نَائِل.
15.6K subscribers
334 photos
58 videos
1 file
خذ منّي ذاكرتي وسأعطيك تذكرة مجانيّة في مهرجان الخُزامى.
Download Telegram
أتذكرُ عندما تعثرتُ بحذائي وسقطت ..
أتذكرُ الوجع، وشتمَ إخوتي لي ..
أتذكرُ الحكايا الساخرة بعدها ..
طفلُ أمه المدلل، الغبي، الأحمق!
أتذكرُ كل شيء ، وأتذكر حضن أمي !
أنا ابنُ الذاكرة، وابنُ الحنانِ دومًا وابن أمي ..*
‏"مهووسٌ بالتخفي والهروب من الأنظار، أحدق بموطئ قدمي حين أمشي؛ لكي لا أصطدم بأعين المارة. أنتظر انشغال الأصدقاء لأنسحب، أقف خلف الزحام، أتسلل بخفة من الحشد، وأنتبه من شرودي بحذر، وأتحاشى التلويح بعمد. لا أختبئ، أنا موجود، لكني أقاتل لكي لا يلحظني أحد"
لستُ كاتبًا… أنا محبرة سُكبت على ورقٍ بالخطأ، جملة ناقصة أفلتت من فم نائم. أبتلعتُ اللغة في لحظة ارتباك، حين تلعثمتُ أمام الحياة ولم تُمهلني لتوضيح مقصدي. لم أكن بحاجة لحروف، بل لزر “تراجع”.

حين كان الأطفال يبتلعون حلوى النعناع، كنت أبتلع الأسئلة الحادة دون ماء. صداع أفكاري لم يكن ناتجًا عن التفكير، بل عن ضيق المكان داخل جمجمتي. لا تتسع هذه الرأس لأفكاري كلّها، فأكتب كي أُفرّغ الزائد منها، لا لأفهم، بل لأبقى خفيفًا بما يكفي لأختفي


نَائِل.
‏صباح الخير،
‏يا عزيزتي وددت إخطارك ‏بأني قد فرشت كتفي ، ‏مددته من السوق الشعبية ، الى أحدث مركز تجاري ، ‏في الدوائر الحكومية ، المستشفيات ، الجامعات ، المدارس ، محطات القطار، المطارات ، ‏مرّرته في ردهات القصور ، ونثرته على حصائر البسطاء ، ‏مستعد على سند كل الغرباء بيننا ‏بمقابل أن أسندك
‏وأنتِ بعيدة !*
"جسرٌ أنا ..
يعبرني الطّفلُ كوعد.. لا يتوقف عند ضفّةٍ واحِدة.
والعاشقُ.. كطريقٍ معلّقٍ في الهواء،
موضعٌ مثاليّ لغَزْلِ الخيال!
يعتقدهُ المتعبونَ عيادةً قلبيّة،
والمتزمّتونَ فرضًا!
والمَلول.. لُعبة."
يُخْرِجُ الشعراء قصائدهم المبللة
من آلات غسيلهم الأوتوماتيكية،
ينشرونها على حبال الغسيل
ولكنها لا تجف!
نصوصي أصبحت
فضاء مفتوح
لُطّخ بالزرقة والبياض
والفراغ في القلب
يتسع للقليل من الفوضى
ويتسّع لعشّ طائر ليس له فم!
في هذا المساء
سأتظاهر أنّي حائط
حتّى يعلّق الآخرين عليّ كل شيء يملكونه ..
باستثناء آمالهم.

نَائِل.
(الرابعة عصرًا)

إنّها الساعة التي لا تغيّر أطباعها
ذات الرائحة الجادة
للقيام بما يلزم قبل حلول الظلام ..
الساعة التي تصبّ السخف فوق رأسك
الساعة المصيدة التي تأمن جانبها لأنّك لست فأر ..
الساعة التي تنتظرها من الغد، بقنبلة يدوية
وتأتيك في هيئة أطفال يلعبون الكرة!
لقد كانت ميتة تماماً ، ولكن لماذا ، وكيف انفتحت عيناها؟
لا أدري هل رأيت ذلك في منام ، أم كان حقيقة؟
لا أريد أحداً أن يوجه الي هذا السوال ، فقد كان وجهها هو المهم، كلا بل عيناها ، وها أنا قد ملكت هاتين العينين ، ملكت روح هاتين العينين على الورق ، ولم يعد جسدها ذا نفع لي ، هذا الجسد المحكوم بالفناء والذي هو طُعمة للديدان وفئران القبو! لقد اصبحت منذ ذلك الوقت فصاعداً خاضعة لي ، ولست أنا الألعوبة في يدها. صار بوسعي أن أرى عينيها في اللحظة التي أشاء. أخذت الرسم بعناية بالغة ، ووضعته في علبة الصفيح التي أذخَرها مدخراتي ، وأخفيت العلبة في ملحق غرفتي.

-البومة العمياء
"طرقاتي مضطربةٌ. . أجل،
وما من شيءٍ كان طريًّا ،
وأنا قرويٌّ، منهوبٌ تاريخه، وما عاد بوسعه إلاّ أن يحيا شديد الاحتقار للذكريات الليّنة. . إنّني أحفر لها قبورًا فجّة وأخزّقها فيها!"
أن يشعلوك
لا لتضيء، لا لتحترق؛
فقط ليطفئوك
مثل شمعةٍ في عيد ميلاد*
‏«لنطوٍ الأمسَ
‏ولنسدلْ عليه ذيل نسيانِ
‏فإن أبصرتني ابتسمي وحييني بتحنانِ
‏وسيري
‏سير حالمةٍ وقولي .. كان يهواني»
أتحاشى الفرح لأنه يبدو غريبًا،
كأنني أرتديه من خزانة لا تخصّني،
وأراقب القرب كمن يخشى أن تُفتح له نافذة ثم تُغلق بشدّة في وجهه.
أنا لا أخاف الوحدة،
بل أخاف أن يجيء الحب ذات مرة،
ولا يعرف عنواني

نَائِل.
أنتِ لا تُشبهين الصبايا الجميلات في القصائد
أنتِ أكثر فتنة بمراحل ضوئية ..
تستطيعين أن تطوين العالم كلّه
بصخبه واتسّاعه .. في ضفيرة شعركِ!

نَائِل.
في قريتي تولد الدهشات كل ليلة
هناك، حيث الجدّات
يكتبنَّ بكرات الصوف
قصائد للأحفاد
هناك تعدُّنا الخراف ، وننام.
مساء الأحمر اللاجئ
مساء الكرز المستوطن
مساء الشهد النازح نحو ريقك
مساء لوحة الضوء في جبينك
مساء التهويمة بين حاجبيك
مساء أنفك الرهيف، المسلول في وجه الحسد
مساء خِصلات شعرك العاديات
مساء غرّتكِ .. مكاتيب الريح!
"مُحزن أن يكون لي مكانٌ محفوظٌ في قلوبٍ لا أعرفها ، أن يذكرني الغرباء في دعواتهم ، أن يرسلوا لي امتنانهم العابر ، ويمنحوني حبًا لا يتورّطون فيه ، وفي قلب من أُحب ، لا أملك حتى نصف غرفة ، ولا ركنًا بسيطًا أضع فيه قلقي ولا طاولة أترك عليها أسئلتي ، ولا حتى مقعدًا طارئا ؛ خارجة عن التغطية في قلبه ."
اللّعنة،
كيف دخلْتِ إليّ
وأنا مغلق
مثل باب قديم!*