مجالس ومراثي

لسن أمر عادياً في سيرة أهل
البيت عليهم السلام وقد نص عليه أبوه الإمام الحسن العسكري عليه السلام بالإمامة قبل وفاته وعرفه لخواص أصحابه وثقاة شيعته روي عن أحمد بن إسحاق رضوان الله عليه قال دخلت على أبي محمد الحسن عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده فقال لي مبتديا : " يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم ، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض وبه ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض وروى أحمد بن إسحاق أيضاً قال : قلت لأبي محمد الحسن العسكري عليه السلام : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمن الإمام والخليفة بعدك فنهض سلام الله عليه مسرعا فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين ، فقال : يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا إنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما . ألف الصلاة والسلام عليك يا رسول الله صل على محمد وآل محمد .

صاحب الأمر والزمان الممجد

وجهه في دياجي الليل فرقد

توّج الله رأسه بجلالٍ

مستمد من النبي محمد

قمر يملأ السماوات نوراً

وسناه لظلمة الكفر بدد

ليس بدعاً يجوز عرش المعالي

فهو فرعٌ من الوصي تولد

لا تلمني إذا امتدحت علاه

ولساني بسورة الحمد غرد

إنما الله أذهب الرجس عنهم

آل بيت الرسول والخطو سدد

لا يجوز الصراط في الحشر إلا

من سقى الروح حبهم وتودد

انتظرت الفرح طول العمر توج

اوخمد نار الذي بحشاي توج

هاي الليلة رب الكون توج

المهدي اوصبح سلطان الرعية

ويعتبر اليوم التاسع اليوم الذي تم فيه تتويج الإمام المنتظر لأنه أول يوم تولى فيه الإمام عليه السلام
أمور الإمامة بعد شهادة أبيه العسكري عليه السلام و كان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين وجلس على مسند الإمامة، مثله مثل يحيى بن زكريا حيث أعطاه الله في الطفولة الحكمة والكرامة. ومثل عيسى بن مريم حيث أعطاه النبوّة في خوارق العادات وكان أول مهامه بعد تسلّمه الإمامة الصلاة على أبيه الحسن العسكري عليه السلام وكان ذلك أمراً مهماً في إثبات إمامته المباركة حيث لا يصلي على الإمام المعصوم إلاّ الإمام المعصوم الأمر الثاني منع عمه جعفر الذي لُقب بالكذاب من الصلاة على أبيه حين خاطبه بقوله يا عم أنا أحق بالصلاة على أبي وعرّف المجتمعين في دار الإمام الحسن العسكري عليه السلام بالإمام بعده وأنه هو الوصي بعد أبيه وأغلبهم من ثقات الإمام العسكري (عليه السلام) ووكلائه،وكان عدد الحاضرين من أصحاب الإمام نحوأربعين رجلاً من ثقات الأصحاب كلهم شهدوا بأعينهم تولي الإمام المهدي لزمام
الأمور

هو السيد المهدي من آل أحمد

هوالصارم الهندي حين يبيدُ

هوالشمس يجلو كل غمٍ وظلمة

هو الوابل الوسمي حين يجودُ

وإن كان يوم تنصيب الإمام يعتبر عيد فإن الفرحة الكبرى التي ينتظرها الشيعة يوم خروجه وقد أكد على ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته فورد عن يونس بن عبد الرحمن قال دخلت على موسى بن جعفر عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم أنت القائم بالحق فقال: «أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون
ثم قال عليه السلام «طوبى لشيعتنا، المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة، ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثم طوبى لهم، هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة» كما ذكر خروج المهدي دعبل الخزاعي في قصيدته التي ألقاها في حضرة الإمام الرضا عليه السلام فقال :

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله والبركاتِ

يمز فينا كل حقٍ وباطلٍ

ويجزي على النعماء والنقماتِ

فقال له الإمام عليه السلام «يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل
تدري من هذا الإمام ومتى يقوم فقلت: لا يا سيدي إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد ويملؤها عدلاً.
فقال عليه السلام «يا دعبل الإمام بعدي محمد
ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم والذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور روي عن الإمام الباقر عليه السلام قال : هذه الآية نزلت في المهدي صلوات الله وسلامه

2.0K views12:20