تعز مدينتي نعم المدينة
سقاها الصبح نسمته ولينة
تعز، ابتسامة التاريخ ، ودلال الطبيعة ، وغنج الجمال ..
تعز العظيمة ، تعز العلم ، تعز الثقافة ، تعز مأوى العلماء، وموفد العظماء عبر الحقب..
حقيقة لم يكن الرسوليون بلهاء ، عندما اختاروا تعز ، لتكون عاصمة لدولتهم ، فقد سبقهم رجال كثر، وما كان بناء القاهرة بهذا الطراز ، وتلك التلة إلا تتويجاً لجمالٍ ارتأوه فيها!..
تعز ، لم تكن عظيمة فحسب ، بل هي فاتنة أيضاً ، لا سيما وقد أرخت ذوائبها على صدرها ، وتغنجت بأحضان حبيب أشم يسمى "جبل صبر" ، وقد منحها ذلك الحبيب جمالا ودلالا ، لم يكن لمدينة عدا حدائقٍ علقت ببابلِ العراق ، ناهيك عن سحر الطبيعة الخلابة ، ومناخها الفريد ، واللذان جعلاها أجمل بكثير من مدينة البندقية والبارود والبعوض.
وحينما يهطل الجمال أمزانا في مدينة ما ، تتفتق الروض أزهارا ، وتصير القفار حدائقا ، فتجري الجدوال ، وتنبت الحشائش، وتظهر البراعم على عروش أغصان خضراء وأوراق خضر ، وكلاهما يتمايل طربا مع حبات الرمل المتناثرة على موجات الرياح الباردة..
وكما أسلفت قائلاً: " أن الجمال يتفتق دوما، فحيثما يحل جمال المدن؛ يتفتق عنه جمال الإنسان ،ناهيك عن جمال الطير والحيوان..
ولا أدلُ على قولي ، بل وأسمى دليلٍ عليه؛ من جمال صبايا تعز ، وهن يجوبن شوارع المدينة وأزقتها ، تراهن لابساتٍ العباءات التعزية، المميزة، الجامعة بين أصالة الذوق، وتجدد المظهر ، وتألق الزينة ، وفنية الاحتشام..
يُرخين صبايا تعز على رؤوسهنّ ونحورهن ّالمقارم المطرزة بفصوص براقة، وكأن لؤلؤا من جُمان تناثر عليها، ويشع من براقع وجوههنّ عينان كحليتان تحاكيان بريق ولمعان كوكب دريّ..
ويتدلى من على أكتافهن حقائبُ جلدية متنوعة الأحجام ، متعددة الأشكال ، بعضهن منقوشة بقلوب حمراء ، والبعض مزيدة عليهن بسهام وحروف انكليزية....
وما أحسنه منظرا ، وأنت تطوف معهن ، في الباب الكبير ، والصمت يأسر القلوب تفكرا ، ولا تسمع إلا طقطقات أحذيتهن ذوات الكعوب العالية، على أرصفة شوارع المدينة، لا يسعك حينها إلا أن يلهج ثغرك ب" سبحان الخلاق العظيم " ، و " تبارك الله أحسن الخالقين".
في تعز الحبيبة ، وعلى أبواب الجامعات ، واستراحات المعاهد ، هناك فقط! وعلى كراسي المكاتب ، ترى الجمال وقد تربع على عروش ملكه ، تراه وقد تجلى في سماء ربه ، فصوره على هيئة بشر ليس إلا ، أو كأنه قطعٌ من نورٍ ، قسّمه الله ، فوضعه في وجوه بُنياتٍ كأنهن ّالياقوت والمرجان...
تجدهن ّوقد تبادلنّ الأدوار ، منهن من يكشفن عن وجوهٍ ، يخجل القمرُ من أن يظهر بينهن ، وهو الذي تتوارى منه النجوم في كبد السماء ..
زينتهن ّ وردية الخد، وخمرية الثغر ، أو كما قال عظيم الجعاشن:
وثغرها لم تدر ما ثغرها
يا وردة في غصنها الأخضرِ
خمرية الثغر ألا فاعجبوا
من خمرة في الثغر لم تعصرِ.
إنهنّ فاتنات حقا ،ومصابيح تبدد أوجاع المدينة، هن صاحبات الشفائف القرمزية والخدود الندية الطرية.
فالنسيم إذ تدفق عليهن ملاطفا، ما إن يهب فيجرح تلك الوجنات الحسان..
ومنهن من يشفقن على ضوء الشمس من الاندثار ، وعلى قلوب الرجال من الهيام؛ فيسدلن على نور وجوههن البراقع ، فلا يبقين إلا أعينا ؛ تسبي عقول الرجال ، ولو عَقَلوا أطراف النزاع في تعز خبايا تلك البراقع ما تخاصموا ولا تحاربوا إلا على ذلك الجمال ، ولا تعجبوا من أشعار ابن علوانَ حين قال : سكران لست أدري من نشوتي وسكري..
وما أسكر ذلك المتصوف في ذلك الزمان إلا فطنته بإسدال الستار وخبايا النقاب ..
لقد حبلت مدينتي العظيمة " تعز "فضلا عن ريفها بأصناف شتى من الغانيات ، والدلال يربطهنّ أجمع ، مع تباين طفيف في البنية والمزاج ، فالصبرية شقيقة الريحان والكاذي ، تختلف عن شرعبية الهوى والهوية ، وهاتان تختلافان عن الذبحانية ممشوقة القد والقوام
يا بنات في الحويّة.. خبريني وقولين
ذي قداكن بنية.. شفتها قبل شهرين
ذات طلعة بهية.. رشقتني بسهمين
بادلتني التحية.. وليلي لهله يوه
.
موفق السلمي- مدينة تعز
السبت 10نوفمبر 2018م
https://t.me/mouafak2009
سقاها الصبح نسمته ولينة
تعز، ابتسامة التاريخ ، ودلال الطبيعة ، وغنج الجمال ..
تعز العظيمة ، تعز العلم ، تعز الثقافة ، تعز مأوى العلماء، وموفد العظماء عبر الحقب..
حقيقة لم يكن الرسوليون بلهاء ، عندما اختاروا تعز ، لتكون عاصمة لدولتهم ، فقد سبقهم رجال كثر، وما كان بناء القاهرة بهذا الطراز ، وتلك التلة إلا تتويجاً لجمالٍ ارتأوه فيها!..
تعز ، لم تكن عظيمة فحسب ، بل هي فاتنة أيضاً ، لا سيما وقد أرخت ذوائبها على صدرها ، وتغنجت بأحضان حبيب أشم يسمى "جبل صبر" ، وقد منحها ذلك الحبيب جمالا ودلالا ، لم يكن لمدينة عدا حدائقٍ علقت ببابلِ العراق ، ناهيك عن سحر الطبيعة الخلابة ، ومناخها الفريد ، واللذان جعلاها أجمل بكثير من مدينة البندقية والبارود والبعوض.
وحينما يهطل الجمال أمزانا في مدينة ما ، تتفتق الروض أزهارا ، وتصير القفار حدائقا ، فتجري الجدوال ، وتنبت الحشائش، وتظهر البراعم على عروش أغصان خضراء وأوراق خضر ، وكلاهما يتمايل طربا مع حبات الرمل المتناثرة على موجات الرياح الباردة..
وكما أسلفت قائلاً: " أن الجمال يتفتق دوما، فحيثما يحل جمال المدن؛ يتفتق عنه جمال الإنسان ،ناهيك عن جمال الطير والحيوان..
ولا أدلُ على قولي ، بل وأسمى دليلٍ عليه؛ من جمال صبايا تعز ، وهن يجوبن شوارع المدينة وأزقتها ، تراهن لابساتٍ العباءات التعزية، المميزة، الجامعة بين أصالة الذوق، وتجدد المظهر ، وتألق الزينة ، وفنية الاحتشام..
يُرخين صبايا تعز على رؤوسهنّ ونحورهن ّالمقارم المطرزة بفصوص براقة، وكأن لؤلؤا من جُمان تناثر عليها، ويشع من براقع وجوههنّ عينان كحليتان تحاكيان بريق ولمعان كوكب دريّ..
ويتدلى من على أكتافهن حقائبُ جلدية متنوعة الأحجام ، متعددة الأشكال ، بعضهن منقوشة بقلوب حمراء ، والبعض مزيدة عليهن بسهام وحروف انكليزية....
وما أحسنه منظرا ، وأنت تطوف معهن ، في الباب الكبير ، والصمت يأسر القلوب تفكرا ، ولا تسمع إلا طقطقات أحذيتهن ذوات الكعوب العالية، على أرصفة شوارع المدينة، لا يسعك حينها إلا أن يلهج ثغرك ب" سبحان الخلاق العظيم " ، و " تبارك الله أحسن الخالقين".
في تعز الحبيبة ، وعلى أبواب الجامعات ، واستراحات المعاهد ، هناك فقط! وعلى كراسي المكاتب ، ترى الجمال وقد تربع على عروش ملكه ، تراه وقد تجلى في سماء ربه ، فصوره على هيئة بشر ليس إلا ، أو كأنه قطعٌ من نورٍ ، قسّمه الله ، فوضعه في وجوه بُنياتٍ كأنهن ّالياقوت والمرجان...
تجدهن ّوقد تبادلنّ الأدوار ، منهن من يكشفن عن وجوهٍ ، يخجل القمرُ من أن يظهر بينهن ، وهو الذي تتوارى منه النجوم في كبد السماء ..
زينتهن ّ وردية الخد، وخمرية الثغر ، أو كما قال عظيم الجعاشن:
وثغرها لم تدر ما ثغرها
يا وردة في غصنها الأخضرِ
خمرية الثغر ألا فاعجبوا
من خمرة في الثغر لم تعصرِ.
إنهنّ فاتنات حقا ،ومصابيح تبدد أوجاع المدينة، هن صاحبات الشفائف القرمزية والخدود الندية الطرية.
فالنسيم إذ تدفق عليهن ملاطفا، ما إن يهب فيجرح تلك الوجنات الحسان..
ومنهن من يشفقن على ضوء الشمس من الاندثار ، وعلى قلوب الرجال من الهيام؛ فيسدلن على نور وجوههن البراقع ، فلا يبقين إلا أعينا ؛ تسبي عقول الرجال ، ولو عَقَلوا أطراف النزاع في تعز خبايا تلك البراقع ما تخاصموا ولا تحاربوا إلا على ذلك الجمال ، ولا تعجبوا من أشعار ابن علوانَ حين قال : سكران لست أدري من نشوتي وسكري..
وما أسكر ذلك المتصوف في ذلك الزمان إلا فطنته بإسدال الستار وخبايا النقاب ..
لقد حبلت مدينتي العظيمة " تعز "فضلا عن ريفها بأصناف شتى من الغانيات ، والدلال يربطهنّ أجمع ، مع تباين طفيف في البنية والمزاج ، فالصبرية شقيقة الريحان والكاذي ، تختلف عن شرعبية الهوى والهوية ، وهاتان تختلافان عن الذبحانية ممشوقة القد والقوام
يا بنات في الحويّة.. خبريني وقولين
ذي قداكن بنية.. شفتها قبل شهرين
ذات طلعة بهية.. رشقتني بسهمين
بادلتني التحية.. وليلي لهله يوه
.
موفق السلمي- مدينة تعز
السبت 10نوفمبر 2018م
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
يا للهول ! أيها الأحدب المشؤوم..
كان يظنه ثعلبا ، وهو يتصنع المسكنة في الخان ،وعند مربط الخيل ، لذا كان يركله بقدمه ، وما كانت يده اليمنى ترتعش من خوف ، أو مرض ، بل كانت تستقيم؛ وتمتد إلى الرقاب العاتية فتكسرها ، وإلى غياهب الجِباب، والأفران ،والصناديق المحكمة الغلق ، فتخرج سرائرها ومكنوناتها...
في الحقيقة؛ لم يكن في علم القائد الهالك "إلينجاك " ولا غيره في سوغوت ، أن زانغوتش الأحدب المسكين ما هو إلا حيّة قرعاء ، قد حان وقت خروجها ، وبدء اصطياد فرائسها ، حتى بدا له وتبين ، وحينئذٍ لم يتمالك نفسه من الدهشة، مع علمه أن صفقة كهذه لا تعطيه عمرا إضافيا ، بقدر ما تخلصه من مُرجان وسياطه ..
وعلى الفور ؛ قهقه وأبان عن حيرته ، بعبارة وجيزة : (يا للهول أيها الأحدب المشؤوم!).
الهالك إلينجاك ، كنت محقا من تشاؤمك بهذا الخبيث الماكر ،منذ مجيئك ، ولعل عيناك كانت مبصرة، وعينا أرطغرل لم تعلم..
حقا دراغوس هو عدو المسلمين وأرطغرل الأكبر ، هو الولايات أو الإمارات ! وما ألباستي وأخته سيرما إلا كحال آل سعود في شبه جزيرة العرب.
لم يكن ولم يزل وسيبقى هم آل سعود إلا السيادة والملك ،إنهم يقتلون إخوتهم بأيديهم ،ويسعون بالتحريش كسيرما ، ويحسبون أنهم يبنون مجدا .
عزيزتي حفصة : كل ما حل وسيحل بك من نوائب لم يكن لولا سذاجتك، وخفة عقلك ، أنت كقنطرة مروا عليها ...
أخبريني كيف وثقت بأفعى كسيرما ؟ أصدقتي كذباتها ؟ ليتك رأيتها ، وهي مستلقية بظهرها على الأرض ترقب أخاها الجبان حين أخذ منك ابنك!..
الشجاعة والقوة لا تكفيان في مواجهة عدو كخاطف ابنك يا حفصة، وماذا عسى زوجك أن يفعله ، وإن كان يزأر كالأسد..
بامسي أأدّركت الآن وقد بالغت في عنادك ، فداحة تهورك ؟ أأدّركت أن ألباستي ما زال حيا ؟ ألم يكن بقاء إلينجاك بيد أرطغرل ، هو الأفضل والأصلح لحالكما أجمع ؟ ترى من سيُقتل أولا ؟ أنت أم ابنك؟!..
أتظن -يا بامسي يا رئيس المحاربين - أن أرطغرل وكذا تورغوت لم يهتما بأمر ابنك ؟ ألم يقعَ عثمان في الأسر ؟
وهل ذهب أرطغرل لتخليصه؟ كما ذهبت أنت وسالجان..
وعلى كلٍ بامسي ، لا تعاتب نفسك الآن كثيرا ، وقد قيل أن البكاء على اللبن المسكوب لا يجدي نفعا ، حاول فقط ، أن تلعب كما يلعب سيدك ، حتى يصل إليك!..
موفق السلمي - ريف تعز
الجمعة١٢ أبريل ٢٠١٩م
https://t.me/mouafak2009
كان يظنه ثعلبا ، وهو يتصنع المسكنة في الخان ،وعند مربط الخيل ، لذا كان يركله بقدمه ، وما كانت يده اليمنى ترتعش من خوف ، أو مرض ، بل كانت تستقيم؛ وتمتد إلى الرقاب العاتية فتكسرها ، وإلى غياهب الجِباب، والأفران ،والصناديق المحكمة الغلق ، فتخرج سرائرها ومكنوناتها...
في الحقيقة؛ لم يكن في علم القائد الهالك "إلينجاك " ولا غيره في سوغوت ، أن زانغوتش الأحدب المسكين ما هو إلا حيّة قرعاء ، قد حان وقت خروجها ، وبدء اصطياد فرائسها ، حتى بدا له وتبين ، وحينئذٍ لم يتمالك نفسه من الدهشة، مع علمه أن صفقة كهذه لا تعطيه عمرا إضافيا ، بقدر ما تخلصه من مُرجان وسياطه ..
وعلى الفور ؛ قهقه وأبان عن حيرته ، بعبارة وجيزة : (يا للهول أيها الأحدب المشؤوم!).
الهالك إلينجاك ، كنت محقا من تشاؤمك بهذا الخبيث الماكر ،منذ مجيئك ، ولعل عيناك كانت مبصرة، وعينا أرطغرل لم تعلم..
حقا دراغوس هو عدو المسلمين وأرطغرل الأكبر ، هو الولايات أو الإمارات ! وما ألباستي وأخته سيرما إلا كحال آل سعود في شبه جزيرة العرب.
لم يكن ولم يزل وسيبقى هم آل سعود إلا السيادة والملك ،إنهم يقتلون إخوتهم بأيديهم ،ويسعون بالتحريش كسيرما ، ويحسبون أنهم يبنون مجدا .
عزيزتي حفصة : كل ما حل وسيحل بك من نوائب لم يكن لولا سذاجتك، وخفة عقلك ، أنت كقنطرة مروا عليها ...
أخبريني كيف وثقت بأفعى كسيرما ؟ أصدقتي كذباتها ؟ ليتك رأيتها ، وهي مستلقية بظهرها على الأرض ترقب أخاها الجبان حين أخذ منك ابنك!..
الشجاعة والقوة لا تكفيان في مواجهة عدو كخاطف ابنك يا حفصة، وماذا عسى زوجك أن يفعله ، وإن كان يزأر كالأسد..
بامسي أأدّركت الآن وقد بالغت في عنادك ، فداحة تهورك ؟ أأدّركت أن ألباستي ما زال حيا ؟ ألم يكن بقاء إلينجاك بيد أرطغرل ، هو الأفضل والأصلح لحالكما أجمع ؟ ترى من سيُقتل أولا ؟ أنت أم ابنك؟!..
أتظن -يا بامسي يا رئيس المحاربين - أن أرطغرل وكذا تورغوت لم يهتما بأمر ابنك ؟ ألم يقعَ عثمان في الأسر ؟
وهل ذهب أرطغرل لتخليصه؟ كما ذهبت أنت وسالجان..
وعلى كلٍ بامسي ، لا تعاتب نفسك الآن كثيرا ، وقد قيل أن البكاء على اللبن المسكوب لا يجدي نفعا ، حاول فقط ، أن تلعب كما يلعب سيدك ، حتى يصل إليك!..
موفق السلمي - ريف تعز
الجمعة١٢ أبريل ٢٠١٩م
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
أرطغرل
اليوم ، وبعد مرور بضعة أشهر ،نسيت حزني على صديقي الراحل كوبيك ، رحمة الله عليه، وعدت لمتابعة ذلك المسلسل ..
عدت بتلهف شديد لرؤية الخصوم الخبيثة ، وقد كنت قبل ساعات، لا أفرق بين مسمى العدو دراغوس..
أسمع بعض الشباب يلفظونه دارغوس ، وبعضهم دراغوس ، لكنهم وجميعهم متفقون أنه الأخطر...
حقيقة ؛ لا يعجبني مشاهدة المسلسلات البتة ، ولست معجبا بأرطغرل ،بقدر إعجابي بخصومه..
تعرفت اليوم عن الخبيث الأحدب " دراغوس " وقد وجدته في عقر داره حاكما متمردا ، لكنه غير متفرغ للجلوس على عرش قلعته ، ولحاجة في نفسه، فقد نصب خبيثا مثله للقيام بدور الحاكم!..
الخبيث الماكر دراغوس ، فضل أن يكون عينا بنفسه على أرطغرل ، ولذلك أخفى دوره كحاكم ، وهذا ما لم يفعله كوبيك ، وأراد الحصول على ثقة أرطغرل أكثر ففداه ليس بروحه، بل بكتابه المقدس..
وهكذا هم الخبثاء العميقون دوما ، فهم الرؤوس المدبرة لكل مكيدة ، وهم المستفيدون فقط ، وهم المضحون كذبا للدفاع عن الوطن وثرواته ..
لا دين للخبثاء ، ولا كتاب ، أهدافهم فقط هي دينهم وملتهم!..
أرواحهم غالية جدا ، وفي الغالب هم جبناء ، حتى في اشتداد المعارك فلا يقدمون بأنفسهم ، إلا ما ضمنوا النتائج ..
ظهر الخبيث أحدبا ضعيفا ..
ظهر كرجل دين زاهد ، لا يفارق كتابه المقدس لحظة..
تخلص من رجل الكنيسة ، ليخدمها بنفسه ، ويتولى الفتوى ، ويستخدم سذج الكنيسة كما يحلو له..
موفق السلمي - ريف تعز
الجمعة 8فبراير 2019م
https://t.me/mouafak2009
اليوم ، وبعد مرور بضعة أشهر ،نسيت حزني على صديقي الراحل كوبيك ، رحمة الله عليه، وعدت لمتابعة ذلك المسلسل ..
عدت بتلهف شديد لرؤية الخصوم الخبيثة ، وقد كنت قبل ساعات، لا أفرق بين مسمى العدو دراغوس..
أسمع بعض الشباب يلفظونه دارغوس ، وبعضهم دراغوس ، لكنهم وجميعهم متفقون أنه الأخطر...
حقيقة ؛ لا يعجبني مشاهدة المسلسلات البتة ، ولست معجبا بأرطغرل ،بقدر إعجابي بخصومه..
تعرفت اليوم عن الخبيث الأحدب " دراغوس " وقد وجدته في عقر داره حاكما متمردا ، لكنه غير متفرغ للجلوس على عرش قلعته ، ولحاجة في نفسه، فقد نصب خبيثا مثله للقيام بدور الحاكم!..
الخبيث الماكر دراغوس ، فضل أن يكون عينا بنفسه على أرطغرل ، ولذلك أخفى دوره كحاكم ، وهذا ما لم يفعله كوبيك ، وأراد الحصول على ثقة أرطغرل أكثر ففداه ليس بروحه، بل بكتابه المقدس..
وهكذا هم الخبثاء العميقون دوما ، فهم الرؤوس المدبرة لكل مكيدة ، وهم المستفيدون فقط ، وهم المضحون كذبا للدفاع عن الوطن وثرواته ..
لا دين للخبثاء ، ولا كتاب ، أهدافهم فقط هي دينهم وملتهم!..
أرواحهم غالية جدا ، وفي الغالب هم جبناء ، حتى في اشتداد المعارك فلا يقدمون بأنفسهم ، إلا ما ضمنوا النتائج ..
ظهر الخبيث أحدبا ضعيفا ..
ظهر كرجل دين زاهد ، لا يفارق كتابه المقدس لحظة..
تخلص من رجل الكنيسة ، ليخدمها بنفسه ، ويتولى الفتوى ، ويستخدم سذج الكنيسة كما يحلو له..
موفق السلمي - ريف تعز
الجمعة 8فبراير 2019م
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
من مسلسل أرطغرل تعلمت !..
من إيلبيلغي ؛ تعلمت أن الحب وحده يصنع المعجزات ، ويسمو بالأرواح إلى أعلى القمم..
وحينما تعشق شخصا ما، تعشق كل شيء عنه ، بل وتسعى معه نحو أهدافه ، وتقلع عن كل ماضيك ، لتصير مثله...
وإن كانت تلك الفتاة من أسرة تافهة ، فلا بد أن داخلها نقيا ، ليست كأخيها وأختها ، وإلا ما كانت لتعشق بطلا وطنيا..
عشقتْ أرطغرل لأنها وطنية مثله ، وقديما قيل أن القلوب عند بعضها ، فما تعارف منها ائتلف...
وإن فرق المغول وذنبهم بيبولات بينها وبين بطلها ، فستبقى بلا ريب معه بروحها ، وستحشر معه ، والمرء مع من أحب...
ومن بيبولات ، تعلمت أن من لايغارون على أوطانهم ، لا يغارون على أعراضهم ، ولا عجب أن يلمس ذلك المغولي شرف سرما ، وقد دنس شرف الأرض..
متأكدٌ أنا ، من أن بيبولات لن يحرك ساكنا إن قدم يوما ، ورأى بأم عينيه ، وقد أهرق شرف سرما ، فشرف إمرة القبائل كلها بيده ، ولن يضيره ذلك. .
والخونة عبر التاريخ يسعون للجلوس على الكراسي ، وإن لم يحكموا بأنفسهم بعد ذلك ...
يكفيهم أن تجلهم العامة ، وإن هانهم غيرهم..
ومن السيدة سالجان ، تعلمت أيضا أن من يقدمون بقوة السلاح ، ليسوا ضيوفا ينبغي إكرامهم وخدمتهم..
بل الواجب مقاتلتهم ، والدفاع عن الوطن والعرض ، ومن لم يستطع أن يحمل السلاح في وجوههم ، فليترفع عن التطبيل لهم وخدمتهم..
وليربى كل شريف بنفسه وعرضه ، والموت أهون. ..
وفي وجه سرما رأيت تباشير الفرح بقدوم القائد المحتل إلينجاك ، خصوصا عندما راود ذلك الكلب السيدة سالجان عن نفسها تعريضا بخدمته وخدمة جنوده ، وأسرتها في نفسها ، وسارعت للتقرب منه ؛ لتظفر بمبتغاها...
فسرما صاحبة شهوة ، وستقضى لا محالة. ..
وفي كل وطن ، ألف سرما!..
موفق السلمي - ريف تعز
الجمعة 8 فبراير 2019م
https://t.me/mouafak2009
من إيلبيلغي ؛ تعلمت أن الحب وحده يصنع المعجزات ، ويسمو بالأرواح إلى أعلى القمم..
وحينما تعشق شخصا ما، تعشق كل شيء عنه ، بل وتسعى معه نحو أهدافه ، وتقلع عن كل ماضيك ، لتصير مثله...
وإن كانت تلك الفتاة من أسرة تافهة ، فلا بد أن داخلها نقيا ، ليست كأخيها وأختها ، وإلا ما كانت لتعشق بطلا وطنيا..
عشقتْ أرطغرل لأنها وطنية مثله ، وقديما قيل أن القلوب عند بعضها ، فما تعارف منها ائتلف...
وإن فرق المغول وذنبهم بيبولات بينها وبين بطلها ، فستبقى بلا ريب معه بروحها ، وستحشر معه ، والمرء مع من أحب...
ومن بيبولات ، تعلمت أن من لايغارون على أوطانهم ، لا يغارون على أعراضهم ، ولا عجب أن يلمس ذلك المغولي شرف سرما ، وقد دنس شرف الأرض..
متأكدٌ أنا ، من أن بيبولات لن يحرك ساكنا إن قدم يوما ، ورأى بأم عينيه ، وقد أهرق شرف سرما ، فشرف إمرة القبائل كلها بيده ، ولن يضيره ذلك. .
والخونة عبر التاريخ يسعون للجلوس على الكراسي ، وإن لم يحكموا بأنفسهم بعد ذلك ...
يكفيهم أن تجلهم العامة ، وإن هانهم غيرهم..
ومن السيدة سالجان ، تعلمت أيضا أن من يقدمون بقوة السلاح ، ليسوا ضيوفا ينبغي إكرامهم وخدمتهم..
بل الواجب مقاتلتهم ، والدفاع عن الوطن والعرض ، ومن لم يستطع أن يحمل السلاح في وجوههم ، فليترفع عن التطبيل لهم وخدمتهم..
وليربى كل شريف بنفسه وعرضه ، والموت أهون. ..
وفي وجه سرما رأيت تباشير الفرح بقدوم القائد المحتل إلينجاك ، خصوصا عندما راود ذلك الكلب السيدة سالجان عن نفسها تعريضا بخدمته وخدمة جنوده ، وأسرتها في نفسها ، وسارعت للتقرب منه ؛ لتظفر بمبتغاها...
فسرما صاحبة شهوة ، وستقضى لا محالة. ..
وفي كل وطن ، ألف سرما!..
موفق السلمي - ريف تعز
الجمعة 8 فبراير 2019م
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
سوغوت ودولة ألباستي العميقة.
نسي بيبولات أن مهمته بأخذ السطان كيكاوس كانت بإسناد القائد المغولي إلينجاك، ولصالح المغول خاصة ، ربما نسي أو تناسى، لذا لم يرجع إلى إلينجاك بخبر ، أو أنه شعر بإنتهاء صلاحية وقوة ذلك المغولي، فتركه وتفرغ لشأنه..
عاد بيبولات إلى سوغوت ، وقد أُنزلَ علمُ قبيلته ، ولم يفعل هناك شيئا ، فأرطغرل كان له بالمرصاد..
ولجبنه وخبثه تظاهر بالحلم والعقل ، وعزل سيرما -المليئة حقدا -عن إدارة نساء أومور ، فكل ما في الأمر أن أرطغرل لا يريد إلا الطاعة والعيش بسلام...
سار في جنازة قائده المخلص "ينال" ، ومن ثم بدأ بأعمال دولة ألباستي العميقة ، كما فعل المرحوم صالح حين فقد عرشه!..
يظن ألباستي بأعماله القذرة في الخفاء أنه سيثقل كاهل أرطغرل ، كما أثقل كاهلَ هادي الزعيمُ صالح..
لا يا بيبولات ، أرطغرل ليس هادي ، وسوغوت ليست صنعاء ، وقبائل الأوغوز ليست قبائل الطوق..
أيها ألباستي الجبان ، نفسُ ذلك الأسير "سليمان" معلقة بنفسك ، فلا تفرط بها ، فعقل "أرطغرل سليمان شاه " لا يهديه إلا إليك..
وإن نجوتَ من أرطغرل ، وتغلبت عليه ، فأين سيصب إلينجاك غضبه؟ ، لا شك على رأسك !.
لكن لا تقلق ، وقد أُعدتْ لجثمانك في سوغوت ثلاجة تليق بمقامك ومدى خيانتك!.
إن مت يا صديقي بيبولات ، فلن يُؤخذ بثأرك ، فخلفك سيرما أختك ، الساعية للإمارة مثلك ، وهي لا تقوى على شيء، وستقتل بخنجرها لا محالة...
لا تتهور أكثر يا بيبولات، فكر جيدا قبل أن تقدم على أية عمل ، فلن ينفعك أحد ، لا الإمارات ، ولا سرما ، ولا التحالف...
موفق السلمي - اليمن/ ريف تعز
الخميس ٧ مارس ٢٠١٩م.
https://t.me/mouafak2009
نسي بيبولات أن مهمته بأخذ السطان كيكاوس كانت بإسناد القائد المغولي إلينجاك، ولصالح المغول خاصة ، ربما نسي أو تناسى، لذا لم يرجع إلى إلينجاك بخبر ، أو أنه شعر بإنتهاء صلاحية وقوة ذلك المغولي، فتركه وتفرغ لشأنه..
عاد بيبولات إلى سوغوت ، وقد أُنزلَ علمُ قبيلته ، ولم يفعل هناك شيئا ، فأرطغرل كان له بالمرصاد..
ولجبنه وخبثه تظاهر بالحلم والعقل ، وعزل سيرما -المليئة حقدا -عن إدارة نساء أومور ، فكل ما في الأمر أن أرطغرل لا يريد إلا الطاعة والعيش بسلام...
سار في جنازة قائده المخلص "ينال" ، ومن ثم بدأ بأعمال دولة ألباستي العميقة ، كما فعل المرحوم صالح حين فقد عرشه!..
يظن ألباستي بأعماله القذرة في الخفاء أنه سيثقل كاهل أرطغرل ، كما أثقل كاهلَ هادي الزعيمُ صالح..
لا يا بيبولات ، أرطغرل ليس هادي ، وسوغوت ليست صنعاء ، وقبائل الأوغوز ليست قبائل الطوق..
أيها ألباستي الجبان ، نفسُ ذلك الأسير "سليمان" معلقة بنفسك ، فلا تفرط بها ، فعقل "أرطغرل سليمان شاه " لا يهديه إلا إليك..
وإن نجوتَ من أرطغرل ، وتغلبت عليه ، فأين سيصب إلينجاك غضبه؟ ، لا شك على رأسك !.
لكن لا تقلق ، وقد أُعدتْ لجثمانك في سوغوت ثلاجة تليق بمقامك ومدى خيانتك!.
إن مت يا صديقي بيبولات ، فلن يُؤخذ بثأرك ، فخلفك سيرما أختك ، الساعية للإمارة مثلك ، وهي لا تقوى على شيء، وستقتل بخنجرها لا محالة...
لا تتهور أكثر يا بيبولات، فكر جيدا قبل أن تقدم على أية عمل ، فلن ينفعك أحد ، لا الإمارات ، ولا سرما ، ولا التحالف...
موفق السلمي - اليمن/ ريف تعز
الخميس ٧ مارس ٢٠١٩م.
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
موفق السلمي pinned «وقبل الخروج عراك...(قصة قصيرة). قبل أن تدلف العروس عتبة باب والدها بثوانٍ معدودة ، صوب عريسها المنتظر خارجاً ، حدثت معركة دامية بين أقاربها وأقارب عريسها الذين حضروا لزفتها .. وما إن مد العريس لعروسه كلتا جناحيه ، مريدا قبضها كما هي عادة القرية ، حدث…»
معشوقة الصيف (1).
موفق السلمي- اليمن/ مدينة إب
في أوائل سبتمبر/ إيلول من صيف 2018م، وترويحا عن النفس ؛ وهروبا من وجعٍ تعيشه مدينتي الحبيبة تعز ،غادرتها وقتذاك في رحلة ترفيهيةٍ دامت أسبوعا كاملاً..
وفي رحلتي تلك – والتي لن أنساها ما حييت – وجدتُ معشوقتي الأبدية، وقد كانت غانية مدللة ،. ترتدي سجاداً أخضرَ، مرصعاً ياقوتاً وزبرجدا ً ، على كتفيها وشاح مزركش ، وكأنه مجموعة نجم تدلى منها..
سحرتني بجمالها ، حينَ رأيتها ، أسرتني ضحكاتها ذلك اليوم في إحدى القلل التي أنخت محملي فيها ..
عجيب أمرها ! لماذا تخلت عن حشمتها ؟ لمَ لا أحدَ برفقتها ؟ ولمَ تظهر لي ؛ لابسة تلك الحلل الفاخرة؟ وجمالها يغنيها عن كل زينة وحلة ، أهي عروستي ؟!
يا ألهي: من تكون هذه ؟ ولمَ تكشف عن نقابها ؟ ألا تعلم أني متزوج؟ ألستُ أعرفها؟ كأني قد رأيتها ، وكأنها لأول مرة تبدو سافرة..
ألا تعلم تلك الفاتنة، أن زوجتي لا تؤمن بمبدأ التعدد ، وستحول حياتي جحيما، بمجرد عودتي للبيت مذهولا..
أتقبل غانيةٌ ثريةٌ بي ، وأنا لا أمتلك ياقوتة من أولئك الياقوت المبعثر على فستانها..
جيدها كجيد غزالة ، وأية غزالة هي ، ومن للغزلان بذلك العقد الذهبي الثمين المحلى به فاتنتي ..
سال لعابي! ، وفقدت صوابي!..
لم أستطع أن أبرح الأرض ، صادت قلبي بسهام عينيها ، تسمرت في مكاني ، فاتخذت لي متكأً ،،وطلبت من رفاقي المكوث هناك ، أخبرتهم أنه أفضل مكان للمقيل ، مدعيا معرفتي بكل الأمكنة الماتعة في رحلتنا، خصوصا في ذلك الصيف الباهر جماله في تلك المدينة..
بقيتُ حينذاك أقضب أغصان القات من غير النظر اليها ،ومن غير مسحها أيضا ، أسارق زملائي النظرات والغمزات لتلك الغانية.
لم أبالِ بزمهرير الرياح ، بالرغم أن جسدي يقشعر منه بين آنٍ وآخر.
عشقتها بكل جوارحي ، ارتشفت تلك النسمات العليلة الخارجة من ثغرها ، حين ابتسامتها ، فزاد سكري.
داعبتها ، وشممت رائحة سجادها ، وحاولت غير مرة أخذ وشاحها ولم أستطع لكبر حجمه ، ولعدم حصولي على جواب مقنع سريع لزوجتي الحبيبة حين تسائلني : وشاح من هذا؟ بعد أن تراه في حقيبتي ..
تذكرت غضب زوجتي ، فتركته!.
لم يرق مقيلنا لجلسائي من شدة البرد ، وقرروا مغادرة المكان ، سأجلس لوحدي ،أريد أن أبقى ، لم تحن تكيفة القات بعد، ما تنفع أي حيلة؛ كي أبقى مستمتعا برؤية وجهها الأبيض المخلوط بالحمرة ، وكأنه ذهب شابه فضة!.
أواه ، سنذهب ، سأفارقها.
لوحت بيدي إليها خلسةً، أريد توديعها ، وكان شمس الأصيل يودعها معي إيضاً ، وكأنه ذهب يذوب ويتساقط على وجنتيها..
آه ..كم زادها ذلك الأصيل جمالا ، لكني تركتها بجسدي فقط ، أما روحي فلا، وقد انشطر عند رؤيتها كذرة هيدروجينية..
ولا بد أن بعض روحي قد سكن فيها...
عدنا إلى الفندق الذي نبيت فيه ، ويا ليتني ما عدت!
أكلت طعام العشاء ولم أعد أتذكر ماهو؟
شارد البال ، مجزء الروح ، حتى أغصان القات لم تصنع لي سعادة كما هي عادتها..
أريد أن أتحدث لتلك الفاتنة ، أريدها أن تسامرني ، أتمنى أن تكون عشقتني كما عشقتها..
أحادث نفسي ، هل أنا جميلٌ؟ حتى تعشقني!.
نظرت إلى وجهي في مرآة ذات زجاج محطم، لستُ جميلا بمستوى تلك الفاتنة..
قبحتُ وجهي وقبحت حامله ، وعلى الفور دخلت صالون حلاقة ، وأخبرت صديقي الحلاق أني عروسا.
نظرت إلى وجهي ثانية ، بعد أن سمعت الحلاق ورفاقه
يتمتمون بتبريكات الحلاقة المعتادة ، "نعيما"،" نعيماً يا موفق "
ذكرتني مباركتهم بما يجب عليّ دفعه ، حينها تذكرت أن جيبي فارغا ، لقد دفعت كل ما فيه لعسكر الأمن ، الذين لم يجدوا وسيلة للتبلطج علينا سوى رخصة القيادة..
أخبرت رفيقي الذي في كرسي الحلاقة المجاور ، والذي لم تنتهِ حلاقته بعد ، بدفع الحساب ، واللحاق بي.
سبقته إلى غرفة استراحتنا، وفتحت شبكة النت..
أريد أن أعرف اسمها ، لا بد أن اسمها سيكون جميلا.
تذكرت شخصا يعرف معظم غانيات المدينة، اسمه ياقوت الحموي.
اتصلت به على الفور ، أخبرته بأوصافها ، وأين رأيتها ، وبكل شاردة وواردة عنها.
- قال لي: بأن جدها كان يسميها "الثجة"
لم أعرف مدلول اسمها ، فقلت له : أليس لها اسم آخر؟! ، أمها بماذا كانت تدللها وهي صغيرة.
- انقطع الاتصال لاستنفاد رصيدي..
وفي تلك الليلة الموحشةِ لم يأتِني نومٌ يذكر، بل أتاني خيال تلك الفاتنة ، رأيتها وكأنها لوحة فنان نقشت على جدران غرفتي. .
بدأ قلبي يرتجف خوفا من كونها جنية ..
بتّ – طوال الليل وكل رفاقي سابحون في نوم غطيط – أعوذ نفسي بآيات القرآن الكريم ، حتى مطلع الفجر..
https://t.me/mouafak2009
موفق السلمي- اليمن/ مدينة إب
في أوائل سبتمبر/ إيلول من صيف 2018م، وترويحا عن النفس ؛ وهروبا من وجعٍ تعيشه مدينتي الحبيبة تعز ،غادرتها وقتذاك في رحلة ترفيهيةٍ دامت أسبوعا كاملاً..
وفي رحلتي تلك – والتي لن أنساها ما حييت – وجدتُ معشوقتي الأبدية، وقد كانت غانية مدللة ،. ترتدي سجاداً أخضرَ، مرصعاً ياقوتاً وزبرجدا ً ، على كتفيها وشاح مزركش ، وكأنه مجموعة نجم تدلى منها..
سحرتني بجمالها ، حينَ رأيتها ، أسرتني ضحكاتها ذلك اليوم في إحدى القلل التي أنخت محملي فيها ..
عجيب أمرها ! لماذا تخلت عن حشمتها ؟ لمَ لا أحدَ برفقتها ؟ ولمَ تظهر لي ؛ لابسة تلك الحلل الفاخرة؟ وجمالها يغنيها عن كل زينة وحلة ، أهي عروستي ؟!
يا ألهي: من تكون هذه ؟ ولمَ تكشف عن نقابها ؟ ألا تعلم أني متزوج؟ ألستُ أعرفها؟ كأني قد رأيتها ، وكأنها لأول مرة تبدو سافرة..
ألا تعلم تلك الفاتنة، أن زوجتي لا تؤمن بمبدأ التعدد ، وستحول حياتي جحيما، بمجرد عودتي للبيت مذهولا..
أتقبل غانيةٌ ثريةٌ بي ، وأنا لا أمتلك ياقوتة من أولئك الياقوت المبعثر على فستانها..
جيدها كجيد غزالة ، وأية غزالة هي ، ومن للغزلان بذلك العقد الذهبي الثمين المحلى به فاتنتي ..
سال لعابي! ، وفقدت صوابي!..
لم أستطع أن أبرح الأرض ، صادت قلبي بسهام عينيها ، تسمرت في مكاني ، فاتخذت لي متكأً ،،وطلبت من رفاقي المكوث هناك ، أخبرتهم أنه أفضل مكان للمقيل ، مدعيا معرفتي بكل الأمكنة الماتعة في رحلتنا، خصوصا في ذلك الصيف الباهر جماله في تلك المدينة..
بقيتُ حينذاك أقضب أغصان القات من غير النظر اليها ،ومن غير مسحها أيضا ، أسارق زملائي النظرات والغمزات لتلك الغانية.
لم أبالِ بزمهرير الرياح ، بالرغم أن جسدي يقشعر منه بين آنٍ وآخر.
عشقتها بكل جوارحي ، ارتشفت تلك النسمات العليلة الخارجة من ثغرها ، حين ابتسامتها ، فزاد سكري.
داعبتها ، وشممت رائحة سجادها ، وحاولت غير مرة أخذ وشاحها ولم أستطع لكبر حجمه ، ولعدم حصولي على جواب مقنع سريع لزوجتي الحبيبة حين تسائلني : وشاح من هذا؟ بعد أن تراه في حقيبتي ..
تذكرت غضب زوجتي ، فتركته!.
لم يرق مقيلنا لجلسائي من شدة البرد ، وقرروا مغادرة المكان ، سأجلس لوحدي ،أريد أن أبقى ، لم تحن تكيفة القات بعد، ما تنفع أي حيلة؛ كي أبقى مستمتعا برؤية وجهها الأبيض المخلوط بالحمرة ، وكأنه ذهب شابه فضة!.
أواه ، سنذهب ، سأفارقها.
لوحت بيدي إليها خلسةً، أريد توديعها ، وكان شمس الأصيل يودعها معي إيضاً ، وكأنه ذهب يذوب ويتساقط على وجنتيها..
آه ..كم زادها ذلك الأصيل جمالا ، لكني تركتها بجسدي فقط ، أما روحي فلا، وقد انشطر عند رؤيتها كذرة هيدروجينية..
ولا بد أن بعض روحي قد سكن فيها...
عدنا إلى الفندق الذي نبيت فيه ، ويا ليتني ما عدت!
أكلت طعام العشاء ولم أعد أتذكر ماهو؟
شارد البال ، مجزء الروح ، حتى أغصان القات لم تصنع لي سعادة كما هي عادتها..
أريد أن أتحدث لتلك الفاتنة ، أريدها أن تسامرني ، أتمنى أن تكون عشقتني كما عشقتها..
أحادث نفسي ، هل أنا جميلٌ؟ حتى تعشقني!.
نظرت إلى وجهي في مرآة ذات زجاج محطم، لستُ جميلا بمستوى تلك الفاتنة..
قبحتُ وجهي وقبحت حامله ، وعلى الفور دخلت صالون حلاقة ، وأخبرت صديقي الحلاق أني عروسا.
نظرت إلى وجهي ثانية ، بعد أن سمعت الحلاق ورفاقه
يتمتمون بتبريكات الحلاقة المعتادة ، "نعيما"،" نعيماً يا موفق "
ذكرتني مباركتهم بما يجب عليّ دفعه ، حينها تذكرت أن جيبي فارغا ، لقد دفعت كل ما فيه لعسكر الأمن ، الذين لم يجدوا وسيلة للتبلطج علينا سوى رخصة القيادة..
أخبرت رفيقي الذي في كرسي الحلاقة المجاور ، والذي لم تنتهِ حلاقته بعد ، بدفع الحساب ، واللحاق بي.
سبقته إلى غرفة استراحتنا، وفتحت شبكة النت..
أريد أن أعرف اسمها ، لا بد أن اسمها سيكون جميلا.
تذكرت شخصا يعرف معظم غانيات المدينة، اسمه ياقوت الحموي.
اتصلت به على الفور ، أخبرته بأوصافها ، وأين رأيتها ، وبكل شاردة وواردة عنها.
- قال لي: بأن جدها كان يسميها "الثجة"
لم أعرف مدلول اسمها ، فقلت له : أليس لها اسم آخر؟! ، أمها بماذا كانت تدللها وهي صغيرة.
- انقطع الاتصال لاستنفاد رصيدي..
وفي تلك الليلة الموحشةِ لم يأتِني نومٌ يذكر، بل أتاني خيال تلك الفاتنة ، رأيتها وكأنها لوحة فنان نقشت على جدران غرفتي. .
بدأ قلبي يرتجف خوفا من كونها جنية ..
بتّ – طوال الليل وكل رفاقي سابحون في نوم غطيط – أعوذ نفسي بآيات القرآن الكريم ، حتى مطلع الفجر..
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
معشوقة الصيف(2)..
موفق السلمي- اليمن / مدينة إب
..... نمت قليلا ،وقد ولج النهار، واستيقظت متأخرا..
ظللت أحاور نفسي هل أذهب لرؤية تلك الغانية؟ ، وعزمت على الذهاب لمكان آخر ..
قلت في نفسي ، لن أراها ، وسأنسى عشقها شيئا فشيئا..
وصلت مع رفاقي إلى أعالي جبل بعدان ..
وتحت الظلال الوارفة ، نصبنا خيمتنا وبدأنا نمضغ قاتنا الشهي الثمين..
ومع بداية مرحلة النشوة ، تمنيت أن أراها ، وتذكرت اسم الثجة ، سألت كل من رأيته عن هذا الاسم ومدلوله، أخبرني بعض أصحاب المعاجم أنه يعني:" روضة أو حفرة يصنعها المطر"...
ظهرت أمامي فجأة وبحلة بهية، ظهرت والأنهار تنصب على رأسها انصبابا ، ووقتها خاطبتها قائلا : من أنت أيتها الفاتنة ؟! ضحكت ! ، وقالت ساخرة : ألا تعرفني ؟ لقد روادتك مرارا ؟
- قلت :لا ..
- قالت : أنت السلمي ، ابن الغالية تعز ، أعرفك تماماً ، دخلت ذات يوم أطراف مزراعتي ، وقطفت منها أزهارا.. وأضافت ممتنة: "كنت سأنهرك لكني عندما رأيتك تشتم أريجَ وردٍ، وتنشدُ أشعارَ عشقٍ ، تركتك ، وشأنك ، وقلتُ : "مجنونَ زهرٍ"...
لحظتها عرفت بأن معشوقتي وغانيتي لم تكن سوى هذه المدينة...
مدينة إب الجميلة. .
مدينة الأمطار والأنهار الجارية. .
مدينة الملكة أروى التي يحيّ قصرها شعاع الشمس كل آن ٍ من نافذة ..
"أنا عمتك يا ناكر الجميل والود والعشرة".
هكذا كانت تصف نفسها ، دون توقف ، أو تعتعة..
نزلت من أعالي الجبل، خجلا، مرددا:" يا إب من ينساك إلا جاحدٌ، أو حاقدٌ ، أو جامدٌ ، وبلا شعور...
https://t.me/mouafak2009
موفق السلمي- اليمن / مدينة إب
..... نمت قليلا ،وقد ولج النهار، واستيقظت متأخرا..
ظللت أحاور نفسي هل أذهب لرؤية تلك الغانية؟ ، وعزمت على الذهاب لمكان آخر ..
قلت في نفسي ، لن أراها ، وسأنسى عشقها شيئا فشيئا..
وصلت مع رفاقي إلى أعالي جبل بعدان ..
وتحت الظلال الوارفة ، نصبنا خيمتنا وبدأنا نمضغ قاتنا الشهي الثمين..
ومع بداية مرحلة النشوة ، تمنيت أن أراها ، وتذكرت اسم الثجة ، سألت كل من رأيته عن هذا الاسم ومدلوله، أخبرني بعض أصحاب المعاجم أنه يعني:" روضة أو حفرة يصنعها المطر"...
ظهرت أمامي فجأة وبحلة بهية، ظهرت والأنهار تنصب على رأسها انصبابا ، ووقتها خاطبتها قائلا : من أنت أيتها الفاتنة ؟! ضحكت ! ، وقالت ساخرة : ألا تعرفني ؟ لقد روادتك مرارا ؟
- قلت :لا ..
- قالت : أنت السلمي ، ابن الغالية تعز ، أعرفك تماماً ، دخلت ذات يوم أطراف مزراعتي ، وقطفت منها أزهارا.. وأضافت ممتنة: "كنت سأنهرك لكني عندما رأيتك تشتم أريجَ وردٍ، وتنشدُ أشعارَ عشقٍ ، تركتك ، وشأنك ، وقلتُ : "مجنونَ زهرٍ"...
لحظتها عرفت بأن معشوقتي وغانيتي لم تكن سوى هذه المدينة...
مدينة إب الجميلة. .
مدينة الأمطار والأنهار الجارية. .
مدينة الملكة أروى التي يحيّ قصرها شعاع الشمس كل آن ٍ من نافذة ..
"أنا عمتك يا ناكر الجميل والود والعشرة".
هكذا كانت تصف نفسها ، دون توقف ، أو تعتعة..
نزلت من أعالي الجبل، خجلا، مرددا:" يا إب من ينساك إلا جاحدٌ، أو حاقدٌ ، أو جامدٌ ، وبلا شعور...
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
موفق السلمي pinned «معشوقة الصيف (1). موفق السلمي- اليمن/ مدينة إب في أوائل سبتمبر/ إيلول من صيف 2018م، وترويحا عن النفس ؛ وهروبا من وجعٍ تعيشه مدينتي الحبيبة تعز ،غادرتها وقتذاك في رحلة ترفيهيةٍ دامت أسبوعا كاملاً.. وفي رحلتي تلك – والتي لن أنساها ما حييت – وجدتُ معشوقتي…»
تعز وكتائب الموت..
على خلفية اللجنة الأمنية التي شكّلها محافظ تعز، نبيل شمسان، لملاحقة مطلوبين للعدالة، أقدمت كتائب الموت، المعروفة بكتائب أبي العباس، على إحراق تعز بالصواريخ.
وقتذاك، حلّق طيران الإمارات في سماء تعز، مهدّدا المحافظ شمسان بضرب عدّة منشآت حيوية منها منزله، في حال عدم توقّف اللجنة الأمنية.
وأثناء ذلك، ظهر الرئيس اليمني المهاجر في الرياض، عبدربه منصور هادي، في بيان متلفز، جاء فيه تأييده قرار المحافظ، وشرعية أعمال اللجنة المكلفة.
وبإيعاز من ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، غيّرت الطائرة الإماراتية المحلّقة في سماء تعز وجهتها، وأفرغت حمولتها في جبال مديرية مقبنة، القريبة من المدينة.
قيل قبل ذلك عن حصول مفاوضات، سبقت تشكيل اللجنة، مع أبي العباس، المقيم في مدينة عدن، لتسليم المطلوبين، لكنها قوبلت بالرفض الشديد.
وفي أثناء ما كانت اللجنة الأمنية تحقّق تقدما ملموسا على الأرض، وقد قاربت على اجتثاث كل العناصر الإرهابية، وقيل إنه تمت تصفية 25 مطلوبا، جاءت أوامر هادي الملكية بإيقاف الحملة الأمنية.
أوقفت الحملة لكي تبقى الكتائب تقضّ المضاجع، وتنتزع السكينة والأمن، متى ما أرادوا، وهذا ما يريده التحالف لتعز، على وجه الخصوص.
"أبو العباس" وكتائبه في تعز هم اللصوص وقطاع الطرق، وهم القتلة وأرباب الجرائم منذ عقود، هذا ما يعرفه القاصي والداني في هذه المدينة.
هم ذنب الإمارات الخبيثة وذيلها، وهم الإرهاب حقيقة، وإن لم تقضِ الكتائب علينا، فستقضي علينا الإمارات بطيرانها، وذلك تحت ذريعة مكافحة الإرهاب واجتثاثه.
لا علاقة للتيار السلفي في اليمن بهذه الجماعة، ولا بقائدها، وإن كان القائد "أبو العباس" قد تخرّج من معاهدها ودُورها، بيد أنه قد باع نفسه للشيطان ولأولاد زايد، وجمع أنصاره من الكهوف والسجون، وهذا ما لا ينكره إلا جاحد.
أي ذنبٍ ارتكبته مدينتنا العظيمة تعز، ولماذا لا يريدون لها أن تستقر؟
تعز، يا تحالف الشر، تريد أن تعود إلى العلم، وتتزّين به، ولم يحمل شبابها السلاح إلا دفاعا، وحين ثارت في وجه علي عبدالله صالح عام 2011، لم تكن تقصد زعزعة مراكزكم، والقضاء على عملائكم، بقدر ما كانت تسعى إلى أن تتنفس عبق الحرية المنتشر آنذاك.
موفق السلمي- اليمن / ريف تعز
السبت 30مارس 2019م
https://t.me/mouafak2009
على خلفية اللجنة الأمنية التي شكّلها محافظ تعز، نبيل شمسان، لملاحقة مطلوبين للعدالة، أقدمت كتائب الموت، المعروفة بكتائب أبي العباس، على إحراق تعز بالصواريخ.
وقتذاك، حلّق طيران الإمارات في سماء تعز، مهدّدا المحافظ شمسان بضرب عدّة منشآت حيوية منها منزله، في حال عدم توقّف اللجنة الأمنية.
وأثناء ذلك، ظهر الرئيس اليمني المهاجر في الرياض، عبدربه منصور هادي، في بيان متلفز، جاء فيه تأييده قرار المحافظ، وشرعية أعمال اللجنة المكلفة.
وبإيعاز من ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، غيّرت الطائرة الإماراتية المحلّقة في سماء تعز وجهتها، وأفرغت حمولتها في جبال مديرية مقبنة، القريبة من المدينة.
قيل قبل ذلك عن حصول مفاوضات، سبقت تشكيل اللجنة، مع أبي العباس، المقيم في مدينة عدن، لتسليم المطلوبين، لكنها قوبلت بالرفض الشديد.
وفي أثناء ما كانت اللجنة الأمنية تحقّق تقدما ملموسا على الأرض، وقد قاربت على اجتثاث كل العناصر الإرهابية، وقيل إنه تمت تصفية 25 مطلوبا، جاءت أوامر هادي الملكية بإيقاف الحملة الأمنية.
أوقفت الحملة لكي تبقى الكتائب تقضّ المضاجع، وتنتزع السكينة والأمن، متى ما أرادوا، وهذا ما يريده التحالف لتعز، على وجه الخصوص.
"أبو العباس" وكتائبه في تعز هم اللصوص وقطاع الطرق، وهم القتلة وأرباب الجرائم منذ عقود، هذا ما يعرفه القاصي والداني في هذه المدينة.
هم ذنب الإمارات الخبيثة وذيلها، وهم الإرهاب حقيقة، وإن لم تقضِ الكتائب علينا، فستقضي علينا الإمارات بطيرانها، وذلك تحت ذريعة مكافحة الإرهاب واجتثاثه.
لا علاقة للتيار السلفي في اليمن بهذه الجماعة، ولا بقائدها، وإن كان القائد "أبو العباس" قد تخرّج من معاهدها ودُورها، بيد أنه قد باع نفسه للشيطان ولأولاد زايد، وجمع أنصاره من الكهوف والسجون، وهذا ما لا ينكره إلا جاحد.
أي ذنبٍ ارتكبته مدينتنا العظيمة تعز، ولماذا لا يريدون لها أن تستقر؟
تعز، يا تحالف الشر، تريد أن تعود إلى العلم، وتتزّين به، ولم يحمل شبابها السلاح إلا دفاعا، وحين ثارت في وجه علي عبدالله صالح عام 2011، لم تكن تقصد زعزعة مراكزكم، والقضاء على عملائكم، بقدر ما كانت تسعى إلى أن تتنفس عبق الحرية المنتشر آنذاك.
موفق السلمي- اليمن / ريف تعز
السبت 30مارس 2019م
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
في ذكرى عاصفة الحزم
في يوم السبت، 30 مارس/ آذار 2019، وفي المدينة المحاصرة، تعز، في اليمن السعيد، خرج التجمع اليمني للإصلاح بمسيرة تكاد تكون مليونية، تزامنا مع الذكرى الرابعة لعملية عاصفة الحزم القاتلة، وأيضا لمناسبة ثانية كما قالوا، وهي ذكرى انطلاقة مقاومة تعز، والتي بدأت مع تلك العاصفة، فعن أي ذكرى يتحدث القوم؟ ماذا جلبت؟ سوى الدمار، وماذا خلفت؟ سوى الأنين.
رفعت في مسيرة إصلاح تعز، صور عبد ربه منصور هادي، وإلى جانبه قيادة الدولتين اللتين لا تريدان لليمن خيرا، وردّدت معها هتافات ونداءات، باستكمال تحرير اليمن فضلا عن هذه المدينة.
لا أعلم بالضبط ما الذي أراده حزب الإصلاح في تعز، من هذه المسيرة، سوى أني أراها تؤخر حسم المعركة في المدينة سنوات. كان عليه أن يتوارى، ويشعر العالم بأن الحرب أنهكته، ولم يبق في رصيده سوى القواعد الذين لا يقدرون على حمل السلاح، هذا إن كان يريد حسما ونصرا.
أما الآن فلا، ستعد الإمارات عدتها لإنهاك هذا الحزب، ناهيك عن مدينتنا الحبيبة تعز، فالمزيد من الانتكاسات، والجماعات الإرهابية ستطأ المدينة، عما قريب، وكلها ستعود بالوبال على هذه المسيرة الحاشدة.
وتعلمون، يا حزب الإصلاح في تعز، مدى إعجابي بمبادئكم وصمودكم في مواجهة الحوثي البغيض، ولم ولن تغيظني كثرتكم كما تغيظ بعضهم، لستم غثاء كما يقولون، بل أنتم أبطال، والجبهات تشهد بذلك، لكن التحالف لا يريد لكم هذا الصمود، وهذا الصلف الذي أظهرتموه.
ثم كيف تحتفلون بذكرى عاصفة، عصفت بكم أكثر مما تعصف بخصمكم الحوثي، لماذا تتكتمون عن مصرع كثيرين من شبابكم بنيران طيران التحالف، أم قد آمنتم أنها خاطئة؟
موفق السلمي - اليمن السعيد
https://t.me/mouafak2009
في يوم السبت، 30 مارس/ آذار 2019، وفي المدينة المحاصرة، تعز، في اليمن السعيد، خرج التجمع اليمني للإصلاح بمسيرة تكاد تكون مليونية، تزامنا مع الذكرى الرابعة لعملية عاصفة الحزم القاتلة، وأيضا لمناسبة ثانية كما قالوا، وهي ذكرى انطلاقة مقاومة تعز، والتي بدأت مع تلك العاصفة، فعن أي ذكرى يتحدث القوم؟ ماذا جلبت؟ سوى الدمار، وماذا خلفت؟ سوى الأنين.
رفعت في مسيرة إصلاح تعز، صور عبد ربه منصور هادي، وإلى جانبه قيادة الدولتين اللتين لا تريدان لليمن خيرا، وردّدت معها هتافات ونداءات، باستكمال تحرير اليمن فضلا عن هذه المدينة.
لا أعلم بالضبط ما الذي أراده حزب الإصلاح في تعز، من هذه المسيرة، سوى أني أراها تؤخر حسم المعركة في المدينة سنوات. كان عليه أن يتوارى، ويشعر العالم بأن الحرب أنهكته، ولم يبق في رصيده سوى القواعد الذين لا يقدرون على حمل السلاح، هذا إن كان يريد حسما ونصرا.
أما الآن فلا، ستعد الإمارات عدتها لإنهاك هذا الحزب، ناهيك عن مدينتنا الحبيبة تعز، فالمزيد من الانتكاسات، والجماعات الإرهابية ستطأ المدينة، عما قريب، وكلها ستعود بالوبال على هذه المسيرة الحاشدة.
وتعلمون، يا حزب الإصلاح في تعز، مدى إعجابي بمبادئكم وصمودكم في مواجهة الحوثي البغيض، ولم ولن تغيظني كثرتكم كما تغيظ بعضهم، لستم غثاء كما يقولون، بل أنتم أبطال، والجبهات تشهد بذلك، لكن التحالف لا يريد لكم هذا الصمود، وهذا الصلف الذي أظهرتموه.
ثم كيف تحتفلون بذكرى عاصفة، عصفت بكم أكثر مما تعصف بخصمكم الحوثي، لماذا تتكتمون عن مصرع كثيرين من شبابكم بنيران طيران التحالف، أم قد آمنتم أنها خاطئة؟
موفق السلمي - اليمن السعيد
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
ثورة فبراير ، بأي ذنب وئدت؟!
كانت ثورة 11 فبراير في اليمن بإرادة السماء، ورب السماء، فالله وحده هو المريد، وهو مُخرجُ الناس إلى الساحات، ولا حولَ ولا مخرجَ من هذا النفق المظلم إلا به.
لم يكن 11 فبراير خروجا عبثيا، ولم يكن كذلك خطأ ارتكبناه، بل كان تحصيل حاصل، وكل الطوائف قد خرجت، بما فيهم أعداء فبراير اليوم.
من مدينتي العظيمة تعز كانت الانطلاقة، وكان لنا نحن معشر الشباب السبق في الخروج للميدان، وباسمنا تسمّت ثورتنا، وبالحرية تسمّت ساحتنا.
شاركنا في الخروج أحزابا ومنظمات عديدة، ولم يركب التجمع اليمني للإصلاح موجة التغيير، بل السعودية الجارة الجائرة من ركبت الموجة، وانحرفت بمسار الثورة، وقد أتت بالمبادرات والمؤتمرات والمقذوفات وكل الويلات.
في فبراير، ذلك الربيع؛ تاقت كل النفوس لحياة كريمة، ولم تكن تعلم تلك النفوس التواقة للحرية والكرامة؛ ماذا سيجلب الخروج بعد، وإلا لكانت صبرت.
ثورة فبراير، موؤودة حية، لا بل ميتة، وقد دفنت. سلوا السعودية، لماذا ثورتنا وأدت؟ وبأي ذنب في التراب دفنت؟ أثورتنا، عار على الرياض إن كبرت؟! أتخشى على نفسها منا؟! أم تخشى أن تصير لها مولودة كابنتنا.
هي شقيقة وجارة، ويا ليتها ما كانت كذلك، ليتها كانت عنا بعيدة، ليتها في مجرة، ونحن في مجرة، فمن قتل الحمدي سواها؟ ومن أتى بصالح؟ غيرها؟ كلٌ ويلٍ تجرعناه، نحن أهل اليمن، كان من كأسها ونبيذها.
يا فبراير، قاتلك هو قاتل اليمن منذ الأزل، هم أولئك "رعاة الشاة " والذين صاروا آخر الزمان ملوكا ، وهكذا هم " إذا دخلوا قرية أفسدوها ، وجعلوا أعزة أهلها أذلة"..
يا آل سعود، نحن لم نعد أطفالا، فقد كبرنا، وصرنا ندرك ما تحيكون لنا، فلا تستخفون بنا أكثر.
فمنذ خمس سنوات ، بدأتم الحرب ، بعاصفة الحزم ، وقد قلتم وقتذاك أن الحزم أبو العزم ، وقلتم كذلك أن الأهداف مرسومة بدقة، فلمَ كل هذا التسويف!..
طيلة الخمس السنوات ، من قتلتم ؟ وماذا حققتم ؟ وما تريدون بالضبط ؟!.
ما هي أطماعكم فينا ؟ أفيكم رجل رشيد ؟ يبعد عنا كل وجع أنزلتموه بنا !
ألا تدركون- يا أرباب النوق - أن حربكم تفتك بنا كالنار في الهشيم ، حربكم تطحننا ، نحن الأبرياء العزل الذين لا حول لنا ولا قوة ، مقذوفتكم لم تسقط إلا على رؤوسنا ، وعواصفكم لم تعصف بأحدٍ سوانا..
دعونا نعيش كما تعيشون ، وننقب على ثرواتنا ، لا تحرمونا شيئا حبانا به الله تعالى ، فلستم وصاة ، ولسنا قاصرون...
آل سعود : خذوا أدواتكم ومبادراتكم ورحلوا عنا ، لا تقتلونا بيد ، وتتصنعون بآخرى نجدتنا !...
إغاثتكم لا تسمن ولا تغني ...
طائراتكم لا تؤمن أحدا ..
وعودكم لسنا بها نتفائل ، أملنا بربنا وكفى ..
صبرا يا يمن ..
صبرا يا تعز، فثورة فبراير فيك خلقت ! وفي أحشاء بطنك تمخضت، وعنها ستحاسبين ، وستدفعين، وتدفعين.
موفق السلمي - اليمن/ تعز
الذكرى الثامنة لثورة فبراير..
https://t.me/mouafak2009
كانت ثورة 11 فبراير في اليمن بإرادة السماء، ورب السماء، فالله وحده هو المريد، وهو مُخرجُ الناس إلى الساحات، ولا حولَ ولا مخرجَ من هذا النفق المظلم إلا به.
لم يكن 11 فبراير خروجا عبثيا، ولم يكن كذلك خطأ ارتكبناه، بل كان تحصيل حاصل، وكل الطوائف قد خرجت، بما فيهم أعداء فبراير اليوم.
من مدينتي العظيمة تعز كانت الانطلاقة، وكان لنا نحن معشر الشباب السبق في الخروج للميدان، وباسمنا تسمّت ثورتنا، وبالحرية تسمّت ساحتنا.
شاركنا في الخروج أحزابا ومنظمات عديدة، ولم يركب التجمع اليمني للإصلاح موجة التغيير، بل السعودية الجارة الجائرة من ركبت الموجة، وانحرفت بمسار الثورة، وقد أتت بالمبادرات والمؤتمرات والمقذوفات وكل الويلات.
في فبراير، ذلك الربيع؛ تاقت كل النفوس لحياة كريمة، ولم تكن تعلم تلك النفوس التواقة للحرية والكرامة؛ ماذا سيجلب الخروج بعد، وإلا لكانت صبرت.
ثورة فبراير، موؤودة حية، لا بل ميتة، وقد دفنت. سلوا السعودية، لماذا ثورتنا وأدت؟ وبأي ذنب في التراب دفنت؟ أثورتنا، عار على الرياض إن كبرت؟! أتخشى على نفسها منا؟! أم تخشى أن تصير لها مولودة كابنتنا.
هي شقيقة وجارة، ويا ليتها ما كانت كذلك، ليتها كانت عنا بعيدة، ليتها في مجرة، ونحن في مجرة، فمن قتل الحمدي سواها؟ ومن أتى بصالح؟ غيرها؟ كلٌ ويلٍ تجرعناه، نحن أهل اليمن، كان من كأسها ونبيذها.
يا فبراير، قاتلك هو قاتل اليمن منذ الأزل، هم أولئك "رعاة الشاة " والذين صاروا آخر الزمان ملوكا ، وهكذا هم " إذا دخلوا قرية أفسدوها ، وجعلوا أعزة أهلها أذلة"..
يا آل سعود، نحن لم نعد أطفالا، فقد كبرنا، وصرنا ندرك ما تحيكون لنا، فلا تستخفون بنا أكثر.
فمنذ خمس سنوات ، بدأتم الحرب ، بعاصفة الحزم ، وقد قلتم وقتذاك أن الحزم أبو العزم ، وقلتم كذلك أن الأهداف مرسومة بدقة، فلمَ كل هذا التسويف!..
طيلة الخمس السنوات ، من قتلتم ؟ وماذا حققتم ؟ وما تريدون بالضبط ؟!.
ما هي أطماعكم فينا ؟ أفيكم رجل رشيد ؟ يبعد عنا كل وجع أنزلتموه بنا !
ألا تدركون- يا أرباب النوق - أن حربكم تفتك بنا كالنار في الهشيم ، حربكم تطحننا ، نحن الأبرياء العزل الذين لا حول لنا ولا قوة ، مقذوفتكم لم تسقط إلا على رؤوسنا ، وعواصفكم لم تعصف بأحدٍ سوانا..
دعونا نعيش كما تعيشون ، وننقب على ثرواتنا ، لا تحرمونا شيئا حبانا به الله تعالى ، فلستم وصاة ، ولسنا قاصرون...
آل سعود : خذوا أدواتكم ومبادراتكم ورحلوا عنا ، لا تقتلونا بيد ، وتتصنعون بآخرى نجدتنا !...
إغاثتكم لا تسمن ولا تغني ...
طائراتكم لا تؤمن أحدا ..
وعودكم لسنا بها نتفائل ، أملنا بربنا وكفى ..
صبرا يا يمن ..
صبرا يا تعز، فثورة فبراير فيك خلقت ! وفي أحشاء بطنك تمخضت، وعنها ستحاسبين ، وستدفعين، وتدفعين.
موفق السلمي - اليمن/ تعز
الذكرى الثامنة لثورة فبراير..
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
هجرة هادي
في أوائل شهر مارس/ آذار، وقبل أربع سنوات، خرج رئيس اليمن "الشرعي"، عبد ربه منصور هادي، "مهاجراً شرعياً" نحو ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز.
خرج هادي من العاصمة، صنعاء، بأمرٍ ملكي، بعدما لقي من أهلها أنواعاً شتى من العذاب والتضييق، ولم يعرف خبر الهجرة، إلا بعد وصوله إلى مدينة عدن.
مفارقات عجيبة وكثيرة بين هجرة المصطفى الهادي، محمد صلوات الله عليه وسلم، وهجرة الرئيس هادي، فاﻷولى غيّرت مجرى التاريخ، بينما الأخرى لم تغيّر حتى حياة صاحبها؛ فضلاً عن حياة قومه وبلاده اليمن "السعيد".
بعد خروج المصطفى صلى الله عليه وسلم من ديار مكة، اشتاط سادتها غضباً وحسرة، وركضوا نحو الخيول فزعين، فعدوا بهن، حتى كدحت ضبحاً، وأورت قدحاً، وأثاروا النقع بحثاً عن النبي الكريم وصاحبه، وزايدوا في زيادة المكافأة، وجعلوها مغريةً لمن يستطيع العودة بصاحب الهجرة حياً أو ميتاً، وتفرّق الفرسان في شعاب مكة وأوديتها، وتوّسط الجمع سراقة بن مالك فتفرسخت فرسه.
لم يضع سادة صنعاء جوائز مغرية لمن يأتي برأس هادي، حياً أو ميتاً، كما وضع كفار مكة، ولم يحاول أحدهم اللحاق به، كما فعل سراقة مع الفارق الكبير في تقنيات وتكنولوجيا العصرين.
يا سيادة الرئيس، هادي: ألا تعلم أنّ النبي العظيم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، حين وصوله المدينة لم يذق الراحة، ولم يحكِ تفاصيل قصة الهجرة، رغم مشقة السفر، بل بدأ بقرارات بناء الدولة، وكان ينبغي عليك ذلك، وأن تبقى في مدينة عدن، لا أن تسلمها للإمارات تعبث بها كما تشاء؟ ثم لماذا نحو سلمان، لا غيره، يمّمت شطرك؟ هل من هناك ستبني دولة؟ أم ماذا؟
ولعلك نسيت أننا شعبك وأهلك، وإلا كيف تشرعن لتحالف شرّ، يشن حرباً بلا هوادة علينا، ويعمل على إماتة ما تبقى فينا من رمق؟
ما زالت ضربات التحالف بقيادة الرياض، يوماً بعد آخر، توجعنا، ونحن في صفك نحارب، فإلى متى ستظل تلك المقاتلات تخطئ؟
هادي لا حياة لنا دونك، فعد إلينا كما عاد المصطفى الحبيب إلى ربوع مكة.
موفق السلمي- اليمن / ريف تعز
الخميس ٢١ مارس ٢٠١٩م
https://t.me/mouafak2009
في أوائل شهر مارس/ آذار، وقبل أربع سنوات، خرج رئيس اليمن "الشرعي"، عبد ربه منصور هادي، "مهاجراً شرعياً" نحو ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز.
خرج هادي من العاصمة، صنعاء، بأمرٍ ملكي، بعدما لقي من أهلها أنواعاً شتى من العذاب والتضييق، ولم يعرف خبر الهجرة، إلا بعد وصوله إلى مدينة عدن.
مفارقات عجيبة وكثيرة بين هجرة المصطفى الهادي، محمد صلوات الله عليه وسلم، وهجرة الرئيس هادي، فاﻷولى غيّرت مجرى التاريخ، بينما الأخرى لم تغيّر حتى حياة صاحبها؛ فضلاً عن حياة قومه وبلاده اليمن "السعيد".
بعد خروج المصطفى صلى الله عليه وسلم من ديار مكة، اشتاط سادتها غضباً وحسرة، وركضوا نحو الخيول فزعين، فعدوا بهن، حتى كدحت ضبحاً، وأورت قدحاً، وأثاروا النقع بحثاً عن النبي الكريم وصاحبه، وزايدوا في زيادة المكافأة، وجعلوها مغريةً لمن يستطيع العودة بصاحب الهجرة حياً أو ميتاً، وتفرّق الفرسان في شعاب مكة وأوديتها، وتوّسط الجمع سراقة بن مالك فتفرسخت فرسه.
لم يضع سادة صنعاء جوائز مغرية لمن يأتي برأس هادي، حياً أو ميتاً، كما وضع كفار مكة، ولم يحاول أحدهم اللحاق به، كما فعل سراقة مع الفارق الكبير في تقنيات وتكنولوجيا العصرين.
يا سيادة الرئيس، هادي: ألا تعلم أنّ النبي العظيم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، حين وصوله المدينة لم يذق الراحة، ولم يحكِ تفاصيل قصة الهجرة، رغم مشقة السفر، بل بدأ بقرارات بناء الدولة، وكان ينبغي عليك ذلك، وأن تبقى في مدينة عدن، لا أن تسلمها للإمارات تعبث بها كما تشاء؟ ثم لماذا نحو سلمان، لا غيره، يمّمت شطرك؟ هل من هناك ستبني دولة؟ أم ماذا؟
ولعلك نسيت أننا شعبك وأهلك، وإلا كيف تشرعن لتحالف شرّ، يشن حرباً بلا هوادة علينا، ويعمل على إماتة ما تبقى فينا من رمق؟
ما زالت ضربات التحالف بقيادة الرياض، يوماً بعد آخر، توجعنا، ونحن في صفك نحارب، فإلى متى ستظل تلك المقاتلات تخطئ؟
هادي لا حياة لنا دونك، فعد إلينا كما عاد المصطفى الحبيب إلى ربوع مكة.
موفق السلمي- اليمن / ريف تعز
الخميس ٢١ مارس ٢٠١٩م
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
عشق الشيوخ
زرت شيخي الناسك الزاهد، وقد كان من كبار مشائخ العلم الذين تعلمت منهم الكثير من العلم النافع.
زرتُه كعادتي حين أشتاق إليه، زرته في يوم جمعة، وهو متفرغٌ للراحة في عقر داره، بقرية نائية، في محافظة إب. سلّمت عليه، وباركت له عمرته ورحلته إلى بيت الله تعالى، ومدينة نبيه صلى الله عليه وسلم.
حين قدمت إليه، لم أكن أطمح بماء زمزم وهدايا العائد من ربوع مكة، بل كل ما أصبو إليه، جلسة ود ممزوجة بالعلم، معه ومع طلابه الذين يتحلقون حوله.
لم يكن خطيب الجمعة هو، بل كان أحد طلبته الذين أنشأهم على أن يكونوا من بعده. وبعد عودتنا من الصلاة، كان يريد أن يخبرني بشيءٍ أشرد باله، وأقلق فؤاده، لكنه ما زال متحرجا مني، كيف له أن يخبرني بعدم تفرغه للجلوس معي وأنا طالبه الذي تجشّم عناء السفر وصولا إلى داره، كان يعلم يقينا بقدومي لسماع حديثه واقتباس شذرات من علمه الجم.
أركبني سيارته ولا أعلم بعد أين سيطرحني؟ أين سيذهب بي؟ أحادث ذاتي، هل سنذهب لتوثيق مشروع خيري؟ لا، فاليوم جمعة، لعله سيأخذني في نزهة ورحلة ترفيهية إلى ذلك الغيل أو الجبل الذي يوجد به بقايا بناءٍ لسقاية الملكة أروى، والممتد من مدينة جبلة حتى جامع معاذ بن جبل بالجند.
بقيت صامتا، ومنذ بدء إطارات السيارة بالتهام تلك الطريق المتعرج التي تخرجنا من قريته، حيث يسكن هناك مع أم ولده.
رفع الشيخ سماعةَ هاتفه، وبدأ حديثا رومانسيا لم أسمع مثله قبلا، بدأ حديثه بصباح الخير، فقاطعته بالقول: "الساعة الآن الثانية بعد الظهر"، وكأن "المتصل به" رد رداً يشبه ردي. كان الشيخ الخمسيني يتغزل ويقول: إشراق وجهك غرني/ حتى توهمت المساء صباحا!
أعلم الشيخُ، بتلك المكالمة الهاتفية، مباخرَ مُهاتفه، بإشعال النار، ترحيباً بقدومه، ترحيباً بقدومه لا بقدومي.
ذهب بعد أن قرأتُ فيه كل ملامح الحب والعشق، لقد تزوج شيخي بفتاة أعادته شابا يافعا. قال لي بأنها حميريّة ومن مدينة تعز، وما كان خروجها من تعز إلا نزوحا. حقيقة ما أجمل العشق حين يخامر القلوب، لا سيما قلوب مشائخ العلم، وما أجمل وقار العلم حين يختلط بشذرات العشق وغزل الشعر. قلت له: هكذا هي المصائب، فقد تكون لقوم فوائد.
ضحك شيخي، وقال مازحا: لماذا لم تنزح صبايا تعز قبل زمن..
موفق السلمي- اليمن / ريف تعز
السبت ٢ مارس ٢٠١٩م
https://t.me/mouafak2009
زرت شيخي الناسك الزاهد، وقد كان من كبار مشائخ العلم الذين تعلمت منهم الكثير من العلم النافع.
زرتُه كعادتي حين أشتاق إليه، زرته في يوم جمعة، وهو متفرغٌ للراحة في عقر داره، بقرية نائية، في محافظة إب. سلّمت عليه، وباركت له عمرته ورحلته إلى بيت الله تعالى، ومدينة نبيه صلى الله عليه وسلم.
حين قدمت إليه، لم أكن أطمح بماء زمزم وهدايا العائد من ربوع مكة، بل كل ما أصبو إليه، جلسة ود ممزوجة بالعلم، معه ومع طلابه الذين يتحلقون حوله.
لم يكن خطيب الجمعة هو، بل كان أحد طلبته الذين أنشأهم على أن يكونوا من بعده. وبعد عودتنا من الصلاة، كان يريد أن يخبرني بشيءٍ أشرد باله، وأقلق فؤاده، لكنه ما زال متحرجا مني، كيف له أن يخبرني بعدم تفرغه للجلوس معي وأنا طالبه الذي تجشّم عناء السفر وصولا إلى داره، كان يعلم يقينا بقدومي لسماع حديثه واقتباس شذرات من علمه الجم.
أركبني سيارته ولا أعلم بعد أين سيطرحني؟ أين سيذهب بي؟ أحادث ذاتي، هل سنذهب لتوثيق مشروع خيري؟ لا، فاليوم جمعة، لعله سيأخذني في نزهة ورحلة ترفيهية إلى ذلك الغيل أو الجبل الذي يوجد به بقايا بناءٍ لسقاية الملكة أروى، والممتد من مدينة جبلة حتى جامع معاذ بن جبل بالجند.
بقيت صامتا، ومنذ بدء إطارات السيارة بالتهام تلك الطريق المتعرج التي تخرجنا من قريته، حيث يسكن هناك مع أم ولده.
رفع الشيخ سماعةَ هاتفه، وبدأ حديثا رومانسيا لم أسمع مثله قبلا، بدأ حديثه بصباح الخير، فقاطعته بالقول: "الساعة الآن الثانية بعد الظهر"، وكأن "المتصل به" رد رداً يشبه ردي. كان الشيخ الخمسيني يتغزل ويقول: إشراق وجهك غرني/ حتى توهمت المساء صباحا!
أعلم الشيخُ، بتلك المكالمة الهاتفية، مباخرَ مُهاتفه، بإشعال النار، ترحيباً بقدومه، ترحيباً بقدومه لا بقدومي.
ذهب بعد أن قرأتُ فيه كل ملامح الحب والعشق، لقد تزوج شيخي بفتاة أعادته شابا يافعا. قال لي بأنها حميريّة ومن مدينة تعز، وما كان خروجها من تعز إلا نزوحا. حقيقة ما أجمل العشق حين يخامر القلوب، لا سيما قلوب مشائخ العلم، وما أجمل وقار العلم حين يختلط بشذرات العشق وغزل الشعر. قلت له: هكذا هي المصائب، فقد تكون لقوم فوائد.
ضحك شيخي، وقال مازحا: لماذا لم تنزح صبايا تعز قبل زمن..
موفق السلمي- اليمن / ريف تعز
السبت ٢ مارس ٢٠١٩م
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
موفق السلمي pinned «عشق الشيوخ زرت شيخي الناسك الزاهد، وقد كان من كبار مشائخ العلم الذين تعلمت منهم الكثير من العلم النافع. زرتُه كعادتي حين أشتاق إليه، زرته في يوم جمعة، وهو متفرغٌ للراحة في عقر داره، بقرية نائية، في محافظة إب. سلّمت عليه، وباركت له عمرته ورحلته إلى بيت الله…»
أقبل رمضان .
أقبل شهر الطاعات ، وأقبلتْ كذلك سائر الخيرات ، حلّتْ البركات، وتسابق على المكرمات شِحَاح لئام، واجتهد في العبادات فواسق وفساق، حقا إنه شهر كريم يعلّمنا كيف نجود، وقد كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الكريم، أجود في رمضان من الريح المرسلة!...
كل البرايا في هذا الشهر تجودُ إلا عشيقتي!، ومذ إن هلّ هذا الهلال، غابَ هلالُها، وتوارى صوتها، وقد كانت في شهر شعبان تفوض كرما، وهي امرأة معطاء ، تكرمك بحروفها البهية، وترانيم حنجرتها الذهبيّة العذبة، فضلا عن وجهها الجميل، الذي لا تكاد تمل من النظر إليه، والتلذذ بحسنه وبهائه ..،
أقبل رمضان، وقد ملأت خليلتي الكريمة أرجاء المعمورة شعرا ونثرا، ولها دواوين من الشعر الذي لا يقوله سواها، ما طُبع منه؛ لم يصل إليّ وأنا عشيقها ، تهافت عليه المطربون والفنانون، ومع ذلك قد تجدني على بابها في هذا الشهر الكريم أتسول حرفا أو كلمة!..
وقد كانت في سالف الأيام معجم مفرداتي، أخذ منها ما لذ وطاب، كانت سلسبيل من الخمر المعتق، كانت عينا تجري وتروي، كان مزاجها زنجبيلا، وريحها مسكا وكافورا ، كانت فيما مضى جنة أعدها الله لي، كانت جنتي التي عجلها الله لي ، وكانت هي الحورية الوحيدة في تلك الجنة...
كانت سيّدتي كذلك ، وأنا حينئذ في شهر شعبان، بالكاد أؤدّي الصلاة المفروضة، واليوم، وقد أقبلت على الله بسائر أنواع الطاعات تركتني وولت!..
أقبل رمضان، وصدح رعاة الأغنام بذكر الله، بينما سيّدتي بكماء خرساء ، لا تذكر ربها ولا تناجيه، ولا تناجيني أنا حبيبها ولا تحادثني بشيء، لا بخير ولا بشر..
فيا عشيقتي، قولي حرفا يسعدني، ولو لم تنظميه، قولي: "كيف حالك؟ أستاذ موفق! ولو تكلفا،هيا سيّدتي تتعتعي وقولي، وكما كنتِ في شعبان...
أقبل رمضان، وحبيبتي صماء طرشاء، لا تسمع ولا تكترث بشوقي وحنيني إليها ، جربت وسائل آخر غير صياحي، فلم تنفع، ناشدتها أن تتكلم، وأخبرتها أن الصوم عن الكلام عبادة من كان قبلنا، ولقد نسخت وغيرت وبدلت، لكنها لم تعرني اهتماما..
أقبل رمضان، وكاد أن يرحل، وأنا ما زلت تائها حائرا، أترقب همسها وحسها..
موفق السلمي- اليمن / ريف تعز
الأربعاء 8مايو 2019م
https://t.me/mouafak2009
أقبل شهر الطاعات ، وأقبلتْ كذلك سائر الخيرات ، حلّتْ البركات، وتسابق على المكرمات شِحَاح لئام، واجتهد في العبادات فواسق وفساق، حقا إنه شهر كريم يعلّمنا كيف نجود، وقد كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الكريم، أجود في رمضان من الريح المرسلة!...
كل البرايا في هذا الشهر تجودُ إلا عشيقتي!، ومذ إن هلّ هذا الهلال، غابَ هلالُها، وتوارى صوتها، وقد كانت في شهر شعبان تفوض كرما، وهي امرأة معطاء ، تكرمك بحروفها البهية، وترانيم حنجرتها الذهبيّة العذبة، فضلا عن وجهها الجميل، الذي لا تكاد تمل من النظر إليه، والتلذذ بحسنه وبهائه ..،
أقبل رمضان، وقد ملأت خليلتي الكريمة أرجاء المعمورة شعرا ونثرا، ولها دواوين من الشعر الذي لا يقوله سواها، ما طُبع منه؛ لم يصل إليّ وأنا عشيقها ، تهافت عليه المطربون والفنانون، ومع ذلك قد تجدني على بابها في هذا الشهر الكريم أتسول حرفا أو كلمة!..
وقد كانت في سالف الأيام معجم مفرداتي، أخذ منها ما لذ وطاب، كانت سلسبيل من الخمر المعتق، كانت عينا تجري وتروي، كان مزاجها زنجبيلا، وريحها مسكا وكافورا ، كانت فيما مضى جنة أعدها الله لي، كانت جنتي التي عجلها الله لي ، وكانت هي الحورية الوحيدة في تلك الجنة...
كانت سيّدتي كذلك ، وأنا حينئذ في شهر شعبان، بالكاد أؤدّي الصلاة المفروضة، واليوم، وقد أقبلت على الله بسائر أنواع الطاعات تركتني وولت!..
أقبل رمضان، وصدح رعاة الأغنام بذكر الله، بينما سيّدتي بكماء خرساء ، لا تذكر ربها ولا تناجيه، ولا تناجيني أنا حبيبها ولا تحادثني بشيء، لا بخير ولا بشر..
فيا عشيقتي، قولي حرفا يسعدني، ولو لم تنظميه، قولي: "كيف حالك؟ أستاذ موفق! ولو تكلفا،هيا سيّدتي تتعتعي وقولي، وكما كنتِ في شعبان...
أقبل رمضان، وحبيبتي صماء طرشاء، لا تسمع ولا تكترث بشوقي وحنيني إليها ، جربت وسائل آخر غير صياحي، فلم تنفع، ناشدتها أن تتكلم، وأخبرتها أن الصوم عن الكلام عبادة من كان قبلنا، ولقد نسخت وغيرت وبدلت، لكنها لم تعرني اهتماما..
أقبل رمضان، وكاد أن يرحل، وأنا ما زلت تائها حائرا، أترقب همسها وحسها..
موفق السلمي- اليمن / ريف تعز
الأربعاء 8مايو 2019م
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
موفق السلمي pinned «أقبل رمضان . أقبل شهر الطاعات ، وأقبلتْ كذلك سائر الخيرات ، حلّتْ البركات، وتسابق على المكرمات شِحَاح لئام، واجتهد في العبادات فواسق وفساق، حقا إنه شهر كريم يعلّمنا كيف نجود، وقد كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الكريم، أجود في رمضان من الريح المرسلة!...…»
ضحكاته تسعدني ، غناه يطربني ، قربه مني يخفف عني الكثير من الأوجاع والأحزان..
يا له من صديق طيب ، وما يعيبه شيء بيد أنه يحب العزف والموسيقى كثيرا ، وكلما دخلت عليه ، أجده يغني ويدندن..
حياته تجعلني في حيرة ودهشة من أمره ، أذكره بالله ، وترك أغانيه وشدوه ، لكنه لا يأبه لنصائحي..
أستمتع بسماع قصائده وأنغامه وهو لا يشعر ، فإذا رأني مبتهجاً ، فلا يكاد يسكت ، ويزيد من حدة صوته حتى يُسمع الجيران ، وكل مأرٍ من أمام منزلي..
لم أره يوما مهموما ، رغم كل المشاكل التي يعيشها هو ، ونحن اليمانيون أجمع، في هذا البلد التعيس..
أخبرته ذات يوم بحرمة الأغاني ، فقال مبتسما: أن أغانيه ثورية ، وطنية ، إسلامية ، ولا بأس فيها..
هو يغني للجمال فقط ، ويمتدح الطبيعة، والحياة الرغدة ، وإن لم يرها في كوخه ومنزلي..
عن عصفوري الأصفر أتحدث..
موفق السلمي- ريف تعز
https://t.me/mouafak2009
يا له من صديق طيب ، وما يعيبه شيء بيد أنه يحب العزف والموسيقى كثيرا ، وكلما دخلت عليه ، أجده يغني ويدندن..
حياته تجعلني في حيرة ودهشة من أمره ، أذكره بالله ، وترك أغانيه وشدوه ، لكنه لا يأبه لنصائحي..
أستمتع بسماع قصائده وأنغامه وهو لا يشعر ، فإذا رأني مبتهجاً ، فلا يكاد يسكت ، ويزيد من حدة صوته حتى يُسمع الجيران ، وكل مأرٍ من أمام منزلي..
لم أره يوما مهموما ، رغم كل المشاكل التي يعيشها هو ، ونحن اليمانيون أجمع، في هذا البلد التعيس..
أخبرته ذات يوم بحرمة الأغاني ، فقال مبتسما: أن أغانيه ثورية ، وطنية ، إسلامية ، ولا بأس فيها..
هو يغني للجمال فقط ، ويمتدح الطبيعة، والحياة الرغدة ، وإن لم يرها في كوخه ومنزلي..
عن عصفوري الأصفر أتحدث..
موفق السلمي- ريف تعز
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي
أحزاب أم ضرائر؟
واقع مزر ومخز، تعيشُه مدينتنا تعز في اليمن الحبيب، وما ذاك إلا بسبب أحزاب المدينة ومثقفيها.
ما أشبه واقعنا اليوم بمرحلة الدعاية الانتخابية التي تسبق يوم الاقتراع، حيث نعيش هذا الواقع المؤلم الموحي بالتقسم والتشرذم، ولم ننتصربعد، فكيف إذا انتصرنا!
يحاول كل حزب أن يظهر بشعبية كبيرة، بقصد إثبات وجوده ليس إلا. ففي الأمس، خرج الإصلاحيون بمظاهرة تبارك أعمال اللجنة الأمنية، والتي طاولت واستهدفت عتاولة الموت في كتائب أبي العباس الإرهابية. وبعدها بأيام؛ خرج الحزب الوحدوي الناصري، ذو القاعدة الشعبية اليسيرة، بمسيرة مئوية، لا ألفية، كما يزعمون، ولا مليونية كما لا يتصورون.
وبشأن عددهم، بدأت المناكفات بين نشطائهم ونشطاء حزب التجمع اليمني للإصلاح في كل وسائل التواصل الاجتماعي.
خرج الناصريّون، ذوو السمة المدنية، لنصرة كتائب الموت الميتة. قالوا إنهم كمواطنين ظُلِموا وشُرّدوا من جراء تلك الحملة.
أعلمتم الآن؟ يا إصلاح تعز، ألم أكن محقا حين مانعت خروجكم؟! ألم أخبركم آنذاك أن كثرتكم وسواد مسيرتكم ستغيظ أعداءكم؟ وبلا ريب سترجي النصر والحسم لسنوات.
أيها الإصلاحيون، هل أغنت مسيرتكم مدينتنا؟ وماذا أغنتكم أنتم لافتاتكم؟ من رفعتم صورهم لن يرضوا عنكم حتى وإن اتبعتم ملتهم!
ليس القرار بيدكم، يا أحزاب تعز، وحالكم كحال ضرائر عجوز أشرف على الموت، فعلامَ تتناكفون؟ لا فائدة من حشودكم، وإن بلغت عنان السماء، لا داعي للمهاترات حول هذا. ولنفترض جدلا أن مسيرة الناصريين مليونية، قلت أم كثُرت، بماذا ستفيد تعز؟
بيد أنني أتعجب عن علاقةٍ ربطت تلك الكتائب الإرهابية بأحزاب وإيديولوجيات مدنية، أليس للرياض وأبو ظبي دور في ذلك؟ وللعلم فتلك المجاميع القليلة التي خرجت باسم الحزب الوحدوي الناصري قد خرجت ثانية باسم المؤتمر الشعبي العام، وذلك كله لإغاظة حزب الإصلاح في تعز.
موفق السلمي- ريف تعز
الخميس ٩ مايو ٢٠١٩م
https://t.me/mouafak2009
واقع مزر ومخز، تعيشُه مدينتنا تعز في اليمن الحبيب، وما ذاك إلا بسبب أحزاب المدينة ومثقفيها.
ما أشبه واقعنا اليوم بمرحلة الدعاية الانتخابية التي تسبق يوم الاقتراع، حيث نعيش هذا الواقع المؤلم الموحي بالتقسم والتشرذم، ولم ننتصربعد، فكيف إذا انتصرنا!
يحاول كل حزب أن يظهر بشعبية كبيرة، بقصد إثبات وجوده ليس إلا. ففي الأمس، خرج الإصلاحيون بمظاهرة تبارك أعمال اللجنة الأمنية، والتي طاولت واستهدفت عتاولة الموت في كتائب أبي العباس الإرهابية. وبعدها بأيام؛ خرج الحزب الوحدوي الناصري، ذو القاعدة الشعبية اليسيرة، بمسيرة مئوية، لا ألفية، كما يزعمون، ولا مليونية كما لا يتصورون.
وبشأن عددهم، بدأت المناكفات بين نشطائهم ونشطاء حزب التجمع اليمني للإصلاح في كل وسائل التواصل الاجتماعي.
خرج الناصريّون، ذوو السمة المدنية، لنصرة كتائب الموت الميتة. قالوا إنهم كمواطنين ظُلِموا وشُرّدوا من جراء تلك الحملة.
أعلمتم الآن؟ يا إصلاح تعز، ألم أكن محقا حين مانعت خروجكم؟! ألم أخبركم آنذاك أن كثرتكم وسواد مسيرتكم ستغيظ أعداءكم؟ وبلا ريب سترجي النصر والحسم لسنوات.
أيها الإصلاحيون، هل أغنت مسيرتكم مدينتنا؟ وماذا أغنتكم أنتم لافتاتكم؟ من رفعتم صورهم لن يرضوا عنكم حتى وإن اتبعتم ملتهم!
ليس القرار بيدكم، يا أحزاب تعز، وحالكم كحال ضرائر عجوز أشرف على الموت، فعلامَ تتناكفون؟ لا فائدة من حشودكم، وإن بلغت عنان السماء، لا داعي للمهاترات حول هذا. ولنفترض جدلا أن مسيرة الناصريين مليونية، قلت أم كثُرت، بماذا ستفيد تعز؟
بيد أنني أتعجب عن علاقةٍ ربطت تلك الكتائب الإرهابية بأحزاب وإيديولوجيات مدنية، أليس للرياض وأبو ظبي دور في ذلك؟ وللعلم فتلك المجاميع القليلة التي خرجت باسم الحزب الوحدوي الناصري قد خرجت ثانية باسم المؤتمر الشعبي العام، وذلك كله لإغاظة حزب الإصلاح في تعز.
موفق السلمي- ريف تعز
الخميس ٩ مايو ٢٠١٩م
https://t.me/mouafak2009
Telegram
موفق السلمي
كاتب أديب، وناشط إعلامي