قصص الأنبياء و السيرة النبوية و أحداث نهاية البداية و الخلفاء الراشدين بقلم إيمان شلبي بالعامية🌴
30K subscribers
125 photos
13 files
1.03K links
prophets_stories
Download Telegram
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وستة_وسبعون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#فك_الحصار_عن_الطائف_والرجوع_إلى_الجُعرانة

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن فرض رسول الله ﷺ الحصار على الطائف، وشوفنا بعض محاولاته لفتح الحصن لكن الحصن كان منيع وأهل الطائف عندهم أكلهم وشربهم إالي يكفيهم سنة وأكثر،
ورسول الله ﷺ مش هينفع يفضل في الحصار ده إلى أجل غير مسمى للأسباب إللي قلناها المرة إللي فاتت، وفترة الحصار طالت جدا يعني رسول الله ﷺ قعد أربعين ليلة محاصر لحصن الطائف من غير أي فايدة🤷‍♂️
فاستشار رسول الله ﷺ واحد من أصحابه من أصحاب الخبرة العسكرية والرأي السديد،
لما تعرفوا اسم الصحابي إللي رسول الله ﷺ استشاره ده هتستغربوا جدا😅
الصحابي ده اسمه : 《نوفل بن معاوية الدَّيْلِي》
نسيتوه صح🤭
خلوني أفكركم بيه كده😁
نوفل بن معاوية ده هو زعيم بني بكر، القبيلة إللي دخلت مع قريش في صلح الحديبية،
وهو إللي قاد قومه لقتل خزاعة، وإللي كان سبب في نقض صلح الحديبية، وإللي دخل الحرم المكي واستمر في عملية قتل رجال خزاعة،
وإللي رد بالرد الكفري على قومه لما قالوا له: يانوفل إلهك إلهك، فقال لهم: يا بني بكر! لا إله لكم اليوم،
وإللي كان سبب في خروج رسول الله ﷺ إلى فتح مكة المكرمة وبعدين حنين، وبعدين الطائف،
سبحان مقلب المقلوب والله،
من شهرين ثلاثة بس نوفل بن معاوية الديلي عمل الجرائم دي كلها وبعدها أسلم وحَسُن إسلامه وانضم إلى الجيش المسلم وبقى مستشار أمين من المستشارين العسكريين لرسول الله ﷺ👌
واحنا وإن كنا نعجب من تحوّله من الكفر إلى الإيمان، ومن الغدر إلى الأمانة، ومن حِلفه لقريش إلى دخوله في الإسلام،
فالعَجَب كل العجب في موقف رسول الله ﷺ معاه،
رسول الله ﷺ معملش زي إللي القادة بيعملوه مع قادة الجيش المعادي بالقتل والإبادة والسجن والتعذيب، زي بنشوف في كل مكان،
لكنه وظّف طاقته في خدمة الإسلام، وده كان من عادته في كل حياته ﷺ،
ولو تفتكروا في سرية ذات السلاسل لما جعل عمرو بن العاص قائد السرية دي بعد ما أسلم بوقت بسيط،
فرسول الله ﷺ بلغ قمة الحكمة في التعامل مع الناس، وقمة الحكمة في إِنزال الناس منازلهم، وقمة الحكمة في احترام أرائهم واستغلال قدراتهم،
وهو يعلم ﷺ إن القوّاد إذا هُمّشوا وأُهملوا مش بس هتضيع قواتهم، لأ، ده ممكن يكونوا وبال على الأمة👌

فلما استشار رسول الله ﷺ نوفل بن معاوية الديلي يعملوا إيه في الحصار إللي طال ده، قال له معاوية:
"هم ثعلبٌ في جُحر، إن أقمتَ عليه أخذْتَه، وإن تركته لم يَضُرك"
يعني هو بيشبه أهل ثقيف بالثعالب، وده حقيقي ومشتهر عنهم وسط العرب، حتى إن عيينة بن حصن قال عنهم:
"إنهم قوم مناكير" يعني قوم أصحاب دهاء وفطنة،
ومعاوية بن نوفل بيؤكد إنهم ملهمش مهرب من الحصون دي لما قال:《إن أقمتَ عليه أخذته》
لكنه في نفس الوقت بيشير لأمر مهم جدا لما قال:
《وإن تركته لم يضرك》
الكلمة دي معناها إن شوكة ثقيف وهوازن خلاص اتكسرت ومعنوياتهم هبطت للحضيض، ومش هتقوم لهم قائمة بعد إللي حصلهم في حنين، فهزيمتهم في حنين انتشرت وسط العرب،
فهو بيقول لرسول الله ﷺ إنه لو صبر على الحصار هيوصل لمراده وغايته من فتح الحصن، لكن تضييع الوقت في حصارهم هيكون ضار بالجيش الإسلامي أكثر من ضرره بثقيف👌
فهنا قرر رسول الله ﷺ فك الحصار عن الطائف والانسحاب والرجوع لوادي الجعرانة إللي فيه الغنائم بعد ما شاف إن فعلا مفيش فايدة الحصار،
فأرسل رسول الله ﷺ إلى عمر بن الخطاب إنه ينادي في الناس ويقول: "إنا قافلون غداً إن شاء الله"
يعني احنا خلاص هننسحب وهنرجع بكرة لوادي الجعرانة،
لكن بعض الصحابة من المتحمسين اتضايقوا من قرار العودة وترك الطائف من غير ما يفتحوها، فقالوا:
نذهب ولا نفتح حصون الطائف؟!
يعني إزاي نمشي من غير نفتح حصون الطائف، فلما رسول الله ﷺ شاف كثرتهم ورغبتهم، احترم رأيهم وكان عايزهم يتعلموا الدرس بصورة عملية، فقال لهم:
اغدوا على القتال👌
يعني ما دام انتم عايزين تقاتلوا خلاص روحوا قاتلوا، فسمح لهم بالقتال في اليوم الثاني،
وخرج المسلمون للقتال، وفي اليوم ده بالذات أُصيب المسلمون بإصابات شديدة😅
ومع ذلك رسول الله ﷺ مقعدش يلوم عليهم ويقول لهم مثلا مش قلت لكم، ما كنتم تسمعوا الكلام من الأول بدل الإصابات إللي أصابتكم دي،
لأ، قال لهم بس:
《إنا قافلون غداً إن شاء الله》
والمرة دي محدش اعترض وقبلوا أمر رسول الله ﷺ واقتنعوا إن مفيش فايدة من القتال، وبدأوا في جمع حاجاتهم والاستعداد للرحيل بسرعة،
فلما رسول الله ﷺ شاف سرعتهم في جمع رحالهم قعد يضحك ﷺ😁
خلاص اتعلموا الدرس وعرفوا إن رأي رسول الله ﷺ هو الأصلح والأصوب👌

☆قرار الانسحاب إللي أخذه رسول الله ﷺ ده بيعلمنا درس مهم جدا وهو 《الواقعية في الحياة》،
يعني يا جماعة مش عيب إننا نفشل في أمر من الأمور،
ومش لازم كل معاركنا وكل مشاريعنا تبقى ناجحة،
لكن المهم إننا منغرقش في العمل من غير ما ندرك إن الهدف بتاعنا غير قابل للتحقيق، لكن برده مش
معنى الكلام إننا نيأس بسرعة ونستسلم😅
يعني شوفوا رسول الله ﷺ قعد أربعين ليلة في الحصار واستخدم كل الوسائل المتاحة ويقدر يعملها وبذل ما في وسعه،
ومع ذلك مكنش في نتيجة والهدف متحققش، رسول الله ﷺ معاندش بقى وصمم على إكمال الحصار بغض النظر عن الضرر إللي هيحصل للجيش وللدولة الإسلامية بسبب الحصار،
فالمسألة مش مسألة عِند على أد ما هي مسألة تحقيق الأصلح،
فمادام الأصلح هو التنازل عن الهدف إللي كان بيسعى لتحقيقه فعادي جدا يتنازل عنه عشان المصلحة الأكبر تتم، فرسول الله ﷺ تقبل في واقعية إنه ينسحب👌
وفي فرق كبير جداً بين المُثابرة على أداء عمل يعني المداومة عليه وبين تضييع الوقت،
فالمثابرة على أداء عمل أمر مطلوب، لكن لازم يكون في مؤشرات للنجاح،
لازم يكون في مقاييس تشير إلى إن العمل ده يمكن تحقيقه، ولازم الخسائر تكون أقل من الفوائد، عشان كده لازم يكون في متابعة وملاحظة وتقييم المستمر💁‍♂️

أما تضييع الوقت فهو الاستمرار في عمل يستحيل تحقيقه بالإمكانيات المتاحة، أو يتسبب في خسائر أكبر من الفوائد👌
هقول لكم مثال للتوضيح من حياتنا العملية وانتم قيسوا عليه،
واحد مثلا حب يفتح مطعم لبيع كوسة بالباشميل فقط، والقصة دي حقيقية فعلا😅
المهم فتح المطعم وعمل له إعلانات وصرف عليه جامد، ومع ذلك عمّال بيخسر،
بعض الناس نصحوه وقالوا له إن مش كل الناس بتحب الكوسة بالباشاميل فقال لهم أنا بحبها،
فهو مش فاهم إنه لازم يبيع إللي الناس بتحبه مش إللي هو بيحبه، وفضل مصمم برده على بيع الكوسة بالباشاميل،
فهو هنا بيضيع وقته وجهده وفلوسه في حاجة يستحيل تتحقق وملهاش فايدة،
والصح إنه كان ينسحب من المشروع الفاشل ده مادام بيتسبب له في خسائر كبيرة👌
فرسول الله ﷺ لما شاف إن مفيش فايدة انسحب وتراجع عن تحقيق الهدف ده،
ولأن بعض الصحابة مكنوش مستوعبين الواقعية إللي هو كان شايفها ﷺ، فخلّاهم يخوضوا التجربة بنفسهم عشان يفهموا بالطريقة العملية وجهة نظر رسول الله ﷺ،
وموقف رسول الله ﷺ مع الصحابة ده بيعلمنا نقطة مهمة جدا في تربية الأطفال👌
ساعات عيالنا بيبقوا مصممين على حاجة أو رأي هو غلط واحنا عارفين إنه غلط وبننصحهم وهمّ مش بيستجيبوا،
فاحنا هنا ممكن نعمل زي رسول الله ﷺ ونخليهم يجربوا بنفسهم عشان يشوفوا نتيجة رأيهم الخطأ وساعتها هيقتنعوا ويعملوا الصح بعدين،
بعكس مثلا لو صممنا إنهم يعملوا إللي احنا شايفينه صح بالجبر،
هيفضلوا طول عمرهم مفكرين إنهم صح وإن الأب أو الأم همّ إللي غلط ومتسلطين وهيحصل التمرد من الأبناء في أقرب فرصة، وهينفذوا آراءهم بعدين وهيبقى في أمور أشد وأخطر بكتير من آراءهم البسيطة وهمّ صغيرين👌
طبعا يا جماعة الكلام إللي قلته ده👆 ميكونش في حاجة فيها حرام ولا حاجة فيها خطر عليهم😅
يعني متجيش بنتي مصممة إنها متلبسش الحجاب الشرعي أو عايزة تتفرج على أفلام أو تسمع أغاني وأنا أخليها تجرب عشان تشوف إن إللي بتعمله ده غلط،
لأ، ده أنا يجب عليّ منعها بكل الطرق لأنها مسؤولة مني وهتحاسب عنها يوم القيامة،
لكن أنا بتكلم في الأمور العادية، يعني حد من عيالنا عايز يذاكر بطريقة معينة واحنا عارفين إن الطريقة دي غلط وهتضيع له وقته، وبنفهمه كده وهو مش مقتنع وعايز يذاكر بطريقته،
فبنخليه يذاكر بطريقته ونديله مُهلة معينة ونشوف نتيجة المذاكرة بتاعته إيه، فلما هو يجرب ويلاقي إن طريقته كانت غلط، خلاص مش هيبقى في مشاكل بعدين،
لكن لو غصبناه ومخليناهوش يجرب، كل مرة هييجي يذاكر هيبقى مقتنع إن طريقة أمه أو أبوه غلط وإن طريقته إللي مجرباهش هي إللي صح😅
فلو كان رسول الله ﷺ غصب الصحابة إنهم يرجعوا من غير ما يديهم فرصة القتال كانوا هيفضلوا يقولوا لو كنت سيبتنا يا رسول الله نقاتل كان زماننا فتحنا الحصن،
لكن من حكمته ﷺ إنه خلاهم يجربوا بنفسهم عشان يقفل الموضوع ده خالص وميكنش له أي أثار سلبية في المستقبل👌

أما بقى ليه ربنا لم يُقَدر فتح الطائف، فهو له حكمة سبحانه،
من الحكمة دي أمرين:
◇الأول:
لو الطائف فُتحت في ظل الظروف الصعبة دي والقتال الشرس والمطاردة لهوازن وثقيف، والقتال في داخل الحصون،
كان هيُقتل منهم عدد كبير جدا،
وكان الإسلام هيفقد قوتهم جميعاً؛ لأن هوازن وثقيف أسلموا بعد كده، فلو قُتلوا كنا هنفقد قوتهم وكانت هتبقى عاقبتهم النار،
وتخيلوا إن الطائف إللي تأخر إسلامهم دول هيكونوا من المدن إللي هتثبت على الإسلام بعد وفاة رسول الله ﷺ ومش هترتد زي باقي العرب👌
◇الأمر الثاني:
إن الانسحاب دون إتمام المهمة فتح لنا باباً أن نفعل المثل إن تعرضنا لنفس الموقف،
يعني لو المسلمين اتعرضوا لنفس الموقف وحاصروا مدينة ومقدروش يفتحوها فهم يقدروا يعملوا زي رسول الله ﷺ وينسحبوا، وفعلا الموقف ده اتكرر في التاريخ،
كان المسلمون يحاصروا حصون الأعداء وكان بعض الحصون بتكون صعبة وميقدروش يفتحوها فكانوا بينسحبوا،
لكن بقى لو كان رسول الله ﷺ أصر على عدم الانسحاب لحد ما يفتح الحصن، كان هيبقى إحراج كبير جداً للأمة الإسلامية؛ لأنه
هيبقى لزام علينا إننا نفعل مثله ﷺ؛
لأنه القدوة ويجب اتباعه، فلما انسحب رسول الله ﷺ بعد المشاورة فهو كده ترك الأمر لقادة المسلمين ولرأي الشورى،
يعني لو المسلمين شافوا إن الحصار في وراه فايدة يبقى يصبروا لحد ما يفتحوا الحصن، زي ما حصل في فتح خيبر💁‍♂️
ولو شافوا إن الموضوع مستحيل أو خسائره كبيرة يبقى ينسحبوا زي ما حصل في الطائف، وفي الحالتين هم بيتبعوا وبيقتدوا برسول الله ﷺ👌

اتجهز الجيش للرحيل وهمّ ماشيين حصل موقف في منتهى الرقة من رسول الله ﷺ،
بعض الصحابة كانوا لسه متضايقين إنهم مفتحوش حصن الطائف بعد كل ده، فقالوا لرسول الله ﷺ:
يا رسول الله، ادعُ على ثقيف!
فقال رسول الله ﷺ :
اللهم اهدِ ثقيفاً وائْتِ بهم🤲
رسالة رسول الله ﷺ إنه يوصل بدعوته للناس مش إنه يقتلهم،
هدفه إنقاذ الناس من النار مش إنه ينتقم منهم،
مع ذكريات الطائف في المرة الأولى، وواقع الطائف في المرة الثانية من رفضهم للإيمان واستكبارهم عنه ومقاومتهم وقتالهم؛ لسه رسول الله ﷺ يرجو إسلامهم،
ما غابت عن رسول الله ﷺ رسالته وهدفه أبدا، ولو تفتكروا لما جاءه الطُّفَيْل بن عمرو الدَّوْسي بيطلب منه يدعو على قومه دَوْس لأنهم رفضوا الإسلام قال رسول الله ﷺ:
" اللهم أهد دوساً، وائت بهم"
وبعد غزوة أحد وبعد ما قريش قتلوا سبعين واحد من أصحابه لم يدعو عليهم ولكنه قال:
"اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون"
وصدق رسول الله ﷺ لما قال عن نفسه:
" إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً"

رجع رسول الله ﷺ من الطائف بعد أربعين يوم، ووصل إلى وادي الجعرانة، وكان عنده مهمة عظيمة، وهي مهمة تقسيم الغنائم الكتيرة دي على الجيش المنتصر👌
لكن رسول الله ﷺ موزعش الغنائم أول ما رجع على طول، ده استنى كم يوم يمكن ربنا يستجيب دعوته بسرعة ويأتي أهل الطائف ويُسلموا فيرجع لهم أموالهم ونساءهم وأطفالهم،
فلما لقاهم مجوش والناس إللي أسلموا جديد بدأوا يطلبوا توزيع الغنائم ويلحوا،
بدأ رسول الله ﷺ بتوزيع الغنائم، وتوزيع غنائم حنين بالذات موضوع طويل،
عشان كده هنقوله كله على بعضه المرة الجاية إن شاء الله 😁

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وسبعة_وسبعون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#توزيع_غنائم_حنين

وقفنا المرة إللي فاتت عند توزيع رسول الله ﷺ للغنائم، وقلنا إنه استنى كم يوم قبل توزيعها، استنى أكثر من عشر أيام لعل ثقيف يأتوا مسلمين فيرد عليهم رسول الله ﷺ أموالهم ونساءهم وأولادهم،
فلما لم يأتوا ومع إلحاح الأعراب والمسلمين الجدد بتوزيع الغنائم بدأ رسول الله ﷺ بتوزيع الغنائم.
مبدئيا كده قبل ما نشوف الغنائم اتوزعت إزاي، خلونا نفهم يعني إيه غنائم🤔
الغنائم هي ما يُؤخذ في الحرب قهرًا أو عنوةً، سواء ذهب أو فضة أو أموال أو غيرها،
والغنائم هي خَصِيصة لأمة الإسلام زي ما رسول الله ﷺ قال:
" أُعطيتُ خَمساً لم يُعطَهُن أحدٌ من الأنبياء قبلي، وذكر منها:《وأُحلّت ليَ الغنائم》
يعني في الأمم السابقة لما كانوا يقاتلوا ويأخذوا غنائم من عدوّهم مكنوش بياخدوها لنفسهم،
ولكن بيجمعوها وتنزل نار من السماء تأخذ الغنائم دي زي ما قلنا قبل كده في قصة يوشع بن نون عليه السلام،
فالغنائم بقت حلال لأمة الإسلام، فهي نعمة من الله عز وجل وحافز قوي للمجاهد،
فهي عوض للمجاهد عن تركه للديار وللأعمال وللأسرة وللوطن؛ وخصوصا إن أمة الإسلام هي الأمة الوحيدة المفروض عليها جهاد الطلب،
فكان طبيعي يبقى في حافز للمجاهدين،
وأكيد يعني الجيش إللي هتتوزع عليه الغنائم هيُقاتل بحمية وبقوة تختلف عن الجيش إللي لا يتجاوز فيه راتب الجنود دراهم معدودة🤷‍♂️

تقسيمة الغنائم بقى في الشرع الإسلامي هي:
أربعة أخماس الغنيمة تُوزع على أفراد الجيش المقاتل، وخُمس الغنيمة المتبقية يذهب للدولة تتصرف فيه حسب المصلحة،
لكن للأسف في زماننا دلوقتي القادة الكبار والزعماء بيستكثروا العطاء الضخم ده للجنود، وبيحتفظوا بالأموال للدولة أو لنفسهم، وياخدوا حق الجنود 😑
وطبعا ده هيكون له انعكاس كبير سيء على قتال الجنود في المعارك، وعلى أداء الجنود في الحروب👌
بدأ رسول الله ﷺ في توزيع الغنائم على حسب التقسيمة إللي قلناها، خلونا نحسبها بالأرقام:
كانت الغنائم أربعة وعشرين ألف (24000) من الإبل، وأربعين ألف (40000) شاة، و أربعة آلاف(4000) أوقية من الفضة، ده غير الستة آلاف(6000) من السبي.

يبقى أربعة أخماس الغنيمة تساوي تسعة عشرة ألف ومائتان (19200) من الإبل، واثنان وثلاثون ألف(32000) شاة، وثلاثة آلاف ومائتان(3200) أوقية من الفضة، وأربعة آلاف وثمانمائة(4800) من السبي، فهذه الغنائم توزع على (12000) مقاتل.

وكانوا يقيّمون الجمل الواحد بعشرة من الشّياه، يعني كل واحد من أفراد الجيش هيأخد إما جَملين، وإما عشرين من الشّيَاه،
أما تقسيم الفضة فكل واحد هياخد رُبع أُوقية من الفضة،
وبالنسبة للسبي فبيتقسم بمعرفة الزعيم أو الإمام أو رئيس الدولة، وبما أن السبي (4800) وعدد الجيش (12000) ففي ناس هتاخد وناس لأ،
فكان رسول الله ﷺ أحيانا بيعمل قُرعة بين الصحابة مين هيطلع من نصيبه السبي، وساعات كان بيعوضهم بالمال،
فالقاعدة إللي تحكم هي: التقسيم بالتساوي بالنسبة لأربعة أخماس الغنائم بين المقاتلين👌
أما بالنسبة للخُمس الباقي، فالمال ده هو مال الدولة، ورسول الله ﷺ كقائد يوجهه في الوجه الأصلح للدولة،
يعني ممكن يشترى بالمال ده سلاح،
أو يفتدى به الأسرى، أو تكون منه الهِبَات لأهل البأس والقوة في الحرب، أو ممكن تُعطى منه رواتب وأجور، أو يدخل في مشروعات الدولة المختلفة،
المهم إن القائد هينفق المال ده في الوجه الأصلح للدولة💁‍♂️

☆طيب إيه بقى الوجه الأصلح للدولة في الوقت ده🤔
شوفوا،
رسول الله ﷺ عارف إن في جيشه إللي متردد جداً في الإسلام،
وفي إللي دخل الإسلام عشان خايف من قوته، أو دخل الإسلام رغباً في الغنائم،
وفي منهم إللي كان سيداً مطاعاً في قومه محدش في العرب يقدر يمشي كلمته عليه، فبقى دلوقتي تابع لرسول الله ﷺ،
ومنهم إللي لو أمر قبيلته بالردة ومحاربة المسلمين هيعملوا كده فعلا،
فالناس دي لسه الإيمان مكنش ملأ قلوبهم واستقر فيه ولا اقتنعوا تماما بالإسلام، ورسول الله ﷺ كان عارف كل ده، عشان كده كان لازم يكون في حل عشان يتألف قلوب الناس دي ويُثَبّت قلوبهم على الإسلام👌
فكان الحل إن رسول الله ﷺ يراضيهم بعطاء سخي عظيم،
فساعتها هيحسوا إن حالتهم المادية استقرت، وإن أموالهم كثُرَت، وإن وضعهم الاجتماعي تحسّن بعد انتمائهم للدولة الإسلامية،
وبالتالي هيحبوا الدولة إللي حققت لهم الرخاء ده، ويحاولوا بكل طاقتهم إنهم يدعموا الدولة دي عشان وضعهم يستمر في التحسّن،
وبكده يَأْمن رسول الله ﷺ جانبهم وإنهم مينقلبوش للكفر مرة تانية، ولا يأثروا على قومهم ويرجعوهم للكفر تاني؛
لأن النظام القَبلي المترسخ في الجزيرة العربية بقاله قرون يخلي قائد القبيلة له الكلمة العليا المطلقة في قبيلته؛
فعشان كده رسول الله ﷺ كان عايز يشتري رضا الزعماء واستقرارهم بالمال💁‍♂️
وبالتالي هيكون لهم تأثير إيجابي على أَتْباعهم من القبائل المختلفة،
يعني يا جماعة باختصار رسول ال
له ﷺ بيشتري استقرار الدولة الإسلامية؛ لأن مكنش في وقت لتربية المسلمين الجدد دول تربية إيمانية زي ما المهاجرين والأنصار اتربوا على مدار واحد وعشرين سنة، فكان لازم حل سريع👌

فبدأ بقى رسول الله ﷺ يُعطي زعماء العرب وبعض إللي لهم مكانة من إللي أسلموا حديثا أموال زيادة من الخُمس المملوك للدولة،
والخُمس ده مكنش عدد بسيط يعني، ده كان كتير، يعني الخمس ده كان أربعة آلاف وثمانمائة(4800) من الإبل، وثمانية آلاف(8000) شاه، وثمانمائة(800) أوقية من لفضة، وألف ومئاتان (1200) من السبي،
وكان عدد المؤلفة قلوبهم حوالي عشرين رجل، زي أبو سفيان وعيينة بن حصن، وحكيم بن حزام وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم،
فكان رسول الله ﷺ يُعطي الواحد منهم مائة بعير، يعني مائة جمل، وأحيانا خمسين،
واحنا قلنا إن الجمل الواحد ثمنه من ثمانية وأربعين ألف(48000) لستة وخمسين ألف(56000) جنيه،
يعني على أقل تقدير رسول الله ﷺ كان بيعطي للواحد من الزعماء دول ما يساوي حوالي خمسة مليون جنيه😮
ده غير الفضة والأغنام، يعني أموال كتيرة جدا😅

☆طيب في هنا سؤال مهم:
هو مش الإيمان إللي بيكون سببه حب المال بيبقى إيمان ضعيف🤨
أيوة بيبقى إيمان ضعيف، لكن ده بيبقى في البداية بس،
لكن لما الواحد بيتربى على الإيمان التربية الصحيحة يبدأ الإيمان في الرسوخ تدريجياً لحد ما يبقى الإيمان أغلى عنده من المال، وهو ده إللي حصل فعلا،
حتى إن أنس بن مالك رضي الله عنه قال عن الموقف ده:
"إنْ كانَ الرَّجُلُ ليُسْلِمُ مَا يُريدُ إلاّ الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الإسلام أحَبّ إليه مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَليها"
يعني بيقول إن الواحد في الوقت ده كان بُيسلم عشان أجر الدنيا من الغنائم لكن أول ما يستقر الإسلام في قلبه بيكون الإسلام أحب إليه من الدنيا باللي فيها،
وهو ده فعلا إللي حصل مع أبي سفيان وحكيم بن حزام وصفوان أمية وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم،
كانوا بينفقوا أموالهم في سبيل الله ويجاهدوا وكانوا بيمشوا في كل طريق فيه مرضاة لله👌
فالهدف من تأليف القلوب بالمال هو الإغراء والتشجيع في البداية لحد ما القلب يستقر فيه الإيمان ويذوق حلاوته،
فساعتها مش هيبقى محتاج حاجة تشجعه من أمور الدنيا وهيبقى همه الآخرة👌

طبعا يا جماعة التصرف إللي عمله رسول الله ﷺ هيكون له أثر سلبي على بعض المسلمين إللي اجتهدوا في القتال وثبتوا مع رسول الله ﷺ وإللي فعلا يستحقوا المكافأة،
لأ وهنشوف كمان إللي اعترض بصراحة كده على رسول الله ﷺ واتهمه بعدم العدل😬
لكن رسول الله ﷺ كان همه استقرار دولة الإسلام؛ لأن لو حصل اضطراب في الدولة الإسلامية الكل هيعاني من الأزمات إللي هتحصل،
فمفيش مشكلة من تحمّل بعض الضرر النفسي في مقابل استقرار دولة الإسلام، يعني رسول الله ﷺ كان بيطبق قاعدة:
《دَفع أكبَر الضّرَرِين، وجَلبْ أكبر المَنْفَعتِين》

قبل ما نعرف بقى المواقف إللي حصلت أثناء توزيع الغنائم وردود أفعال الصحابة المختلفة عندنا نقطة محتاجة تتوضح وهي:
إن الفقهاء اختلفوا في طريقة توزيع رسول الله ﷺ لغنائم حنين،
يعني رسول الله ﷺ كان بيوزع الغنائم في كل المعارك السابقة بحسب التقسيمة إللي قلناها في البداية،
إللي هي أربعة أخماس على أفراد الجيش المقاتل والخمس الباقي للدولة يتصرف فيه رسول الله ﷺ على حسب المصلحة، ولحد هنا الفُقَهاء متفقين،
لكن الاختلاف بينهم حصل في توزيع غنائم حنين،
◇فريق منهم قال:
إن رسول الله ﷺ وزّع الغنائم كووولها على المُؤلّفة قلوبهم فقط.

☆والمؤلفة قلوبهم دول هم إللي أسلموا حديثاً وكان إسلامهم ضعيف سواء من أهل مكة الطّلقاء، أو من إللي أسلموا من الأعراب قبل فتح مكة على طول،
أو المشركين من الزعماء إللي عندهم استعداد نفسي في إعادة النظر في الدعوة بس محتاجين زقة زي ما بنقول😅

◇الفريق التاني قال:
إن رسول الله ﷺ وزّع أربعة أخماس الغنيمة على الجيش بكامله كالعادة، وبعدين أعطى المؤلفة قلوبهم من الخمس المتبقي المملوك للدولة، يعني أخدوا زيادة عن باقي الجيش زي ما شرحنا كده👆

والرأي الثاني ده هو الأصح👌
طيب ليه🤔
لأن الرأي ده يتفق مع الشرع والعقل والنقل، وعندنا أدلة على كده، نركز بقى عشان الموضوع ده مهم👌
◇الدليل الأول:
الغنائم مش مِلْك شخصي لرسول الله ﷺ عشان يوزعها بطريقة تخالف التوزيع الشرعي، إلا طبعا لو الوحي جاء باستثناء في التوزيع ده، لكن ده محصلش، فأربع أخماس الغنائم ملك للجيش، ولا تُؤخذ منه إلا باستئذان خاص منه.

◇الدليل الثاني:
لو كان في تغيير في قسمة الغنائم كان الطبيعي إن رسول الله ﷺ يقول إن التقسيمة دي تقسيمة خاصة ملهاش دعوة بالتقسيمة الأساسية؛ عشان محدش يعتقد إن إللي رسول الله ﷺ عمله ده نسخ التقسيم السابق للغنائم،
وخصوصا إن معركة حُنين هي آخر موقعة حربية مع العرب، حتى غزوة تبوك إللي هتحصل بعدين محصلش فيها قتال، ومكنش فيها غنائم، فكان لازم يكون في توضيح من رسول الله ﷺ لو كان فعلا خالف التقسيمة الشرعية للغنائم إللي قلنا عليها في البداية?
?

◇ الدليل الثالث:
رسول الله ﷺ لما بدأ بتوزيع الغنائم؛ الناس قعدوا يتزاحموا عليه ويطلبوا نصيبهم من الغنائم لدرجة إنهم أخذوا رداء رسول الله ﷺ في الزحمة، كله عايز يلحق ياخد من الغنائم،
فهنا عشان رسول الله ﷺ يطمنهم مِسك بإيده وبرة أو شعرة من شعر جمل ورفعها وقال لهم:
" أيها الناس إنه والله ليس لِي من فَيْئِكم ولا هذه الوبرة إلا الخُمْس والخمس مردود عليكم"
يعني بيقولهم أنا لا أملك من الغنائم حتى الشعرة دي، كل إللي أملكه هو الخمس، وحتى الخمس ده هيرجع لكم انتم على حسب مصلحتكم،
فرسول الله ﷺ بيصرّح هنا أهه إنه لا يملك في يوم حنين إلا الخمس فقط من الغنائم،
فعلى أي أساس بقى قيل إنه وزع الغنائم على المؤلفة قلوبهم فقط🤷‍♂️

◇ الدليل الرابع:
لو بصينا كده على إللي اتوزع عليهم الغنائم هنلاقي إن من المستحيل إن رسول الله ﷺ قسّم كل الغنائم دي على المؤلفة قلوبهم فقط،
فعدد إللي رسول الله ﷺ أعطاهم العطاء السخي ده لا يزيدون في أي كتاب من كتب السيرة على عشرين رجلاً،
ولو جمعنا الأسماء من الكتب المختلفة ممكن نوصل إلى أربعين أو خمسين رجلاً بالكتير أوي يعني😅
فخلونا كده نحسبها،
إذا كان رسول الله ﷺ بيعطي الناس مائة من الإبل فعطاؤه لأربعين رجلاً هيبلغ أربعة آلاف بعير فقط، مع إنه كان بيعطي بعضهم خمسين بس مش مائة،
فهيكون العدد أقل من أربعة آلاف أو أقل من خمسة آلاف بعير،
طيب احنا عندنا أربعة آلاف بعير أهم، فين بقى باقي الأربعة وعشرين ألف بعير إللي همّ غنائم المسلمين من الإبل😕
ده طبعا غير الأغنام والذهب والفضة والسّبْي،
ولم يَرِد إن رسول الله ﷺ أعطى أرقام كبيرة كمائة بعير أو خمسين بعير إلا للمجموعة دي فقط من المؤلفة قلوبهم،
فكده واضح أهه إن رسول الله ﷺ وزّع أربع أخماس الغنائم على الجيش👌

◇الدليل الخامس:
هل أفراد القبائل من الأعراب ومن قريش كانوا هيرضوا إن الزعماء بس همّ إللي ياخدوا من الغنائم؟
ولاّ هيبقوا عايزين همّ كمان نصيبهم من الغنائم ولو حاجة بسيطة💁‍♂️
كل القلوب كانت تهفو إلى الغنيمة، وكل الناس محتاجين إلى تأليف قلوبهم،
ومعظم المسلمين إللي دخلوا في الإسلام بعد صلح الحديبية وبعد فتح خيبر محتاجين إلى تأليف لقلوبهم،
ومحدش هيترفع منهم عن الغنيمة دي إلا القليل، زي: خالد بن الوليد ، عمرو بن العاص ، وعثمان بن طلحة ، والعباس ، وغيرهم من الأفراد المعدودين،
أما الباقي فهيحتاج إلى تأليف، ودليل كده إن رسول الله ﷺ لما حصلت الهزيمة في بداية المعركة لم ينادِ على المسلمين إللي أسلموا قبل الفتح؛ لأنه عارف إن منهم ما أسلم إلا رغباً أو رهباً،
لكن رسول الله ﷺ قصد بالنداء أصحاب الشجرة أهل الحديبية ودول كانوا ألف وأربعمائة فقط،
يعني عشان يُرضي المسلمين الجدد؛ يبقى هيعطي عشرة آلاف وستمائة(10600) مقاتل من الغنيمة، وكده يتبقى الألف وأربعمائة(1400) إللي همّ أصحاب الشجرة،
فإذا كان رسول الله ﷺ ينوي إعطاء (10600) من الغنيمة يبقى هيعجز إنه يعطي(1400) الباقين؟
كلام غريب طبعا لا يُقبل، وخاصة إن همّ إللي أدوا ما عليهم، وهمّ إللي دافعوا وكافحوا وبذلوا الجهد، وردوا كيد المشركين، فإعطاء (1400) لا يؤثر مطلقاً في إعطاء 10600).
فمفيش أي داع لحرمانهم من الغنيمة الرئيسية الشرعية المُستحقة وهي أربعة أخماس الغنيمة الكلية🤷‍♂️

☆طبعا في حديث صحيح عن رسول الله ﷺ إنه لم يعطِ الأنصار شيئا وحصل أزمة بسبب كده،
وده معناه إن رسول الله ﷺ لم يُقسم الغنائم التقسيم إللي قلنا عليه، إللي هو أربعة أخماس الغناىم للجيش،
لكن الكلام ده هنوضحه بالتفصيل بعدين إن شاء الله 👌

نرجع بقى ونشوف الناس إللي رسول الله ﷺ أعطى لهم العطاء الزيادة،
أول واحد من الزعماء إللي رسول الله ﷺ تأَلّف قلبه وأعطاله المال كان أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه،
جاء لرسول الله ﷺ وهو في وادي الجعرانة، ولما شاف أبو سفيان الغنائم الهائلة دي قال: يا رسول الله، أصبحت أكثر قريش مالاً 😮
يعني بقيت أغنى واحد فينا، يعني بيلمّح إن في أموال كتير، وعايز منها، فرسول الله ﷺ تبسم له ومتكلمش،
فلما لقى التلميح مش نافع راح قايل لرسول الله ﷺ صراحة كده: أعطني يا رسول الله من هذا المال!
رسول الله ﷺ كان مقدر المعاناة إللي كان حاسس بيها أبو سفيان بسبب المواقف إللي مر بيها الشهور إللي فاتت من قبل فتح مكة،
وإيمانه إللي كان في ظروف قاسية وكان لسه متزعزع، ده غير إنه خلاص مش هيبقى زعيم مكة وفي واحد بداله هيمسك زعامة مكة وهنتكلم عنه في وقتها إن شاء الله،
فرسول الله ﷺ مقدّر كل ده وعايز يُثبّت قلبه على الإسلام، فقال لبلال رضي الله عنه:
" يا بلال زِنْ لأبي سفيان أربعين أُوقية من فضة، وأَعطهِ مائة من الإبل"
واخدين بالكم مين بيدي مين😊
بلال العبد إللي كان يُباع ويُشترى وبيُعذب في مكة دلوقتي بقى هو المُقرب من زعيم الدولة وهو إللي بيعطي ده وده من الزعماء السابقين👌
"وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"

أبو سفيان طبعا مكنش مصدق نفسه😳
حوالي كيلو ونص ف
ضة ومائة بعير بقت مِلكه في لحظة، والمائة بعير ده هو نفس رقم المكافأة إللي قريش أعلنت عنها للي يأتي برسول الله ﷺ حياً أو ميتاً يوم الهجرة فاكرين😊
فسبحان مُبدل الأحوال👌
أبو سفيان شاف العطاء إللي رسول الله ﷺ أعطاه له فطلب لأبنائه يزيد ومعاوية، فقال لرسول الله ﷺ:
وابني يزيد يا رسول الله😅
فقال رسول الله ﷺ لبلال:
"زِنْ له يا بلال أربعين أُوقية من فضة، وأَعطهِ مائة من الإبل"
فقال له أبو سفيان:
وابني معاوية يا رسول الله😅
فقال رسول الله ﷺ لبلال:
"زِنْ له يا بلال أربعين أُوقية من فضة، وأَعطهِ مائة من الإبل"
ويزيد ومعاوية كانا مسلمين،
فلما أبو سفيان شاف رسول الله ﷺ بيعطي العطاء ده بدون أي نقاش وبكل سهولة كده ذُهل😳
وقال لرسول الله ﷺ:
"إِنَّكَ لَكَرِيمٌ ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، وَاللَّهِ لَقَدْ حَارَبْتُكَ فَنِعْمَ الْمُحَارِبُ كُنْتَ، ثُمَّ سَالَمْتُكَ فَنِعْمَ الْمُسَالِمُ أَنْتَ، جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا"
تحسوا بصدق في كل كلمة قالها سبحان الله، أبو سفيان اختصر حياته كلها مع رسول الله ﷺ في الكلمتين دول👌
إيه إللي غيّر رجل كان بيشُك في نبوة رسول الله ﷺ إلى رجل مؤمن مادح لرسول الله ﷺ؟
إيه إللي ثبّته بعد ما كان متردد؟
إيه إللي أسعده بعد ما كان حزين بعد تغير الأحوال في مكة؟
مش همّ الثلاثمائة من الإبل والمائة والعشرين أوقية من الفضة؟
طيب وهي تيجي إيه قيمة الأموال دي جنب هداية إنسان؟ وإيه هي قيمة الأموال جنب استقرار الدولة الإسلامية؟
وتيجي إيه الأموال دي جنب تأليف قلوب بني أمية وتثبيت أهل مكة على الإيمان؟
صحيح إن المال حلو ومهم، لكنه يتصاغر جدا جنب المعاني دي👌
وهي دي كانت نظرة رسول الله ﷺ للأمور، عشان كده كان ﷺ يُعطي بلا حساب،
كان يُعطي عطاء من لا يَخشى الفقر، كان يُعطي وكأن المال لا ينتهي، والعطاء موقفش عند أبي سفيان رضي الله عنه وابنيْه يزيد ومعاوية، لكنه أعطى غيرهم وإللي هنعرف قصتهم المرة الجاية إن شاء الله 😊

☆ملحوظة:
أي حد عايز يأخذ القصص وينشرها يتفضل أنا معنديش مانع نهائي😊


#Eman_Shalapy
#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وثمانية_وسبعون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#موقف_الأنصار_من_توزيع_غنائم_حنين

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن طريقة توزيع رسول الله ﷺ للغنائم، وشوفنا إزاي أعطى لأبي سفيان عطاء عظيم من الغنائم هو وابنيه يزيد ومعاوية رضي الله عنهم جميعا.

رسول الله ﷺ كمّل توزيع الغنائم وإعطاء المؤلفة قلوبهم،
فجاء حكيم بن حزام لرسول الله ﷺ،
ولو تفتكروا حكيم بن حزام ده يبقى ابن أخت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها،
يعني رسول الله ﷺ يبقى زوج عمته، وكان حكيم بيساعد المسلمين لما كانوا محاصرين في شِعب أبي طالب، وأسلم حكيم بعد فتح مكة،
حصل بقى حوار بين حكيم ورسول الله ﷺ مليان عِبر👌
وإللي حكي الحوار ده حكيم بن حزام نفسه، بيقول:
"سألت رسول الله ﷺ فأعطانِ"
يعني حكيم طلب من رسول الله ﷺ يعطيه من الغنائم، فأعطاه رسول الله ﷺ مائة من الإبل،
وبعدين حكيم سأله تاني إنه يعطيه من الغنائم، فأعطاه رسول الله ﷺ مائة ثانية من الإيل،
فسأله حكيم مرة ثالثة إنه يعطيه من الغنائم، فأعطاه رسول الله ﷺ مائة ثالثة، يعني واخد خمسة عشر مليون جنيه وهو واقف كده من رسول الله ﷺ 😅
هنا بقى رسول الله ﷺ كان عايز يعلم حكيم بن حزام درس تربوي مهم، قال له:
《يا حكيمُ، إنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلوَةٌ، فمَنْ أخَذَهُ بسَخَاوة نفْسٍ بُورِكَ لَهُ فيه،
ومَنْ أَخَذَهُ بإشْرافِ نَفْسٍ لم يُبَارك له فيه، وكان كالذي يأكلُ ولا يَشْبَعُ، اليدُ العليا خيرٌ من اليد السُّفلى》

هنا رسول الله ﷺ بيتكلم عن الدنيا بصفة عامة عشان كده قال حلوةٌ خَضِرة ومقلش حلوٌ خَضِر،
والمال جزء من الدنيا، فرسول الله ﷺ بيشبه المال بالخضار عشان يقوله إن المال سريع الزوال زي ما الزرع الأخضر بيذبل بسرعة👌
فاللي بياخد المال من غير ما يكون عنده شَرَه ومن غير إلحاح منه ومن غير ما يضايق المُعطي ولا يحرجه؛ ربنا بيبارك له في المال ده،
أما إللي بياخده بطمع وبيبقى عايز زيادة ويقعد يطلب ويطلب ربنا مش بيبارك له في المال ده، وبيبقى عامل زي إللي بياكل ومش بيشبع،
والإنسان إللي بيعطي وبيُنفق في سبيل السبيل الله أحسن من إللي بيسأل الناس وياخد أموالهم👌

لما سمع حكيم بن حزام كلام رسول الله ﷺ اتعلم الدرس وفهمه كويس، ورجع المائة الثانية والثالثة وأخذ الأولى فقط، وقال لرسول الله ﷺ:
"يا رسولَ الله، والذي بعثكَ بالحقِّ لا أرْزَأُ أحدًا بعدَكَ شيئًا حتَّى أفارقَ الدنيا"
يعني مش هاخد أي مال من أي حد لحد ما أموت 👌
وفعلا يا جماعة حكيم بن حزام حافظ على عهده ده مع رسول الله ﷺ لحد ما مات،
فكان أبو بكر الصديق في خلافته يدعوه عشان ياخد نصيبه من الغنيمة وهو كان يرفض ياخدها،
وكان عمر في خلافته يدعوه عشان ياخد نصيبه فكان بيرفض، وكان عمر بيقول للناس :
"إني أُشْهدُكُم يا مَعْشَرَ المسلمين على حكيم، أنِّي أَعْرِضُ عليه حَقَّهُ من هذا الفَيْء فيأبى أن يأْخُذَه"
يعني اشهدوا إني أعطيه نصيبه وحقه من الغنائم وهو إللي بيرفض ياخده مش أنا إللي منعته حقه،
واستمر كده لحد ما مات رضي الله عنه ولم يأخذ مال من أحد من المسلمين👌

أكمل رسول الله ﷺ توزيع الغنائم، وبدأ يعطى الناس إللي حاسس منهم إن لسه في قلوبهم بعض الكره والحقد على الإسلام والمسلمين،
فأعطى رسول الله ﷺ سهيل بن عمرو مائة من الإبل ومائة أوقية من الفضة، وكان أسلم بعد غزوة حنين وبعد حصار الطائف والعودة لوادي الجعرانة،
وسهيل يا جماعة بعد ما أسلم كان أكثر صلاةً وصومًا وصَدقة من كل كُبراء قريش إللي تأخر إسلامهم،
وكان كثير البكاء رقيقًا عند قراءة القرآن،
سبحان مقلب القلوب👌

وأعطى رسول الله ﷺ الحارث بن هشام أخو أبو جهل عشان يلين قلبه ويهوّن عليه مصابه في مقتل أخيه، وعشان يتألف قلوب بني مخزوم،
وأعطى النُّضَير بن الحارث أخو النّضر بن الحارث شيطان قريش المعروف،
إللي كان من أشد أعداء رسول الله ﷺ،
وإللي كان بيقول هو محمد أحسن مني في إيه، أنا بحكي أساطير ومحمد بيحكي بأساطير،
فأعطاه رسول الله ﷺ مائة ناقة ومائة أوقية من الفضة عشان يتألف قلبه ويتألف قلوب قبيلته،
بعد ما رسول الله ﷺ أعطى زعماء مكة، بدأ يعطي بعض زعماء قبائل العرب، عشان يضمن ولاءهم وانتماءهم للدولة الإسلامية،
فأعطى عيينة بن حصن زعيم قبيلة بني فزارة، مائة من الإبل، والرجل ده كان غليظا جداً وسيئ الخلق😑
فرسول الله ﷺ اشتراه بالمال في الموقف ده، عشان ميعملش فتنة بين الناس، وأخلاقه متغيرتش كتير بعد إسلامه،
حتى إنه بعد موت رسول الله ﷺ ارتد وقاتل ضد المسلمين، وبعدين رجع وأسلم مرة تانية في خلافة أبي بكر بعد ما أسره خالد بن الوليد وهو بيحارب المرتدين وأرسله للمدينة لأبي بكر رضي الله عنه.

وكمان رسول الله ﷺ أعطى زعيم بني تميم وكان اسمه الأقرع بن حابس وكان من غِلاظ الطباع، وحديث الإسلام، وقبيلته بنو تميم قبيلة قوية فأعطاه مائة من الإبل عشان يتألف قلبه ويتألف قبيلته👌

مين بقى إللي شايف الأموال بتتوزع هنا وهنا وواقف متحسر على حاله وش
ايف إنه ملوش نصيب في الغنائم دي 😅
صفوان بن أمية👌
صفوان ساعتها كان لسه على الشرك، وكان خرج مع المسلمين عشان رسول الله ﷺ أخد منه دروع وأسلحة بالأجرة وكان مسؤول عن نقلها لأرض المعركة،
وكان رسول الله ﷺ مديله مهلة أربعة شهور يفكر في الإسلام،
فدلوقتي هو شايف الغنائم بتتوزع على المسلمين أو يعني إللي مظهرين الإسلام،
وهو لأنه مشرك كان عارف إن رسول الله ﷺ مش هيديله حاجة،
لكن حصل بقى إللي صفوان مكنش متوقعه🤭
رسول الله ﷺ نادى صفوان بن أمية وأعطاه مائة من الإبل، زي ما أعطى زعماء المسلمين من أهل مكة👌
وبعد ما أعطاه رسول الله ﷺ الإبل نظر صفوان إلى وادِ في حُنين فيه إبل كثيرة وشِياه كثيرة،
فظهرت عليه علامات الانبهار من كمية الأنعام، فقال له ﷺ:
أبَا وهب، يعجبك هذا الشأن؟
يعني عجبتك الأغنام والإبل دي؟
فقال صفوان بكل صراحة : نعم.
فقال رسول الله ﷺ بكل سهولة: هو لك وما فيه👌
وكأنه بيتنازل عن جمل أو جملين ﷺ😅
فاتصدم صفوان بن أمية و ذُهِل من تصرف رسول الله ﷺ العجيب ده😳
مين إللي يتنازل عن كمية الأموال دي كلها بالسهولة دي😮
فصفوان مقدرش يمسك نفسه وقال لرسول الله ﷺ:
ما طَابت نفسُ أحدٍ بمثلِ هذا إلا نفسُ نبي👌
أشهد أنه لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله🤚
يعني محدش يقدر يتنازل عن كل الأموال دي بطيب نفس كده إلا نبي،
ودخل صفوان في الإسلام رضي الله عنه 😊

رسول الله ﷺ يا جماعة أعطى لصفوان من خُمس الغنائم وهو مشرك عادي وده يجوز؛ لأن الخُمس ده يُصرف في مصالح المسلمين، ومن مصلحة المسلمين إن واحد زي صفوان بن أمية يدخل في الإسلام👌
يقول صفوان وهو بيحكي عن نفسه:
" والله لقد أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليّ،
فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ"
يعني صفوان كان بيكره رسول الله ﷺ لكن لما أعطاه وتألف قلبه بقى أحب الناس إلى صفوان،
فبشوية إبل و شِياه إما تؤكل أو تموت أُضيفت للمسلمين قوة الزعيم المكي المشهور صفوان بن أمية واللي حَسُن إسلامه بعد كده، وبقى من المجاهدين في سبيل الله،
كل الدنيا هتفنى لكن إللي لن يزول هو نعيم الجنة.

كم واحد من البشر سيذوق نعيم الجنة ويخلد فيه؛ لأن رسول الله ﷺ أعطاه مجموعة من الإبل والشياه؟
مش ده فِهْم راقي من رسول الله ﷺ لحقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة، وحقيقة الغنائم وحقيقة البشر؟!
رسول الله ﷺ هانت عليه الدنيا كلها وكان بيعطيها للناس بدون تردد؛ لأن الدنيا عنده لا تساوي جناح بعوضة،

وده مكنش كلام نظري فلسفي وخلاص،
ده كان واقع في حياة رسول الله ﷺ وحياة الصحابة، وكان الواقع ده ظاهر جدا في توزيع غنائم حنين؛ حيث أن رسول الله ﷺ أعطى ما لم يُعط أحد من العالمين،
مفيش حد على وجه الأرض كان بيعطي الناس كده عن طيب نفس زي رسول الله ﷺ،
تخيلوا إن رسول الله ﷺ لم يتبقَ له ما يعوض به فقر السنين وتعب العمر، وهو ساعتها كان عدى الستين من عمره، ولم يحتفظ لنفسه بشيء ﷺ وقعد يوزع هنا وهناك،
وحاصره الأعراب الجُفاة وتزاحموا عليه وقعدوا يطلبوا منه المال والأنعام وفضل يرجع لورا لحد ما اضطروه إلى شجرة ونزعوا رداءه،
عملوا معاه كده وهو الزعيم المنتصر والقائد الأعلى والرسول الكريم ﷺ👌
فقال لهم رسول الله ﷺ في أدب ورفق ولين يليق به كنبي: "يا أَيُّها الناسُ رُدُّوا عَلَيَّ رِدائي،
فَوَاللهِ لو أن لي بعددِ شجرِ تِهامةَ نَعَمًا لقَسَمْتُه عليكم ،ثم لا تَلْقَوْنِي بخيلًا ، ولا جَبانًا، ولا كَذُوبًا"
وصدق رسول الله ﷺ، فهو ما كان بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً👌
طبعا مش كل الناس كانت فاهمة وجهة نظر رسول الله ﷺ ولا فاهمين أبعاد إللي رسول الله ﷺ عمله ده،
وكان في ردات فعل مختلفة من المسلمين،
زي واحد من الأعراب، لما شاف رسول الله ﷺ بيوزع الغنائم على المؤلفة قلوبهم قال لرسول الله ﷺ:
"وَاللهِ إِنَّ هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ فِيهَا وَجْهُ اللهِ"

يعني قسمة الغنائم دي قسمة ظالمة وإللي رسول الله ﷺ عمله ده مكنش هدفه ابتغاء مرضاة الله، والعياذ بالله😶
الكلمة دي يا جماعة كلمة كفرية،
يعني هو بيُنسب لرسول اللهﷺ عدم العدل وإن رسول الله ﷺ لم يُرِد بالقسمة وجه الله،
وطبعا هو مكنش فاهم حاجة ولا عارف وجهة نظر رسول الله ﷺ إيه ولا إيه الهدف من توزيع رسول الله ﷺ للخمس من الغنائم بالطريقة دي،
والجهل ده هو إللي بيوقع صاحبه في الهلاك والعياذ بالله😑
وأنا بقولكم إن لو ناس من عصرنا دلوقتي كانوا موجودين على عهد رسول الله ﷺ وشافوا إللي رسول الله ﷺ عمله ده كانوا قالوا أكتر من كده😏
ده دلوقتي بيتعدوا على رسول الله ﷺ وبيتهموه اتهامات باطلة مع إن كل حاجة واضحة قصادهم🙄
المهم،
لما الكلام وصل لرسول الله ﷺ تغير وجهه وقال:
فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللهُ وَرَسُولُهُ؟
وفعلا ده صح، لو الله الحكم العدل لم يعدل ورسول الله ﷺ إللي يأتيه الوحي من الله وربنا بيقره على إللي بيعمله لم يعدل، مين بقى إللي هيعدل 🤨
والكلمة إللي اتقالت عنه ﷺ دي مكنتش مثلا في بد
اية الدعوة فممكن تكون هينة على رسول الله ﷺ بحيث إن الناس لسه متعرفوش،
لأ، ده كان بعد ما ربنا مكّن له وانتصر على أعداءه، وبعد ما عُرِف صدقه،
وبعد ما ربنا أظهر آيات رسول الله ﷺ في الآفاق وعرفوا صدق نبوته،
فبعد كل ده يُقال: هذه القسمة لم يعدل فيها، ولم يُرِد بها وجه الله😞
فكانت الكلمة شديدة جدا على رسول الله ﷺ👌
فقال رسول الله ﷺ :
"يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَر"
يعني هنا رسول الله ﷺ عشان يهوّن على نفسه الأذى والاتهام الباطل إللي اتعرّض له تذكر الابتلاءات إللي تعرض لها موسى عليه السلام وصبْره عليها،
مع إن رسول الله ﷺ هو أشد الأنبياء ابتلاء على الإطلاق😅
لكن كان ده من تواضعه ﷺ.

☆وطبعا ده يعلمنا إننا نصبر ونحتسب لما حد من الناس يتهمنا بشيء باطل واحنا مش كده،
وعلى طول نفتكر رسول الله ﷺ والأذى إللي اتعرض له عشان نهون على نفسنا،
زي ما رسول الله ﷺ افتكر إللي حصل مع موسى عليه السلام وهون بيه على نفسه 😊
ومنستغربش بقى لما حد يطعن على العلماء الربانيين ويتهموهم بالباطل وهمّ مش عارفين حاجة عنهم😑
واحنا لازم ناخد بالنا إن أعداء الإسلام بيحاولوا بكل الطرق إنهم يشوّهوا صورة العلماء،
عارفين ليه😐
لأنهم إذا قدحوا في العلماء وشوهوا صورتهم عند الناس؛ هتسقط أقوال العلماء عند الناس ومش هيبقى لكلامهم أي تأثير🤷‍♂️
ومش هيتبقى للناس حد يقودهم بكتاب الله؛
لأن العلماء هم إللي بيحملوا لواء الإسلام، فإذا سقطت الثقة بأقوالهم؛ سقط لواء الإسلام، وبقى في ضرر على الأمة الإسلامية،
وطبعا عشان الصورة تكمل، يتحط بقى مكان العلماء دول ناس جديدة ظاهرهم العلم ويتلمعوا ويتمدح فيهم، وتبدأ الناس تسمع لهم،
وساعتها بقى يدلسوا على الناس دينهم ويُحلّوا لهم الحرام ويزينوا لهم البدع والشركيات،
زي ما رسول الله ﷺ وصفهم بالضبط:
" هم مِن جِلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا"
والناس بقى تقع في الأخطاء دي لحد ما يتشربوها ولما حد ييجي ينصحهم بالصح يستنكروا ويتهموا العلماء بالتشدد وميسمعوش لكلامهم أصلا😬
وهمّ دول إللي رسول الله ﷺ قال عنهم:
"دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها"
ونظرة سريعة كده على الواقع بتاعنا يا جماعة خلال السنين إللي فاتت وإللي بيحصل حاليا وانتم هتتأكدوا من كلامي👌
وزي ما قلنا قبل كده في قصص الأنبياء إن الشيطان باله طويييل أوي ومش بيزهق،
هو بيحط البذرة ويفضل يرعاها ومعندوش مشكلة إنه يحصد الزرع بتاعه في الجيل إللي بعده👌
وإللي كان عايش من خمسة وعشرين وشاف زمننا دلوقتي هيعرف التغير الجذري إللي حصل في الناس،
وإللي بيقرأ كلامي دلوقتي هيشوف التغير إللي هيحصل للناس كمان خمسة وعشرين سنة قدام😞
فعلى الأقل يا جماعة نحمي نفسنا وذريتنا ومنكنش بذرة ولا حصاد للشيطان ولا لأعداء الإسلام👌

فباختصار كده،
وجهة نظر رسول الله ﷺ كانت إنه عايز يتألف قلوب كبار القبائل والعشائر عشان الإسلام يتقوى بهم وده عن طريق بإنفاق أموال زيادة من الخمس عليهم؛
لأن أسياد القوم إذا أَلفوا الإسلام وقوِيَ إيمانهم يحصل منهم خير كثير، وتَتّبعهم على ذلك قبائلهم وعشائرهم.

وبكده احنا فهمنا وجهة نظر رسول الله ﷺ كااااملة وشوفنا إن فعلا وجهة النظر دي كانت صحيحة وعادلة ومفيهاش أي ظلم💁‍♂️

هقولكم بقى مثال والمثال ده هنبني عليه باقي الأحداث إللي هتحصل بعد كده👌
شوفوا،
لو في واحد بيشتغل في شركة، والشخص ده خدم في الشركة دي بكل طاقته لمدة عشر سنين، وقدم للشركة دي كل ما إللي يقدر عليه،
والشركة دي كانت صغيرة في بدايتها، وبعد كده الشركة كبرت على كتفه زي ما بنقول،
ومع المجهود ده كله فهو مكنش بيطلب لنفسه أي حاجة زائدة عن الحد، يعني المرتب وخلاص،
وكمان ساعات مكنش بيبقى في مرتب أصلا، مع إنه كان بيشتغل أكتر من المطلوب منه،
وبعد فترة جاء رجل تاني يعمل في الشركة دي مع الشخص المجتهد ده، ولكن الرجل الجديد طلع سيئ الخُلق غير منضبط في عمله،
بيحضر في أوقات ويغيب في أوقات تانية أكتر، وبيتحدث بالسوء عن صاحب الشركة إللي صاحبنا المجتهد خدمه بإخلاص طول السنين العشر إللي فاتت،
وبعد كده في أواخر السنوات العشر الشركة حققت نجاح كبير جدا، وربحت صفقة كبيرة جداً كان صاحبنا المجتهد هو السبب فيها،
وكان الموظف الجديد ده مُعوّق للصفقة دي،
وبعد ما تمت الصفقة جاء صاحب الشركة فأعطى الاتنين الراتب الشهري الرسمي بتاعهم،
وبعدين صاحب الشركة راح أعطي الموظف الجديد الغير المنضبط خمسة مليون جنيه مكافأة، ولم يعطِ للموظف المجتهد أي حاجة،
تخيلوا إحساس الموظف المجتهد ده هيكون عامل إزاي😬
كل واحد فينا كده يحط نفسه مكان الموظف المجتهد ده ويفكر كده هو ممكن يعمل إيه في موقف زي ده😅

أهه يا جماعة ده بالضبط كان وضع الأنصار رضي الله عنهم جميعا👌
الأنصار كانوا همّ الموظف المجتهد ده إللي قامت على أكتافهم الدولة الإسلامية،
وقادة الأعراب إللي رسول الله ﷺ أعطاهم زيادة من الغنائم كانوا همّ الموظف إللي كان بيعوّق قيام الد