مجالس ومراثي

مجلس مولد الإمام الكاظم عليه السلام

سم الله الرحمن الرحيم
هم النور نور الله جل جلاله

هم التين والزيتون والشفع والوترُ

مهابط وحي الله خزان علمه

ميامين في أبياتهم نزل الذكرُ

وأسماؤهم مكتوبة فوق عرشه

ومكنونة من قبل أن يخلق الذرُ

ولولاهم لم يخلق الله آدما

ولا كان زيد في الوجود ولا عمرُ

ولا سطحت أرض ولا رفعت سما

ولا طلعت شمس ولا أشرق البدرُ

اللهم صل على محمد وآل محمد وصل يا رب على النور المكنون وقرة العيون المغيب في بواطن السجون باب الحوائج ذي العلم الرائج كالبحر المائج الساجد والقائم والعابد والعالم سليل الأكارم من بني هاشم الإمام موسى بن جعفر الكاظم سهم الله المسدد والخلف المؤيد من آل النبي محمد صلى الله عليه وآله
وهو من أئمة أهل البيت المعصومين وخير من برأ الله علما وتقوى وصلاحا في الدين وقد أحاط الإمام الصادق أصحابه علما بأنه الإمام الذي فرض الله طاعته على العباد فكان يقول لخواص أصحابه استوصوا بإبني موسى خيرا فإنه أفضل ولدي ومن أخلف من بعدي وهو القائم مقامي والحجة على كافة خلقي من بعدي وكان الكاظم عليه السلام سخيا كريما ومن أوصل الناس بأهله ورحمه وكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأكرمهم نفسا وفي مدحه الشاعر يقول
أهدي مديحي للإمام العالمِ

أعني زعيم الحق موسى الكاظمِ

حسن الشمائل طيب الأعراق في

أخلاقه يحكي لطيف نسائمِ

في فضله مثل النبي محمدٍ

وشبيه حيدر في جماع مكارمِ

ويشع من أنواره نحو السما

نور كموج الأبحر المتلاطمِ

وكان يكنّى بعدة أسماء أشهرها أبو الحسن وألقابه كثيرة أشهرها الكاظم ثم الصابر والصالح والأمين وألقابه تدل على جلالة قدره وعلو مقامه وهي عديدة منها الزاهر لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه الموروث عن جدّه الرسول الأكرم محمد صلّى الله عليه وآله ومن أشهر ألقابه باب الحوائج هذا اللقب انتشر بين العام والخاص حتى أنه ما أصاب أحدهم مكروه إلا فرّج الله عنه بذكره الإمام الكاظم وما استجار بضريحه أحد إلا قضيت حوائجه ورجع مثلوج القلب مستريح الضمير ممّا ألّم به من طوارق الزمن وكان الإمام موسى الكاظم في حياته ملجأ لعموم المسلمين كما كان كذلك بعد موته حصناً منيعاً لمن استجار به من عموم المسلمين لأن الله سبحانه وتعالى منحه حوائج المسلمين المستجيرين بضريحه الطاهر في بغداد وفي هذا المعنى الشاعر يقول
أذا ما دهاك الدهر يوما بمعضلٍ

وأنزلت في وادٍ من الهول مخطرِ

وحاطت بك الأهوال من كل جانبٍ

عليك بباب الله موسى بن جعفرِ

يا سمي الكليم جئتك أسعى

نحو مغناك قاصدا من بلادي

ليس تُقضى لنا الحوائج إلا

عند باب الرجاء جد الجوادِ

وصف رواة الأثر ملامح صورة الإمام موسى بن جعفر فقالوا كان أسمر اللون وقالوا كان رَبع القامة كثّ اللحية حسن الوجه نحيف الجسم
أما عن صفاته الخلقية فهو ابن الأوصياء حاكى في هيبته ووقاره هيبة الأنبياء فما رآه أحد إلا هابه وأكبره لجلالة قدره وسموّ مكانته وحسن سيرته وكريم أخلاقه.
ومرّة التقى به شاعر البلاط العباسي أبو نواس فانبهر بأنواره فانطلق يصوّر هيبته ووقاره بأبيات وأنشأ يقول
إذا أبصرتك العين من غير ريبةٍ

وعارض فيك الشك أثبتك القلبُ

ولو أن ركبا أمموك لقادهم

نسيمك حتى يستدل بك الركبُ

جعلتك حسبي في أموري كلها

وما خاب من أضحى وأنت له حسبُ

وأما أم الإمام الكاظم عليه السلام فهي من الأعاجم وقيل أندلسية ويقال لها حميدة كانت على درجة عالية من الصلاح والتقوى يروى أن الإمام الباقر قد أعطى ابن عكاشة صرة مختومة وأخبره أن يشتري له جارية ليزوجها ابنه الإمام الكاظم فذهب ابن عكاشة للنخاس فقال النخاس قد بعت ما كان عندي إلا جاريتين إحداهما أمثل من الأخرى فأخرجهما فقال ابن عكاشة كم تبيع الجارية المتماثلة فقال بسبعين دينار لا أنقصها عن السبعين فقال له نشتريها منك بهذه الصرة المختومة فقال النخاس إذا نقصت حبة عن السبعين لم أبعكم فلما فكوا الصرة فإذا هي سبعين دينارا فأخذ ابن عكاشة الجارية وأدخلها على الإمام الباقر عليه السلام وكان الإمام الصادق عليه السلام قائما بين يديه فقال لها الإمام الباقر عليه السلام ما اسمك فقالت حميدة فقال لها الإمام أنت حميدة في الدنيا ومحمودة في الآخرة وقال الإمام لابنه الصادق عليهما السلام يا جعفر خذها إليك فستلد إليك خير أهل الأرض ومنها نسل النبي محمد صلى الله عليه وآله وقال في حقها الإمام الصادق حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتى أُديت إليَّ كرامة من الله لي والمحجة من بعدي وقد عاش الإمام الصادق عليه السلام معها حياة هنيئة حافلة بالمودة والمسرات وفي تلك الفترة عرض لها حمل وتصف حميدة حملها فتقول كنت أجد الخفة والراحة وكان الجنين الذي في بطني يؤنسني بتسبيحه وتقديسه وسافر الإمام إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج فحمل زوجته معه وبعد الانتهاء من مرا

2.1K views05:08