إلى من مرّوا كنسمة ثم رحلوا كعاصفة،
إلى من بكيتُ من أجلهم ولم يعلموا،
إلى تلك الرسائل التي كتبتها ولم أرسلها،
وإلى الرسائل التي لم تأتِ رغم الانتظار.
أنتم الندبة التي لا تلتئم،
وأنتم الدرس الذي لا يُنسى
لكن لا يُقال أيضًا.

أنتم نصف الحقيقة
ونصف النسيان
والكثير من الصمت.

نَائِل.

"أولئك الذين تنمو الأشجار في داخلهم،تقتحمهم الغيوم".

أينما كانت مرارة الحياة ولعنتها ..
تأتين أنت بكل الحب والدلال ..
بكل ما بك من طمأنينة وارتياح ..
تمسحين على قلبي بعذوبة يديك ..
ترمين برأسي بين ذراعيك ..
تمطريني بشهيّات القُبل ..
فأعود بلحظة ..
بشرًا سويّا !*

وأنت تقضم أظافرك
مثل أرنب مستعجل
باحثًا عن موت مؤجل
تعوض به حياتك الرمادية
لاتنسى أن تتمرّن كل ليلة
كيف تقفز خارج قلبك
كلّما لمحت بعينيك طيف امرأة جميلة!

نَائِل.

أيّها القلب
جدرانك لا نهائية
إنّي لا أزال ارتطمُ بها
جدار .. جدار.

"رَحَلَتْ شبابيكي
فما من زهرةٍ ..
ما من كِتاب
انا والزوايا ، وحدنا
لي خيوطي الواهنات
ولي غُرابي !"

"سترغبين معه في البوح دون توقّف، كأنكِ تفرغين أعوامكِ السابقة دفعةً واحدة.
في حضرته، تتعرّى الأسرار التي أخفيتِها حتى عن نفسك،
وتنكشف مهاراتكِ القديمة في الإصغاء لما كان مختبئًا بين لحمكِ وعظامكِ،
كمن يتعرّف على نفسه للمرة الأولى."

‏"أجلس متوثبًا على حافّة الكرسي، المكان لا يدعو للقلق، لكن واحدة من اقدامي ترتعش، تركض في ثبات، ترسل إشاراتها لمغادرة المكان"

"صديقي النجّار أكثر ما يؤلمهُ دخول النشارة في عينهِ في كلِّ مرّةٍ أراه يبكي لكن في ذلك اليوم لم تُصَب عينه بشيء! كان يبكي أيضًا .. حينها عرفتُ أنّ الخشب الموضوع أمامه من شجرةٍ كانت تتكئ عليها حبيبته يومًا ما.."

وإنا على موعد ياحبيبي فليسَ يخون التراب الشجر.

رسمت على كراستي فراشة ، وحين انتهيت من رسمها ..
طارت من الورقة البيضاء
واصطدمت بالحائط، فتهشّمت!

" واهبط معي
في شبك الديجور
في القاع السحيق ..
حيث الزمن المكسور
وليكن الكلام بيننا
قصيدة تلبس وجه البحر ."

‏"غدًا
‏سوفَ أعبرُ في قريتي
‏سأرفعُ للشمسِ وجهيَ الحسيرَ
‏وأنشرُ للريحِ شعري الْمَشاعْ
‏غدًا سوفَ يشبعُ كلُّ الجياعْ".

ستمزق صوري
كما تمزق جسدك العاري بيدك الوحيدة
قطعة الوجه هنا
قطعة اليد هناك
قطعة الصدر في قعر الغضب
وسأبقى
سأبقى كاملة في عينيك
وبنظرات غير مجمدة كما تظن
سوف أحدق بك
وأبتسم

ستمزق صوري وسوف تتساءل بعدها
لم الغرفة تبدو باردة
لم الألوان في اللوحة تبدو باهتة
لم
وجه مذيعة الأخبار في التلفاز يبدو كأنه وجهي

ستمزق صوري كثيراً وبعدها
سوف تناديني في الحلم
وسوف آتي

هل قلت أحبك في قصيدتي
بما يكفي ..؟*

ربما، في يومٍ ما
أستطيع أن أفكّك شيفرة الألم في قلبي
وأدرك لماذا حُفرت الشروخ بعمقٍ فيه
وأتصالح مع ظلال الماضي الثقيلة.

ربما، في نهارٍ ما
أشعر بالسلام يغمرني كنسمة رقيقة
وأحيا لحظة صفاء تنسيني الهموم
وأجد في الحزن بداية لأمل جديد.

وربما، في ليلةٍ ما
بين صمت النجوم وهمس الليل
أتعلّم أن أنسى، لا أن أمحو
كي لا أثقل روحي، بل أحميها بحنان.

نَائِل.

"إنك أصغر من أن تتحمل كل هذا الضغط الهائل لوحدك،
وأكبر من أن تعود باكيًا إلى والديك"