١ - عن عُمر بنِ الخطَّاب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "إِنَّما الأعمالُ بالنِّيَّة" -وفي رواية: بالنِّيَّات- وإنَّما لكلِّ امرىءٍ ما نَوى، فمَنْ كانت هِجرتُه إلى الله ورسُولِهِ فهجرتُه إلى الله ورسُولِهِ، ومَنْ كانت هجرتُه إلى دُنيا يُصِيبُها أو امرأةٍ يتزوَّجُها، فهجرتُه إلى ما هاجرَ إليه" (١)
٢ - عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَقْبَلُ الله صلاةَ أحدِكُم -إذا أحْدَثَ- حتى يتوضَّأَ"
بين أهل العلم أن الترفيه المباح يكون بأمور ليس منها اللعب الإلكتروني المتضمن للمحرمات كنساء عاريات أو موسيقى أو رؤية عورات كمشاهدة مباريات كرة القدم، يمكنك أن ترفه عن نفسك بقراءة كتاب مشوق في التاريخ، أو بالدردشة مع الأصحاب فيما ينفع ولا يضر، أو بالجلوس مع الوالدين والإخوان والأقارب، أو بالرماية وركوب الخيل والصيد والمسابقات المباحة، أو بحل تمارين نحوية أو رياضية، أو بقراءة كتاب عن الزواج أو الصحة أو الرياضة أو الطبخ للنساء، مجالات الترفيه واسعة، وبعض الناس يرفه بالمشي بين البيوت أو بالركض أو بحمل الأثقال أو بتمارين جسدية عضلية، المقصد أن مجالات الترفيه واسعة، فلا تلجأ للعب الحرام بحجة الترفيه.
لا تضيع وقتك في شيء لا تؤجر عليه، نعيم الجنة وحلاوة النجاة من النار تحتاج منك إلى ملء وقت فراغك بطاعة الله عز وجل.
إذا كنت لا تستطيع سرد القرآن كله حفظاً من ذاكرتك بدون أغلاط ولا توقف، فقد حان الوقت لتحفظه حفظاً متقناً يؤهلك لهذا الشرف العظيم، قد حان الوقت لتستغل وقت فراغك في حفظ القرآن وتعاهده، قد حان الوقت لتترك اللهو المباح ومضيعة الوقت، قد حان الوقت لتجمع الأجور والحسنات التي تنجيك من النار وتدخلك الجنة، نعم الموضوع ليس بسهل، يحتاج إلى بذل جهد، لكن أنت قدها وقدود، لا شيء يمنعك من سرد القرآن كاملا بدون غلط ولا توقف، هل الذين يسردون القرآن عندهم أعضاء وحواس ليست عندك؟ كلنا يسمع ويبصر ويعقل وهذا المطلوب لهذا الهدف العظيم، هيا افتح مصحفك واعزم وتوكل على الله وابدأ ولا تسوف.
مع تشريع الله عز وجل لنا قراءة القرآن ووضع عشر حسنات على كل حرف يُقرأ، مع هذا الذي يدخل النار وتغلب سيئاتُه حسناتِه فهذا المغبون حقاً، المفلس حقاً، الخاسر حقاً، كيف لك أن تدخل النار وقد كان متاحاً لك أن تجني كماً من الحسنات وفيراً بعبادة قراءة القرآن، والله إن هذه العبادة كفيلة بأن تنجيك من النار إذا أتيت بالواجبات، هذه العبادة يمكن أن نطلق عليها "جامعة الحسنات"، والله لو قيل لأحدنا لك بكل حرف عشر دولارات أو عشر دنانير فلن يتوقف عن القراءة في الليل والنهار إلا وقت نومه وطعامه وشرابه وقضاء حاجته، فكيف بعشر حسنات على كل حرف، والحسنات تنفعك في الآخرة، والدنانير نفعها مختص بالدنيا، والآخرة خير من الدنيا وأبقى، فالحسنات خير من الفلوس، الحسنات تبقى معك إلى الخلود بينما الفلوس تذهب ويرثها غيرك، الفلوس لا تدفع عنك المرض ولا الموت، بينما الحسنات تدفع عنك عذاب النار الذي هو أشد من المرض وأشد من الموت، الحسنات تأتي لك بنعيم الجنة لا يقدره العقل والفلوس تأتي لك بطعام وشراب ولباس ومسكن وضروريات وحاجيات يقدر عليها أكثر الناس، والمزيد من الفلوس لا يغير من حياتك شيئاً كثيراً بينما المزيد من الحسنات يرفعك درجات في الجنة ويزداد نعيمك الأبدي، صدقني قراءة القرآن محرثة الآخرة، هيا انهض واقرأ وشد حيلك ولا مانع من أن تقرأ لساعات متواصلة في الصلاة وخارج الصلاة وفي الصلاة أفضل، اليوم وقت جمع الحسنات فلا تفرط، ولا يهلك على الله إلا هالك.
طبيعي جداً أن يكون حفظك ضعيفاً وتكثر الخلط والغلط وتتداخل عليك المتشابهات إذا كنت لا تراجع في اليوم إلا جزءاً واحداً، كثر مراجعة بارك الله فيك كثر، راجع خمسة أو عشرة، اجتهد ويفتح الله عليك.
إذا وصلت مرحلة التلذذ بالخطأ تخطئه في مراجعة القرآن كي تصحح خطأك وتثبت حفظك فقد دخلت دائرة الإتقان التي ما دخلها أحد إلا أتقن حفظ القرآن.
يظهر لي والله أعلم أن ترك ما زاد على القبضة مستحب وأفضل من أخذه لأن النبي ﷺ لم يكن يأخذ القبضة فاقتداءً به يترك ما زاد عن القبضة، ولو أخذه الإنسان فجائز لفعل ابن عمر رضي الله عنهما.
العفة شرف وعلو، والعهر عار وخزي.
كل عفيف يتلذذ بعفته وشرفه، وكل عاهر يعيش في ضنك من عهره كأنه عارٍ أمام الناس لا لباس له.
كل عفيف يتلذذ بعفته وشرفه، وكل عاهر يعيش في ضنك من عهره كأنه عارٍ أمام الناس لا لباس له.
ما أجمل أن يتكلم الإنسان بالعلم واليقين، ويترك الظنون والشكوك والأوهام والتخرصات، فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع، وتجعل الإنسان يعيش في دوامة وحيرة تتعسه ولا تسعده، جلست في ديوانية فإذا كل كلامهم شكوك وأوهام وربما ولعل وكأن وليت وأخواتها وعماتها وخالاتها، ولا استفدت شيئاً وخرجت بدون فائدة تذكر سوى شكوك وأوهام لا تنفع، فاتركوا رحمكم الله الوهم واعتمدوا اليقين وتكلموا باليقين وإلا فاسكتوا.
أيها الرجل، اعلم أن مشاعر المرأة الأجنبية تجاهك ليست كوساوس الشيطان التي يوسوسها لك تجاهها، فهو يرغبك في المرأة لكن هي لا ترغب بك، النساء لا ينظرن للرجال كما ينظر الرجال للنساء، المرأة فتنة، لكن الرجل ليس فتنة، فلا تعط شيطانك الحبل والقارب وتتركه يلعب عليك، المرأة لا تدري عنك ولا تفكر بك، وإذا أظهرت لك رغبة فإنما لمصالحها الدنيوية لا من أجلك، فارفع نفسك عن السفاسف ولا تجر مع طوفان الشهوة، لا تظن أن المرأة ستموت لولاك، إنما أنت في واد وهي في واد آخر، أكتب هذه الكلمات لأن كثيراً من الرجال يظنون أن النساء يرغبن بهم، وهذا خطأ كبير، وغباء، وسوء فكر، وقلة عقل، وسفه، المرأة -وأكرر- لا تنظر إليك كما أنت تنظر إليها لأن نظرتك لها نظرة شهوانية بينما نظرتها لك نظرة إلى جدار أو خشبة، فارفق بنفسك.
أظن أعظم فائدة من درس أبي جعفر الخليفي الليلة أنه يوجد ١٢ إجماع منقول في الطعن في أبي حنيفة.
سبحان الله الموت لا مفر منه، ومع ذلك تجد الناس يتهاونون في طاعة الله وترك معصيته.