قناة الدكتور يوسف مسلم MOOD Clinic
6.26K subscribers
607 photos
97 videos
38 files
983 links
قناة الدكتور يوسف مسلَّم، استشاري العلاج النفسي، واختصاصي العلاجات السلوكية والمعرفية، والعلاج المرتكز على المَنَعة النفسية.
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#دميمة_وكحلى (٢)

تروي دميمة الحكيمة لكحلى في هذا اليوم قصّة حاضرة المغرب الأندلسّي، وكيف تتمايز الحضارة  إن كانت جَوهراً ثم إذا أمسَت مَظهراً إلى الزّوال.
قالت كحلى : حدّثيني يا دميمة عن بُزوغ فجر حاضرةٍ عُظمى، أفُلَ نجمُها حين غابت قِيَمُ بنائِها الأصيلة، فغرّتها المَظاهر وضاعت من بنائِها أسبابُ قيامها في الأصل.

قالت دميمة: اسمعي هذه القصّة:
كانت حاضِرة الأندلُس في انتظار بُزوغ فجرِها الذي قام بتوحيد الله عزّ وجلّ وحقّ عبوديّته، وهذا ما بَزَغ به فجرُ كلّ حاضرةٍ للمُسلمين،  فصارت الأندلس احد أهم المَنارات الهَاديَة للتوحيد وحقّه، وقام فيها العِلمُ الشرعيّ وتعاظَمَ فيها طلبُ العلم، وعاماً بعد عام، بل قولي قَرناً بعد قرن، قدّم بعضُ أهلها عُلوم الدّنيا وإصلاح شأنها، على شَرعهم وشريعَتِهم، واستبدل بعضُهم قول العَقلِ والتأويل وقدّمُوه على النّقل والتنزيل، وغرّ بعضُهم تفوّق المعمَار للبيوت والبناء، حتى إذا سَاد ذلك فيهم، ظهرت فيها الموشّحاتُ والرّقصُ والأغنياتُ والطربُ والموسيقات، وفَشَت فشّواً عظيماً، حتى إذا ظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها بفنونِهم ومُجونِهم وأغانيّهم وفلسفتِهم، نسُوا جوهر قيامهم بالتوحيد، وظنّوا المظاهر والقشُور هي القوة، وما عرفوا أنّها ما هي بمُغنِيَتِهم عن دين الله في عِمارة الأرض، فتفرّقوا وتشرذَموا واختلفوا، وتحلّق حولَهُمُ الأعداء، إلى أن افترسُوهم.

وما زال سُكّان الغاب في يومنا هذا، يتغنّون بحُقبة الطَرَب والمُجون في آخر القُرون، وينسِبون مجد أندلُسِهم إليها، وينسَون قُروناً من التوحيد والجِهاد والعبادة و العدل في حقّ العباد، وما تعلّموا أنّها لولا التوحيد ما قامت، ولولا العدلُ ما كانت.

أخبري فُرسانكِ يا كحلى، أنّ العمارة في الأرض ليست بالمعمار والمزمار، بل عمارة الأرض بالتوحيد، ووراثتُها بالعدل، وقيامُها بصيانة القلوب من أمراض الدُنيا وشهواتِها، والتمكين للمؤمنين لا المطربين.

وليُدركوا أنّ الذي كتبه آخر بنو الأحمر، قبل أن يَذرِفَ دموعَه على آخر رايةٍ أندلُسّية  كان " لا غَالبَ إلا الله"

دميمة وكَحلى قصصيّة على ألسنة الحيوان تُروى عن أفعال البشر، لعلها تُفيد سكّان الغاب، لما كان من سفك دم سكّان الأندلس التي غابت في التاريخ، وأنسي وأرثوا مَجدها قصة سقوطها. 

دميمة أتانٌ في زريبة، وهي من أطلقت على نفسها هذا الاسم، فهي التاريخُ الغابرُ المُر، تروي الدميمَ منه لتعلّم كحلى. أمّا كحلى، فهي من بنات الريح، محجّلة غرّاء، صَبوحة، ممشُوقة. تسمعُ القصص الدميمة، فهي الموعودة بخير ناصِيَتها، تحفظُ التاريخ لعلّها ترويه لفرسانٍ ميامينٍ من خيرة أهل الأرض، والذين تعلّموا من تاريخهم.


✍️د.
#يوسف_مسلم | #طوفان_الأقصى


🔹️https://t.me/moodclinic_training
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM