مجالس ومراثي
6.42K subscribers
5 photos
117 files
284 links
مجالس منسقة لتقرأفي المآتم الحسينية
مع بعض المراثي لأهل البيت عليهم السلام
Download Telegram
مجلس وفاة الإمام الرضا عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي امتحن أوليائه بالمحن والمصائب بمقدار ما لهم من القرب وعلو المراتب وجعل البكاء والحزن على مصائب أُمنائه والتفجع والتلهف على ما نزل بأصفيائه موجباً لرفع الدرجات وغفران الخطيئات وسبباً لتكفير كبائر الذنوب والسيئات وباعثاً على رضاه وثوابه والنجاة من سخطه وعقابه والصلاة والسلام على شفعاء الخلق محمد وآله أجمعين .
أي قلب يستر بعد قتل أُمناء الرحمن وسادات الزمان وأي فؤاد لا يحزن لفقدهم أم أي عين تحبس دمعها وتبخل بانهمالها فقد أصبح أمناء الدين وعترة خير المرسلين مطرودين مشردين عن الديار والأوطان وخرجوا من هذه الدنيا بين مسموم ومذبوح ومفقود ومسجون ومطرود حتى انتهت النوبة إلى الإمام الثامن الذي هو لمن زاره على بعد مداه ضامن للجنان ونذكر لكم الآن نبذة من حياته وفضائله وسيرته قبل الشروع في ذكر خبر وفاته .
فقد ولد صلوات الله وسلامه عليه في المدينة يوم الخميس الحادي عشر من ذي القعد سنة مائة وثمان وأربعين من الهجرة وكنيته أبو الحسن وألقابه الرضا والصابر والرضي والوفي والصادق والفاضل واشتهر بلقب الرضا لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ولم يكن ذلك لأحد من آبائه  فلذلك سمي من بينهم بالرضا وكان الإمام موسى بن جعفر قد منحه لقب الرضا منذ نعومة أظافره كما أنه أعطاه كنية أبو الحسن وقد أكثر الإمام موسى بن جعفر من بيان فضائل ابنه وأنه خليفته والإمام من بعده وكان الإمام الرضا  بمثابة قرآن ناطق فخلقه من القرآن وعلمه وأجوبته انتزاعات من القرآن المجيد وكان يختمه في كل ثلاث ليال ويقول لو أردت أن أختمه في أقل من ذلك لفعلت ولكني ما مررت بآية قط إلا وفكرت فيها وفي أي شيء نزلت وروي له الكثير من الحكم منها قوله عليه السلام المؤمن إذا أحسن استبشر وإذا أساء استغفر والمسلم الذي يسلم المسلمون من لسانه ويده وليس منا من لم يؤمن جاره بوائقه وقال  لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه ثلاث خصال التفقه في الدين وحسن التقدير في المعيشة والصبر على الرزايا وللإمام الرضا  أنواع من الأدعية والابتهالات تدلّ على مدى اتّصاله بالله ومدى تعلّقه به وانقطاعه إليه وكان يقنت في وتره ويقول اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، اللّهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت ، وتولّنا فيمن تولّيت وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا شرّ ما قضيت ، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك إنّه ﻻ يذلّ من واليت ، ولا يعزّ من عاديت تباركت ربّنا وتعاليت وكان  يقول في سجوده : لك الحمد إن أطعتك ، ولا حجّة لي إن عصيتك ، ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك ، ولا عذر لي إن أسأت ما أصابني من حسنة فمنك ، يا كريم اغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها ، من المؤمنين والمؤمنات .
وكان من عبادته  أنه إذا صلّى الفجر في أول وقتها يسجد لربه فلا يرفع رأسه إلى أن ترتفع الشمــس ومما ورد في ذكر أخلاقه  قال إبراهيم بن العباس إني ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا  وشهدت منه ما لم أشاهد من أحد ما رأيته جفا أحد بكلام قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه وما رد أحد عن حاجة قدر عليها ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط ولا اتكأ بين يدي جليس له قط ولا رأيته يشتم أحد من مواليه ومماليكه ولا رأيته تفل قط ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسم وكان إذا خلا ونصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس وكان قليل النوم كثير السهر يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر وكان يقول ذلك صوم الدهر وكان كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة ومما ورد من كلامه من وصية له أوصى بها عبد العظيم الحسني قال  أبلغ أوليائي عني السلام وقل لهم لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة فإن ذلك قربة إلي ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك أو أسخط ولياً من أوليائي دعوت الله أن يعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين .
وقد وردت روايات كثيرة عن النبي  في فضل زيارة قبر الإمام الرضا  منها قول النبي  ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزوره مؤمن إلا أوجب الله عز وجل له الجنة وحرّم جسده على النار وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  قال سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه أسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى  فمن زاره في غربته غفر الله تعالى له ذنوبه ما تقدم وما تأخر ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار . ولله در الشاعر حيث يقول :

أتيناك نقطع صم الجبال

وما ذاك إلا لنيل الرتب


علي ابن موسى وصي الرسول
سليل المعالي رفيع الحسب

إمام الورى أشرف العالمين

حميد السجايا
شريف النسب

فأنت الإمام ونجل الإمام

وأنت المرجّى لدفع الكرب

أجرني من نائبات الزمان

ومثلك من يرتجى للنوب

وأرجوك يا أكرم العالمين

تخلصني من عظيم النصب

ومن لي سواك بيوم النشور

وأنت الشفيع وخير السبب

وصلي إلهي على من به

ورثنا السيادة دون العرب


نكتفي بهذا القدر من ذكر فضائله  لأن فضائل أهل البيت لا يمكن أن تحصيها الكتب والمؤلفات ونبدأ في سرد سيرته بعد وفاة أبيه حتى شهادته فقد روي أنه لما انتقل الإمام موسى الكاظم  إلى جوار ربه بعد أن قاسى مرارات السموم وذاق من ويلات السجون وانتقلت الإمامة إلى ولده الإمام الرضا بوصية منه جعل الرشيد يتربص بالإمام الرضا الدوائر ويلقيه في السجون حتى أنه ألقاه مرة في بركة السباع كما فعل بأبيه الكاظم  وهذا حاله في ولاية الرشيد حتى تولى من بعده ابنه محمد الأمين فأخرج الرضا وأنعم عليه وأمر بإتباعه أهل مملكته فقتله أخوه المأمون فعامل الرضا  بخضوع النفاق حتى أنه أظهر التشيع وقد وجّه المأمون دعوته للرضا وطلب منه المسير من المدينة المنورة إلى خراسان فاستجاب الإمام  لذلك مكرهاً وقد جرت بينهما مراسلات ومعاهدات شهيرة وزوجّه بأم حبيب وهي ابنته ولما أراد أن يخرج من المدينة قال بعضهم كنت في حرم رسول الله  فجاء الإمام الرضا يودع قبر جده وهو يريد التوجه إلى خراسان قال فرأيته يبكي بكاءً شديد وكان قد بلغني الخبر أن المأمون قد أرسل على الرضا  قال فدنوت منه وقلت سيدي أهنيك بهذا السفر فمالي أراك حزينا باكيا فقال  يا فلان عزني بهذا السفر لأني أخرج من جوار جدي رسول الله وأموت في دار غربة ومضيعة وأدفن إلى جنب هارون وأيضا أخبر الإمام عياله لما أراد الخروج من بيته بأنه لا يعود إليهم من سفره هذا وطلب من نسائه وبناته أن يبكين عليه ويندبنه وهو حي ليسمع ندبتهن لذا ورد في بعض زيارته السلام على من أمر عياله بالبكاء عليه قبل وصول القتل إليه ثم توجه بأبي وأمي إلى خراسان وكأني ببعض المحبين يخاطب أرض طوس عن لسان الزهراء
يا طوس ردي من مضى لأرضچ بحيلة
لا تفجعيني بالرضا خلّي سبيله

خوفي من المأمون هالفاجر يغيله

فوضت أمري للعلي الواحد القهار

ردي عزيزي لا يغيله نسل هارون

ما في بني العباس يدعا قط مأمون

كلهم مرام الشر بأولادي يرومون

أسأل عسى حيهم فنا وأمواتهم نار

ياطوس ردي الي الرضا باقي البقية

اتفرقوا الأولاد ما احد رد ليه

بغداد اوسامرى اوأرض الغاضريه

وقلبي على افراق الرضا يشتعل كالنار

ردي الرضا يا طوس لتصيري انحوسه
خليت مدارسنا ترى اوخليت ابيوته

خوفي من المأمون يتسبب ابموته

خوفي عليه ايسمه ولا يعوّد للديار

ردت عليها طوس قالت يا حزينة

أبنچ يمحزونة الرضا لا ترتجينه

شوفي منازلهم خليه في المدينة

نوحي عليهم يا حزينة ليل وانهار


ويروى أن الإمام  لما دخل نيسابور وهو في طريق رحلته إلى خراسان كان
في قبة مستورة على بغلة شهباء فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي ومعهما خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية فقالا أيها السيد ابن السادة أيها الإمام وابن الأئمة أيها السلالة الطاهرة الرضية أيها الخلاصة الزاكية النبوية بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلاّ أريتنا وجهك المبارك الميمون ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدك نَذْكُرك به فاستوقف البغلة ورفع المظلة وأقر عيون المسلمين بطلعته المباركة الميمونة وحدثهم بالحديث المعروف بالسلسلة الذهبية فقال  حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم، قال حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال حدثني أبي الحسين بن علي شهيد أرض كربلاء قال حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب شهيد أرض الكوفة قال حدثني أخي وابن عمي محمد رسول الله  قال حدثني جبرائيل  قال سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول كلمة لا إله إلاّ الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ويروي الصدوق في نهاية الحديث زيادة لطيفة. قال: فلما مرّت الراحلة نادانا بشروطها وأنا من شروطها ويروى عن بعض السلف من المحدثين أن هذا الحديث بهذا السند لو قرئ على مجنون لأفاق . فلما وصل إلى خراسان عرض عليه المأمون الخلافة فأبى الإمام قبولها فقال له المأمون يا بن رسول الله لابدّ لك من قبول هذا الأمر فقال  لست أفعل ذلك طائعاً أبداً فما زال يجهد به أيّاماً حتّى يئس من قبوله
فقال له المأمون فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي فرفض الإمام وأخبره بأنه يموت مسموم ولن يكون خليفة ودار بينهما حديث طويل ثم إن المأمون غضب وقال فبالله أقسم لأن قبلت ولاية العهد وإلاّ أجبرتك على ذلك فإن فعلت وإلاّ ضربت عنقك فقال الرضا  قد نهاني الله عزّ وجل أن ألقي بيدي إلى التهلكة فإن كان الأمر على هذا
فافعل ما بدا لك وأنا أقبل ذلك على أنّي لا أولّي أحداً ولا أعزل أحداً ولا أنقض رسماً ولا سنةً وأكون في الأمر من بعيد مشيراً فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده على كراهة منه  فأعلن المأمون البيعة للإمام بولاية العهد في شهر رمضان فجلس المأمون ووضع للإمام الرضا  وسادتين عظيمتين وأجلس الرضا  عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ثمّ أمر ابنه العباس بن المأمون أن يبايع له أوّل الناس وقامت الخطباء والشعراء فجعلوا يذكرون فضل الرضا  وروي أن الشاعر أبو نواس دخل على المأمون فقال له المأمون
يا أبا نؤاس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا منّي ، وما أكرمته به ، فلماذا أخّرت مدحه ، وأنت شاعر زمانك ،وقريع دهرك ؟ فأنشأ يقول
قيل لي أنت أوحد الناس طراً

في فنون من الكلام النبيهِ

لك من جوهر الكلام بديعٌ

يثمر الدر في يدي مجتنيهِ

فعلام تركت مدح ابن موسى

والخصال التي تجمعن فيهِ

قلت لا أهتدي لمدح إمامٍ

كان جبريل خادماً لأبيهِ


ورويت لهذا الشاعر أبيات في مدح أهل البيت يقول فيها
مطهرون نقيات ثيابهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا


من لمن يكن علوياً حين تذكره


فما له في قديم الدهر مفتخر

والله لما برى خلقاً فأتقنه


صفاكم واصطفاكم أيها البشر

فأنتم الملأ الأعلى وعندكمُ

علم الكتاب وما جائت به السور


روي أنّه لمّا أنشدها قال له الإمام الرضا قد جئتنا بأبيات ما سبقك أحد إليها أحد ثم التفت إلى غلامه وقال يا غلام هل معك من نفقتنا شيء فقال الغلام ثلاثمائة دينار فقال أعطها إياه ثم قال عليه السلام
يا غلام سق إليه البغلة
وروي عن دعبل قال دخلت على سيدي الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا  بخراسان، فقلت له يا بن رسول الله إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك وأحب أن تسمعها مني فقال لي  هاتها.... فأنشدته :
مدارس آيات خلت من تلاوة

ومهبط وحي مقفر العرصاتِ

لآل رسول الله بالخيف من منى

وبالبيت والتعريف والجمراتِ

ديار علي والحسين وجعفر

وحمزة والسجاد ذي الثفنـاتِ

ديار عفاها جور كل منابذ

ولم تعف بالأيام والسنواتِ

ديار لعبد الله والفضل صنوه

سليل رسول الله ذي الدعواتِ

منازل كانت للصلاة وللتقى

وللصوم والتطهير والحسناتِ

منازل جبريل الأمـين يحلها

من الله بالتسليم والزكواتِ

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنـزل وحي مقفر العرصاتِ

أفاطم لو خلت الحسين مجدلا

وقد مات عطشان بشط فراتِ

أفاطم قومي يبنت الخير واندبي

نجوم سماوات بأرض فلاتِ

توفوا عطاشى بالفرات فليتني

توفيت فيهم قبل حين وفاتي





قال دعبل فعلت زفارت الرضا وتأججت حسراته وتحدرت دموعه وقال وا قتيلاه وا حسيناه يا دعبل لقد هيجت علي أحزانا ساكنة وقد كانت في فؤادي كامنة لقد حل بهم الرزء العظيم والخطب الجسيم والمصيبة العظمى التي تزلزلت لها الجبال وبكت لها السماء دما ثم أكمل دعبل قصيدته فلما وصل إلى قوله
ألم ترى أني مذ ثلاثين حجة

أروح وأغدو دائم الحسراتِ

أرى فيأهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفراتِ


بكى أبو الحسن وقال صدقت يا خزاعي فلما بلغ إلى قوله
ديار رسول الله أصبحن بلقعاً

وآل زياد تسكن الحجراتِ

وآل رسول الله نحفٌ جسومهم

وآل زياد غلظ القصراتِ

إذا وُتروا مدوا إلى واتريهمُ

أكفاً عن الأوتار منقبضاتِ


جعل أبو الحسن يقلب كفه ويقول أجل والله منقبضات فلما بلغ إلى قوله
قبور بكوفان وأخرى بطيبة

وأخرى بفخ نالها صلواتي

وقبرٌ ببغداد لنفس زكيةٍ

تضمنها الرحمن في الغرفاتِ


قال له الرضا  أفلا ألحق بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك فقال بلى يبن رسول الله فقال 
وقبرٌ بطوس يا لها من مصيبةٍ

ألحت على الأحشاء بالزفراتِ

إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً

يفرج عنا الهم والكرباتِ


فقال دعبل هذا القبر بطوس قبر من هو فقال له ذلك قبري ولا تمضي الأيام والليالي حتى يصير مختلف شيعتي وزواري ألا فمن زارني بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة يقول دعبل فواصلت إنشاد قصيدتي حتى وصلت إلى قولي
سأبكيهم ما ذرّ في الأفق شارق

ونادى منادي الخير بالصلواتِ

وما طلعت شمس وحان غروبها

وبالليل أبكيهم وبالغدواتِ

فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد

تقطّع نفسي إثرهم حسراتي

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله بالبركاتِ

يميّز فينا كلّ حقّ وباطل

ويجزي عن النعماء والنقماتِ


يقول دعبل وحين ذكرت الحجة القائم عجل الله فرجه وضع الرضا  يده على رأسه وتواضع قائماً ودعا له بالفرج ثم رفع رأسه إليّ وقال يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الإمام أو متى يقوم فقلت لا يا سيدي إلا أني سمعت عن آبائي بخروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.فقال
 إن الإمام بعدي ابني محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت جوراً وظلما وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت لقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله  قال مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة يقول دعبل وتابعت الإنشاد.. ولما بلغت إلي قولي:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها

وإني لأرجو الأمْن بعد وفاتي

قال الرضا  آمنك الله يوم الفزع الأكبر ثم نهض الرضا  بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة وأمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار فلمّا كان بعد ساعةٍ خرج الخادم إليه بـمائة دينارٍ رضويةٍ فقال له يقول لك مولاي اجعلها في نفقتك فقال دعبل والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيءٍ يصل إلي وردَّ الصُرَّةَ وسأل ثوباً من ثياب الرضا ليتبرك ويتشرف به, فأنفذ إليه الرضا  جُبَّةَ خزٍّ مع الصُرَّة وقال للخادم قل له خُذْ هذه الصُرَّة فإنك ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها يقول دعبل فقدمت العراق فبعت كل درهم رضوي منها بعشرة دراهم اشتراها مني الشيعة فحصل لي مائة ألف درهم وبلغ خبر الجبة أهل قم فاعترضوا طريق دعبل وسعوا للحصول عليها وسألوه أن يبيعهم إياها بثلاثين ألف درهم فلم يفعل فخرجوا عليه في طريقه فأخذوها منه غصباً فهددهم بالشكوى إلى الإمام الرضا فصالحوه وأعطوه الثلاثين ألف درهم وأحد أكمامها فحصلت له بهذه الدنانير والجبة كرامات كثيرة منها أنه كانت له جارية أصيبت عينيها بالرمد وقد آيس من شفائها الأطباء فجاء إلى باقي الجبة ومسح على عينيها بها فشفيت وأصبحت أصح مما كانت عليه من قبل ببركة الإمام الرضا  وبقي الإمام في تلك المدة التي كانت له ولاية العهد يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر وكل يوم يظهر من المعجزات والكرامات ما لا يعد ولا يحصى منها أن المطر قد احتبس على أهل إيران فقال المأمون للرضا قد احتبس المطر فلو دعوت الله أن ينـزل المطر على الناس فقال الرضا  نعم قال متى تفعل ذلك قال يوم الاثنين وكان ذلك اليوم يوم الجمعة فلما كان يوم الاثنين خرج إلى الصحراء وخرج الناس ينظرون فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اللهم يارب قد عظّمت حقنا أهل البيت فتوسلوا بنا كما أمرت وأمّلوا فضلك ورحمتك وتوقعوا إحسانك ونعمتك فاسقهم سقيا نافعا غير رائث ولا ضائر وليكن ابتداء مطرهم بعد انصارفهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم فوالله الذي بعث محمداً بالحق نبياً لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر فقال الرضا  على رسلكم أيها الناس إنما هي لأهل بلد كذا وكذا ثم جاءت سحابة أخرى فقال  على رسلكم إنما هي لأهل بلد كذا وكذا حتى جاءت عشر سحائب وعبرت وهو يقول إنما هي لأهل بلد كذا وكذا فأقبلت سحابة حادية عشر فقال  هذه بعثها الله لكم فاشكروه على ما تفضل به عليكم وقوموا إلى منازلكم فخرج الناس فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابل من المطر وملئت الأودية والحياض فجعل الناس يقولون هنيئاً لابن رسول الله  بكرامات الله تعالى ولما جاء يوم العيد بعد قبول الإمام ولاية العهد بعث المأمون إلى الرضا يسأله أن يركب ويحضر العيد ويخطب فقال  قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخولي في هذا الأمر فلما ألح عليه قال  إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلي وإن لم تعفني خرجت كما يخرج رسول الله  فقال اخرج كما تحب فلما طلعت الشمس اغتسل الإمام وتعمم بعمامة بيضاء من قطن وألقى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفيه ثم قال لمواليه افعلوا كما فعلت ثم أخذ بيده عكازا وخرج وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق ثم رفع رأسه إلى السماء وكبر أربع تكبيرات فخيل للناس أن الهواء والحيطان تجاوبه ثم وقف على الباب وقفة وقال الله أكبر الله أكبر الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام والحمد لله على ما بلانا ورفع بذلك صوته وكذا أصحابه فتزعزت مرو من البكاء والصياح وكان  يقف في كل عشر خطوات وقفة ويكبر الله تعالى أربع تكبيرات فتخيل للناس أن السماء والأرض والحيطان تجاوبه فبلغ ذلك المأمون وأخبره الوشاة بشدة تأثير خروج الإمام إلى المصلى على هذه الهيئة في نفوس الناس فبعث المأمون إليه يسأله الرجوع فرجع الإمام ولكن طريقة خروجه إلى الصلاة قد أثرت في نفوس المسلمين لما وجدوا فيها من مظهر كامل للعبودية الحقة لله جل جلاله وإحياء للسنة المحمدية ولقد أجاد الشاعر حيث يقول :
ذكروا بطلعتك النبي فهللوا

لما طلعت من الصفوف وكبروا

حتى انتهيت الى المصلى لابساً

نور الهدى يبدو عليك فيظهر

ومشيت مشية خاشع متواضع

لله لا يزهو ولا يتكبر

لو أن مشتاقاً تكلف غير ما

في وسعه لمشى إليك المنبر


وكلما شاعت فضائل الإمام حسده المأمون وأضمر له الحقد والحسد فلما دنى الأجل المحتوم أرسل الإمام إلى أبي الصلت الهروي وأخبره بقرب رحيله ووصف له كيفية دفن
ه وأخبره الإمام أن المأمون يحاول أن يجعل قبر هارون قبل قبره ولن يحصل له ذلك لأن المعاول تثب عن الأرض يقول أبو الصلت ثم إن الإمام  قال يا أبا الصلت غداً أدخل على هذا الفاجر فإن خرجت مكشوف الرأس فكلمني أكلمك وإن خرجت وأنا مغطى فلا تكلمني قال أبو الصلت فلما أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس في محرابه فجعل ينتظر فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال أجب أمير المؤمنين فلبس نعله وردائه وقام ومشى وأنا أتبعه حتى دخل على المأمون وكان اللعين قد أخذ عنقود من العنب وصار يغمس الخيط في السم ويدخله في حبات العنب يقول أبو الصلت ودخل الإمام عليه وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه فلما أبصر الرضا وثب إليه فعانقه وقبل ما بين عينيه وأجلسه معه ثم ناوله العنقود وقال يبن رسول الله ما رأيت عنبا أحسن من هذا فقال الرضا ربما كان عنباً حسناً فيكون في الجنة فقال كل منه فقال الرضا اعفني من ذلك فقال لا بد من ذلك ولعلك تتهمنا بشيء فتناول الإمام العنقود وتناول منه ثلاث حبات فأحس بحرارة السم فرمى العنقود من يده وقام فقال المأمون إلى أين فقال إلى حيث وجهتني وخرج مغطى الرأس متغير اللون وأقبل إلى منـزله واضطجع على فراشه وجعل يتقلب يمينا وشمالا وا إماماه وا سيداه وغريباه
جودي على الرضا بالدمع يعيون

لما طلع من مجلس المأمون

راسه امعصب اومتغير اللون

وصل دراه يون اوتهمل العين

يويلي عليه بات اشلون ليلة

يون اوونته هدمت حيله

لمن طر الفجر روحه نحيلة

ومن صار الفجر ما هجعت العين

آه يا ساعة اللي طبت الناس

على العادة لقوه ابحالة الياس


على افراشه يلوج امعصب الراس

يتقلب يسار اونوب اليمين


وروي عن ياسر الخادم لما كان اليوم الذي قبض فيه الإمام الرضا  يقول كان ضعيفاً في ذلك اليوم فقال لي بعدما صلى الظهر يا ياسر أكل النساء شيئا فقلت سيدي من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه فانتصب  ثم قال هاتوا المائدة ولم يترك من حشمه أحد إلا أقعده معه على المائدة وجعل يتفقد واحدا واحدا فلما أكلوا قال ابعثوا إلى النساء فلما فرغوا من الأكل أغمي عليه وضعف حاله فوقعت الصيحة وا إماماه وا سيداه وقيل أن المأمون جاء حافيا حاسرا يضرب على رأسه ويقبض على لحيته ويتأسف ويبكي وتسيل الدموع على خديه فوقف على الإمام وقد أفاق فقال يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين أعظم علي فقدي لك وفراقي إياك أو تهمة الناس لي أني اغتلتك فرفع الرضا طرفه إليه ثم قال أحسن معاشرة أبي جعفر وقيل أن نساء المأمون وجواريه قد جئن حافيات حاسرات ووقعت الضجة والحنة بأرض طوس
صارت الضجة والحنين

والكل يهمل دمعة العين

ويلطم على راسه باليدين

ينادون يا نسل الميامين

بتروح عنا يا ضيا العين

ونظل من بعدك مظلمين

صاحت عليه كل الرعيه

بعيد البلا يبن الزچيه

امدد على افراش المنيه

بتروح عنا ابهالمسيه

وتغيب الأنوار المضيه

نطلب يخلاّق البريه

انشالله الرضا شيخ الرعيه

يسلم لنا ويدوم فيه


وجعل الإمام يعاني من حرارة السم وهو وحيد في دار غربة ليس حوله أحد من عشيرته وأقربائه يقول أبو الصلت أمر الإمام أن تغلق الدار فمكثت في صحن الدار مهموم محزون والإمام بين قائم وقاعد من شدة حرارة السم وكأني به يتلفت ناحية المدينة
ظل ينتحب وتهل عينه

ويتلفت الصوب المدينة

يسلم على اوخيته الحزينة

يقلها اوعبراته هتينة

يختي بأمان الله قضينه

وانعود أبد لا ترتجينا

ومكتوب لنچ تعتنينا

وبديار غربة اتجاورينا

ثم إن الإمام لما تحقق من دنو أجله أشار إلى خليفته الإمام الجواد أن يأتي إليه من المدينة لأنه لا يلي أمر الإمام المعصوم إلا المعصوم يقول أبو الصلت بينما أنا واقف إذ دخل علي شاب حسن الوجه أشبه الناس بالرضا فقلت له من أين دخلت والباب مغلق قال الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار فقلت ومن أنت قال حجة الله عليك يا أبا الصلت أنا محمد بن علي ثم مضى نحو أبيه ودخل وأمرني بالدخول معه فلما نظر إليه الرضا  وثب إليه فضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه وجعل يوصيه بوصاياه
ليتچ تحضرينه يزهره

فوق الفرش يجذب الحسرة
يوصيه على احريمه اوبزره
يوصي على احريمه اوبزره

وبديار غربة يصعب أمره

أشّر على اوليده ابعبره

واوصى عليه وأعطاه سره

أشّر على اوليده اوجاله

فوق الفرش شافه اشحاله

مسموم اومتغير جماله

نادى اودمعه بانهماله

بوي اونظر عيني اشجرى له

يا ليت لن روحي فدا له

يقول أبو الصلت ثم إن الإمام سحب ولده سحبا في فراشه وأكب عليه يقبله ويسّاره بشيء لم أفهمه وبينما ولده الجواد عنده وإذا بإمامنا الرضا قد غمض عينيه وأسبل يديه ومد رجليه
أويلي على الرضا من عدل رجليه

تشاهد ويل قلبي واسبل ايديه

روحه خلصت اوما ظل نفس بيه

أويلي عل
ى الرضا من قرب البين

يويلي الرضا غمض اعيونه

وين الأهل ما يحضرونه

اووقت المنيه يمددونه

ابدار الغرب لا يتركونه

هذا والإمام قد عرق جبينه وسكن أنينه وكان آخر ما تكلم به الإمام الرضا 
قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وكان أمر الله قدرا مقدورا واستقبل القبلة وتشهد الشهادتين وفاضت روحه الطاهرة رحم الله من نادى وا إمامه وا سيداه وا مسموماه فلما خرجت نفسه الشريفة تلقتها الحور والولدان وأعلنت السماء بالبكاء وارتجت الأرض وتفشت الظلمة فلم يرى في ذلك اليوم إلا باك وباكية ناع وناعية ونائح ونائحة
يويلي اشلون ضجة صارت ابطوس

أجت الناس بس تلط على الروس

الله اوياك آه يا شمس الشموس

رحت واحنا بعد نورك مظلمين

تقول من العزى انقلبت اخريسان

لفت له اتشيعه بثياب الأحزان

بس حسين ظل مطروح عريان

ظل ابكربلا واهله مظعنين


ويلي الرضا مات ابخراسان

اوقلب الجواد التهب نيران

ومن عينه فاض الدمع غدران

اينادي تعالوا يآل عدنان

غسلوا اوشيعوا عالي الشان

لا يظل مثل المات عطشان

واعلى الثرى مذبوح عريان

وابنه علي السجاد وجعان

اوقلبه التهب من نار الأحزان

اوزينب تصيح ابصوت وليان

يهلي ترى بينا الدهر خان

وحسين ما حصّل له دفان


ثم قام الإمام الجواد ونادى يا أبا الصلت قلت لبيك سيدي قال أعظم الله أجرك في الرضا فقد مضى فبكيت قال لا تبك وهات المغتسل ولنأخذ في جهازه وكان كل شيء معد في الخزانة فأخذ الإمام الجواد في تجهيز والده وتغسيله لوحده وبعد تغسيله وتكفينه والصلاة عليه وقد أدى الصلاة ولده محمد الجواد أخذوه إلى محل قبره وقد أراد المأمون أن يدفنه خلف قبر أبيه هارون فتصلبت عليهم الأرض فحفروا له في محل مرقده أمام قبر هارون فما أمسى المساء إلا وهو في ملحودة قبره وجده الحسين بقي ثلاثاً تصهره الشمس .
حصّل غسل حصّل كفن واتشيع ابساع
ودوه القبره واندفن ما حصل منّاع

لاچن حسين الماحصل شيله عن القاع

محد حضر جثته اوعن الرمضى رفعها

ظل بالشمس مطروح محد وصل يمه

بس الحريم اتنوح والأطفال لمه

هاي التجيه اتقبله اوذيچ التشمه

شيفيد لمة هالحرم يمه اوجمعها


أسأل من الناس من شالوا النعش

للقبر ماشين الكل خده خمش

بالدمع قبره ابدال الماي رش

ورش ضريح حسين سجاد ابدموع
أسأل على حسين منهو الغسله

من حفر قبره اويا هو النـزله

لو بقى مطروح عاري ابكربلا

والعوادي هشمت منه الضلوع




لطمية
لوفاة الرضا
هاليوم عزوا المرتضى
وا ويلاه

سمّوا الأعادي ابنه الرضا

وا ويلاه

واسوّد من بعده الفضا
وا ويلاه

يا ويلي بالغربة قضى
وا ويلاه

بوداع احبابه ما احتضى
وا ويلاه

اوجاله الجواد اوغمّضه
وا ويلاه

ما ظل اعضاه امرضرضه
وا ويلاه

مثل اللي ما احد غمّضه
وا ويلاه

وابنه ابيسر عنه مضى
وا ويلاه

وبچفن والله ما احتضى
وا ويلاه

عزوا النبي خير الورى
وا ويلاه

وعزوا البتولة الطاهرة
وا ويلاه

مات الرضا ابغربة ترى
وا ويلاه

اومحد من اهله حاضره
وا ويلاه

قلبه من السموم انبرى
وا ويلاه

اوشالوه ابنعش للمقبره
وا ويلاه

ما ظل على حر الثرى
وا ويلاه

مثل اللي حزوا منحره
وا ويلاه

اوخلوه اعضاه اموذرى
وا ويلاه

ما احد حضر له من الورى وا ويلاه

وامصابه مثله ماجرى
وا ويلاه


عزوا الإمام المنتظر
وا ويلاه

جده الرضا شاف القهر
وا ويلاه

تاليها بالسم انغدر
وا ويلاه

جاله الجواد من السفر
وا ويلاه

شيعه اوحطه في القبر
وا ويلاه

ما ظل على جرف النهر
وا ويلاه

مرمي اومرضوض الصدر
وا ويلاه

مثل اللي قطعوا له النحر
وا ويلاه

اوعلوّا كريمه على السمر
وا ويلاه

ما احد حضر له من البشر
وا ويلاه

يحضّر له كافور اوسدر
وا ويلاه

يغسلنه ويحطه ابقبر
وا ويلاه


لطمية
لسم الإمام
اليوم الرضا في غربته

والسم قطّع چبدته

***
اليوم الرضا واشحاله

متحاولينه اعياله

وادموعهم هماله

مسموم تصعب حالته



***
جاله اوليده ينادي

يا والدي واشسادي

حالك فطر لي افادي

ومن شافه ذابت مهجته

*
شافه يون بمچانه


مسموم من عدوانه

زادت عليه احزانه

والرضا زادت علته

*

نادى على اوليده اوقرب

اوقله ترى حالي صعب

واسمعني يازاكي النسب

وأبدى إليه اوصيته

*
الله يا حال الغريب

في هالبلد ما له حبيب

ولا حضر يمه قريب


واوليده تصعب حالته

*




لطمية
لوفاة الإمام
اليوم قلب المصطفى املوعينه

على الغريب الظل يدير ابعينه

***
سمه المأمون ويلي بالعنب

ظل يلوج من الألم قلبه انشعب

النوب بالرمان سمه ابلا ذنب

اتقطعت چبده ويجر بونينه

***
ايلوج بفراشه الغريب من الألم

اونزل قلبه بالطشت مقطوع دم

مثل قلب حسين من صابه السهم
اوطلع قلبه اويا السهم ثلثينه

*
ظل غريب الدار قلبه منسحن

على افراش الموت يتقلب يون

ويذكر أجداده القضوا سم اوسجن
الغصة المذبوح سهرت عينه

*

يذكر الماتوا عطاشى ابكربلا

ايقول أحس ابقلبي نبلة حرملة


اشلون نبلة الحرقت اقلوب المله

تنذكر طول الدهر واسنينه

آه ينبلة حرملة ابنحر الطفل

خلّت النار ابقلبنا تشتعل

مثل راس حسين يوم اللي انفصل

قام من نحره يوصي اسكينه

***
قال بلغي لي سلامي الشيعتي

خلها تذكرني لتنسى امصيبتي

شيعتي والعطش ذوّب چبدتي

الماي يمي والعدى امحرمينه

*


لطمية
لتشييع الإمام
على ثامن اليمة الناس محزونة

اوما حضروا بني هاشم يشيعونه

*

غريب اودمعة الغربة تهد الحيل


مسموم اويلوج اوما ينام الليل

أبو محمد من المأمون شاف الويل
خاين بالفعل مأمون يسمونه

*
أنحرم منّ المدينة وسكن بخريسان
إقامة بغصب وتغرب عن الأوطان
تاليها يسم ابعنب وبرمان

شمسوي الرضا واعداه يسمونه

*

على بعد الأهل والغربة يتحسر

كتب مكتوب لخته رادها تحضر

قبل الموت وده ايشوفها ويستر

على درب الحبيبة شابحة اعيونه


*
مسموم اوتوفه ثامن اليمه

وقت الموت أخته رادها يمه

وعدو الله ابرمان اوعنب سمه

مهله ما ترك لهله يشوفونه

*

أجت سمعت ابموته وانغمى عليها
ما لحقت اتشوفه وصفقت ايديها

ماتت فاطمة على موت واليها

توفت يوم سمعت بيه ينعونه

*
الله يعين زينب شافت ابن أمها

جثة بالشمس والنار بخيمها

اوشافت راس اخوها ينقطع يمها

وصدره الخيل بالحافر يدوسونه

*

لطمية
لوفاة الإمام
صاح المنادي في السما

والأرض في زلزالة

والكل يبچي والرضا غطوا
غطوا عليه ابشاله

*
ركن الهداية اليوم غايب نوره

وبيت العلم بعده اتهدم سوره

يم الحسن بإبنچ علي ماجوره

مات الرضا اوكل الخلق تنعى له

*

ملعون من سم الرضا اوفت چبده
خصمه علي يوم القيامة اوجده

لا خاف امن الله اولا الديانة ترده

منهو يصلي بالجماعة ابداله

*
ضامن الجنة اليوم شايل عنا

وبأرض طوس عليه صارت حنة

وضجت عليه كل شيعته تودعنه
ومن هالمصيبة ادموعها هماله

*

جبريل ينعى في السما وينادي

عزوا على سور الدين نسل الهادي

نال الشهادة زاكي الأجدادِ

الجنة الكل من زاره وتعنى له

*
لطمية
لتعزية الزهراء
ماجورة يزهرة بثامن اليمة

توفى أبنچ علي هاليوم من سمه

*

مات ابغربته وما احد حضر عنده

ظل مرمي على فراش المرض وحده
جسمه منتحل والسم حرق چبده

لتشييعه دحضروا يا هله ابهمه

*
ماجورة يزهره ابضنوة الكاظم

والسلطان والمهيوب والحاكم

وبسمه غدر به الفاجر الظالم

اوقطّع چبدته والسم حرق جسمه

*

نوحوا علي الذي ميت برض غربه
واذكروا مصيبة اللي ما حصل تربة
ميت بالعطش ما بلّلوا قلبه

وتحته الماي طامي ينضرب يمه

*
عزوا اخته المعصومة على السلطان

إلى ازيارته اتعنت قاصدة اخريسان

من سمعت ابموته اصرخت بالأحزان
من طاحت لفوها الناس ملتمة

*

ماتت بالدرب فاطم المحزونة

اومشهدها مزار الناس يقصدونه

مهي مثل الذي بالليل مدفونة

دفنت ليل خفية أم حسن في الظلمة


*

نعي لوفاة الرضا
والله فجيعة امصيبة المسموم في طوس

تشبه مصايب جده اللي تشيب الروس

*

مات الرضا وتزلزت طوس بأهلها

والأرض جات تميد واتزلز جبلها

على إمامٍ كلما اعوّجت عدلها

أنوار ضمت كربلا اونورٍ لفى طوس

*
ويلي على اللي مات وحده ابدار غربة

مرمي على افراشه اوسمه قطع قلبه

سمه المأمون ابعنب ما خاف ربه

والدين بعد افراق أبو الأيتام مدروس

*

كل الأيمة يا خلق راحوا مجاتيل

مثل الزچية اللي خدمها الروح جبريل

واللي انضرب ساجد يصلي تالي الليل

والل قضى مسموم واللي بسجن محبوس
*
واللي تغرب وابعد الغربة ابمچانه

والي يزوره يدخل الجنة ابضمانه

ويلي على اللي عهده المأمون خانه

واسقاه سم ايقطع الأحشا والنفوس

وحطت عزيه فاطمة الزهرة بالجنان

على غريب مات في بلدة اخريسان

والسم ضاقه في عنب مع حب رمان

يا ليت روحي له فدا واسكنت الرموس

*

نعي
وصول خبر الإمام إلى المدينة
في طوس صيحة وفي المدينة صار زلزال
ولمصاب مولانا الرضا ركن العرش مال

*
ساعة القشرى هالخبر من وصل طيبة

من حين أبو جعفر اخبرهم بالمصيبة

وحتى النبي سمعوا ابوسط قبره نحيبه

والمنبر اتزلزل اوركنه من الحزن مال

*

صاح الرسول اوعبرته ابخده نثرها

وكلما ينوح اتجاوبه الزهرة بقبرها

واتصيح ما كفاهم اضلوعي اوكسرها

حتى فنوا جملة اولادي أول اوتال

*
شكواي لله من هالأحوال
الفضيعة

واش فعلت أولادي ابهالأمة الشنيعة

حتى عليهم ضيقوا الأرض الوسيعة

واتفرقوا في كل وادي ايمين واشمال

*

هذا قضى حتفه ابوسط السجن محبوس

وهذا طلع شارد يقاسي الضر والبوس

واليوم واحد سمه المأمون في طوس

وخلى عليه الكون في ضجة اوزلزال

*
من بعد ما منّاه وأعطاه المواعيد

خان العهود اوما وفى له ابكل ما يريد

وبالسم غاله والعشيرة عنه ابعيد

منهم فلا احد حفر قبره اورفع شيّال

*

نخوة للرضا
جينا ننخى اوننادي كلنا

ضامن الجنات خل يشفع لنا

*
جينا ننخى اوقلبنا في وجل

سيدي وعليك ذبينا الحمل

تكتب النا الزيارة بالعجل

اونقصد انزوره عسانا كلنا

*

نقصد انزوره عسى في غربته

اوكل موالي اليوم تقضى حاجته

والشفاعة نريدها من حضرته

والجنان من الرضا تكتب لنا

*
انشالله كلنا نوصّل له ابطوس

انقوله جيناك يا شمس الشموس

لا تخلي الضيم يعلى في النفوس

تدري كم حاجة يضامن عندنا

*

أول الحاجات نبغي المغفرة

والشفاعة انولها في الآخرة

اونقصد انزوره اوأخته الطاهرة


السيدة المعصومة خل تشفع لنا


سيدي جينا العزاكم بالنحيب

ننتحب ونصيح كلنا يا غريب

لا تخلينا حيارى يالحبيب

أقضي حاجتنا اوفرّج همنا

*
أقضي حاجة كل موالي اومبتلى

ابجاه أبوك حسين ضامي كربلا

لا تخلينا نظل ابمعضلة

اوكل حوايجنا تسهلّها لنا


*

يا غريب الدار يا والينا

نريد منك اليوم تنظر لينا

اوكل موالي لا بد اتقر عينه

اوفي القبر سهّل أمرنا كلنا

*
نخوة أخرى
جينا نصيح بالونة

اونندب ضامن الجنة

يخلصّنا من كل محنة

*

جينا نصيح يالوالي

اودمع العين همالِ

لنك من أصل عالي

اومن بيت الكرم منه

*
جينا والقلب صادي

اوكلنا بالعزا اننادي

عطني ابهالمسى امرادي

اوكلمن جاك يتمنى

*

جينا يا غريب الدار

نندب والقلب محتار

خلصّنا من حر النار

واكتبنا من اهل الجنة

*
كلنا اليوم خطارك

نريد انكون بجوارك

واكتبنا من زوارك

يا ضامن لا تحرمنا

*

لا تحرم من جاك اليوم

ابحق اللي انذبح مظلوم

تقضي حاجة كل مهموم

اولا تخليه بالمحنة

*
جينالك يعالي الشان

نريد امراد يالسلطان


نبغي نوصل اخريسان

ونشتم من هوى الجنة

*

يا الضامن يبن الزهرة

حوايجنا بعد كثرة

نريد الكل مرض يبرى

اوكل هم ينجلي عنا

***





الفهرس
1 ـ كتاب الوفيات ........ لمراجع من العلماء
2 ـ مجمع مصائب أهل البيت .. لمحمد الهنداوي
3 ـ مهيج الأحزان ........ للسيد عبد الله شبر
4 ـ مأساة أهل البيت ..... مجالس عبد الوهاب الكاشي
5 ـ المجالس الحسينية ..... لعلي محمد علي دخيل


أم حسين العوض

https://telegram.me/mualyhmasom14
نعي في رثاء الإمام الرضا

ثامن اليمه اليوم يا زهره الحزينه

مرمي على افراش المرض يجهر ونينه

* * *
ثامن اليمه اليوم من ولدچ يزهره

مرمي على افراش المرض يجذب الحسره

يا ليت جده المرتضى عينه تنظره

يجذب الونه ابدار غربه سامينه

* * *
المأمون غاله اولختشى من الله القيوم

خلى البتوله في قبرها تصيح هاليوم

وشلك مع ابني قطعت قلبه بالسموم

او خليت ابنه محير اويصفج بيدينه

* * *
لمن لفاله ابنه الجواد اوشافه مطروح

متغيره الوانه اويعالج طلعة الروح

حن وبچى ونادى عليه ابدمع مسفوح

بتروح وآنا أبقى امحير يا ولينه

* * *
بس ما سمع له ويل قلبي زاد الونين

او قله شسوي هالرجس نسل الملاعين

من غير سبه اولا جنيه اولا طلب دين

سمني ولا راعى إلى الهادي نبينه

* * *
يبني ابرمان اوعنب قدم لي سمه

وآنا الذي جدي انبعث للكون رحمه

ما بين ما هو يشتكي لبنه اويعلمه

لن انخفض صوته اومنه حان حينه

* * *
من بعد ما اوصى الجواد بكل وصاياه

فاضت الروح او غمضه اوليده اوسجّاه

صد شاف ابوه ابدار غربه اومحد اوياه

حن اوتزفر وانتحب واهملت عينه

* * *
تالي اوليده غسله اودمعه على خده

وباكفان لفه اومدده ويلي ابلحده

وطوس ابأهلها اتزلزلت تبچي الفقده

والكل طلع يبچي اويهل ادموع عينه

* * *
لكن يشيعه حسين ما حصّل له دفان

عاري ثلث تيام ظل مرمي ابتربان

وسفه والف ياحيف لاغسلٍ ولااكفان

وصدره الأعادي بالعوادي امكسرينه


* * *

أم حسين العوض:
https://telegram.me/mualyhmasom14
نخوة للرضا
جينا ننخى اوننادي كلنا

ضامن الجنات خل يشفع لنا

*
جينا ننخى اوقلبنا في وجل

سيدي وعليك ذبينا الحمل

تكتب النا الزيارة بالعجل

اونقصد انزوره عسانا كلنا

*
نقصد انزوره عسى في غربته

اوكل موالي اليوم تقضى حاجته

والشفاعة نريدها من حضرته

والجنان من الرضا تكتب لنا

*
انشالله كلنا نوصّل له ابطوس

انقوله جيناك يا شمس الشموس

لا تخلي الضيم يعلى في النفوس

تدري كم حاجة يضامن عندنا

*
أول الحاجات نبغي المغفرة

والشفاعة انولها في الآخرة

اونقصد انزوره اوأخته الطاهرة


السيدة المعصومة خل تشفع لنا


سيدي جينا العزاكم بالنحيب

ننتحب ونصيح كلنا يا غريب

لا تخلينا حيارى يالحبيب

أقضي حاجتنا اوفرّج همنا

*
أقضي حاجة كل موالي اومبتلى

ابجاه أبوك حسين ضامي كربلا

لا تخلينا نظل ابمعضلة

اوكل حوايجنا تسهلّها لنا


*
يا غريب الدار يا والينا

نريد منك اليوم تنظر لينا

اوكل موالي لا بد اتقر عينه

اوفي القبر سهّل أمرنا كلنا

***
أم حسين العوض

‏ ‏ ‏ ‏ قناة للنشر قصاید الحسینیة خاص للنساء

🔻آدمن القناة
@Mosovai

🔻آدمن القناة
@mehdi_rafezi133

🔻قناة قصايد نساء فقط
👇👇👇
https://t.me/joinchat/AAAAAELjuyeuvc5tfgzGiQ


‏ ‏ ‏ ‏ ‏ ‏أم حسين العوض:
https://telegram.me/mualyhmasom14
لطمية تشييع الإمام الرضا

الشيعة علّت الونة
او شالوا ضامن الجنة

الشيعة فرت ابدهشة
الضامن شيعت نعشه
او عمت في البلد وحشة
على اللي عمره ما اتهنى

الشيعة اليوم مفجوعه
على اللي ما سكن روعه
ينادي ويسچب ادموعه
مصابك جدي لوّعنا

الناس اطلعت مبهوته
بحنين الكل رفع صوته
وابهيبة انرفع تابوته
والكل يفداه يتمنى

اشلون انقلبت خريسان
وبهيبة شالوا السلطان
ينادوا يا عظيم الشان
اوصارت في البلد حنة

يوسفة غلّقوا داره
الضامن غابت أنواره
بس ما ضل بلا اموارى
على المظلوم يجر ونة

ينادي جدي يا مظلوم
حسين من الشرب محروم
خلوا النوح لجله دوم
عليه هلت مدامعنا

أم حسين العوض
https://t.me/mualyhmasom14
لطمية لدعوة الإمام الرضا بنزول المطر

ظل الرضا يناجي وقدم دعوته
لمن إله الكون حقق طلبته

يناجي إله الكون يا رب الفلك
أنت اللي تامر نبتغي ونتوسلك
واحنا الوسيلة للخلق حتى الملك
تتوسلك باسم النبي اوعترته

يناجي ولرب الكون شابح ناظره
باسم النبي الهادي والعترة الطاهرة
أنزل عليهم غيث مثله ما جرى
بالحال لن بالسما انتشرت غيمته

السما سالت لجله ابأمطارها
خل الأرض معمورة من اثمارها
ما أحد يعرف دعوته او أسرارها
كل الخلايق جات ليه اوحيته

وانتشرت الأخبار في كل البلد
والناس تقصد ليه وتنادي مدد
واحنا نريده اليوم يحضر في الشدد
حق كل مريض ايجيه يشافي علته

أم حسين العوض


https://telegram.me/mualyhmasom14


https://t.me/joinchat/AAAAAELjuyeuvc5tfgzGiQ
لطمية لوفاة فاطمة بنت أسد
آجرك الله يالنبي
ماتت الليلة أم الوصي

ما جور يا خير الورى
غمضت عين الطاهرة
مفجوع قلبه حيدرة
وينادي والدمع ايهلي

نعزي النبي طه الأمين
لمصابها قلبه حزين
ونعزي أمير المؤمنين
ما جور يا حيدر علي

ماتت الليلة بت أسد
والحزن عم كل البلد
جاها النبي او يمها قعد
وبالحزن قلبه ممتلي

خلى النسا يحضرونها
وآمرهم ايغسلونها
وبأچفانها يلفونها
والچفن من ثوب النبي

لفوها في أچفانها
اوصلى على جثمانها
اونادى بطل عدنانها
أمي او أمك يا علي

يدعو لها سيد البشر
بالستر في يوم الحشر
بنفسه نزل وسط القبر
اوهال الترب بيده النبي

او حيدر علي ناداها
أمه او صعب فرقاها
بحزن الوصي أنخاها
يوم الحشر تشفع ألي

أم حسين العوض


https://telegram.me/mualyhmasom14
وفاة النبي
باسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
روي أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله لم يزل بعد يوم الغدير يكرّر من قوله:
(يا أيها الناس إني فرطكم، وأنتم واردون عليَّ الحوض، ألا واني سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني إنّهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه، ألا وإني قد تركتهما فيكم: كتاب اللّه، وعترتي أهل بيتي، فلا تسبقوهم فتفرّقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم، أيها الناس لا ألفينّكم بعدي ترجعون كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار، ألا وإن علي بن أبي طالب أخي ووصيّي، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ثم عقد رسول اللّه صلى الله عليه وآله اللواء والإمرة لأسامة بن زيد، وندبه أن يخرج بجمهور الأمّة إلى حيث أُصيب أبوه من بلاد الروم، وكانت هذه هي آخر سريّة عقدها رسول اللّه صلى الله عليه وآله في حياته، بينا كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله يحرص أشدّ الحرص على تسيير جيش أُسامة، ومغادرة رؤوس أصحابه المدينة، وتخليتها لعلي عليه السلام من المعارضين، إذ عرضت له الشكاة التي ارتحل فيها من الدنيا، وكانت شكاته من أثر سم دُّ إليه
فلما أحسّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله بذلك أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام واتبعه جماعة من الناس، وتوجّه إلى البقيع، فقال لمن اتبعه: إنني قد أُمرت بالاستغفار لأهل البقيع، فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم وقال: السلام عليكم يا أهل القبور، ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع اللّيل المظلم يتبع أولها آخرها
ثم استغفر صلى الله عليه وآله لأهل البقيع طويلاً.
ثم أقبل إلى علي أميرالمؤمنين عليه السلام وقال له: يا أخي إنّ جبرئيل كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرة، وقد عرضه عليّ في العام مرتين، ولا أراه إلاّ لحضور أجلي ثم قال: يا علي إني خيّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها، وبين لقاء ربّي والجنّة، فاخترتُ لقاء ربّي والجنّة خالداً فيها، فإذا أنا متّ فتغسلني وأوصاه أن يكون عليه السلام هو الذي يلي أمره.
كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله لشدّة شكاته في تلك الليلة لا يفارقه علي عليه السلام والفضل بن العباس، وكان بلال عندما يؤذّن لكل فريضة يأتي إلى النبي صلى الله عليه وآله فيقول: الصلاة يا رسول اللّه، فإن قدر رسول اللّه صلى الله عليه وآله على الخروج إلى الصلاة خرج وصلّى بالناس، وإن لم يقدر أمر علي بن أبي طالب عليه السلام أن يصلّي بهم.
وفي صباح تلك الليلة أتاه بلال على عادته يؤذنه بالصلاة، فوجده قد ثقل عن الخروج، فنادى: الصلاة رحمكم اللّه، فأذّن رسول اللّه صلى الله عليه وآله بندائه ورأسه في حجر علي عليه السلام ولم يتمكّن صلى الله عليه وآله من الخروج إلى المسجد.. هذا والمسلمون جالسون للصلاة فتقدّم أحد الصحابة إلى المحراب، فلمّا كبّر سمعه رسول اللّه صلى الله عليه وآله فقال لمن حوله: سنّدونـــي وأخرجوني إلى المسجد.
فخرج صلى الله عليه وآله وهو معصّب الرأس معتمداً بين علي عليه السلام والفضل بن العبّاس ورجلاه يخطّان في الأرض من الضعف، أي وا نبياه وسيداه

اليوم الرسول معصب الراس

والدين متهدم من الساس

الزهرة تنادي بقلب منحاس

أنا اخاف بيت الكرم ينداس

وتهجم عليه أرذل الناس

تنادي اودمعتها سجيمة

يا بوي يالذاتك سليمة

تسلم يبو چفوف الكريمة

يا من عليه چنت خيمة

لا قالها الله اصبح يتيمة

أنا النوح من بعدك لجيمه

اوبس دمعتي تبقى سجيمة

أدري العدو ما بيه شيمة

يخليني بعدك بالهظيمة


فتقدّم رسول اللّه صلى الله عليه وآله ونحّى الصحابي عن المحراب، وابتدأ الصلاة وكبّر لها مستأنفاً وهو جالس، وبلال يسمع الناس التكبير.
فلما أكمل صلى الله عليه وآله صلاته قال لمن حوله: عرّجوا بي إلى المنبر، فأجلسوه على أدنى مرقاة منه واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدورهنّ فبين باك وصارخ والنبي صلى الله عليه وآله يخطب ساعة ويسكت ساعة.
وكان مما ذكر صلى الله عليه وآله أن حمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال ألا أيُّها الناس إني مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فتمسّكوا بهما، فلا تتقدّموا أهل بيتي فتمرقوا، ولا تتأخّروا عنهم فتزهقوا، وأوفوا بعهدي، ولا تنكثوا بيعتي التي بايعتموني عليها، اللّهمّ إني قد بلّغت ما أمرتني، ونصحت لهم ما استطعت، وما توفيقي إلا باللّه عليه توكلت وإليه أُنيب.
قال ابن عباس: ثم إن رسول اللّه صلى الله عليه وآله قال لبلال: يا بلال هلمّ عليّ بالناس، فاجتمع الناس، فخرج رسول اللّه صلى الله عليه وآله متعصّباً بعمامته، متوكياً على قوسه، حتى صعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: يا معاشر أصحا
بي أيّ نبيّ كنت لكم قالوا: كنت للّه صابراً، وعن منكر بلاء اللّه ناهياً، فجزاك اللّه عنّا أفضل الجزاء.
فقال صلى الله عليه وآله وأنتم فجزاكم اللّه، ثم قال صلى الله عليه وآله إنّ ربّي عزّوجل حكم وأقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم، فناشدتكم باللّه أيّ رجل منكم كانت له قِبَل محمد مظلمة إلاّ قام فليقتص منه، فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليَّ من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء.
فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له: سوادة بن قيس وقال: فداك أبي وأمّي يا رسول اللّه، إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني، فلا أدري عمداً أو خطأً.
فقال صلى الله عليه وآله معاذ اللّه أن أكون قد تعمّدت، ثم قال: يا بلال قم إلى منزل فاطمة فأتني بالقضيب الممشوق.
فخرج بلال وهو ينادي في سكك المدينة: معاشر الناس من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة فهذا محمد صلى الله عليه وآله يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة فلما وصل منزل فاطمة عليها السلام طرق الباب وهو يقول: يا فاطمة قومي فوالدك يريد القضيب الممشوق.
فأقبلت فاطمة عليها السلام وهي تقول: يا بلال وما يصنع والدي بالقضيب الممشوق في مثل هذا اليوم
فقال بلال: يا فاطمة أما علمتِ أنّ والدكِ قد صعد المنبر وهو يودّع أهل الدين والدنيا.
فصاحت فاطمة عليها السلام وقالت: واغمّاه لغمّك يا أبتاه، من للفقراء والمساكين وابن السبيل، يا حبيب اللّه وحبيب القلوب
صاحت فاطمة والدمع همال

وشلك بالقضيب اليوم يبلال

تقله زيدت يبلال كربي

وشلك بالقضيب انشطر قلبي

عماني والدي اوما شوف دربي

مصيبة والدي ماجت على البال

انتحبت فاطمة بوجهه وتقله

ما هو قت القضيب اولا محله

وعساها تزول عنه كل عله

ولا بعده أقاسي ضيم الأنذال


ثم ناولت بلالاً القضيب، فجاء به حتى ناوله رسول اللّه صلى الله عليه وآله عندها قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله أين الشيخ
قام الشيخ وهو يقول: ها أنا ذا يا رسول اللّه بأبي أنت وأُمّي.
فقال صلى الله عليه وآله تعال فاقتصّ منّي حتى ترضى.
فجاء الشيخ وقال: اكشف لي عن بطنك يا رسول اللّه، فكشف صلى الله عليه وآله عن بطنه فقال الشيخ: بأبي أنت وأُمي يا رسول اللّه، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك فأذن صلى الله عليه وآله له، فوضع الشيخ فمه عليه يقبّله وهو يقول: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول اللّه صلى الله عليه وآله من النار يوم القيامة
فقال صلى الله عليه وآله له عند ذلك: يا سوادة بن قيس أتعفو أم تقتصّ
قال: بل أعفو يا رسول اللّه.
فقال صلى الله عليه وآله اللّهمّ اعف عن سوادة بن قيس كما عفى عن نبيّك محمّد.
ثم إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله بعث من استدعى له المتخلّفين عن جيش أُسامة، فلما حضروا قال لهم صلى الله عليه وآله ألم آمركم أن تنفّذوا جيش اُسامة فقالوا: بلى يا رسول اللّه فقال صلى الله عليه وآله فلم تأخّرتم عن أمري
فقال بعضهم: إني كنت قد خرجت ثم رجعت لأُجدّد بك عهداً.وقال بعض آخر: إني لم أخرج لأني لم أُحب أن أسأل عنك الركبان.
فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله نفّذوا جيش أُسامة، نفّذوا جيش أُسامة يكرّرها ثلاثاً لعن اللّه من تأخّر عنه ثم اشتدّ ضعفه صلى الله عليه وآله وانقطع عن الكلام لعظم ما لحقه من التعب والضعف، فبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضره صلى الله عليه وآله

ثم مكث رسول اللّه صلى الله عليه وآله هنيئة كذلك، حتى إذا أفاق من ضعفه نظر إلى من حضره وقال صلى الله عليه وآله إيتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً فقال بعضهم: إن الرجل ليهجر هذا والقرآن يقول ما ضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى
عند ذلك أعرض رسول اللّه صلى الله عليه وآله بوجهه عن القوم، فنهضوا.
قال سليم: وكان ابن عباس كلما تذكّر ذلك بكى وقال: الرزيّة كل الرزية ما حال بين رسول اللّه صلى الله عليه وآله وبين أن يكتب لنا ذلك الكتاب.
رُوي في المناقب عن الصحابيّ الجليل ابن عباس رضي الله عنه أنّه أُغمي على النبيّ صلى الله عليه وآله في مرضه، فدُقّ بابُه، فقالت فاطمة عليها السلام مَنْ ذا قال: أنا رجلٌ غريب أتيتُ أسأل رسول الله صلى الله عليه وآله أتأذنون لي في الدخول عليه فأجابت: امضِ رحمك الله لحاجتك فرسولُ الله عنك مشغول.فمضى ثمّ رجع، فدَقَّ الباب، وقال: غريبٌ يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وآله أتأذنون للغرباء فأفاق رسولُ الله صلى الله عليه وآله من غشيته وقال: يا فاطمة أتدرين من هذا قالت: لا يا رسول الله، قال: هذا مفرّق الجماعات، ومنغّص اللذّات، هذا مَلَكُ الموت، ما استأذن والله على أحدٍ قبلي، ولا يستأذن على أحدٍ بعدي، استأذَنَ عليّ لكرامتي على الله، ائذني له. فقالت: ادخلْ رحمك الله.
فدخل كريحٍ هفّافة وقال: السلام عليك يا رسول الله وعلى أهل بيتك.
قال صلى الله عليه وآله وعليك السلام يا ملك الموت.فق
ال: انّ ربك أرسلني إليك وهو يقرؤك السلام ويخيّرك بين لقائه والرجوع إلى الدنيا.
فاستمهله صلى الله عليه وآله حتى ينزل جبرئيل ويستشيره، فخرج ملك الموت من عنده وجاء جبرئيل فقال: السلام عليك يا أبا القاسم.قال صلى الله عليه وآله وعليك السلام يا حبيبي جبرائيل.فقال: يا رسول اللّه إنّ ربك إليك مشتاق، وما استأذن ملك الموت على أحد قبلك، ولا يستأذن على أحد بعدك.قال صلى الله عليه وآله يا حبيبي جبرئيل إن ملك الموت قد خيّرني عن ربّي بين لقائه وبين الرجوع إلى الدنيا، فما الذي ترى
فقال: يا رسول اللّه (وللآخرة خير لك من الاأُولى ولسوف يعطيك ربّك فترضى)
قال صلى الله عليه وآله نعم، لقاء ربي خير لي، لا تبرح يا حبيبي جبرئيل حتى ينزل ملك الموت،
لن واحد على الباب يتخفى بكلامه
ينادي يهل بيت النبوة والإمامة

بالله ادخلوني على المظلل بالغمامة

أطلب الرخصة من النبي نور المسلمين

صاح النبي قومي يزهرة وافتحي الباب

هذا الذي ما يهاب من حاجب اوبواب

يم الحسن هذا المفرق بين الأحباب

بس الله الله عقب عيني بحسن وحسين

وبطلي البواچي انصدع قلبي يا حزينة
لازم يبنتي اليوم عزچ تفقدينه

وثوب المصايب عقب عيني تلبسينه

ومنچ يكسرون العدى بالباب ضلعين

خرت على بوها تصيح بدمع سچاب

انچان ضلعي يكسرونه بصاير الباب

وصّ الوصي الكراربيه اووصى الأصحاب

لحد عليه يجتري يا قرة العين


قال الإمام الكاظم عليه السلام قلت لأبي فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ثم دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال لمن في بيته : اخرجوا عني ، وقال لأم سلمة : كوني على الباب فلا يقربه أحدٌ ففعلت ، ثم قال يا عليّ ادن مني ، فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلاً وأخذ بيد عليّ بيده الأخرى فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام غلبته عبرته فلم يقدر على الكلام ، فبكت فاطمة بكاءً شديداً وعليّ والحسن والحسين عليهم السلام لبكاء رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت فاطمة يا رسول الله قد قطّعت قلبي وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين والآخرين ويا أمين ربه ورسوله ويا حبيبه ونبيه مَن لولدي بعدك ولذلّ ينزل بي بعدك مَن لعليّ أخيك وناصر الدين مَن لوحي الله وأمره ثم بكت وأكبّت على وجهه فقبّلته وأكبّ عليه عليّ والحسن والحسين صلوات الله عليهم فرفع رأسه صلى الله عليه وآله إليهم ويدها في يده فوضعها في يد عليّ وقال له يا أبا الحسن هذه وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك فاحفظ الله واحفظني فيها وإنك لفاعله يا علي هذه والله سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين هذه والله مريم الكبرى ، أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم ، فأعطاني ما سألته يا عليّ انفذ لما أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرائيل عليه السلام واعلم يا عليّ إني راضٍ عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربي وملائكته .
يا علي ويلٌ لمن ظلمها ، وويلٌ لمن ابتزّها حقها ، وويلٌ لمن هتك حرمتها ، وويلٌ لمن أحرق بابها ، وويلٌ لمن آذى خليلها ، وويلٌ لمن شاقّها وبارزها ، اللهم إني منهم بريءٌ وهم مني براء ، ثم سمّاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وضم فاطمة إليه وعليا والحسن والحسين عليهم السلام وقال :
اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلمٌ ، وزعيم بأنهم يدخلون الجنة وعدوٌّ وحربٌ لمن عاداهم وظلمهم وتقدّمهم أو تأخّر عنهم وعن شيعتهم ، زعيم بأنهم يدخلون النار ثم والله يا فاطمة لا أرضى حتى ترضى ، ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى ، ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى . فنادت الزهراء بلسان الحال تقول
نعمين بوي بحامي الجار

هذا الذي بيده الفلك دار

لكنما خوفي يمختار

بعدك عليه تجور الأشرار

يهجموا عليه بوسطة الدر

او تتروع اولادي الأطهار

اتنادي اودمع العين همال

تمنيت عمري چان لا طال

ولا اصير بعدك في أذل حال

نادى عليها والدمع سال

لا ترفعي صوتچ ابولوال

لا ينكسر خاطر هالأطفال

ولامن رأيتي نعشي انشال

سلمي على خواض الهوال


وتقول بعض الروايات إنّ أُم سلمة استأذنت على رسول اللّه صلى الله عليه وآله فقال لها: ادعي لي حبيبتي وقرّة عيني وثمرة فؤادي فاطمة المظلومة بعدي، فدعتها، فأقبلت وهي تبكي، فاعتنقها رسول اللّه صلى الله عليه وآله وضمها إلى صدره، فناجاها فرفعت رأسها وعيناها تهملان دموعاً، ثم ناجاها وأسرّ إليها شيئاً تهلّل وجهها له، ولما سئلت بعد ذلك عن بكائها وعن تهلّل وجهها
قالت عليها السلام نعى إليّ نفسه فبكيت ثم أخبرني بأني أول أهل بيته لحوقاً به، وأنه لن تطول المدّة لي بعده حتى أدركه، وأخبرني أني سيدة نساء أهل الجنّة، وابناي سيدا شباب أهل الجنة وأن الأئمة الإثني عشر خلفاؤه هم بعلي ووُلدي علي عليه السلام أبوهم أولهم، والمهدي ابني آخرهم، فتهلّل وجهي لذلك.
باقول لچ يا نور عيني

مهو بعيد وانتي تلحقي
ني

وسرعچ تعالي ودعيني

من بعد ساعة ما تريني

وحطي الماتم واندبيني

وناديلي يا زهرة بنيني

خلي الحسن وحسين يجيني

اهما حياتي ونظر عيني

وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك المرض كان يقول : ادعوا لي حبيبي ، فجعل يدعى له رجل بعد رجل ، فيعرض عنه ، فقيل لفاطمة ، امضي إلى علي فما نرى رسول الله صلى الله عليه وآله يريد غير علي فبعث فاطمة إلى علي عليه السلام فلما دخل فتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينيه وتهلل وجهه ثم قال إلي يا علي إلي يا علي فما زال يدنيه حتى أخذه بيده وأجلسه عند رأسه ، ثم أغمي عليه ، فجاء الحسن والحسين عليهما السلام يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأراد علي عليه السلام أن ينحيهما عنه ، فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال يا علي دعني أشمهما ويشماني ، وأتزود منهما ، ويتزودان مني أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما ، فلعنة الله على من يظلمهما ، يقول ذلك ثلاثا

المصطفى مسجى وحسن وحسين يمه

هذا يحبه ويحضنه وهذا يشمه

اوزينب تجي له اتودعه وام الأيمه

وحيدر يصيح منين حلت هالمصيبة

وظل حيدر يناديه يا طه اشعلامك

سم الجرعته وهالمرض نحل اعظامك

يا مصطفى ساعة انضجع واترك أيتامك

صاح اوتزفر وارتفع منه نحيبه

خلهم على صدري يشموني واشمهم

يتودعوا مني واتودّع آنا منهم

باچر يحيدر للقبر باروح عنهم

لن الزچية تصيح والدمعة سچيبة

وتقله لتفاول علينا بفجعة الموت

اوصوتك عسى دايم وشخصك في مع هالبيوت

قلها انمرد قلبي عليه اوصار مفتوت

اوخلصت المدة وسفرتي صارت قريبة


ثم إن رسول اللّه صلى الله عليه وآله ثقُل حاله وهو في بيت فاطمة عليها السلام فأشار إلى علي عليه السلام فدنا منه، فقال له وهو في لحظاته الأخيرة ضع يا علي رأسي في حجرك، فقد جاء أمر اللّه تعالى، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثمّ وجّهني إلى القبلة وتولّ أمري، فاستق لي ست قرب من ماء بئر غرص، فغسّلني وكفّني وحنّطني، فإذا فرغت فخذ بمجامع كفني واجلسني ثم سلني عما شئت، فو اللّه لاتسألني عن شيء إلا أجبتك، وصلِّ عليّ أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، يا علي ادفنّي في هذا المكان فإنّ بيتي قبري، وارفع قبري من الأرض أربع أصابع، وفي رواية: قدر شبر وأربع أصابع فأخذ علي عليه السلام رأس رسول اللّه صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره وقد انقطع عن الكلام لما نزل به، فأكبت فاطمة عليها السلام تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمــال اليتامى عصــمة للأرامل
ففتح رسول اللّه صلى الله عليه وآله عينه وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب، لا تقوليه، ولكن قولي: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم
فنزل ملك الموت عليه السلام وقال : السلام عليك يا رسول الله
قال وعليك السلام يا ملك الموت لي إليك حاجة . قال وما حاجتك يا نبي الله قال حاجتي أن لا تقبض روحي حتى يجيئني جبرئيل فيسلم علي وأسلم عليه فخرج ملك الموت وهو يقول : يا محمداه فاستقبله جبرئيل في الهواء فقال يا ملك الموت قبضت روح محمد قال لا يا جبرئيل سألني أن لا أقبضه حتى يلقاك فتسلم عليه ويسلم عليك
فقال جبرئيل : يا ملك الموت أما ترى أبواب السماء مفتحة لروح محمد أما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ثم نزل جبرئيل عليه السلام فقال : السلام عليك يا أبا القاسم فقال وعليك السلام يا جبرئيل ادن مني حبيبي جبرئيل ، فدنا منه فنزل ملك الموت فقال له جبرئيل : يا ملك الموت احفظ وصية الله في روح محمد وذكر بعض الرواة أنه لما اشتد الموت على رسول الله صلى الله عليه وآله وبلغت الروح التراق سأل ملك الموت بأن هل لكل أحد من أمته له مثل هذه الغضات والحسرات فأجاب ملك الموت شتان بينك و بين أمتك فانك كريم على الله و أمرني بالتخفيف عليك فرد الرسول صلى الله عليه و اله و سلم : يا ملك الموت شدّد علي و خفف على أمتي
عند احتضار الموت يا أهل المودة

عند النبي راحة وعند الناس شدة

اوحيدر عند راسه يهل دمعه ابخده

وام الحسن واولادها ابنوح اوعزيه

وجبريل عند المصطفى وادموعه تسيل
واقف عن ايمينه وعن اشماله اسرافيل

والملك عزرائيل يحيّي له ابتبجيل

اوقابض إلى روح النبي خير البرية

وين الذي يسكب على الهادي ادموعه
او وين الذي يحني على الهادي ضلوعه

يوصي على عزرائيل ويقله يشيعة

خفّف على أمتي وانا ثقّل عليه


فلما كشف الثوب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله نظر إلى جبرئيل فقال له عند الشدائد لا تخذلني فقال : يا محمد إنك ميت وإنهم ميتون كل نفس ذائقة الموت وروي أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله قال لملك الموت: امض لما أمرت له فقال جبرائيل: يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها فقال له: يا حبيبي جبر
ائيل ادن مني فدنا منه فكان جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وملك الموت قابض لروحه المقدسة
قربت وفاته يا علي شيل الوسادة

اوغمض عيونه وجبّله واقرى الشهادة

غمض عيونه اومدد اشماله ويمينه

ارسوم المنية بينت عاين جبينه

يرشح عرق منه واظنه حان حينه

اوذني علايم موت للمؤمن اوعادة

بو حسين يا حلو الجهامة

قلي شسوي بهالعمامة

بوي المظلل بالغمامة

بنصير من بعده يتامى

بنودعه ونلثم أقدامه

هاليوم ذي تالي أيامه

فقضى رسول اللّه صلى الله عليه وآله ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ثم وجَّهه وغمضه وانسل من تحت الثوب وقال أعظم الله أجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء وجعلوا يحثون التراب على رؤوسهم من هول المصيبة وهم ينادون وا نبياه ومد عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره.فارتفعت الأصوات من كل مكان فلم ترى في ذلك اليوم إلا باكٍ وباكية ونادبٍ ونادبة
وقد اشتغل أمير المؤمنين بغسله وتجهيزه والصلاة عليه
وبعد أن فرغ المسلمون من الصلاة على الجثمان المعظم و ودّعوه الوداع الأخير قام الإمام علي عليه السلام فوارى الجثمان المقدّس في مثواه الأخير و وقف على حافة القبر و هو يروي ترابه بدموع عينيه و قال بصوت خافت حزين إنَّ الصبر لَجَميل إلا عنك ، و إنَّ الجزع لَقَبيح إلا عليك ، و إنَّ المُصابَ بك لَجَليل ، و إِنَّه قَبلَكَ وبَعدَكَ لَجَلَل
والزهراء عليها السلام تقول كيف طاوعتكم أنفسكم أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله صلى الله عليه وآله
يويلي من من حنى الكرار ضلعه

على بن عمه وحنى فوقه يودعه

صاح اوداعة الله ويصب دمعه

اورد تجري على خده دمعة العين

حنت فاطمة وجذبت الونة


ألف وسفة يطه بعدت عنه

يبو ابراهيم يا راعي المحنة

تفارقنا دهر لا يوم واثنين

تهل ابدم دمعها الفقد ابوها

اوبيها اتشمّت اخلافه عدوها

تشوف اجنازته الوادم خذوها

صاحت وين بالمختار ناوين

ذابت روحها اوطاحت الزهرة

اوشاله المرتضى او وسده بقبره

رد ليها علي وقعدت ابعبرة

تنادي وين عز الهاشميين

جمع وترتيب : أم حسين العوض


https://telegram.me/mualyhmasom14