👆خطبة الجمعة بعنوان :
*قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ*
تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجَنَّةِ ، وَتغلَّقُ فيه أبوابُ النَّارِ..
🔸للشيخ حمزة المجالي🔸
*قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ*
تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجَنَّةِ ، وَتغلَّقُ فيه أبوابُ النَّارِ..
🔸للشيخ حمزة المجالي🔸
خطبة الحرم المكي ليوم الجمعة
الموافق 1438/09/07هـ
معالي الشيخ /
عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
"بعنوان فوائد شهر رمضان وكيفية استثماره في الخير "
الموافق 1438/09/07هـ
معالي الشيخ /
عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
"بعنوان فوائد شهر رمضان وكيفية استثماره في الخير "
*(واجبنا نحو القرآن)*
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ *عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر* حفظهما الله تعال
بتاريخ/ 07-09-1438
http://al-badr.net/detail/q8BkxUsSc3OM
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ *عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر* حفظهما الله تعال
بتاريخ/ 07-09-1438
http://al-badr.net/detail/q8BkxUsSc3OM
خصائص شهر رمضان ||
#خطبة_الجمعة ٧-٩-١٤٣٨هـ لمعالي الشيخ أ . د : سعد بن تركي الخثلان @saad_alkhathlan
f.top4top.net/m_518p4qxg1.mp3
#خطبة_الجمعة ٧-٩-١٤٣٨هـ لمعالي الشيخ أ . د : سعد بن تركي الخثلان @saad_alkhathlan
f.top4top.net/m_518p4qxg1.mp3
الزكاة وأبرز أحكامها ||
#خطبة_الجمعة ١٤-٩-١٤٣٨هـ لمعالي الشيخ أ . د : سعد بن تركي الخثلان @saad_alkhathlan
a.top4top.net/m_525t026i1.mp3
#خطبة_الجمعة ١٤-٩-١٤٣٨هـ لمعالي الشيخ أ . د : سعد بن تركي الخثلان @saad_alkhathlan
a.top4top.net/m_525t026i1.mp3
.
خطبة هذا الاسبوع بعنوان
( المسارعة لتدارك رمضان ، والتهيؤا للعشر الأواخر ....)
⤵️⤵️⤵️⤵️⤵️
📜 #الخطبة_الاولى :-
إنَّ الحمدَ لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، منْ يُهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ، ومنْ يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أما بعدُ:
ها هي ايام شهر رمضان تمضي بنا سريعا، وها هو الشهر يكاد ينتصف، ونحن لا زلنا مقصرين في تحصيل الطاعات، ولم نعمل الا اليسير مما كنا قد عزمنا فعله في هذا الشهر المبارك ، لذلك نشعر بالألم يعتصر قلوبنا ندماً وحسرةً على تقصيرنا، وترتجف أفئدتنا خوفا من أن تمضي بقية أيامه، ونحن على هذا التقصير وهذه الغفلة، فكما ذهبت تلك الايام السابقة، ستذهب بقية أيام الشهر ، حتى ذاك من يظن أنه قد عمل الصالحات ومطمئن على ما قام به من العمل ..! عليه الا يغتر بذلك، فهو أيضا لا زال مقصرا في عمله، مقارنةً بأعمال الصالحين السابقين من سلف هذه الامة، وكيف كانوا يحيون رمضان ليلهم ونهارهم في عبادة مستمرة، فأين نحن من ذلك .....!
فوآحسرتاه على تفلت هذه الايام المباركة من أيدينا...! ولا ندري هل سنتدارك بقية الشهر أم سيكون مثل الذي مضي، وربما يكون العمل أقل، لأن الهمة إذا كانت في البداية ضعيفة، فماذا نتوقع في النهاية. ...!
خطبة هذا الاسبوع بعنوان
( المسارعة لتدارك رمضان ، والتهيؤا للعشر الأواخر ....)
⤵️⤵️⤵️⤵️⤵️
📜 #الخطبة_الاولى :-
إنَّ الحمدَ لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، منْ يُهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ، ومنْ يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أما بعدُ:
ها هي ايام شهر رمضان تمضي بنا سريعا، وها هو الشهر يكاد ينتصف، ونحن لا زلنا مقصرين في تحصيل الطاعات، ولم نعمل الا اليسير مما كنا قد عزمنا فعله في هذا الشهر المبارك ، لذلك نشعر بالألم يعتصر قلوبنا ندماً وحسرةً على تقصيرنا، وترتجف أفئدتنا خوفا من أن تمضي بقية أيامه، ونحن على هذا التقصير وهذه الغفلة، فكما ذهبت تلك الايام السابقة، ستذهب بقية أيام الشهر ، حتى ذاك من يظن أنه قد عمل الصالحات ومطمئن على ما قام به من العمل ..! عليه الا يغتر بذلك، فهو أيضا لا زال مقصرا في عمله، مقارنةً بأعمال الصالحين السابقين من سلف هذه الامة، وكيف كانوا يحيون رمضان ليلهم ونهارهم في عبادة مستمرة، فأين نحن من ذلك .....!
فوآحسرتاه على تفلت هذه الايام المباركة من أيدينا...! ولا ندري هل سنتدارك بقية الشهر أم سيكون مثل الذي مضي، وربما يكون العمل أقل، لأن الهمة إذا كانت في البداية ضعيفة، فماذا نتوقع في النهاية. ...!
.
أيها الأحبة الافاضل:
اتقوا الله تعالى واجتهدوا في الأعمال الصالحة في ما بقي من أيام شهركم ..!
فكم من الناس حتى يومنا هذا لم يستفد من شهر رمضان قد ضيع نهاره في النوم ولياليه في السهر المحرم..!
حتى متى يعيش الإنسان للذاته وشهواته، وحتى متى يسير في طريق النار ومع ركب إبليس، ألا ينزجر هذا المسكين، ألا يصبحوا من سبات الغفلة وضياع العمر.
تولى العمر في سهر**
و في لهو وفي خسر.
فيا ضيعة ما أنفقت **
في الأيام من عمري
أما يعلم المفرط في الطاعة أن شهر رمضان شهر مليء بأسباب المغفرة فمن فرّط في هذه الأسباب كان محروما غاية الحرمان .
وفي الحديث ((من أدرك رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله)) .
وقال سعيد عن قتادة، كان يقال : من لم يغفر له في رمضان فلن يغفر له في ما سواه،..
فأين أنت يا من تريد العتق من النار ومغفرة الذنوب ورضا الرحمن....، ينبغي لك أن تأتي بأسباب توجب لك الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهي كما ذكرنا متيسرة في هذا الشهر من الصيام والقيام وقراءة القرآن والذكر ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإطعامهم والصدقة والاستغفار وغير ذلك من الأعمال الصالحة .
وقد ورد في الترمذي وغيره بسند صحيح ((إن لله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة))،
أيها الاخوة : اعلموا أن المؤمن يجتمع له في رمضان جهادان لنفسه جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين، ووفى بحقوقهما وصبر عليهما، وفي أجره بغير حساب د غير أهل القرآن والصيام، يعطون أجورهم بغير حساب ...كما في المسند بسند صحيح، عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال : ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فيقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان)) .
فيا من ضيع عمره في غير الطاعة...!
ويا من فرط في شهره بل في دهره وأضاعه في اللهو والغفلة ...
ويا من بضاعته التسويف والتفريط....! وبئست البضاعة، أيا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجوا من خصمك الشفاعة.
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه
( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وقائم حظه من قيامه والسهر، كل قيام لا ينه عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعدا، وكل صيام لا يصان عن قول الزور والعمل به لا يورث صاحبه إلا مقتا وردا.
أيها المسلمون : ها نحن في منتصف العشر الأوسط من رمضان وقد انقضت العشر الأوائل منه بما عملناه من طاعات فنسأل الله عز وجل أن يتقبل منا مصالح الأعمال وأن يغفر لنا التفريط والتقصير.
ابن آدم : يا من تكاسلت عن القيام بواجب الطاعة في أول الشهر لا تكن من المحرومين ففي الوقت فسحة وفي الشهر بقية هل لك الآن أن تبادر وتستقبل بقية الشهر أم تزيد أن تكون من المحرومين؟
أيها العبد الفقير إلى ربك لو عرفت قدر نفسك ما أمرضتها بالمعاصي، لأنك أنت المختار من المخلوقات، ولك أعدت الجنة، إن اتقيت وعملت صالحا، فهي إنما أعدت للمتقين، فكيف ترضى أن تكون من أتباع إبليس، وأن تكون معه في النار غدا من جملة أتباعه، وإنما طرد الشيطان من الجنة من أجلك حيث تكبر عن السجود لأبيك، ثم بعد ذلك ترضى لنفسك أن تكون من حزبه وإنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون .
أيها الأحبة الافاضل:
اتقوا الله تعالى واجتهدوا في الأعمال الصالحة في ما بقي من أيام شهركم ..!
فكم من الناس حتى يومنا هذا لم يستفد من شهر رمضان قد ضيع نهاره في النوم ولياليه في السهر المحرم..!
حتى متى يعيش الإنسان للذاته وشهواته، وحتى متى يسير في طريق النار ومع ركب إبليس، ألا ينزجر هذا المسكين، ألا يصبحوا من سبات الغفلة وضياع العمر.
تولى العمر في سهر**
و في لهو وفي خسر.
فيا ضيعة ما أنفقت **
في الأيام من عمري
أما يعلم المفرط في الطاعة أن شهر رمضان شهر مليء بأسباب المغفرة فمن فرّط في هذه الأسباب كان محروما غاية الحرمان .
وفي الحديث ((من أدرك رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله)) .
وقال سعيد عن قتادة، كان يقال : من لم يغفر له في رمضان فلن يغفر له في ما سواه،..
فأين أنت يا من تريد العتق من النار ومغفرة الذنوب ورضا الرحمن....، ينبغي لك أن تأتي بأسباب توجب لك الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهي كما ذكرنا متيسرة في هذا الشهر من الصيام والقيام وقراءة القرآن والذكر ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإطعامهم والصدقة والاستغفار وغير ذلك من الأعمال الصالحة .
وقد ورد في الترمذي وغيره بسند صحيح ((إن لله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة))،
أيها الاخوة : اعلموا أن المؤمن يجتمع له في رمضان جهادان لنفسه جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين، ووفى بحقوقهما وصبر عليهما، وفي أجره بغير حساب د غير أهل القرآن والصيام، يعطون أجورهم بغير حساب ...كما في المسند بسند صحيح، عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال : ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فيقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان)) .
فيا من ضيع عمره في غير الطاعة...!
ويا من فرط في شهره بل في دهره وأضاعه في اللهو والغفلة ...
ويا من بضاعته التسويف والتفريط....! وبئست البضاعة، أيا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجوا من خصمك الشفاعة.
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه
( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وقائم حظه من قيامه والسهر، كل قيام لا ينه عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعدا، وكل صيام لا يصان عن قول الزور والعمل به لا يورث صاحبه إلا مقتا وردا.
أيها المسلمون : ها نحن في منتصف العشر الأوسط من رمضان وقد انقضت العشر الأوائل منه بما عملناه من طاعات فنسأل الله عز وجل أن يتقبل منا مصالح الأعمال وأن يغفر لنا التفريط والتقصير.
ابن آدم : يا من تكاسلت عن القيام بواجب الطاعة في أول الشهر لا تكن من المحرومين ففي الوقت فسحة وفي الشهر بقية هل لك الآن أن تبادر وتستقبل بقية الشهر أم تزيد أن تكون من المحرومين؟
أيها العبد الفقير إلى ربك لو عرفت قدر نفسك ما أمرضتها بالمعاصي، لأنك أنت المختار من المخلوقات، ولك أعدت الجنة، إن اتقيت وعملت صالحا، فهي إنما أعدت للمتقين، فكيف ترضى أن تكون من أتباع إبليس، وأن تكون معه في النار غدا من جملة أتباعه، وإنما طرد الشيطان من الجنة من أجلك حيث تكبر عن السجود لأبيك، ثم بعد ذلك ترضى لنفسك أن تكون من حزبه وإنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون .
.
تنصف الشهر والهفـاه وانهمـرا
واختص بالفوز بالجنات من حزما
وأصبح الغافل المسكـين منكسرا
مثلي فيا ويحـه يا عظيم ما حرما
من فاته الزرع في وقت النذار فما
تـراه يحصد إلا الـهـم و الندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته
في شـهره و بحبـل الله معتصما
معشر المؤمنين. : لقد كان سلفنا الصالح يصومون عن كل محرم وعن كل شهوة من شهوات الدنيا ولسان حال الواحد منهم:
وقد صمت عن لذات الدهر كلها
ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي
عـــباد الله : هذا شهر رمضان قد انتصف، وهو شهر عظيم أنزل الله القرآن فيه ، فكم قد قرأنا من القرآن في تلك الايام التي ذهبت ...!
فمن فاته الحظ في الايام السابقة ففي بقيت الشهر للعابدين مستمع، وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويسمع، وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع، ومع هذا فلا قلب يخشع، ولا عين تدمع، ولا صيام يصان عن الحرام فينفع، ولا قيام استقام فيرجى فيه صاحبه أن يشفع، قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع، وتراكمت عليها ظلمت الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع، كم تتلى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة، وكمم يتوالى علينا شهر رمضان وما لنا فيه كحال أهل الشهوة، ألا الشاب منا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة، أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة وإذا تليت عليهم آياته جلت قلوبهم جلوه، وإذا صاموا صامت منهم الألسنة والأسماع والأبصار، أما لنا فيهم أسوة، كم بيننا وبين حال أهل الصفّا أبعد مما بيننا وبين الصفاء المروة...
يا نفس فاز الصالحون بالتقى
وأبصروا الحق وقلبي قد تممي
ويحـك يا نفـس ألا تيقـظ
ينفـع قبـل أن تزل قـدمـي
مضى الزمان في توان وهوى
فاستدركي ما قد بقي واغتنمي
لقد مضى من رمضان صدره، وانقضى منه شطره، واكتمل منه بدره، فاغتمنوا فرصة تمرُّ مرَّ السحاب، وادخلوا قبل أن يُغلق الباب .. فإنه يوشك الضيف أن يرتحل، وشهر الصوم أن ينتقل، فأحسنوا فيما بقي، يُغفَر لكم ما مضى، فإن أسأتم فيما بقي أُخذتم بما مضى وبما بقي .
رحل نصف رمضان ، وبين صفوفنا الصائم العابد، الباذل المنفق الجواد، نقي السريرة، طيب المعشر ، فهنيئاً لهؤلاء العاملين ما ادخروه عند رب العالمين .
رحل نصف رمضان ، وبين صفوفنا صائم عن الطعام والشراب، يبيت ليله يتسلى على أعراض المسلمين، وتقامر عينه شهوة محرمة يرصدها في ليل رمضان، يده امتدت إلى عاملٍ مسكين فأكلت ماله، أو حفنةِ ربا فأخذتها دون نظر إلى عاقبة ، أو تأمل في آخرة .
رحل نصف رمضان ، وبين صفوفنا من فاتته صلوات وجماعات، قد آثر النوم والراحة على كسب الطاعات .. وبين صفوفنا بخيلٌ شحيح، أسودُ السريرة، سيءُ المعشر، دخيلُ النية، فأحسن الله عزاء هؤلاء جميعاً في نصفهم الأول، وجبرهم في مصيبتهم، وأحسن الله لهم استقبال ما بقي لهم .
أيها المفرطون في شهر رمضان القائم، هل أنتم على يقين من العيش إلى رمضان قادم؟! فقوموا بحق شهركم، واتقوا الله في سرِّكم وجهركم، واعلموا أن عليكم ملكين يصحبانكم طول دهركم، ويكتبان كل أعمالكم، فلا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم.
إن أيام رمضان يجب أن تُعظَّم وتصان، وتُكرَّم ولا تُهان، فهل حبستم غرضكم فيها عن فضول الكلام والنظر؟! وكففتم جوارحكم عن اللهو والأشر؟! واستعددثم من الزاد ما يصلح للسفر؟! أم أنتم ممن تعرض في هذا الشهر للمساخط، وقارف المظالم والمساقط .
في صحيح ابن خزيمة وابن حبان وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: ((آمين، آمين، آمين))، فقال الصحابة: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين!!، فقال : ((إن جبريل عليه السلام أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين)) [أخرجه ابن خزيمة وابن حبان]
كان قتادة رحمه الله يقول: كان يقال: من لم يغفر له في رمضان فلن يغفر له .
أيها الإخوة المؤمنون ، إننا مسؤولون عن هذه الأوقات من أعمارنا، في أي مصلحة قضيناها؟ أفي طاعة الله وذكره، وتلاوة كتابه وتعلم دينه، أم قضيناها في المقاهي وأمام القنوات ، أو في اللهو واللعب الذي لا يعود علينا بكبير فائدة، بل هو من أسباب البعد عن الله تعالى .
فلنستدرك باقي الشهر، فإنه أشرف أوقات الدهر، هذه أيام يحافظ عليها وتصان، هي كالتاج على رأس الزمان، ولنعلم أننا مسؤولون عما نضيعه من أوقات وأحيان .
أيها المؤمنون، إن شهر رمضان شهر العتق من النيران، شهر فكاك الرقاب من دار الشقاء والحرمان ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((لله عز وجل عند كل فطر عتقاء)) [أخرجه أحمد والطبراني وحسنه الألباني .. وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند أحمد وصححه الألباني : ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعني في رمضان وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة .
فاجتهدوا – يا رعاكم الله – ما استطعتم في إعتاق رقابكم، وفكاك أبدانكم، وشراء أنفسكم من الله جل جلاله.
تنصف الشهر والهفـاه وانهمـرا
واختص بالفوز بالجنات من حزما
وأصبح الغافل المسكـين منكسرا
مثلي فيا ويحـه يا عظيم ما حرما
من فاته الزرع في وقت النذار فما
تـراه يحصد إلا الـهـم و الندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته
في شـهره و بحبـل الله معتصما
معشر المؤمنين. : لقد كان سلفنا الصالح يصومون عن كل محرم وعن كل شهوة من شهوات الدنيا ولسان حال الواحد منهم:
وقد صمت عن لذات الدهر كلها
ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي
عـــباد الله : هذا شهر رمضان قد انتصف، وهو شهر عظيم أنزل الله القرآن فيه ، فكم قد قرأنا من القرآن في تلك الايام التي ذهبت ...!
فمن فاته الحظ في الايام السابقة ففي بقيت الشهر للعابدين مستمع، وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويسمع، وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع، ومع هذا فلا قلب يخشع، ولا عين تدمع، ولا صيام يصان عن الحرام فينفع، ولا قيام استقام فيرجى فيه صاحبه أن يشفع، قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع، وتراكمت عليها ظلمت الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع، كم تتلى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة، وكمم يتوالى علينا شهر رمضان وما لنا فيه كحال أهل الشهوة، ألا الشاب منا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة، أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة وإذا تليت عليهم آياته جلت قلوبهم جلوه، وإذا صاموا صامت منهم الألسنة والأسماع والأبصار، أما لنا فيهم أسوة، كم بيننا وبين حال أهل الصفّا أبعد مما بيننا وبين الصفاء المروة...
يا نفس فاز الصالحون بالتقى
وأبصروا الحق وقلبي قد تممي
ويحـك يا نفـس ألا تيقـظ
ينفـع قبـل أن تزل قـدمـي
مضى الزمان في توان وهوى
فاستدركي ما قد بقي واغتنمي
لقد مضى من رمضان صدره، وانقضى منه شطره، واكتمل منه بدره، فاغتمنوا فرصة تمرُّ مرَّ السحاب، وادخلوا قبل أن يُغلق الباب .. فإنه يوشك الضيف أن يرتحل، وشهر الصوم أن ينتقل، فأحسنوا فيما بقي، يُغفَر لكم ما مضى، فإن أسأتم فيما بقي أُخذتم بما مضى وبما بقي .
رحل نصف رمضان ، وبين صفوفنا الصائم العابد، الباذل المنفق الجواد، نقي السريرة، طيب المعشر ، فهنيئاً لهؤلاء العاملين ما ادخروه عند رب العالمين .
رحل نصف رمضان ، وبين صفوفنا صائم عن الطعام والشراب، يبيت ليله يتسلى على أعراض المسلمين، وتقامر عينه شهوة محرمة يرصدها في ليل رمضان، يده امتدت إلى عاملٍ مسكين فأكلت ماله، أو حفنةِ ربا فأخذتها دون نظر إلى عاقبة ، أو تأمل في آخرة .
رحل نصف رمضان ، وبين صفوفنا من فاتته صلوات وجماعات، قد آثر النوم والراحة على كسب الطاعات .. وبين صفوفنا بخيلٌ شحيح، أسودُ السريرة، سيءُ المعشر، دخيلُ النية، فأحسن الله عزاء هؤلاء جميعاً في نصفهم الأول، وجبرهم في مصيبتهم، وأحسن الله لهم استقبال ما بقي لهم .
أيها المفرطون في شهر رمضان القائم، هل أنتم على يقين من العيش إلى رمضان قادم؟! فقوموا بحق شهركم، واتقوا الله في سرِّكم وجهركم، واعلموا أن عليكم ملكين يصحبانكم طول دهركم، ويكتبان كل أعمالكم، فلا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم.
إن أيام رمضان يجب أن تُعظَّم وتصان، وتُكرَّم ولا تُهان، فهل حبستم غرضكم فيها عن فضول الكلام والنظر؟! وكففتم جوارحكم عن اللهو والأشر؟! واستعددثم من الزاد ما يصلح للسفر؟! أم أنتم ممن تعرض في هذا الشهر للمساخط، وقارف المظالم والمساقط .
في صحيح ابن خزيمة وابن حبان وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: ((آمين، آمين، آمين))، فقال الصحابة: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين!!، فقال : ((إن جبريل عليه السلام أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين)) [أخرجه ابن خزيمة وابن حبان]
كان قتادة رحمه الله يقول: كان يقال: من لم يغفر له في رمضان فلن يغفر له .
أيها الإخوة المؤمنون ، إننا مسؤولون عن هذه الأوقات من أعمارنا، في أي مصلحة قضيناها؟ أفي طاعة الله وذكره، وتلاوة كتابه وتعلم دينه، أم قضيناها في المقاهي وأمام القنوات ، أو في اللهو واللعب الذي لا يعود علينا بكبير فائدة، بل هو من أسباب البعد عن الله تعالى .
فلنستدرك باقي الشهر، فإنه أشرف أوقات الدهر، هذه أيام يحافظ عليها وتصان، هي كالتاج على رأس الزمان، ولنعلم أننا مسؤولون عما نضيعه من أوقات وأحيان .
أيها المؤمنون، إن شهر رمضان شهر العتق من النيران، شهر فكاك الرقاب من دار الشقاء والحرمان ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((لله عز وجل عند كل فطر عتقاء)) [أخرجه أحمد والطبراني وحسنه الألباني .. وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند أحمد وصححه الألباني : ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعني في رمضان وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة .
فاجتهدوا – يا رعاكم الله – ما استطعتم في إعتاق رقابكم، وفكاك أبدانكم، وشراء أنفسكم من الله جل جلاله.
.
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
أيها المسلمون: ما أشبه الليلة بالبارحة!! بالأمس كنا نستقبل رمضان ، وها نحن نودع اسبوعين مضت منه بما فيها من طاعات وأعمال صالحة من صيام وقيام وتلاوة قران وهاهي أيامه الجميلة ولياليه الطاهرة تمشي الهويني لكي تطوي علينا هذا الشهر المبارك.
إذا تم أمر بدا نقصه**
تأمل زوالا إذا قيل تم
أيــها الاخــوة:
إنه والله من العجيب
أن نرى أناسا ليس لهم هم في هذه الدنيا إلا تضييع الأوقات في اللهو والغفلة تمر عليهم المواسم والفرص ولا يحرصون على استغلالها في طاعة الله انظروا مثلا للناس في صلاة العشاء يملؤن المسجد حتى إذا فرغوا من صلاة العشاء خرجوا من المسجد بحيث أنهم لا يفكروا مجرد تفكير يتبعه عمل، في صلاة التراويح ويحرمون أنفسهم أجر مغفرة الذنوب، وكأن الدنيا فائتة وسوف تذهب عليهم فلماذا العجلة إذاً؟
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه عموما......
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
أيها المسلمون: ما أشبه الليلة بالبارحة!! بالأمس كنا نستقبل رمضان ، وها نحن نودع اسبوعين مضت منه بما فيها من طاعات وأعمال صالحة من صيام وقيام وتلاوة قران وهاهي أيامه الجميلة ولياليه الطاهرة تمشي الهويني لكي تطوي علينا هذا الشهر المبارك.
إذا تم أمر بدا نقصه**
تأمل زوالا إذا قيل تم
أيــها الاخــوة:
إنه والله من العجيب
أن نرى أناسا ليس لهم هم في هذه الدنيا إلا تضييع الأوقات في اللهو والغفلة تمر عليهم المواسم والفرص ولا يحرصون على استغلالها في طاعة الله انظروا مثلا للناس في صلاة العشاء يملؤن المسجد حتى إذا فرغوا من صلاة العشاء خرجوا من المسجد بحيث أنهم لا يفكروا مجرد تفكير يتبعه عمل، في صلاة التراويح ويحرمون أنفسهم أجر مغفرة الذنوب، وكأن الدنيا فائتة وسوف تذهب عليهم فلماذا العجلة إذاً؟
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه عموما......
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ جَلَّ وَعَلا ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنظُرْ نَفسٌ مَا قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بمَا تَعمَلُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ . لا يَستَوِي أَصحَابُ النَّارِ وَأَصحَابُ الجَنَّةِ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ "
" يَا قَومِ إِنَّمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَارِ . مَن عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجزَى إِلاَّ مِثلَهَا وَمَن عَمِلَ صَالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ يُرزَقُونَ فِيهَا بِغَيرِ حِسَابٍ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، مَضَى لَيلَةٌ مِن خَيرِ لَيَالي رَمَضَانَ ، وَبَقِيَ في عِلمِ اللهِ تِسعُ لَيَالٍ أَو ثَمَانٍ ، وَيَا للهِ كَم لَهُ فيهَا مِن عَتِيقٍ مِنَ النِّيرَانِ ! وَكَم فِيهَا مِن قَتِيلٍ لِلشَّيطَانِ خَسَرَانَ ! وَالمُوَفَّقُ مَن وَفَّقَهُ اللهُ وَأَعَانَهُ ، وَالمَخذُولُ مَن وُكِلَ إِلى نَفسِهِ فَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَشَيطَانَهُ .
أَلا وَإِنَّ ممَّا اعتَادَهُ بَعضُ النَّاسِ لِقِلَّةِ الفِقهِ وَسُوءِ الفَهمِ ، أَن يَنشَطُوا في أَوَّلِ الشَّهرِ مُدَّةً قَد تَستَغرِقُ العَشرَ الأَوَّلَ ، وَقَد تَمتَدُّ إِلى أَكثَرِ العَشرِ الأَوسَطِ ، وَمَا إِن تَأتي العَشرُ الأَوَاخِرُ المُبَارَكَةُ ، عَشرُ الرَّحمَةِ والخَيرَاتِ وَالحَسَنَاتِ المُضَاعَفَاتِ ، حَتى تَكُونَ طَاقَتُهُم قَد نَفِدَت وَوَقُودُهُم قَدِ انتَهَى ، فَيَستَسلِمُوا لِلعَجزِ وَيركَنُوا إِلى الكَسَلِ ، وَيُخلُوا المَسَاجِدَ بَعدَ عِمَارَتِهَا ، وَيَهجُرُوا المَصَاحِفَ بَعدَ وَصلِهَا ، وَيَزهَدُوا في الصَّدَقَاتِ بَعدَ حِرصٍ عَلَيهَا ، وَيُقصِرُوا عَنِ الخَيرِ بَعدَ بَذلِهِ ، وَيَتَرَاجَعُوا بَعدَ تَقَدُّمٍ وَانتِظَامٍ ، وَيَفتُرُوا بَعدَ شِرَّةٍ وَاجتِهَادٍ ، في حِينِ أَنَّ المُتَقَرِّرَ مِن فِعلِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ كَانَ يُضَاعِفُ العَمَلَ في العَشرِ الأَخِيرَةِ وَيَجتَهِدُ فِيهَا مَا لا يَجتَهِدُ في غَيرِهَا ، في صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَجتَهِدُ في العَشرِ الأَوَاخِرِ مَا لا يَجتَهِدُ في غَيرِهِ .
وَفي الصَّحِيحَينِ وَغَيرِهِمَا عَنهَا ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : كَانَ إِذَا دَخَلَ العَشرُ شَدَّ مِئزَرَهُ وَأَحيَا لَيلَهُ وَأَيقَظَ أَهلَهُ .
هَكَذَا كَانَ نَبيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ وَصَفوَةُ خَلقِهِ ، هَكَذَا كَانَ إِمَامُ المُتَّقِينَ وَسَيِّدُ العَابِدِينَ ، هَكَذَا كَانَ المَغفُورُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، يَخلِطُ العِشرِينَ بِصَلاةٍ وَنَومٍ ، فَإِذَا دَخَلَتِ العَشرُ شَمَّرَ وَشَدَّ المِئزَرَ ؛ وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لأَنَّهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَعلَمُ النَّاسِ بِرَبِّهِ وَأَفقَهُهُم بما يَنزِلُ مِن لَدُنْهُ مِنَ الخَيرِ ، فَكَانَ لِعِلمِهِ بما في هَذِهِ العَشرِ مِنَ الأُجُورِ المُضَاعَفَةِ وَالحَسَنَاتِ المُتَكَاثِرَةِ يَجتَهِدُ اجتِهَادًا عَظِيمًا وَيَتَفَرَّغُ لِلطَّاعَةِ تَفَرُّغًا تَامًّا ، حَتى إِنَّهُ كَانَ يَعتَكِفُ فِيهَا فَيَلزَمُ المَسجِدَ وَيَقطَعُ العَلائِقَ بِالخَلائِقِ ، كُلَّ هَذَا مِن أَجلِ أَن يُوَافِقَ لَيلَةَ القَدرِ ، تِلكَ اللَّيلَةُ الشَّرِيفَةُ المُنِيفَةُ ، الَّتي يَعدِلُ العَمَلُ فِيهَا عَمَلَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَنَيِّفٍ ، في الصَّحِيحَينِ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَعتَكِفُ العَشرَ الأَوَاخِرَ مِن رَمضَانَ حَتى تَوَفَّاهُ اللهُ ، ثم اعتَكَفَ أَزوَاجُهُ مِن بَعدِهِ . وفي صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ اعتَكَفَ العَشرَ الأَوَّلَ مِن رَمَضَانَ ، ثُمَّ اعتَكَفَ العَشرَ الأَوسَطَ في قُبَّةٍ تُركِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ ، قَالَ : فَأَخَذَ الحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا في نَاحِيَةِ القُبَّةِ ثُمَّ أَطلَعَ رَأسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوا مِنهُ فَقَالَ : " إِنِّي اعتَكَفتُ العَشرَ الأَوَّلَ أَلتَمِسُ هَذِهِ اللَّيلَةَ ، ثُمَّ اعتَكَفتُ العَشرَ الأَوسَطَ ، ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لي إِنَّهَا في العَشرِ الأَوَاخِرِ ، فَمَن أَحَبَّ مِنكُم أَن يَعتَكِفَ فَليَعتَكِفْ " فَاعتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ . الحَدِيثَ .
وَقَد أَرشَدَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أُمَّتَهُ إِلى تَحَرِّي لَيلَةِ الق
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ جَلَّ وَعَلا ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنظُرْ نَفسٌ مَا قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بمَا تَعمَلُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ . لا يَستَوِي أَصحَابُ النَّارِ وَأَصحَابُ الجَنَّةِ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ "
" يَا قَومِ إِنَّمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَارِ . مَن عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجزَى إِلاَّ مِثلَهَا وَمَن عَمِلَ صَالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ يُرزَقُونَ فِيهَا بِغَيرِ حِسَابٍ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، مَضَى لَيلَةٌ مِن خَيرِ لَيَالي رَمَضَانَ ، وَبَقِيَ في عِلمِ اللهِ تِسعُ لَيَالٍ أَو ثَمَانٍ ، وَيَا للهِ كَم لَهُ فيهَا مِن عَتِيقٍ مِنَ النِّيرَانِ ! وَكَم فِيهَا مِن قَتِيلٍ لِلشَّيطَانِ خَسَرَانَ ! وَالمُوَفَّقُ مَن وَفَّقَهُ اللهُ وَأَعَانَهُ ، وَالمَخذُولُ مَن وُكِلَ إِلى نَفسِهِ فَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَشَيطَانَهُ .
أَلا وَإِنَّ ممَّا اعتَادَهُ بَعضُ النَّاسِ لِقِلَّةِ الفِقهِ وَسُوءِ الفَهمِ ، أَن يَنشَطُوا في أَوَّلِ الشَّهرِ مُدَّةً قَد تَستَغرِقُ العَشرَ الأَوَّلَ ، وَقَد تَمتَدُّ إِلى أَكثَرِ العَشرِ الأَوسَطِ ، وَمَا إِن تَأتي العَشرُ الأَوَاخِرُ المُبَارَكَةُ ، عَشرُ الرَّحمَةِ والخَيرَاتِ وَالحَسَنَاتِ المُضَاعَفَاتِ ، حَتى تَكُونَ طَاقَتُهُم قَد نَفِدَت وَوَقُودُهُم قَدِ انتَهَى ، فَيَستَسلِمُوا لِلعَجزِ وَيركَنُوا إِلى الكَسَلِ ، وَيُخلُوا المَسَاجِدَ بَعدَ عِمَارَتِهَا ، وَيَهجُرُوا المَصَاحِفَ بَعدَ وَصلِهَا ، وَيَزهَدُوا في الصَّدَقَاتِ بَعدَ حِرصٍ عَلَيهَا ، وَيُقصِرُوا عَنِ الخَيرِ بَعدَ بَذلِهِ ، وَيَتَرَاجَعُوا بَعدَ تَقَدُّمٍ وَانتِظَامٍ ، وَيَفتُرُوا بَعدَ شِرَّةٍ وَاجتِهَادٍ ، في حِينِ أَنَّ المُتَقَرِّرَ مِن فِعلِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ كَانَ يُضَاعِفُ العَمَلَ في العَشرِ الأَخِيرَةِ وَيَجتَهِدُ فِيهَا مَا لا يَجتَهِدُ في غَيرِهَا ، في صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَجتَهِدُ في العَشرِ الأَوَاخِرِ مَا لا يَجتَهِدُ في غَيرِهِ .
وَفي الصَّحِيحَينِ وَغَيرِهِمَا عَنهَا ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : كَانَ إِذَا دَخَلَ العَشرُ شَدَّ مِئزَرَهُ وَأَحيَا لَيلَهُ وَأَيقَظَ أَهلَهُ .
هَكَذَا كَانَ نَبيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ وَصَفوَةُ خَلقِهِ ، هَكَذَا كَانَ إِمَامُ المُتَّقِينَ وَسَيِّدُ العَابِدِينَ ، هَكَذَا كَانَ المَغفُورُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، يَخلِطُ العِشرِينَ بِصَلاةٍ وَنَومٍ ، فَإِذَا دَخَلَتِ العَشرُ شَمَّرَ وَشَدَّ المِئزَرَ ؛ وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لأَنَّهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَعلَمُ النَّاسِ بِرَبِّهِ وَأَفقَهُهُم بما يَنزِلُ مِن لَدُنْهُ مِنَ الخَيرِ ، فَكَانَ لِعِلمِهِ بما في هَذِهِ العَشرِ مِنَ الأُجُورِ المُضَاعَفَةِ وَالحَسَنَاتِ المُتَكَاثِرَةِ يَجتَهِدُ اجتِهَادًا عَظِيمًا وَيَتَفَرَّغُ لِلطَّاعَةِ تَفَرُّغًا تَامًّا ، حَتى إِنَّهُ كَانَ يَعتَكِفُ فِيهَا فَيَلزَمُ المَسجِدَ وَيَقطَعُ العَلائِقَ بِالخَلائِقِ ، كُلَّ هَذَا مِن أَجلِ أَن يُوَافِقَ لَيلَةَ القَدرِ ، تِلكَ اللَّيلَةُ الشَّرِيفَةُ المُنِيفَةُ ، الَّتي يَعدِلُ العَمَلُ فِيهَا عَمَلَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَنَيِّفٍ ، في الصَّحِيحَينِ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَعتَكِفُ العَشرَ الأَوَاخِرَ مِن رَمضَانَ حَتى تَوَفَّاهُ اللهُ ، ثم اعتَكَفَ أَزوَاجُهُ مِن بَعدِهِ . وفي صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ اعتَكَفَ العَشرَ الأَوَّلَ مِن رَمَضَانَ ، ثُمَّ اعتَكَفَ العَشرَ الأَوسَطَ في قُبَّةٍ تُركِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ ، قَالَ : فَأَخَذَ الحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا في نَاحِيَةِ القُبَّةِ ثُمَّ أَطلَعَ رَأسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوا مِنهُ فَقَالَ : " إِنِّي اعتَكَفتُ العَشرَ الأَوَّلَ أَلتَمِسُ هَذِهِ اللَّيلَةَ ، ثُمَّ اعتَكَفتُ العَشرَ الأَوسَطَ ، ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لي إِنَّهَا في العَشرِ الأَوَاخِرِ ، فَمَن أَحَبَّ مِنكُم أَن يَعتَكِفَ فَليَعتَكِفْ " فَاعتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ . الحَدِيثَ .
وَقَد أَرشَدَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أُمَّتَهُ إِلى تَحَرِّي لَيلَةِ الق
َدرِ وَالتِمَاسِهَا وَطَلَبِ مُوَافَقَتِهَا ، في البُخَارِيِّ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " تَحَرَّوا لَيلَةَ القَدرِ في الوِترِ مِنَ العَشرِ الأَوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ " وَفي مُسلِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " التَمِسُوهَا في العَشرِ الأَوَاخِرِ ـ يَعنِي لَيلَةَ القَدرِ ـ فَإِن ضَعُفَ أَحَدُكُم أَو عَجَزَ فَلا يُغلَبَنَّ عَلَى السَّبعِ البَوَاقِي "
وَقَد وَرَدَت أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ وَأَقوَالٌ عَنِ الصَّحَابَةِ في تَعيِينِ لَيلَةِ القَدرِ ، غَيرَ أَنَّهَا لا تَخرُجُ عَنِ العَشرِ الأَوَاخِرِ ، وَقَدِ اختَلَفَ العُلَمَاءُ لِذَلِكَ في تَعيِينِهَا ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ مِنَ الحَزمِ وَالعَقلِ بَل وَمِن حُسنِ التَّوفِيقِ ، أَن يَحرِصَ المُؤمِنُ الحَصِيفُ عَلَى أَلاَّ يُفَوِّتَ مِنَ العَشرِ لَيلَةً وَاحِدَةً ، فَإِنَّهُ إِن فَعَلَ ذَلِكَ مُتَحَرِّيًّا لِلخَيرِ مُتَلَمِّسًا لِلأَجرِ ، فَسَيُوَافِقُ لَيلَةَ القَدرِ ، فَلَيسَ مِن شَرطِ إِدرَاكِهَا وَنَيلِ أَجرِهَا أَن يَعلَمَ بها ، بَل إِنَّ في إِخفَائِهَا عَنِ العِبَادِ حِكَمًا عَظِيمَةً وَلا شَكَّ ، وَمِن أَعظَمِهَا أَن يَجتَهِدَ المُسلِمُونَ في طَلَبِهَا وَيَجِدُّوا في تَحَرِّيهَا فَتَكثُرَ أَعمَالُهُم وَتَتَضَاعَفَ أُجُورُهُم ،،
أَلا فَلْنَجتَهِدْ في هَذِهِ العَشرِ طَلَبًا لِلَيلَةِ القَدرِ كَمَا كَانَ نَبِيُّنَا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَفعَلُ ، وَلْنُضَاعِفِ العَمَلَ وَلْنَستَكثِرْ مِنَ الخَيرِ ، وَلْنَتَقَرَّبْ إِلى الله وَلْنُكثِرْ مِنَ دُّعَائِهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيهِ ، وَلا سِيَّمَا بما وَرَدَ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : قُلتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيتَ إِن وَافَقتُ لَيلَةَ القَدرِ مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : " قُولي : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فَاعفُ عَنِّي " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ " إِنَّا أَنزَلنَاهُ في لَيلَةِ القَدرِ . وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ . لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ . تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ "
وَقَد وَرَدَت أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ وَأَقوَالٌ عَنِ الصَّحَابَةِ في تَعيِينِ لَيلَةِ القَدرِ ، غَيرَ أَنَّهَا لا تَخرُجُ عَنِ العَشرِ الأَوَاخِرِ ، وَقَدِ اختَلَفَ العُلَمَاءُ لِذَلِكَ في تَعيِينِهَا ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ مِنَ الحَزمِ وَالعَقلِ بَل وَمِن حُسنِ التَّوفِيقِ ، أَن يَحرِصَ المُؤمِنُ الحَصِيفُ عَلَى أَلاَّ يُفَوِّتَ مِنَ العَشرِ لَيلَةً وَاحِدَةً ، فَإِنَّهُ إِن فَعَلَ ذَلِكَ مُتَحَرِّيًّا لِلخَيرِ مُتَلَمِّسًا لِلأَجرِ ، فَسَيُوَافِقُ لَيلَةَ القَدرِ ، فَلَيسَ مِن شَرطِ إِدرَاكِهَا وَنَيلِ أَجرِهَا أَن يَعلَمَ بها ، بَل إِنَّ في إِخفَائِهَا عَنِ العِبَادِ حِكَمًا عَظِيمَةً وَلا شَكَّ ، وَمِن أَعظَمِهَا أَن يَجتَهِدَ المُسلِمُونَ في طَلَبِهَا وَيَجِدُّوا في تَحَرِّيهَا فَتَكثُرَ أَعمَالُهُم وَتَتَضَاعَفَ أُجُورُهُم ،،
أَلا فَلْنَجتَهِدْ في هَذِهِ العَشرِ طَلَبًا لِلَيلَةِ القَدرِ كَمَا كَانَ نَبِيُّنَا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَفعَلُ ، وَلْنُضَاعِفِ العَمَلَ وَلْنَستَكثِرْ مِنَ الخَيرِ ، وَلْنَتَقَرَّبْ إِلى الله وَلْنُكثِرْ مِنَ دُّعَائِهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيهِ ، وَلا سِيَّمَا بما وَرَدَ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : قُلتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيتَ إِن وَافَقتُ لَيلَةَ القَدرِ مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : " قُولي : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فَاعفُ عَنِّي " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ " إِنَّا أَنزَلنَاهُ في لَيلَةِ القَدرِ . وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ . لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ . تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ "
عُفَ أَحَدُكُم أَو عَجَزَ فَلا يُغلَبَنَّ عَلَى السَّبعِ البَوَاقِي "
وَقَد وَرَدَت أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ وَأَقوَالٌ عَنِ الصَّحَابَةِ في تَعيِينِ لَيلَةِ القَدرِ ، غَيرَ أَنَّهَا لا تَخرُجُ عَنِ العَشرِ الأَوَاخِرِ ، وَقَدِ اختَلَفَ العُلَمَاءُ لِذَلِكَ في تَعيِينِهَا ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ مِنَ الحَزمِ وَالعَقلِ بَل وَمِن حُسنِ التَّوفِيقِ ، أَن يَحرِصَ المُؤمِنُ الحَصِيفُ عَلَى أَلاَّ يُفَوِّتَ مِنَ العَشرِ لَيلَةً وَاحِدَةً ، فَإِنَّهُ إِن فَعَلَ ذَلِكَ مُتَحَرِّيًّا لِلخَيرِ مُتَلَمِّسًا لِلأَجرِ ، فَسَيُوَافِقُ لَيلَةَ القَدرِ ، فَلَيسَ مِن شَرطِ إِدرَاكِهَا وَنَيلِ أَجرِهَا أَن يَعلَمَ بها ، بَل إِنَّ في إِخفَائِهَا عَنِ العِبَادِ حِكَمًا عَظِيمَةً وَلا شَكَّ ، وَمِن أَعظَمِهَا أَن يَجتَهِدَ المُسلِمُونَ في طَلَبِهَا وَيَجِدُّوا في تَحَرِّيهَا فَتَكثُرَ أَعمَالُهُم وَتَتَضَاعَفَ أُجُورُهُم ،،
أَلا فَلْنَجتَهِدْ في هَذِهِ العَشرِ طَلَبًا لِلَيلَةِ القَدرِ كَمَا كَانَ نَبِيُّنَا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَفعَلُ ، وَلْنُضَاعِفِ العَمَلَ وَلْنَستَكثِرْ مِنَ الخَيرِ ، وَلْنَتَقَرَّبْ إِلى الله وَلْنُكثِرْ مِنَ دُّعَائِهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيهِ ، وَلا سِيَّمَا بما وَرَدَ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : قُلتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيتَ إِن وَافَقتُ لَيلَةَ القَدرِ مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : " قُولي : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فَاعفُ عَنِّي " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ " إِنَّا أَنزَلنَاهُ في لَيلَةِ القَدرِ . وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ . لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ . تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، رَوَى البُخَارِيُّ عَن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ خَرَجَ يُخبِرُ بِلَيلَةِ القَدرِ ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ المُسلِمِينَ ، فَقَالَ : " إِنِّي خَرَجتُ لأُخبِرَكُم بِلَيلَةِ القَدرِ ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَت ، وَعَسَى أَن يَكُونَ خَيرًا لَكُم ، التَمِسُوهَا في السَّبعِ وَالتِّسعِ وَالخَمسِ "
هَذَا الحَدِيثُ الصَّحِيحُ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ حَرِيٌّ أَن يَقِفَ كُلُّ مُسلِمٍ عِندَهُ وَقفَةَ تَأَمُّلٍ طَوِيلَةً ، وَأَن يُنعِمَ النَّظرَ فِيهِ وَيَتَفَكَّرَ في مَضمُونِهِ ، فَبِسَبَبِ رَجُلَينِ تَخَاصَمَا في المَسجِدِ حُرِمَتِ الأُمَّةُ العِلمَ بِلَيلَةِ القَدرِ ، نَعَم ـ أَيُّهَا الإِخوَةُ ـ بِسَبَبِ رَجُلَينِ فَقَطْ حُرِمَتِ الأُمَّةُ هَذَا الخَيرَ ، فَمَا الحَالُ وَقَد كَثُرَ في المُجتَمَعِ المُتَلاحُونَ حَتى لا يَكَادُ يَخلُو مِنهُم مَسجِدٌ وَلا بَيتٌ وَلا سُوقٌ ؟
أَلا يَخشَى أُولَئِكَ المُتَخَاصِمُونَ المُتَقَاطِعُونَ أَن يُمنَعُوا التَّوفِيقَ لِقِيَامِ هَذِهِ اللَّيلَةِ وَيُحرَمُوا إِدرَاكَهَا ؟
ثم أَلا يَخشَونَ إِن أَدرَكُوهَا أَلاَّ يُرفَعَ عَمَلُهُم كَمَا وَرَدَت بِذَلِكَ الأَحَادِيثُ الأُخرَى ؟
أَفَلا يَجعَلُونَ هَذِهِ العَشرَ بِدَايَةً لِلتَّصَالُحِ وَالتَّوَاصُلِ ونِهَايَةً لِلتَّلاحِي وَالتَّخَاصُمِ ؟
فَلْنُصلِحْ قُلُوبَنَا وَلْنَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَلْنَسأَلْهُ التَّوفِيقَ وَالإِعَانَةَ ، وَلْنَستَعِذْ بِاللهِ مِنَ العَجزِ وَالكَسَلِ ، وَلْنَحذَرْ عَدُوَّنَا اللَّدُودَ الشَّيطَانَ ؛ فـ" إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ " وَلْنَتَجَنَّبِ المَعَاصِيَ كُلَّهَا صَغِيرَهَا وَكَبِيرَهَا ظَاهِرَهَا وَبَاطِنَهَا ، فَإِنَّهَا سَبَبُ كُلِّ بَلاءٍ وَجَالِبَةُ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَمَانِعَةٌ مِنَ كُلِّ خَيرٍ وَحَارِمَةٌ مِنَ التَّوفِيقِ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، هَلْ فِينَا مَن لا يُرِيدُ العِتقَ مِنَ النَّارِ ؟
هَل فِينَا مَن لا يَطمَعُ في الجَنَّةِ ؟
أَلا نُحِبُّ أَن يَغفِرَ اللهُ لَنَا ؟
أَيَدَّعِي العَقلَ امرؤٌ ثم يُفَرِّطَ في قِيَامِ لَيلَةٍ ثَوَابُهَا أَكثَرُ مِن عَمَلِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ؟
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ التَّوفِيقَ يَا رَحمَنُ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الخِذلانِ وَالحِرمَانِ ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادَتِكَ .
وَقَد وَرَدَت أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ وَأَقوَالٌ عَنِ الصَّحَابَةِ في تَعيِينِ لَيلَةِ القَدرِ ، غَيرَ أَنَّهَا لا تَخرُجُ عَنِ العَشرِ الأَوَاخِرِ ، وَقَدِ اختَلَفَ العُلَمَاءُ لِذَلِكَ في تَعيِينِهَا ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ مِنَ الحَزمِ وَالعَقلِ بَل وَمِن حُسنِ التَّوفِيقِ ، أَن يَحرِصَ المُؤمِنُ الحَصِيفُ عَلَى أَلاَّ يُفَوِّتَ مِنَ العَشرِ لَيلَةً وَاحِدَةً ، فَإِنَّهُ إِن فَعَلَ ذَلِكَ مُتَحَرِّيًّا لِلخَيرِ مُتَلَمِّسًا لِلأَجرِ ، فَسَيُوَافِقُ لَيلَةَ القَدرِ ، فَلَيسَ مِن شَرطِ إِدرَاكِهَا وَنَيلِ أَجرِهَا أَن يَعلَمَ بها ، بَل إِنَّ في إِخفَائِهَا عَنِ العِبَادِ حِكَمًا عَظِيمَةً وَلا شَكَّ ، وَمِن أَعظَمِهَا أَن يَجتَهِدَ المُسلِمُونَ في طَلَبِهَا وَيَجِدُّوا في تَحَرِّيهَا فَتَكثُرَ أَعمَالُهُم وَتَتَضَاعَفَ أُجُورُهُم ،،
أَلا فَلْنَجتَهِدْ في هَذِهِ العَشرِ طَلَبًا لِلَيلَةِ القَدرِ كَمَا كَانَ نَبِيُّنَا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَفعَلُ ، وَلْنُضَاعِفِ العَمَلَ وَلْنَستَكثِرْ مِنَ الخَيرِ ، وَلْنَتَقَرَّبْ إِلى الله وَلْنُكثِرْ مِنَ دُّعَائِهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيهِ ، وَلا سِيَّمَا بما وَرَدَ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : قُلتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيتَ إِن وَافَقتُ لَيلَةَ القَدرِ مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : " قُولي : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فَاعفُ عَنِّي " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ " إِنَّا أَنزَلنَاهُ في لَيلَةِ القَدرِ . وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ . لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ . تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، رَوَى البُخَارِيُّ عَن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ خَرَجَ يُخبِرُ بِلَيلَةِ القَدرِ ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ المُسلِمِينَ ، فَقَالَ : " إِنِّي خَرَجتُ لأُخبِرَكُم بِلَيلَةِ القَدرِ ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَت ، وَعَسَى أَن يَكُونَ خَيرًا لَكُم ، التَمِسُوهَا في السَّبعِ وَالتِّسعِ وَالخَمسِ "
هَذَا الحَدِيثُ الصَّحِيحُ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ حَرِيٌّ أَن يَقِفَ كُلُّ مُسلِمٍ عِندَهُ وَقفَةَ تَأَمُّلٍ طَوِيلَةً ، وَأَن يُنعِمَ النَّظرَ فِيهِ وَيَتَفَكَّرَ في مَضمُونِهِ ، فَبِسَبَبِ رَجُلَينِ تَخَاصَمَا في المَسجِدِ حُرِمَتِ الأُمَّةُ العِلمَ بِلَيلَةِ القَدرِ ، نَعَم ـ أَيُّهَا الإِخوَةُ ـ بِسَبَبِ رَجُلَينِ فَقَطْ حُرِمَتِ الأُمَّةُ هَذَا الخَيرَ ، فَمَا الحَالُ وَقَد كَثُرَ في المُجتَمَعِ المُتَلاحُونَ حَتى لا يَكَادُ يَخلُو مِنهُم مَسجِدٌ وَلا بَيتٌ وَلا سُوقٌ ؟
أَلا يَخشَى أُولَئِكَ المُتَخَاصِمُونَ المُتَقَاطِعُونَ أَن يُمنَعُوا التَّوفِيقَ لِقِيَامِ هَذِهِ اللَّيلَةِ وَيُحرَمُوا إِدرَاكَهَا ؟
ثم أَلا يَخشَونَ إِن أَدرَكُوهَا أَلاَّ يُرفَعَ عَمَلُهُم كَمَا وَرَدَت بِذَلِكَ الأَحَادِيثُ الأُخرَى ؟
أَفَلا يَجعَلُونَ هَذِهِ العَشرَ بِدَايَةً لِلتَّصَالُحِ وَالتَّوَاصُلِ ونِهَايَةً لِلتَّلاحِي وَالتَّخَاصُمِ ؟
فَلْنُصلِحْ قُلُوبَنَا وَلْنَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَلْنَسأَلْهُ التَّوفِيقَ وَالإِعَانَةَ ، وَلْنَستَعِذْ بِاللهِ مِنَ العَجزِ وَالكَسَلِ ، وَلْنَحذَرْ عَدُوَّنَا اللَّدُودَ الشَّيطَانَ ؛ فـ" إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّما سُلطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ " وَلْنَتَجَنَّبِ المَعَاصِيَ كُلَّهَا صَغِيرَهَا وَكَبِيرَهَا ظَاهِرَهَا وَبَاطِنَهَا ، فَإِنَّهَا سَبَبُ كُلِّ بَلاءٍ وَجَالِبَةُ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَمَانِعَةٌ مِنَ كُلِّ خَيرٍ وَحَارِمَةٌ مِنَ التَّوفِيقِ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، هَلْ فِينَا مَن لا يُرِيدُ العِتقَ مِنَ النَّارِ ؟
هَل فِينَا مَن لا يَطمَعُ في الجَنَّةِ ؟
أَلا نُحِبُّ أَن يَغفِرَ اللهُ لَنَا ؟
أَيَدَّعِي العَقلَ امرؤٌ ثم يُفَرِّطَ في قِيَامِ لَيلَةٍ ثَوَابُهَا أَكثَرُ مِن عَمَلِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ؟
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ التَّوفِيقَ يَا رَحمَنُ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الخِذلانِ وَالحِرمَانِ ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادَتِكَ .