مجالس ومراثي

مجلس السيدة نفيسة
بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله عليك يا رسول الله صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطاهرين المظلومين صلى الله عليك يا أبا عبد الله وعلى أنصارك والمستشهدين بين يديك طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم بلغنا الله يا مولاي في الدنيا زيارتكم وفي الآخرة شفاعتكم .

يا صاح إن رمت الحياة الفاخرة
فاقصد حمى بنت الكرام الطاهرة

ذات الكرامات المعظمة التي

أسرارها بين الخلائق ظاهرة

كم جاءها ذو فاقة يرجو الغنى

جائها ذو فاقة يرجو الغنى

جبرت بتيسير المعائش خاطره

يا كعبة الأسرار جئتك لائذاً

أبغي الندى من فيض كفٍ عاطره

أجينا للنفيسة اوقصدناها

نبي من جودها اونبغي عطاياها

اوحاشى يخيب كلمن تعناها

وهي جدها الحسن بحر الكرم چفه

عفيفة اوطاهرة وجدها الحسن معروف
على طول الزمن بحر الكرم موصوف

حاشاها القصدها ما يرد ملهوف

وهي بو الكرم جدها كلمن ايعرفه

المحاضرة
فضل العلم

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون والعاقبة للمتقين أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم .
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
وقال تعالى : يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
الكل يعرف سمو مقام العلم ورفعة شأنه ولا مجال للمقارنة والمساواة بين العالم والجاهل يقول مولانا أمير المؤمنين  الناس موتى وأهل العلم أحياءُ وقد أثنى الله سبحانه وتعالى في كثير من الآيات على العلماء كما أن الأحاديث المروية عن النبي  وأهل بيته فيها الكثير والكثير من مدح العلماء والثناء عليهم وذكر الثواب المعد لمن اجتهد في طلب العلم وكذلك وضّح أهل البيت الجزاء المعد لمن تعلم فانتفع الناس بعلومه ومن الأحاديث التي تبين فضل العلماء قول النبي  أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد وأنواع العلوم متعددة فهناك علوم دينية وعلوم طبية وعلوم فلكية وأدبية وقد أوضح أمير المؤمنين تنوع العلوم بقوله  أن العلوم أربعة : الفقه للأديان والطب للأبدان والنحو للسان والنجوم لمعرفة الزمان والمعروف أن العلم يؤدي إلى رقي الأمم وتطورها وهناك مقولة سائدة بأن العالم يسوده الاستقرار والسلام عن طريق العلم ولكن ما هو العلم الذي يكفل الأمان والراحة والاستقارار هل هو علم الفيزياء والكيمياء لو نظرنا بتأمل إلى هذين العلمين نرى أنهما بمقدار ما يهيآن من وسائل الراحة للناس فإنهما يهيئان وسائل الهلاك والدمار إذا أسيء استعمالهما أما علم الفلك والرياضيات فهما بعيدان عن تحصيل الأمان والراحة للعالم أما علم الطب حتى وإن ساهم في سلامة الأبدان والصحة فإن رعاية الصحة العامة أهم من علم الطب لأن الوقاية خير من العلاج وحتى وقاية الصحة العامة لا تضمن سلامة الأفكار والمعتقدات إذاً العلم وحده لا يفي بسد حاجات العالم بل يجب أن يكون مع العلم التقوى والعمل الصالح ونأخذ من العلم ما نستفيد منه قال النبي  خير العلم ما نفع . وقال أيضاً العلم أكثر من أن يحصى فخذ من كل شيء أحسنه .
إن الإيمان والتقوى هما الأداة الوحيدة للاستفادة من سائر العلوم والمعارف
وقد أكد النبي على حث العلماء على تعليم الناس فقال  ما تصّدق الناس بصدقة أفضل من علم يُنشر لكن ينبغي على العالم أن يعمل بما يعلم فثمرة العلم أن يُعمل به ومن الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها العالم أن لا يبخل بتعليم ما يحسن من العلوم فالله عز وجل أعزهم بالعلم ومكنهم منه فكيف يبخلون على عباده أن ينفعوهم به كما ينبغي على العالم أن يتحلى بالتواضع مع الذين يعلمهم واللين معهم ولا ينظر لمن هم أقل منه في العلم بل أن ينظر لمن هم فوقه حتى يستحق الدرجة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله عز وجل : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } والتاريخ يذكر لنا الكثير من العلماء والصالحين الذين احتلوا مكانة عالية في نفوس الناس في حياتهم وبعد مماتهم ليس فقط لأنهم وصلوا لمرتبة عظيمة من العلم بل لأنهم علمّوا الناس وطبقوا العلم بالفعل قبل القول فنالوا بذلك التقدير والاحترام على مر الزمن .
من الناس الذين رفعهم الله تعالى بالإيمان والعلم السيدة نفيسة الملقبة بنفيسة العلم هذه السيدة الجليلة هي ابنة الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى  أي أنها حفيدة الإمام الحسن وهي زوجة إسحاق الملقب بالمؤتمن وهو ابن الإمام الصادق  وأخو الإمام الكاظم من أمه وأبيه أي أنه أخ خليص للإمام الكاظم  والمعروف عن السيدة نفيسة أنها عالمة عابدة فقيهة حافظة للقرآن وقد لقبها الناس بنفيسة العلم قبل أن تصل لسن الزواج وقد اشتهرت بالكرم والسخاء فكانت دارها هدف للفقراء والمحتاجين وروي أنها سارت إلى الحج من المدينة ثلاثين حجة م

2.5K views01:29