نزار قبّاني🌿💛
41.9K subscribers
821 photos
121 videos
12 files
11 links
نزار ابن توفيق القباني
دبلوماسي وشاعر سوري معاصر

ولد في 1923/3/21
توفي في 1998/4/30

#الاتحاد_قوة
تاریخ إنشاء القناة ______
2017/01/02

گروب القناة: 👇
@nizar_group

#بدون_اعلانات👔



توجيه المنشور مع الرابط الي اي مكان
يدل علي شخصيتك الراقية💛🌿
Download Telegram
*صورة من مجلد ديوان
هل تسمعين صهيل احزاني؟

*الكاتب نزار قباني.

*صدر هذا الديوان عام 1991.

*20 قصيدة.

@nizar_alqabbani
🌿💛🌿
#قصيدة_هل_تسمحين_لي_أن_أصطاف
*من ديوان كل عام و انت حبيبتي.

-1-

أيتها المرأة التي تستوطن جهازي العصبي.

هل تسمحين لي أن أصطاف كما يصطاف الآخرون؟

وأتمتع بأيام الجبل ..

كما يتمتع الآخرون ..

الجبل مروحة حرير اسبانية.

وأنت مرسومة عليها ..

وعصافير عينيك ..

تأتي أفواجاً أفواجاً من جهة البحر ..

كما تطير الكلمات من أوراق دفتر أزرق ..

هل تسمحين لذاكرتي أن تكسر حصار رائحتك؟

وتشم رائحة الحبق , والوزال , والزعتر البري

هل تسمحين لي ..

أن أجلس على الشرفة الصيفية دقيقة واحدة؟

دون أن يتسلق صوتك كعريشة زرقاء.

على درابزين بيتنا ..

ودون أن أحبك في قهوتي الصباحية؟

-2-
لقد اشتغلت تسعة شهور ..

عند نهديك المتغطرسين !!..

ولي الحق – ككل عمال العالم –

أن أنال إجازتي السنوية ..

كان أجري قليلاً ..

وحظي قليلاً ..

وراحتاي مشققتين ..

من كثرة الشغل في مناجم الذهب.

حتى في أول أيار ..

ذهبت إلى عملي كبقية الأيام.

وحرست نهديك النائمين ..

كبقية الأيام ..

حتى القروش القليلة التي ادخرتها.

اشتريت بها لهما ..

فطائر اللوز والعسل ..

ولكن نهديك ..

– ككل أولاد العائلات الإقطاعية –

إعتبرتني مملوكاً لهما ..

من عهد أول ملك من ملوك الأسرة النهدية ..

وجلداني تسعين جلدة على ظهري ..

وتسعين جلدة على صدري ..

حتى أسقطت دعواي عنهما ..

وعدن إلى العمل ….

-3-
علقتك في خزانة ثيابي في بيروت ..

وأخذت المفتاح معي ..

خبأت وجهك تحت قمصاني ومناديلي ..

وخرجت على أطراف أصابعي ..

قبل أن تستيقظي ..

واليوم ،وأنا أتمشى على طرقات الجبل ..

رأيتك تتكئين على سنبلة قمح ..

وتتسابقين مع عصفور صباحي ..

وتربطين شعرك بغمامة برتقالية ..

ماذا تفعلين هنا ؟

ومن أعطاك عنواني في الجبل ؟

أيتها الواحدة التي اصطدمت بعشقي ..

فصارت امرأة ..

واصطدمت بطقس نهديها الاستوائيين ..

فعرفت حجم رجولتي ..

منحتك البركة والتكاثر ..

وجعلتك كماء البحر..واحدة..ومتعددة..

ووضعت يدي على بياض فخذيك ..

فأصبحت قبيله ..

ماذا تفعلين هنا ؟

حتى الغابة ..

تذكرني كيف كنت تمشطين شعرك ..

فأبكي ..

حتى القمة ..

تذكرني بارتفاع نهديك عن سطح البحر ..

فأدوخ ..

-4-
هل بوسع رجل يحبك مثلي ..

أن يصطاف اصطيافاً طبيعياً ؟

هل بوسعي أن أنفصل عن المجموعة الشمسية

التي تدور منذ ملايين السنين حول عينيك

وأصطاف في إقليم آخر ..

لا يخضع لسلطانك ؟

هل يمكنني أن أمارس هذا الاختيار الصعب ؟

فأجلس كالمجاذيب على كرسي هزاز ..

أقرأ القصص البوليسية …

وأشرب المياه المعدنية ….

وأمتحن ثقافتي بالكلمات المتقاطعة ..

الاصطياف زمن مسطح ..

وأن مرتبك بزمانك رغم كثرة نتوئاته ..

والاصطياف فراغ .. وأنا ممتلىء بك ..

والاصطياف تغيير ..

وأنا لا أريد أن أغبرك ..

بكنوز الدنيا ..

قولي لي ..

من هو الأبله الذي اخترع كلمة الاصطياف ؟

فرماك كخاتم الذهب على رمال بيروت ..

وفرض علي الإقامة الجبرية

تحت شجرة النوم ..

ربما كان لا يعرف أن الشجرة ..

تبقى ألف سنة على رأس الجبل

ولا تصبح امرأة ..

في حين أنك في اللحظة التي

تدخلين فيه إقليم صدري ..

تصبحين شجرة ..

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_أقرأ_جسدك_و_أتثقف
*من ديوان كل عام و انت حبيبتي.

-1-
يوم توقف الحوار بين نهديك المغتسلين بالماء ..

وبين القبائل المتقاتلة على الماء ..

بدأت عصور الانحطاط ..

أعلنت الغيوم الإضراب عن المطر

لمدة خمسمئة سنه ..

وأعلنت العصافير الإضراب عن الطيران

وامتنعت السنابل عن إنجاب الأولاد

وصار شكل القمر كشكل زجاجة النفط ..

-2-
يوم طردوني من القبيلة ..

لأني تركت قصيدة على باب خيمتك ..

وتركت لك معها ورده ..

بدأت عصور الانحطاط ..

إن عصور الانحطاط ليست الجهل بمبادئ النحو. والصرف ..

ولكنها الجهل بمبادئ الأنوثة ..

وشطب أسماء جميع النساء من ذاكرة الوطن ..

-3-
آه يا حبيبتي ..

ما هو هذا الوطن الذي يتعامل مع الحب ..

كشرطي سير ؟ ..

فيعتبر الوردة مؤامرة على النظام ..

ويعتبر هذا الوطن المرسوم على شكل جرادة صفراء ..

تزحف على بطنها من المحيط إلى الخليج ..

من الخليج إلى المحيط ..

والذي يتكلم في النهار كقديس ..

ويدوخ في الليل على سرَّة امرأة ..

-4-
ما هو هذا الوطن ؟

الذي ألغى الحب من مناهجه المدرسية ..

وألغى فن الشعر ..

وعيون النساء ..

ما هو هذا الوطن ؟

الذي يمارس العدوان على كل غمامة ماطرة

ويفتح لكل نهد ملفاً سرياً ..

وينظم مع كل وردة محضر تحقيق !!.

-5-
يا حبيبتي ..

ماذا نفعل في هذا الوطن ؟

الذي يخاف أن يرى جسده في المرآة ..

حتى لا يشتهيه ..

ويخاف أن يسمع صوت امرأة في التلفون ..

حتى لا يُنقـَضَ وضوءُهُ ..

ماذا نفعل في هذا الوطن ؟

الذي يعرف كل شيء عن ثورة أكتوبر ..

وثورة الزنج ..

وثورة القرامطة ..

ويتصرف مع النساء كأنه شيخ طريقة ..

ماذا نفعل في هذا الوطن ؟

بين مؤلفات الإمام الشافعي..ومؤلفات لينين.

بين المادية الجدلية .. وصور ( البرونو ) ..

بين كتب التفسير .. ومجلة(البلاي بوي)..

بين فرقة (المعتزلة)..وفرقة ( البيتلز )..

بين رابعة العدوية .. وبين ( ايمانويل ) ..

-6-
أيتها المدهشة كألعاب الأطفال

انني أعتبر نفسي متحضراً ..

لأني أحبك ..

وأعتبر قصائدي تاريخية .. لأنها عاصرتك ..

كل زمن قبل عينيك هو احتمال ..

كل زمن بعدهما هو شظايا ..

فلا تسأليني لماذا أنا معك ..

إنني أريد أن اخرج من تخلفي ..

وأدخل في زمن الماء ..

أريد أن أهرب من جمهورية العطش ..

وأدخل جمهورية المانوليا ..

أريد أن أخرج من بداوتي ..

وأجلس تحت الشجر ..

وأغتسل بماء الينابيع

وأتعلم أسماء الأزهار ..

أريد أن تعلميني القراءة والكتابة

فالكتابة على جسدك أول المعرفة

والدخول إليه دخول إلى الحضارة ..

إن جسدك ليس ضد الثقافة ..

ولكنه الثقافة ..

ومن لا يقرأ دفاتر جسدك

يبقى طول حياته .. أمياً …

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_تأخذين_في_حقائبك_الوقت_و_تسافرين
*من ديوان كل عام و انت حبيبتي.

-1-
تجولت في شوارع وجهك ..

أيتها المرأة التي كانت في سالف الزمان حبيبتي

سألت عن فندقي القديم ..

وعن الكشك الذي كنت أشتري منه جرائدي

وأوراق اليانصيب التي لا تربح ..

لم أجد الفندق .. ولا الكشك ..

وعلمت أن الجرائد ..

توقفت عن الصدور بعد رحيلك ..

كان واضحاً أن المدينة قد انتقلت ..

والأرصفة قد انتقلت ..

والشمس قد غيرت رقم صندوقها البريدي

والنجوم التي كنا نستأجرها في موسم الصيف

أصبحت برسم التسليم ..

كان واضحاً ..أن الأشجار غيرت عناوينها ..

والعصافير أخذت أولادها ..

ومجموعة الأسطوانات الكلاسيكية التي تحتفظ بها

وهاجرت ..

والبحر رمى نفسه في البحر .. ومات ..

-2-
تجولت في أزقة صوتك الممطرة

بحثاً عن مظلة تقيني من الماء ..

كان في يدي خريطة المدينة التي أحببتك فيها

وأسماء الأندية الليلية التي راقصتك فيها ..

ولكن شرطي السير , سخر من بلاهتي

وأخبرني .. أن المدينة التي أبحث عنها ..

قد ابتلعها البحر ..

في القرن العاشر قبل الميلاد …

-3-
ذهبت إلى المحطات التي كنت أستقبلك فيها ..

وإلى المحطات التي كنت أودعك فيها ..

سألت عنك في عربة الدرجة الأولى ..

المخصصة للنوم ..

فوجت على باب مقصورتك ..

عشرات من سلال الأزهار ..

ولافتة مطبوعة بكل اللغات :

” الرجاء عدم الإزعاج ” ..

وفهمت أنك مسافرة .. بصحبة رجل آخر

قدم لك البيت الشرعي

والجنس الشرعي

والموت الشرعي ..

-4-
أيتها المرأة التي كانت في سالف الزمان حبيبتي

لماذا تضعين الوقت في حقائبك ..

وتسافرين ..؟

لماذا تأخذين معك أسماء أيام الأسبوع ؟

وخلاطة الشهور والأعوام ..

وكروية الأرض ..

إنني لا أستوعب خروجك من دورتي الدموية

كما لا تستوعب السمكة خروجها من الماء ..

أنت مسافرة في دمي ..

وليس من السهل أن أستبدل دمي بدم آخر

ففصيلة دمي نادرة ..

كالطيور النادرة ..

والنباتات النادرة ..

والمخطوطات النادرة ..

وأنت المرأة الوحيدة ..

التي يمكن أن تتبرع لي بدمها ..

ولكنك دخلت علي كسائحة ..

وخرجت من عندي كسائحة ..

كانت كلماتك الباردة ..

تتطاير كفتافيت الورق ..

وكانت عواطفك ..

كاللؤلؤ الصناعي المستورد من اليابان ..

وكانت بيروت التي اكتشفتها معك ..

وأدمنتها معك ..

وعشتها معك ..

وعشتها بالطول والعرض .. معك ..

ترمي نفسها من الطابق العاشر ..

وتنكسر .. ألف قطعة ..

-5-
توقفي عن النمو في داخلي ..

أيتها المرأة ..

التي تتناسل تحت جلدي كغابة ..

ساعديني ..

على كسر العادات الصغيرة التي كونتها معك

وعلى اقتلاع رائحتك ..

من قماش الستائر ..

ورفوف الكتب ..

وبللور المزهريات ..

ساعديني ..

على استعادة لغتي ..

التي فصلت مفرداتها عليك ..

ولم تعد صالحة لسواك من النساء ..

-6-
دليني ..

على كتاب واحد لك يكتبوك فيه ..

وعلى عصفور واحد ..

لم تعلمه أنه تهجئة اسمك ..

وعلى شجرة واحدة ..

لا تعتبرك من بين أوراقها ..

وعلى جدول واحد ..

لم يلحس السكر عن أصابع قدميك ..

-7-
ماذا فعلت بنفسك ؟..

أيتها الملكة ..

التي كانت تتحكم بحركة الريح ..

وسقوط المطر ..

وطول سنابل القمح ..

وعدد أزهار المارغريت ..

أيتها الملكة ..

التي كانت نهداها يصفان الطقس ..

ويسيطران ..

على حركة المد والجزر ..

وإليهما .. كانت نتيجة المراكب ..

لتتزود بالعاج .. والنبيذ ..

وفاكهة الأناناس !!

ماذا فعلت بنفسك ..

أيتها السيدة التي وقع منها صوتها على الأرض

فأصبح شجرة ..

ووقع ظلها على جسدي ..

فأصبح نافورة ماء ..

لماذا هاجرت من صدري ؟

وصرت بلا وطن ..

لماذا خرجت من زمن الشعر ؟

واخترت الزمن الضيق ..

لماذا كسرت زجاجة الحبر الأخضر ..

التي كنت أرسمك بها ..

وصرت امرأة ..

بالأبيض ..

والأسود ..

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_الحب_في_الإقامة_الجبرية
*من ديوان كل عام و انت حبيبتي.


-1-
أستأذنك بالانصراف ..

فالدم الذي،،

كنت أحسب أنه لا يصبح ماء ..

أصبح ماء ..

والسماء التي،،

كنت أعتقد أن زجاجها الأزرق..

غير قابل للكسر ،،انكسرت ..

والشمس،التي كنت أعلقها كالحلق الإسباني

في أذنيك ..

وقعت مني على الأرض ،وتهشمت ..

والكلمات ..

التي كنت أغطيك بها عندما تنامين ..

هربت كالعصافير الخائفة ..

وتركتك عارية ..

-2-
أستأذنك بالخروج .. من هذا المطلب الهوائي

بين نهديك ..

فلم تعد عندي شهوة لمناقشتك ..

أو لمضاجعتك ..

لم أعد متحمساً للهجوم على أي شيء ..

أو الدفاع عن أي شيء ..

فقد سقطنا في الزمن الدائري ..

حيث المسافة بين يدي وخاصرتك ..

لا تتغير ..

وبين أنفي ومسامات جلدك ..

لا تتغير ..

وبين زنزانة فخذيك ..

وساحة إعدامي ..

لا تتغير ..

-3-
أستأذنك ..

بأخذ إجازة طويلة .. طويلة ..

فلقد تعبت ..

من حالة اللاشوق .واللاحب .التي أنا فيها .

وتعبت من هذه الشقة المفروشة ..

التي صارت عواطفي مربعة كجدرانها ..

وشهوتي مستطيلة كدهاليزها ..

وطموحي واطئاً كسقفها ..

-5-
أريد أن أتظاهر ضد حبك الفاشيستيّ،

وأطلق الرصاص ..

على قصرك ..

وحرسك ..

وعربتك البرجوازية الخيول ..

أريد .. أن أحتج على سلطتك السرمدية ..

وعلى الدستور

الذي سميت به نفسك ..

مليكةً .. طول الحياة ..

أريد أن أطلق الرصاص ..

على صورتك الزيتيه ..

المعلقة في صالة العرش ..

وعلى كل الشعراء ,

والنبلاء ,

والسفراء ..

الذين يدفعون لعينيك الجزيه ..

ويسقون نهديك ..

حليب العصافير ..

-6-
أريد أن أطلق الرصاص ..

على ملابسك المسرحية ..

وعلى عدة الشغل التي تستعمليها في

التشخيص ..

على الأخضر .. والليلكي ..

على الأزرق .. والبرتقالي ..

على عشرات القوارير التي جمعت فيها فصائل دمي ..

على غابة الخواتم والأساور ..

التي استعملتها لابتزازي ..

على الأحزمة الجلدية العريضة ..

المصنوعة من جلد التمساح ..

والتي استعملها في جلدي ..

على دبابيس الشعر ..

ومبارد الأظافر ..

والسلاسل المعدنية ..

التي لجأت إليها ..

لأخذ اعترافاتي ..

-7-
أريد أن أطلق الرصاص ..

على صوتك المتسلل عبر أسلاك الهاتف

فلم أعد مهتماً بهواية جمع العصافير ..

أريد أ، أطلق الرصاص ..

على حروف اسمك ..

فلم أعد مهتماً ..

بهواية جمع الأحجار النادره ..

أريد أن أطلق الرصاص ..

على كل قصائدي .. التي كتبتها لك ..

وعلى كل الإهداءات الهيستيرية ..

التي صدرت عني ..

في ساعات الحب الشديد ..

أو …

في ساعات الغباء الشديد ..

-8-
أريد أن أذهب إلى البحر ..

حيث الشواطئ مفتوحة ككتاب أزرق

ففمي .. أصبح كغابة الفطر ..

من قلة الشمس ..

وعواطفي أصبحت كالمخطوطات القديمة ..

من قلة الزائرين ..

وقلة القراءة ..

-9-
أريد ..

أن أكسر دائرة الطباشير ..

وأنهي هذه الرحلة اليوميه ..

بين شفتك العليا .. وشفتك السفلى

بين نهدل الأيمن . ونهدك الأيسر ..

بين جسدك البارد كمدن النحاس

وبين جنوني ..

-10-
أريد أن أحتج على شيء ما …

أن أصطدم بشيء ما ..

أن أنتحر من أجل شيء ما ..

فلم يعد عندي ما أفعله ..

سوى أن ألعب الورق مع ضجري

هو يخسر .. وأنا أخسر ..

هو يضجر .. وأنا أضجر

هو يخبرني أنك كنت حبيبته ..

وأنا أخبره أنك كنت حبيبتي

هو يعطيني مسدسه لأنتحر ..

وأنا أطلعه على مكاتيبك القديمه ..

فيقتل نفسه ..

ويقتلني ..

-11-
أستأذن في أن أقتلك ..

إنني أعرف أن كل غمائم السماء ..

ستذرف دموعها عليكِ

وكل الحمائم ستفرش ريشها الأبيض .. تحت رأسك

وكل شقائق النعمان ..

ستطلع من حقول جسدك ..

ولكن برغم هذا ..

سأبقى مصمماً على قتلك ..

لا من أجلي وحدي ..

ولكن من أجل كل الأسرى .. والجرحى ..

ومشوهي الحب..

ومن أجل كل الذين حكمتهم بالأشغال الشاقة.

وفرضت عليهم ..

أن ينقلوا الرمل بملاعق الشاي ..

من نهدك الأيمن .. إلى نهدك الأيسر ..

من نهدك الأيسر .. إلى نهدك الأيمن ..

………………………………………..
………………………………………..
ولا يزالون يشتغلون ..

ولا يزالون يشتغلون ..

و … لا … ي … ز … ا … ل … و … ن
ي … ش … ت …غ … ل … و … ن …

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_ام_المعتز
*من ديوان كل عام و انت حبيبتي.

-1-
عندما كانتْ بيروتُ تموتُ بينَ ذِراعَيَّ،

كسَمَكَةٍ اختَرَقَها رِمحْ،

جَاءَني هاتفٌ مِن دِمَشقَ يقولْ:

“أمُّكَ ماتَتْ”.

لم أستوعبِ الكلماتِ في البدايَهْ،

لم أستوعبْ كيفَ يمكنُ أنْ يموتَ السمَكُ كُلُّهُ في وقتٍ واحدْ ،

كانتْ هناكَ مدينةٌ حبيبةٌ تموتْ .. اسمُها بيروتْ،

وكانتْ هناكَ أمٌّ مُدهِشَةٌ تَموت،

ْ اسمُها فائزَة،

وكانَ قَدَري أن أخرُجَ من موتٍ ..

لأدخُلَ في موتٍ آخَرْ ..

كانَ قَدَري أن أُسافِرَ بينَ مَوتَينْ …

-2-
كلُّ مَدينةٍ عربيّةٍ هي أمّي ..

دمشق ، بيروت ، القاهرة ، بغداد ، الخرطوم ،
الدار البيضاء ، بنغازي ، تونس ، عمّان ، الرياض ،الكويت ، الجزائر ، أبو ظبي وأخواتِها ..

هذهِ هيَ شَجَرةُ عائلتي ..

كلُّ هذهِ المدائنِ أنزَلَتْني مِنْ رَحْمِها،

وأرضَعَتْني من ثَديِها ..

وملأَتْ جيوبي عِنباً ، وتيناً ، وبرقوقاً ..

كلُّها هَزَّتْ لي نَخلَها .. فأكَلْتْ ..

وفَتَحَتْ سماواتِها لي .. كَرَّاسَةً زَرقاءْ ..

فَكَتَبْتْ ..

لذلكَ ، لا أدخلُ مدينةً عِربيّةً .. إلا وتُناديني :

” يا وَلَدي ” …

لا أطرقُ بابَ مدينةٍ عربية ..

إلا وأجدُ سريرَ طفولتي بانتظاري ..

لا تنزُفُ مدينةٌ عربية إلا وأنزفُ معها ..

فهلْ كانتْ مصادفةً أن تموتَ بيروتْ ..

وتموتُ أمّي في وقتٍ واحدْ ؟

-3-
يعرفونَها في دمشقَ باسم (أمّ المعتزّ).

وبالرغمِ من أنَّ اسمها غيرُ مذكورٍ في الدليلِ السياحيّ،

فهيَ جزءٌ من الفولكلورِ الشاميّ.

وأهميّتُها التاريخيّةُ لا تَقِلُّ عن أهميَّةِ (قصرِ العظم)
و(قبرِ صلاحِ الدين) و(مئذنةِ العروس)
ومزارِ (محي الدين بن عربي)

وعندما تصلُ إلى دمشقَ ..

فلا ضرورةَ أنْ تسألَ شرطيَّ السيرِ عن بيتِها،

لأنَّ كُلَّ الياسمينِ الدمشقيِّ يُهَرهِرُ فوقَ شُرفَتِها ،

وكلُّ الفُلِّ البلديِّ يَتَرَبّى في الدلالِ بينَ يديها،

وكلُّ القططِ ذاتِ الأصلِ التركيِّ ..

تأكلُ .. وتشربُ .. وتدعو ضيوفَها .. وتعقدُ اجتماعاتِها .

في بيتِ أمّي .

-4-
(((نسيتُ أنْ أقولَ لكمْ ، إنَّ بيتَ أمّي كانَ معقِلاً،
للحركةِ الوطنيّةِ في الشّامِ عامَ 1935. وفي باحةِ دارِنا الفسيحةِ كانَ يلتقي قادةُ الحركةِ الوطنيّة السورية بالجماهير. ومنها كانت تنطلقُ المسيراتُ والتظاهراتُ ضدَّ الانتدابِ الفرنسي )))..

وبعدَ كلِّ اجتماعٍ شعبي، كانت أمّي تُحصي عددَ ضحاياها من أصُصِ الزّرعِ التي تحطّمتْ..

والشّتولِ النادرةِ التي انقصَفتْ .. وأعوادِ الزنبقِ التي انكسَرَتْ ..

وعِندما كانت تذهبُ إلى أبي شاكيةً لهُ خسارَتها الفادحة، كان يقولُ لها، رحمهُ الله، وهوَ يبتسمُ:

(سجّلي أزهاركِ في قائمةِ شهداءِ الوطن… وعوضكِ على الله) ..

وتخجلُ أمّي من سخريّةِ أبي المبطّنة،

ولكنها في نفسِ الوقت، تشعرُ بهزّةِ عنفوان،

لأنَّ بيتَها صارَ بيتَ الوطنية،

ولأنَّ أزهارَها ماتتْ من أجلِ الحرية…

-5-
أمّي لا تتعاطى العلاقاتِ العامّة، وليسَ لها صورةٌ واحدةٌ في أرشيفِ الصحافة.

لا تذهبُ إلى الكوكتيلات وهي تلفُّ ابتسامتَها بورقةِ سولوفانْ ..

لا تقطَعُ كعكَةَ عيدِ ميلادِها تحتَ أضواءِ الكاميراتْ …

لا تشتري ملابسَها من لندن وباريس ، وترسلُ تعميماً بذلكَ إلى من يهمّهُ الأمر …

لا توزّعُ صورها كطوابعِ البريدِ على محرّراتِ الصفحاتِ الاجتماعية

ولم يسبقُ لها أن استقبلَتْ مندوبةً أيّ مجلةٍ نسائية، وحدّثتها عن حبّها الأوّل .. وموعدِها الأوّل .. ورجُلِها الأوّل ..

فأمّي (دّقّـةٌ قديمة) .. ولا تفهمُ كيفَ يكونُ للمرأةِ حبٌّ أوّلٌ .. وثانٍ .. وثالثٌ .. وخامسُ عَشَرْ ..

أمّي تؤمنُ بربٍ واحدٍ .. وحبيبٍ واحدٍ .. وحبٍ واحدٍ ..

-6-
قهوةُ أمّي مشهورة ..

فهيَ تطحنُها بمطحنتِها النّحاسيّةِ فنجاناً .. فنجاناً ..

وتغليها على نارِ الفحمِ .. ونارِ الصبر …
وتعطّرُها بحبِّ الهالْ ..

وترشُّ على وجهِ كلِّ فنجانٍ قطرتينِ من ماءِ الزّهرْ ..

لذلكَ تتحوّلُ شرفةُ منزلِنا في الصّيف ..

إلى محطّةٍ تستريحُ فيها العصافيرْ ..

وتشربُ قهوتَها الصباحية عندنا ..

قبلَ أن تذهبَ إلى الشّغْل ..

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي
👇
-7-
وزارةُ زراعةٍ كانتْ هذهِ المرأة ..

ومن كَثرةِ الأزهارِ ، والألوانِ ، والروائحِ التي أحاطت بطفولتي كنتُ أتصوَّرُ أنَّ أمّي .. هي موظّفةٌ في قسمِ العطورِ بالجنّة ..

-8-
بموتِ أمّي ..

يسقطُ آخرُ قميصِ صوفٍ أغطّي بهِ جسدي.

آخرُ قميصِ حنانْ ..

آخرُ مظلةِ مَطَرْ ..

وفي الشّتاءِ القادمْ ..

ستجدونَني أتجوّلُ في الشوارعِ عارياً ..

-9-
كلُّ النساءِ اللواتي عرفتُهُنّ.

أحبَبْنَني وهُنَّ صاحياتْ ..

وحدَها أمّي ..

أحَبَّتْني وهيَ سَكْرى ..

فالحبُّ الحقيقيُّ هوَ أنْ تَسْكَرْ ..

ولا تَعرف لماذا تَسكرْ ..

-10-
أمّي متفشّيَةٌ في لُغَتي ..

كلّما نسيتُ ورقةً من أوراقي في صحنِ الدّارْ .

رشَّتها أمّي بالماءِ مع بقيّةِ أحواضِ الزّرعْ ..

فتحوّلتِ الألِفُ إلى ( امرأة )..

والباءُ إلى ( بنفسجة)..

والدالُ إلى ( دالية )..

والراء إلى (رمّانة )..

والسّينُ إلى ( سوسنة )أو ( سمكة ) أو (سُنونوَّة)..

ولهذا يقولونَ عن قصائدي إنها(مكيَّفَةُ الهواءْ ).

ويشترونَها من عندِ بائعِ الأزهارْ ..

لا مِنَ المكتبة …

-11-
كُلّما سألوها عن شِعري ، كانتْ تُجيبْ :

” ملائكةُ الأرضِ والسّماءِ .. ترضى عليه “.

طبعاً … أمّي ليستْ ناقدةَ شِعرٍ موضوعيّة .

ولكنّها عاشقة . ولا موضوعيّةٌ في العشق .

فيا أمّي . يا حبيبَتي . يا فائزة ..

قولي للملائكةِ الذينَ كلَّفتِهِمْ بحراسَتي خمسينَ عاماً، أن لا يتركوني ..

لأنّي أخافُ أن أنامَ وحدي …


*لقد كتب نزار قباني هذه القصيدة رثاء بوفاة والدته.

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_إلي_حبيبتي_في_رأس_السنة
*من ديوان كل عام و انت حبيبتي.

-1-
أنقل حبي لك من عام إلى عام ..

كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية إلى دفتر جديد.

أنقل صوتك .. ورائحتك .. ورسائلك ..

ورقم هاتفك .. وصندوق بريدك ..

وأعلقها في خزانة العام الجديد ..

وأمنحك تذكرة إقامة في قلبي ..

-2-
إنني أحبك ..

ولن أتركك وحدك على ورقة 31 ديسمبر أبداً

سأحملك على ذراعي ..

وأتنقل بك بين الفصول الأربعة ..

ففي الشتاء سأضع على رأسك قبعة صوف حمراء ..

كي لا تبردي ..

وفي الخريف , سأعطيك معطف المطر الوحيد الذي أملكه ..

كي لا تتبللي ..

وفي الربيع ..

سأتركك تنامين على الحشائش الطازجة ..

وتتناولين طعام الإفطار ..

مع الجنادب والعصافير ..

وفي الصيف ..

سأشتري لك شبكة صيد صغيرة ..

لتصطادي المحار ..

وطيور البحر ..

والأسماك المجهولة العناوين

-3-
إنني أحبك ..

ولا أريد أن أربطك بذاكرة الأفعال الماضية ..

ولا بذاكرة القطارات المسافرة ..

فأنت القطار الأخير الذي يسافر ليلاً ونهاراً

فوق شرايين يدي ..

أنت قطاري الأخير ..

وأنا محطتك الأخيرة ..

-4-
إنني أحبك ..

ولا أريد أن أربطك بالماء .. أو بالريح..

أو بالتاريخ الميلادي أو الهجري ..

ولا بحركات المد والجزر ..

أو ساعات الخسوف والكسوف

لا يهمني ما تقوله المراصد ..

وخطوط فناجين القهوة ..

فعيناك وحدهما هما النبوءة

وهما المسؤولتان عن فرح هذا العالم ..

-5-
أحبك ..

وأحب أن أربطك بزمني .. وبطقسي ..

وأجعلك نجمة في مداري ..

أريد أن تأخذي شكل الكلمه ..

ومساحة الورقه ..

حتى إذا نشرت كتاباً .. وقرأه الناس ..

عثروا عليك , كالوردة في داخله ..

وأما أنا ..

فأجمل الشوارع والأرصفة المغسولة،

والمطرعلى ظهري ..

وأبحث عنك ..

أريد أن تأخذي شكل فمي ..

حتى إذا تكلمت ..

حسبك الناس تستحمين في صوتي ..

أريدك أن تأخذين شكل يدي ..

حتى إذا وصفتها على الطاولة ..

وجدك الناس نائمة في جوفها ..

كفراشة في يد طفل ..

إنني لا أحترف طقوس التهنئة ..

إنني أحترف العشق ..

أحترفك ..

يتجول هو فوق جلدي ..

وتتجولين أنت تحت جلدي ..

-6-
لماذا تتآمرين عليّ مع المطر ؟ ما دمت تعرفين ..

أن كل تاريخي معك .. مقترن بسقوط المطر ..

وأن الحساسية الوحيدة التي تصيبني ..

عندما أشم رائحة نهديك ..

هي حساسية المطر ..

لماذا تتآمرين علي ؟ .. ما دمت تعرفين ..

أن الكتاب الوحيد الذي أقرؤه بعدك ..

هو كتاب المطر ..

-7-
إنني أحبك ..

هذه هي المهنة الوحيدة التي أتقنها ..

ويحسدني عليها أصدقائي وأعدائي ..

قبلك .. كانت الشمس , والجبال , والغابات

في حالة بطالة ..

واللغة بحالة بطالة ..والعصافير بحالة بطالة..

فشكراً لأنك أدخلتني المدرسة ..

وشكراً .. لأنك علمتني أبجدية العشق ..

وشكراً .. لأنك قبلت أن تكوني حبيبتي ..


@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_حب_استثنائي_لامرأة_استثنائية
*من ديوان كل عام و انت حبيبتي.

-1-
أكثر ما يعذبني في حبك،

أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر.

وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس،

أنها بقيت خمساً .. لا أكثر.

إن امرأة استثنائية مثلك،

تحتاج إلى أحاسيس استثنائية..

وأشواق استثنائية ..

ودموع استثنائية ..

وديانة رابعة،

لها تعاليمها , وطقوسها , وحنتها , ونارها..

إن امرأة استثنائية مثلك،

تحتاج إلى كتب تكتب لها وحدها..

وحزن خاص بها وحدها ..

وموت بملايين الغرف،

تسكن فيه وحدها ..

لكنني وا أسفاه،

لا أستطيع أن أعجن الثواني،

على شكل خواتم أضعها في أصابعك،

فالسنة محكومة بشهورها..

والشهور محكومة بأسابيعها..

والأسابيع محكومة بأيامها..

وأيامي بتعاقب الليل والنهار،

في عينيك البنفسجيتين،
-2-
أكثر ما يعذبني في اللغة .. لأنها لا تكفيك.

وأكثر ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتبك.

أنت امرأة صعبة،

أنت امرأة لا تكتب،

كلماتي تلهث كالخيول على مرتفعاتك.

ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئية..

معك لا توجد مشكلة،

إن مشكلتي هي مع الأبجدية ..

مع ثمان وعشرين حرفاً , لا تكفيني لتغطية..

بوصة واحدة من مساحات أنوثتك.

ولا تكفيني لإقامة صلاة شكر واحدة لوجهك
الجميل،

إن ما يحزنني في علاقتي معك،

أنك امرأة متعددة،

واللغة واحدة،

فماذا تقترحين أن أفعل ؟

كي أتصالح مع لغتي،

وأزيل هذه الغربة،

بين الخزف , وبين الأصابع،

بين سطوحك المصقولة.

وعربائي المدفونة في الثلج،

بين محيط خصرك.

وطموحك مراكبي،

لاكتشاف كروية الأرض،
-3-
ربما كنت راضية عني،

لأنني جعلتك كالأميرات في كتب الأطفال،

ورسمتك كالملائكة على سقوف الكنائس،

ولكني لست راضياً عن نفسي،

فقد كان بإمكاني أن أرسمك بطريقة أفضل،

ولكن الوقت فاجأني،
وأنا معلق بين النحاس .. وبين الحليب،

بين النعاس .. وبين البحر،
بين أظافر الشهوة .. ولحم المرايا،

بين الخطوط المنحنية،والخطوط المستقيمة.

ربما كنت قانعة , مثل كل النساء ,

بأية قصيدة حب تقال عنك ..

أما أنا فغير قانع بقناعاتك ..

فهناك مئات من الكلمات تطلب مقابلتي،

ولا أقابلها.

وهناك مئات من القصائد،

تجلس ساعات في غرفة الانتظار،

فأعتذر لها.

إنني لا أبحث عن قصيدة ما،

لامرأة ما،

ولكنني أبحث عن ” قصيدتك ” أنت،
-4-
انني عاتب على جسدي ..

لأنه لم يستطع ارتدائك بشكل أفضل ..

وعاتب على مسامات جلدي ..

لأنها لم تستطع ارتداءك بشكل أفضل ..

وعاتب على فمي …

لأنه لم يلتقط حبات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد
شواطئك بشكل أفضل ..

وعاتب على خيالي ..

لأنه لم يتخيل كيف يمكن أن تتفجر البروق , والقواس قزح ..

من نهديك لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامن عشر …

بصورة رسمية ..

ولكن .. ماذا ينفع العتب الآن ..

بعد أن أصبحت علاقتنا كبرتقالة شاحبة ,
سقطت في البحر ..

لقد كان جسدك مليئاً باحتمالات المطر ..

وكان ميزان الزلازل

تحت سرتك المستديرة كفم طفل ..

يتنبأ باهتزاز الأرض ..

ويعطي علامات يوم القيامة ..

ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفاية ..

لألتقط إشاراتك ..

ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفاية ..

لأقرأ أفكار الموج والزبد ..

وأسمع إيقاع دورتك الدموية ..
-5-
أكثر ما يعذبني في تاريخي معكِ ..

أنني عاملتك على طريقة بيدبا الفيلسوف ..

ولم أعاملك على طريقة رامبو .. وزوربا ..

وفان كوخ .. وديك الجن .. وسائر المجانين

عاملتك كأستاذ جامعي ..

يخاف أن يحب طالبته الجميلة ..

حتى لا يخسر شرفه الأكاديمي ..

لهذا أشعر برغبة طاغية في الاعتذار إليك ..

عن جميع أشعار التصوف التي أسمعتك إياها ..

يوم كنت تأتين إلي َّ ..

مليئة كالسنبلة ..

وطازجة كالسمكة الخارجة من البحر ..
-6-
أعتذر إليك ..
بالنيابة عن ابن الفارض , وجلال الدين الرومي , ومحي الدين بن عربي ..

عن كل التنظيرات .. والتهويمات .. والرموز .. والأقنعة

التي كنت أصنعها على وجهي , في غرفة الحب ..

يوم كان المطلوب مني ..

أن أكون قاطعاً كالشفرة

وهجومياً كفهد إفريقي ..

أشعر برغبة في الاعتذار إليك ..

عن غيابي الذي لا مثيل له ..

وجبني الذي لا مثيل له ..

وعن كل الحكم المأثورة ..

التي كنت أحفظها عن ظهر قلب ..

وتلوتها على نهديك الصغيرين ..

فبكيا كطفلين معاقبين .. وناما دون عشاء ..
-7-
أعترف لك يا سيدتي ..

أنك كنت امرأة استثنائية

وأن غيابي كان استثنائياً ..

فاسمحي لي أن أتلو أمامك فعل الندامة

عن كل مواقف الحكمة التي صدرت عني ..

فقد تأكد لي ..

بعدما خسرت السباق ..

وخسرت نقودي ..

وخيولي ..

أن الحكمة هي أسوأ طبق نقدمه ..

لامرأة نحبها ..

@nizar_alqabbabi💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_في_الحب_البحري
*من ديوان كل عام و انت حبيبتي.

-1-
مواقفي منك , كموقف البحر ..

وذاكرتي مائية كذاكرته ..

لا هو يعرف أسماء مرافئه ..

ولا أنا أتذكر أسماء زائراتي

كل سمكة تدخل إلى مياهي الإقليمية,تذوب..

كل امرأة تستحم بدمي , تذوب ..

كل نهد يسقط كالليرة الذهبية ..

على رمال جسدي .. يذوب ..

فلتكن لك حكمة السفن الفينيقية ..

وواقعية المرافئ التي لا تتزوج أحدا ..
-2-
كلما شم البحر رائحة جسمك الحليبي

صهل كحصان أزرق

وشاركته الصهيل

هكذا خلقني الله ..

رجلاً على صورة بحر

بحراً على صورة رجل

فلا تناقضيني بمنطق زارعي العنب والحنطة.

ودكاترة الطب النفسي ..

بل ناقشيني بمنطق البحر

حيث الأزرق يلغي الأزرق

والأشرعة تلغي الأفق ..

والقبلة تلغي الشفه ..

والقصيدة تلغي ورقة الكتابة ..
-3-
إحساسي بك متناقض , كإحساس البحر

ففي النهار , أغمرك بمياه حناني

وأغطيك بالغيم الأبيض , وأجنحة الحمائم

وفي الليل …

أجتاحك كقبيلة من البرابرة …

أستطيع ,أيتها المرأة ,أن أكون بحراً محايداً .

ولا تستطيعين أن تكوني سفينة من ورق ..

لا أنت انديرا غاندي

ولا أنا مقتنع بجدوى الحياد الإيجابي

ففي الحب..لا توجد مصالحات نهائية ..

بين الطوفان , ولبن المدن المفتوحة ..

بين الصواعق , ورؤوس الشجر

بين الطعنة , وبين الجرح

بين أصابعي , وبين شَعرِكِ،

بين قصائد الحب .. وسيوف قريش

بين ليبرالية نهديك ..

وتحالف أحزاب اليمين !!..
-4-
أيتها الخارجة من خرائط العطش والغبار ..

تخلصي من عاداتك البريه ..

فالعواطف البريّة تعبّر عن نفسها ..

بإيقاع واحد .. ووتيرة واحدة ..

أما الحب في البحر..فمختلف..مختلف..مختلف ..

فهو غير خاضع لجاذبية الأرض ..

وغير ملتزم بالفصول الزراعية ..

وغير ملتزم بقواعد الحب العربي

حيث أجساد الرجال تنفجر من التخمة ..

ونهود النساء تتثائب من البطالة ..
-5-
ادخلي بحري كسيف من النحاس المصقول

ولا تقرأي نشرات الطقس

ونبوءات مصلحة الأرصاد الجوية

فهي لا تعرف شيئاً عن مزاج البحر

ولا تعرف شيئاً عن مزاج سمك القرش

ولا تعرف شيئاً عن مزاجي ..

لا أريد أن أشتغل حارساً لجواهر التاج

إن نهديك لا يدخلان في حدود مسؤولياتي

فأنا لا أستطيع أن أضمن مستقبلهما ..

كما لا يستطيع البرق أن يضمن مستقبل غابة ..
-6-
لماذا تبحثين عن الثبات ؟

حين يكون بوسعنا أن نحتفظ بعلاقاتنا البحرية

تلك التي تتراوح بين المد .. والجزر

بين التراجع والاقتحام

بين الحنان الشامل , والدمار الشامل …

لماذا تبحثين عن الثبات ؟

فالسمكة أرقى من الشجرة ..

والسنجاب .. أهم من الغصن ..

والسحابة .. أهم من نيويورك ..
-7-
أريدك أن تتكلمي لغة البحر ..

أريدك أن تلعبي معه ..

وتتقلبي على الرمل معه ..

وتمارسي الحب معه ..

فالبحر هو سيد التعدد .. والإخصاب ..
والتحولات ..

وأنوثتك هي امتداد طبيعي له ..

نامي مع البحر .. يا سيدتي ..

فليس من مصلحتك أن تكوني من فصيلة الشجر ..

ولا من مصلحتي أن أحولك إلى جريدة مقروءة

أو إلى ربطة عنق معلقة في خزانتي

منذ أن كنت طالباً في الجامعة ..

ليس من مصلحتك أن تتزوجيني ..

ولا من مصلحتي أن أكون حاجباً على باب المحكمة الشرعية

أتقاضى الرشوات من الداخلين

وأتقاضى اللعنات من الخارجين ..
-8-
أنا بحرك يا سيدتي ..

فلا تسأليني عن تفاصيل الرحلة ..

ووقت الإقلاع والوصول ..

كل ما مطلوب منك ..

أن تنسي غرائزك البرية ..

وتطيعي قوانين البحر ..

وتخترقيني .. كسمكة مجنونة ..

تشطر السفينة إلى نصفين ..

والأفق إلى نصفين ..

وحياتي إلى نصفين ..

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_كل_عام_و_انت_حبيبتي
*من ديوان كل عام و انت حبيبتي.

1
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي،

أقولُها لكِ،

عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ،

وتغرقُ السّنةُ الماضيةُ في مياهِ أحزاني،

كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ ،

أقولُها لكِ على طريقتي،

متجاوزاً كلَّ الطقوسِ الاحتفاليّهْ.

التي يمارسُها العالمُ منذ 1975 سنة،

وكاسراً كلَّ تقاليدِ الفرحِ الكاذب،

التي يتمسّكُ بها الناسُ منذ 1975 سنة،

ورافضاً ،كلَّ العباراتِ الكلاسيكيّة.

التي يردّدُها الرجالُ على مسامعِ النساءْ،

منذ 1975 سنة،

2
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي،

أقولها لكِ بكلِّ بساطهْ ،

كما يقرأُ طفلٌ صلاتهُ قبل النومْ،

وكما يقفُ عصفورٌ على سنبلةِ قمحْ ،

فتزدادُ الأزاهيرُ المشغولةُ على ثوبكِ الأبيض،

زهرةً ،،،

وتزدادُ المراكبُ المنتظرةُ في ميناءِ عينيكِ ،

مركباً،،،

أقولُها لكِ بحرارةٍ ونَزَقْ،

كما يضربُ الراقصُ الإسبانيُّ قدمهُ بالأرضْ،

فتتشكَّلُ آلافُ الدوائرْ،

حولَ محيطِ الكرةِ الأرضيّهْ.

3
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي،

هذهِ هي الكلماتُ الأربعْ ،

التي سألفُّها بشريطٍ من القصبْ،

وأرسلُها إليكِ ليلةَ رأسِ السنهْ..

كلُّ البطاقاتِ التي يبيعونَها في المكتباتْ،

لا تقولُ ما أريدُه..

وكلُّ الرسومِ التي عليها،

من شموعٍ،وأجراسٍ ،وأشجارٍ ،وكُراتِ ثلجْ،

وأطفالٍ .. وملائكهْ..

لا تُناسبُني،

إنني لا أرتاحُ للبطاقاتِ الجاهزهْ..

ولا للقصائدِ الجاهزهْ..

ولا للتمنّياتِ التي برسمِ التصديرْ،

فهي كلُّها مطبوعةٌ في باريس، أو لندن، أو أمستردام.

ومكتوبةٌ بالفرنسية أو الإنكليزية.

لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ،

وأنت لستِ امرأة المناسباتْ،

بل أنتِ المرأةُ التي أحبُّها،

أنتِ هذا الوجعُ اليوميُّ،

الذي لا يقالُ ببطاقاتِ المعايَدهْ..

ولا يقالُ بالحروفِ اللاتينيّهْ.

ولا يقالُ بالمراسلَهْ..

وإنما يقالُ عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ،

وتدخلينَ كالسمكةِ إلى مياهي الدافئهْ..

وتستحمّينَ هناكْ،

ويسافرُ فمي في غاباتِ شَعركِ الغجريّْ،

ويستوطنُ هناكْ،

4
لأنني أحبُّكِ،

تدخُلُ السّنةُ الجديدةُ علينا،

دخولَ المُلوكْ،

ولأنني أحبُّكِ،

أحملُ تصريحاً خاصاً من الله،

بالتجوُّلِ بينَ ملايينِ النجومْ،

5
لن نشتري هذا العيد شجرهْ،

ستكونينَ أنتِ الشجرهْ،

وسأعلّقُ عليكِ،

أمنياتي .. وصلواتي،

وقناديلَ دموعي،

6
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي،

أمنيةٌ أخافُ أن أتمنّاها،

حتى لا أُتّهَمَ بالطمعِ أو بالغرور،

فكرةٌ أخافُ أن أفكّرَ بها،

حتى لا يسرقَها الناسُ منّي،

ويزعموا أنهم أوّلُ من اخترعَ الشِعرْ،


@nizar_alqabbani💛🌿
👇
7
كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي،

كلَّ عامٍ وأنا حبيبُكِ،

أنا أعرفُ أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي،

وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموحِ به،

ولكنْ،،،

من لهُ الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟

من يحاسبُ الفقراءْ .؟

إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ،

لمدّةِ خمسِ دقائقْ ؟

من يحاسبُ الصحراءَ إذا توحَّمَتْ على جدولِ ماءْ .؟

هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحلمُ شرعياً :

حالةُ الجنونْ "

وحالةُ الشِّعرْ"

وحالةُ التعرُّفِ على امرأةٍ مدهشةٍ مثلكِ"

وأنا أُعاني – لحسنِ الحظّ –

منَ الحالاتِ الثلاثْ،،،

8
اتركي عشيرتكِ،

واتبعيني إلى مغائري الداخليّهْ.

اتركي قبّعةَ الورقْ،

وموسيقى الجيركْ،

والملابسَ التنكريّهْ.

واجلسي معي تحتَ شجرِ البرقْ،

وعباءةِ الشِّعرِ الزرقاءْ،

سأغطّيكِ بمعطفي من مطرِ بيروتْ،

وسأسقيكِ نبيذاً أحمر...

من أقبيةِ الرُّهبانْ ،

وسأصنعُ لكِ طبقاً إسبانياً،

من قواقعِ البحرْ...

اتبعيني،يا سيّدتي،إلى شوارعِ الحلمِ الخلفيّهْ.

فلسوفَ أطلعُكِ على قصائدَ لم أقرأها لأحدْ،

وأفتحُ لكِ حقائبَ دموعي،

التي لم أفتحها لأحدْ،

ولسوفَ أحبُّكِ،

كما لا أحبَّكِ أحدْ،

9
عندما تدقُّ السّاعةُ الثانيةَ عشرهْ..

وتفقدُ الكرةُ الأرضيّةُ توازنَها،

ويبدأُ الراقصونَ يفكّرونَ بأقدامهمْ،

سأنسحبُ إلى داخلِ نفسي،

وسأسحبكِ معي،

فأنتِ امرأةٌ لا ترتبطُ بالفرحِ العامْ،

ولا بالزمنِ العامْ،

ولا بهذا السّيركِ الكبيرِ الذي يمرُّ أمامَنا،

ولا بتلكَ الطبولِ الوثنيّةِ التي تُقرعُ حولنا،

ولا بأقنعةِ الورقِ التي لا يبقى منها في آخرِ اللّيل،

سوى رجالٌ من ورقْ،

ونساءٌ من ورقْ،

10
آهٍ .. يا سيّدتي،

لو كانَ الأمرُ بيدي،

إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدكِ،

تفصّلينَ أيّامها كما تريدينْ....

وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ....

وتتشمّسينْ....

وتستحمّينْ....

وتركضينَ على رمالِ شهورها،

كما تريدينْ....

آهٍ .. يا سيّدتي،،،

لو كانَ الأمرُ بيدي،

لأقمتُ عاصمةً لكِ في ضاحيةِ الوقتْ،

لا تأخذُ بنظامِ السّاعاتِ الشمسيّةِ والرمليَّهْ.

ولا يبدأُ فيها الزمنُ الحقيقيُّ،

إلا،،،

عندما تأخذُ يدكِ الصغيرةُ قيلولتَها،

داخلَ يدي،

11
كلَّ عامٍ .. وأنا متورّطٌ بكِ،

ومُلاحقٌ بتهمةِ حبّكِ،

كما السّماءُ مُتّهمةٌ بالزُرقهْ..

والعصافيرُ متّهمةٌ بالسّفرْ،

والشفةُ متّهمةٌ بالاستداره..

كلَّ عامٍ وأنا مضروبٌ بزلزالكْ.،.

ومبلّلٌ بأمطاركْ.،.

ومحفورٌ–كالإناء الصينيّ–بتضاريسِ جسمكْ.،.

كلَّ عامٍ وأنتِ .. لا أدري ماذا أسمّيكِ.،.

اختاري أنتِ أسماءكِ.،.

كما تختارُ النقطةُ مكانَها على السطرْ،،.

وكما يختارُ المشطُ مكانهُ في طيّاتِ الشِّعرْ،،.

وإلى أن تختاري إسمكِ الجديدْ،

إسمحي لي أن أناديكِ :

” يا حبيبتي ” …

*من القصائد التي تم غنائها.

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
*صورة من مجلد ديوان
كل عام و انت حبيبتي.

*الكاتب نزار قباني.

*صدر هذا الديوان عام 1978.

*9 قصائد.

@nizar_alqabbani
🌿💛🌿
#قصيدة_تجليات_صوفية
*من ديوان أحبك أحبك و البقية تأتي.

1
عندما تسطع عيناك كقنديل نحاسي،

على باب ولي من دمشق.

أفرش السجادة التبريز في الأرض وأدعو للصلاةْ..

وأنادي، ودموعي فوق خدي: مدد.

يا وحيدا.. يا أحد.

أعطني القوة كي أفنى بمحبوبي،

وخذ كل حياتي،
2

عندما يمتزج الأخضر، بالأسود، بالأزرق،

بالزيتي، بالوردي، في عينيك، يا سيدتي.

تعتريني حالة نادرةٌ،

هي بين الصحو والإغماء، بين الوحي والإسراء،

بين الكشف والإيماء، بين الموت والميلاد،

بين الورق المشتاق للحب.. وبين الكلمات.

وتناديني البساتين التي من خلفها أيضاً بساتين،

الفراديس التي من خلفها أيضا فراديس،

الفوانيس التي من خلفها أيضا فوانيس،

التي من خلفها أيضا زوايا، وتكايا، ومريدون،

وأطفال يغنون.. وشمع .. وموالد.

وأرى نفسي ببستان دمشقيّ،

ومن حولي طيورٌ من ذهبْ،،

وسماءٌ من ذهبْ،،

ونوافيرُ يثرثرن بصوت من ذهبْ،،

وأرى، فيما يرى النائم، شباكين مفتوحين،

من خلفهما تجري ألوف المعجزات.

3

عندما يبدأ في الليل، احتفال الصوت والضوء،

بعينيك .. وتمشي فرحا كل المآذن،

يبدأ العرس الخرافي الذي ما قبله عرس،

وتأتي سفن من جزر الهند، لتهديك عطورا وشموسا،

عندها،،

يخطفني الوجد إلى سبع سماوات.

لها سبعة أبواب،

لها سبعة حراس،

بها سبع مقاصير،

بها سبع وصيفات.

يقدمن شرابا في كؤوس قمريةْ..

ويقدمن لمن مات على العشق،

مفاتيح الحياة السرمديةْ..

وإذا بالشام تأتيني .. نهورا.. ومياها،

وعيونا عسلية..

وإذا بي بين أمي، ورفاقي،

وفروضي المدرسيه..

فأنادي، ودموعي فوق خدي:

مدد!

يا وحيدا، يا أحد.

أعطني القدرة كي أصبح في علم الهوى،

واحدا من أولياء “الصالحية”..

4

عندما يرتفع البحر بعينيك كسيف أخضر في الظلمات.

تعتريني رغبة للموت مذبوحا على سطح المراكبْ،

وتناديني مسافاتٌ.

تناديني بحيراتٌ.

تناديني كواكبْ،

عندما يشطرني البحر إلى نصفين،

حتى تصبح اللحظة في الحب، جميع اللحظاتِ.

ويجيء الماء كالمجنون من كل الجهاتِ.

هادما كل جسوري،

ماحيا كل تفاصيل حياتي،

يتولاني حنين للرحيل،

حيث خلف البحر بحر،

ووراء الجزر مد .. ووراء المد جزر،

ووراء الرمل جنات لكل المؤمنينْ،

ومنارات.

ونجم غير معروف،

وعشق غير مألوف،

وشعر غير مكتوب،

ونهد .. لم تمزقه سيوف الفاتحين،

5

عندما أدخل في مملكة الإيقاع، والنعناع، والماء،

فلا تسعجليني،

فلقد تأخذني الحال، فأهتز كدرويش على قرع الطبولْ.

مستجيرا بضريح السيد الخضر وأسماء الرسولْ.

عندما يحدث هذا،

فبحق الله، يا سيدتي، لا توقظيني،

واتركيني،

نائما بين البساتين التي أسكرها الشعر، وماءُ الياسمينِ،

علني أحلُم في الليل بأني،

صرت قنديلا على باب ولي من دمشق،

6

عندما تبدأ في عينيك آلاف المرايا بالكلامْ..

ينتهي كل كلامْ..

وأراني صامتا في حضرة العشق،

ومن في حضرة العشق يجاوب؟

فإذا شاهدتني منخطف اللون، غريب النظراتِ،

وإذا شاهدتني أقرأ كالطفل صلاتي،

وعلى رأسي فراشات وأسراب حمامْ..

فأحبيني، كما كنت، بعنف وجنونِ،

واعصِري قلبيَ، كالتفاحة الحمراء، حتى تقتليني،

وعلى الدنيا السلامْ..

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_كونشرتو_البيانو
*من ديوان أحبك أحبك و البقية تأتي.
1

في ذلك الليل الذي يثقبه صوت المطر.

كل شيءٍ ممكنٌ،

حين يكون المرء بالكونياك مغسولاً،

وبالأحزان مغسولاً،

وبالمجهول مسكوناً،

وحين المرء لا يرضى بأن يبقى حجر.

فلماذا؟

تستشيرين الفناجين، لماذا؟

تطرحين الأسئله،

ولماذا؟

جئت صوب البحر.

إن كنت تخافين السفر.
2
ما بين تشرين، وتشرين،

كهذا السكر الدافق من قلب الثمر.

فاتركي أمرك لله.. ونامي،

إن نهديك يجيئان إلى الدنيا قضاءً وقدر.

ويموتان قضاءً وقدر.
3
سوف يأتي الحب في موعده..

فالبسي قفطانك المصري،

أذكر الآن حقول القطن في الدلتا،

فاجلسي حيث تحبين،

فكونشرتو البيانو،

سوف يلغي الوقت،

يلغيك،

ويلغيني،

ويلغي العقد الأولى التي نحملها منذ الولاده،

سيجيء الحب في موعده..

ويجيء الجنس في موعده..

إن كونشرتو البيانو،

يمسح الأشياء بالكافور والزيت،

يذيب الثلج عن وجه البحيرات،

ويأتي بالفراشات الغريبات،

ويأتي بالحقول،

فاتركي الأمر طبيعياً.. وسهلاً،

إن كونشرتو البيانو،

يتولى هو إيجاد الحلول،

سيجيء الحب في موعده..

والبيانو،

سينادينا إلى غرفته المائية الشكل،

ولا أعلم ما سوف يقول..
4
كل شيءٍ ممكنٌ،

في ذلك الليل الذي يثقبه صوت المطر.

إن تشايكوفسكي،

يمر الآن كالعصفور من ساحات بطرسبرغ،

ينساب كحلمٍ أخضرٍ من حي مونبارناس،

يمر الآن من ذاكرة الورد،

يلم الورق الأصفر من غابات أوربا،

يصلي في أياصوفيا،

ويبكي في رحاب النجف الأشرف،

ما بين المرايا.. والقباب الذهبيه..
5
كل شيءٍ ممكنٌ،

في ذلك الليل الذي يثقبه صوت المطر.

فالبسي قفطانك الكردي،

لا أدري لماذا،

أذكر الموصل أيام الربيع،

وحقول القصب المائي في الأهوار،

تحضر الآن إلى بالي بساتين الرصافه،

والكتابات التي يكتبها الله.. بوردٍ وذهب..

عند لحظات الغروب،

فوق شعر النخل في شط العرب..
6
يا صباح الفل.. هل أنت بخيرٍ؟

إن كونشرتو البيانو،

أشعل النار لنا.. ثم ذهب..

تحضر الآن إلى بالي بساتين الرصافه،

و (الشناشيل) التي تملأ شط الأعظميه..

والكتابات التي يكتبها الله.. بوردٍ وذهب..

عند لحظات الغروب،

فوق شعر النخل في شط العرب..
6
يا صباح الفل.. هل أنت بخيرٍ؟

إن كونشرتو البيانو،

أشعل النار لنا.. ثم ذهب..

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_تناقضات_ن_ق_الرائعة
*من ديوان أحبك أحبك و البقية تأتي.

وما بين حُبٍّ وحُبٍّ.. أُحبُّكِ أنتِ..

وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني..

وواحدةٍ سوف تأتي..

أُفتِّشُ عنكِ هنا.. وهناكْ..

كأنَّ الزمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ..

كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ..

فكيف أُفسِّرُ هذا الشعورَ الذي يعتريني

صباحَ مساءْ..

وكيف تمرّينَ بالبالِ، مثل الحمامةِ..

حينَ أكونُ بحَضْرة أحلى النساءْ؟.

2

وما بينَ وعديْنِ.. وامرأتينِ..

وبينَ قطارٍ يجيء وآخرَ يمضي..

هنالكَ خمسُ دقائقَ..

أدعوك ِ فيها لفنجان شايٍ قُبيلَ السَفَرْ..

هنالكَ خمسُ دقائقْ..

بها أطمئنُّ عليكِ قليلا..

وأشكو إليكِ همومي قليلا..

وأشتُمُ فيها الزمانَ قليلا..

هنالكَ خمسُ دقائقْ..

بها تقلبينَ حياتي قليلا..

فماذا تسمّينَ هذا التشتُّتَ..

هذا التمزُّقَ..

هذا العذابَ الطويلا الطويلا..

وكيف تكونُ الخيانةُ حلاًّ؟

وكيف يكونُ النفاقُ جميلا؟…

3

وبين كلام الهوي في جميع اللّغاتْ

هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ..

وشِعْرٌ.. سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ..

وما بين وقتِ النبيذ ووقتِ الكتابة.. يوجد وقتٌ

يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسنابلْ

وما بين نُقْطَة حِبْرٍ..

ونُقْطَة حِبْرٍ..

هنالكَ وقتٌ..

ننامُ معاً فيه، بين الفواصلْ..

4

وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاءْ

هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ

تكون به النفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسماءْ..

وفي اللحظات التي تتشابهُ فيها جميعُ النساءْ

كما تتشابهُ كلُّ الحروف على الآلة الكاتبهْ

وتصبحُ فيها ممارسةُ الجنسِ..

ضرباً سريعاً على الآلة الكاتبَهْ

وفي اللحظاتِ التي لا مواقفَ فيها..

ولا عشقَ، لا كرهَ، لا برقَ، لا رعدَ، لا شعرَ، لا نثرَ،

لا شيءَ فيها..

أُسافرْ خلفكِ، أدخلُ كلَّ المطاراتِ، أسألُ كلَّ الفنادق

عنكِ، فقد يتصادفُ أنَّكِ فيها…

5

وفي لحظاتِ القنوطِ، الهبوطِ، السقوطِ، الفراغ، الخِواءْ.

وفي لحظات انتحار الأماني، وموتِ الرجاءْ

وفي لحظات التناقضِ،

حين تصير الحبيباتُ، والحبُّ ضدّي..

وتصبحُ فيها القصائدُ ضدّي..

وتصبحُ – حتى النهودُ التي بايعتْني على العرش- ضدّي

وفي اللحظات التي أتسكَّعُ فيها على طُرُق الحزن وحدي..

أُفكِّر فيكِ لبضع ثوانٍ..

فتغدو حياتي حديقةَ وردِ..

6

وفي اللحظاتِ القليلةِ..

حين يفاجئني الشعرُ دونَ انتظارْ

وتصبحُ فيها الدقائقُ حُبْلى بألفِ انفجارْ

وتصبحُ فيها الكتابةُ فِعْلَ انتحارْ..

تطيرينَ مثل الفراشة بين الدفاتر والإصْبَعَيْنْْ

فكيف أقاتلُ خمسينَ عاماً على جبهتينْ؟

وكيفَ أبعثر لحمي على قارَّتين؟

وكيفَ أُجَاملُ غيركِ؟

كيفَ أجالسُ غيركِ؟

كيفَ أُضاجعُ غيركِ؟ كيفْ..

وأنتِ مسافرةٌ في عُرُوق اليدينْ…

7

وبين الجميلات من كل جنْسٍ ولونِ.

وبين مئات الوجوه التي أقنعتْني .. وما أقنعتْني

وما بين جرحٍ أُفتّشُ عنهُ، وجرحٍ يُفتّشُ عنِّي..

أفكّرُ في عصرك الذهبيِّ..

وعصرِ المانوليا، وعصرِ الشموع، وعصرِ البَخُورْ

وأحلم في عصرِكِ الكانَ أعظمَ كلّ العصورْ

فماذا تسمّينَ هذا الشعور؟

وكيفَ أفسِّرُ هذا الحُضُورَ الغيابَ، وهذا الغيابَ الحُضُورْ

وكيفَ أكونُ هنا.. وأكونً هناكْ؟

وكيف يريدونني أن أراهُمْ..

وليس على الأرض أنثى سواكْ

8

أُحبُّكِ.. حين أكونُ حبيبَ سواكِ..

وأشربُ نَخْبَكِ حين تصاحبني امرأةٌ للعشاءْ

ويعثر دوماً لساني..

فأهتُفُ باسمكِ حين أنادي عليها..

وأُشغِلُ نفسي خلال الطعامْ..

بدرس التشابه بين خطوط يديْكِ..

وبينَ خطوط يديها..

وأشعرُ أني أقومُ بِدَوْر المهرِجِ…

حين أُركّزُ شالَ الحرير على كتِفَيْها..

وأشعرُ أني أخونُ الحقيقةَ..

حين أقارنُ بين حنيني إليكِ، وبين حنيني إليها..

فماذا تسمّينَ هذا؟

ازدواجاً.. سقوطاً.. هروباً.. شذوذاً.. جنوناً..

وكيف أكونُ لديكِ؟

وأزعُمُ أنّي لديها..

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_راسبوتين_العربي
*من ديوان أحبك أحبك و البقية تأتي.


صراخك دونما طائل.

ورفضك دونما طائل.

أنا القاضي بأمر الله، والناهي بأمر الله،

فامتثلي لأحكامي،

فحبي دائماً عادل.

أنا المنحاز كلياً إلى نهديك،

والعصري والحجري..

والمدني والهمجي..

والروحي والجنسي..

والوثني والصوفي..

والمتناقض الأبدي..

والمقتول والقاتل.

أنا المكتوب بالكوفي..فوق عباءة العشاق،

والعلني والسري..

المرئي والمخفي..

والمجذوب، والمسلوب،

والحشاش، والمتعهر الفاضل.

أنا الممتد مثل القوس بين الثلج والتفاح،

بين النار والياقوت.

بين البحر والخلجان..

والموجود والمفقود..

والمولود كالأسماك عند سواحل الكلمات.

أنا المتسكع الغجري،

تأخذني خطوط الطول،

في سفرٍ إلى الأعلى..

وتأخذني خطوط العرض،

في سفرٍ إلى الأحلى..

فأسقط مثل درويشٍ،

أمام تقاطع الفخذين.. والطرقات.

وأستلقي على ظهري،

وتنزل فوقي الآيات.

أنا القديس تأتيني نساء العالم الثالث،

فأغسلهن بالكافور والحنه...

وأغمرهن بالبركات.

وأعطي كل واحدةٍ بنفسجةً.. وموالاً،

وأرزقهن أطفالا،

وأزرعهن كالأشجار في الغابات.

وأوصيهن أن يحفظن أشعاري،

فشعري يدخل الجنه...

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_إن_الأنوثة_من_علم_ربي
*من ديوان أحبك أحبك و البقية تأتي.

1
يذوب الحنان بعينيك مثل دوائر ماء.

يذوب الرمان ، المكان ، الحقول ، البيوت ،
البحار ، المراكب ،

يسقط وجهي على الأرض مثل الإناء.

وأحمل وجهي المكسر بين يدي،

وأحلم بامرأة تشتريه،

ولكن من يشترون الأواني القديمه،قد أخبروني

بأن الوجوه الحزينة لا تشتريها النساء.

2
وصلنا إلى نقطة الصفر،

ماذا أقول ؟ وماذا تقولين ؟

كل المواضيع صارت سواء.

وصار الوراء أماماً،

وصلنا إلى ذروة اليأس.حيث السماء رصاص،

وحيث العناق قصاص،

وحيث ممارسة الجنس ، أقسى جزاء.

3
تحبين .. أولا تحبين،

إن القضية تعنيك أنت على أي حال..

فلست أجيد القراءة في شفتيك.

لكي أتنبأ في أي وقت،

سينفجر الماء تحت الرمال..

وفي أي شهر تكونين أكثر عشباً،

وأكثر خصباً،

وفي أي يوم تكونين قابلة للوصال..

4
تريدين .. أولا تريدين،

إن الأنوثة من علم ربي،

ولو كنت أملك خارطة الطقس،

كنت قرأتك سطراً .. فسطراً،،

وبراً .. وبحراً،،

ونهداً .. وخصراً،،

وكنت تأكدت من أي صوب،

تهب رياح الجنوب،

ومن أي صوب ، تهب رياح الشمال..

وكنت اكتشفت طريقي،

إلى جزر التبغ،والشاي،والبرتقال..

5
تحبين .. أولا تحبين،

إن السنين ، الشهور ، الأسابيع ،

تمرق الرمل من راحتينا،،

أحاول تفسير هذا التشابه في الحزن في نظرتينا،،

أحاول تفسير هذا الخراب،

الذي يتراكم شيئاً..فشيئاً على شفتينا،،

أحاول أن أتذكر عصر الكلام الجميل...

وعصر المياه وعصر النخيل...

أحاول ترميم حبك .. رغم اقتناعي،

بأن التصاق الزجاج المكسر ضرب من المستحيل ...

6
تجيئين .. أولا تجيئين،

إن القضية لا تستحق الوقوف لديها طويلاً،

ولا تستحق الغضب....

لقد أصبح الماء مثل الخشب....

لقد أصبح الماء مثل الخشب....

وكل النساء اللواتي دخلن حياتي،

أتين .. ورحن .. بغير سبب !!


@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_تكذيب_رسمي_لإمرأة_ثرثارة
*من ديوان أحبك أحبك و البقية تأتي.


لماذا تقولين للناس إني حبيبك؟

في حين لا أتذكر أني.

وتروين أشياء مرت بظنك أنت،

لكنها لم تمر بظني؟

لماذا تقولين ما لا يقال.؟

وتبنين كل قصورك فوق الرمال.

وتستمتعين بنسج أقاصيص فاقت حدود الخيال.

لماذا تقولين: إني خدعتك..

إني ابتززتك..

إني اغتصبتك..

في حين لا أتذكر أني.

فهل تفعلين الذي تفعلين؟

ترى من قبيل التمني.

لماذا تغشين في ورق الحب؟

تحترفين الفضيحة،

تحترفين الإشاعة،

تحترفين التجني.

لماذا تقولين:

إن بقايا الأظافر فوق ذراعيك مني.

وإن النزيف الخفيف بزاوية الثغر مني.

وإن شظايا الزجاج المكسر ما بين نهديك،مني.

لماذا تقولين هذي الحماقات؟

في حين لا أتذكر أني رأيتك..

لا أتذكر أني اشتهيتك..

لا أتذكر أني.

فهل تفعلين الذي تفعلين؟

ترى من قبيل التمني.

لماذا تسيئين فهم حناني؟

وتخترعين كلاماً عن الحب ما مر فوق لساني.

وتخترعين بلاداً إليها ذهبنا،

وتخترعين فنادق فيها نزلنا،

وتخترعين بحاراً،

وتخترعين مواني.

وتخترعين لنفسك ثوباً،

من الورد، والنار، والأرجوان،

لماذا ، على الله سيدتي، تكذبين؟

وهل تفعلين الذي تفعلين؟

ترى من قبيل التمني.

لماذا تقولين؟

إن ثلاثة أرباع شعري.

عن الحب، كانت إليك..

وإني اقتبست حروف الكتابة من شفتيك..

وإني تربيت مثل خروفٍ صغيرٍ على ركبتيك..

لماذا تجيدين فن الرواية؟

تختلقين الزمان،

المكان،

الوجوه،

الحوار،

الثياب،

المشاهد،

في حين لا أتذكر وجهك بين حطام الوجوه،

وبين حطام السنين..

ولا أتذكر أني قرأتك،في كتب الورد والياسمين..

فهل تكتبين السيناريو الذي تشتهين؟

لكي تطمئني.

هل تفعلين الذي تفعلين؟

ترى، من قبيل التمني.

لماذا تقولين بين الصديقات والأصدقاء؟

بأني اختطفتك..

_ رغم احتجاج رجال القبيلة،

رغم نباح الكلاب، وسخط السماء...

لماذا تعانين من عقدة النقص؟

تختلقين الأكاذيب،

تنتحرين بقطرة ماء...

وتستعملين ذكاءك حتى الغباء...

لماذا تحبين تمثيل دور الضحية؟

في حين ليس هناك دليلٌ،

وليس هناك شهود،

وليس هناك دماء...

لماذا تقولين:

إنك مني حملت.. وأجهضت..

في حين لا أتذكر أني تشرفت يوماً بهذا اللقاء...

ولا أتذكر من أنت.. بين زحام النساء...

ولا ربط الجنس بيني وبينك..

لا في الصباح.. ولا في المساء...

ولا في الربيع.. ولا في الشتاء...

فكيف إذن تزعمين،

بأني .. وأني.. وأني.

وهل كان حملك مني.

ترى من قبيل التمني؟

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد
#قصيدة_البرتقالة
*من ديوان أحبك أحبك و البقية تأتي.


1
يقشرني الحب كالبرتقالة..

يفتح في الليل صدري،

ويترك فيه:

نبيذاً، وقمحاً، وقنديل زيت،

ولا أتذكر أني انذبحت،،

ولا أتذكرت أني نزفت،،

ولا أتذكر أني رأيت،،
2
يبعثرني الحب مثل السحابة..

يلغي مكان الولادة..

يلغي سنين الدراسة..

يلغي الإقامة، يلغي الديانة..

يلغي الزواج،الطلاق،الشهود،المحاكم،

يسحب مني جواز السفر...

ويغسل كل غبار القبيلة عني،

ويجعلني،

من رعايا القمر...
3
يغير حبك طقس المدينة، ليل المدينة،

تغدو الشوارع عيداً من الضوء تحت رذاذ المطر.

وتغدو الميادين أكثر سحرا،

ويغدو حمام الكنائس يكتب شعرا،

ويغدو الهوى في مقاهي الرصيف،

أشد حماساً، وأطول عمرا،

وتضحك أكشاك بيع الجرائد حين تراك،

تجيئين بالمعطف الشتوي إلى الموعد المنتظر.

فهل صدفةٌ أن يكون زمانك،

مرتبطاً بزمان المطر؟.
4
يعلمني الحب ما لست أعلم،

يكشف لي الغيب، يجترح المعجزات.

ويفتح بابي ويدخل،

مثل دخول القصيدة،

مثل دخول الصلاة.

وينثرني كعبير المانوليا بكل الجهات.

ويشرح لي كيف تجري الجداول،

كيف تموج السنابل،

كيف تغني البلابل والقبرات.

ويأخذ مني الكلام القديم،

ويكتبني بجميع اللغات.
5
يقاسمني الحب نصف سريري،

ونصف طعامي،

ونصف نبيذي،

ويسرق مني الموانئ والبحر.

يسرق مني السفينه،

وينقر كالديك وجه الشراشف،

يصرخ فوق قباب المساجد،

يصرخ فوق سطوح الكنائس،

يوقظ كل نساء المدينه،

يعلمني الحب كيف تكون القصائد مائية اللون،

كيف تكون الكتابة بالياسمين.

وكيف تكون قراءة عينيك،

عزفاً جميلاً على الماندولين.

ويأخذني من يدي.. ويريني بلاداً،

نهود جميلاتها من نحاسٍ،

وأجسادهن مزارع بنٍ،

وأعينهن غناء فلامنكو حزين.

وحين أقول: تعبت،

يمد عباءته تحت رأسي،

ويقرأ لي ما تيسر من سورة الصابرين.
7
يفاجئني الحب مثل النبوءة حين أنام..

ويرسم فوق جبيني،

هلالاً مضيئاً، وزوج حمام.

يقول: تكلم!!

فتجري دموعي، ولا أستطيع الكلام.

يقول: تألم!!

أجيب: وهل ظل في الصدر غير العظام..

يقول: تعلم!!

أجاوب: يا سيدي وشفيعي،

أنا منذ خمسين عاماً،

أحاول تصريف فعل الغرام..

ولكنني في دروسي جميعاً رسبت،

فلا في الحروب ربحت،

ولا في السلام..

@nizar_alqabbani💛🌿
#نـــزار_قــبــانــي

#العقيد