السّيد مُحسِن المُدَرسي
13.7K subscribers
1.04K photos
69 videos
56 files
109 links
مُتعلِّمٌ على سبيل نجاة

للتواصل المباشر: @SMohsenM313_Bot
قصّاصات جامعية: https://t.me/Ghassassat
صفحه فارسي: https://t.me/ModarresiFarsi
Download Telegram
الانتماء لا علاقة له بالنسب، ولا بالأرض، ولا بأي عُلقةٍ مادية لا دخل للإنسان فيها.. فالإنسان لا يختار أبويه، ولا عرقه، ولا جنسه، ولا بلده الذي يولد فيه.. فلا تكون علاقة الدم، أو البلد مقدَّسة، ولا تعطيه امتيازاً على غيره.

بل المقياس الأساسي هو (الاتباع).
وبمقدار ما يشابه الانسان في عقيدته، وفي عمله.. في فكره وثقافته، مع عظيمٍ من عظماء، انتمى اليه، وكان أقرب الناس اليه، وأحقُّ به.. والعكس بالعكس

وهذه الفكرة، مع بساطتها، إلا أنَّها فكرة جوهرية في ثقافة الوحي، تزخر بها الآيات القرآنية.

فلقد جعل القرآن النبيَّ الأكرم (ص) أولى الناس بالنبي إبراهيم (ع)، مع بُعدِ الزمان والمكان.. أولى به من اليهود والنصارى المدَّعين، لأنه أقرب اليه فكراً ومنهجاً.. قائلاً:
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنين‏)

ولقد باهَل النبي (ص) بأهلَ بيته نصارى نجران، لا لعلقة النَسَبِ، بل لأنهم أقرب الناس اليه اتباعاً، بل صار أمير المؤمنين (ع) نفس رسول الله (ص) في مقياس الاتباع (وأنفسنا وأنفسكم)

ولقد سمّى اللهُ سبحانه أتباعَ النبي نوح (ع) (أهلَهُ) قائلاً: (فاسلك فيها من كُلٍّ زوجين اثنينِ وأهلك)، في الوقت الذي استثنى من أهله زوجته، وابنه، بل نفى صفة الأهل عن ابنه قائلاً (إنَّه ليس من أهلِكْ، إنَّه عملٌ غير صالح)..

ولقد ارتقى سلمان الفارسي المولود على دين الزردشت، البعيد آلاف الفراسخ في بلاد فارِس، ارتقى في درجاتِ القُربِ حتى صار (منّا أهلَ البيت) وصار (سلمانَ المحمدي)، رضي الله عنه.. في حين لُعن أبولَهَبٍ القرشي الهاشمي، وخُلِّد لعنُه في القرآن مع زوجته حمّالةِ الحطب.

وهنا بصيرتان:

الأولى: القرب أو البعد من أي شخصية هامة، نبياً كان، أو مرجعاً، لا يعطي ميزةً للشخص، بل إنَّ الله سبحانه وتعالى أنزل سورةً كاملة، وهي سورة التحريم لبيان هذه الحقيقة.
وفي نفس الوقت، لا يمكن مؤاخذة أيَّ شخصٍ بما فعله المنسوبين اليه نسباً، والا لجاز مؤاخذة النبي (ص) وهو أطهر الخلائق ببعض زوجاته، أو مؤاخذة النبي نوح (ع) بابنه، ولا يطعن ذلك فيهم قيد أنملة، وإلا لجاز الطعن على الأنبياء وهم المعصومون من كل خطا، المنزَّهون من كل رجس.

ثانياً:

من أراد القرب من الأنبياء والأولياء، فعليه باتباع نهجهم، ومنهجهم، وفكرهم.. يكَنْ منهم. وهذا يصدق على العلماء والصلحاء أيضا.
(فمن أبطاً به عَمَلُهْ لم يُسرِع به نَسَبُه) كما قال أمير المؤمنين (ع)
ومن أسرع به علمه، لم يضره بُعدُ نسبه.

فكن مؤمناً، حقَّ الايمان، اتَّبعهم حقَّ الاتباع، تكن معهم (ع).. ولربما تكن يوماً منهم.
ان شاء الله.
#ثقافة_قرآنية
إنَّ بناء البقيع الغرقد يبدأ من مواجهة الفكر التكفيري الذي هدمه، و النظم السياسية التي رعت -و لا تزال- هذا الفكر الضالّ، ويحتاج إلى أن تتبنّى فئة مؤمنة هذا المطلب الحقّ، وترفع هذه الظلامة، وتُذكِّر به، فالحق لا يسقط بتقادم الزمان، و ما ضاعَ حقٌ وراءَه مُطالِب

#بناء_البقيع_مطلبنا
سيد لا عبد - (8,9) رمضان 1445.pdf
690 KB
(والذين هم لفروجهم حافظون) (المؤمنون/5)

.. فلقد راسلتني قبل فترة فتاةٌ تقسم عليَّ بضلع الزهراء (ع) أن أعينها في أمرها، ثم أخبرتني أن مشكلةً وقعت بينها وبين حبيبها – والعياذ بالله- فصار لا يجيب رسائلها إلا بما يجيب الشحيح غريمه المفلس، وقلَّت حرارة حفاوته بها، فانقلب الدفؤ برداً، والنار جليداً، فكانت تطلب طريقاً تكسب به قلبَ صاحبها.

فدهشت من طلبها، وفار الغضب في داخلي كما فار التنور يوم طوفان نوح (ع)، واشتد غضبي عليها لقسمها بضلع الزهراء (ع) عنوان العفة والطهر، لكي أعينها على ما فيه انتهاكٌ لتلك العفة..
فكتبت لها..


▪️ما هي الشهوة؟
▪️هل هي (حاجة) أو (رغبة)؟ أو مزيجٌ منهما؟
▪️ما هي آثار الافراط فيها ولو من حلال؟
▪️لماذا التركيز في الاية على شهوةٍ معينة؟
▪️ما دور ضبط الشهوة في الفلاح الأبدي؟ (قد أفلح المؤمنون..)
▪️هل ضبطها بمنع الفاحشة فقط؟ ماذا عن مقدمات الفاحشة؟
ماذا عن التبرج؟
ماذا عن ثقافة العشق والمعشوق، التي زخرت بها حتى المسلسلات الدينية؟!
ماذا عن الاختلاط؟
▪️ما هو دور ضبط الشهوة في رُشد الانسان وتربيته لذاته؟


تدبرات في الايات (5-7) من سورة المؤمنون
(8-9) رمضان 1445
قَالَ رَسُولُ اللَّه (ص):
أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْ‏ءٍ يُكَفِّرُ اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَ يَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ؟
قِيلَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله.
قَالَ (ص): إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَ كَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، وَ انْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاة
.
الخبر:
قمعٌ، واعتقالات.. شرطة، خيّالَةٌ ورجّالة، في جامعة تكساس، وكولومبيا.. ضد اعتصامات الطلبة لوقف الإبادة في غزَّة.

التعليق:
لا يوجد في أي دولةٍ في العالم، ولا أي شريعة، ولا أي مجتمع، "حرية مطلقة".
أي أن تفعل أنت ما تريد متى ما تريد كيفما تريد.

ففكرة الحرية التي يتشدَّق بها الغرب، ما هي إلا حصان طروادة لضرب البنية الثقافية والدينية لمجتمعاتنا، ولتشجيع الخروج عليه، ومنع أي نوع من الردع الاجتماعي والقانوني في التغيير الناعم للمجتمعات..

ولكن أحداث غزّة – كسابقاتها- كشفت عن المستور..
أنَّ تلك الفكرة ما هي الا اكذوبة سخيفة وساذجة

فما من مجتمع، إلا ويحمي بالقانون شيئاً ما، بل يحميه بالأسلاك الشائكة، وقضبان الحديد.. لكن السؤال ما هو هذا الشيء؟ ما هو المقدس؟ ومن يحدد ذلك المقدس؟

ففي مجتمعاتنا، الدين مقدَّس، والأخلاق مقدَّسة، والمبادئ مقدَّسة، بالإضافة الى حرمة المال، والنفس، والمنفعة العامة
فلذا تكون هناك تشريعات للحفاظ عليها ولو بالقوة القهرية لمن سوَّلت له نفسه التجاوز عليها.

اما في تلك المجتمعات.. فالنفس محترمة، والمال محترم.. ولكن لا دين، ولا مبادئ، ولا أخلاق تدخل في اطار المقدسات...
وعلى العكس
فالشذوذ مقدَّس
والفاحشة مقدَّسة
ومصالح الاستكبار والاستعمار مقدَّسة
ولابد أن يحميها القانون، ولا يجوز الخروج عليها ومسِّ مصالحها..

فلذا
يمكنك في بلادهم أن تشتم ألف مليار مسلم، وتهين أقدس مقدَّساتهم، لكن لا يمكن انكار الهولوكوست، ولا انتقاد إسرائيل، ولا مواجهة الشذوذ، والتحوُّل الجنسي، والجندر.
ولا يمكنك أن تتساءَل ما شأن بلادهم في حرب أوكرانيا، أو صراع تايوان، وحرب الإبادة في غزَّة..
ولا أن تُطالِب - مجرد المطالبة- بوقف الابادة، الا وتجد نفسك معرَّضاً لأنواع مختلفة من الضغوطات تصل حتى الاعتقال والقمع..
ولا يمكنك أن تتساءَل مدى ديمقراطية البلاد، وكيف تتحكم بالسياسة والاقتصاد عشرات الشركات الكبرى، التي لم ينتخب أحدٌ من الناس قيادتها..

أما احترام حرية قرارنا، وفكرنا، وثقافتنا.. فتلك حكاية أخرى، تتلخَّص في قولهم: أنت حرٌ في أن تختار ما اخترناه لك!.. فاختر ما نريده منك، وإلا!

مرَّة أخرى لابد من التذكير بما قاله اكاديمي عربي منذ بداية احداث غزة:
الغرب أكبر كذبة عرفها التاريخ
#تأملات
تشريع قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي، خطوة موفَّقة لمواجهة المشاريع المنظَّمة في افساد المجتمع، على أنها تبقى خطوة بحاجة الى عضدها بخطواتٍ أخرى للحفاظ على هوية هذا المجتمع الاسلامية، ومن ذلك متابعة تفعيل القانون وألا يبقى حبراً على ورق.

الشكر لكل من ساهم ودعم وعمل جادّا على هذه الخطوة، رغم الضغوط الكثيرة التي مورست بحقِّهم من قوى داخلية وخارجية.

أما بالنسبة الى القوى الخارجية التي أعلنت عن "قلقها" من تشريع هذه القوانين، فنقول: نشعر بالارتياح والاطمئنان، من قلقكم!
العراق و تعدد الطوائف

راجعت عشرات الكلمات، والخطابات، ومثلها من التغريدات الصادرة عن مسؤولي منظماتِ غربية، أو سفراء، أو رؤساء، في نقدهم للوضع الداخلي العراقي سابقاً، وخصوصاً تعليقاً على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي.

وجدتُ تكرر فكرة (أن العراق بلد متعدد الطوائف) أو (العراق كان دائماً ولا يزال فسيفساء غنية من الثقافات) أو إنَّ الإنجازات التاريخية في العراق القديم كانت نتاجاً (للتنوع)!، وما شابهها.

هذه الكلمات، ذكَّرتني بكتابةٍ كتبها يوماً صديقُ عزيز، في الحديث عن التعددية (Pluralism) في اطارها الفكري أو السياسي، حيث ناقش فكرة محاولة فرض رؤية واحدة على المجتمع (monism)، وأنَّ في ذلك ضرب لمقوِّم أساسي من مقومات التقدم..

وفي تشبيه جميل، ذكر (الدولمة) حيث عدّها نتاج تنوُّعٍ في المكوِّنات، لكلِ واحدة منها طعمها الخاص، فمنها الحامض، ومنها الحلو، ومنها المالح، والطباخ الماهر هو الذي يجمعها معاً للحصول على طعامٍ لذيذ، ثم تساءَل: كيف سيكون حال الطعام لو حاول طباخٌ آخر الغاء التعددية، وطبخ الدولمة بطعمٍ واحد، ألا يكون نتاج ذلك وصفةً غير شهية؟!

فكتبت إليه: لا شكَّ أن الجمال والكمال نتاج التنوُّع والتعدُّد، ولو اتحدت الاذواق لبارت السِلَع، ولا يمكن فرض نمط تفكيرٍ واحد على المجتمع، لأنَّ في ذلك الغاء لذلك التنوع الذي أخبر عنه الله سبحانه وتعالى قائلاً (واختلافُ السنتكم وألوانكم)

ولكن هنا لابد من ملاحظتين مهمتين:

الأول: إن الدولمة طعامٌ شهيٌ ميزته تكامل الأطعمة المختلفة، لكن بشرط (انسجامها)..
فماذا لو وضع طباخُّ باحثٌ عن التنوُّع بدل البَصَلِ (البطيخ)، أو بدل الباذنجان (الحشيش)؟.. أليس يفسد ذلك الطعم كُلّه؟!
ماذا لو تم إضافة مكوِّنٍ آخر: القير؟!
فللقير طعمٌ مميَّز لا يشبه غيره، وكذا البانزين والجص، فلماذا يُستثنى ذلك كله من الدولمة، ولا يدخل في اطار قبول (التعدد)؟
..
فالتنوُّع والتكثُّر أمرٌ حسن، لكن ضمن حدودٍ معيَّنة، والدولمة شاهدة على ذلك، فرب تكثُّرٍ غير متجانس يُفسد الطبخة كُلِّها.

ففي داخل المجتمع، هناك مساحة للأفكار المختلفة، وللأذواق المتعددة، ولابد لأي طرف، أن يعترف بالآخر، وهذا بعض معنى قول الله عزوجل (وجعلناكُمْ شعوباً وقبائل لتعارفوا) أي ليعترف كلُّ واحد بالآخر وبحقه بالحياة، وبحقه أن يختار حياته وفق ارادته، بل "ان حكمة الاختلاف هو التكامل بعد التنافس على الخيرات، وليس الصراع والتطاحن"

هذا صحيح، لكن المشكلة هي الافراط أو التفريط.

فالنظم الشمولية تفرِّط وصولاً الى ما قال فرعون (وما أريكم الا ما أرى) فيكون رأي الحاكم هو المقدَّس.. ويشابه تلك النظم في هذه النقطة تحديداً، نموذج الدولة الحديثة في مصادرة الرأي.

والافراط في التعددية دون تعيين المعيار أمر خاطئ ايضاً، فلا يمكن الاعتراف بالانحراف، كالميل الجنسي المنحرف، أو الميل الى الجريمة، أو لنشر الفاحشة والفساد في المجتمع، أو الجهل و.. بحجة (التعددية) أو (التكثُّر).

إذ أنَّ التعدّدية ليست (قيمة) بحدِّ ذاتها، بل هي وسيلة للوصول الى القيم العليا كالحق، والعدل، والأمن، والحياة الطيبة.. فتحدَّد بحدود ذلك، ولا يمكن التضحية بتلك القيم، من أجل بعض المنحرفين عن الفطرة السليمة، مهما كانت الحجج، بل لابد من تجريم الممارسات المنحرفة، ومنعها قهراً.

ثانياً: (العراق، بلدٌ متعدد الطوائف)، عبارةٌ توهم بأنه مكوَّن من المسلم والمسيحي واليهودي بنسب متقاربة.. والأمر ليس كذلك، إذ أن الغالبية العظمى من الشعب العراقي هم مسلمون، ونسبتهم 97%، وغيرهم (أقليات).

فلا شك أن هوية هذا البلد، هوية غالبية أهله، الإسلام، وشريعته الإسلام، وهو دينه الرسمي ومصدر تشريعاته، ومن يحاول القفز على هذه الحقيقة إنما يغالط نفسه، أو أنَّه يريد أن يلغي 97% من أهله ويحكمهم بما يشاء.

فهل يمكن الغاء هوية البلد، والذي يمثِّل المسلمون الأكثرية المطلقة فيه، بحجة وجود 3% مختلف فيه؟

نعم، لا يدعو أحد الى الضغط على 3% واكراههم للدخول في الإسلام والعمل ضمن شريعته، ولكن من جهة أخرى فلا اشكال في مطالبتهم باحترام الأكثرية، والنزول عند تشريعاتهم العامة، والالتزام بذلك ظاهراً.

والغريب في ذلك، أن منع الشذوذ والبغاء، يُحارِبُهُ الأقلية الغربية في العالم، ويدافعون عن تلك الممارسات في بلادنا بحجة (أنَّ العراق بلد متعدد الطوائف)، وهذا أمر مستغرب، فأي طائفة، بل أي مذهَبٍ وعقيدة، لا تحرِّم الشذوذ، أو البغاء، أو التخنُّث، ولا تعاقب عليه بأشد العقوبات؟
فهذه المسيحية، وتلك اليهودية، فضلاً عن الإسلام بكافة مذاهبه، يحرم تلك الممارسات، فعن أيِّ طائفة تتحدثون إذا!؟

فنحن نؤمن بالتعددية، لكن ضمن إطار الإسلام السمح، ذلك الذي يستوعب أتباع سائر الأديان والطوائف أيضا، ويضع اطاراً واسعاً للتعايش السليم دون اكراهٍ أو تهديد، تحت شريعته الغراء، وأي محاولة لهدم ذلك الإطار السمح، سيفشل فشلاً ذريعاً، وسيرتد على أصحابه، ولو بعد حين.
#مقالات
أينَ قاصِمُ شَوكَةِ المُعتَدِينَ، أينَ هادِمُ أبنِيَةِ الشِركِ وَالنِّفاقِ، أينَ مُبِيدُ أهلِ الفُسُوقِ وَالعِصيانِ وَالطُّغيانِ،
جاء رجل الى الامام الصادق (ع) فقال له: قد سئمت الدنيا، فأتمنى على الله الموت.

فقال (ع): تَمَنَّ الْحَيَاةَ لِتُطِيعَ لَا لِتَعْصِيَ فَلَأَنْ تَعِيشَ فَتُطِيعَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ‏ تَمُوتَ فَلَا تَعْصِيَ وَ لَا تُطِيعَ.


أعظم الله أجوركم بذكرى شهادة الامام جعفر بن محمد الصادق (ع).
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) لأصحابه: ((والله ما الناصب لنا حرباً بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره ))
مع وجود التفاؤل عند البعض، إلا أني أرى أن حراك الجامعات الأمريكية، سوف لا يؤثر في وقف حرب الإبادة الجماعية (الغربية) ضد (المسلمين) على أرض فلسطين.
فهي لا تستطيع أن تغيِّر الدعم التام لحكوماتها للكيان الصهيوني الغاصب – على المستوي القريب- رغم زيادة ثمن ذلك الدعم.

صحيح، أنَّ الحكومات الغربية لا تغيِّر سلوكها إلا بضغط رأي عامها الداخلي – كما يقول تشومسكي-
لكن في نفس الوقت، لديهم سلطة أكبر بكثير من بعض شعارات الديمقراطية
وهي سلطة (المال)
تلك التي تتقاطع عندها مصالح اليهود، ومصالح إسرائيل، ومصالح الاستعمار في نهب بلادناِ، وفي الدعم الغربي اللامتناهي لاسرائيل.
..
ولكن النتيجة المهمة لذلك الحراك
السقوط المدوّي للنماذج السياسية، واسكات صوتها في القاء المحاضرات الأخلاقية على شعوب العالم
ليس فقط سقوطها عندنا
بل عندهم حتّى
وهذا ما تكشفه صدمة شعوبهم تجاه الوحشية المفرطة في التعامل مع المحتجين
والصدمة من دور بلادهم في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني
ولكن
من يمكن توظيف هذا السقوط
في بلادنا
وفي بلادهم
قبل أن يتداركه شياطين الإنس بألاعيب جديدة؟
هذا هو السؤال المهم.

(2)
إذا استطاعت الشعوب الغربية، خصوصاً النخبة الأكاديمية، والشباب الجامعي منهم.. أن تدرك قاعدة عامة:
كما أنَّ السردية التي قُدِّمت لشعوبهم، طيلة 70 سنة، عن الصراع في فلسطين، وعن إسرائيل، سرديةٌ كاذبة تماما.. كذلك يمكن أن تكون سائر السرديات:
عن الإسلام
وعن المسلمين
وعن حضارة الاسلام والحضارة الغربية
و..
فتبحث هي بنفسها عن الحقائق، بعيداً عن الإجابات المتعارفة
سيكون ذلك كفيلاً ببداية حركة وعيٍ جديدة، ستؤثر حتى على قراءة بعض نخبنا لنفسها! ذلك أن بعض نخبنا – مع الأسف- تفهم نفسها، وتاريخها، من خلال ما يكتبه الآخر عنهم.

(3)
لا يمكن أن تعتمد الشعوب الإسلامية، على ما ليس لها دخلٌ فيه، في نصرتها لفلسطين.. ولا يكون تفاعلها مع حراك الجامعات الطلابية، تفاعل من يرجو الخلاص من المسؤولية، للتخلص من تأنيب الضمير.. وفي هذا الاتجاه أرى التحليل القائم على تضخيم دور تلك الاحتجاجات على مجريات الحرب في فلسطين، ذلك لأنه يغذّي الأمل الزائف الذي يغني الانسان عن الموقف الأخلاقي، ولو عن طريق سلاح المقاطعة.

وفي نهاية، ما يوقف إسرائيل في حرب ابادتها الحالية لا شيء سوى: قوة السلاح، في فلسطين، وفي جبهات الاسناد.. أما ما يزيلها موقف الشعوب وزيادة فاتورةِ بقائها، وزيادة فشلها في أداء دورها الوظيفي تجاه شعوبنا.. السيطرة عليها..
ولكن ضمن فترةٍ زمنية
#تحليلات
مفاجئة سارة

في محل حلاقة، سررت بوجود مكتبةِ كُتُبٍ يمضي بها الزبائن أوقاتهم انتظاراً لموعد جزِّ الشعر ساعة الازدحام

فكرة رائعة تشجيعاً للقراءة، خصوصاً للشباب وهم أكثر روادِّ هذه المحلات
وسررت أكثر حينما رأيتَ كتابي بين الكتب الموضوعة.

كتاب الشباب وأزمة الهوية، كان نتاج جهودٍ موزَّعة في فترات مختلفة، لمخطر في بالي حين كتبته، أن أجده يوماً في محل حلاقة في مدينةٍ من مدن الجنوب.. وتحديداً في محافظة ميسان العزيزة.

مبادرة جميلة، تشجِّع من يبذل جهداً في الكتابة أو التأليف، أن يجد أثراً لما يكتب.. ولا يستمعوا الى النفّاثين في عقد العزائم، حيث يقولون: من سيطبع الكتاب؟ واذا طبع من سيقرأ؟ واذا قرأ من سيتأثر؟ والمجتمع جاهل متجهِّل، و.. وغير ذلك من التشكيكات.

ولكن الواقع يثبت لي مراراً، أنه ليس كذلك.

فالكتاب يبقى، وتأثيره – ان كان جيِّدا – يستمر حتى مع أجيال.. وشخصياً أقرأ من الكتب ما مضى على تأليفها قرونٌ، فلِمَ لا أكتب ما يمكن أن ينتفع به الناس لسنين، أو عقود، وربما لقرون؟
..
ومشابهُ لما فعله هذا الحلّاق، ما نقل عن محلٍ في كربلاء لبيع (الشاي) حيث وضع رفاً من الكتب، مع لافتة يقول فيها: "الشاي مجاناً لمن يقرأ كتاباً"

مبادرات جميلة، لابد أن تكون نادرةً يتيمة، بل نراها وأفضل منها في كُلِّ زاويةٍ من الزوايا.

أقول: بدل أن تلعن الظلام، اشعل شمعة.. أو اثنين، أو عشرة ان استطعت.. كُن شمساً ان استطعت حتى.

فبدل ان تلعن نقص الثقافة، وفوضى المعرفة، وانتشار الجهل، ساهم في الدورة المعرفية، اكتب، أو سوِّق، أو وزِّع ما هو نافع، وقبل ذلك كله كن أنت قارئاً، توفَّق.. ان شاء الله.
بناء الأهرامات، والآيات الشيطانية
#مقالات

كلما زاد الطلب تنوَّع العرض، وزاد، ونمى.. هذه قاعدةٌ معروفة في جميع الأسواق، ولا استثناء حتى في (سوق الشبهات)، يزدهر سوقها كلما زاد الطلب، والعكس بالعكس.

فبعض البشر، لا يبحث عن المعرفة، لأنها مملة في الغالب، يضجر منها ضجر الطفل الصغير، فليس في المعرفة اثارةٌ، أو قيلٌ أو قال، بل هي حوارٌ هادئ مع العقل، والضغط على الوعي لاتساعِ دائرته، وبناء الفكر لَبِنَةً لَبِنَة.

أما في الشبهات بصمات الاثارة، خصوصا مخالفة ما هو معروف ومألوف بحكم الواقع والتجربة.

فمثلاً أيهما أكثر جاذبية: قراءة كتاب علمي، يثبت اعتماد قدماء مصر على آلات هندسية بسيطة، في بناء أهراماتهم، وشكل تلك الآلات، وأدلة وجودها..

هذا..

أو متابعة رجلٍ يدَّعي أن الأهرامات بنتها كائنات فضائية، وهي بوّابات للتنقل بين العوالم، أو أن خصائص الحجر الضخم الواحدة لا تشابه أيَّة مادَّةٍ توجد على سطح الأرض طبيعية كانت أو صناعية؟

قطعا ينجذب خلقُ الله الأكبر من بشرِ زماننا – وربما في كل زمان- إلى الثاني، خصوصاً إذا كان بارعاً في استخدام الأدوات الإعلامية، وطرح أسئلة بلا أجوبة، والبناء على تلك الأسئلة في الاثبات أو النفي.

فالتشكيك، وردِّ ما هو مألوف، ومناقشة كُلِّ قولٍ مشهور، والجواب بأجوبةٍ غريبة، ومناطحة كبار العلماء في كُلِّ حقل، شيءٌ مثيرٌ، خصوصاً إذا أتقن صاحبه المغالطات، وأساليب الجدل القريبة على التهريج.
فلذا يتوجَّه الناس إليها غالبا.


ولقد حدث في معرض الكتاب الدولي في العاصمة الإيرانية طهران، قبل أكثر من ثلاثين سنة، أن أقبل الناس على شراء كتابٍ من كتب السيد العم – أقصد آية الله السيد هادي المدرسي- حفظه الله.. وصار الكتاب في تلك السنة من أكثر الكتب مبيعاً في المعرض كله، رغم أنَّ للمؤلف عشرات التأليفات التي تفوقه قيمةً ونفعا..

الكتاب هو (الرد على الآيات الشيطانية) كتاب، يردَّ على شبهات المنحرف سلمان رشدي ضد شخص النبي (ص).
وصادف، أن كان غلاف الكتاب مصبوغاً باللون الأحمر القاني، مكتوباً في وسطه بلونٍ أسود، وبخطٍ كبير (الآيات الشيطانية)، تعلوه بعبارة صغيرةٍ، وبلونٍ أحمر باهت: (الرد على).
فمن لحظ الكتاب دون تدقيق ظنَّه (الآيات الشيطانية)، دون أن يدرك أنه (ردٌ على الآيات الشيطانية!)
وكان هذا السبب لشرائه عند كثيرٍ من الناس.. ويا لخيبتهم بعد ذلك!

أتساءل: كم من الكتب مكتوبة عن سيرة النبي (ص)؟ كم من الموسوعات؟ كم من الكتب المصورة؟ كم من الكتب الأدبية..؟ آلاف الكتب القيمة.
لكن يترك الناس ذلك كله، ليبحثوا عن كتابٍ يتحدث عن شبهاتٍ ضد النبي (ص)، لماذا؟

وشبيه ذلك ترك الناس قراءة كتب العلماء، وقصصهم، وسيرتهم، والبحث عن (الدهاليز المظلمة)!

فإذا رأينا في مجتمعٍ، رواج سوق الشبهات، والتشكيكات، والأفكار الغريبة، العلمية منها أو الدينية.. دون أن تلتزم بمنهجٍ علمي، عقلياً كان أو نقليا.. ففيه دلالة على وجود طائفتين:

الأولى: من يجعل ذلك طريقه الى الشهرة، أو المال، أو الاثنين معاً.. وكما يسميه شبابنا: الطريق الى الطشَّة!

الثاني: من يبحث عن الشبهة، ويتفاعل معها، بنفس الطريقة التي يتفاعل الناس مع الصحف الصفراء الباحثة عن كل فضيحةٍ أو شائعة.

ثم أنَّ هناك قسم آخر يبحث عن التشكيكات، مرضى القلب، أو ضعفاء الايمان، ومن يفتِّش عن تبريرٍ لواقعه الفاسد.

فالفتاة التي لا تملك الشجاعة لحجابٍ كامل، أو تنساق وراء شهوتها في عرض جسدها، سوف تفتِّش عن أي شبهة، وتشكيك، في وجوب الحجاب، لا طلباً للحق، بل تبريراً لحالها.

والعاصي الذي يخشى من عاقبة أعماله، بدل توبته، يبحث عمن ينفي لله عذاباً، ويقول له بأن الله سيفاجئ الخلق يوم القيامة بإلغاء النار!

إنها ليست قوة الشبهة
بل قوة البحث عن الشبهة، تحت كل حجرٍ، وما بين أي سطر.


ألم يقل ربنا عن القرآن، وهو أصلُ كُلِّ أصل (فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة، وابتغاء تأويله)

فلا نكن بعد ذلك طُلّاب شبهاتٍ وتشكيكات، بل طُلاب علمٍ ومعرفة، نعم بعض العلم يبدأ من الشك، لكن شتّان بين شكٍّ منهجي يُبنى على جبل من الحقائق، وبين شك مَرَضيٍ أو (طَشّيٍ) يراكم الجهل على الجهل، وفي النهاية: حصيلة إضافة جهلٍ على مليونٍ جهلٍ مثله، يساوي صفراً وان أوهمك المليون!

وخلاصة: من أراد المعرفة، فليطلبها في مظانها، فطريق علم الدين هو التفقُّه، لا المجادلات والمناظرات، فمن أراد معرفة (الإمامة) و(الولاية) لا يجدها في مناظراتٍ مذهبية، خصوصاً تلك التي تشابه (عركات الگهاوي)، بل يجدها في دراسةٍ مضنيةٍ للعقيدة، والتتلمذ عند العلماء الأعلام.. كما أنَّ طريق علم الدنيا، هو التحصيل والدراسة والقراءة المضنية، لا البحث عن كُلِّ فكرة مثيرة غريبة.

فابحث عما هو مفيدٌ لا مثير، وكن طالب علمٍ، لا شبهة، تغنم، إن شاء الله.
#مقالات