نَائِل.
15.6K subscribers
334 photos
58 videos
1 file
خذ منّي ذاكرتي وسأعطيك تذكرة مجانيّة في مهرجان الخُزامى.
Download Telegram
"أنا من باعَ حياتهُ مِن أجل عَينين وفيتين."
كان الانتظار رجلًا يسكن عتبة قلبي ، هادئ الملامح ، طويل البال ، يلبس ثيابًا من الصبر ، ويضع في جيبه وعودًا غير مكتملة ؛ في الأيام الأولى كنت أُصغي له حين يتحدّث عن الغد ، وعن الخطى القادمة ، عن الرسائل التي ستصل ، والأحضان التي تنتظر عند الأزقة ، كنت أصدّقه ، وأفتح له الباب كل ليلة ، أقدّم له قلبي مجلسًا ، وأملأ له كأس الرجاء ، فيرتشفه على مهل ، ثم يقول "قريبًا" ، لكن الوقت مرّ ، وها هو الآن عجوزٌ أحدب ، يمشي في روحي متّكئًا على عصا من الخيبة ، تسند أنفاسه تنهيدة طويلة ، وقد نسي أسماء الذين وعدني بهم *
"أريدُ وجهًا آخر
وجسدًا أقلّ نحولًا
قلبًا بلا ألم
ورأسًا بلا صُداع
أريدُ أخطاءًا أقلّ فداحةً،
حياةً بلا حرب،
وعُزلةً خاليةً من الندمِ
أريدُ المنزلَ الذي تركهُ جدي هربًا من الخوفِ،
أريدُ البَاحة والياسمِينة
والمفتاح
أريدُ من يعيدُ ترتِيب هذي الفوضى
وأريدُ جوابًا واحدًا لكلّ هذا الفقد!"
كم يزن العدم ؟
٢٢ غرامًا
هذا هو وزن الفراغ في أحشاء روحي
كم وزن العاصفة التي ستنطلق من وجهك الآن؟
لا اعلم ..
العاصفة تنام تحت قرص عيني
على وجعي القديم تحديدًا .

نَائِل.
" أشكر للنضج، هَوَان النهايات ."
وأنا مثلك، أُرمّم شروخ الصبر حين يخذلني التجلّد،
أربّت على قلبي كأنني أعرفه أكثر مما يعرفني.
أفرش حزني تحت ضوءٍ خافت،
وأواسيه: لعلّ الغدَ لا يُشبه هذا المساء.
أنا مثلك، أستعير الشجاعة من وهمٍ دافئ،
وأصنع من الإنهاك أغنية لا تُقال، بل تُرتجى.

نَائِل.
"خدعك الحنين فعدت..
وها أنت وقد تُركت من جديد..
ترتب الحسرات في رف قلبك مثل قطعٍ ثمينة"
مرحبًا،
أنا الشخص الذي يُجيد الانسحاب دون أن يُغلق الباب،
أضع المنبّه يوميًا ولا أستيقظ على شيء.
أحب المطر، لكنني لا أخرج لرؤيته،
وأحب الناس، فقط حين يبتعدون.
لم أتعلم الرقص، ولا أعرف كيف أبدأ حديثًا دون أن أفكّر بنهايته.
أكتب رسائل طويلة ثم أحذفها،
أضحك كثيرًا في المجالس، وأصمت بعدها لأيام.
لم أجرّب أن أُهدي أحدًا وردة،
لكني دفنت عشرات الذكريات في تربة لا تزهر.
أبدو بخير، فقط لأن لا أحد يسأل أكثر من “كيفك؟”


نَائِل.
"في مساءٍ طيّع،
مثل قصيدةٍ
نامت على طرف قلبٍ فايقظته!
أنتِ في الزاوية:
موشومةٌ بالحنين!
لا تقولين شيئًا كثيرًا..
تحملين أثر عويلٍ،
تسلّلَ من شَقّ!
ترتّبين الأمنياتِ على الطاولة،
تنقشين جمالًا على هيئةِ وجع!
فتحترقُ الشّموع..

يا صغيرة!
إنَّ السنين لا تمنح،
لكنها تلينُ لذوي القلوبِ الثقيلة!
للذين يعرفون أنّهُ ليس - عضوًا أجوفًا -
يتكوَّنُ من عضل!

كلّ عامٍ
وأنتِ برهانٌ على أن الندبةَ تُزهِر."
ربما غدًا أخرج لشراء تفاحة.
مجرد تفاحة.
ليس لأنني جائع،
بل لأنني أريد أن أفتح بابي لسببٍ
لا يُشبه الهرب.

نَائِل.
الكحل في عينيكِ ؛ حقول قصائد.
أتذكرُ عندما تعثرتُ بحذائي وسقطت ..
أتذكرُ الوجع، وشتمَ إخوتي لي ..
أتذكرُ الحكايا الساخرة بعدها ..
طفلُ أمه المدلل، الغبي، الأحمق!
أتذكرُ كل شيء ، وأتذكر حضن أمي !
أنا ابنُ الذاكرة، وابنُ الحنانِ دومًا وابن أمي ..*
‏"مهووسٌ بالتخفي والهروب من الأنظار، أحدق بموطئ قدمي حين أمشي؛ لكي لا أصطدم بأعين المارة. أنتظر انشغال الأصدقاء لأنسحب، أقف خلف الزحام، أتسلل بخفة من الحشد، وأنتبه من شرودي بحذر، وأتحاشى التلويح بعمد. لا أختبئ، أنا موجود، لكني أقاتل لكي لا يلحظني أحد"
لستُ كاتبًا… أنا محبرة سُكبت على ورقٍ بالخطأ، جملة ناقصة أفلتت من فم نائم. أبتلعتُ اللغة في لحظة ارتباك، حين تلعثمتُ أمام الحياة ولم تُمهلني لتوضيح مقصدي. لم أكن بحاجة لحروف، بل لزر “تراجع”.

حين كان الأطفال يبتلعون حلوى النعناع، كنت أبتلع الأسئلة الحادة دون ماء. صداع أفكاري لم يكن ناتجًا عن التفكير، بل عن ضيق المكان داخل جمجمتي. لا تتسع هذه الرأس لأفكاري كلّها، فأكتب كي أُفرّغ الزائد منها، لا لأفهم، بل لأبقى خفيفًا بما يكفي لأختفي


نَائِل.
‏صباح الخير،
‏يا عزيزتي وددت إخطارك ‏بأني قد فرشت كتفي ، ‏مددته من السوق الشعبية ، الى أحدث مركز تجاري ، ‏في الدوائر الحكومية ، المستشفيات ، الجامعات ، المدارس ، محطات القطار، المطارات ، ‏مرّرته في ردهات القصور ، ونثرته على حصائر البسطاء ، ‏مستعد على سند كل الغرباء بيننا ‏بمقابل أن أسندك
‏وأنتِ بعيدة !*