نوايا طلب العلم

Forwarded from قطوف - علّموا الناس الخير

أتابع دراستي وألتزم بالحجاب الشرعي، وأرجو من الله أنه كذلك. الدراسة في بلدي مختلطة، ورغم ذلك سعيت جاهدة ألا أختلط يومًا. يعني كل تعاملاتي كانت مع الطالبات. أتحسر كلما رأيت البلدان الأخرى التي تهيأت فيها ظروف الدراسة بلا اختلاط ويُسر فيه النقاب، حتى إني أسأل الله أن يمن علي بهجرة. دعواتك ونصحك لي.

ج / حيى الله الغالية، سيدة العفاف، درة التاج، ومقصود الشرفاء، ومدار الجلال والجمال..!

لا بأس على صدرك، وبسم الله الرحمن الرحيم على قلبك الطاهر، وهنيئًا لك الغربة المحبوبة، والحالة المطلوبة، وليت حديثك هذا يعيه بعض القوم هنا فيحدث لهم ذكرًا، لعلهم يتقون..!

ألا نضّر الله وجهك الميمون، وطيّب الله مقامك المكين، ورفع الله شأنك، وأسعدك..

أثلجتِ صدري بهذا البريد وإن كنتِ الشاكية المتألمة..

يا حبذا الألم، ففي الله كان التوجع، ويا طيب هذا الشعور ففي ملك الملوك كان الامتثال والتذلل..!

لماذا يجد الحزن إلى قلب مثلك طريقه يا أميرة؟!

لماذا تقيم التناهيد في صدر كصدرك يا جليلة..؟!

فالحزن أجدر بغيرك وكذلك التناهيد..!

بي عن خاطرك الواجد، ولا مُس بسوء ولا مكروه..!

افرحي لأنكِ قاومتِ كل أباطيل التغريب والمبطلين، وناضلت للتمسك بهذه العبادة العظيمة، واخترقتِ حواجزهم التي جعلوها في وجه البنات، فزينوا بها لهن الجُدُر ليكنّ لوحات عليها، ليس إلا..

افرحي لأنك ناطقة باسم الرزان منا، ومتحدثة بالنيابة عن كل من في صدرها كتاب الله..

نعم أكملي دراستك، وجاهدي الباطل ما استطعت. تعلمي وعلّمي، وكوني ذات رسالة، وقيمة، وهدف. تفوقي، وتمكني، وأعطي، وساعدي. فلم يكن الحجاب يومًا عائقًا وطاردًا، ولا مقصيًا وكابتًا. صوني به نفسك ظاهرًا وباطنًا، وانطلقي ضاربة أروع مثال في التفوق والنضال، بحلة الطهر وهالة الجلال، ولا تحزني إن كنت الغريبة! فهذا الزمان زمانٌ القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر. لا بد من الصبر والمصابرة..

أنتِ في رباط وعلى ثغر، ناشدتك الله إلا أقمت في صدرك عرسًا تحتفلين فيه بنعمة الله عليك..!

يا طيبة، يا مباركة، يا كريمة، مثلكِ تمشي وتشعر بالسكينة تملأ قلبها، وبالعزة تثبت نفسها. مثلكِ وأيم الله الجليل ساكنة في الضمائر ولو أنكرتها العيون. صدقيني أقولها بثقة، وبصوت عــــــــــــــــــالٍ يملأ هذا الكون. أقولها ونفسي ممتلئة بأن الحق معروف ولو أنكرته الألسنة، والعيون، والأهواء، والشياطين، " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعُلوًا"..

أنتِ الموقرة المبجلة، ولو بدا لك عكس ذلك، فلا عليك مما يوسوس به الشيطان من كونك منبوذة، لا والله . اضربي مثلًا للأخلاق العالية. عاملي الجميع بسمو نفس وطيبة قلب وخلق إسلامي رفيع. قدمي مراد الله بالحسنى، بالكلمة الطيبة. ضعي الخطوط الحمراء بلباقة وبحسن تخلص وذكاء. فلا يعني حجابك الانطواء والغلظة والشراسة، بل يعني قمة العفاف بقمة الأدب، وسترين نورك بنفسك، ولا تنتظري من أحد أن يبجلك..!

سؤال واحد يكفيك:

ألا يكفيك أن تكوني عند الله المكرمة..؟!

ملك الملوك يحب امتثالك هذا، أطيعيه وسترين البركة بقلبك قبل عينيك..!

المؤمن قوي مثابر، ناجح مصابر، متفهم معاصر، صالح مصلح، لا المائع الذائب، ولا الغليظ المتصلب..!

فطيبي نفسًا وخاطرًا، واسألي الله الثبات والصلاح، والإصلاح. وما دمت تحترزي لنفسك، وتحتاطي، وتجاهدي، فقد تمّ ما عليك بقدر استطاعتك. ولو تيسرت لك حالة فيها تكونين في خير من أمرك فاطلبيها. والله أسأل أن يشرح صدرك ويسعد قلبك ويكثر أمثالك، ويبشرني بدعوتك المباركة الطيبة السمحة، ويكرمني بلقائك، وشرف السلام عليك.

أفنان الجعر

189 views17:07