البدن ومع ذلك مخرجش👌
الواحد فينا ممكن يكون عايز يعمل حاجة معينة، زي مثلا إنه يحفظ القرآن أو يطلب علم شرعي،
فيقول يا سلام لو ألاقي دار لتحفيظ قرآن جنب البيت أو يبقى في مكان لتعليم العلم الشرعي مش هتأخر أبدا وهتعلم على طول،
فربنا ييسر وتتوفر الأسباب لحفظ القرآن ودراسة العلم الشرعي ويتوفر الوقت وكل حاجة والإنسان لا يحفظ ولا يتعلم، ليه؟
لأن الموضوع بيبقى توفيق من عند ربنا وعزيمة القلب، الإنسان لما بيبقى عايز يقرب من ربنا بيقرب بغض النظر عن الأسباب،
لكن لما يعتمد على الأسباب ويربط نجاح عمله بتوفر الأسباب ربنا فعلا بيوفر له الأسباب عشان يخليه يشوف إن التقصير من عند نفسه والعيب فيه وفي التسويف والتأجيل بتاعه مش في توافر الأسباب من عدمها👌

فكعب رضي الله عنه بيتندم ويقول يا ريتني كنت خرجت وخلاص حتى لو كنت شايف إن الوقت اتأخر ومفيش فايدة في الخروج،
فكان ساعتها يوصل متأخر زي أبو خيثمة بدل من إنه ميوصلش خالص ويبقى قاعد في المدينة مع المنافقين إللي تخلفوا عن رسول الله ﷺ ومعروف إنهم كانوا منافقين،
قال كعب:
"فَطَفِقْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَحْزُنُنِي أَنِّي لَا أَرَى لِيَ أُسْوَةً، إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ في النِّفَاقِ، أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللهُ تَعَالَى مِنَ الضُّعَفَاءِ"

يعني كعب بيقول إنه كان لما يخرج بين الناس بعد ما رسول الله ﷺ خرج للغزو كان بيبقى حزين إن هو لوحده في الأزمة ومحدش من أصحاب الفضل موجود معاه،
ومفيش في المدينة إلا نوعين من الرجال:
◇النوع الأول :
المستضعفين من المسلمين إللي ربنا عذرهم لأنهم إما ضعفاء أو معندهمش راحلة يسافروا عليها.
◇والنوع الثاني:
المنافقين الغرقانين في النفاق ومعروف إن دول منافقين.

فكان حزين رضي الله عنه إنه مش لاقي حد شبهه من إللي كانوا بيخرجوا معاه في الغزوات،
وكأن لسان حاله بيقول أنا إيه إللي مقعدني مع الناس دي، إما واحد معذور أو منافق، طب انا وضعي إيه، فكان إحساس صعب،
في الوقت ده بقى بعد ما رسول الله ﷺ وصل لتبوك وكان قاعد مع الصحابة سأل عن كعب بن مالك زي ما قلنا قبل كده، وقال:
مَا فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ؟
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: يا رَسُولَ اللهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ،
فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ :بِئْسَ مَا قُلْتَ! وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، فَسَكَتَ رَسُولُ
اللهِ ﷺ
وسكوت رسول الله ﷺ هنا لأن خلاص معاذ دافع عن كعب ورد غيبته، وأنكر منكر الغيبة،
وكمان رسول الله ﷺ ميقدرش يتكلم أصلا لا بالنفي ولا بالإثبات لأن هو معندوش دليل هل كعب فعلا زي ما الرجل ده بيقول شغلته أمواله،
ولا حصل له ظرف طارئ ومقدرش يخرج، فكان الطبيعي إن رسول الله ﷺ يسكت لأنه لا ينطق عن الهوى ﷺ👌

◇في هنا درس مهم أوي بيعلمهولنا كعب رضي الله عنه والصحابة،
إللي حكي القصة دي هو كعب بن مالك، حكاها لابنه وابنه حكاها للناس من بعده،
وعلى الرغم من إنه حكى لابنه قصته لكنه لم يذكر اسم الصحابي إللي اتكلم عنه كلام سيء،
ومحدش من الصحابة ذكر اسم الصحابي إللي قال الكلام السيء عن كعب رضي الله عنه،
من باب عدم نشر الكره بينهم والوقيعة، ولعل الرجل اعتذر بعدين فمفيش داع إننا نذكره في موضع يُسيء له،
في حين إنهم ذكروا موقف معاذ رضي الله عنه وهو بيدافع عن كعب،
عشان يعلمونا إن لما واحد من أصحاب الفضل زي كعب بن مالك يقع في ذلة ندافع عنه ونحسن الظن فيه مادام له سابقة فضل وظاهره الخير👌

المهم،
لما كعب عرف إن رسول الله ﷺ هيرجع للمدينة خلاص؛ شال الهم بقى😬
هيعمل إيه مع رسول الله ﷺ وهيقوله إيه وهيعتذر منه إزاي😶
فقعد يفكر في كذبة يكذبها عشان يخرج من سخط وغضب رسول الله ﷺ عليه،
وقعد يستشير أصحاب الرأي من أهله،
يقول كعب لما سمع كعب الخبر إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا، زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، حَتَّى عَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَنْجُوَ مِنْهُ بِشَيءٍ أَبَدًا، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ،
يعني لما عرف إن رسول الله ﷺ خلاص جاي كل الكذب إللي كان بيجهز له اختفى، وكأن كان في غشاوة على عينه واختفت وعرف إنه مفيش حاجة هتنجيه غير الصدق👌

فجاء رسول الله ﷺ ودخل المسجد وصلى ركعتين كعادته وقعد يكلم الناس وجاء الْمُخَلَّفُونَ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، وَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَكَانُوا بِضْعًا وَثَمَانِينَ رَجُلًا،
فَقَبِلَ مِنْهُمْ عَلَانِيَتَهُمْ، وَبَايَعَهُمْ، واسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَى،
واحنا شرحنا الكلام ده كله قبل كده، وقلنا إن إللي تخلفوا عن رسول الله ﷺ من المنافقين جاءوا ليعتذروا ويحلفوا لرسول الله ﷺ إنهم كانوا معذورين وطلبوا من رسول الله ﷺ إنه يستغفر لهم،
وجاء كعب بقى لرسول الله ﷺ وسلم عليه وتبسم له رسول الله ﷺ تبسّم المُغضَب وقال له:
" مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟"
فرد عليه كعب بن مالك وقال له:
يَا رَسُولَ اللهِ،
إِنِّي وَاللهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأيتُ أَنِّي سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ؛ لَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا،
ولَكِنِّي وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ،
وَإِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عُقْبَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -
وَاللهِ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عُذْرٍ،
وَاللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ😔

يعني كعب بن مالك بيقول لرسول الله ﷺ إنه لو قعد قصاد أي حد من أهل الدنيا هيقدر يقنعه ويغلبه بكلامه ويسترضيه لأنه بيقدر يجادل ويقنع إللي قصاده،
ولكن هو عارف إنه لو كذب عليه وقاله كلام يسترضيه به ربنا هيغضب عليه،
ولو هو قال الحقيقة رسول الله ﷺ هيزعل ويغضب منه لكن يرجو إن ربنا يدخر له أجر الموقف ده ويعامله بلطفه،
فحلف له وقاله إنه مكنش له عذر بالعكس ده أكتر وقت عنده مال وقوة في البدن.

يا ترى بقى رسول الله ﷺ رد عليه قال له إيه؟

ده إللي هنعرفه الجزء الجاي إن شاء الله👌

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
المصادر
https://www.google.com/amp/s/islamqa.info/amp/ar/answers/305386

https://www.alukah.net/sharia/0/136717/

Watch "حديث توبة كعب بن مالك | د. أحمد عبد المنعم" on YouTube
https://youtu.be/-Zvu2SI5fNA

Watch "فوائد من حديث تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك (1) | الشيخ الحويني HD" on YouTube
https://youtu.be/X474WvBO2LM
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين
#أحداث_السنة_التاسعة_من_الهجرة
#كعب_بن_مالك_الجزء_الثاني

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن قصة كعب بن مالك رضي الله عنه وشوفنا صدقه واعترافه لرسول الله ﷺ بإنه مكنش عنده أي عذر تخلف بسببه،
رسول الله ﷺ رد وقال:
"أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فِيكَ"
يعني بيقول إن كل الناس إللي قبل كده جاءوا يعتذروا ويتحججوا بأسباب؛ كلهم كانوا كاذبين لكن كعب بن مالك هو الوحيد إللي صدق في كلامه،
فقال له استنى بقى لحد ما ربنا يقضي في أمرك ويقول نعمل إيه معاك،
فخرج كعب بن مالك من عند رسول الله ﷺ، وخرج وراه رجال من بني سَلَمَة، فقالوا لكعب:
وَاللهِ مَا عَلِمْنَاكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هذَا😕
لَقَدْ عَجَزْتَ فِي أَنْ لَا تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ بِمَا اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُخَلَّفُونَ😒
فَقَدْ كَانَ كَافِيكَ ذَنْبَكَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللهِ ﷺ لَكَ🤷‍♂️

يعني بيقولوا له احنا منعرفش عنك إنك عملت ذنب كبير قبل كده أو تخلفت عن غزوة، ودي أول مرة، إيه المشكلة يعني، مكنتش عارف تعتذر لرسول الله ﷺ بأي عذر كده زي ما اعتذر باقي الناس إللي تخلفوا،
كنت اعتذر ورسول الله ﷺ يستغفر لك وخلاص انتهى الموضوع،
كعب بيقول:
"فَوَاللهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونَنِي حَتَّى أَرَدْتُّ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي"
يعني قعدوا يؤنبوه ويلوموه ويقولوا له إيه إللي انت عملته ده، حد يقول: والله ماكان عندي عذر؟!
إيه يعني لما تتخلف عن غزوة واحدة من غزوات كتير، كفرت يعني...دي حاجة بسيطة، وأهه رسول الله ﷺ استغفر لهم وعايشين حياتهم عادي،
وفضلوا يقولوا له كلام زي كده،
ومن كتر ضغط كلامهم عليه كعب كان عايز يرجع لرسول الله ﷺ ويكذب نفسه ويقول له لا يا رسول أنا كنت بكذب ده أنا كان عندي عذر وأنا كنت ناسي وافتكرت دلوقتي،
فبعدين سألهم:
هَلْ لَقِيَ هذَا مَعِيَ مِنْ أَحَدٍ؟
يعني في حد في نفس موقفي ده، تخلف وهو معندوش عذر، وقال لرسول الله ﷺ، قالوا له:
نَعَمْ، لَقِيَهُ مَعَكَ رَجُلانِ، قَالَا مِثْلَ مَا قُلْتَ، وَقيلَ لَهُمَا مِثْلَ مَا قِيلَ لَكَ😕
يعني فعلا في رجلين قالوا نفس كلامك لرسول الله ﷺ ورسول الله ﷺ رد عليهم بنفس الكلام إللي رد عليك بيه،
فسألهم مين الرجلين دول فقالوا له:
مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ، وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيّ!

قَالَ كعب: فَذَكَرُوا لِيَ رَجُلَينِ صَالِحَينِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا، فِيهِمَا أُسْوَةٌ، فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُما لِي👌
يعني همّ ذكروا له رجلين صالحين حضروا غزوة بدر، وكل إللي حضر غزوة بدر له مكانة عظيمة وهم أفضل الناس،
فهو لما شاف إن في ناس أحسن منه وقالوا نفس الكلام إللي هو قاله لرسول الله ﷺ اطمأنت نفسه وإن إللي عمله ده كان صح،
وأخد القرار إن مش هيرجع يكذب نفسه زي ما كان بيفكر يعمل، ورجع لبيته واستنى قضاء ربنا زي ما رسول الله ﷺ قال له،

بدأت بقى العقوبات تنزل على الثلاثة🙊
أول حاجة حصلت إن رسول الله ﷺ نَهَى الناس إنهم يكلموا الثلاثة دول مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ،
يعني كل إللي تخلفوا عن الغزوة الناس تكلمهم عادي وعايشين حياتهم طبيعي إلا كعب بن مالك مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ،

☆الواحد ممكن يقول في نفسه يعني هي دي نتيجة الصدق وقول الحق، هو مش الصدق بينجّي صاحبه،
فين بقى؟
ما كان يكذب وخلاص ويعيش حياته زي الباقيين😑
لكن العبرة بالنتيجة وبالنهاية👌
هنشوف إن شاء الله نهاية الثلاثة دول كانت إيه😊

لما رسول الله ﷺ أمر إن محدش يكلم الثلاثة الذين خُلّفوا؛ كعب بيقول:
"فاجْتَنَبَنَا النَّاسُ - أوْ قَالَ: تَغَيَّرُوا لَنَا - حَتَّى تَنَكَّرَتْ لِي فِي نَفْسِي الْأَرْضَ، فَمَا هِيَ بِالْأرْضِ الَّتِي أَعْرِفُ"
يعني محدش من الناس بيكلمهم ولا بيتعامل معاهم، لدرجة إنه حس إن الأرض نفسها إللي بيمشي عليها تنكّرت له هي كمان وبقى حاسس إنه في أرض غريبة.

هلال بن أمية ومرارة بن الربيع كانوا كبار في السن فمستحملوش الضغط ده فقعدوا في بيوتهم يبكوا ويدعوا ربنا،
لكن كعب رضي الله عنه كان شاب، فكان بيخرج يحضر الصلوات في المسجد مع المسلمين ويمشي في الأسواق بين الناس ومحدش كان بيكلمه نهائي👌
وكان يأتي لرسول الله ﷺ في مجلسه وهو قاعد مع الصحابة بعد الصلاة فيسلم عليه،
فكان كعب بيقول في نفسه: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْه برَدِّ السَّلَامِ أَمْ لَا؟
يعني حتى رسول الله ﷺ مكنش بيكلمه، وكعب ميعرفش إذا كان رسول الله ﷺ رد عليه السلام ولّا لأ،
وكان يصلي بالقرب من رسول الله ﷺ ويُسارِقه النظر، يعني يبص له من جنب كده يشوف رسول الله ﷺ بيبص عليه ولّا لأ، كعب بيقول:
فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلَاتِي نَظَرَ إِلَيَّ، وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ" عَنِّي"

يعني لما كعب بييجي يصلي ويركز في الصلاة رسول الله ﷺ يبص عليه،
ولو كعب التَفت
ناحية رسول الله ﷺ يقوم رسول الله ﷺ ملتفت عن كعب وينظر في جهة تانية😅
يعني على الرغم من إن رسول الله ﷺ هو إللي قال محدش يكلم كعب والناس تتجنبه وطبعا ده بأمر من ربنا؛ لكنه ﷺ لسه مهتم بيه وصعبان عليه وعايز يطمن عليه فكان بينظر إليه لعله يعرف أحواله،
يقول كعب:
حَتَّى إِذَا طَالَ ذَلِكَ عَلَيَّ مِنْ جَفْوَةِ الْمُسْلِمِينَ مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّي وأَحَبُّ النَّاس إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ،
فَوَاللهِ مَا رَدَّ عَليَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ لَهُ:
يَا أَبَا قَتَادَةَ، أنْشُدُكَ باللهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ، فَسَكَتَ، فَعُدْتُ فَنَاشَدْتُهُ، فَقَالَ: اللهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَفَاضَتْ عَيْنَايَ😢
يعني كعب بيقول لما طال جفاء المسلمين عليه راح لأبي قتادة ابن عمه وكان أحب الناس إليه،
وخدوا بالكم إنه عشان يقابله تسلق سور البستان ودخل من ورا السور؛ لأنه لو كان جاله من الباب كان هيرفض يقابله لأن رسول الله ﷺ قال محدش يكلم الثلاثة،
فلما شافه كعب سلم عليه، فأبو قتادة مردش عليه السلام،

☆طيب إزاي ميردش السلام ورد السلام واجب 😳
لأن كل حقوق كعب بن مالك سقطت بالهجر👌
يعني دلوقتي رسول الله ﷺ أمر بالناس بهجر الثلاثة دول،
ويدخل في الهجر هنا عدم رد السلام.

فكعب استحلف ابن عمه وأقرب الناس له بالله وسأله مش انت عارف إني أحب الله ورسوله، فأبو قتادة مردش عليه.

◇طيب هو ليه كعب سأل أبا قتادة السؤال ده؟
يعني هو كعب مش عارف يعني نفسه إذا كان بيحب ربنا ورسوله ولّا لأ😕
شوفوا،
الواحد ساعات في بعض الأزمات بيبقى محتاج حد يطمنه ويثبته ويديله ثقة في نفسه،
محتاج حد يقوله متخفش انت كويس وفيك خير والبلاء إللي انت فيه ده هيعدي👌

فهو ده إللي كعب كان محتاج يسمعه من أبي قتادة، فلما سأله السؤال ده كان مستني يسمع منه حاجة تطمنه وخصوصا إن أبا قتادة يبقى ابن عمه وأقرب وأحب الناس إليه،
لكن أبو قتادة سكت ومردش، فكعب كرر عليه السؤال مرة تانية، فهنا أبو قتادة رد بكلام شديد جدا عليه وقال: الله ورسوله أعلم، يعني أنا معرفش إذا كنت فعلا بتحب الله ورسوله ولّا لأ،
فهنا كعب مستحملش الصدمة وعينه فاضت بالدموع😢

☆طيب ما هو أبو قتادة كلمه أهه ورد عليه، يبفى هو كده خالف أمر رسول الله ﷺ 🤔

لأ، أبو قتادة رضي الله عنه لم يخالف أمر رسول الله ﷺ؛ لأن الكلام المنهي عنه هو إن يكون في حوار بين الاتنين،
يعني واحد يتكلم والتاني يرد عليه ويبقى في بينهم أخذ ورد،
وأصلا لما أبو قتادة قال الله ورسوله أعلم مكنش يقصد الرد على كعب ولا إنه يتكلم معاه،
لكنه علَّق محبة كعب بن مالك على علم الله ورسوله،
على الرغم من إن أبو قتادة ممكن يكون عارف من قلبه ومن تصرفات كعب على مدار السنين وهو صاحبه وأقرب الناس له إنه محب لله ورسوله،
ولكن بعد الموقف إللي حصل ده؛ أبو قتادة ميعرفش ربنا هيحكم بإيه في موضوع كعب،
عشان كده الجملة إللي قالها دي لا تعتبر من الكلام إللي المسلمون نُهوا عنه.

بعد الكلمة إللي سمعها كعب من أبي قتادة يقول كعب:
"وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ"
يعني قام وتسلق السور وخرج من بستان أبي قتادة،
وخرج يمشي في سوق المدينة ولكم أن تتخيلوا حالته النفسية كانت عاملة إزاي، وأد إيه كمية الهم والغم والكرب إللي كان فيها😓
بعد الموقف ده على طول وهو ماشي في السوق ربنا ابتلاه بابتلاء شديد جدا👌
يقول كعب:
"فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ نَبَطِ أهْلِ الشَّامِ مِمَّنْ قَدِمَ بالطَّعَامِ يَبيعُهُ بِالمَدِينَةِ، يَقُولُ:
مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؟
فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ حَتَّى جَاءنِي فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، وَكُنْتُ كَاتبًا، فَقَرَأْتُهُ، فإِذَا فِيهِ:
أَمَّا بَعْدُ، فإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنا أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللهُ بدَارِ هَوانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بنَا نُوَاسِكَ"

يعني لما كعب كان ماشي في السوق كان في فلاح من فلاحين الشام أو تاجر من التجار إللي جاءوا يبيعوا الطعام في سوق المدينة بيسأل الناس مين يدله على كعب بن مالك،
فالناس شاوروا له على كعب،
فجاءه الفلاح وأعطاه كتاب، رسالة يعني وكان كعب بيعرف يقرأ ويكتب،
ففتح الرسالة لقاها من ملك غسّان وكان اسمه جَبَلة بن الأَيْهم، وواضح إنه كان متابع الأخبار والأمور إللي بتحصل في المدينة عشان يستغل أي ظرف لزعزعة الثقة بين المسلمين وبين رسول الله ﷺ،
المهم،
ملك غسان بيقول لكعب في الرسالة إنه عرف إن صاحبه يعني رسول الله ﷺ أعرض عنه وبقى يعامله معاملة وحشة، وانت يا كعب مش دي منزلتك ولا انت وش البهدلة والمعاملة السيئة دي،
واحنا كنا قلنا قبل كده إن كعب كان أمير في قومه.
فهو بيفكره بمكانته وبيقوله سيبك من الإسلام والناس إللي بيعا
ملوك معاملة سيئة كده وتعال ادخل في ديننا وهنعاملك أحسن معاملة👌

عايزاكم يا جماعة تتخيلوا شدة الابتلاء ده😶
واحد بقاله عشرين أو ثلاثين يوم لا أهل ولا أصحاب بيكلموه ولا حتى رسول الله ﷺ،
يعني مش إنه عايش لوحده، لأ ده بيشوف ناس عارفهم وبيعرضوا عنه، ومش واحد ولا اتنين ده المجتمع كله كده، حتى أقرب الناس إليه أبو قتادة،
وفي حالة نفسية سيئة جدا وفجأة تجيله رسالة تقوله تعال احنا هنخلصك من الهم إللي انت فيه ده كله،
أي واحد من ضعيفي الإيمان هيلاقيها فرصة متتعوضش وهيبيع دينه بعرض من الدنيا👌

تخيلوا كعب عمل إيه؟
يقول كعب إنه لما قرأ الرسالة قال:
"وَهَذِهِ أَيضًا مِنَ البَلاءِ، فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهَا"
يعني هو عرف إن ربنا بيختبره والرسالة دي زيادة في البلاء،
فراح واخد الرسالة ورماها في الفرن وحرقها عشان يقفل باب الفتنة دي خالص👌
ماهو كان ممكن يخليها معاه وميروحش برده لملك غسان، لكن كعب عنده فقه وفاهم إنه لو ساب أي باب فتنة مفتوح ممكن يدخله،
إيه إللي يضمن إن نفسه متضعفش في يوم من الأيام كل ما يشوف الرسالة مع الضغط وشدة الابتلاء وفعلا يروح لملك غسّان🤷‍♂️
فهو سد باب الفتنة ده خالص وبِعد عنه👌

☆الواحد فعلا مش عارف يتعجب من الناس إللي حريصة على تفيذ أمر رسول الله ﷺ وحتى وهو مش شايفهم زي أبو قتادة كده،
ولّا يتعجب من صبر كعب بن مالك وثباته في الابتلاء الشديد ده، وإنه مبعش دينه بعرض من الدنيا في حين إن في ناس بتبيع دينها حتى بدون عَرض من الدنيا ربنا يعافينا😞

عدّى أربعين يوم على الوضع إللي كعب فيه ده، وفجأة رسول الله ﷺ يرسل رجل لكعب بن مالك يخبره رسالة،

هل يا ترى الرسالة دي فيها الفرج ولّا زيادة في البلاء؟

ده إللي هنعرفه الجزء الجاي إن شاء الله 👌

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائتين_وواحد
#أحداث_السنة_التاسعة_من_الهجرة
#كعب_بن_مالك_الجزء_الثالث

وقفنا المرة إللي فاتت عند رسول الله ﷺ لما أرسل رجل لكعب بن مالك بعد أربعين يوم من مقاطعة المسلمين له عشان يخبره بخبر جديد،
الخبر الجديد للأسف مكنش خبر الفرج والخروج من الأزمة ولكنه كان خبر لزيادة الابتلاء،
قال الرجل لكعب بن مالك إن رسول الله ﷺ بيأمره إنه يعتزل امرأته،
فكعب سأله: أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟
لأن كلمة اعتزال كان من معانيها عندهم الطلاق، فهو كان عايز يتأكد إذا كان يطلقها أو لأ،
فَقالَ: لَا، بَلِ اعْتَزِلْهَا فَلَا تَقْرَبَنَّهَا.

سبحان الله، كعب كان عنده استعداد يطلق زوجته لو كان جاء الأمر إنه يطلقها بدون أي تردد😮
يعني هو معترضش نهائي على أمر رسول الله ﷺ، لكنه سأل عن معنى الاعتزال، هل المطلوب منه يطلقها ولّا يعمل إيه، وهينفذ على طول👌

هو إيه أصلا إللي يخليه يستحمل الضغط ده كله😑
في ناس لما تتعرض لبعض البلاء متستحملش وتلاقيها اعترضت على ربنا ويسيبوا طريق ربنا خالص،
لكن كعب عارف قيمة الدين إللي بينتمي له ده، وعارف إنه أخطأ فبيواجه خطأه ده👌

فالصحابي قال له لا تطلقها ولكن متقربش منها،
فقال كعب لزوجته:
" الْحَقِي بِأهْلِكِ فَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ في هَذَا الْأَمْرِ"
يعني قالها تروح تقعد عند أهلها لحد ما الموضوع ده ينتهي،
والأمر ده جاء للثلاثة الذين خُلفوا يعني مش لكعب بس،

فزوجة هلال بن أمية راحت لرسول الله ﷺ وقالت له:
يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ؟
يعني هلال بن أمية كبير في السن ومفيش حد يخدمه، وهي عايزة تقعد معاه تخدمه فبتستأذن رسول الله ﷺ إنها تقعد معاه تخدمه وبتسأل إذا رسول الله ﷺ بيكره كده أو لأ،

فقَالَ لها رسول الله ﷺ:لَا، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبَنَّكِ👌
يعني رسول الله ﷺ وافق إنها تقعد معاه تخدمه ولكن ميقربش منها،
فَقَالَتْ:
"إِنَّهُ وَاللهِ مَا بِهِ مِنْ حَرَكَةٍ إِلَى شَيْءٍ، وَوَاللهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَومِهِ هَذَا"
يعني هو فاقد الرغبة لكل حاجة في الدنيا من ساعة ما حصل إللي حصل ومش بيعمل حاجة غير البكاء لأنه خايف إن عمله يُحبط.

☆ممكن حد يسأل ويقول طيب ماهو هلال بن أمية رجل كبير في السن يبقى أصلا معلهوش جهاد وبالتالي يكون من المعذورين🤔

لأ الموضوع مش كده،
الجهاد كان فرض عين ولا يُعذر من يتخلف عن الجهاد إلا إللي ميقدرش أنه يجاهد،
ومش شرط كل المجاهدين إللي بيخرجوا في الجيش بيقاتلوا،
ممكن يكون في الساقة، يعني يسقي ويخدم ويداوي الجريح،
أهم حاجة إنه ميكنش عنده مرض أو علة تمنعه من الخروج،
فلو عنده سبب يمنعه من الخروج خلاص مش هيبقى في مشكلة أصلا،
فهو مع إنه كان رجل كبير في السن إلا إنه كان صحيح معندوش مرض ولا عنده عذر يمنعه من الخروج للجهاد في سبيل الله👌

المهم،
واحد من أقارب كعب بن مالك لما شاف إن رسول الله ﷺ أَذن لزوجة هلال بن أمية إنها تخدمه قال لكعب:
لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللهِ ﷺ فِي امْرَأَتِكَ، فَقَدْ أَذِن لِامْرَأَةِ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ🤔
يعني إيه رأيك تستأذن رسول الله ﷺ إنه يخلي زوجتك معاك تخدمك زي ما أَذن لزوجة هلال بن أمية،
فقال كعب رضي الله عنه:
"لَا أَسْتَأذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ ﷺ وَمَا يُدْرِيني مَاذَا يقُولُ رَسُولُ
اللهِ ﷺ إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌ"
يعني رفض إنه يستأذن رسول الله ﷺ إن زوجته تفضل معاه تخدمه؛ لأنه مكنش عارف رد فعل رسول الله ﷺ هيكون إيه وهو رجل شاب ممكن ميقدرش يملك نفسه ويخالف أمر رسول الله ﷺ بإنه لا يقترب منها،
واستمر الحال ده لحد ما كملوا خمسين ليلة من هجر المسلمين لهم،
ويُقال إن الخمسين ليلة دي هي نفس الوقت إللي رسول الله ﷺ قضاه في غزوة تبوك،
يعني كإن انت كنت مستصعب تروح وترجع المسافة دي كلها وتبقى قاعد في مشقة،
طيب انت قعدت أهه نفس الفترة متضايق وتعبان،
بالعكس كمان ده انت لو كنت طلعت معاهم، على الأقل نفسيا مكنتش هتبقى مقهور ومخنوق كده،
كعب بيتكلم عن نفسه وبيقول إنه وصل لمرحلة إن الأرض ضاقت عليه وضاقت عليه نفسه،
واحنا ممكن نفكر إن الواحد ممكن يهوّل من حالته النفسية، لكن ربنا العالم بأحوال القلوب وصف حالتهم بإنهم فعلا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم،
ربنا بيقول في سورة التوبة:
"حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ"
فهو وصل لحالة نفسية صعبة جدا والأمور لما بتضيق أوي كده يأتي الفرج بعدها على طول👌

في صباح الليلة الخمسين كعب صلى الفجر فوق سطح البيت، وقعد بعد الصلاة وهو مهموم مغموم على الحالة إللي ربنا ذكرها في الآية إللي قلناها من شوية《ضَاقَتْ عَلَ
يْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ》،وهو قاعد على الحالة دي فجأة سمع واحد بيصرخ بأعلى صوته:
يَا كَعْبَ بْنَ مَالِك، أبْشِرْ!!

إيه إللي حصل 😮
لما رسول الله ﷺ صلى بالناس الصبح نزلت توبة كعب بن مالك فقال رسول الله ﷺ للناس إن ربنا تاب على الذين خُلّفوا:
كعب بن مالك وهلال بن أمية ومُرارة بن الربيع،
فالناس تسارعوا عشان يبشروهم بتوبة ربنا عليهم، فانطلق اتنين من الصحابة لبيت كعب، واحد على فرس والتاني على قدمه،
فالماشي لما لقى إن إللي راكب على الفرس هيسبقه راح طالع على تَل عالي كده ونادى كعب بن مالك:
يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، أبْشِرْ!!
فكان صوته أسرع من الرجل إللي كان على الفرس،
فلما سمع كعب الصوت عرف إن الفرج جاء فراح نازل على الأرض ساجد لله شكرا،
وجاء الرجل إللي نادى على كعب لبيته فخلع كعب الثوبين إللي كان لابسهم وأهداهم للرجل صاحب البشارة،
واستعار كعب ثوبين تانيين عشان يقدر يخرج ويروح المسجد لرسول الله ﷺ،
يعني هو مكنش عنده ملابس غير إللي كان لابسهم دول ومع ذلك خلعهم وأعطاهم للبشير،
توجه كعب بن مالك للمسجد، وهو ماشي الناس بتقابله وتهنيه وتقوله:
"لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللهُ عَلَيْكَ"
يعني بيقولوا له هنيئا لك توبة الله عليك، وإللي كانوا بيهنوه هم الأنصار،
لما دخل كعب المسجد لقى رسول الله ﷺ قاعد والصحابة حوله فقام طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه من بين الناس يهنئ كعب،
يقول كعب بن مالك:
"قَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي، وَاللهِ مَا قَامَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ غَيرُهُ"
يعني طلحة أول ما شاف كعب قام يجري يسلم عليه ويهنئه
كأنه عايز يقول له والله ما منعني عن مواساتك ودعمك إلا إني ألتزم أمر النبي ﷺ،
وكان طلحة من المهاجرين وكعب من الأنصار، فَكَانَ كَعْبٌ لَا يَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ، وخصوصا إن محدش من المهاجرين قام غير طلحة👌

☆طيب ليه محدش من المهاجرين قام يهنئ كعب رضي الله عنه😕
شوفوا،
المهاجرين ضحوا تضحية كبيرة جدا، تركوا ديارهم وأموالهم وتعرضوا لأذى كبير جدا خلال ثلاثة عشرة عام،
فهم زعلانين ومش مستوعبين ومش قادرين يتقبلوا إزاي يعني واحد يتخلف عن غزوة عشان شوية ثمار مستنيها🤨
هو كده دايما صاحب الابتلاء العالي أو صاحب التضحية الأكبر لما يلاقي واحد وقع في حاجة بالنسبة له بسيطة مش بيبقى متقبل الموضوع وشايف إن الشخص إللي قصاده ده زي ما بنقول بيدلع😅
عارفين مثلا زي واحد بيحفظ جزء من القرآن كل يوم،
وواحد تاني بيحفظ خمس آيات،
فييجي إللي بيحفظ خمس آيات ده ويقول معلش أنا محفظتش النهاردة سامحني أصل الحفظ كان صعب عليّ،
تخيلوا إللي بيحفظ جزء ده هيبقى إحساسه إيه ولّا هيرد عليه بإيه😅
عشان كده احنا محتاجين يبقى عندنا توازن في الفهم،
أيوة أنا ممكن أكون ضحيت تضحية كبيرة أو تعرضت لابتلاء أكثر من غيري لكن مش معنى كده إن الشخص التاني ابتلاءه أو تضحيته بسيطة أو إني استصغر إللي عمله،
لازم أفهم إن كل واحد له قدرته وله المكان المناسب بتاعه👌

المهم،
كعب رضي الله عنه اقترب من رسول الله ﷺ و سلّم عليه، يقول كعب:
فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ:
"أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُذْ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ"
يعني رسول الله ﷺ كان فرحان جدا لكعب لدرجة إن وجهه ﷺ كان بيلمع من الفرح، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ،
يعني رسول الله ﷺ لما كان بيبقى مبسوط وشه بينور كأنه فلقة قمر زي ما بنقول بالعامية كده😅
وكان الصحابة بيعرفوا ده من رسول الله ﷺ، يعني لما يكونوا عايزين يعرفوا رسول الله ﷺ مبسوط ولّا لأ ينظروا لوجهه ويعرفوا على طول، ﷺ 😊
فرسول الله ﷺ بشّر كعب رضي الله عنه بتوبة ربنا عليه
وقال له إن اليوم ده هو أحسن يوم مر على كعب في حياته في حياته لأن ربنا تاب عليه،
طبعا أحسن يوم في حياته على الأطلاق هو يوم دخوله للإسلام لأنه كده ربنا أعتقه من النار،
لكن اليوم إللي ربنا تاب عليه ده أحسن يوم في حياته من بعد دخوله للإسلام،
فلما كعب قعد قصاد رسول الله ﷺ بين يديه، قال له كعب:
"يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ"
يعني هو كان عايز يتصدق بماله كله في سبيل الله،
والواحد في أوقات الفرح ممكن ياخد قرارات يندم عليها بعدين😅
عشان كده مينفعش ناخد قرار في وقت الغضب أو في وقت الفرح،
لكن يكون في توازن، وهو ده إللي رسول الله ﷺ قاله لكعب:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
أَمْسِكَ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ👌
يعني كويس إنك تتصدق لكن مش تتصدق بكل مالك لأن انت عندك مسؤوليات تانية هتحتاج فيها للمال ده زي إنه يصرف على نفسه وعياله،
فقال كعب: "إِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ"
يعني هو له نصيب في خيبر هيخليه ويتصدق با
لباقي.

وكمل كعب كلامه مع رسول الله ﷺ قال:
يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى إِنَّمَا أنْجَانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ
يعني على الرغم من كل الابتلاءات إللي مر بيها كعب دي إلا إن إللي نجاه في النهاية هو صدقه مع رسول الله ﷺ،
وإنه لم يكذب زي المنافقين إللي جاءوا وكذبوا على رسول الله ﷺ،
وفعلا الصدق هو إللي بينجي صاحبه، أيوة الكذب ممكن ينجي صاحبه في البداية لكن في النهاية حبل الكذب قصير ولازم في يوم من الأيام هينكشف الكذب ده وهتبقى العواقب شديدة،
لكن ربنا بينجي الصادق حتى لو تعرض للابتلاء والأذى في البداية،
ولأن كعب التزم الصدق من البداية كانت نهايته إن ربنا أنزل توبته في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة👌
ربنا قال في سورة التوبة:
" لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ۩
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"

☆لو تاخدوا بالكم هتلاقوا إن آية توبة الثلاثة الذين خُلفوا جاءت معطوفة على آية توبة النبي والمهاجرين والأنصار،
عشان ربنا يعرفنا إن التوبة دي شرف وحاجة عظيمة جدا دخل فيها رسول الله ﷺ والمهاجرين والأنصار، وإنها مش حاجة وحشة،
بعكس لو كانت الآية إللي فيها توبتهم جت كده لوحدها كان الناس ممكن يحسوا بالنقص تجاه الثلاثة الذين خُلّفوا👌

كعب بن مالك أخطأ يا جماعة، صح؟
لكنه واجه الخطأ وتحمل نتيجة خطأه،
في ناس بتغلط ومش عايزة تدفع تمن خطأها ولا تواجه النتائج المترتبة على خطأها ده،
وعايزين الدنيا تبقى وردي ومفيش أي مشاكل وتعيش حياتها طبيعية، وعادي يا جماعة خلاص مش هعمل كده تاني وفضّونا من السيرة دي بقى🙄
برغم إن غلطهم ساعات بيكون خطأ كبير جدا😑
وطبعا إللي عايزينه ده مستحيل👌
فالنوعية دي من الناس للأسف بتبدأ تعالج الخطأ بخطأ أكبر، زي مثلا موقف كعب لما جاءته رسالة من ملك غسّان،
لو كعب بن مالك رضي الله عنه مكنش واجه خطأه صح كان هياخد الموضوع فرصة ويقول خلاص بقى أنا هروح للي يقدرني ويعرف مكانتي، وانتم السبب في كده😤
مانتم بتعاملوني وحش، وفين بقى لا تُعن الشيطان على أخيك،
أنا أه غلطت، لكن المفروض انكم تحتوُوني مش تنفروني كده، وخلاص يعني ماهي غزوة وعدت، وأنا حضرت كل الغزوات إللي فاتت مجتش على دي، انتم عاملين ده كله ليه، أنا معملتش كبيرة من الكبائر يعني😒
ساعتها بقى كان هيخسر باقي عمره، لكنه كان عارف إن ده من البلاء،
وعارف إن علاج الخطأ هو مواجهة الخطأ ده، وإللي بيهرب من المواجهة هيفضل ندمان طول عمره👌
فاحنا كمان محتاجين نفهم الكلام ده،
لما واحد فينا يكون ناوي يمشي في طريق ربنا ويطيع أوامره ويقابل أي نوع من أنواع الابتلاء ويلاقي معاملة سيئة مثلا أو جفاء أو سخرية من أي حد وخصوصا لو حد من الناس إللي ظاهره الصلاح؛ يفهم على طول إن ده من البلاء والفتنة،
هل هيصبر زي كعب بن مالك ولّا هيقع ويرجع عن طريق ربنا👌
عارفين مين إللي حكى قصة كعب بن مالك؟
إللي حكى قصة كعب بن مالك دي هو ابن كعب بن مالك نفسه،
يعني كعب كِبر في السن جدا لحد ما بقى أعمى وكان لسه فاكر القصة إللي حصلت معاه وبيعلمها لابنه كمان بالتفصيل إللي قلناه ده،
بيعلم ابنه وبيعلمنا احنا كمان عشان منقعش في نفس الخطأ،
بيعلمه وهو مش متضايق ولا مكسوف ولا خايف صورته تتهز قصاد ابنه ولا قصاد حد، همه إنه يعلم الناس الخير👌

♡قصة كعب بن مالك مليانة دروس وعبر كتير،
وأنا حاولت على أد ما اقدر أوضح لكم الدروس دي،
وفي التعليقات هتلاقوا روابط للمصادر إللي قلت منها القصة،
ياريت تقرأوا وتسمعوا هتستفيدوا كتير إن شاء الله 👇😊
وبكده انتهت قصة توبة كعب بن مالك رضي الله عنه.

بعد ما رسول الله ﷺ كان رجع من غزوة تبوك قبل حكاية كعب بن مالك دي عمل حاجة عجيبة جدا،
رسول الله ﷺ حرق مسجد اتبني جديد في المدينة😳
إيه قصة المسجد ده، وليه رسول الله ﷺ حرقه؟

ده إللي هنعرفه الجزء الجاي إن شاء الله 👌

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy