مركز نور الثقافي

ــ أعلن مكتب رئيس الوزراء عن تعيين "إستشارية للنوع الإجتماعي" وقد أربك هذا المسمى الوظيفي الكثيرين خصوصاً وأن المصدر لم يفصح عن الوصف الوظيفي لهذا المسمى.

فما هو إستشاري النوع الإجتماعي؟
ولماذا لم يملك السودان قبلاً منصباً كهذا وما هي وظائفه بالضبط؟

إستشاري النوع الإجتماعي هو منصب يعمل على:
" تعزيز المساواة في نوع الجنس الإجتماعي ، من خلال تعميم مفهوم نوع الجنس الإجتماعي في جميع عمليات اليوناميد، وحماية النساء والفتيات من العنف ودعم المشاركة الفاعلة للمرأة في دارفور وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً"[1]

وهذا أقرب تصريح لمكنونات هذه الوظيفة وهو تعريف يخص بعثة اليوناميد لدارفور حيث أنه لا يوجد تعريف واضح وصريح لوظيفة إستشاري الجندر للدولة ككل.
وهو تعريف فضفاض قد يحتمل أكثر من وظيفة دون تخصص.
لهذا وجب علينا أن نفهم المصطلح من تعريفات مكوناته فما هو النوع الإجتماعي(الجندر) وما هي تبعاته؟
"تعرف منظمة الصحة العالمية الجندر بأنه:« المصطلح الذي يفيد إستعماله وصف الخصائص التي يحملها للرجل وللمرأة كصفات مركبة إجتماعياً لا علاقة لها بالإختلافات العضوية»[2]

وأدى إبتداع مفهوم الجندر إلى إبتداع ما يسمي ((بالهوية الجندرية)) التي تعرفها الموسوعة البريطانية بأنها:

"أن الهوية الجندرية هي شعور الإنسان بنفسه كذكر أو كأنثى وفي الأغلب الأعم فإن الهوية الجندرية والخصائص العضوية تكون على توافق, ولكن هناك حالات لا يتفق فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية, ولا يكون هناك توافق بين الصفات العضوية والخصائص الجندرية لذلك فإن الهوية الجندرية ليست ثابتة منذ الولادة ولكن تؤثر فيها العوامل النفسية والإجتماعية ...وهي تتغير وتتوسع كلما نما الطفل، كما أنه من الممكن أن تتكون لأحقاً هوية جندرية للطفل ثانوية وتتطور وتطغى على الهوية الجندرية الأساسية، حيث تم اكتساب أنماط من السلوك الجنسي في وقت لاحق في الحياة، إذ أن أنماط السلوك الجنسي غير النمطية منها (بين الجنس الواحد)أيضاً تتطور لاحقاً"

ويتضح من هذا التعريف أن الجندر هو مسمي يستخدم لكسر النمط الطبيعي لـ (ذكر/أنثى) وخلق نوع ثالث بعيد عن الأثنين وهو النمط الشا. ذ.

فإذا كان الوصف الوظيفي كما تم توضيحه في بعثة اليوناميد لماذا لم يكن مسمى الوظيفة إستشاري قضايا النساء فقط؟
لماذا خلق صفة متعالية عن الجنسين ؟
طبعاً إلا إذا كانت صفة لإستعياب أنماط جنسية أخرى في لفظ أكثر شمولاً كالجندر.

ولم يملك السودان قبلاً مستشاراً جندرياً فهذا الوصف والمنصب هو أحد مبتدعات سيداو التي تنص على إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة وحتى ذلك التمييز الذي يستلزمة الشـ.ـذوذ الجنسي.
وهو ـ أي الجندر ـ وسيلة لتمرير سياسية سيداو للمساواة بين الجنسين بتقنين مفهوم أنه ما من ذكر وأنثى بل "جندر" يختاره المرء حسب إضطرابه وهواه.

#مركز_نور_الثقافي

369 views19:41