كلما رأيتُ شيخاً كبيراً قعد به الزمن في آخر عمره..
أدركتُ كم هي حاجتنا لاستثمار أيام الشباب.
[ بوح المشاعر، ص٩٩، @Malfala7i ]
أدركتُ كم هي حاجتنا لاستثمار أيام الشباب.
[ بوح المشاعر، ص٩٩، @Malfala7i ]
إن صاحب القرآن تلاوة وحفظا وتدبرا واستشفاء من أكثر الناس عافية وألذهم عيشا وأعظمهم أنسا وألطفهم نفسا وأقواهم معرفة ووعيا وأقربهم للحياة، ولا أعرف شيئا يداني هذا المعنى أو يقاربه البتة، وفرق بين ما يقال، وبين ما يجري تجربة وواقعا وتطبيقا.
[ القرآن وصناعة الدهشة، ص٢٣، @Malfala7i ]
[ القرآن وصناعة الدهشة، ص٢٣، @Malfala7i ]
﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة﴾
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر ولا تدعوهم هملاً فتأكلهم النار يوم القيامة.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر ولا تدعوهم هملاً فتأكلهم النار يوم القيامة.
مدهشة تلك الأسر التي لا يكاد يغيب أبناؤها عن المساجد في كل صلاة ولا فرق عند تلك الأسر بين أيام الدوام والإجازات، وإذا أدركنا الغاية التي خلقنا لأجلها والآخرة التي سنقف فيها بين يدي الله تعالى تجلّت هذه الحقيقة في مثل هذه الصور، ووا أسفاه على أسر أشبه ما تكون بالجثث الموتى تنام وتستيقظ، وأعظم أركان الإسلام في آخر سلّم الأولويات والاهتمامات.
ثمة أشخاص تخالطهم فتتعلّم منهم عظمة الصلاة في نفوسهم ووضوح رؤيتهم ونضالهم على أولوياتهم فإذا أذن المؤذن أوقف اجتماعه بك، وقطع كل صلاته بالعوارض لأجلها، وأقبل على أدهش قضية في الدنيا كلها، وأناس تعود مريضاً من لقائك بهم لما ترى من التهاون فيها والتأخر في وقتها والتساهل في جماعتها،ومن هاتت عليه صلاته فلا مفروح به في شيء.
كلما رأيت ضياعاً في البيوت وتهاوناً في تعظيم شعائر الله تعالى وفوضى في الأولويات وضياعاً لأعظم القيم والأهداف تذكرت وصيته صلى الله عليه وسلم للأزواج (فاظفر بذات الدين تربت يداك) !
إذا أردت أن تعرف الفرق فانظر لبيتين : الأول يجل أبناؤه الصلاة،ومتفوقون في حلق التحفيظ، ومنظرهم مدهش نظافة وخلقاً وانتظاماً في مدارسهم، وبيوت متخلفة عن المساجد، ولا علاقة لها بحلق التحفيظ، ومناظر الأبناء في المدارس تقتل فيك كل صور الجمال.
إذا أردت أن تعرف الفرق فانظر لبيتين : الأول يجل أبناؤه الصلاة،ومتفوقون في حلق التحفيظ، ومنظرهم مدهش نظافة وخلقاً وانتظاماً في مدارسهم، وبيوت متخلفة عن المساجد، ولا علاقة لها بحلق التحفيظ، ومناظر الأبناء في المدارس تقتل فيك كل صور الجمال.
تقدم لوظيفة فطلبوا منه سيرته الذاتية فكتب فيها كل شيء ، ونسي أن يكتب (ما زلت متخلفاً عن صلاة الجماعة من سنوات، ولم أنتظم فيها بعد)
فإن نجح من خلال تلك السيرة فسيكون السطر الذي نسيه هو الذي سيناقش فيه في أول لقاء له بين يدي ربه في عرصات القيامة، فليكن ذلك منه على بال.
فإن نجح من خلال تلك السيرة فسيكون السطر الذي نسيه هو الذي سيناقش فيه في أول لقاء له بين يدي ربه في عرصات القيامة، فليكن ذلك منه على بال.
كان يدعوني لجلسة الشاي في مساء كل أسبوع ويتعاهدتي في الأيام البيض برسالة عن القمر ولياليه ومباهجه وأنا أمنّيه أنني سأخرج معه قريباً وفاته أنني أطارد واحداً من أبهج مشاريعي وأبذل له خمسة عشر ساعة في كل يوم، وعثر علىّ هذا المساء في مناسبة اجتماعية واقتادني من الطريق إلى استراحته تاركاً ذلك المشروع وما بقي من أهدافه اليومية، وما تصنع بأصدقاء الروح في عرض الطريق!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذه وجهة نظر صديقي للعاكفين على مشاريعهم!!
صديقي البارحة كثيراً ما قال لي ليلة واحدة توقف فيها أهدافك لا تؤثر على مشروعك،، وفطرت اليوم مع أحد العمال وكان يحاول جاهداً أن آكل كل ما جاء به وحين اعتذرت منه بلطف قال لي لك أن تتجاوز اليوم في وجبتك ثم تعود لنظامك،وزميلك يحاول بكل ما يملك أن يكسر عاداتك لتسافر معه للخارج مرة واحدة، وكل يحاول أن يغريك بالتمرد على عاداتك وقناعاتك، وفي المقابل تشتهي من يحرّضك على بناء عادة جديدة،أو التمسك بقيمة مؤثرة، أو التحلّق حول فكرة ملهمة فلا تكاد تجد من يغريك بالجمال.
تذكّر في كل مرة أن ابتساماتك الجميلة ومواقفك الإيجابية، وعطاءاتك الكثيرة لن تضيع يوماً من الدهر،ستظل بلسماً للجروح، وملهماً للأرواح، وضوءاً يدفع عنا ظلام الليل ومشكلات الدهر وملمات الزمان، وتطل بنا في ذات الوقت على مباهج الفجر ومشاهد الجمال ومفاتن الربيع،وستبقى ياصديقي ذكرى مدهشة ما بقيت بنا الأيام ، وعند الله لك أوفر الجزاء !
واشوقاه للذين يكفكفون دمعك ، ويمسحون جراحك، ويداون كدر الأيام من قلبك وروحك!
واشوقاه للذين يكفكفون دمعك ، ويمسحون جراحك، ويداون كدر الأيام من قلبك وروحك!
بنا شوق يارفاق للذين يحسنون العمل ويلازمون الثغور ويمسكون برايات المشاريع ويرفضون التخلي عنها مهما كانت ظروف الزمان، ويفعلون كل ذلك وقلوبهم مليئة بالفأل والأمل وأن صبح الأفراح قاب قوسين أو أدنى من واقع الحياة.
يارفاق الروح:
تذكروا أن ملازمتكم للثغور، وتحلّقكم حول المشاريع، ونضالكم من أجل الغايات الكبرى هو الذي يصنع لكم الذكريات الملهمة في الدارين، وما عدا ذلك فليس من أعماركم على الإطلاق.
يارفاق الروح:
تذكروا أن ملازمتكم للثغور، وتحلّقكم حول المشاريع، ونضالكم من أجل الغايات الكبرى هو الذي يصنع لكم الذكريات الملهمة في الدارين، وما عدا ذلك فليس من أعماركم على الإطلاق.
مدهش إلى أقصى مدى مشهد تلك المرأة التي رغم ظروفها والتزاماتها ما تزال متحلّقة حول مشروعها وفكرتها، وملازمة لثغرها، وتبذل كل يوم لدينها ومنهجها (من خلال تعليم كتاب الله تعالى، أو تربية وتأهيل أبنائها، أو البذل في محاضن العلم والتربية ، أو من خلال دورها الدعوي والاجتماعي) وقررت أن تكون وصلاً للحياة، وجزءاً من الربيع، وبعضاً من مشاهد الجمال، ومن حولها يتحدث عن المشكلات وهي تبني مشاهد للجمال والإبداع.
وا أسفاه على رجل فراغه أكثر من شغله، وهمومه لاتسقي من حوله شربة ماء، ومرابط على شهواته وملذاته، ويصبح ويمسي وليس لديه مشروع يحركه، ولا فكرة تأسره، ولا قضية يصنع من خلالها الفأل في واقعه، وثغور العمل تنتظره وما زال في ساحات الفراغ!
وا أسفاه على أرواح لا حظ لها في المشاريع، وعلى قلوب لا تشاركك هموم الجادين في ساحات الحياة.
وا أسفاه على أرواح لا حظ لها في المشاريع، وعلى قلوب لا تشاركك هموم الجادين في ساحات الحياة.
في مثل هذا الزمان الذي تتغيّر فيه القناعات، وتتبدل فيه الآراء، وتنقلب فيه المواقف، وتتبعثر فيه المفاهيم يدهشك أولئك الثابتون على الطريق كما هم تماماً منذ شرقت شمس الهداية على قلوبهم وما زادتهم الأيام إلا شغفاً بمشاريعهم وتركيزاً على ثغورهم وعطاء ووهجاً لدينهم ويطول زمان الفتن في واقعهم ويطول في المقابل زمان الفأل والأمل في قلوبهم ومشاعرهم وبمثل هؤلاء تزدان الحياة في قلوب العالمين.
لا أعلم متعة في حياتي كلها أعظم ولا أدهش على قلبي ومشاعري بعد الهداية من علاقتي بكتاب الله تعالى (حفظاً وتفسيراً وتدبراً) ولو حدثتك ما بقي من عمري عن لحظات الورد الذي لا أنظر فيه للمصحف، والأوقات التي أقضيها في مساحات التفسير والتدبر لما أوصلت إليك بعضاً من الأفراح التي تزدلف في قلبي ومشاعري، والمشهد ياصديقي فوق ما أصف ومثله تتقاصر الحروف والكلمات عن نقله وعرضه وتصويره كما هو، وفرق بين موقف تعرض فيه حالاً، وتجربة تحس وتذاق في كل لحظة من عمر إنسان.
مات ابن كثير رحمه الله تعالى في شعبان سنة (٧٧٤) وكان عمره (٧٣) عاماً قال رحمه الله تعالى وهو يؤلف كتابه (جامع المسانيد) لا زلت في الليل والسراج ينونص حتى ذهب بصري معه. وكان رحمه الله قد ذهب بصره قبل وفاته بسنوات وأبقى الله تعالى بصيرته وأحيا الله تعالى به أمماً من العالمين، وهذه القصاصة وهو في الطريق إلى أعظم المشاريع التي كتبها للأمة في زمانه.
قابلته هذا المساء في غاية سروره، قلت له ما هذا السرور على وجهك؟ فقال لي : بدأت ختمتي الأسبوعية وكنت أعاني من تفلت الورد اليومي وأجزاء من القرآن ثم ما زلت مستمراً حتى فتح الله تعالى علىّ حتى أني أعود لختمتي في الأسبوع الآخر وكأنني قرأتها كلها مجتمعة البارحة، هذا أفراحي ياصديقي التي تبدت لك حينما رأيتني، وصدق من قال يوماً أن الورد المستمر وكثرة المراجعة مفضية بصاحبها للأفراح!
كل الذين يتوفون في زمانك يهرع الناس بعد وقاتهم إلى تاريخهم وسجلاتهم وإنتاجهم ومشاريعهم إن وجدوا شيئاً وأعادوا بها ذكرياته في العالمين، وكم من مخبوء أُخرج في مشاهد تلك الوفاة، ومن فقهك وكمال عقلك أن تترك وراءك ما يحيي ذكرك ويمد في أثرك ويصنع لك أماني ذلك الكبير (واجعل لي لسان صدق في الآخرين)
قال لي : سأقول لك سراً ما بحت به لأحد من قبلك: كنت أعاني من فوضى وضياع أوقات وعدم تركيز، وهدر في مالي، وبيتي ليس كما أريد حتى أقبلت على الصلاة ويممت وجهي إلى الله تعالى فرتبت صلاتي انضباطاً وتبكيراً وخشوعاً فأجرى الله تعالى علىّ الخيرات وأغاثني بالطمأنينة وبارك لي في وقتي ومالي وبيتي وأبشرك في قلبي من الأفراح، وفي حياتي من التوفيق ما لا عهد لي به من زمان طويل، وما كنت أدري أن الصلاة تصنع كل هذا حتى جربت بنفسي فوجدت في النهاية كل شيء.