قناة الأستاذ/ محمد عطية
12.3K subscribers
19 photos
10 videos
18 links
Download Telegram
فيه ناس مرورهم على كلامك بيخليك تقراه مرة تانية وتتأمله .. كأنك عايز تعرف شافوه ازاي !

الرسالة منهم ما ينفعش تأخر فتحها لوقت تاني .. كأنك دايما منتظرهم ..

دايما عند عشمك فيهم .. وما تقدرش تخذلهم فيك ..

مهما بعد تواصلك معاهم .. بتفضل قريب منهم، ومحدش في قربهم ليك !

صمتهم تفهم كلامه .. وكلمتهم بسطر .. وسطرهم حياة ..

حياتك قبلهم .. ليست كحياتك بعدهم.

والعجيب أن كثيرا من هذه البنود تكون هكذا دون اتفاق .. هو عقد أبرم في برزخ الأرواح .. ولا يملك قلبك إلا التصديق !

اللي بتعيش معاه ده = حافظ على مكانه أوي .. خسارته صعب تتعوض ..

اللهم ودا نقيا .. تنفعنا به في الدارين.
لقيا الأحبة بعد غياب وارتقاب الموعد ..

هذا الشعور الذي تتسارع معه أنفاسك وتبرق له عيناك وتنتعش به رائحة النسيم من حولك؛ اسمح له أن ينقلك لمشهد تجمع زمر المؤمنين أمام أبواب الجنة ينتظرون أن تفتح!

أي شوق سيكون ساعتها .. أي ارتقاب وأي فرح بعد غياب ..

الحب الحقيقي سيظهر تماما فيمن تريد أن تلتفت ساعتها فتراهم من حولك .. تتشاركون نفس الارتقاب ونفس الفرح!

اللهم أحبابنا .. في الدارين 🤲🏻
لا سقف تنتهي عنده ملذات الحياة!

كل رغبة في الدنيا يتوفر فيها دوما (مشاهدة المزيد) إن أردت مطاردتها ..

المال - الشهوة - الشهرة .. وغيرها ..

لن تجد أحدا بطبيعته يميل معها لـ: كفاية كده!

دايما فيه جديد .. دايما فيه طعم مختلف لم تجربه، وتود لو تفعل ..

المبدأ الوحيد القادر على كبح الطاقة البشرية داخلنا والرغبة الفطرية في الاستزادة = هو البعد الأخروي.

القناعة العميقة بأنك أتيت هنا لتأخذ من كل ذلك ما يعينك فقط على استقرار عيشك، وكبح رغباتك .. وإن لم تصل للإشباع الكامل!

تعود ذلك سيغرس فيك الرضا التام بالمتاح، هانئا هادئا .. حتى تزهد في مطاردة غيره.

لا تترك نفسك كمسلم يرجو الله والدار الآخرة لمطحنة التزيين التي تغريك بأنك تستطيع دوما بلوغ الذروة .. فغالب مشاكل الناس وشكواهم مردها في الحقيقة لغياب هذا البعد الأخروي، وغرقهم في تلك المطحنة، وافتتانهم بتلك الذروة!

ولو أنهم اتعظوا بحال أصحاب الأموال وأخدان الشهوة وأرباب الشهرة = لرأوا كثيرا منهم يلهث خلف المتعة فاقدا للسعادة .. حتى صاروا يتنافسون فيما ينبغي أن يستحي منه الإنسان المكرّم.

والفارق بين المتعة وبين السعادة كبير .. لو تعلم!

ولا يشبعون .. ولا ينتهون ..

وإنه على قدر امتلاء القلب برغبة الآخرة = على قدر قناعته بما وجد، وسلامه مع ما فقد، ومعرفته المسبقة بأنه غير مطالب بالسعي للذروة .. تلك الذروة المتوهمة على الحقيقة.

وإنما الشبع، كل الشبع .. في الجنة.
وأصدق الكتابة ما يكون جبرا لا اختيارا!

تفتح دفترك وتمسك قلمك فيسيل، أو تضع يدك على لوحة المفاتيح فتنطلق أناملك .. قوة دافعة، لا تملك على الحقيقة مقاومتها ..

مواقف تضن بنفسها عن أن تلقى في سلة النسيان .. مشاعر ثارت بركانا، فاضت من فوهة الكتمان .. دموع صادقة لم تقنع بنهايتها المعتادة على الخدود، بالذوبان!

فاستسملت للكف التي تمسحها، وأودعت الحروف التي تسطرها تلك الكف وصيتها الأخيرة.

الكتابة نزيف .. نَفَس الصدق فيها يعطيها لونا قانيا لا تخطئه عين الأحاسيس ..

ذلك النفس العميق الذي تفرج عنه تلك القوة الملهمة، بعد محاكمتها للحروف ومكافأتها بالسجن خلف قضبان السطور؛ هو أمتع ما في الكتابة!

إن لم تجده، فأغلق دفترك واهجر لوحتك .. وإلا فانتظر حكما بالإعدام على حروف معانيك المغشوشة، من القراءة الأولى.

ورغم كل ذلك فإني أرى أن أصدق ما لدينا = هو ما لا نكتب عنه .. هو ما نربأ به عن أن يكون موضعا للتقييم تحت تقليب أنظار العابرين.

هو ما نحفظه خاصا بنا وبمن يشاركوننا إياه ..

يكفينا أنهم يعلمون، أنهم لنا كل الحياة.
ليست البطولة في تجنب التجارب السيئة!

مهما أوتيت من الحكمة والخبرة فستظل معرضا للأخطاء في الأحكام وسوء الاختيار في العلاقات ..

لكن البطولة كلها تكمن في صحة التعافي من الآثار .. في عدم الوقوع في فخ تعميم الأحكام المبني على الخوف الذي خلّفته التجربة ..

في الخروج من جو الصدمة الخانق، بأنفاس منتعشة، منفتحة على أمل في القادم .. ذلك الأمل المبني على حسن الظن بالله .. مهما تعددت الصدمات!

لذا أرى أن أعظم نِعم الله ليست فقط في العافية من الابتلاء، بل في أن تكون بعد الابتلاء أفضل مما كنت قبله .. بِشرا وصَبرا وتقديرا للنعمة .. وفهما ورحمة للناس والحياة.
وأحلى ما في الدنيا أن تشعر بنفسك بالغا أو على طريق بلوغ أجمل نسخة ممكنة منك .. سواء عبرت لهذه النسخة من بوابة نعمة أو بوابة ابتلاء!

يقينك الراسخ بداخلك أن الله هيأك لهذا النضج وجملك بهذا النبل وكساك رحمة وتفهما لمعنى الألم في نفسك وفي الناس، هيأك بما عساك كنت تبكي منه يوما وتخشاه؛ هذا اليقين نعمة تهون معها كل الأثمان.

لتصل بعد المجاهدة في التسليم، للسلام .. وبعد مقاومة الغضب، للامتنان.

الامتنان للابتلاء، بل ولمن تسببوا فيه وتسببوا بالتالي (قصدوا أم لا) في النعم التي قادك لها ابتلاؤك؛ تلك النعم التي لا تدري فعلا كيف تشكر ربك عليها!

هذه رحلة من المجاهدة والمقاومة والصبر وحسن الظن والتعلق بحبل الله المتين، محتاجة تاخد وقتها .. رحلة مش سهلة أبدا، لكنها من أقيم ما يمر به الإنسان في حياته.
هناك ذكريات سنحيا بأنفاسها .. وذكريات نحيا بدفنها !

اللهم لا تسلبنا القدرة على هذا القرار الذي يجعلنا يأتي علينا صبح .. نحس إننا نسينا وإننا فقنا.

ولا تسلبنا القدرة على هذا الوفاء الذي يجعلهم أقرب الناس .. مهما بعدنا.
" وربك يعلم "

هذا العلم لا يطمئنك فقط مع من ظلموك، حين كنت صافي النية .. لكنه يطمئنك أيضا مع من تحبهم ويحبونك، حين تكون عاجزا عن التعبير؛ من فرط الامتنان ..

سبحان من يؤلف بين القلوب بما أودعه فيها .. فتوثق للوفاء عهودا لا تعرف الخذلان ..

سبحان من جعل الصدق أبلغ منابر المشاعر، ولو قصرت الألسن عن البيان.
وكم من حب كان رفيقا على طريق الجنة بعذاب الصبر على البعد؛ لما لم يكمل له بالزواج ثبات !

ليست المكافأة في الوصال دوما..
فمن يكتب بالشوكة يشاكها الجلد حسنات؛ كيف كرمه في عفة القلوب تناجيه بالنبضات ؟!

هي جنة..ليس قبل بابها راحة..
فهونوا عليكم معشر "الموجوعين بالذكريات" !
صاحب واقرأ لمن يشعرونك دوما أن الخير موجود، وسيظل موجودا .. ولو قلّ!

لمن يبثون فيك نبل المعاني، ولا يحجبون عن عينيك الأمل!

ليس هذا ضربا من السذاجة والغفلة أو التعامي عما وصل له الناس من سوء على المستوى العام والخاص ..

لكنها طريقة واجبة لحفظ سلامك النفسي وأمانك الفكري وسواءك الخلقي .. وصدق سيدنا النبي لما علمنا التركيز دوما على الخير والبحث عنه، وألا يكون ذكرنا للسوء إلا من باب الحذر منه .. وأخبرنا أن الحريص على إبراز الخبث ليخلص به إلى رمي الناس بالهلاك؛ فإنما ذلك من خبث نفسه هو، وهلاكه في خاصته هو.

" من قال هلك الناس؛ فهو أهلكهم "

لا أدري ما الذي يجنيه هؤلاء الذين يعمدون لأسوأ الأمثلة في قضية من القضايا ليحرصوا على نشرها وتعميمها؛ سيما إن خدمت رأيهم وتوجههم!

(من الإنبوكس)، كلمة مقيتة صارت متكررة كموضة خليعة يحسبها أصحابها تبرر لهم نشر ما بعدها من قصص خيانات زوجية ونشوز وظلم وضرب وأكل للحقوق بالباطل .. إلى آخر القائمة السوداء ..

ليرتدي الواحد منهم في نهاية المنشور نظارة الحكماء غير أنها بلاستيك، ويخلص (بناء على خبرته العظيمة في الإنبوكس) لنصائح مائلة متحيزة، تفسد أكثر ما تصلح .. هي في الغالب مجرد تعبير عن نفسيته المتهالكة ووعيه اللي بعافية شويتين وصدماته الشخصية في الحياة، لكنه أراد الاتكاء على الإنبوكس على طريقة بريد الجمعة غير أنه لا مطاوع له!

مقزز للغاية أن تنتشر قصص لحثالات البشر سواء من أبطالها (على فرض أنهم حقيقيون)، أو ممن ينشرها ويبالغ في نشرها ويتخذ من قبحها عنوانا له ويجعل من زهمها مستندا لآرائه ..

يا معشر العقلاء انشروا الخير في الناس وبشروهم بالخير، وحذروهم من الشر دون تعميم أو تهويل .. واحرصوا دوما على دفن القبيح وإبراز الجميل!

قصص أروقة المحاكم وأدراج المحامين وضرب أمثلة الأنذال والحمقى والمجرمين مش نصاحة ولا شطارة ولا مكانها السوشيال ميديا ولا تنفع الناس بشيء إلا بمزيد من تسويد الصورة أمام أعينهم وتقتيمها في أفكارهم وتصوراتهم وأخلاقهم، ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم.

هذا، ولا عزاء لـ (كلاب) التريندات، مسعّري الخناقات، ناضحي الإنبوكسات .. محدثي الأقلام، سفهاء الأحلام.

ورضي الله عن أولئك الذين ينسجون من آلامهم شبكة وقاية وأمان لوعي من حولهم، حذروهم فلم يخدعوهم وبشروهم فلم يقنطوهم .. لم تسيطر عليهم قسوة التجارب (لهم أو لغيرهم) فتطرفوا، بل أخذوا خيرها فنشروه للناس وعرّفوا، ثم ستروا شرها وبالحكمة اتصفوا.

والحمد لله رب العالمين.
كنت أحسبها حالات فردية..

لكني صدمت بتكررها كثيرا في شباب (اليومين دول) !

- يتقدم للفتاة..ويعطي موعدا يأتي فيه هو وأهله..
ثم يتأخر..
والمسكينة تحاول عبثا مداراة حمرة القلق في وجهها، ورعشة الإحراج تسري في أطرافها..وتقاسي بسمة صفراء تقابل بها كلمات التهنئة الباردة..أو الطمأنة والمواساة .

ثم لا يأتي..ولا يعتذر !!

- يجلس معها للرؤية الشرعية..
ثم يولي مدبرا..
ولا يكلف نفسه اعتذارا لطيفا يعيد لذلك الكيان الأنثوي الذي اهتزت ثقته بنفسه اعتباره..ويحفظ حرمة البيت الذي فتح له بابه..

ما دمت لم تزل (عيّل) لا يستطيع تحمل مسؤولية خطواته..لم تريد الزواج كالرجال ؟!

وهل أفسد المجتمعات وشوّه المفاهيم مثل بيوت يقوم عليها (عيال) ؟!

يا هذا..لا تقدم على خطوة لست لها بكفء..ولا تستهن بجرح القلوب..
يا هذا..حاول - جاهدا- أن تكوّن فكرة شبه متكاملة قبل أن تطرق الباب..أن تصل لقناعة شبه ثابتة أن هنا النصيب..أن تعرف الوصف ممن تثق فيه من محارمك؛ كيلا تمثل الرؤية في قرارك بعد ذلك أكثر من (٢٠℅) !

تدري؟!

كم ممن يعيش كدرا لا يدري ما سببه..فلديه الزوجة الحسناء والذرية الطيبة..

وإنما هو ذنب دمعة سفكها بطيش..أو قلب جرحه بنزق..أو أم رفعت يدها بسحر: "يكسر بخاطرك ربنا..زي ما كسرت خاطر بنتي" !

ظنها مرحلة وعدت..أو تجربة وانتهت..
نسي ظلمه..

وربي لا ينسى !!
يقولون الشتاء قد اقترب يا أمي !

وأنا أخاف الشتاء في بُعدك ..

أخاف ليله الطويل الهادئ؛ إذ تطاردني فيه أشباح الذكريات .. أرتعد لصوت المطر وطقطقته على النوافذ .. صوته -دون حُضنك- فيه صرخات روحي التي لم تعد تعرف الدفء ..

أخشى من أرقي وسط النوم، والشجن يطرد النعاس من عيني ليستبدله بالدموع .. وأطالع الساعة لأجدني ما زلت في منتصف ليل الوحدة، والفجر ما زال وقته بعيدا ..

لم لا يشرق الفجر من عينيك يا أمي .. قد كان قريبا جدا ويمر ليل قربك سريعا؛ لأني كنت أعلم أنك دوما من توقظني !

حذّري عقارب الساعة لترفق بي يا أمي .. أوصي المطر ألا يروعني بندائه المفاجئ ..
لا تتجرأ عليّ أيها الشتاء؛ ما زالت لي أم تحبني !

ليشرق الفجر من عينيك يا أمي .. ولتندحر يا ليل الوحدة الطويل.
ليس كل صمت مفاجئ بغضا .. بل لعله مضاد أنيق لافتضاح الحب !

ليس كل التفات عنيد رغبة في البعد .. بل لعله مهر صادق لحقيقة القرب.
إجابة صباحية على رواقة من الآسك (الله يرحم أيامه) .. طلّيت عليه اليوم فوجدت نشاطا لتسطيرها ..

وهي كما ذكرت قاعدة عامة في الحياة؛ ليست في الخطوبة والزواج فقط.

س: خطيبي كويس جدا؛ بيحبني وبيراعي ربنا في، وعارفة إني مش هلاقي شبهه في حبه لي .. بس مش مالي عيني بمعنى إن أي حاجة بشوفها في حد ببقى عايزاها فيه، وبحاول في كده معاه وبساعده.

ده صح ولا بظلمه؟!

الشعور ده تاعبني.


ج: وهو برضه يقدر يشوف كل حاجة في واحدة تانية يحاول تكون فيك!

وده أسوأ أساس تبنى عليه العلاقة.

مسألة القبول من عدمها حق كل طرف من الاتنين .. ومش معنى عدم القبول إن فيه مشكلة في أحدهما بالضرورة؛ ممكن بس ما ينفعوش مع بعض، في حين كل واحد منهما هيكون كويس جدا مع خيار آخر.

ده مفهوم ومعروف ..

لكن من كلامك أنت؛ أقدر أقول المشكلة عندك مش عنده .. وأقدر برضه أقول إن شعور عدم الامتلاء ده هتحسي به مع خطيبك أو مع غيره لو خدت قرار ما تكمليش؛ لأنك مش فاهمة أصل الحكاية!

وأصل الحكاية إن الأفضل والأجمل والأوسم والأغنى والأعلم والأحن والأحسب والـ ….. دايما موجود .. دايما ..

لما بنحب شركاءنا ونرضى بهم مش بيكون على أساس إنهم أحسن حد في كل حاجة .. بل على أساس إنهم أحسن حد لنا، ومعنا .. أحسن حد نكمل احنا معاه حياتنا .. عارفين مميزاته وفرحانين بها، وعارفين أيضا عيوبه وقابلين التعايش معها .. بالتالي بنكون سعداء بهم ومبسوطين في حياة دافئة مبناها الحب والمودة، أو على الأقل راضيين في حياة هادئة مبناها الاحترام والرحمة.

الأحسن دايما موجود .. غير أننا لا نقارن؛ فالرضا بما قسم الله لنا هو غنى بلا حدود.

الأحسن دايما موجود .. لكنه ما يلزمناش؛ لأن محدش يعرف ولا يضمن سعادته فين ولا مع مين .. فما دمنا سعداء وراضيين نشغل ليه بالنا؟!

والحقيقة إنه على أد ما بنشغل بالنا = على أد بُعد السعادة والرضا عنا، وغفلتنا عن رؤية النعمة في المتوفر بين أيدينا.

فهي حلقة متصلة من العمى والتيه .. كلها مقدمات، وكلها نتائج .. بلا حد فاصل!

وكما قال الصديق سامح طارق:

" المغروم بالمفاضلة؛ محروم من الجمال ".

وطبعا دي حالة مختلفة عن الرغبة المستمرة في تطوير النفس والتعلّم الذاتي لتنمية القدرات والوعي ومساعدة الشريك على ذلك وتشجيعه، واكتساب مهارات تخلي حياتنا بتتجه للأفضل أو بتحاول .. لأن كل ده بيؤتي فعلا ثمرته فينا وفي أزواجنا لما يكون مبني على الرضا والاقتناع والقناعة كما بيّنت، مش على المقارنة والابتزاز وفراغة العين!

القرار في النهاية قرارك؛ دي حياتك واختيارك .. كمّلت أو ما كمّلتيش المهم تكوني فاهمة الكلام ده كويس جدا .. عشان ساعتها تكوني عارفة بتكملي ليه، أو ما بتكمليش برضه ليه.

والمهم تكونوا فاهمين الكلام ده كويس جدا؛ فهو قاعدة الحياة عامة .. في العلاقات وغيرها ..

وفّق الله الجميع، وأسعد الله الجميع، وأقر بالرضا أعين الجميع 🤲🏻
في الابتلاءات ..

الصبر واجب

والرضا درجة أعلى؛ مستحب

أما الشكر فلا يبلغه إلا الخلّص الأصفياء، الذين رست قلوبهم على شاطئ الحب فأقاموا .. وهم يشكرون حبيبهم -سبحانه- على كل ما يصلهم منه؛ لنفاذ بصيرتهم لمعنى الحكمة في الألم وحقيقة الوصل في الاصطفاء به.

وفي العلاقات ..

انتظار القصاص ممن ظلموا وآذوا؛ قطعوا فما وصلوا، وغدروا فما برّوا، وجحدوا فما ذكروا، وفضحوا فما ستروا، وعجلوا وما صبروا .. انتظار القصاص منهم بالحق حق

والعفو عنهم ومسامحتهم درجة أعلى؛ مستحب

أما رجاء الخير لهم فلا يبلغه إلا الطيبون الأنقياء، الذين استغنوا بحسن الظن بالله الكريم .. فاستحوا وهم ينتظرون، ثم كانوا أشد حياء بعد تمام ما انتظروه!

وحياؤهم في الحالتين من جنس حياء الأولياء الذي يضنون بخطرات قلوبهم أن تنشغل بغير ما يحبه ربهم .. فطهروها من كل أثر، واحتسبوا كل ما مرّ، ولم يجدوا مشقة بعدُ في تجاوز الأذى ومقابلته بمحبة الخير.

هذه مرتبة بالطبع لا يخاطب كل الناس بها، ولا يطالبون في مجملهم بتحقيقها؛ فهم بين ظالم ومقتصد وسابق؛ بين واقف على شاطئ الوهم ومقتحم لبحر الحقائق .. غير أن بلوغها لمن فاز بها يعني كمال التعافي من الماضي، وتمام النعمة في الحاضر، وتصور الأمان في المستقبل!

وسبحان مقسم الأرزاق، وواهب العطايا .. اللطيف بعباده في الظواهر والخفايا.
ويحدث أن تتعود الصمت الطويل .. ويحدث أن تبوح لأحدهم دون غيره !

بعض البوح يرتب أوراق نفوسنا المبعثرة ..
بعض البوح يوقفنا على دروب جمال كانت وسط همومنا متعثرة ..
بعض البوح يعطينا الأمل .. وإن لم يكافئنا إلا بلمعة عين، مبهرة.

أن تكون كتوما، تجيد إغلاق صدرك = نعمة .. وأن تلقى روحا يكفيك منها أن في الدنيا مثلها = نعمة أكبر !

سلام على من ينشرون في قلوبنا السلام.
يا حاملي سُرُجَ الأمل .. أحيطوها بقلوبكم؛ لا تطفئها ريح اليأس من حولكم!

كونوا تأويل الواقع لحلم الخيال ..
كونوا شرح الطبائع لمتن الجمال ..

يا مشيدي صروح العفة .. لن تيأس معاول الغواية من ضرب الجدران ..

فاثبتوا وبشروها بالخسران!

لا تحبطوا من واقع بنته (صخور) القسوة .. ونحتته (أمواج) الجفاء ..

بإمكانكم دوما رفع (منارة) حب .. ترنو للسماء.
" حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم "

ستجد غالب الناس يحب أن يكون طائعا مستقيما!

لكن صدقهم في هذا الحب، وفي السعي لتطبيق هذا الحب = هو ما يوصل الصفوة منهم فقط لهذه الفارقة:

" وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان "

طوّع الله لهم نفوسهم، وأعانهم على ضعفهم ونزواتهم .. فلا والله ما يحبون المعصية وطريقها؛ نزع الله من نفوسهم لذتها، وأنار بصيرتهم فيرون قبل التلطخ بها عواقبها .. تلوح الفتنة لهم فيستعيذون بالله من شرها؛ بغضا للقائها أكثر من خوفهم أن يميلوا لها!

لتصبح مجاهدتهم في حقيقتها تجنبا لما يكرهون .. وتصير عبادتهم في دافعها حرصا على ما يحبون؛ لرضا من يحبون.

سمت بهم حساباتهم .. ولانت لهم مراداتهم .. ورضوا بالله لما رضي هو عنهم.

ذاقوا حقيقة الأنس، وعرفوا .. وشربوا من مدد الصفاء، واغترفوا ..

أولئك المصطفون أهل الله .. أرحم خلق الله بخلق الله .. وأزهد خلق الله في خلق الله .. وأنفع خلق الله لخلق الله!

صحبتهم جَنة، وقربهم جُنة .. حياتهم بالله سرور، وموتهم لمناهم عبور، وذكرهم ممتد البركة، نور!

طوبى لهم حيث حطوا رحالهم ..

يا رب .. بلّغنا منازلهم واحشرنا في منزلتهم.
يا معشر من يحب الله ورسوله .. ويريد الالتزام والقرب ..

مشفق أنا عليكم .. وعلى نفسي !

حال من يفترض بهم أن يدلوكم على هذا الدرب -إلا من رحم ربنا- مربك .. وبعض الصدامات تسبب نوعا من الصدمات مهلك ..

أعلم أنك تحار بين ركام النصائح والتأصيلات، والفيديوهات والمنشورات، والتحذيرات والانتقادات، والشلل والمناكفات .. حتى صار أعسر سؤال في أيامنا هذه:

أسمع لمين وأستفيد من دعوة مين ومين يرقق قلبي ويدله على الله ؟!

وإني ناصحك ونفسي بأمور؛ عسى الله ينفعنا بها في أيامنا هذه:

1) لا تسلّم عقلك لأحد من الأحياء كائنا من كان.
2) إياك والعصبية العاطفية؛ فستفقد معها الإنصاف .. وتجد نفسك منتقلا دوما بين صفوف المشجعين على بياض، وصفوف الكارهين المبالغين في الإعراض .. مجرد أولتراس يستخدم كوقود لمعارك تثيرها كثير من الأمراض !
3) نعم؛ أمراض .. لا تغتر بأحد ولا تبالغ .. كل الناس بشر .. مهما بلغ علمهم، أو حسن وعظهم .. ولعلك إن اطلعت على كثير من الكواليس وأحاديث المجالس الخاصة تُفتن في دينك .. فرفقا بقلبك !
4) أنا لا أدعوك بهذا لسوء الظن .. بل أدعوك للإنصاف، وأخذ ما يفيدك من كل أحد .. شاكرا الفضل، دون تقديس .. متجاوزا للعيب، دون انتكاس .. متفهما للطبيعة البشرية، دون إسقاط بالكلية.
5) من لا يملك بضاعة إلا النقد = يقسي قلبك، ولا يصلح عملك .. وهم والله يعلمون أنهم فقدوا لذة العبادة بكثرة الجدل، لو أنصفوا من أنفسهم .. ثم عمرك أغلى من تتبع أخطاء فلان وعلان.
6) أخطاء الناس وعيوبهم تمثلهم هم، وتعكس أخلاقهم ونفسياتهم .. لا منهجهم ودينهم؛ مهما كانوا متحققين بالدين عالمين بأحكامه .. فعليك بالأصل والزم الحق وعُد إليه، لا ترتد على عقبك بسبب أحد.
7) الدين واضح سهل، عظيم يسير، غني عن كثير مما ترى وتسمع من تعقيدات .. ولذا أدلك على وصفة أفلح من لزمها:

•الزم هذه الأصول ما حييت؛ فثمّ الجنة:

الصلاة في وقتها - صاحب القرآن - أدمن الذكر - خالق الناس كلهم بخلق حسن - لا تنشغل بمحاكمتهم وتصنيفهم؛ لك ما ينفعك وعليهم ما دون ذلك - لا تيأس من التوبة أبدا، مهما تكرر ذنبك - أبغض الذنوب، ولا تكف عن حب التوبة لأهلها.

تولاني الله وإياك بلطفه وبلغنا الأمان .. ونجانا من أمراض القلوب وأهواء النفوس وآفات اللسان .. وأخرجنا منها بالستر والرضوان.
أغننا بحلالك عن حرامك !

إن كانت المشاعر لا تخضع لقانون الحلال والحرام؛ فهي لا تُملك .. فالمجاهدة في العمل، وأن يعلّق بالله وحده الأمل، ومكابدة الصبر في حال الوهن والثبات عن الزلل = كل ذلك يقود القلب لأطهر مسلك.

إن الذين لطخوا الحب بضعف النزوات = لم يعرفوه .. أو قلت قيمته وهان معناه في نفوسهم بقدر ما لطخوه !

ولذا لا تعجب من سؤالهم عن نفاذ الأرصدة المفاجئ في حسابات الروح .. واعجب في الجهة الأخرى من خلود سطور في صفحات قصص ولدت، وليس لها في الدنيا طموح .. نسمات ريّ على الذكريات العطشى؛ تغدو وتروح ..

من الجنة .. وإليها تعود.
وجود الحب = تفسير لما يبدو حقيقيا مهيبا نبيلا، لامعا كالنجوم!

وغياب الحب = تفسير أيضا لما يبدو ملغزا محيرا صادما، غير مفهوم!

الحب -وجودا وعدما- = هو كلمة السر دوما.

ويوم ما تتعجب ليه حصل كده أو ليه عمل كده .. من الإكرام، أو الغدر!

أضف عنصر الحب للمعادلة (مهما كنت مستبعدا له)، أو احذفه منها (مهما كنت متأكدا منه) = ينقضي عجبك، ويتضح دربك .. بالسعادة والسعي ثم الاطمئنان حال الإضافة، أو باليقظة والاستغناء ثم النسيان حين الحذف.

إن بلوغ الحقائق أجمل ما في الدنيا .. ولذا كان الإيمان أغلى كل شيء؛ لأنه رأس الحقيقة.

نعوذ بك اللهم أن نَخدع أو نُخدع .. وآتنا اللهم صدقا يغمرنا بالأمان فلا نجزع!