مجالس ومراثي
6.42K subscribers
5 photos
117 files
284 links
مجالس منسقة لتقرأفي المآتم الحسينية
مع بعض المراثي لأهل البيت عليهم السلام
Download Telegram
ا مثلها

شابت روسنا من كفر اهلها

طلعت علينا ابفرح كلها

اويزيد النوى عليها عملها

حيدر يبويه بعد شلها

ترى فزعتك هذا محلها


علي طبتي للشام كلفه

أطبه اوقبل ما چنت أعرفه

والمجلس ايحير اليوصفه

عتبي على المقطوع چفه

أبو فاضل اللي الكل يعرفه

ما حضر في الشدة المكلفه


قال الراوي فلما ارتفع النهار أدخلوا الرؤوس إلى البلد ومن وراءهم الحرم والأسارى من أهل البيت روي عن سهل الساعدي يقول أقبلت الرايات يتلو بعضها بعضاً يقدمهم فارس بيده لواء منـزوع السنان عليه رأس أشبه الناس وجهاً برسول الله صلى الله عليه وآله

رأس ابن بنت محمد ووصيه

للناظرين على قناة يرفعُ

والمسلمون بمسمعٍ وبمنظرٍ

لا منكرٌ منهم ولا متفجعُ


ورأيت من ورائه نسوة على جمال بغير وطاء فدنوت من أولاهن فقلت يا جارية من أنت فقالت أنا سكينة بنت الحسين فقلت لها ألك حاجة ألي أنا سهل بن سعد ممن رأى جدك وسمع حديثه قالت يا سهل قل لحامل الرأس أن يقدم الرأس أمامنا حتى يشتغل الناس بالنظر إليه ولا ينظروا إلى حرم رسول الله وكأني بها التفتت إلى رأس أبيها :

يبويه حسين ما تلتفت لينا

اوتشوف اللي جرى اخلافك علينا

عقب الخدر والله انسبينا

اوعلي السجاد ويانا ولينا

عليل اوعلى الناقة امقيدينه

اوتفت الصخر جرة ونينه


بالشام مسبيه النساوين

لا عدها والي اولا لها امعين

ايصدع الصخر منها الونين

اوتنخه بسم عباس وحسين

الظلوا على الغبرى مطاعين

بلا راس يا ويلي اوبلا ايدين


فجائع ومصائب كثيرة حدثت في أرض الشام لكن أصعب المصائب ما جرى في مجلس اللعين يزيد روي عن الإمام الباقر أنه قال أتى بنا يزيد فأدخلنا عليه وكان كل واحد منا مغلولة يده إلى عنقه فجعل رأس الحسين بين يديه وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه أي إلى وجه الحسين عليه السلام لأنه يريد حرمانهم من النظر إليه وتلك من خساسة طبعه ـ ثم دعا بسوط فجعل ينكث به ثنايا الحسين ويترنم بأبيات ابن الزبعري :

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل



أما زينب فإنها لما رأته ينكث ثنايا أخيها الحسين نادت بصوت حزين يقرح القلوب يا حسينا يا حبيب رسول الله يا بن مكة ومنى يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء ويا بن بنت المصطفى

عساني الچتل واروح وياك

ولا شوفتي مخضوب بدماك

ولا اشوف الرجس يضرب ثناياك



يريف اليتامى لا عدمناك


زينب تطب ديوان من قال

ويه الغرب عدوان وانذال

هيه اوجمع نسوان واطفال

وامربگه الأطفال بحبال

واعظم مصيبة التشده البال

لا ستر عدهن لا من اظلال

ذاك الخدر عنهن مشى اوشال

شملهن تشتت والحمل مال


هذا بعض ما جرى في مجلس يزيد ثم إن اللعين أمر بهم إلى منـزل لا يكنهم عن حر ولا برد فأقاموا به حتى تقشرت وجوههم روي عن المنهال بن عمر قال كنت أتمشى في أسواق دمشق وإذا أنا بعلي بن الحسين يمشي ويتوكأ على عصاة في يده ورجلاه كأنهما قصبتان والدم يجري من ساقيه والصفرة قد علت عليه قال المنهال فخنقتني العبرة فاعترضته وقلت له كيف أصبحت يا بن رسول الله قال عليه السلام يا منهال وكيف يصبح من كان أسيراً ليزيد ابن معاوية يا منهال والله منذ قتل أبي نساؤنا ما شبعت بطونهن صائمات النهار نائحات الليل يا منهال أصبحنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم أصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً منها وتفتخر قريش على العرب بأن محمداً منها وإنا عترة محمد أصبحنا مقتولين مذبوحين مأسورين مشردين شاسعين عن الأمصار يا منهال المكان الذي نحن فيه ليس له سقف والشمس تصهرنا فأفر منها سويعة لضعف بدني وأرجع إلى عماتي وأخواتي خشية على النساء .

يقله ابن النبي والدمع همال

يا منهال لا تنشد عن الحال

ترا هي امچتفة بحبال العيال

اوگلبها كالجمر ويلاه يسعر

اشحال الحرم دخلوها على ايزيد

وهو شامت اويضرب راس العميد

غدت تصفج يويلي ايدٍ ابأيد

يريت العيش بعدك لا حله اومر

اشحال الحرم من سكنت خرابه

بين أجلاف ما عدهم نجابه

وين المرتضى دحاي بابه

يشوف الوجه من عدهن تقشر


قال المنهال فبينما أنا أخاطبه وهو يخاطبني وإذا أنا بامرأة قد خرجت من الخربة وهي تنادي إلى أين يا قرة عيني فتركني ورجع إليها فحققت النظر إليها وإذا هي زينب بنت أمير المؤمنين عليه السلام قيل وكانت مدة إقامة النساء بدمشق يندبن على الحسين وقد أقمن المآتم ولسان الحال يقول :

بالشام زينب واليتامى والنساوين

لبسوا السواد اونصبوا الماتم على حسين

نصبوا عزاهم والنياحة سبعة أيام

كلمن تعد امصابها والدمع سجام

واعظم مصاب المر عليها ابلدة الشام

بعد المعزة بالسبي اتدور البلادين

اوزينب تنادي حسين خويه يبن الأنجاب
بالشام خويه انتحل جسمي والقلب ذاب
عقب الخدر رحنه يسارة ابلدة أجناب

وايتامكم تلعى احذاي
اشمال ويمين

مرت علي بالشام ساعة اتزلز اجبال

صرنه ابوسط حلقة أجانب كلهم انذال

رگبة علي اوزندي ابحبل وارگاب الطفال
امربگة اوتمشي ورانا الناس صوبين

في وين عني راحوا اليوث الحرايب

أهل الفخر والزود ماضين الضرايب

ويلي تركناهم ضحايا بالترايب

وابقيت منحولة عقب عباس وحسين





























لطمية
لدخول الشام

مهضومين لرض الشام طبينه

واحبال اليسر شدوها بيدينه

* * *
يحيدر ما دريت اشصار بالشامات

زينب وقفوها اباب أبوالساعات

بناتك يا علي الكرار مهضومات

انهض يا علي اوفكنه امن اعادينه

* * *
يبويه ريت تنظرني ابسوق الشام

على ظهر الجمل ويا حرم وايتام


وراس حسين بويه على الرمح جدام
واقواس النصر نصبوها والزينه

* * *
وگفنه اباب قصر ايزيد ننتظره

متى يامر علينه اوندخل القصره

علينه الناس متشمته اومستره

شنهو الذنب وياهم السوينه

* * *
علينه ايزيد آمر قال دخلوهم

مثل سوگ العبيد الگصري سوقوهم

بحبال اليسر جدامي وقفوهم

مشينه باليسر واصراخ حادينه

* * *
دخلنا اوقام يتنشد على النسوان

وصل لسم الرباب اوقام ابن سفيان

شال الراس بيده باسم اوفرحان

اوقال الراس هذا المن تعرفينه

* * *
قالتله أعرفه هذا بن حيدر

ابن القاد ابوك اوجدك اميسر

لو موجود ما شفتك يوجه الشر


شبعنه من الهضايم عاد خلينه

* * *
لطمية أخرى


دخلت المجلس حزينه
تصيح عنا الحيد وينه

واليتامى تلـوذ بـيها


ايزيد لا قرت عيونه


تصيح لحسين الشهادة
نصرٍ اوفوز اوسعاده

وهالنصر يا بو سكينه
للحشر هم يذكرونه

* * *

دخلت المجلس حزينه
ابكل اهل بيت الرساله

والأعادي حايطيها
اوقلبها ويلي اشحاله

اعليل وياها بقيده
مربطه ايمينه اوشماله

صاح جيتي يا زچيه
اليوم من أهلچ خليه


وين عباس المشكر
بالشجاعه يوصفونه

تقول تدري ابنا حراير
دخلنا من غير والي

مخضبه بدم الشهادة
اتصرعت كلها ارجالي

قال هذا الذبح ليكم
عادة من أول اوتالي

نادته وبكل إراده
الذبح مو لينا عاده

أحنا عادتنا الشهادة
وهالنصر ما تنكرونه

* * *
أحنا من بيت الهدايه

والنبي المختار جدنا

والبتوله الهاشميه
فاطمة الزهراء أمنا

قال هذا بيه ندري
اوهالحچي كله ابعلمنا

أحنا نطلب للرياسه
وهذا ملزوم السياسه

ومن علي الكرار ناخذ
ثارنا اللي تعرفونا

* * *
خاطبت ليزيد زينب
قصدها قوله ترده

حسين ما يطلب سياده
طلع يحمي دين جده

ما ألك عنده مطالب
اولا ألك ثارات عنده

ايزيد أيامك قليله
اوذنبك اشكبره تشيله

اشلون بتواجه الجدنا
في الحشر وامنا الحنونه

* * *
اتروح اوذنبك شايلنه
في الحشر مالك شفاعه

تدري بالدنيا يظالم
أحلى ما فيها القناعه

خسر من يشتري الدنيا

بآخرة اومن دينه باعه

اوصرخة المظلوم تبقى
اوللحشر ما يضيع حقه

وشيعته تنصب مآتم
اوتبذل الأرواح دونه



* * *

أم حسين العوض

https://telegram.me/mualyhmasom14
Emailing دخول الشام.pdf
مجلس رقية

بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون صلى الله عليك يا رسول الله صلى الله عليك يا نبي الرحمة وعلى آل بيتك المعصومين صلى الله عليك يا أبا عبد الله الحسين وعلى المستشهدين بين يديك وعلى عترتك المظلومين السلام عليكِ يا ابنة الحسين الشهيد الذبيح العطشان ، السلام عليكِ يا مهضومة ، السلام عليك يا مظلومة السلام عليكِ يا يتيمة الحسين
في الشام في مثوى يزيد مرقدُ

ينبيك كيف دم الشهادة يخلدُ

رقدت به بنت الحسين فأصبحت

حتّى حجارة ركنه تتوقّدُ



سيظل ذكرك يا رقية عبرة

للظالمين مدى الزمان يُخّلدُ



* * *
هالطفلة اشذنبها ليشت تنصاب

چنها اتشابه الزهرة بالمصاب

ذيچ انضربت انعصرت ورى الباب

هذي انسلبت انضربت باليدين

ذيچ المن ورثها طرّدوها

هاي البعد ابوها فرهدوها

ذيچ ابچتل حيدر هددّوها

هذي الموتّوها ابراس الحسين

روى المؤرخون وأصحاب السير أن بنو أمية أدخلوا السبايا ورأس الحسين إلى الشام في أول يوم من صفر وأوقفوا أهل البيت على باب الشام ثلاث ساعات من النهار حتى يزينوا البلد بكل حلي وزينة فلما ارتفع النهار أدخلوا الرؤوس إلى البلد ومن روائها الحرم والأطفال والأسرى من أهل البيت والسبايا مهتكات بلا وطاء ولا غطاء تقدمهن فخر المخدرات زينب
دشوا الحرم في بلدة الشام

اوبس دوبها تلط على الهام

تنعى اومنها الدمع سجام

ظلوا أهالينا على ارغام


واحنا يسارى ابلدة الشام

ليته حضر زرّاق الرخام

ما چان في هالبلد ننضام

ولا انسبت زينب والأيتام





ركبت على كور المطية

اوللشام ودوها هديه

اوزينب مدامعها جريه

تعتب على ابن الحنفيه

واتقول ليش أبطا عليه




أدري الأخو راعي حميه

واشلون يرضى ابهالقضيه

زينب يمشوها سبيه

اوتدخل على الطاغي هديه

ليته يجي اوينغر عليه

يراوينا هماته العليه

يخلصنا من ايد آل اميه


وقد أمر بهم يزيد إلى منـزل لا يكنهم من حر ولا برد فتقشرت وجوههم وهم طوال إقامتهم في تلك البلد ينوحون على الحسين فكان النساء والأطفال في نياحة دائمة وكان للحسين بنت صغيرة يحبها وتحبه تسمى رقية وكان لها من العمر ثلاث وقيل أربع سنوات وقيل أن أمها أم إسحاق وقد ماتت بعد ولادة السيدة رقية بفترة قليلة فذاقت مرارة اليتم منذ صغرها ولعل هذا سر تعلقها الشديد بأبيها الحسين  وتعلق الحسين بها وهذا ما جعل فقدان أبيها أشد مرارة على قلبها بحيث لم تستطع الصبر على فراقه بعد استشهاده فكانت تبكي لفراق أبيها ليلها ونهارها وكانوا يقولون لها هو في السفر وهي لا تفتر من البكاء وفي أحد الليالي نامت وهي في بكائها وإذا بها ترى تلك الخربة قد امتلأت بالنور ورأت أباها الحسين فقامت ورمت بنفسها في حجر أبيها وهي تنادي أبه أبه أين كنت يا نور عيني لقد لطموني على وجهي أبه لقد ضربوا عمتي زينب بالسياط فراح الحسين يصبرها ويهدئ من روعها ثم غاب عنها فأفاقت من نومها واستيقظت فزعة مرعوبة وهي تنادي عمة أين أبي الحسين قالت لها بنية أنه في سفره قالت عمتي الآن رأيت والدي الحسين عندي ائتوني بوالدي وكلما أرادوا إسكاتها ازدادت جزعا وبكاء يذكر الخطيب المعروف السيد جاسم الطويرجاوي أطال الله في عمره هذه الرؤيا المفجعة فيذكر أنه رأى في منامه العقيلة زينب جالسة وفي حجرها يتيمة الحسين رقية وهي تبكي فسألها سيدتي لماذا تبكي هذه العلوية فأجابته زينب ( طفلة امدللة وتريد ابوها )
يقول السيد حفظت هذا المقطع وذكرت هذه الرؤيا للشاعر السيد سعيد الصافي فأكمل على هذه الجملة
طفلة امدللة وتريد ابوها


وبعدهي ابصغر سنها ويتموها

يتيمة اوفاجدة والقلب مجروح

وسلوة لليتيم الدمع والنوح

اشحال العاينت والدها مذبوح

اوكل اضلوع صدره هشموها

تهيد اشلون وتبطّل بچيها

وأبوها اشما غفت طيفه يجيها

غيور اوچان يتحنن عليها

وبيا ذنب من شوفه احرموها

عوّدها على اخلاقه الحميدة

يهوّدها وينيّمها على إيده

بحلمها شافته اوفزت تريده

والعدوان ويلي ما ارحموها





قال الراوي فاستمرت في البكاء فعظم ذلك على أهل البيت فضجوا بالبكاء والعويل وكانت الخربة مليئة باليتامى والأطفال فاستيقظوا على أثر صوتها وبكائها وتذكروا آبائهم تلك تذكرت أباها وتلك تذكرت أخاها وتلك تذكرت أبنائها فامتلأت الخربة بالبكاء والنياحة وصاروا ينوحون لفاطمة الصغيرة رقية وهي تبكي وهم يبكون لبكائها فوصل الصوت إلى مجلس يزيد فتسائل اللعين عن سبب هذا البكاء قيل له أن بنت الحسين الصغيرة رأت أباها في النوم فانتبهت وهي تطلبه وتبكي فلما سمع ذلك قال ارفعوا إليها رأس أبيها وضعوه بين يديها علها تتسلى به
فزت تنادي اوصوتها يبيد

صم الصخر ويذوب الحديد

أريدن أبويه الضيغم الحيد

چم دوب يا عمة المواعيد

والتمن عليها المفاجيد

كلمن يسم
عنها البچا يزيد

وصلت الصيحة المجلس ايزيد

قالوا له خدامه والعبيد

طفلة حسين العودها تريد


فزت الطفلة بلا وعيه

وتريد أبوها حسين هيه

نادتها زينب يا رقيه

هيّجتي احزاني عليه

ط
والله يعمة اشهالرزيه

لمن سمع نسل الدعيه

نادى اشجرى بهاي المسيه

أسمع بچي ورنة شچجيه

قالوا لعند ابن الزچيه

طفله اوعليه تنوح هيه

آمر الما عنده حميه

يودوا لها راسه هديه


فأتوا بالرأس في طبق مغطى بمنديل فوضعوها بين يديها فقالت رقية عمة أنا لست جائعة عمة زينب أنا أريد والدي الحسين فقالت لها عمتها زينب بنية مقصودك في هذا الطبق فمدت يديها إلى المنديل وكشفته وإذا بها ترى رأس أبيها الحسين والنور يشع من غرة جبينه وشيبته مخضبة بالدماء أخذته ضمته إلى صدرها وبكت
صاحت هلا ابراسك يالعميد

يهلال عزنا ابليلة العيد

ليش اقطعت بينا يصنديد

اوعفتنا اويا ناس الموش أجاويد

سمعوا بواچيها اولفوها

وبالطشت جابوا راس أبوها

طفلة اويتيمة ما ارحموها

ابذبحة وليها خبّروها

وابراسه يا ويلي افجعوها


صاحت هلا ابراسك اونوره

يا من إلى العالم سروره

بوي الذي أتنطر حضوره

لن العدو ابظلمه اوجوره

جـايب لي راسـه اويشـع نوره
ثم جعلت تنادي أبه من قطع الرأس الشريف أبه من خضب الشيب العفيف أبه من أيتمني على صغر سني
يا والدي والله هظيمة

أنا اصير من صغري يتيمة

أثاري الأبو يا ناس خيمة

يفيي على اعياله او حريمه

نوحي ترى بعدك لجيمه

يا سور عزي يبو الشيمه


ثم نادت يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر أبتاه من للنساء الحائرات أبتاه من للأرامل المسبيات أبتاه من للعيون الباكيات أبتاه من للضائعات الغريبات من لنا بعدك يا أبتاه ليتني قبل هذا اليوم عمياء ليتني وسدت الثرى ولا أرى شيبك
مخضب بالدماء ثم وضعت فمها على فم الشهيد المظلوم وبكت حتى غشي عليها
وا فاطماه وا مصيبتاه فقال الإمام زين العابدين عمة ارفعي اليتيمة عن رأس والدي فإنها فارقت الحياة
نادى العليل اوصّعد أنفاس

ماتت يعمة اختي على الراس

قومي ارفعيها قلبي انحاس

اوخفوا البچي لا تسمع الناس

خوفي يشمتوا بينا الأرجاس

تدري العدى ما فيهم احساس

من سمعته قامت الحورى

واتوجهت ليها ابعبره

وتصيح يافاطم الصغرى

بوسط القلب شبيتي جمرة

أنا اشلون راس حسين أنظره

وعزيه عليچ واعظم أجره

لچن لوّصلتيه يصغرى

سلمي على المحزوز نحره

يبنيتي موتتچ صعبة

وآنا ذليلة ابدار غربة

وادري الولي يهواچ قلبه

لو بيدي أخليچ جنبه

واندفن وياكم ابتربة

مدري شسوي ابهالهظيمة

كلفني الوالي ابحريمه

واليوم إلي ماتت يتيمه

قلي شسوي يبو الشيمة

وحتى العزى مقدر أجيمه


فلما رأى أهل البيت ما جرى عليها أعلنوا بالبكاء وجدّدوا العزاء ولطموا الصدور ونشروا الشعور وحثوا على رؤسهم التراب ثم أمر الإمام بغسلها وتكفينها ودفنها في الخربة وقد أحضروا لها مغسلة لتغسلها، فلما جردتها عن ثيابها قالت: لا أغسلها، فقالت لها زينب (عليها السلام) : ولم لا تغسلينها قالت : أخشى أن يكون فيها مرض، فإني أرى أضلاعها زرق ، قالت زينب عليها السلام : والله ليس فيها مرض، ولكن هذه آثار السياط وكعوب الرماح ثم دفنوها في تلك الخربة ساعد الله قلب العقيلة زينب على تلك المصيبة كأني بها تنادي
دفنوچ يا عمة رقية

ابديرة غرب سوده عليه

والله لون يحصل بديه

لسوي الدرب روحه اوجيه

بينچ اوبين الغاضريه

أزورچ وازور اهل الحميه

الظلت منازلهم خليه

واهل الدمع صبح اومسيه

لمن توافيني المنيه

إي وحق ضلع أمي الزچيه

ظلت تهل امدامع العين

تقول شاعتذر من عودچ حسين
لو قال يختي ابنيتي وين

ملها حسس ويا الخواتين

أقله ادفنتها ابغرب يحسين


ولقد أصبح قبر هذه الطفلة روضة من رياض الجنة لا يخلو من الزائرين والمحبين كما أصبحت باب من أبواب الحاجات وسُجلت لها الكثير من الكرامات ومن تلك الكرامات التي سُجلت للطفلة رقية هذه الكرامة يقال : كانت عائلة مسيحية تسكن الشام ، لديها طفلة مصابة بالشلل ولا تستطيع المشي ، وقد عرضوها على أطباء في سوريا وخارجها فعجزوا عن مداواته وفي أحد الأيام جاء والد الطفلة وأمها إلى مرقد السيدة رقية بنت
الحسين (عليه السلام) وطلبوا السماح لهم بالدخول ، فلم يسمح لهم كونهم غير مسلمين ، فطلبت الأم السماح لها بالجلوس على عتبة باب السيدة رقية  فسمحوا لها ، وبعد جلوسها على عتبة الباب أخذها النعاس وراحت في نوم عميق وفي منامها رأت أن الطفلة قد فتحت باب دارها وذهبت إلى غرفة ابنتها المريضة وأيقظتها من نومها وطلبت منها النهوض من مقعدها واللعب معها. فقالت لها الطفلة : أنا مريضة ولا أستطيع القيام واللعب معك. فقالت لها : أنا أتيت للعب معك فيجب عليك القيام فسحبتها من مكانها وقالت لها : تعالي
نلعب فما كان من الطفلة إلا أن قامت وراحت تلعب معها وهي فرحة فاستيقظت الأم من منامها وهي في دهشة واستغراب وطلبت من زوجها الذهاب فوراً إلى البيت لأنها رأت شيئاً عجيباً يكاد لا يصدق ، فذهبوا فوراً إلى البيت وعندما طرقوا باب البيت وإذا بابنتهم المريضة هي التي تفتح الباب وتستقبلهم حتى أنهم لم يصدقوا ما أمامهم وماذا حدث ، وابنتهم وسطهم فرحة فقالوا لها : ماذا حدث؟ قالت: عند خروجكم من البيت وبعد ساعة وإذا بطفلة واقفة على رأسي وتقول لي : استيقظي وتعالي نلعب ، فقلت لها: أنا مريضة ولا أستطيع القيام فكيف ألعب معك. فقالت : يجب عليكِ القيام ، فسحبتني نحوها وقمت ألعب معها وها أنا كما ترونني . فقالت الأم : نعم لقد صدقت الرؤيا ، إني رأيت الطفلة التي دخلت عليكِ في المنام وقصَّت ما رأت على زوجها وقد دخلوا في الإسلام عندما علموا أن هذه الطفلة هي السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) وهذا الأمر من كراماتها حيث أن هذه العائلة دخلت الإسلام بفضل كرامة هذه العلوية المظلومة. ولا عجب ولا غرابة أن تكون هذه الطفلة ذات كرامات وهي التي عانت اليتم وهي صغيرة وكانت متعلقة بأبيها الحسين الذي كان يُسبغ عليها من عطفه ودلاله حتى أنها لم تستطع العيش من بعده فليتنا نحظى بنظرة من هذه الطفلة اليتيمة المظلومة
رقية اليتيمة اللي اظلموها

وبراس والدها افجعوها

ماتت على منحر ابوها

وفي الشام يا ويلي ادفنوها

كل الخلايق تعنوها

اوحاجاتهم منها اطلبوها

حتى النصارى تعنوها

اوحاجاتهم منها خذوها

واحنا لها اليوم اعتنينا

ذكرنا مصايبها اوبچينا

ومصابها يصعب علينا

ونريدها تعطف علينا

تقدّر الجيتنا اوسعينا

ابجاه الذي حزوا وتينه

اوجابوا الها راسه شايلينه

شافته اوصاحت يا ولينا

يمدللة لحسين جيناچ

ونريد من وفرة عطاياچ

رمز الكرم والجود رباچ

والكرم من جملة سجاياچ

بخيبة تردي العاني حاشاچ

بحق الذي في الصغر ناغاچ

ومدللة لحسين سماچ

لا تحرمينا من عطاياچ

هاليوم جيناها رقية

نذكر مصايبها سويه

بمصابها انعزي الزچيه

ونعزي غريب الغاضريه

ونريد من عدها عطيه

تمسح على المرضى سويه

ونقسم عليها الهاشمية

باللي انذبح ذبح الضحيه

ضامي ولا ضاق الميه

اوراسه انرفع بالسمهريه

نظري إلينا يا رقيه

واللي حضر هذي العزيه

يحصّل امراده بالهمسيه


لطمية
يزوار انحبوا
يا زوار انحبوا وابجوا عليّه

بنت حسين انه واسمي رُقية

* * *
يزوار انحبوا وابچوا لحالي

واذكروا عزتي وخدري ودلالي

أنه بنت النبي من بيت عالي

جدي المصطفى خير البريّه

* * *
جدي المصطفى سيد الكونين

جدي المرتضى والد السبطين

والعم الحسن والوالد حسين

وجدتي فاطمة الزهره الزچية

* * *
احنه اللي نشأنا وتربينا

بمدينة جدنه الهادي نبينا

وين الشام وين ارض المدينة

عدونا ما عرف حرمة نبيه

* * *
عدانا عن حرم جدنا بعدونا

وعن تربة وطنا شردونا

ذبحوا كل هلي واحنه سبونا

هضم مر اعلى عماتي اوعليّه

* * *
يوم الغاب ابويه حسين عني

وآنا كل بچى والنوح فني

ماآنا اتيتمت من زغر سني

يسموني العدى يا خارجية

* * *
حين النزلونا بالخرايب

شفت طيف الأبو لن عني غايب

جابوا راسه ابطشت النوايب

ويا راسه جابولي المنية

نخوة للسيدة رقية
رقية اليوم جيناها

اوفي الشدة نخيناها

* * *
رقية ماتت ابغربة

مصيبتها اشكثر صعبة

اوصارت للمحب قربه

اوما ترد من تعناها

* * *
تعنينا المدلولة

نحن بدموع مهموله

نريد امراد هالليلة

بمصيبتها طلبناها

* * *
هالطفلة افقدت واليها

امدللها اويراعيها

اوكلما تريد يعطيها


وافراقه زيّد ابچاها

* * *
رقية طفلة المظلوم

الشافت في صغرها اهموم
تعنينا لها ابهاليوم

تردنا اليوم حاشاها

* * *
تعنينا العزيتها

وتذكرنا مصيبتها

عسانا نزور حضرتها


وانحصّل من عطاياها

* * *
عزيزة في الصغر عاشت

دلال من الأبو نالت

معذورة لو عليه ماتت

وابوها چان يهواها

* * *
رقية اشلون مظلومة


امن ابوها بقت محرومة

اوتالي اتموت محرومة

غريبة اومحد اوياها

يمظلومة يبنت حسين

تعنينا اونهل العين

نريد امرادنا هالحين

علينا زاد بلواها




إعداد وتجميع
أم حسين العوض

https://telegram.me/mualyhmasom14
Emailing مجلس رقية ١.pdf
نواعي
العقيلة ومصيبة الحسن

نادت اومنها الصوت عـالي
يحسـين خويـه اوراس مـالي
واش هالطشت هاللي اقبـالي
شــفته اوم ـني تــاه بــالي
خوفي علـى عـزي اودلالي
يروح اويخلي البيـت خـالي
اوبعد الحسن وا ضيم حـالي
تدروا الأخو يـا نـاس غـالي
       
نادى عليها اوهلـت العـين
زينب يخيـه زيـدي الـونين
چبد الحسن هاللي تشـوفين
قذفها اقبالي ابطشت هـالحين
مسموم اخيچ يا ضيا العـين
يخــتي بعــد لا تــرتجين
منه السـلامة قـرة العـين
بـيروح وتضــيع المسـاكين
ويا ضيعة الإسلام والـدين
أشــوفه مــتغير جمال ـه
يحسين قلي اشـلون حالـه
انشاالله السلامه تكون فاله
ويق ـوم ويــربي اعيال ـه
قلـها اودمعـه بنهمالـه
قطعي الرجا اونظري الحاله
 
حنـت اونـادت يـا ولينـا
يالحسـن يــا نــور المدينـه
مسموم من جعـده اللعينـه
اوقل ـبي علي ـك املوعين ـه
افراق الحسن يصعب علينـا
اوكلما أشـوفه يـدير عينـه
ويوصي على اعياله اوبنينـه

أتمــنى يــومي حــان حينـه
 
قلها الحسـن زينـب يخيـه
لت ـبچين يــا زين ـب علي ـه
خلـي البچــا يــا هاشميــه
لام ـن نزلت ـوا الغاض ـريه
تجــيكم مصــايبها ســويه
اويـوم العشـر فيـه الرزيـه
بو علـي يـا زينـب يخيـه
يذبح مثـل ذبـح الضـحيه
       
نادت ـه يــا خوي ـه يش ـبر
عندي علـم بـاليوم الأقشـر
خبرني ابوك البطـل حيـدر

قلي اخـوچ القمـر لأزهـر
عبــاس بالعــامود ينطــر
وحسين يحـزوا لـه المنحـر
 
نــادى اودمعاتـه ســجومه
وآنـا بزيـدچ مـن اعلومـه
بو علي ما مش مثـل يومـه
بعد الذبح تسـلب اهدومـه
اوكل اخوته واهلـه اوقومـه
مجاتيـل في وسطة الحومه

أم حسين العوض

https://telegram.me/mualyhmasom14
نخوة للإمام الحسن عليه السلام

البحر الجـود اتعنينـا
اونبغي مـن عطايـاه
جينا اومـدينا ايـدينا
يردنا اليـوم حاشـاه
       
البحر الكرم والجود جينا اونبغي المقصود
جينا كلنا اوفـود يالبـالكرم معـدود
وليقصد لك ويعود لا ما يطلع مـردود
بو محمد يـا والينـا
اوبحر الكـرم يمنـاه
كلنا اليـوم اتعنينـا
اونبغي مـن عطايـاه

جينا انعزي الزهره بمصــيبة المس ـموم
انعزي النبي ابقبره ندري قلبه مهمـوم
هـذا اول العتـرة مات اليوم مظلـوم
اوچبده ابسم امقطعينه
خل نصرخ وا ويـلاه
اوندري قلبه املوعينه
اونبغي مـن عطايـاه
 
كلنا نصرخ لمصابه يا كريم اهل البيـت
ونعزي كل احبابه ونعزي أهل البيـت
أولهم داحي بابـه واللي يحضر كل ميت
بو الحسن يا حامينـا
الحسن كلنـا جينـاه
اوكل موالي اتهل عينه
اونبغي مـن عطايـاه
       
جينا اومدينا اليـد اومنا الدمع مذروف
نصرخ يا بو محمـد تدري كلنا اضيوف
اليقصد لك ما ينرد بحر الكرم معـروف
بمصابه الـدار علينـا
وبضلع أمـه ننخـاه
بحر ينبع من چفينـه
اونبغي مـن عطايـاه
       
يا بو محمد مظلـوم في الحياة اوبعد الموت
قضى عمره مهموم تاليها ابسم ايمـوت
واسهام اعداه هاليوم صابت ويلي التابوت
وحتى قبره امهدمينـه
رادوا يمحوا ذكـراه
وايظل اهو السـفينة
اونبغي من عطايـاه
 
يالحسن يوم اوداعك ويا حسين المظلـوم
واتقله ابحال انزاعك ما مثل يومك يـوم
تتذبح كل أتباعـك وأنت اتظل بين القوم
على بو محمد نقسـم
ابحال حسـين اوبلـواه
نظرة يمن بيها علينـا
اونبغي من عطايـاه
أم حسين العوض

https://telegram.me/mualyhmasom14
الحنين لزيارة الحسين

اجفوني قرحّت من البچا والنوح

ليل انهار اهلن دمعي المسفوح

أريد اوصل وازور الضامي المذبوح

من بعيد اسلّم والقلب مجروح

عسى يوصل سلامي حق عديل الروح

من الزوار أسمي ينكتب ويروح

مع قلبي واشواقي معاهم دمعي المسفوح


أم حسين العوض

https://telegram.me/mualyhmasom14
رسالة لزوار الحسين

عندي وصية للي قبر حسين يزورونه

أمانة للقبر لمن توصلونه

نيابة عني الشباك يقبلونه

واسمي يم ضريح حسين يذكرونه

حتى املاك عرش الله يسجلونه

من الزوار اريد اسمي يحسبونه

وامانة تذكروا جية المحزونة

تنادي قبر اخويه يالتدلونه

بعجل قوموا لقبر حسين ودونه

أريد أنصب مناحة وانتوا عزونه


أم حسين العوض

https://telegram.me/mualyhmasom14
نعي في رثاء الإمام الرضا عليه السلام

ثامن اليمه اليوم يا زهرة الحزينة
مرمي على فراش المرض يجهر ونينه
ثامن اليمه اليوم من ولدچ يزهـرة
مرمي على افراش المرض يجذب الحسره
يا ليت جده المرتضى عينه تنظـره
يجذب الونه ابـدار غربـه سـامينه
 
المأمون غاله اولختشى من االله القيوم
خلى البتولة في قبرها تصيح هـاليوم
وشلك مع ابني قطعت قلبه بالسموم
او خليت ابنه محير اويصفج بيدينـه
 
لمن لفاله ابنه الجواد اوشافه مطروح
متغيره الوانه اويعالج طلعـة الـروح
حن وبچى ونادى عليه ابدمع مسفوح
بتروح وآنا أبقى امحـير يـا ولينـه
بس ما سمع له ويل قلبي زاد الونين
او قله شسوي هالرجس نسل الملاعين
من غير سبه اولا جنيه اولا طلب دين
سمني ولا راعـى إلى الهـادي نبينـه
 
يبني ابرمان اوعنب قـدم لي سمـه
وآنا الذي جدي انبعث للكون رحمه
ما بين ما هو يشتكي لبنه اويعلمـه
لن انخفض صوته اومنه حـان حينـه
 
من بعد ما اوصى الجواد بكل وصاياه
فاضت الروح او غمضه اوليده اوسجاه
صد شاف ابوه ابدار غربه اومحد اوياه
حن اوتزفر وانتحب واهملـت عينـه

تالي اوليده غسله اودمعه على خده
وباكفان لفه اومدده ويلـي ابلحـده
وطوس ابأهلها اتزلزلت تبچي الفقده
والكل طلع يبچي اويهل ادموع عينه
 
لكن يشيعه حسين ما حصل له دفان
عاري ثلث تيام ظل مرمي ابتربـان
وسفه والف ياحيف لاغسلٍ ولااكفان
وصدره الأعادي بالعوادي امكسرينه

أم حسين العوض
https://telegram.me/mualyhmasom14
مجلس وفاة الإمام الرضا عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي امتحن أوليائه بالمحن والمصائب بمقدار ما لهم من القرب وعلو المراتب وجعل البكاء والحزن على مصائب أُمنائه والتفجع والتلهف على ما نزل بأصفيائه موجباً لرفع الدرجات وغفران الخطيئات وسبباً لتكفير كبائر الذنوب والسيئات وباعثاً على رضاه وثوابه والنجاة من سخطه وعقابه والصلاة والسلام على شفعاء الخلق محمد وآله أجمعين .
أي قلب يستر بعد قتل أُمناء الرحمن وسادات الزمان وأي فؤاد لا يحزن لفقدهم أم أي عين تحبس دمعها وتبخل بانهمالها فقد أصبح أمناء الدين وعترة خير المرسلين مطرودين مشردين عن الديار والأوطان وخرجوا من هذه الدنيا بين مسموم ومذبوح ومفقود ومسجون ومطرود حتى انتهت النوبة إلى الإمام الثامن الذي هو لمن زاره على بعد مداه ضامن للجنان ونذكر لكم الآن نبذة من حياته وفضائله وسيرته قبل الشروع في ذكر خبر وفاته .
فقد ولد صلوات الله وسلامه عليه في المدينة يوم الخميس الحادي عشر من ذي القعد سنة مائة وثمان وأربعين من الهجرة وكنيته أبو الحسن وألقابه الرضا والصابر والرضي والوفي والصادق والفاضل واشتهر بلقب الرضا لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ولم يكن ذلك لأحد من آبائه  فلذلك سمي من بينهم بالرضا وكان الإمام موسى بن جعفر قد منحه لقب الرضا منذ نعومة أظافره كما أنه أعطاه كنية أبو الحسن وقد أكثر الإمام موسى بن جعفر من بيان فضائل ابنه وأنه خليفته والإمام من بعده وكان الإمام الرضا  بمثابة قرآن ناطق فخلقه من القرآن وعلمه وأجوبته انتزاعات من القرآن المجيد وكان يختمه في كل ثلاث ليال ويقول لو أردت أن أختمه في أقل من ذلك لفعلت ولكني ما مررت بآية قط إلا وفكرت فيها وفي أي شيء نزلت وروي له الكثير من الحكم منها قوله عليه السلام المؤمن إذا أحسن استبشر وإذا أساء استغفر والمسلم الذي يسلم المسلمون من لسانه ويده وليس منا من لم يؤمن جاره بوائقه وقال  لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه ثلاث خصال التفقه في الدين وحسن التقدير في المعيشة والصبر على الرزايا وللإمام الرضا  أنواع من الأدعية والابتهالات تدلّ على مدى اتّصاله بالله ومدى تعلّقه به وانقطاعه إليه وكان يقنت في وتره ويقول اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، اللّهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت ، وتولّنا فيمن تولّيت وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا شرّ ما قضيت ، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك إنّه ﻻ يذلّ من واليت ، ولا يعزّ من عاديت تباركت ربّنا وتعاليت وكان  يقول في سجوده : لك الحمد إن أطعتك ، ولا حجّة لي إن عصيتك ، ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك ، ولا عذر لي إن أسأت ما أصابني من حسنة فمنك ، يا كريم اغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها ، من المؤمنين والمؤمنات .
وكان من عبادته  أنه إذا صلّى الفجر في أول وقتها يسجد لربه فلا يرفع رأسه إلى أن ترتفع الشمــس ومما ورد في ذكر أخلاقه  قال إبراهيم بن العباس إني ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا  وشهدت منه ما لم أشاهد من أحد ما رأيته جفا أحد بكلام قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه وما رد أحد عن حاجة قدر عليها ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط ولا اتكأ بين يدي جليس له قط ولا رأيته يشتم أحد من مواليه ومماليكه ولا رأيته تفل قط ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسم وكان إذا خلا ونصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس وكان قليل النوم كثير السهر يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر وكان يقول ذلك صوم الدهر وكان كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة ومما ورد من كلامه من وصية له أوصى بها عبد العظيم الحسني قال  أبلغ أوليائي عني السلام وقل لهم لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة فإن ذلك قربة إلي ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك أو أسخط ولياً من أوليائي دعوت الله أن يعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين .
وقد وردت روايات كثيرة عن النبي  في فضل زيارة قبر الإمام الرضا  منها قول النبي  ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزوره مؤمن إلا أوجب الله عز وجل له الجنة وحرّم جسده على النار وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  قال سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه أسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى  فمن زاره في غربته غفر الله تعالى له ذنوبه ما تقدم وما تأخر ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار . ولله در الشاعر حيث يقول :

أتيناك نقطع صم الجبال

وما ذاك إلا لنيل الرتب


علي ابن موسى وصي الرسول
سليل المعالي رفيع الحسب

إمام الورى أشرف العالمين

حميد السجايا
شريف النسب

فأنت الإمام ونجل الإمام

وأنت المرجّى لدفع الكرب

أجرني من نائبات الزمان

ومثلك من يرتجى للنوب

وأرجوك يا أكرم العالمين

تخلصني من عظيم النصب

ومن لي سواك بيوم النشور

وأنت الشفيع وخير السبب

وصلي إلهي على من به

ورثنا السيادة دون العرب


نكتفي بهذا القدر من ذكر فضائله  لأن فضائل أهل البيت لا يمكن أن تحصيها الكتب والمؤلفات ونبدأ في سرد سيرته بعد وفاة أبيه حتى شهادته فقد روي أنه لما انتقل الإمام موسى الكاظم  إلى جوار ربه بعد أن قاسى مرارات السموم وذاق من ويلات السجون وانتقلت الإمامة إلى ولده الإمام الرضا بوصية منه جعل الرشيد يتربص بالإمام الرضا الدوائر ويلقيه في السجون حتى أنه ألقاه مرة في بركة السباع كما فعل بأبيه الكاظم  وهذا حاله في ولاية الرشيد حتى تولى من بعده ابنه محمد الأمين فأخرج الرضا وأنعم عليه وأمر بإتباعه أهل مملكته فقتله أخوه المأمون فعامل الرضا  بخضوع النفاق حتى أنه أظهر التشيع وقد وجّه المأمون دعوته للرضا وطلب منه المسير من المدينة المنورة إلى خراسان فاستجاب الإمام  لذلك مكرهاً وقد جرت بينهما مراسلات ومعاهدات شهيرة وزوجّه بأم حبيب وهي ابنته ولما أراد أن يخرج من المدينة قال بعضهم كنت في حرم رسول الله  فجاء الإمام الرضا يودع قبر جده وهو يريد التوجه إلى خراسان قال فرأيته يبكي بكاءً شديد وكان قد بلغني الخبر أن المأمون قد أرسل على الرضا  قال فدنوت منه وقلت سيدي أهنيك بهذا السفر فمالي أراك حزينا باكيا فقال  يا فلان عزني بهذا السفر لأني أخرج من جوار جدي رسول الله وأموت في دار غربة ومضيعة وأدفن إلى جنب هارون وأيضا أخبر الإمام عياله لما أراد الخروج من بيته بأنه لا يعود إليهم من سفره هذا وطلب من نسائه وبناته أن يبكين عليه ويندبنه وهو حي ليسمع ندبتهن لذا ورد في بعض زيارته السلام على من أمر عياله بالبكاء عليه قبل وصول القتل إليه ثم توجه بأبي وأمي إلى خراسان وكأني ببعض المحبين يخاطب أرض طوس عن لسان الزهراء
يا طوس ردي من مضى لأرضچ بحيلة
لا تفجعيني بالرضا خلّي سبيله

خوفي من المأمون هالفاجر يغيله

فوضت أمري للعلي الواحد القهار

ردي عزيزي لا يغيله نسل هارون

ما في بني العباس يدعا قط مأمون

كلهم مرام الشر بأولادي يرومون

أسأل عسى حيهم فنا وأمواتهم نار

ياطوس ردي الي الرضا باقي البقية

اتفرقوا الأولاد ما احد رد ليه

بغداد اوسامرى اوأرض الغاضريه

وقلبي على افراق الرضا يشتعل كالنار

ردي الرضا يا طوس لتصيري انحوسه
خليت مدارسنا ترى اوخليت ابيوته

خوفي من المأمون يتسبب ابموته

خوفي عليه ايسمه ولا يعوّد للديار

ردت عليها طوس قالت يا حزينة

أبنچ يمحزونة الرضا لا ترتجينه

شوفي منازلهم خليه في المدينة

نوحي عليهم يا حزينة ليل وانهار


ويروى أن الإمام  لما دخل نيسابور وهو في طريق رحلته إلى خراسان كان
في قبة مستورة على بغلة شهباء فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي ومعهما خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية فقالا أيها السيد ابن السادة أيها الإمام وابن الأئمة أيها السلالة الطاهرة الرضية أيها الخلاصة الزاكية النبوية بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلاّ أريتنا وجهك المبارك الميمون ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدك نَذْكُرك به فاستوقف البغلة ورفع المظلة وأقر عيون المسلمين بطلعته المباركة الميمونة وحدثهم بالحديث المعروف بالسلسلة الذهبية فقال  حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم، قال حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال حدثني أبي الحسين بن علي شهيد أرض كربلاء قال حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب شهيد أرض الكوفة قال حدثني أخي وابن عمي محمد رسول الله  قال حدثني جبرائيل  قال سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول كلمة لا إله إلاّ الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ويروي الصدوق في نهاية الحديث زيادة لطيفة. قال: فلما مرّت الراحلة نادانا بشروطها وأنا من شروطها ويروى عن بعض السلف من المحدثين أن هذا الحديث بهذا السند لو قرئ على مجنون لأفاق . فلما وصل إلى خراسان عرض عليه المأمون الخلافة فأبى الإمام قبولها فقال له المأمون يا بن رسول الله لابدّ لك من قبول هذا الأمر فقال  لست أفعل ذلك طائعاً أبداً فما زال يجهد به أيّاماً حتّى يئس من قبوله
فقال له المأمون فإن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك فكن ولي عهدي لتكون لك الخلافة بعدي فرفض الإمام وأخبره بأنه يموت مسموم ولن يكون خليفة ودار بينهما حديث طويل ثم إن المأمون غضب وقال فبالله أقسم لأن قبلت ولاية العهد وإلاّ أجبرتك على ذلك فإن فعلت وإلاّ ضربت عنقك فقال الرضا  قد نهاني الله عزّ وجل أن ألقي بيدي إلى التهلكة فإن كان الأمر على هذا
فافعل ما بدا لك وأنا أقبل ذلك على أنّي لا أولّي أحداً ولا أعزل أحداً ولا أنقض رسماً ولا سنةً وأكون في الأمر من بعيد مشيراً فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده على كراهة منه  فأعلن المأمون البيعة للإمام بولاية العهد في شهر رمضان فجلس المأمون ووضع للإمام الرضا  وسادتين عظيمتين وأجلس الرضا  عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ثمّ أمر ابنه العباس بن المأمون أن يبايع له أوّل الناس وقامت الخطباء والشعراء فجعلوا يذكرون فضل الرضا  وروي أن الشاعر أبو نواس دخل على المأمون فقال له المأمون
يا أبا نؤاس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا منّي ، وما أكرمته به ، فلماذا أخّرت مدحه ، وأنت شاعر زمانك ،وقريع دهرك ؟ فأنشأ يقول
قيل لي أنت أوحد الناس طراً

في فنون من الكلام النبيهِ

لك من جوهر الكلام بديعٌ

يثمر الدر في يدي مجتنيهِ

فعلام تركت مدح ابن موسى

والخصال التي تجمعن فيهِ

قلت لا أهتدي لمدح إمامٍ

كان جبريل خادماً لأبيهِ


ورويت لهذا الشاعر أبيات في مدح أهل البيت يقول فيها
مطهرون نقيات ثيابهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا


من لمن يكن علوياً حين تذكره


فما له في قديم الدهر مفتخر

والله لما برى خلقاً فأتقنه


صفاكم واصطفاكم أيها البشر

فأنتم الملأ الأعلى وعندكمُ

علم الكتاب وما جائت به السور


روي أنّه لمّا أنشدها قال له الإمام الرضا قد جئتنا بأبيات ما سبقك أحد إليها أحد ثم التفت إلى غلامه وقال يا غلام هل معك من نفقتنا شيء فقال الغلام ثلاثمائة دينار فقال أعطها إياه ثم قال عليه السلام
يا غلام سق إليه البغلة
وروي عن دعبل قال دخلت على سيدي الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا  بخراسان، فقلت له يا بن رسول الله إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك وأحب أن تسمعها مني فقال لي  هاتها.... فأنشدته :
مدارس آيات خلت من تلاوة

ومهبط وحي مقفر العرصاتِ

لآل رسول الله بالخيف من منى

وبالبيت والتعريف والجمراتِ

ديار علي والحسين وجعفر

وحمزة والسجاد ذي الثفنـاتِ

ديار عفاها جور كل منابذ

ولم تعف بالأيام والسنواتِ

ديار لعبد الله والفضل صنوه

سليل رسول الله ذي الدعواتِ

منازل كانت للصلاة وللتقى

وللصوم والتطهير والحسناتِ

منازل جبريل الأمـين يحلها

من الله بالتسليم والزكواتِ

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنـزل وحي مقفر العرصاتِ

أفاطم لو خلت الحسين مجدلا

وقد مات عطشان بشط فراتِ

أفاطم قومي يبنت الخير واندبي

نجوم سماوات بأرض فلاتِ

توفوا عطاشى بالفرات فليتني

توفيت فيهم قبل حين وفاتي





قال دعبل فعلت زفارت الرضا وتأججت حسراته وتحدرت دموعه وقال وا قتيلاه وا حسيناه يا دعبل لقد هيجت علي أحزانا ساكنة وقد كانت في فؤادي كامنة لقد حل بهم الرزء العظيم والخطب الجسيم والمصيبة العظمى التي تزلزلت لها الجبال وبكت لها السماء دما ثم أكمل دعبل قصيدته فلما وصل إلى قوله
ألم ترى أني مذ ثلاثين حجة

أروح وأغدو دائم الحسراتِ

أرى فيأهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفراتِ


بكى أبو الحسن وقال صدقت يا خزاعي فلما بلغ إلى قوله
ديار رسول الله أصبحن بلقعاً

وآل زياد تسكن الحجراتِ

وآل رسول الله نحفٌ جسومهم

وآل زياد غلظ القصراتِ

إذا وُتروا مدوا إلى واتريهمُ

أكفاً عن الأوتار منقبضاتِ


جعل أبو الحسن يقلب كفه ويقول أجل والله منقبضات فلما بلغ إلى قوله
قبور بكوفان وأخرى بطيبة

وأخرى بفخ نالها صلواتي

وقبرٌ ببغداد لنفس زكيةٍ

تضمنها الرحمن في الغرفاتِ


قال له الرضا  أفلا ألحق بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك فقال بلى يبن رسول الله فقال 
وقبرٌ بطوس يا لها من مصيبةٍ

ألحت على الأحشاء بالزفراتِ

إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً

يفرج عنا الهم والكرباتِ


فقال دعبل هذا القبر بطوس قبر من هو فقال له ذلك قبري ولا تمضي الأيام والليالي حتى يصير مختلف شيعتي وزواري ألا فمن زارني بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة يقول دعبل فواصلت إنشاد قصيدتي حتى وصلت إلى قولي
سأبكيهم ما ذرّ في الأفق شارق

ونادى منادي الخير بالصلواتِ

وما طلعت شمس وحان غروبها

وبالليل أبكيهم وبالغدواتِ

فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد

تقطّع نفسي إثرهم حسراتي

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله بالبركاتِ

يميّز فينا كلّ حقّ وباطل

ويجزي عن النعماء والنقماتِ


يقول دعبل وحين ذكرت الحجة القائم عجل الله فرجه وضع الرضا  يده على رأسه وتواضع قائماً ودعا له بالفرج ثم رفع رأسه إليّ وقال يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الإمام أو متى يقوم فقلت لا يا سيدي إلا أني سمعت عن آبائي بخروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً.فقال
 إن الإمام بعدي ابني محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت جوراً وظلما وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت لقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله  قال مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة يقول دعبل وتابعت الإنشاد.. ولما بلغت إلي قولي:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها

وإني لأرجو الأمْن بعد وفاتي

قال الرضا  آمنك الله يوم الفزع الأكبر ثم نهض الرضا  بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة وأمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار فلمّا كان بعد ساعةٍ خرج الخادم إليه بـمائة دينارٍ رضويةٍ فقال له يقول لك مولاي اجعلها في نفقتك فقال دعبل والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيءٍ يصل إلي وردَّ الصُرَّةَ وسأل ثوباً من ثياب الرضا ليتبرك ويتشرف به, فأنفذ إليه الرضا  جُبَّةَ خزٍّ مع الصُرَّة وقال للخادم قل له خُذْ هذه الصُرَّة فإنك ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها يقول دعبل فقدمت العراق فبعت كل درهم رضوي منها بعشرة دراهم اشتراها مني الشيعة فحصل لي مائة ألف درهم وبلغ خبر الجبة أهل قم فاعترضوا طريق دعبل وسعوا للحصول عليها وسألوه أن يبيعهم إياها بثلاثين ألف درهم فلم يفعل فخرجوا عليه في طريقه فأخذوها منه غصباً فهددهم بالشكوى إلى الإمام الرضا فصالحوه وأعطوه الثلاثين ألف درهم وأحد أكمامها فحصلت له بهذه الدنانير والجبة كرامات كثيرة منها أنه كانت له جارية أصيبت عينيها بالرمد وقد آيس من شفائها الأطباء فجاء إلى باقي الجبة ومسح على عينيها بها فشفيت وأصبحت أصح مما كانت عليه من قبل ببركة الإمام الرضا  وبقي الإمام في تلك المدة التي كانت له ولاية العهد يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر وكل يوم يظهر من المعجزات والكرامات ما لا يعد ولا يحصى منها أن المطر قد احتبس على أهل إيران فقال المأمون للرضا قد احتبس المطر فلو دعوت الله أن ينـزل المطر على الناس فقال الرضا  نعم قال متى تفعل ذلك قال يوم الاثنين وكان ذلك اليوم يوم الجمعة فلما كان يوم الاثنين خرج إلى الصحراء وخرج الناس ينظرون فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اللهم يارب قد عظّمت حقنا أهل البيت فتوسلوا بنا كما أمرت وأمّلوا فضلك ورحمتك وتوقعوا إحسانك ونعمتك فاسقهم سقيا نافعا غير رائث ولا ضائر وليكن ابتداء مطرهم بعد انصارفهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم فوالله الذي بعث محمداً بالحق نبياً لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر فقال الرضا  على رسلكم أيها الناس إنما هي لأهل بلد كذا وكذا ثم جاءت سحابة أخرى فقال  على رسلكم إنما هي لأهل بلد كذا وكذا حتى جاءت عشر سحائب وعبرت وهو يقول إنما هي لأهل بلد كذا وكذا فأقبلت سحابة حادية عشر فقال  هذه بعثها الله لكم فاشكروه على ما تفضل به عليكم وقوموا إلى منازلكم فخرج الناس فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابل من المطر وملئت الأودية والحياض فجعل الناس يقولون هنيئاً لابن رسول الله  بكرامات الله تعالى ولما جاء يوم العيد بعد قبول الإمام ولاية العهد بعث المأمون إلى الرضا يسأله أن يركب ويحضر العيد ويخطب فقال  قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخولي في هذا الأمر فلما ألح عليه قال  إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلي وإن لم تعفني خرجت كما يخرج رسول الله  فقال اخرج كما تحب فلما طلعت الشمس اغتسل الإمام وتعمم بعمامة بيضاء من قطن وألقى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفيه ثم قال لمواليه افعلوا كما فعلت ثم أخذ بيده عكازا وخرج وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق ثم رفع رأسه إلى السماء وكبر أربع تكبيرات فخيل للناس أن الهواء والحيطان تجاوبه ثم وقف على الباب وقفة وقال الله أكبر الله أكبر الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام والحمد لله على ما بلانا ورفع بذلك صوته وكذا أصحابه فتزعزت مرو من البكاء والصياح وكان  يقف في كل عشر خطوات وقفة ويكبر الله تعالى أربع تكبيرات فتخيل للناس أن السماء والأرض والحيطان تجاوبه فبلغ ذلك المأمون وأخبره الوشاة بشدة تأثير خروج الإمام إلى المصلى على هذه الهيئة في نفوس الناس فبعث المأمون إليه يسأله الرجوع فرجع الإمام ولكن طريقة خروجه إلى الصلاة قد أثرت في نفوس المسلمين لما وجدوا فيها من مظهر كامل للعبودية الحقة لله جل جلاله وإحياء للسنة المحمدية ولقد أجاد الشاعر حيث يقول :
ذكروا بطلعتك النبي فهللوا

لما طلعت من الصفوف وكبروا

حتى انتهيت الى المصلى لابساً

نور الهدى يبدو عليك فيظهر

ومشيت مشية خاشع متواضع

لله لا يزهو ولا يتكبر

لو أن مشتاقاً تكلف غير ما

في وسعه لمشى إليك المنبر


وكلما شاعت فضائل الإمام حسده المأمون وأضمر له الحقد والحسد فلما دنى الأجل المحتوم أرسل الإمام إلى أبي الصلت الهروي وأخبره بقرب رحيله ووصف له كيفية دفن
ه وأخبره الإمام أن المأمون يحاول أن يجعل قبر هارون قبل قبره ولن يحصل له ذلك لأن المعاول تثب عن الأرض يقول أبو الصلت ثم إن الإمام  قال يا أبا الصلت غداً أدخل على هذا الفاجر فإن خرجت مكشوف الرأس فكلمني أكلمك وإن خرجت وأنا مغطى فلا تكلمني قال أبو الصلت فلما أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس في محرابه فجعل ينتظر فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال أجب أمير المؤمنين فلبس نعله وردائه وقام ومشى وأنا أتبعه حتى دخل على المأمون وكان اللعين قد أخذ عنقود من العنب وصار يغمس الخيط في السم ويدخله في حبات العنب يقول أبو الصلت ودخل الإمام عليه وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه فلما أبصر الرضا وثب إليه فعانقه وقبل ما بين عينيه وأجلسه معه ثم ناوله العنقود وقال يبن رسول الله ما رأيت عنبا أحسن من هذا فقال الرضا ربما كان عنباً حسناً فيكون في الجنة فقال كل منه فقال الرضا اعفني من ذلك فقال لا بد من ذلك ولعلك تتهمنا بشيء فتناول الإمام العنقود وتناول منه ثلاث حبات فأحس بحرارة السم فرمى العنقود من يده وقام فقال المأمون إلى أين فقال إلى حيث وجهتني وخرج مغطى الرأس متغير اللون وأقبل إلى منـزله واضطجع على فراشه وجعل يتقلب يمينا وشمالا وا إماماه وا سيداه وغريباه
جودي على الرضا بالدمع يعيون

لما طلع من مجلس المأمون

راسه امعصب اومتغير اللون

وصل دراه يون اوتهمل العين

يويلي عليه بات اشلون ليلة

يون اوونته هدمت حيله

لمن طر الفجر روحه نحيلة

ومن صار الفجر ما هجعت العين

آه يا ساعة اللي طبت الناس

على العادة لقوه ابحالة الياس


على افراشه يلوج امعصب الراس

يتقلب يسار اونوب اليمين


وروي عن ياسر الخادم لما كان اليوم الذي قبض فيه الإمام الرضا  يقول كان ضعيفاً في ذلك اليوم فقال لي بعدما صلى الظهر يا ياسر أكل النساء شيئا فقلت سيدي من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه فانتصب  ثم قال هاتوا المائدة ولم يترك من حشمه أحد إلا أقعده معه على المائدة وجعل يتفقد واحدا واحدا فلما أكلوا قال ابعثوا إلى النساء فلما فرغوا من الأكل أغمي عليه وضعف حاله فوقعت الصيحة وا إماماه وا سيداه وقيل أن المأمون جاء حافيا حاسرا يضرب على رأسه ويقبض على لحيته ويتأسف ويبكي وتسيل الدموع على خديه فوقف على الإمام وقد أفاق فقال يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين أعظم علي فقدي لك وفراقي إياك أو تهمة الناس لي أني اغتلتك فرفع الرضا طرفه إليه ثم قال أحسن معاشرة أبي جعفر وقيل أن نساء المأمون وجواريه قد جئن حافيات حاسرات ووقعت الضجة والحنة بأرض طوس
صارت الضجة والحنين

والكل يهمل دمعة العين

ويلطم على راسه باليدين

ينادون يا نسل الميامين

بتروح عنا يا ضيا العين

ونظل من بعدك مظلمين

صاحت عليه كل الرعيه

بعيد البلا يبن الزچيه

امدد على افراش المنيه

بتروح عنا ابهالمسيه

وتغيب الأنوار المضيه

نطلب يخلاّق البريه

انشالله الرضا شيخ الرعيه

يسلم لنا ويدوم فيه


وجعل الإمام يعاني من حرارة السم وهو وحيد في دار غربة ليس حوله أحد من عشيرته وأقربائه يقول أبو الصلت أمر الإمام أن تغلق الدار فمكثت في صحن الدار مهموم محزون والإمام بين قائم وقاعد من شدة حرارة السم وكأني به يتلفت ناحية المدينة
ظل ينتحب وتهل عينه

ويتلفت الصوب المدينة

يسلم على اوخيته الحزينة

يقلها اوعبراته هتينة

يختي بأمان الله قضينه

وانعود أبد لا ترتجينا

ومكتوب لنچ تعتنينا

وبديار غربة اتجاورينا

ثم إن الإمام لما تحقق من دنو أجله أشار إلى خليفته الإمام الجواد أن يأتي إليه من المدينة لأنه لا يلي أمر الإمام المعصوم إلا المعصوم يقول أبو الصلت بينما أنا واقف إذ دخل علي شاب حسن الوجه أشبه الناس بالرضا فقلت له من أين دخلت والباب مغلق قال الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار فقلت ومن أنت قال حجة الله عليك يا أبا الصلت أنا محمد بن علي ثم مضى نحو أبيه ودخل وأمرني بالدخول معه فلما نظر إليه الرضا  وثب إليه فضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه وجعل يوصيه بوصاياه
ليتچ تحضرينه يزهره

فوق الفرش يجذب الحسرة
يوصيه على احريمه اوبزره
يوصي على احريمه اوبزره

وبديار غربة يصعب أمره

أشّر على اوليده ابعبره

واوصى عليه وأعطاه سره

أشّر على اوليده اوجاله

فوق الفرش شافه اشحاله

مسموم اومتغير جماله

نادى اودمعه بانهماله

بوي اونظر عيني اشجرى له

يا ليت لن روحي فدا له

يقول أبو الصلت ثم إن الإمام سحب ولده سحبا في فراشه وأكب عليه يقبله ويسّاره بشيء لم أفهمه وبينما ولده الجواد عنده وإذا بإمامنا الرضا قد غمض عينيه وأسبل يديه ومد رجليه
أويلي على الرضا من عدل رجليه

تشاهد ويل قلبي واسبل ايديه

روحه خلصت اوما ظل نفس بيه

أويلي عل
ى الرضا من قرب البين

يويلي الرضا غمض اعيونه

وين الأهل ما يحضرونه

اووقت المنيه يمددونه

ابدار الغرب لا يتركونه

هذا والإمام قد عرق جبينه وسكن أنينه وكان آخر ما تكلم به الإمام الرضا 
قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وكان أمر الله قدرا مقدورا واستقبل القبلة وتشهد الشهادتين وفاضت روحه الطاهرة رحم الله من نادى وا إمامه وا سيداه وا مسموماه فلما خرجت نفسه الشريفة تلقتها الحور والولدان وأعلنت السماء بالبكاء وارتجت الأرض وتفشت الظلمة فلم يرى في ذلك اليوم إلا باك وباكية ناع وناعية ونائح ونائحة
يويلي اشلون ضجة صارت ابطوس

أجت الناس بس تلط على الروس

الله اوياك آه يا شمس الشموس

رحت واحنا بعد نورك مظلمين

تقول من العزى انقلبت اخريسان

لفت له اتشيعه بثياب الأحزان

بس حسين ظل مطروح عريان

ظل ابكربلا واهله مظعنين


ويلي الرضا مات ابخراسان

اوقلب الجواد التهب نيران

ومن عينه فاض الدمع غدران

اينادي تعالوا يآل عدنان

غسلوا اوشيعوا عالي الشان

لا يظل مثل المات عطشان

واعلى الثرى مذبوح عريان

وابنه علي السجاد وجعان

اوقلبه التهب من نار الأحزان

اوزينب تصيح ابصوت وليان

يهلي ترى بينا الدهر خان

وحسين ما حصّل له دفان


ثم قام الإمام الجواد ونادى يا أبا الصلت قلت لبيك سيدي قال أعظم الله أجرك في الرضا فقد مضى فبكيت قال لا تبك وهات المغتسل ولنأخذ في جهازه وكان كل شيء معد في الخزانة فأخذ الإمام الجواد في تجهيز والده وتغسيله لوحده وبعد تغسيله وتكفينه والصلاة عليه وقد أدى الصلاة ولده محمد الجواد أخذوه إلى محل قبره وقد أراد المأمون أن يدفنه خلف قبر أبيه هارون فتصلبت عليهم الأرض فحفروا له في محل مرقده أمام قبر هارون فما أمسى المساء إلا وهو في ملحودة قبره وجده الحسين بقي ثلاثاً تصهره الشمس .
حصّل غسل حصّل كفن واتشيع ابساع
ودوه القبره واندفن ما حصل منّاع

لاچن حسين الماحصل شيله عن القاع

محد حضر جثته اوعن الرمضى رفعها

ظل بالشمس مطروح محد وصل يمه

بس الحريم اتنوح والأطفال لمه

هاي التجيه اتقبله اوذيچ التشمه

شيفيد لمة هالحرم يمه اوجمعها


أسأل من الناس من شالوا النعش

للقبر ماشين الكل خده خمش

بالدمع قبره ابدال الماي رش

ورش ضريح حسين سجاد ابدموع
أسأل على حسين منهو الغسله

من حفر قبره اويا هو النـزله

لو بقى مطروح عاري ابكربلا

والعوادي هشمت منه الضلوع




لطمية
لوفاة الرضا
هاليوم عزوا المرتضى
وا ويلاه

سمّوا الأعادي ابنه الرضا

وا ويلاه

واسوّد من بعده الفضا
وا ويلاه

يا ويلي بالغربة قضى
وا ويلاه

بوداع احبابه ما احتضى
وا ويلاه

اوجاله الجواد اوغمّضه
وا ويلاه

ما ظل اعضاه امرضرضه
وا ويلاه

مثل اللي ما احد غمّضه
وا ويلاه

وابنه ابيسر عنه مضى
وا ويلاه

وبچفن والله ما احتضى
وا ويلاه

عزوا النبي خير الورى
وا ويلاه

وعزوا البتولة الطاهرة
وا ويلاه

مات الرضا ابغربة ترى
وا ويلاه

اومحد من اهله حاضره
وا ويلاه

قلبه من السموم انبرى
وا ويلاه

اوشالوه ابنعش للمقبره
وا ويلاه

ما ظل على حر الثرى
وا ويلاه

مثل اللي حزوا منحره
وا ويلاه

اوخلوه اعضاه اموذرى
وا ويلاه

ما احد حضر له من الورى وا ويلاه

وامصابه مثله ماجرى
وا ويلاه


عزوا الإمام المنتظر
وا ويلاه

جده الرضا شاف القهر
وا ويلاه

تاليها بالسم انغدر
وا ويلاه

جاله الجواد من السفر
وا ويلاه

شيعه اوحطه في القبر
وا ويلاه

ما ظل على جرف النهر
وا ويلاه

مرمي اومرضوض الصدر
وا ويلاه

مثل اللي قطعوا له النحر
وا ويلاه

اوعلوّا كريمه على السمر
وا ويلاه

ما احد حضر له من البشر
وا ويلاه

يحضّر له كافور اوسدر
وا ويلاه

يغسلنه ويحطه ابقبر
وا ويلاه


لطمية
لسم الإمام
اليوم الرضا في غربته

والسم قطّع چبدته

***
اليوم الرضا واشحاله

متحاولينه اعياله

وادموعهم هماله

مسموم تصعب حالته



***
جاله اوليده ينادي

يا والدي واشسادي

حالك فطر لي افادي

ومن شافه ذابت مهجته

***
شافه يون بمچانه


مسموم من عدوانه

زادت عليه احزانه

والرضا زادت علته

***
نادى على اوليده اوقرب

اوقله ترى حالي صعب

واسمعني يازاكي النسب

وأبدى إليه اوصيته

***
الله يا حال الغريب

في هالبلد ما له حبيب

ولا حضر يمه قريب


واوليده تصعب حالته

***



لطمية
لوفاة الإمام
اليوم قلب المصطفى املوعينه

على الغريب الظل يدير ابعينه

***
سمه المأمون ويلي بالعنب

ظل يلوج من الألم قلبه انشعب

النوب بالرمان سمه ابلا ذنب

اتقطعت چبده ويجر