( بوح )
10.7K subscribers
1.1K photos
206 videos
4 files
708 links
في رحاب الأفكار والمفاهيم ندق جرس الذكرى ونصنع مباهج التغيير .
Download Telegram
قالت ذات يوم من تفقه الطريق إلى الله تعالى : إذا غضب زوجي بمزاجه تركته وتوجهت لسجادتي وأقبلت على الله تعالى وأكثرت من الحوقلة والله ثلاثاً ما يأتي المساء إلا وهو بين يدي يعتذر عن ما حدث وتعود الحياة، وتقول : أيظن أني لا أعرف الطريق ؟
كلا ! قد قالها الأول : من أصلح ما بينه وبين الله تعالى أصلح ما بينه وبين المخلوقين.
يا أيها الآباء ، ويا أيها الأزواج، ويا أصحاب المشاريع : إذا ضاق بكم الحال، وكثرت في حياتكم العقبات، وزادت عليكم شُقة الطريق، وتعسرت بعض أموركم فيمموا وجوهكم إلى الله تعالى، أصلحوا ما بينكم وبينه، وعبّدوا الطريق إليه بإمعان، واصنعوا خلوات وخبايا صالحة، ولازموا أوقات الإجابة وألحوا في الدعاء، وثقوا أنكم ستخوضون الربيع بقلوبكم ومشاعركم وستجري مشاهد النعيم في حياتكم إلى أقصى مدى، أما قال الله يارفاق ﴿من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ﴾ فدونكم الحياة.
فإن قالت فتاة يوماً من الزمان : أما والله إني صالحة وفي الطريق إليه منذ عرفت نفسي وما وأغلق باب في وجهي إلا وأدمنت القرع على باب الله تعالى إلا أنني وجدت ما لا يعرف الحياة ولا يقدّر شأن الزوجية فأقول لها هذا أصل الطريق وبدايته وأوله وآخره ثم لا تنس الأسباب فهي من الطريق إلى الله تدربي وتأهلي على أن تعصفي بمشاعره وتستلبي قلبه وتبعثي في روحه ألف معنى للجمال، ثم إن لم تجد مع كل ذلك ما تأملين فاللهم لا عيش إلا عيش الآخرة.
تخلّص من السلبيين من حولك، فِرّ من تلك البيئات والصداقات التي لا تحدثك إلا عن الظلام والظروف الصعبة والأزمات، فرّغ مشاعرك من الهزيمة، وسوء الحظ، وتعثّر الظروف، لا تسمح لنفسك أن تخالط الفارغين والكسالى، كوّن صداقات فاعلة، واختر من يبعث همومك للمشاريع الجادة، ويكسر من فكرك حواجز الأوهام، لا تستسلم ولو سقطت ألف مرة، وتذكّر أن الإخفاقات المتكررة تصنع أرضاً صلبة للصعود من جديد.
فقط ياصديقي : انبهر بما تملك حتى لو كان في نظرك بسيطاً، حدّق بعمق في مساحات الجمال التي تجدها في نفسك، ركّز على المدهش في حياتك، قرر ألا تلتفت إلا لما يشبع نهمك ويملأ روحك ومشاعرك وتستطيع في ذات الوقت أن تجعله جزءاً منك، تذكّر وأنت في بيتك أو في سفرك، أو في رحاب فكرتك ومشروعك أنك نسيج من الجمال لا يشبه غيرك، كن ياصديقي قطعة من ربيع، ومساحة من الجمال، وبعضاً من مشاهد الفجر، وفألاً في قلوب العالمين، ودع العالم من حولك يشرب حتى يروى من فألك وأملك، ويشبع من أفكارك ومفاهيمك، ويحلّق زماناً من العمر على أفراح روحك وهتاف مشاريعك، واصنع إدهاشاً يبقى ذكرى في قلوب العالمين.
غبّر قدمك في صباح يوم الجمعة، وبكّر لمشاهد التوفيق، وتحلّق حول كل معنى يصنع لك الحياة في الدارين وقد قال نبيك صلى الله عليه وسلم (من بكّر وابتكر، وغسّل واغتسل، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها) ولو أنك حسبت خطوك من بيتك إلى الجامع وعددته على أصابع يدك وتأملت أنك قضيته صائماً قائماً لما طاب لك مقام في بيتك وهذه الأفراح تختال في فجر الجمعة من كل أسبوع بين يديك.
تعرض لفشل كلوي وعانى منه زماناً ثم كتب في وسائل التواصل الاجتماعي رغبته في متبرع بكليته فإذا بمتصل لا علاقة له به يخبره برغبته في التبرع له وتجري التحاليل ويتم التبرع دون سابق معرفة أو مقابل مادي سوى رغبة المتبرع فيما عند الله تعالى، وأنا هنا لا أحدثك عن قصة خيالية وإنما أسرد لك واقعاً معاشاً حتى تعلم أن الله تعالى إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه وأجرى أحداثه دون عناء، وتدرك في المقابل أن الدنيا التي تثقلك بهمومها لا تمثل عند آخرين شيئاً، فتحرر من أوهامك وتخفف من هموم دنياك تعش سالماً من أثقال الطريق.
لحقائق التي تقرؤها في الوحي لا تحتاج إلى تجربة، يقينك بها وتشبعك منها وصدقك في تمثلها سيجري لك أحداثها أعجل ما تكون، قال لي صديقي ذات يوم: ما أكثر ما قرأت هذه الحقيقة في كتاب الله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) ولم أر لها صوراً واقعية زماناً من عمري حتى يممت وجهي للقرآن،وجلسة الضحى،والتبكير للجمعة، وملازمة ساعتها في المسجد،وكثرة الصدقة، والإلحاح في الدعاء، وقيام الليل وعزمت على عدم التخلّف عنها مهما كانت عوارض الطريق فتحول ذلك العناء إلى أفراح وانقلبت حياتي مسرات،وذقت نعيماً ما عشته من سنوات، وأدركت أن حقائق الوحي لا تحتاج إلا يقين القلوب وصبر الأيام الطوال ثم تجري لك الحياة.
يريد أن يحفظ القرآن ولا يهبه إلا فتات الأوقات، ويدعي أنه حريص على بناء عادة القراءة ولا علاقة له بالكتاب، ويسأل عن لذة الصلاة وهو لم يدرك تكبيرة إحرامها من زمان طويل، وما أكثر ما يقول ما وجدت فكرة ولا مشروعاً يلامس شغاف قلبي ولم يجرّب يوماً عراك الأفكار الملهمة ومشاريع التحديات.
ياصديقي:
إذا كنت صادقاً في الطلب، وجاداً في الطريق، وعازماً على الوصول فهب لما تريد قلبك ومشاعرك وهمك وتفكيرك ومالك ووقتك ثم حدثنا بعد ذلك كيف ذقت الحياة!
الجادون كمثال في حفظ كتاب الله تعالى تجدهم يدفعون لهذا المشروع من ثلاث إلى خمس ساعات يومية كحد أدنى، ولا يعرفون صاحب تجربة إلا زاروه أو تواصلوا معه، ويقضون زماناً من أعمارهم على اليوتيوب كمثال يبحثون عن الأفكار والتجارب، ويقرؤون ويسمعون ويشاهدون من أجل تلك الأمنية حتى يكوّنوا ثقافة ضخمة عن تلك الأمنية، ثم إذا اجتمعت بهم في مكان لا يتحدثون إلا في همومهم وشغفهم ومشاريعهم وتحدياتهم، وهم مع هذا وذاك أشح الناس بالأوقات، ومن رام هذه الأمنية بغير ما قلت له فليحدثنا بعد زمان من عمره كيف كانت تجربته مع الأوهام.
(الذكاء الصناعي)
يوجه لك رسالة
يقول لك فيها
(هذا أنت)
إذا رآك تقضي
وقتاً على فكرة
أو مشهداً زاد
من صور عرضه
عليك في المرات
القادمة في كل
وسائل التواصل
فانظر من أنت ؟
ما أعجب هذه القلوب!
إذا أحبت بقيت على
الأبواب زماناً تنتظر
كلمة ورسالة وسؤالاً
وإذا كُسرت عاشت
زماناً تعيد قصة
ذلك الكسر!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ما العمر إن لم تكتنفه مآثر
‏يثنى عليك بها مدى الأيام!!
قابلت أحد المشايخ المصريين الفضلاء ضابط لكتاب الله تعالى ويجيز في القراءات العشر فأدرت معه نقاشاً تبين لي أن زوجتيه وأبناءه ذكوراً وإناثاً يحفظون كتاب الله تعالى بالقراءات العشر،وأن مشروعه تعليم كتاب الله تعالى، ومن حين يصبح إلى أن يمسي وهو في رحاب هذا المشروع لا يتوقف عن تعليمه إلا حين يكون نائماً أو يصلي (رسالة في شغف المشاريع والولاء لها)
سألت ذلك الشيخ المبارك الضابط لكتاب الله تعالى كيف حفظ وضبط ؟ وما ورده اليومي من كتاب الله تعالى ؟ فقا لي : حفظت متأخراً على مشارف الثلاثين من عمري وفي ستة أشهر ثم انشغلت به خلال سنة كاملة وكنت أختمه في مرات يومياً ووضعت قواعد من عندي للمتشابهات، وليس لي فيه ورد يومي سوى ما أسمّعه لطلابي، ومن عشرين سنة لم أفتح مصحفاً ولو تركته زماناً ثم عدت إليه ما وجدت في ذلك أدنى صعوبة ( رسالة في صناعة التحديات)
حين تلقى في طريقك طالب علم مركّز إلى أقصى مدى، وقدوة مدهشة في حفظ وضبط وتعليم كتاب الله تعالى كمثال، وترى جموعاً عاكفة على مشاريعها ومرابطة على ثغورها تتبدّى لك في المقابل صور أخرى مقابلة لطاقات تملك عقولاً وأوقاتاً ثم تهدرها في ربوع وسائل التواصل الاجتماعي، واللقاءات الفارغة، ومتابعة مقاطع الفوضى، ورصد أخبار الساحة حتى أنك تتفاجأ أن ترى طالب علم وصاحب هم يحدثك في جلسة واحدة عن قصص وأحداث ونكات تلك الوسائل مجتمعة، ولا تُعرض قضية عالمية إلا شارك فيها وأدلى بدلوه ضمن دلاء الفارغين.
آمن يا صديقي أنك تملك كل مقومات النجاح، والتوفيق والإبداع، ولديك من القدرات والطاقات والإمكانات ما تستطيع أن تبهج به العالمين، ويمكنك أن تكون ذكرى صالحة ما بقيت الحياة (تفاءل، واختر مشروعاً يناسبك، وركّز، وكن على علاقة متينة بالكتاب) وحدثنا بعد زمان كيف استطعت أن تصعد الجبل ؟ وكيف بنيت مجداً تتشوّف له الأجيال ؟ دعنا ياصديقي من أعذار الكسالى واسلك بنا طريق المعالي في ساحات الحياة!
لأول مرة في حياتي آكل البطيخ ببذوره السوداء لأن الدكتور أحمد العمار قال : ويفضّل أكله مع حبوبه السوداء فهي عالية بالحديد، حيث تحتوي شريحة الحبحب الواحدة (٧٠ ملقم) حديد، وسألت الدكتور فهد الخضيري عن صحة ذلك فقال صحيح مع حبوبه وبذوره ، أما قلت لكم يارفاق أن الأفكار والمفاهيم والتصورات أخطر ما يؤثّر في حياتنا، عشت عمري كله وأنا أطارد تلك البذور وأراها ضارة وهذا المساء أتتبعها وآكلها رغبة في آثارها الصحية !!
لو رأيتني وأنا في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك (١٤٤٥) أكابد قاعدة مؤلفاتي القادمة حول كتاب الله تعالى وأفسر القرآن سورة سورة وآية آية وكلمة كلمة وخرجت العشر الأواخر من رمضان وأنا في رحاب سورة الأنعام، وأتأمل هذا المساء الثالث عشر من شهر ذي القعدة من ذات العام (١٤٤٥) وأنا في رحاب سورة الروم، وأتوق إلى ليلة التمام والكمال في خواتيم سورة الناس، وما زلت أقول لكم يارفاق كل الطرق التي تبدأ فيها خطواتكم الأولى وتصبرون على طولها تبلغون فيها النهايات يوماً ما، فيارب تلك الليلة التي نقف فيها على بعض مشاهد النعيم.
كم مرة قرأت هذا الحديث ؟ وكم مرة تفاعلت معه في حياتك ؟ في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم (من تصدّق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربّيها لصاحبها كم يربّي أحدكم فَلُوَّهُ حتى تكون مثل الجبل)
بالله عليك أيهما أثمن لك هذا الذي ينميه البنك في حسابك الإدخاري؟ أو ذاك الذي ينميه رب العالمين؟ ثم تأمل في قدر صدقتك حين تكون (عدل تمرة) وتخيّل النهايات الكبرى لها يوم القيامة (مثل الجبل) !!
قلت لك ألف مرة ما زال الوحي بحاجة إلى قراءة مشاعرية !!