محمد سعد الأزهري
12.5K subscribers
173 photos
34 videos
1 file
279 links
قناة عامة
Download Telegram
التقارب بين السعودية والنظام السوري الجديد: سياسة شرعية أم تقاطع مصالح أم تراجع عن المواقف السابقة؟

التغير في موقف السعودية تجاه النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، بعد أن كان يعتبرونه من “الإرهابيين” هو ومن معه، في مقابل اعتبار النظام السعودي “نظامًا خائنًا ومرتدًا” لدى تيار الشرع، يثير تساؤلات حول أسباب هذا التحول، وما إذا كان ينبع من السياسة الشرعية، أو أنه نتيجة تقاطع المصالح المؤقتة، أو يعكس تراجعًا عن المواقف السابقة.

📌 أولًا: هل هذا التغيير يدخل ضمن السياسة الشرعية؟

السياسة الشرعية تعتمد على تحقيق المصالح ودرء المفاسد، وليس على التحالفات أو العداوات الثابتة.
في العلاقات الدولية، يجوز التكيف مع الواقع السياسي بما يخدم مصلحة البلاد، حتى لو كان هناك عداوات سابقة دون التنازل عن المبادىء.

📌 أمثلة من السيرة النبوية:
النبي ﷺ قبل صلح الحديبية مع قريش، رغم أنهم كانوا أعداءه، لأنه كان يرى فيه أنه يخدم مصلحة الدعوة على المدى الطويل.
النبي ﷺ تعامل مع زعماء القبائل الذين كانوا خصومًا للإسلام، مثل صفوان بن أمية وأبي سفيان، واستمالهم بعد فتح مكة.
في فتح مكة، قال النبي ﷺ: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)، رغم أن أبا سفيان كان أحد قادة المشركين.

💡 بالتالي، إذا كان التقارب السعودي مع أحمد الشرع يحقق مصلحة شرعية، مثل:
👈إعادة الاستقرار إلى سوريا.
👈تقليل النفوذ الإيراني هناك.
👈وقف النزاعات المسلحة التي أنهكت المنطقة.

فيمكن اعتباره جزءًا من السياسة الشرعية، وليس مجرد تغيير في المواقف من باب المصالح الضيقة.

📌 ثانيًا: هل هو تقاطع مصالح أكثر من كونه سياسة شرعية؟

🔹 السياسة الدولية تحكمها المصالح المتغيرة أكثر من المبادئ الثابتة، ويبدو أن هذا التقارب مرتبط بالمصالح المشتركة للطرفين أكثر من كونه تحولًا فكريًا حقيقيًا.

📌 ما الذي تغير بالنسبة للسعودية؟
السعودية كانت تدعم المعارضة السورية، لكنها الآن تبحث عن استقرار سياسي في سوريا، بدلًا من استمرار الفوضى.
تحاول تقليل النفوذ الإيراني في سوريا عبر دعم فصيل إسلامي مدعوم من تركيا بديلاً للنظام السابق.
التقارب مع النظام الجديد قد يكون جزءًا من إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية، خاصة بعد المصالحة السعودية-الإيرانية برعاية الصين.

📌 ما الذي تغير بالنسبة لأحمد الشرع والنظام السوري الجديد؟
النظام السوري بقيادة أحمد الشرع لا يستطيع حكم سوريا بدون اعتراف عربي ودعم اقتصادي، والسعودية بوابة أساسية لذلك.
تيار الشرع كان يهاجم السعودية باعتبارها “خائنة”، لكنه الآن بحاجة إلى دعمها لتثبيت حكمه وإعادة بناء الدولة.
بالتالي، النظام الجديد مضطر إلى تعديل خطابه السياسي واستخدام لغة جديدة في التعامل مع القوى الإقليمية.

💡 إذن، هذا التحول يبدو أقرب إلى “تقاطع المصالح”، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه من خلال المصالحة، وليس بالضرورة بسبب تحول فكري عميق.

📌 ثالثًا: هل هو تراجع عن مواقف سابقة؟

🔹 من الناحية السياسية، نعم، هناك تراجع واضح عن المواقف السابقة، لكن ليس بالضرورة أنه يعكس تغييرًا جذريًا في العقيدة السياسية لكلا الطرفين.

📌 ما هي مؤشرات التراجع؟
السعودية كانت تعتبر أحمد الشرع ومن معه “إرهابيين”، لكنها الآن تستقبله كرئيس دولة شرعي.
أحمد الشرع كان يعتبر السعودية “نظامًا خائنًا ومرتدًا”، لكنه الآن يطلب دعمها واعترافها الدولي.
هذا يشبه التقارب السعودي-الإيراني الأخير، حيث تم تجاوز العداء الإعلامي والديني لصالح المصالح المشتركة.

💡 لكن هل هذا التراجع حقيقي أم مجرد “تكتيك سياسي”؟

👈إذا كان تراجعًا حقيقيًا، فسنرى تغييرات جوهرية في سياسات الطرفين، مثل التعاون العسكري والاقتصادي بينهما.
👈إذا كان مجرد تكتيك سياسي، فقد يكون التقارب مؤقتًا ومبنيًا على الحاجة الحالية فقط، وسرعان ما يعود التوتر عند تغير الظروف.

📌 الخلاصة: كيف نفهم هذا التقارب؟

من حيث السياسة الشرعية: لا مشكلة في تغيير المواقف إذا كان يخدم مصلحة الأمة، لكن بشرط أن لا يكون ذلك على حساب المبادئ الشرعية.
من حيث المصالح السياسية: التقارب يبدو مدفوعًا بالمصالح الإقليمية، مثل تقليل النفوذ الإيراني واستقرار سوريا.
من حيث التراجع عن المواقف السابقة: قد يكون هناك تراجع تكتيكي، وليس تغيرًا جوهريًا في الرؤى الفكرية للطرفين.

والأهم من هذا كله:

🔹 هل سيؤدي هذا التقارب إلى استقرار سوريا، أم أنه مجرد “هدنة مؤقتة” سرعان ما تنهار عند تغير المصالح الإقليمية؟

طبعاً لا توجد إجابة مستقرة لهذا السؤال ولكن على المدى القصير نعم، أمّا على المدى الطويل فالأمر مليء بالتعقيدات.

ملحوظة: هذه المنشورات وغيرها المقصد منها فهم الأوضاع بشكل معقول، وايجاد ثقافة عامة متزنة "من وجهة نظري" حول القضايا المهمة بدلاً من النظرة الشعبوية وثقافة التريند وعقليات الأبيض والأسود وكذلك التمايع مع المبادىء بحجة المصلحة.

https://t.me/mohamadalazhary
إلى أهلنا الأبطال في غزة.

سلامٌ عليكم بقدر ما في قلوبنا من محبة لكم، وسلامٌ عليكم بقدر ما في صدوركم من صبرٍ وثبات.

نحن وإن قصّرنا في حقكم، فما قلوبنا عنكم ببعيدة، ولا وجداننا عن آلامكم بغافل.
نرى وجوهكم التي أنهكها الحصار، نسمع أصواتكم الممزوجة بالصبر والتحدي، ونشعر بقلوبكم التي لم تنكسر رغم الجراح. أنتم لستم وحدكم…

نحن معكم في كل دمعة تسقط، في كل أنّة موجوعة، في كل دعاء يرفعه المظلوم، في كل أمّ تقف وسط الركام تبحث عن طفلها، في كل حجر يرفض أن يسقط من جدار صامد، كما تصمدون.

مطالبكم مطالبنا، وكرامتكم كرامتنا، وأرضكم أرضنا.
قد نختلف يومًا في التفاصيل، لكننا لا نختلف عليكم، ولا نختلف على الحق، ولا نختلف على أنكم خط الدفاع الأول عن عزتنا جميعًا.

فاصبروا وصابروا، فأنتم على الحق، ومعكم قلوبنا ودعواتنا، وإن غابت عنكم أيدينا اليوم، فغدًا نلقاكم على طريق النصر، بإذن الله.

أنتم يا أهل غزة، كأنكم آخر ما تبقى في هذه الأمة من يقين، من إيمان بأن الأرض حق، وبأن العدو باطل، وبأن الجرح إذا طال نزفه، فهو يسبق الشفاء.

أنتم الشاهدون على عصرٍ تبلدت فيه المشاعر، لكنكم أثبتم أن الدم إذا سال من أجل الحق، فإنه لا يجفّ، بل يروي بذور الكرامة في القلوب.

نحن لا ننسى، ولن ننسى.
لا ننسى البيوت التي هُدمت، والأطفال الذين غطتهم الأنقاض قبل أن تغطيهم البطانيات، والأمهات اللواتي ودّعن أبناءهن بلا وداع، والشهداء الذين ما زالت أسماءهم تنبض في وجدان الأمة.

أنتم الصورة التي لا تُمحى، والنبض الذي لا يهدأ، والوجع الذي لا نبحث له عن مسكن، بل عن نصرٍ يشفيه.

قد يعجز صوتنا عن الوصول، لكن قلوبنا تصل… قد تقيدنا الظروف، لكن أرواحنا تحلّق معكم، فأنتم أصحاب الأرض، ونحن أصحاب العهد بأن نبقى معكم حتى يزهر الحجر في يد الطفل، ويعود البحر بلا أسلاك، وتغفو فلسطين في حضن الأمة دون جرح أو إيلام.

الكاتب:
شعوب كاملة تحبكم، ويستثنى منها القليل.

https://t.me/mohamadalazhary
بعض الأخطاء تُغتفر، وبعضها يبقى ندبة في القلب، لكن هناك أخطاء لا تُنسى أبدًا، لأنها لم تُجرح الجسد، بل أطفأت الروح
ليس كل تغيير فكري أو مراجعة للمواقف بعد مواجهة الأزمات والصعوبات أمرًا محمودًا أو مذمومًا بذاته، بل يجب أن يكون هناك ميزان دقيق للحكم على هذا التغيير. فالسؤال الأهم ليس “هل تغيرت؟”، بل “لماذا تغيرت؟” وكيف؟!

سأتكلم عن ثلاثة أنواع رئيسية من التغيير، وكل منها له دلالاته وتأثيره على مصداقية الشخص أو الجماعة التي تتغير مواقفها:

أولًا: التغيير القائم على الاعتراف بالخطأ أو سوء التقدير.

هذا هو أفضل أنواع التغيير، لأنه مبني على مراجعة حقيقية ونقد ذاتي عقلاني بعيداً عن العاطفة، وبعيداً عن الخوف من النقد والتشظي وخسارة الأتباع وغير ذلك من أسباب تمنع الغالبية العظمى من هذا الإعتراف.

لذا عندما يراجع الفرد أو الجماعة موقفهم بناءً على تجربة عملية، ويعترفون أنهم أساؤوا التقدير أو لم يكونوا على فهم كافٍ للواقع، فهذا تطور صحي.

مثال:

👈بعض الحركات الإسلامية التي خاضت تجارب سياسية ثم راجعت مواقفها واعترفت بأنها أخطأت في فهم طبيعة الحكم والسياسة، يكون هذا نوعًا من النضج الفكري.

إذن، التغيير هنا يُحسب لصاحبه، لأنه مبني على التعلم من التجربة، وليس على الاضطرار أو الانكسار.

ثانيًا: التغيير بسبب الإنهاك والتعب، وليس عن قناعة حقيقية.

هنا لا يكون التغيير ناتجًا عن مراجعة فكرية حقيقية، وإنما عن ضغوط نفسية أو سياسية أو عسكرية تجعل الشخص أو الجماعة غير قادرين على الاستمرار في موقفهم السابق.
في هذه الحالة، قد يتظاهر الشخص بأنه غير موقفه لكن دون اقتناع داخلي، بل فقط لأنه لم يعد قادرًا على تحمل الأثمان المترتبة على موقفه القديم.

مثال:
👈بعض القادة السياسيين الذين يغيرون مواقفهم بسبب ضغوط دولية أو خوفًا من العقوبات، وليس لأنهم أدركوا خطأهم.

👈بعض الجماعات التي كانت تتبنى خطابات حادة، ثم تخلت عنها عندما واجهت صعوبات، لكن دون مراجعة حقيقية للفكر الذي كانت تتبناه.

👈أشخاص كانوا يتبنون مواقف دينية أو سياسية معينة، لكنهم بعد السجن أو الضغط غيروا موقفهم فقط لأنهم أرادوا النجاة، وليس لأنهم اقتنعوا بفكرة جديدة.

إذن، هذا النوع من التغيير لا يمكن اعتباره تغييرًا حقيقيًا، بل هو “انحناء للعاصفة”، وقد يعود الشخص إلى أفكاره الأصلية بمجرد زوال الضغوط.

ثالثاً: التغيير الصامت دون إبداء الأسباب.

هذا التغيير يثير التساؤلات والشكوك، لأن عدم توضيح أسباب المراجعة يجعل الآخرين يفسرون التغيير بطرق مختلفة، وربما مشوهة.
في بعض الأحيان، يكون التغيير الصامت استراتيجية للهروب من النقد أو الهجوم، لكنه يفقد صاحبه المصداقية.

مثال:
👈شخص كان يؤمن بفكرة معينة بقوة، ثم تغير فجأة دون أن يوضح لماذا، مما يجعل الناس يعتقدون أنه خضع لضغوط أو أن موقفه غير جاد.

👈حركة سياسية كانت تتبنى موقفًا صارمًا تجاه قضية ما، ثم غيرته دون تقديم مبررات، مما يجعل أنصارها يشكون في مصداقيتها.

👈زعيم فكري أو ديني كان يروج لآراء متشددة بالنسبة لغالبية الناس، ثم بدأ يتبنى مواقف أكثر مرونة، دون أن يوضح لماذا تغير، مما يفتح المجال أمام الاتهامات بأنه تنازل أو تراجع تحت الضغط.

إذن، التغيير الصامت قد يكون صحيحًا، لكنه يفقد صاحبه الثقة والوضوح، لأن الناس يحتاجون إلى فهم أسباب التحولات الفكرية الكبرى.

📶الخلاصة: متى يكون التغيير محمودًا ومتى يكون مذمومًا؟

👈 التغيير يكون إيجابيًا إذا كان مبنيًا على مراجعة عقلانية واعتراف بالخطأ، وليس مجرد استجابة لضغوط أو تعب.

👈 إذا كان التغيير ناتجًا عن ضغوط خارجية فقط، وليس عن قناعة حقيقية، فهو ليس تغييرًا فكريًا، بل “تراجع تكتيكي”.

👈 التغيير الصامت يضعف الثقة في صاحبه، لأن عدم تقديم أسباب واضحة يفتح الباب للتأويلات والاتهامات.

إذن، ليس التغيير بحد ذاته خيرًا أو شرًا، بل المهم هو: “كيف تم التغيير؟ ولماذا؟”

لذا يجب على كل عاقل أن يدعو الله بالتوفيق والسداد، وألا ينظر للمراجعات أو التغيير بأنها سقوط في عين البشر، لأن المتّزن يدرك "خير الخطائين التوابون".

https://t.me/mohamadalazhary
في أوقات الأزمات الكبرى، عندما تتعرض الأمة لعدو متربص، يُنتظر من الجميع أن يضعوا خلافاتهم جانبًا، ويوحدوا صفوفهم أمام الخطر المحدق.
ولكن للأسف، نجد بعض النفوس وقد ترسخ فيها نمط من التفكير العدائي، لا يفرق بين خصم داخلي ومجرم خارجي، فيغيب الشعور بالمسؤولية، ويتحول العداء السياسي أو الفكري إلى عقيدة لا تُراجع، حتى لو كانت على حساب البلاد والعباد.

هؤلاء هم الذين تعودوا على انتقاد كل شيء بلا استثناء، سواء كان رئيسًا، ملكًا، حكومةً، مؤسسةً، مفكرًا أو داعيةً.
لا يرون في أي جهة خيرًا، ولا في أي قيادة صلاحًا، حتى صار ديدنهم التشكيك والعداء المطلق.

وعلى الجانب الآخر، هناك من تشربوا العكس، فلا يرون في أي معارضة رأيًا سديدًا، ولا في أي ناقد حقًا، فتراهم يعادون كل مخالف دون تمييز، ويجعلون كل اختلاف خيانة، وكل اعتراض تهديدًا.

هذا الانقسام الحاد بين التطرف في المعارضة والتطرف في الولاء يُنتج في النهاية مجتمعات (مشوهة التفكير)، لا تملك القدرة على التوحد حتى أمام التهديدات الكبرى.

وعندما يأتي وقت الحسم، حيث يفترض أن يقف الجميع صفًا واحدًا في وجه العدو، نجد هؤلاء وقد شُلّت قدرتهم على اتخاذ موقف مسؤول، لأنهم غرقوا في مستنقع العداء الداخلي، حتى فقدوا القدرة على التمييز بين العدو الحقيقي والخلافات الثانوية.

الاستمرار في هذا السلوك يعني أن يصبح الفرد أسير هواه، غير قادر على رؤية الواقع كما هو، بل يراه من خلال عدسات مشوهة صنعها تعصبه الأعمى.
وهذه الحالة من “الانفصام العقلي والوطني” قد تؤدي إلى انهيار المجتمعات من الداخل، لأن الأوطان لا تُحمى إذا فقد أبناؤها الشعور بالمسؤولية تجاهها.

👈المؤمن الحق يزن الأمور بميزان الحق والعدل، لا بميزان الهوى والتعصب.

👈 الوطن ليس ملكًا لفئة دون أخرى، بل هو مسؤولية مشتركة، ومن أراد له الخير، فليراجع مواقفه ويعرف متى يختلف، ومتى يتحد.

👈 الأزمات تكشف معادن الرجال، ومن يعادي أمّته في لحظات الخطر، لن يكون له قيمة حين يحين وقت البناء.

👈 قال الله تعالى: “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (الأنفال: 46).
👈 وقال النبي ﷺ: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” (متفق عليه).

الخلاصة

إن أخطر ما يصيب أي أمة هو أن يصبح عدوها الخارجي أقل خطرًا عليها من انقساماتها الداخلية.
فالمعارضة الناصحة، والحكومة العادلة، والقيادة الحكيمة، والشعب الواعي، كلهم يجب أن يكونوا في سفينة واحدة عندما تعصف الأزمات، وإلا غرق الجميع في بحر الفوضى والتشرذم.

فلنتقِ الله في أوطاننا، ولنجعل ولاءنا للحق والعدل، لا للهوى والتعصب.


https://t.me/mohamadalazhary
نفترض أن:
بوتين أو الرئيس الإيراني أظهر اعتراضاً على سياسة أمريكا تجاه القطاع (أو أي شيء آخر) ونحن ندرك جيداً حقد النظام الروسي على المسلمين وحقد النظام الإيراني على أهل السنة، وكثيراً ما تكون تصريحاتهم من باب الكلام دون الفعال، ولكن هذه التصريحات في مثل هذه المواقف تعزز الخطاب المضاد لأمريكا، مما يصنع بيئة عالمية أكثر تعقيدًا لها، ففي عالم السياسة، “إضعاف العدو الأكبر” قد يكون أولوية تتطلب استغلال كل أداة متاحة، حتى لو جاءت من خصوم آخرين.

وفيه من تقليل الشر ما أمكن، فمن الطبيعي أن نمتدح هذه التصريحات بل ونصرح بمثلها من باب التوافق على صد السياسة الأمريكية حالياً.

سيقول البعض ولماذا نصدق بوتين أو الرئيس الإيراني؟!
والإجابة أنه لم يطلب أحد منك لا تصديقه ولا تكذيبه، فلسنا هنا بصدد ذلك، حتى لو مدحت هذه التصريحات فالمدح هنا ليس ولاءً، وليس تصديقًا مطلقًا، بل هو استخدامٌ للواقع كما هو، واستغلالٌ لمواقف قد تصبّ –ولو جزئيًا– في تقليل الشر علينا.

بل مطلوب منك استغلال هذه اللحظة في صناعة “صوت عام” يضغط على صاحب التصريح حتى لا يتراجع عنه في المستقبل القريب، ويصبح كذلك صعب تخطيه بالنسبة للعدو.

الخلاصة:
👈 السياسة ليست فقط قائمة على الصداقات، بل على استغلال اللحظات المناسبة لصالحك.

👈 لا يشترط أن نحب أو نصدق أي طرف، بل أن نعرف كيف نستخدم مواقفه لخدمة قضايا الأمة.

👈 الهدف ليس أن يصبح فلان أو علان حلفاء، بل أن نستفيد من تعارض مصالحهم مع أمريكا بما يخدمنا.

👈 إذن، الذكاء ليس في رفض كل ما يأتي من خصم لمجرد أنه خصم، بل في معرفة متى وأين نستخدمه لصالحنا.

https://t.me/mohamadalazhary
المؤدلج وصاحب العقل القاصر هو من يغيّر موقفه بناءً على “هوية الفاعل” وليس بناءً على “طبيعة الفعل”، فإنه لا يفكّر بعقله في الحقيقة، بل يفكّر بما تم تلقينه من قبل.


https://t.me/mohamadalazhary
هل نحكم بعقولنا أم بما يُلقَّن إلينا؟

في عالمٍ غارقٍ في المعلومات، حيث الأخبار تتدفق بسرعة البرق، نجد أنفسنا أمام مشكلة حقيقية وخطيرة، وهي أن الآلة الإعلامية (دول، جماعات، أصحاب أفكار ظاهرها فردي…) لم تعد تقدم لك الحقائق، بل تقدّم لك “تفسيرًا معينًا للحقائق”، وهذا التفسير غالبًا ما يكون موجَّهًا لخدمة مصالح معينة.

قد تظن أنك تحكم على الأحداث بعقلك، ولكن هل سألت نفسك يومًا:
هل هذا رأيي فعلًا، أم أنه الرأي الذي تم تلقيني إياه دون أن أشعر؟

👈 كيف يُشكِّل إعلام الغير طريقة تفكيرك؟

هذه الآلة الإعلامية لا تكتفي بإخبارك بما حدث، بل تخبرك كيف تفهم ما حدث!

يتم توجيه الرأي العام عبر:
👈 اختيار الأحداث التي يتم تسليط الضوء عليها.
👈 طريقة عرضها.
👈 من يتم استضافته لتحليلها.

هذا التوجيه يصنع إطارًا ذهنيًا يجعل الناس يرون الأمور من زاوية واحدة، دون أن يدركوا أنهم مُقيَّدون بهذا الإطار.

مثال:
🌱 عندما تنفذ دولة معينة عملًا عسكريًا، يصفه الإعلام بـ “تحرير”، لكن عندما تقوم دولة أخرى بالفعل نفسه، يُسمى “احتلالًا”.

🌱 عندما يتحالف زعيم سياسي مع جهة ما، يراه الإعلام الموجّه “حكمة سياسية”، لكن إن قام الخصم بالفعل ذاته، يصبح “خيانة”.

🌱 الابتسامة في وجه العدو، إن كانت من “زعيمك”، فهي “دهاء سياسي”، أما إن كانت من خصمك، فهي “ضعف واستسلام”.

🌱 استمرار الحرب، عندما يكون من طرفك، فهو “تضحية وصمود”، وعندما يكون من الطرف الآخر، فهو “تهور وعبثية”.

🌱 مدّ يدك للسلام “براعة سياسية”، ومدّ يد خصمك “خنوع واستسلام”!

👈 في الحقيقة، كل ما سبق ليست أحكامًا عقلانية، بل نتائج تعبئة إعلامية موجهة.

المشكلة الكبرى: أن المشاهد أو القارئ لم يعد يحكم بعقله، بل بما يُلقَّن له.

والمشكلة الحقيقية: أننا لا نتحقق من المعلومات، ولا نفكر باستقلالية، بل نكرر ما يُقال لنا دون تمحيص.

كثيرون يظنون أنهم مستقلون فكريًا، لكنهم في الحقيقة مجرد صدى لما يُلقَّن لهم عبر الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي.

مثال:
شخص يشاهد قناة إخبارية معينة، أو تحليلاً لأحدهم على يوتيوب، ثم يُعيد نفس التحليل الذي سمعه وكأنه استنتاجه الخاص، رغم أنه لم يبحث أو يقرأ في الموضوع بنفسه.

🪜 كيف تخرج من هذا القيد وتفكر بوعي مستقل؟

أولاً: تحقّق من المعلومات بنفسك
🌱 لا تأخذ أي خبر كما هو، بل اسأل:
👈 ما المصدر؟
👈 هل هناك روايات أخرى؟
👈 من المستفيد من هذه الرواية؟

ثانياً: اقرأ من مصادر متعددة ومختلفة الاتجاهات
🌱 لا تعتمد على مصدر واحد، بل استمع لكل الأطراف قبل أن تُكوِّن رأيك.

ثالثاً: حلل الفعل نفسه، لا الفاعل فقط
🌱 لا تقل “هل قام به صديقي أم خصمي؟”، بل اسأل: “هل هذا الفعل صحيح أم خطأ؟”

رابعاً: لا تكن تابعًا للعاطفة، بل كن تابعًا للمنطق السليم
🌱 العاطفة تجعلك ترى ما تحب أنه “حق”، وما تكره أنه “باطل”.
🌱 لكن الحقيقة لا تخضع لمشاعرك، بل تحتاج إلى عقل متزن يحلل الأمور بموضوعية.

خامساً: درّب نفسك على التفكير النقدي
🌱 اسأل نفسك دائمًا:
👈 لماذا؟
👈 من المستفيد؟
👈 ماذا لو كان العكس؟

🪜 أخي الكريم وأختي الكريمة، أبنائي وبناتي:

في هذا العالم المليء بالدعاية والتضليل، أعظم ما تملكونه هو وعيكم المستقل.

⚠️ لكن هذا لا يعني أنك ستقيس المصالح والمفاسد بمفردك، أو ستحلل المواقف الكبيرة دون إمكانيات، ولكنه يعني الانتباه إلى أن الإعلام لن يتوقف عن محاولة تشكيل عقلك.

👈 ويبقى السؤال:

🌱 هل ستسمح له بذلك؟ أم أنك ستبحث بنفسك وتفكر بحرية؟

👈 كن صادقًا مع نفسك، ولا تكن مجرد انعكاس لما يريد الآخرون أن تفكر به.

👈 العلم نور، وإذا لم تمتلك العلم الكافي للحكم على الأمور في السياسة الشرعية، فعليك أن تقرأ للمنصفين أصحاب الرؤى المتوازنة، التي لا تُستخدم للتوجيه الأعوج أو الحكم المسبق.

👈 احذر من الذين يحكمون على أفعال الأشخاص أو الجماعات بشكل حاسم ودائم، فأمثال هؤلاء خطر داهم عليك وعلى المجتمع، فلا تجعل عقلك عُرضة للتلاعب.

👈 يلزمك متابعة أهل العلم والفضل، حتى إذا سُئلت يوم القيامة عن موقف ترتّبت عليه مفسدة، يكون لك جواب واضح: “اتبعت فلانًا من أهل العلم بالشرع والواقع”.
🌱 هذا يكفيك في الدنيا والآخرة، أما لو فعلت غير ذلك، فالأمر معقّد!

📌 غفر الله لنا تقصيرنا، ونسأله البصيرة في الحكم والرأي والمسير.


https://t.me/mohamadalazhary
صناعة العداء بلا توقف تحبسك في لونين لا ثالث لهما، وتمنع عنك التفكير الصحيح، وتصنع من أفكارك سكيناً حاداً بلا معنى. حيث لا منطقة وسطى، ولا مصالح مشتركة، ولا تغيير في الأوضاع.

هذه الطريقة في التفكير ليست فقط غير واقعية، بل هي أيضًا سجنٌ للعقل، تجعل الإنسان حبيسًا لمواقفه السابقة، غير قادر على التكيف مع المتغيرات، وغير مستعد لمراجعة أفكاره عندما تتبدل الظروف.

مصيبة التفكير الثنائي أنكَ عندما تنظر إلى كل شيء من زاوية العداء المطلق أو الولاء المطلق، تصبح قراراتك محكومة بالعاطفة وليس بالعقل.

والعداء العاطفي قد يمنعك من رؤية الفرص، أو استغلال المواقف التي قد تكون في صالحك.

فهناك حركات سياسية ودينية كانت ترى بعضها أعداء، ثم اضطرت إلى التفاهم في بعض المحطات التاريخية.

لذا كل طائفة تربي أبناءها على مجرد العداء فهي غير أمينة على هؤلاء، فالتربية توازن وتعليم وتصفية وتهذيب، وتكامل وتوجيه، وأمان بالعقل والمنطق الموافق للشرع والدين.


https://t.me/mohamadalazhary
الشخص الذي تمت برمجته على رؤية كل ما هو سلبي، والذي اختار أن يكون موقفه عدائيًا تجاه دولة أو أشخاص بعينهم، سيصل إلى مرحلة التكذيب المطلق لكل شيء، حتى لو كان واقعًا حقيقيًا. تغيير القناعات العدائية من أصعب الأمور، لأن المشكلة ليست في الأحداث نفسها، بل في العقول التي لا تريد أن ترى إلا ما تريد.


لكن كيف نخرج من هذا الفخ الفكري؟
1. فكر في العكس: اسأل نفسك: ماذا لو قام الطرف الذي أؤيده بنفس الفعل؟ هل كنت سأرفضه؟

2. حلل الفعل وليس الفاعل: لا تحكم بناءً على من قام بالفعل، بل انظر إلى الفعل نفسه، هل هو صحيح أم لا؟

3. لا تجعل عاطفتك هي من تحكم: خذ خطوة للخلف، وحاول أن ترى الصورة الكاملة بعيدًا عن الانفعال.

4. لا تكن رهينة الماضي: قد يكون لديك موقف سلبي سابق تجاه جهة معينة، لكن لا تجعل ذلك يحجب عنك أي تغيير إيجابي قد يحدث أو قد يكون نافعاً بشكل ما.


https://t.me/mohamadalazhary
أجمل الذكريات التي نحملها في قلوبنا ليست تلك التي جاءت في لحظات الرفاهية، بل تلك التي احتضنتنا فيها الحياة عبر من نحب، دون أن ندري يومها أن هذه اللحظات ستصبح أعزّ ما نملك حين يأخذنا العمر بعيدًا.


https://t.me/mohamadalazhary
ليس من السهل أن يكون الإنسان منصفًا، فالحق بطبيعته مُرّ، يواجه الأهواء، ويصطدم بالمصالح، ويكشف الحقائق كما هي بلا زيف.

ولهذا، يلجأ كثيرٌ من الناس إلى المجاملة بدلًا من المصارحة، وإلى التزيين بدلًا من المواجهة، وإلى الهروب بدلًا من الاعتراف بالحقيقة.

لكن الساعين إلى الحق بصدق يدركون أن طريقه ليس معبّدًا بالراحة، بل بالمكابدة والصبر والاحتمال.
فالتمسك بالحق يتطلب شجاعة الوقوف وحدك أحيانًا، ومجاهدة النفس قبل مجاهدة الآخرين.

ومع ذلك، هناك فرق بين التمسك بالحق والتصلّب في الرأي؛ فليس كل عنادٍ حقًا، وليس كل رأيٍ صحيحًا.

من يريد أن يكون منصفًا عليه أن يكون أول من يراجع نفسه، وأول من يتواضع أمام الدليل، وأول من يتحرى الصدق قبل أن ينطق. فالحق ليس مجرد موقف جامد، بل سلوكٌ يقوم على العدل والتجرد والتواضع.

اللهم ارزقنا العدل والتجرّد والتواضع.


https://t.me/mohamadalazhary
لا تحاول فالكل مُدان!
لا تتكلم فالعملاء يملأون كل مكان!
لا تقنعني بأن العالم فيه مكاناً للأتقياء!
العالم كلب أجرب ليس له أمان!
لا تخبرني بأن هناك أمل، فالموت للحياة!
الخلاصة: لا تحاول النقاش مع المتحوّلين فقد مضى عصر الذكاء!
فكما ابتلينا بالمتأمركين، حوصرنا بالمنحرفين والسطحيين والغوغاء!

https://t.me/mohamadalazhary
👈الشخص العاقل لا يتمسك برأي فقط لأنه قاله في الماضي، بل يعيد تقييمه وفق المعطيات الجديدة، ووفق ما يستجد من معرفة وخبرة.

👈السياسة مثلاً تحتاج إلى توازن بين الثوابت والمتغيرات، فمن يتمسك بالمتغيرات كأنها ثوابت يقع في الجمود، ومن يفرط في الثوابت تحت ضغط الظروف يقع في الانحراف.
لذا الفقه كل الفقه في هذا الباب معرفة ما هو ثابت لا يتزعزع، وما هو متغيّر يمكن الحركة فيه بمرونة.

👈التوازن بين الثبات على المبادئ والقدرة على التكيف مع الواقع هو مفتاح التفكير السليم.
فمن الناس من يقع في الجمود فيظل متمسكًا بأفكاره حتى لو تغيرت الظروف، ومنهم من يقع في التمييع فيتخلى عن أي قناعة بمجرد تغير الأوضاع.
والتحدي الحقيقي هو معرفة متى يكون الثبات مطلوبًا ومتى تكون المرونة ضرورية.

👈من يظن أن السياسة كلها متغيرة فهو انتهازي لا مبدأ له، ومن يظن أنها كلها ثابتة فهو جامد لا يفقه الواقع. أما من يوازن بين الأمرين فهو الذي يفهم حقيقة السياسة الشرعية.

👈هناك أفكار لا تتغير مثل العقائد والأحكام القطعية وما ثبت بالإجماع مثل الإيمان بالأركان الستة، الوحي، تحريم المحرمات المجمع عليها، … الخ.
وكذلك القيم مثل العدل، الأمانة، الوفاء بالعهد، تحريم الظلم، تحريم القتل بغير حق.
وكذلك المبادئ الأخلاقية التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان مثل بر الوالدين، الرحمة، حفظ الحقوق.

لماذا لا تتغير؟ لأنها مرتبطة بوحي إلهي، ولأنها ثابتة في الفطرة البشرية، وأي تغيير فيها يُنتج خللاً في النظام الأخلاقي والاجتماعي.


https://t.me/mohamadalazhary
التحليلات الخاصة بقدرة مصر على مواجهة تهجير أهل القطاع تسير الآن في اتجاه واحد، وهو التأكيد على أن مصر ضعيفة، وأن النظام سيستسلم في النهاية، وأن… وأن… وأن…

منذ أشهر، كانت بعض التحليلات تزعم أن مصر أغلقت المعبر أمام أهل القطاع أثناء الحرب، تاركةً إياهم عُرضة لآلة الدمار من الجانب الآخر. (مع أن هذا - لو صح - لكان تهجيرًا أيضًا، ولكن المفارقة أن البعض كان سيصفّق لمصر حينها باعتبارها “أنقذت إخواننا هناك”!).

قبل أيام فقط، سمعنا خطابًا آخر: أن رفض التهجير ليس سوى “تمثيلية سخيفة” لذرّ الرماد في العيون، (أي أن النظام في الحقيقة موافق على التهجير لكنه فقط “يمثل”)، وأن البلد مستسلمة بالكامل للأوامر الأمريكية، وأن النظام لا يستطيع أن يقول “لا”.

المفارقة أن الشخص (أو الأشخاص) الذي قدّم هذه التحليلات هو ذاته من تبنى الآراء المتناقضة في كل مرة، دون أن يتوقف لحظة للاعتذار عن هذا التضارب الصارخ، أو لمراجعة تحيزه الذي يجعله يقول الشيء ونقيضه خلال فترات متقاربة.

لست هنا بصدد تحليل الموقف المصري، ولا أدّعي العلم ببواطن الأمور، لكن ما يثير العجب هو هذه الجرأة المفرطة في الحديث عن الشأن العام بهذه الطريقة، وكأن الشباب لا تكفيهم الحيرة التي تحيط بهم من كل اتجاه، ليجدوا أنفسهم أمام هذا التخبط الإعلامي الذي يضيف مزيدًا من الضبابية بدلًا من التوضيح.

لذلك، نصيحتي لكل شاب: لا تسلّم عقلك لأحد، ولا تظن أن الكلام المنمق وحده كافٍ ليكون صوابًا. المصداقية الحقيقية لا تأتي إلا من المنطق والإنصاف، وهما عملة نادرة في هذا الزمن.


https://t.me/mohamadalazhary
في حياتك علامات تحذيرية، فإذا تعاملت معها بتجاهل أو بالتقليل منها فخسارتك عظيمة، فبعض العلاقات قد يكون لها بدايات مشرقة فلا تظن إن هذا الإشراق سيظل كما بدأ، بل كثير من هذه العلاقات تتعرّض للإنهيارات لسبب أو لآخر، وكانت هناك علامات تحذيرية ولكن يتجاهلها الكثيرون لأنهم رفعوا سقف التعلّقات.
فاجتهدوا في الانتباه لهذه العلامات حتى لا ترتطموا بالأزمات والصدمات.

https://t.me/mohamadalazhary
🔻من يريد إسقاط بلده أو زعزعة استقرارها بحجة التخلص من الظلم، يثبت أنه غير جدير بالمسؤولية ولا يمكن الوثوق به كبديل سياسي.

🔻يمكن للإنسان أن يعارض النظام، لكن يجب أن يظل موقفه واضحًا في رفض أي ضرر يقع على بلده وشعبه.

🔻لابد من الفصل بين النظام والوطن
فمن الممكن جدًا أن يكون الإنسان ضد النظام الحاكم، لكنه في الوقت نفسه مع استقرار بلده وأمنها.
هناك من يعجز عن إعلان موقف متزن كهذا، فيخسر تعاطف الناس دون أن يدري.


🔻التعرض للظلم قد يدفع البعض إلى حالة نفسية تجعله يتمنى الدمار للآخرين كما دُمّرت حياته، وهذا تحول خطير يؤدي إلى العداء للمجتمع ككل.

هذه الحالة تُنتج شخصيات محبطة تسعى لنشر الفوضى بأي ثمن، حتى لو كان ذلك عبر الأكاذيب والشائعات.

🔻لابد من الوعي بخطورة التبرير الفاسد
بعضهم يبرر الكذب ونشر الفوضى بقول “الحرب خدعة”، متناسيًا أن الحرب تكون ضد العدو، لا ضد شعبك وأمان بلدك.
التشويش الإعلامي، ونشر المعلومات المغلوطة، كلها أساليب تضر المجتمع أكثر مما تضر النظام.

👈الخلاصة:
المواقف السياسية يجب أن تكون واعية ومتزنة، فلا يصح أن يتحول الإنسان إلى أداة هدم لوطنه بحجة الظلم الذي تعرّض له.
النظام قد يتغير، أما الوطن فباقٍ، ومن أراد أن يكون بديلاً، فعليه أن يثبت أنه أكثر وعيًا ومسؤولية، لا مجرد شخص غاضب يريد الانتقام بأي وسيلة.

https://t.me/mohamadalazhary
هل معنى أن تحافظ على بلدك أن تكون مسبحاً بحمد النظام؟!

وهل معنى أن تقف في صفها عندما تتعرض للخطر أن تكون تابعاً للنظام؟!

وهل معنى أن تأخذ موقفاً داعماً لها أن تكون عميلاً وخائناً أو مطية أو منديل يتم استخدامه مؤقتاً كما يقول البعض؟!

وهل معنى معارضة أي شيء تراه يؤدي للفساد والمطالبة بالإصلاحات التي تراها ضرورية بعقل ودون هدم أن تكون ضد الوطن؟!

وهل معنى أن تعترض على سياسة معينة يتخذها النظام أنك عميل وخائن لوطنك؟!

فكل من يتعامل معك بهذه العقلية فلا تنشغل به، فهذه أفكار الأبيض والأسود التي لا تقدم بل تؤخر وفقط.

الخلاصة:

👈لا تكن إمّعة تؤيد كل شيء أو ترفض كل شيء، بل فكّر بعقلانية وتميّز بين مصلحة بلدك وبين موقفك السياسي من النظام.

👈لا تسمح لأحد أن يصنفك قسرًا في خانة المؤيد الأعمى أو المعارض الهدام، بل كن واضحًا في مواقفك، متوازنًا في أحكامك، ومستعدًا لتغيير رأيك إن ظهرت معطيات جديدة.

وأخيرًا…

الأشياء الكبيرة تحتاج إلى من يفكر بعقل، لا من يردد الشعارات.

https://t.me/mohamadalazhary
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
هذا محمود مرداوى القيادي بحركة حماس يقول بأن هناك اتفاق على عدم حكم الحركة للقطاع، وللأسف هناك من يقول بأن الحركات التمثيلية التي تقوم بها مصر الآن للمساومة على عدم حكم الحركة للقطاع، مع أن هذا الاتفاق كان قبل ايقاف الحرب، وقبل هذا الضغط الأمريكي على مصر في ملف التهجير!
استمعوا له لعل وعسى عندما نحب أن ننتقد، ننتقد بحق وبعلم.

خلاصة كلام محمود مرداوى:

1-حماس لا تُصر على حكم غزة بعد الحرب، ومستعدة لأي صيغة سياسية يتم التوافق عليها فلسطينيًا.
2-الهدف هو إحراج نتنياهو ونزع مبرراته لاستمرار الحرب.
3-مصر هي الطرف الأساسي في أي ترتيبات مستقبلية لغزة، ولا يمكن لأي جهة التدخل دون موافقتها.
4-حركة فتح يجب أن تتجاوز مخاوفها، لأن السلطة الفلسطينية ستكون المرجعية السياسية والإدارية.
5-تم الاتفاق على لجنة مستقلة لإدارة القطاع، وليس استمرار حكم حماس المباشر.
6-حماس تتبنى موقفًا مرنًا للحفاظ على دورها السياسي دون أن تُتهم بعرقلة الحلول.
عليك أن تتعامل مع مصر وغزة وكل اللاعبين في المنطقة بشيء من العقل، فليس هناك ملائكة ولا شياطين، ولا تعتبر أن كل من يمدح مُطبِّل ولا كل من ينتقد مُحقّر، فالثوابت هي: شرعية المقاومة ضد الغاصب، والمتغيرات هي: متى؟ وكيف؟ ولماذا يتم التصعيد أو التهدئة؟، وهذا يخضع لحسابات الواقع والمصلحة.

أمّا الذين يريدون إنهاء المقاومة بأي حجة كانت فهؤلاء خارج هذا السياق.

والذين يريدون تخوين كل من يخالف رأياً أو فعلاً للمقاومة (مع اعترافه بشرعيتها وفضلها ومكانتها) فخارج السياق أيضاً، لأنهم يصادرون أي اجتهاد سياسي أو استراتيجي يخالف رؤيتهم.

وكذلك الذين يتعاملون مع مصر وكأنها شر الشرور، فهذا ليس بعاقل، لأننا نتفق أن هذه العقلية لا تستطيع رؤية أي شيء إلا من خلال المؤامرة والكيد وخلافه، فإذا كان الفعل يميناً سموه اضطراراً، وإذا كان الفعل شمالاً سموه عمالة، وإذا كان شرقاً سموه تهوّراً، وإذا كان غرباً سموه جبناً، وفي جميع الأحوال الفاعل واحد والتفسير دائمًا يأتي وفقًا لرغباتهم وأحكامهم المسبقة.

ففي الحقيقة هذه العقلية ستصطدم اليوم وكل يوم باختيارات اخواننا في القطاع وكذلك اختيارات الشرع في سوريا واختيارات أي شخص يتحمل المسئولية بإدارة ملف معقّد، وليس مجرد كاتب يعيش على جدار الشك والارتياب.

ملحوظة: لا تجعل دفاعك عن موقف أو مواقف لأي أحد يُحرّف بوصلتك عن استقامتها، فعليك أن تعود للمنتصف، فالاستقامة المستقرة أن تظل في وسط الطريق.

https://t.me/mohamadalazhary