مجالس عاشورائية/خطباء المنبر الحسيني
10K subscribers
8 photos
1 video
57 files
139 links
نهدي ثواب هذه القناة المباركة لتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان (عج) والى ارواح ائمتنا عليهم السلام وارواح اموات جميع المنتسبين للقناة لا سيما الشهداء والمنسيين
Download Telegram
و بدماهم. غسلهم والكفن سافي الثرى~~~
حسين واحسين
حسين واحسين

.ابوذيه

على نحرك تصد عيني. ..وتربه
ماضل بالكلب بعدك .....وتربه
لحب صدرك واشم نحرك وتربه
اخذ من ضريحك للزجيه

لشاعر/ علي داود سلمان
ابو عباس البحار🖊


المحاضرة
حق المؤمن
سئل الامام الصادق ع، قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما حق المؤمن على المؤمن ؟

قال (عليه السلام) :
" سبع حقوق واجبات، ما منها حق إلا واجب عليه، إن خالفه خرج من ولاية الله، و ترك طاعته، و لم يكن لله فيه نصيب "

قال قلت حدثني ما هن ؟

…… ..قال (عليه السلام) :
" أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك، و تكره له ما تكره لنفسك،
والحق الثاني أن تمشي في حاجته و تتبع رضاه و لا تخالف قوله،
والحق الثالث أن تصله بنفسك و مالك و يديك و رجليك و لسانك،
والحق الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته و قميصه،
والحق الخامس أن لا تشبع و يجوع و لا تلبس و يعرى و لا تروى و يظمأ،
والحق السادس أن يكون لك امرأة و خادم و ليس لأخيك امرأة و خادم فتبعث بخادمك فتغسل ثيابه، و تصنع طعامه، و تمهد فراشه، فإن ذلك كله لما جعل بينك و بينه،
والحق السابع أن تبر قسمه، و تجيب دعوته، و تشهد جنازته، و تعود مريضه، و تشخص ببدنك في قضاء حوائجه، و لا تلجئه إلى أن يسألك،
فإذا حفظت ذلك منه فقد وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايته (تعالى) "

( من كتاب الأمالي للشيخ الطوسي "ره" ص : 99)
هذا ما نضحت به ثمار مدرسة اهل البيت ع وقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "والله ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن , فقال: إنّ المؤمن أفضل حقّاً من الكعبة" .

اذا كان من للمؤمن هذه المرتبه العظيمة والشأن الرفيع والحرمة الكبيرة التي اوصى بها الله واهل البيت ع حتى وصفه افضل حقا من الكعبة
اي ان للمؤمن حرمة عظيمة عند الله ويجب على كل مؤمن آداء هذا الحق ومراعاة حرمته فان للمؤمن على اخيه المؤمن حقوقا لابد ان يقوم بها…
مثلا فمن حق المؤمن على اخيه المؤمن ان يحضر دفنه ويشهد جنازته ومواراته هذا حق الانسان المؤمن عامة فكيف اذا كان هذا الانسان من صفوة البشر امام وابن امام معصوم وابن معصوم وسبط نبي وريحانة رسول الله فلننظر هل أدوا حق الامام في كربلاء بعد استشهاده لا
هل جهزت جنازته ودفنت
?????? لا
هل نودي على جنازته كما ينادى على جنائز المؤمنين????? لا
بل تُرك بالعراء ثلاثة ايام دون غسل ولا تكفين لا بل مثلو بجسده بعد استشهاده واحتزوا راسه واهدوه لشر طاغ يزيد لعنه الله… ثم داسو صدره بحوافر الخيول حتى كسروا ضلوعه وقطعوا يديه وخنصره وسلبوه … بابي وامي يا ابا عبد الله بقي جسدك عفير الثرى ثلاثة ليال دون دفن ولا تغسيل… .
بابي وامي من قدم الروح والمهجة واغلى ما يملك في سبيل الله فكان ذلك الذبح العظيم… الذي فدى دين جده بدمه ومهجته… فرفعه الله مكانا عليا… وأسكن دمه في جنة الخلد…
وخلق له بقعة طاهرة من الجنة تضمنت جسده الشريف وهي ارض كربلاء الذي احتوت اطهر جسد لسيد الشهداء ع
فكان لها تلك الخصوصية لانها احتوت جسده الطاهر وهذه الخصوصية. من الحسين ع سيد شباب اهل الجنة الذي حباه الله باعلى درجة في الجنان وخصه بكرامات لا تعد ولا تحصى وقد ظهرت في حياته وبعد استشهاده…
فكان من خصوصية وكرامة الامام الحسين ان جعل لجسده تكريما خاصا بثلاث تجهيزات نورانية الهيه وملكوتية ونبوية تختلف عن تجهيز الميت

•••التجهيز الالهي
فقد ورد في الحديث عن لسان جبرائيل ع فإذا برزت تلك العصابة الى مضاجعها تولى الله عز وجل قبض أرواحها بيده… {الله يتوفى الأنفس حين موتها}
وأما الثاني فإنه لم يقتصر على الحسين (صلوات الله عليه) إذ قد توّلى الله تعالى قبض أرواح جميع أصحاب الحسين (عليهم السلام) بيده، وذلك ما جاء في حديث الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن عمّته زينب (عليها السلام) عن أم أيمن (رضوان الله تعالى عليها) مولاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال في وصف ما سيجري على سبطه الحسين وأصحابه عليهم السلام: ”فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى الله عز وجل قبض أرواحها بيده“. (كامل الزيارات لابن قولويه ص447).
فأما الجسد الطاهر فقد سربله الله جلبابا من نور عظمته فكفنه بكفن من نور ساتر لجسده يسطع الى عنان السماء… .
وقد رأى هذا النور رجال بني اسد الذين حضروا في كربلاء حيث قال رجلا:
رايت بين الاجساد جسدا يتلألأ كالشمس…

•••التجهيز الملائكي
نعم فقد كان لجثمان سيد الشهداء تجهيز ملائكي حيث كان جسده مهبط الوحي جبريل فان الامين جبريل كان اول ناعي واول من نصب العزاء على سيد الشهداء ع… وقد كان جسده الشريف معراج الملائكة ففوج يصعد وفوج يهبط للصلاة فكانت الملائكة تصلي صفوفا عليه
ما إن بقيت من الهوان على الثرى في ربى ووهاد
لكن لكي تقضي عليك صلاتها زمر الملائك في سبع شداد
فلا عجب ان تهبط الملائكة عند جسد الحسين ع وهي التي تنزل عند احتضار المؤمن وتشييعه فتشيعه الى الجنة
وقد رود في الحديث ا
نه

هبط الى الارض من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزمرد مملوءة بماء الحياه وحلل من الجنة وطيب من طيب الجنة
فغسّلوا جُثَثَهم بذلك الماء ، وألبَسوها الحُلَل ، وحنّطوها بذلك الطيب ، وصلّت الملائكة ـ صفّاً صفّاً ـ عليهم .
نعم حتى اصبح قبر سيد الشهداء ع
مرتعا للملائكة الى ما شاء الله… وهذه الملائكة. موكلة بزوّار الحسين ع… .

•••التجهيز النبوي
فقد انجز رسول الله جزءا من يوم العاشر حين كان يسقط كل شهيد في المعركة كان النبي ص يسقيه بكأسه الأوفى من نهر الكوثر..
فرسول الله يحضر عند موت كل مؤمن فكيف لا يحضر عند شهداء كربلاء وبالخصوص سبطه الحسين ع

(اما ام سلمة فقد رات رؤية يوم العاشر رات رسول الله اشعثا أغبرا حافي القدمين. باكي العينين فسالته عن حاله لما هو بهذه الحالة ون
فقال لها كنت احفر قبر الحسين ع
وهو يقرأ هذه الآيه
{ ولا تحسبن الله غافلا عم يعمل الظالمون}
… ..(صلى الله عليه وآله) في يوم عاشوراء في منامها، قالت: ”رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام الساعة شعثا مذعورا، فسألته عن شأنه ذلك، فقال: قُتل ابني الحسين وأهل بيته اليوم فدفنتهم، والساعة فرغت من دفنهم“! وفي الليلة نفسها رآه (صلى الله عليه وآله) ابن عباس، قال: ”فلما كانت الليلة رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي أشعث، فذكرت له ذلك وسألته عن شأنه فقال لي: ألم تعلم أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه“؟ (أمالي الطوسي ص315).

••عظم الله لك الاجر يا رسول الله
••عظم الله لك الاجر بحبيبك الحسين
••عظم الله لك الاجر بسبطك المذبوح المظلوم
يا رسول الله انت حاضر في كربلاء وكاني بك تعين ولدك السجاد علي ابن الحسين ع الذي حضر يوم الثالث عشر من المحرم الى ارض كربلاء (حيث طوت له الارض من الكوفة لكربلاء ) لان المعصوم لا يلي امره الا معصوم… .
ففي هذا اليوم دفن جسد
امامنا (استعد ايها الموالي لتحضر جنازة الحسين لتغسل جنازته بدموع عينيك…
امامك ما نصبت له خيمة عزاء انت اليوم بهالمكان تنصب مأتم الحسين وتعزي فاطمة الزهراء ع… صاحبة العزء موجودة تنظر للباكين والمعزين… واسيها بالدموع…
امامك لم يشيع جسده بل شيع راسه على القنا اليوم اريدك تروح بعين القلب روح لكربلاء انت المعزي بامامك المظلوم الحسين اسمع ايها الموالي)
حضر مولانا السجاد ع فوجد قوم بني اسد قد نزلو كربلاء
وبينما هم يحاولون دفن الاجساد ولم يشأ الله ان يدفنوها (لان الامام لا يلي امره الا امام كما ورد في الروايات)
وإذا بفارس طلع عليهم على متن جواده وقد ضيّق لثامه،

فلمّا رأوه انكشفوا عن تلك الجثث الزواكي, فأقبل ونزل عن جواده وصار منحنياً كهيئة الراكع حتّى أتى ورمى بنفسه على جسد الحسين عليه السلام, فجعل يشمّه تارة ويقبّله أخرى, وقد بلَّ لثامه من دموع عينيه, ثمّ رفع رأسه ونظر إلى بني أسد وقال: ما وقوفكم حول هذه الجثث؟

قالوا: أتينا للتفرّج عليها, قال: ما كان هذا قصدكم, فقالوا: نعم يا أخا العرب الآن نطلعك على ما في ضمائرنا, أتينا لندفن جسد الحسين عليه السلام..

قال بنو أسد: فخطَّ لنا خطّاً في الأرض وقال: احفروا هاهنا ففعلنا, ووضعنا فيها, سبع عشرة جثّة. ثمّ خطَّ لنا خطّاً آخر وقال: احفروا هاهنا ففعلنا, ووضعنا فيها باقي الجثث واستثنى جثّة واحدة فأمرنا أن نشقَّ لها ضريحاً ممّا يلي الرأس الشريف ففعلنا.

وقال لهم: أمّا الحفيرة الأولى ففيها أهل بيته, وأمّا الحفيرة

الثانية ففيها أصحابه, وأمّا القبر المنفرد ممّا يلي الرأس الشريف, فهو حامل راية الحسين عليه السلام حبيب بن مظاهر.

ثمّ مشى الإمام زين العابدين(عليه السلام) إلى جسد أبيه واعتنقه وبكى بكاءً عالياً، (ساعد الله قلبك سيدي كيف دفنت والدك بيديك… )

وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلاً من التراب فبان قبر محفور وضريح مشقوق،
(لعل هذا القبر الذي حفره النبي محمد ص… )

ثمّ أقبلنا لنعينه على جسد الحسين عليه السلام وإذا هو يقول لنا: أنا أكفيكم أمره, فقلنا: يا أخا العرب كيف تكفينا أمره وكلّنا اجتهدنا على أن نحرّك عضواً من أعضائه فلم نقدر عليه, فبكى بكاءً شديداً اه اه
وقال: إنّ معي من يعينني عليه,
(سيدي نعم من كان معك جدك رسول الله وجدك حيدر الكرار وعمك الحسن ع وجدتك المفجوعة بولدها مولاتنا الزهراء ع… .نعم نعم ايها الموالي لا تتعجب فاذا كان اهل البيت ع يحضرون عند الميت المؤمن فكيف لا يحضرون عند سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين ع… .)
الله الله ما اعظمها من لحظات… لحظات الوداع والتحسر والالم واماماه واسيداه… .

ثمّ جثى امامنا السجاد على الأرض (انحنى على جسد الحسين الممزق بالسيوف والرماح….. وليس في جسده موضع الا واصيب بسجرح وطعنه وجراحاته نزفت دما… .اي واحسيناه واماماه

فبسط كفّيه تحت ظهره الشريف وهو يقول: بسم الله وبالله, وفي سبيل الله, وعلى ملّة رسول الله, هذا ما وعد الله ورسوله, وصدق الله ورسوله, ما شاء الله, لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
اه اه
وقيل إنّه قال: يا
بن

ي أسد عليّ بحصيرة!!
قالوا: ما تصنع بها.؟ قال: لأضع عليها أوصال الحسين عليه السلام المقطّعة, (نعم الحسين ليس فقط جثة بلا راس بل ومن دون يدين قطعوا يديه لما سلبوا جسده الشريف بل وقطعوا خنصره
صح ونادي واحسيناه واماماه
يصيح بصوت يابويه
اويلي والدمع هاله~~
لم عظامه وكفوفه
وجمّع باقي اوصاله~~
جذب ونّه على المظلوم
والدمعات همّاله~~

فناولوه حصيرة جمع عليها أوصال الحسين عليه السلام.
فادار بوجهه يمينا وشمالا (عم تبحث سيدي ) يبحث عن شيء لم يكن يُدرى ما هو, وإذا به ينحني إلى الأرض فيحمل إصبعاً كان قد قطع من أصابع الحسين عليه السلام لما سلب جسده يوم العاشر اه اه واحسيناه
ثمّ وضعه في محلّه من يد أبيه الحسين ~~~
(يلا مع الامام يرفع جنازة ابيه لا ليس بتابوت بل بحصير اه اه)
لا اله الا الله
لا اله الا الله
انا لله وانا اليه راجعون
الله اكبر الله اكبر
وأنزل أباه في قبره وحده لم يشرك معه أحداً من بني أسد.
اه اه
حفروا قبر حسين يمه وقام محني الظهر~~
وضع يَد تحت الرجل والثانية تحت النحر~~
قام كل ما رفع جانب الجانب الثاني يخر~~
صاح بويه شلون اشيلك والاوصال مطشره( مقطعه)
~~
لا كفن تحصل يبويه ولا حنوط ولا غسل
نور عيني ولا عضو منك بلاخر متصل~~
ذاب قلبي.اه يبويه شفت راسك منفصل ~~
بالعجل نجمع اوصاله ونلفه ونقبره~~

قال ركبو ضلوع الصدر والدمع من عينه ذروف~~
حط على اكتاف الزنود وعلى الذرعان الكفوف~~
ويل قلبي من فقد خنصر ابو سكنه العطوف~~
رد يحوم ويجذب الونه ويدور خنصره~~
~~~~~~~~
لم جميع اوصال ابوه الي انكسر والي انهشم~~
حتى قطعة قلبه الي استخرجوها بالسهم~~
ما ظل غير الكريم عالرمح يبرا الحرم~~
لفه ومدده بقبره وراح يشمه بمنحره~~
واحسيناه…

(العادة عندما يودّع الميّت يقبّل في جبينه! أو يوضع الخدّ على خدّه! ولكن الحسين عليه السلام كان جثّة بلا رأس, فكيف ودّعه الإمام زين العابدين عليه السلام؟!)..
حسين واحسين
حسين واحسين
قال بنو أسد: فرأيناه قد وضع خدّه على نحره الشريف, وهو يبكي وسمعناه يقول: طوبى لأرض تضمّنت جسدك الشريف, أمّا الدنيا فبعدك مظلمة, وأمّا الآخرة فبنورك مشرقة, أمّا الحزن فسرمد, وأمّا الليل فمسهّد, حتّى يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت مقيم بها, وعليك منّي سلام الله يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته. ثمّ أهال عليه التراب.
صح وانادي واحسيناه
واحسيناه واحسيناه واحسينا اه
(لحن الخضيب♪)
صعبه يبويه ادفنك بيدي ينور العين
صدرك عظامه مكسره ومقطع الايدين
والله هضيمه ادفنك بلا راس يبويه حسين
واحسينا واحسينا واحسينا اه²
ودعتك الله يالأبو بدموعي غسلّتك
قلبي انفطر يالمنذبح بيديه من شلتك
بعيوني غسلت النحر يابويه وادفنتك
واحسينا واحسينا واحسينا اه

خادمة آل محمد✍🏻


وقيل: انه وضع الطفل الرضيع صدر والده في قبره,
بناءً على وصيّة سابقة من الحسين عليه السلام لولده زين العابدين عليه السلام قال له: بني إذا جئت لمواراة الأجساد وسِّد رضيعي إلى صدري.

بويه الطفل خلّه اعلى صدري~~اه اه
لا ينثلم جرحه يذخري~~
وابرفق حط نحره اعلى نحري~~~

اه اه ساعدالله قلبك سيدي

ورد لعلي الاكبر لاقاه مقطع وراسه قطيع
حفر قبره وانحناله وخاطبه وادفنه بقلب وجيع
جهزه وجهز الجاسم واخوته ووارى الرضيع
وجذب حسره وخله الدموع منثّره

ثمّ وضع كفّه على القبر وجعل يخطّ القبر بأنامله, هذا قبر الحسين بن عليّ بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانًا غريباً.
انا لله وانا اليه راجعون
عظم الله اجوركم
•••••••
قال بنو أسد: ثمّ التفت إلينا وقال: انظروا هل بقي أحد؟ فقالوا: نعم يا أخا العرب بقي بطل مطروح حول المسنّاة, كلّما حملنا جانباً منه سقط الآخر, لكثرة ضرب السيوف والسهام.
فقال عليه السلام: امضوا بنا إليه, فمضينا فلمّا رآه انكبّ عليه يقبّله وهو يقول: على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم!

قصد للمسناة يسكب عبرته محني الظهر
شاف ليث الحرب متوسد ذراعه على النهر
صاح عمي انتحل جسمي من المصايب والقهر
گله بذمتك زينب يبو فاضل وتمشي ميسره
وين كفينك يا عمي وين راسك والعلم
اه لو سلمت كفوفك كان ما حرقوا الخيم
وكان ما واحد كفو يسلب يتيمه من الحرم
~~~~~
يابو فاضل
بعد عينك. يسرونه
يابو فاضل
عالهزيله كتفونه
يابو فاضل
بالسياط ويضربونه

يگله عمي
تنتخي بنت النبي( زينب)
يگله عمي
تمشي ويّا الاجنبي
يگله عمي
مشيت بدرب السبي
يابو فاضل يابو فاضل يابو فاضل~~~
ثمّ أمرهم أن يشقّوا له ضريحاً, قال بنو أسد: ففعلنا ثمّ أنزله وحده ولم يشرك معه أحداً منّا, ثمّ أشرج عليه اللِّبن وأهال عليه التراب.
انا لله وانا اليه راجعون

ثمّ مضى إلى جواده فتبعناه ودرنا عليه نسأله عن نفسه فعرّفهم أوّلاً بالقبور قبراً قبراً, وأمرهم أن يعلّموا النّاس ويعرّفوهم قبر الحسين عليه السلام وأصحابه, ثمّ قال: وأمّا أنا فإمامكم عليّ بن الحسين عليه السلام, فقلنا له: أنت عليّ؟! فقال: نعم, فأقبلوا عليه يقبّلونه ويقولون: عظّم الله لك الأجر بأبيك الحسي
ن, قا

لوا: فغاب عن أبصارنا.

قال الراوي: ورجع إلى الكوفة وإذا بعمّته زينب عليها السلام التي كانت قلقة عليه تستقبله بقولها: يا بن أخي أين كنت هذا اليوم
إلى هذه الساعة؟ قال: عمّه مضيت إلى دفن أبي الغريب, فبكت وقالت: يا بن أخي إلى الآن لم يدفن أبوك الحسين؟!

بالله ارد انشدك ماي شربته يدفّان
بالله يدفّان ارد انشدك رد عليّه
وحين الدفنته كان بخيّت المنيّه
بالله يحفّار القبر وسّع باب قبره
من نزّله بهيده ترى مكسور صدره بخيّت قلبه لو دفنت احسين عطشان
عطشان خويه لو شرب قطرة اميّه
خاطر ترد روحه تراه مات لهفان
وسهم لبقلبه من تنزّله بهون جرّه
ظل بالمعركة تلعب عليه الخيل ميدان

يمجهز القبر لهذا الامام
گلي شلون دفنته عطشان ²


(كأني به من عبرته وغصته لم يستطع أن يجيبها، ودموعه تجري على خديه فأعادت سآلها)

تگله عمه
حسينه بيا حاله شفته
تگله عمه
جسمه عن الترب شلته
تگله عمه
بلا راس ويلاه دفنته

(زينب حرقت قلب العليل، فاخذ يجاوبها ويبكي)
يجاوبها السجاد… .
ايه يعمه
طفله خليته علصدره
ايه يعمه
شفت نبله ابوسط نحره
ايه يعمه
ما ذاگ من العذب گطره
_____
تگله عمك
كافلي العباس وينه
يگلها عمه
وسّديته ابلا ادينه
يگلها عمه
عالشريعه يا حزينه
_______
يگلها نوحي
وانصبي لحسين مأتم
يگلها نوحي
وابچي عالصدر التهشم
يگلها نوحي
واسي ام الحزن فاطم


خادمة آل محمد ص

ليلة الثالثه عشر من محرم.. حوار بين السيده زينب والامام زين العابدين عليهما السلام

عمًّه سجاااد. وين چنت ابهالمسيه
عمه سجاااد. گول لاتخفي عليه
عمه سجاااد. بيك عطر الغاضريه
عمه سجاد 2

وين چنت ابهالمسيه رايده منك شرح
عالجمر ليلي گضيته انتظرك الوجه الصبح
ابهالدليل اجروح كثره بعد مابيه انجرح
جرح الِچفوف الگضاني وجرح نحر المنذبح

ياضوه العين. عطر الحسين بثيابك
ياضوه العين. اظن يشرحلي غيابك
ياضوه العين. وليش دمعاتك جريه
عمه سجاااد 3
وين چنت ابهالمسيه

گلها ياعمتي الحزينه اسوالفي كلها حزن
رحت اواري اجساد اهلنه الظلت ابلايه دفن
اجساد بس اوصال چانت عمه من كثر الطعن
ابكربلا گعديت ابچي اعليهم ابحسره و اون

ذيچ الاجساد. من الارض ظليت المهه
ذيچ الاجساد. اوصال متعفًّره ابدمهه
ذيچ الاجساد. امگطعتهه اسيوف اميه
عمه سجااااد 3
وين چنت ابهالمسيه

نادته زينب ابعبره ارجوك اشرحلي بعد
عن علي لكبر عزيزي من وصلت الهالجسد
گلهه ياعمه عضيدي نابت ابراسه العمد
والجسم سابح ابدمه ابشوفته گلبي انمرد

طبرة الراس. چنهه طبرة جدي حيدر
طبرة الراس. منها ضي وجهه تكدًّر
طبرة الراس. حجبت انواره المضيه
عمه سجاااد3
وين چنت ابهالمسيه

عمه عالعريس اسألك بلله وصًّف حالته
يوم زفيناه يعمه. مارجع من زفته
گلها ابن عمي احملتها وصله وصله جثته
وانحنيت اعليه اونًّ او گمت اقبًّل وجنته

آيا عرًّيس. گمت اندبه واجر ونًّه
آيا عريس. چفًّك ابدمك تحنه
آيا عريس. زفًّتك زفة منيه
عمه سجاااد 3
وين چنت ابهالمسيه

عمه يالسجاد گلبي عفته يَم المشرعه
ادفنته يَم احسين اخيًّه لو دفنته ابمصرعه
گلها ماگدريت اجيبه لأن جثته اموزًّعه
اجمعت چفًّينه ويجسمه وصار عالشط موضعه

گتله عباس. اوديعتك لمن عفتهه
گتله عباس. الگوم بسياط اِضرِبَتهه
گتله عباس. انهظمت او راحت سبيه
عمه سجاد 3
وين چنت ابهالمسيه

عمه دلالي حرگته ودم غده ايكت النظر
احچيلي عن باقي الاجساد ابلهفه منتظره الخبر
گلها عمه ابفرد حُفره جمًّعت ذيچ الوِذَر
جثه يم جثه ادفنتهم چنهم ابگعدت سَمَر

ذيچ الاقمار. الكُل فرد ماكو نظيره
ذيچ الاقمار. اتجاورت كلها ابحفيره
ذيچ الاقمار. انصارنه والهاشميه
عمه سجاد 3
وين چنت ابهالمسيه

احچيلي عن عودك يعمه اشلون شفته ابياشكل
گلها شفته ايسيل نحره وشابچ ابجسمه النبل
الخيل جسمه امرضرضته امسلًّبيه بعد القتل
بگبره لمن نزًّليته ابحظنه خليت الطفل

بويه يحسين. گتله بعدك مرمرونه
بويه يحسين. من بلد لاخر خذونه
بويه يحسين. الك مشتاقه رقيه
عمه سجاد 3
وين چنت ابهالمسيه
**
سيدناصرالموسوي🖊

يَا نَازِلِيْنَ بِكَرْبَلَا هَلْ عِنْدَكُمْ
مَا حَالُ جُثَّةِ مَيِّتٍ فِي أَرْضِكُمْ
بِاللهِ هَلْ وَارَيْتُمُوْهَا فِي الثَّرَى
ْ خَبَرٌ بِقَتْلَانَا وَمَا أَعْلَامُهَا؟
بَقِيَتْ ثَلَاثاً لَا يُزَارُ مَقَامُهَا؟
وهَلِ استَقَرَّتْ فِي اللُّحُودِ مَرَامُهَا؟

◾️مجلس دفن الاجساد ٣
🚩مجلس١٣ دفن الإمام الحسين ع والأجساد الطاهرة
قسم المنبر الحسيني للاخوات
نسخة ١٤٣٩ هـ- ٢٠١٧


البِدارَ البِدارَ آلَ نِزارِ
قدْ فُنِيتُمْ بِينَ بِيضِ الشِّفارِ

سَلَبَتْكُم بِالطَفِّ أيُّ نُفوسٍ
ألبَسَتْكُمْ أَسىً مَدى الأَعمارِ

يَومَ جُذَّتْ بِالطَفِّ كُلُّ يَمينٍ
مِنْ بَنِي غَالِبٍ وَكُلُّ يَسارِ

لا تَلِدْ هَاشِمِيَّةٌ عَلَوِياً
إنْ تَرَكْتُمْ أُمَيَّةَ بِقَرارِ

طَأطِئُوا الرُؤوسَ إنَّ رَأْسَ حُسَينٍ
رَفَعَتْهُ فَوْقَ القَنا الخَطَّارِ

لا تَذوقُوا المَعينَ واقضُوا ظَمَايا
بَعْدَ ظَامٍ قَضَى بِحَدِّ الغِرارِ

أَنِزارُ نُضُّوا بُرودَ التهانِي
فَحُسينٌ على البَسِيطَةِ عاري

لا تَمُدُّوا لَكُمْ عنِ الشمسِ ظِلَّاً
إنَّ في الشمسِ مُهجَةَ المُختارِ

حَقَّ أنْ لا تُكَفِّنوا عَلَوِيّاً
بَعدَما كَفَّنَ الحُسينَ الذَاري

لا تَشُقُّوا لِآلِ فِهْرٍ قُبوراً
فَابنُ طَهَ مُلْقىً بِلا إقْبارِ

هَتِّكُوا عنْ نِسائِكُمْ كُلَّ خِدْرٍ
هذهِ زَينبٌ على الأَكوار

ِأبوذيّة:
يناعي لو شفت شيعة وساده
اخبرهم بالجره اعلينه وساده
احسين الرمل صاير له وساده
ثلث تيّام مرمي اعلى الوطيّه

كأني بالعقيلة زينب في خربة الشام تارة تتجه نحو جدها في المدينة تشكو له ما جرى على الحسين ع وتارة تتجه نحو كربلاء تناشد حفار قبره

شعبي:
يجدي گوم شوف احسين مذبوح
على الشاطي وعلى التربان مطروح
يجدي ما بگت له من الطعن روح
يجدي قلب اخوي احسين فطّر
يجدي مات محّد وگف دونه
ولا نغّار غمضله اعيونه
يعالج بالشمس منخطف لونه
ولا واحد ابحلگه ماي قطّر

وكيف تناشد حفار قبره ؟ تتمنى زينب ع لو انها دفنت قرب جسده ولم تفارقه...

انشدك بالله ياحفار يالتحفر لبو اليمه 
وسع هالقبر ارجوك خليني اندفن يمه 

دخيلك يالذي تحفر وسع حفرة الوالي 
اخوي حسين وابن امي فراقه مرد دلالي 
اريد اتوسد ابلحده واشكي له عن احوالي 
واخبره بالجرى علينا عقب مارضضو جسمه 

ياحفار وسع لي حتى لو تحت رجله 
ولا بجانب المنحر يسولف لي واسولف له 
ولو قلي انا عطشان بدمعي المنحر ابتله 
واناغي اوليده عبدالله اخاف يصيح ويألمه 

يالي تحفر القبره بجسمي هالقبر صبه 
اخافن ريحة الزهراء يتوجع من سهم قلبه 
خلني اوياه مدفونه وروحي تصير له تربه 
ادري من الطعن موجوع ما يتحمل اللكمه

مايحصل يابت حيدر اخيك تقعدين اوياه 
نسيتي حالة السجاد والنسوان وايتاماه 
دخيلك لا تلومينه ويمه لا تجري الاه 
بس ذكريه يازينب لمن تشربين الما

خادمة ال محمد كفاية 

📌المحاضرة : ذكر الموت
📌المصدر: جمعية المعارف الاسلامية
📌قسم المنبر الحسيني

تصدير الموضوع:
الإمام عليّ عليه السلام: "اذكروا هادم اللّذّات، ومنغّص الشهوات، وداعي الشتات، اذكروا مفرّق الجماعات، ومباعد الأمنيّات، ومدنّي المنيّات، والمؤذن بالبين والشتات"1.

الهدف:
التأكيد على ذكر الموت وعدم الغفلة عنه في مجالسنا وسهراتنا ولقاءاتنا.

المقدّمة
ورد في الدعاء عن الإمام السجّاد عليه السلام: "اللهمّ إنّ ذكر الموت وأهوال المطلع والوقوف بين يديك نغصّني مطعمي ومشربي وأغصّني بريقي وأقلقني عن وسادي ومنعني رقادي، كيف ينام من يخاف ملك الموت في طوارق الليل وطوارق النهار؟! بل كيف ينام العاقل وملك الموت لا ينام لا بالليل ولا بالنهار ويطلب روحه بالبيات وفي آناء الساعات"2؟!

وكان عليه السلام يسجد بعد هذا الدعاء ويلصق خده بالتراب ويقول: "أسألك الروح والراحة عند الموت والعفو عنّي حين ألقاك"3.

محاور الموضوع
ضرورة ذكر الموت
عن الإمام عليّ عليه السلام - لابنه الحسن عليه السلام-: "يا بنيّ أكثر من

ذكر الموت، وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه، حتى يأتيك وقد أخذت منه حذرك وشددت له أزرك، ولا يأتيك بغتة فيبهرك" 4.
فكثرة ذكر الموت تجعل من الإنسان دائم الإستعداد للموت، مجانباً للغفلة والسهو واللعب والضحك واللّامبالاة، وقد جاء في الرواية أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بمجلس وهم يضحكون فقال -: "أكثروا ذكر هادم اللذّات، أحسبه قال: فإنّه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلّا وسّعه، ولا في سعة إلّا ضيّقه عليه"5.
وعن الإمام علي عليه السلام: "أوصيكم بذكر الموت وإقلال الغفلة عنه، وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم، وطمعكم فيمن ليس يمهلكم! فكفى واعظا بموتى عاينتموهم"6.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أكثروا من ذكر هادم اللذات، فقيل: يا رسول الله فما هادم اللذات ؟ قال: الموت، فإن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت، وأشدُّهم له استعداداً"7.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسأل أصحابه عن ذكرهم للموت كما كان يوصيهم بأيّ منقبةٍ أخرى، ومن كان قليل الذكر للموت كان الرسول يُسقطه من عين
ه كما في بعض الروايات.

بركات ذكر الموت
1- محور الفضائل: فلذكر الموت فضائل جمّة لا تُعَدّ ولا تحصى، فعن أبي عبد الله عليه السلام: "ذكر الموت يميت الشهوات في النفس ويقلع منابت الغفلة ويقوي القلب بمواعد الله ويرقّ الطبع ويكسر أعلام الهوى ويطفئ نار الحرص ويحقر الدنيا"8.

2- محبّة الله: لأنّ ذكر الموت يجعلك قريباً من الله مدركاً لحضورك بين يديه، فعن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام: أنّه قال: "أفطر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشيّة خميس في مسجد قبا فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعسلٍ مخيض بعسل، فلمّا وضعه على فيه نحّاه، ثمّ قال: شرابان يُكتفى بأحدهما عن صاحبه، لا أشربه ولا أحرّمه، ولكن أتواضع لله، فإنه من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر حفظه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذّر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبّه الله"9.

3- المسارعة إلى الخيرات: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أديموا ذكر هادم اللذّات قالوا يا رسول الله وما هادم اللذات، قال الموت فإنه من أكثر ذكر الموت سلى عن الشهوات ومن سلى عن الشهوات هانت عليه المصيبات ومن هانت عليه المصيبات سارع في الخيرات"10.

4- حائلٌ دون الشهوات: عن الإمام عليّ عليه السلام: "أكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات وكفى بالموت واعظاً"11، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول: "أكثروا ذكر الموت، فإنّه هادم اللذّات حائل بينكم وبين الشهوات"12.

5- الرضا والقناعة: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال "أكثروا ذكر هادم اللذّات، فما ذكر في كثير إلّا قلّله، ولا في قليل إلّا كثّره"13، ومعنى ذلك أنه متى ذكر الموت في قليل من الرزق استكثره الإنسان لاستقلال ما بقي من عمره، ومتى ذكره في كثير قلّله لأنّ كثير الدنيا إذا علم انقطاعه بالموت قلّ عنده.
وعن عليّ عليه السلام: "من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا بالكفاف"14.

6- الزهد في الدنيا: عن الإمام الصادق عليه السلام: "أكثروا ذكر الموت، فإنّه ما أكثر ذكر الموت إنسان إلّا زهد في الدنيا"15.
والزهد في الدنيا يستلزم الإعراض وعدم الرغبة بها، فعن الإمام عليّ عليه السلام: "من أكثر من ذكر الموت قلّت في الدنيا رغبته"16. وعنه عليه السلام: "من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير"17. 
وعنه عليه السلام: "أكثروا من ذكر الموت فإنّه يمحق
الذنوب ويزهّد في الدنيا، فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم"18.

7- عدم اللّهو واللّعب: عن عليّ عليه السلام في حديثٍ له عن عمرو بن العاص: "أما والله إنّي ليمنعني من اللّعب ذكر الموت. وإنه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة"19.
فذكر الموت يجعل من الإنسان إنساناً مسؤولاً، كما أنّ نسيانه ونسيان الآخرة من بعده يحرف الإنسان عن جادّة الحقّ إلى جادّة الضلالة والعمى.

8- أفضل الطاعات: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة ذكر الموت، وأفضل التفكّر ذكر الموت، فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنّة"20.

9- الحشر مع الشهداء: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما سئل هل يحشر مع الشهداء أحد: "نعم من يذكر الموت في اليوم والليلة عشرين مرة"21.
فذاكر الموت يُشارك الشهداء في الإرتباط الدائم بالساحة القدسيّة لله تبارك وتعالى، ولذلك كان معهم وفي درجتهم يوم القيامة.

10- حياة القلوب: عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أكثروا ذكر الموت، فما من عبد أكثر ذكره إلّا أحيى الله قلبه وهوّن عليه الموت"22.

11- هوان المصائب: عن الإمام عليّ عليه السلام: "أكثروا ذكر الموت، ويوم خروجكم من القبور، وقيامكم بين يدي الله عزَّ وجلَّ، تهون عليكم المصائب"23.
ولذلك نرى أنّ قراءة عزاء أبي عبد الله عليه السلام من أكث

ر الأمور التي تساعد المرء على التخفيف من مصابه وتسلّيه عن مأساته. عنه صلى الله عليه وآله وسلم:"أكثر ذكر الموت يسلك عمّا سواه"24.

كوريز : اجل ذكر الموت يهوّن المصائب على ابن آدم ولكن هناك مصائب لا تهون الا بعين الله وهي مصائب العترة الطاهرة وعلى رأسها مصيبة سيد الشهداء ع. فهلمنّ اخواتي نشارك امامنا السجاد مصيبته بابيه. هلمنّ نشيّع جنازة قتيل بقي في العراء ثلاثا بلا غسل ولا كفن. هلمنّ نحضر دفنه نيابة عن اخته التي بقي صدى نداءها واحسيناه يتردد الى يومنا هذا...


المصيبة:
لمّا ارتحل عسكر ابن سعد عن كربلاء وساروا بالسبايا والرؤوس، مشت نساء بني أسد إلى المعركة وكانت في حيٍّ قريب من الواقعة، فرأت جثث أولاد الرسول وأفلاذ حشاشة الزهراء البتول وجثث أنصارهم تشخب الدماء من جراحاتهم فتداخل النساء من ذلك تمام العجب، فابتدرن إلى حيِّهن وقلن لأزواجهن ما شهدن ثمّ قلن لهم: بماذا تعتذرون من رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء إذا وردتم عليهم حيث إنَّكم لم تنصروا أولادهم ولا دفعتم عنهم بضربة سي
ف ولا بطعنة رمح؟!.

وبقيت النسوة يجلن ويقلن لهم: إن فاتتكم نصرة تلك العصابة النبويّة فقوموا الآن إلى أجسادهم الزكيّة فواروها، فبادِروا إلى مواراة أجساد آل الرسول وادفعوا عنكم بذلك العار.

فقالوا: إنّا نخاف من عبيد الله بن زياد وابن سعد تصبحنا خيولهم وينهبوننا أو يقتلوا أحدنا.

وقال كبيرهم: الرأي أن نجعل عيناً على طريق الكوفة ونحن نتولّى دفنهم، قالوا: هذا الرأي السديد.

ثمّ إنّهم وضعوا لهم عيناً وأقبلوا إلى جسد الحسين عليه السلام ، وصار لهم بكاء وعويل، ثمّ إنّهم اجتهدوا على أن يحرّكوه من مكانه ليشقّوا له ضريحاً فلم يقدروا أن يحرّكوا عضواً من أعضائه، فقال أحدهم: ما ترون؟ قالوا: نجتهد أوّلاً في دفن أهل بيته ونرى رأينا فيه (في جسد الحسين عليه السلام ).

فقال كبيرهم: كيف يكون دفنكم لهم وما فيكم من يعرف هذا من هذا، وهم كما ترون جثث بلا رؤوس قد غيّرت محاسنهم الشمس والتراب؟

وإذا بفارس طلع عليهم على متن جواده وقد ضيّق لثامه فلمّا رأوه انكشفوا عن تلك الجثث الزواكي، فأقبل ونزل عن جواده وصار منحنياً كهيئة الراكع حتّى أتى ورمى بنفسه على جسد الحسين عليه السلام ، فجعل يشمّه تارة ويقبّله أخرى، وقد بلَّ لثامه من دموع عينيه، ثمّ رفع رأسه ونظر إلى بني أسد وقال: ما وقوفكم حول هذه الجثث؟ قالوا: أتينا للتفرّج عليها، قال: ما كان هذا قصدكم، فقالوا: نعم يا أخا العرب الآن نطلعك على ما في ضمائرنا، أتينا لندفن جسد الحسين عليه السلام..

قال بنو أسد: فخطَّ لنا خطّاً في الأرض وقال: احفروا هاهنا ففعلنا، ووضعنا فيها، سبعة عشرة جثّة. ثمّ خطَّ لنا خطّاً آخر وقال: احفروا هاهنا ففعلنا، ووضعنا فيها باقي الجثث واستثنى جثّة واحدة فأمرنا أن نشقَّ لها ضريحاً ممّا يلي الرأس الشريف ففعلنا.

وقال لهم: أمّا الحفيرة الأولى ففيها أهل بيته، وأمّا الحفيرة الثانية ففيها أصحابه، وأمّا القبر المنفرد ممّا يلي الرأس الشريف، فهو حامل راية الحسين عليه السلام حبيب ابن مظاهر.

ثمّ أقبلنا لنعينه على جسد الحسين عليه السلام وإذا هو يقول لنا: أنا أكفيكم أمره، فقلنا: يا أخا العرب كيف تكفينا أمره وكلّنا اجتهدنا على أن نحرّك عضواً من أعضائه فلم نقدر عليه، فبكى بكاءً شديداً وقال: إنّ معي من يعينني عليه، ثمّ جثى على الأرض وبسط كفّيه تحت ظهره الشريف وهو يقول: بسم الله وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول الله، هذا ما وعد الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، ما شاء الله، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.

وقيل إنّه قال: يا بني أسد عليّ بحصيرة!! قالوا: ما تصنع بها. قال: لأضع عليها أوصال الحسين عليه السلام المقطّعة، فناولوه حصيرة جمع عليها أوصال الحسين عليه السلام.

وقيل أيضاً: إنّه عليه السلام أخذ يبحث قريباً من جسد الحسين عليه السلام عن شيء لم يكن يدري ما هو، وإذا به ينحني إلى الأرض فيحمل إصبعاً كان قد قطع من أصابع الحسين عليه السلام ثمّ وضعه في محلّه من يد أبيه الحسين وأنزل أباه في قبره وحده لم يشرك معه أحداً من بني أسد.

(العادة عندما يودّع الميّت يقبّل في جبينه! أو يوضع الخدّ على خدّه! ولكن الحسين عليه السلام كان جثّة بلا رأس، فكيف ودّعه الإمام زين العابدين عليه السلام ؟!)..

قال بنو أسد: فرأيناه قد وضع خدّه على نحره الشريف، وهو يبكي وسمعناه يقول: طوبى لأرض تضمّنت جسدك الشريف، أمّا الدنيا فبعدك مظلمة، وأمّا الآخرة فبنورك مشرقة، أمّا الحزن فسرمد، وأمّا الليل فمسهّد، حتّى يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت مقيم بها، وعليك منّي سلام الله يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته. ثمّ أشرج عليه اللِّبن وأهال عليه التراب.

ثمّ وضع كفّه على القبر وجعل يخطّ القبر بأنامله، وقال بعضهم إنّه كتب: هذا قبر الحسين بن عليّ بن أبي طالب الذي قتلوه عطشاناً غريباً.

وقيل: وضع الطفل الرضيع إلى جنب والده في قبره، بناءً على وص

يّة سابقة من الحسين عليه السلام لولده زين العابدين عليه السلام قال له: بني إذا جئت لمواراة الأجساد وسِّد رضيعي إلى جنبي.

بويه الطفل خلّه اعلى صدري
وابرفق حط نحره اعلى نحري
لا ينثلم جرحه يذخري

قال بنو أسد: ثمّ التفت إلينا وقال: انظروا عل بقي أحد؟ فقالوا: نعم يا أخا العرب بقي بطل مطروح حول المسنّاة، كلّما حملنا جانباً منه سقط الآخر، لكثرة ضرب السيوف والسهام.

فقال عليه السلام: امضوا بنا إليه، فمضينا فلمّا رآه انكبّ عليه يقبّله وهو يقول: على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم!

يعمي اخلاف عينك يسرتنا اعداك
گوم انهض واشهر سيفك الفتاك

هذا الواك ما تنهض تشيل الواك
نايم يا ذخر زينب او كلثومه

ثمّ أمرهم أن يشقّوا له ضريحاً، قال بنو أسد: ففعلنا ثمّ أنزله وحده ولم يشرك معه أحداً منّا، ثمّ أشرج عليه اللِّبن وأهال عليه التراب.

ثمّ مضى إلى جواده فتبعناه ودرنا عليه نسأله عن نفسه فعرّفهم أوّلاً بالقبور قبراً قبرا، وأمرهم أن يعملوا النّاس ويعرّفوهم قبر الحسين عليه ا
لسلام وأصحابه، ثمّ قال: وأمّا أنا فإمامكم عليّ بن الحسين عليهما السلام ، فقلنا له: أنت عليّ؟! فقال: نعم، فأقبلوا عليه يقبّلونه ويقولون: عظّم الله لك الأجر بأبيك الحسين، قالوا فغاب عن أبصارنا.

قال الراوي: ورجع إلى الكوفة وإذا بعمّته زينب عليها السلام التي كانت قلقة عليه تستقبله بقولها: يا بن أخي أين كنت هذا اليوم إلى هذه الساعة؟ قال: عمّه مضيت إلى دفن أبي الغريب، فبكت وقالت: يا بن أخي إلى الآن لم يدفن أبوك الحسين؟!

بالله ارد انشدك ماي شربته يدفّان
بخيّت قلبه لو دفنت احسين عطشان

بالله يدفّان ارد انشدك رد عليّه
عطشان خويه لو شرب قطرة اميّه

وحين الدفنته كان بخيّت المنيّه
خاطر ترد روحه تراه مات لهفان

بالله يحفّار القبر وسّع باب قبره
وسهم لبقلبه من تنزّله بهون جرّه

من نزّله بهيده ترى مكسور صدره
ظل بالمعركة تلعب عليه الخيل ميدان

بين زينب والسجاد بعد دفن الحسين 

يدفان الولي خبر عن احواله 
وحدك لو واخذت اوياك شياله 

يادفان ابن امي قلي شلون واريته 
عطشان اندفن لو قلبه بخيته 
وعلى القبلة النحر ياعلي حطيته 
وتراب القبر منهو الذي هاله 

ياعمة ابويه بضعوا جسمه
جمعت الجسد على عظمة 
وقليبه ياعمة عالق بسهمه 
ومن حافر الخيل جمعت اوصاله 

جمعته ياعمة بكل كتر قطعة 
اهنا جفه شفت واهنا شفت صبعه 
وخرز ظهره يازينب صعب جمعه 
وغسلته بدموعي اعليه هماله 

وبقطعت باريه المظلوم لفيته 
ودموع العين عمه النحر بليته 
وعبد الله اخويه بصدره حطيته
الجسم اندفن وراسه بعساله 

والكافل تقلي اندفن لو عفته 
قلها كافلج فوق النهر جثته 
وكل كف في كتر ياعمتي شفته 
نايم كافلج والنوم يحلا له 

عالشاطي القمر وبجانبه جوده 
وجنبه سهم عينه ويمه عاموده 
والبيرق يازينب منكسر عوده 
وراسه اويا الضعن ياعمة يبرى له 

خادمة ال محمد كفاية 

نعي
زينب تجر حسرات وتناشد السجاد 
يابني علي ابيا حال شيعتو هالاجساد 

قلها ياعمة والدي حيرني حاله 
ظليت يازينب ادور عن اوصاله 
جسمه توزع يالعقيلة على رماله 
وصدره انطحن من داسته بويه الاجياد

ظليت انا محتار ومن العقل طاير 
لني شفت جسمه على الغبرى تناثر 
لو تنظريها جثته تعمي المحاجر 
جثه رميه عالثرى عاري بالاوهاد 

صرت اجمع اكفوفه وادور خنصر ايده 
وقلبه ياحورى شفته عالق بالحديده 
وبدموعي رويته ياعمه من وريده 
وبكل كتر منه عضو من حقد الاواغاد

صاحت انشدك ياعلي والمدمع يسيل 
لميت لحمه الي علق في حافر الخيل 
وغسلت جسمه لودفنته بغير تغسيل 
والكفن قل لي شلون كفنته ياسجاد

غسله بدمه الي تسايل على الغبرى 
والكفن قطعة باريه والترب سدره 
وعبد الله خويه عمه وسدته اعلى صدره 
والاكبر عند رجله دفنته والحزن زاد 

وجاسم عرفته بحنته واثياب عرسه 
وعمي الحسن قي كربلايا سمعت حسه
قاعد بكتره وجسمه عن الاعدا يحرسه 
والله ياعمة مصيبته تشيب الاولاد 

وقالت انشدك رحت للكافل دفنته 
قلها كفيلج عالنهر مطروح شفته 
وظليت ادورعن يساره وعن يمنته
والعين علقت بالسهم يابنت الامجاد 

ولانصار كلهم نزلتهم في حفيرة 
مع جملة الشبان من باقي العشيرة 
بس شيخهم مفرود قبره عند اميره 
مكلفه بويه بدفتره يسجل الوفاد 

قالت اجل ولياني عني خبرتهم 
عن حالتي وانا الي كنت مدللتهم 
قلها على حالج يونون اسمعتهم 
الروس تحرس محملج وادفنت الاجساد 

خادمة ال محمد كفاية

تخميس:
يا نازِلِينَ بِكَرْبَلا هَلْ عِنْدَكُمْ
خَبَرٌ بِقَتلانا وَما أَعْلامُها

مَا حَالُ جُثَّةِ مَيِّتٍ في أَرْضِكُم
بَقِيَتْ ثَلاثاً لا يُزَارُ مَقامُها

باللهِ هَلْ وَاريْتُمُوها في الثَرى
وهَلْ استقرَّتْ في اللحودِ مَرامُها

يا الله

(يمكن تلخيص المجلس بحسب الوقت ويمكن اختيار جزء دون الآخر لمراعاة التنويع في حال طُلب قراءة المجلس ذاته عدة مرات)
pdf_majaliss_alsabaya_mn_cham_ila_ madina.pdf
2.7 MB
مجالس السبايا من الشام الى المدينة
◾️مجلس الركب الحسيني في طريقه الى الشام

#السبي
📍شبكة المعارف الاسلامية
📍مجلس الركب الحسينيّ في طريقه إلى الشام



للهِ مَطْروحٌ حَوَتْ مِنهُ الثَرى نَفْسَ العُلَى والسُؤْدُدَ المَفْقُودا

وَمُجَرَّحٌ ما غَيَّرتْ مِنهُ القَنا حُسْناً وَلا أَخْلَقْنَ مِنهُ جَديدا

قَدْ كانَ بَدْراً فاغْتَدى شَمْسَ الضُحَى مُذْ أَلبَسَتْهُ يَدُ الدِّماءِ لُبُودا

وَثَواكِلٌ فِي النَّوْحِ تُسْعِدُ مِثْلَها أَرَأَيْتَ ذَا ثَكْلٍ يَكونُ سَعيدا

ناحَتْ فَلَمْ تَرَ مِثْلَهُنَّ نَوائِحاً إذْ لَيْسَ مِثلَ فَقِيدِهِنَّ فَقيدا

وَغَدَتْ أَسِيرةَ خِدْرِها ابنةُ فَاطِمٍ لَمْ تَلْقَ غَيْرَ أَسِيرِها مَصْفُودا

تُخْفِي الشَّجَى جَلَداً فإِنْ غَلَبَ الأَسَى ضَعُفَتْ فَأَبْدَتْ شَجْوَها المَكمُودا

نادَتْ فَقَطَّعَتِ القُلوبَ بِشَجْوِها لَكِنَّما انتَظَمَ البَيانُ فَرِيدا

إنْسانَ عَيْنِي يا حُسينُ أُخَيَّ يا أَمَلِي وَعِقْدَ جُمانِيَ المَنْضُودا

75

ما لِي دَعَوْتُ فَلا تُجِيبُ وَلَمْ تَكُنْ عَوَّدَتَنِي مِنْ قَبْلِ ذَاكَ صُدُودا

أَلِمِحْنَةٍ شَغَلَتْكَ عَنِّي أَمْ قِلىً حَاشَاكَ إِنَّكَ ما بَرِحْتَ وَدُودا

شعبي:

أناديك ما يشجيلك انداي ولا تسمع اعتابي ونخواي

إلمن بعد يحسين شكواي ظنّي انقطع وانقطع رجواي

يحسين يا بن امي يمذبوح عليك البكا والحزن والنوح

عاري وتظل بالشمس مطروح وللشام زينب عنّك تروح

والراس فوق السمهري يلوح لون تنفدي لفديك بالروح

76

لمّا أرسل اللعين عبيد الله ابن زياد رأس الحسين عليه السلام والرؤوس التي معه إلى الشام، أمرهم أن يشهروها في كلّ بلد يأتونه..

وفي بعض المنازل في الطريق أدركهم المساء عند صومعة راهب، فجعلوا الرأس المقدّس في صندوق، وجلسوا يأكلون ويشربون ويغنّون، فبينا هم كذلك، وإذا بكفّ تكتب على حائط، (وفي بعض الروايات أنّ هاتفاً هتف):

أَتَرجُو أُمَّةٌ قَتَلَتْ حُسيْناً شَفَاعَةَ جَدِّهِ يَوْمَ الحِسابِ

فَلا وَاللهِ لَيْسَ لَهُمْ شَفِيعٌ وَهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ فِي العَذابِ

وَقَدْ قَتَلُوا الحُسينَ بِحُكْمِ جَوْرٍ وَخَالَفَ حُكْمُهُمْ حُكْمَ الكِتابِ

فامتنعوا وما هنأوا بالأكل، فلمّا عسعس الليل سمع الراهب دويّاً كدويّ الرعد، وتسبيحاً وتقديساً، وأصواتاً تقول:
السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا أبا عبد الله.. فجزع جزعاً شديداً، وسأل القوم عنه فقالوا رأس خارجيّ، فقال: ما اسمه؟ قالوا: الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام ، وأمّه فاطمة الزهراء، وجدّه محمّد المصطفى صلى الله عليه وآله، فقال الراهب: تبّاً لكم ولما جئتم.. صدقت الأخبار في قولها

77

إذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دماً..ثمّ طلب منهم الرأس ساعة واحدة وأعطاهم المال.. فدفعوا له الرأس وأخذه الراهب فطيّبه بالمسك والكافور وجعله على قطنة من الحرير، وجعل يقبِّله ويبكي ويقول: يعزُّ والله عليَّ يا أبا عبد الله أن لا أواسيك بنفسي، ولكن يا أبا عبد الله إذا لقيت جدَّك المصطفى رسول الله صلى الله عليه وآله فاشهد لي أنّي أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً رسول الله وأشهد أنّ عليّاً وليّ الله..

وفي الطريق سمعوا أيضاً بكاءً وقائلاً يقول:

مَسَحَ النَبِيُّ جَبِينَهُ فَلَهُ بَرِيقٌ فِي الخُدُودِ

أَبَوَاهُ مِنْ عَلْيا قُرَيشٍ جَدُّهُ خَيْرُ الجُدُودِ

وفي الإقبال عن جعفر بن محمّد عليهما السلام قال: قال لي أبي محمّد بن عليّ: سألت أبي عليّ بن الحسين عن حمل يزيد له فقال: حملني على بعير يضلع بغير وطاء، ورأس الحسين عليه السلام على علم، ونسوتنا خلفي على بغال فأكفّ، (أي أميل وأشرف على السقوط)، والفارطة (الظلمة) خلفنا وحولنا بالرماح، إن دمعت من أحدنا عين قرع رأسه بالرمح، حتّى إذا دخلنا دمشق صاح صائح: يا أهل الشام هؤلاء سبايا أهل البيت الملعون!!

78

طلعوا كل أهالي الشام ليهن ابحالة فرح تتفرج عليهن

وعلي السجاد وياهن وليهن ابقيد وجامعه وبالحبل ينجر

وعن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام قال: لمّا قدم على يزيد بذراري الحسين عليه السلام أدخل بهنّ نهاراً مكشّفات وجوههن، فقال أهل الشام الجفاة: ما رأينا سبياً أحسن من هؤلاء فمن أنتم؟ فقالت سكينة بنت الحسين: نحن سبايا آل محمّد!

تبكي وتنادي بدمع سجام يسره خذونه الديرة الشام

من عقب أهلنه حرم ويتام واعلى الرماح الروس كدام

وفرحوا بين ميّه الظلام ابقتلت احسين وحرگ الخيام

ولمّا جاءت الرؤوس كان يزيد في منظرة على ربا جيرون فأنشد لنفسه:

لمّا بّدَتْ تِلْكَ الحُمولُ وأَشْرَفَتْ تِل
ْكَ الرُؤوسُ عَلى رُبا جِيرونِ

نَعَبَ الغُرابُ فَقُلْتُ صِحْ أَوْ لا تَصِحْ فَلَقَدْ قَضَيْتُ مِنَ الرَّسولِ دُيُونِي

قال الراوي: وسار القوم برأس الحسين ونسائه والأسرى من رجاله فلمّا قربوا من دمشق دنت أمّ كلثوم من شمر وكان من

79

جملتهم فقالت له: لي إليك حاجة، فقال: ما حاجتك؟ قالت: إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحّونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال!

فأمر في جواب سؤالها أن يجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل بغياً منه وكفراً وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة..

بنات المصطفى بيا حال سارت وبالبلدان بيها الگوم دارت

عن نظَّارها بالستر حارت ما ظل الها ستر بيه تستّر

حتّى أتى بهم باب دمشق فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي!

فروي: أنّ بعض فضلاء التابعين لمّا شاهد رأس الحسين عليه السلام بالشام أخفى نفسه شهراً من جميع أصحابه فلمّا وجدوه بعد إذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك فقال ألا ترون ما نزل بنا وأنشأ يقول:

جَاؤوا بِرَأْسِكَ يا بنَ بِنْتِ مُحمَّدٍ مُتَرَمِّلاً بِدِمائِهِ تَرْمِيلا

80

وَكَأَنَّما بِكَ يا بنَ بِنْتِ مُحمَّدٍ قَتَلُوا جَهاراً عَامِدِينَ رَسُولا

قَتَلُوكَ عَطْشاناً وَلَمْ يَتَرَقَّبُوا فِي قَتْلِكَ التأْوِيلَ وَالتَنْزِيلا

وَيُكَبِّرُونَ بِأنْ قُتِلتَ وَإِنَّما قَتَلُوا بِكَ التَكْبِيرَ وَالتَهلِيلا


قال الراوي: وجاء شيخ ودنا من نساء الحسين عليه السلام وعياله وهم في ذلك الموضع فقال الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد عن رجالكم، وأمكن أمير المؤمنين منكم.

فقال له عليّ بن الحسين عليه السلام: يا شيخ هل قرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: فهل عرفت هذه الآية: ﴿ألَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾. قال الشيخ: نعم قد قرأت ذلك، فقال عليّ عليه السلام له: فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت في بني إسرائيل﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾ فقال الشيخ: قد قرأت، فقال عليّ بن الحسين: فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت هذه الآية: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى﴾. قال: نعم، فقال له عليّ عليه السلام: فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت هذه الآية: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. قال الشيخ: قد قرأت ذلك، فقال عليّ عليه السلام: فنحن أهل البيت الذي خصّنا الله بآية الطهارة يا شيخ.

81

قال الراوي: فبقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به وقال: بالله إنّكم هم، فقال: عليّ بن الحسين عليهما السلام تالله إنّا لنحن هم من غير شكٍّ وحقّ جدّنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبكى الشيخ ورمى عمامته ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إنّا نبرأ إليك من عدوّ آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم من جنّ وإنس، ثمّ قال: هل لي توبة؟ فقال له: نعم إن تبت تاب الله عليك وأنت معنا، فقال: أنا تائب، فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقتل.

وَلِلشَّامِ قَدْ سِيقَتْ حَرائِرُ هَاشِمٍ وَغَيرَ العِدا لَمْ تَلْقَ فِي السَيرِ حادِيا

تَجوبُ بِها بِيْدِ القِفارِ أُمَيَّةٌ عَلى هُزُلٍ فِي السَيْرِ تَطْوِي الفَيافِيا

يا الله
◾️مجلس السبايا في الشام
خطبة الامام زين العابدين ع
🏴 *مجلس السبايا في الشام رقم ١*
🏴 *خطبة الإمام زين العابدين ع*

🔖 *تنسيق*: *خادمات العقيلة ع*١٤٤١ه


●القصيدة ●
دَخَلوا كأنَّهُمُ بأسرٍ "دَيلَمُ"
يَحدوهمُ في النّاسِ مَن لا يَرحَمُ

بِمُتونهم شُدَّت حِبالُ مَصائبٍ
و دَعِ السَّلاسِلَ عَن أذىً تَتَكلَّمُ

و دَعِ المَدامِعَ في عُيونِ يَتيمةٍ
تَروي "حَديثَ الخِزيِ" ذا و تُتَرجِمُ

وَ دَعِ الحَياءَ عَلى وجوهِ عَقائلٍ
يُخبِرْك عَن قَولِ الأجانبِ فيهِمُ

سل كلَّ مَن جاءَ العقيلةَ حائرًا
مِن ثمّ صارَ مِنَ الأسى يتلعثمُ

أين الرجالُ و أين كافلُ ظعنِكُم
إنَّ الظُّعونَ مِنَ الكوافلِ تُعلَمُ !

لِمَ تُضرَبون! بدون ذنبٍ يا تُرى!
وَ لِمَ الخدودُ إذا بَكيتُم تُلدَمُ!

قالت أيا من جئت تطلبُ أهلَنا
ها أهلُنا فوق الرّماح تُسَلِّمُ

هذا حفيدُ محمَّدٍ خيرِ الورى
مِن رأسهِ و وَريدهِ يَجري الدَّمُ

و اذا سَألتَ عَن البُدورِ فبالثَّرى
قد عُفِّرَت و بَكى عليها مُحرَّمُ

أمّا أنا فيُقالُ لي زَينُ النِّسا
لكنّني أصبحتُ جهرًا أُلطَمُ

فاطمة رزق
أآااااه لهذه الرزية التي يبكي عليها صاحب الزمان بدل الدموع دما يبكي على العباءه المحترقه يبكي على الخدر المسلوب يبكي على المتون المسودة من ضرب السياط يحدوها شمر وخولى ااااه يازينب ماحالها في هذه الايام والعيون عبرى

طور الهجري (اومت بيديها)
عبد الحي قنبر

شينشّفه بعيني الدمع لو تمشوا عني
وبقلبي شيداوي الجرح من رحتوا مني
ما تنفع الدنيا عقب خويه الكفلني
شلّي بحياتي لي بقه أتحسر لأجله

كنت آنا بيكم يا خوتي شمس و مضية
لكن طفت شمسي عقب هذي الرزية
من راحَوْ احباب القلب من بين ايديه
واللي انذبح عمره ما رد لاحبابه و أهله

وين النشامة تنظر لحالي الفجيعة
مسبية ما بين الخلق و آنا الوديعة
آنا اخت أبو اليمة و إخت حامي الشريعة
واهلي بني هاشم ترى ما كو نسب مثله

أاااه ااااه

أبوذية # ١٤٤١ه

صفكت عليك يا عـباس راحات
اختك للسبي ويه الشمر راحات
الليالي الجانت ويحسين راحات
وايـام السبي ظلت اليه
......
وايـام الـسبي بيه تـراحـان
بعـدك محد عـليـنه تراحـان
يعباس الكلب تدري تراحان
ويـون عـليك وناته شجـيه

للشاعر اياد الفرح التميمي

(او يختار القارئ هذه الابيات )👇

صحت يا ناكه ريضي وامشي بهداي
لاتوكع اطفال الرايحه وياي
تره اطفالي بعد ما شاربه الماي


لون مريتي عالشاطي يهل نوك
لبوفاضل اخيي هزني الشوك
خلي ايشوف جفي شلون مشبوك


وخل ينظر على الناكه خواتي
ويشوف من العطش ذبلن بناتي
افييله ردت انه بعباتي


انه زينب يناكه وانتي شوفي
الاعادي بالحبل جتفوا جفوفي
يناكه انه على الرضعان خوفي


يناكه خافن ا تطيح اليتامه
يناكه او وصلي اطفالي بسلامه
يناكه الجفن مو فارك منامه

الشاعر محمد حسن ضيغم

○لكنما الأمر لله إنا لله وانا اليه راجعون.○

المحاضرة : مقتطفات من سيرة الإمام زين العابدين ع .
🔖تنسيق : خادمات العقيلة ع
📚المصادر : كتب المعارف الإسلامية.

•هو الإمام عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، رابع أئمّة أهل البيت.من ألقابه المشهور بها اضافة الى لقب السجّاد هو لقب " زين العابدين "
وقد ورد في بعض الروايات ما يشير إلى سبب تسميته بهذا اللقب ،فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ينادي مناد يوم القيامة: أين زين العابدين؟ فكأنّي أنظر إلى عليّ بن الحسين عليه السلام يخطو بين الصفوف"

•حديثنا اليوم عن دور هذا الإمام العظيم بعد شهادة أبيه الامام الحسين ع حيث ان البعض يعتقد ان زين العابدين ع كان قد إنزوى للعبادة ولم يكن له أي تدخل في السياسة وان البعض من المؤرّخين يصرّح بذلك حتى ان هذا المعنى موجود في الألقاب التي تنسب اليه كلقب " المريض" في حين ان مرضه لم يستغرق أكثر من عدّة أيام في واقعة عاشوراء ومن الطبيعي ان كل انشان يمرض في حياته عدة ايام وان كان مرضه ع للمصلحة الالهية لكي لا يُكلّف الامام بالدفاع والجهاد ويُقتل وبالتالي تخلو الارض من حُجة وهو مُحال.
اذن بقي امامنا ليستطيع في المُستقبل ان يحمل الحمل الثقيل للأمانه والامامه على عاتقه ويبقى حيا بعد ابيه لمدة 35 او 34 سنة ويقضي فترة أصعب عصور الإمامة عند الشيعة وهذا هو معنى الامامه فهو حِمل ثقل النبوة وخلافتها بكُلّها فالنبي ص كان له دور في كل شؤون الدوله الدينيه والثقافيه والاخلاقيه والاجتماعبة والسياسية ولذلك عرّف الامامه بعض المؤلفين " الإمام هو الذي له الرئاسة العامة في أمور الدين والدنيا نيابة عن النبي صلى الله عليه وآله ".
فإذا كانت الإمامة بهذه السعة في شمولها لكل مفاصل الحياة البشرية، فالنتيجة الطبيعة أن لا تُفَرَّغ هذه الإمامة من السياسة أصلاً.

وقد جاء في كلام للإمام الرضا عليه السلام أنه قال:" الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعز المؤمنين.
فإذا كانت الإمامة نيابة عن النبي صلى الله عليه وآله فلا أحد ينكر أن تكون السياسة من صميم شؤون النبوة ومسؤوليات النبي صلى الله عليه وآله المهمة فلا يمكن
أن تبعد عن السياسة وهكذا الإمام.

وامامنا زين العابدين ع كان له نفس المهمه ولكن بطريقة مختلفه عن الحرب والسيف فكانت كلمته هي الفصل وخطابه هو السيف وبكاؤه هو الحُجه التي تشحذ النفوس لتثور على الظالمين ودعاؤه ومناجاته هو السلاح الذي من خلاله يوصل كل أهدافه في تلك المرحله الحذرة والخطره والصعبه المُحدقه بأعين الظالمين المتجبّرين .كوجود الصحيفه المعبّر عنها "إنجيل أهل البيت"، و "زبور آل محمّد" وهي الصحيفه السجادية وايضا رسالة الحقوق وهي تحتوي على توجيهات وتعليمات وقواعد في السلوك العامّ والخاصّ، من أدقّ ما يعرفه الفكر الإنسانيّ .
وقد جاء في آخرها، قول الإمام عليه السلام: "فهذه خمسون حقّاً محيطاً بك، لا تخرج منها في حال من الأحوال، يجب عليك رعايتها والعمل في تأديتها، والاستعانة بالله جلّ ثناؤه على ذلك، ولا حول ولا قوة إلّا بالله، والحمد لله ربّ العالمين

لذلك كان دوره عظيم وطويل على امتداد ال34 سنه ابرزها في الاسر وبعد الاسر ففي مرحلة الاسر موقفه هو الوقوف في وجه الطُغاة وتِبيان الحق في وُجوههم وامام الملأ من الناس الذين جهلوا حقهم او عرفوه وخذلوه ، فموقفه امام عبيد الله بن زياد في مجلس الكوفه هذا المتجبر الظالم الذي لا يتوانى عن قتل من يقف في وجهه، وايضا خطبته امام الناس في الكوفه مع عمته زينب واخته سكينه التي افشى من خلالها الحقائق وماجرى ليثورون الناس وبالفعل خرجت ثورات ضد الحكم الاموي.
ايضا في الشام في مجلس يزيد او في المسجد امام جمع الناس يبين الامام الحقائق بابلغ بيان يُعَرّف الناس من القاتل ومن المقتول من الظالم ومن المظلوم لان الناس في الشام كانوا لسنوات طويلة في ظل الحكم الاموي فكان معاويه ويزين يبثون كل الشائعات عن اهل البيت ع فيُشوهون صورتهم وعند وصول الموكب الى الشام كان الكثير من الناس لجهلهم فرحين بظفر يزيد وفوزه على خوارج خرجوا عن طاعته ولكن بعد معرفتهم للحقيقه ذُهِلوا انهم اولاد رسول الله ص والفضل في ذلك للامام زين العابدين ع والسيدة زينب ع . ( في مصيبة المجلس نذكر موقفه سلام الله عليه)
وايضا عندما سأله بعض الناس من غلب فقال عليه السلام :" إذا أردت أن تعلم من غلب، ودخل وقت الصلاة، فأذّن ثم أقِم" .

ايضا دوره لم يكن مُقتصر على هذا الجانب فكان امامنا وبعد عودته الى المدينه حدثت فتوحات اسلامية قام بها المسلمون قد تعبر عن نصر مؤزر للإسلام العظيم، غير أنها فتحت بعض التداعيات الخطيرة، باعتبار أن الاهتمام بهذه الفتوحات لم يرافقه تحصين داخلي للأمة، وبتعبير اخر تم الاهتمام بالجهاد العسكري المسلح الأصغر ولم يرافقه اهتمام بالجهاد الأكبر المتمثل بتعميق الثقافة والأخلاق السامية والتكامل المعنوي.

لهذا فإن الفتوحات عرّضت المسلمين لخطرين كبيرين خارج النطاق السياسي والعسكري وهما الانهيار الاهلاقي والثقافي وكان لا بد من العمل الحاسم لمواجهتها فعمل امامنا لمواجهتها فقام امامنا بتأسيس المدرسة العلميّة فهو عليه السلام المؤسّس الثاني لمدرسة أهل البيت، بعد المؤسّس الأوّل النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم والمشيّد على ذلك الصرح الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام.
كان منزل الإمام السجّاد عليه السلام مدرسة، ومسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم مركزاً لمدرسته، ومعهداً لتعليم طلّابه، ونقطة انطلاق لتدريب تلامذته، لبثّ العلوم الدينيّة إلى العالم، وإلى الأجيال الصاعدة، فكان يلقي محاضراته وبحوثه على العلماء والفقهاء، وكانت تلك البحوث تتناول العلوم الإسلاميّة المهمّة والحسّاسة، منها علم التفسير، وعلم الفقه، والحديث، والفلسفة، وعلم الكلام، وقواعد السلوك، والأخلاق. كما كان يلقي في كلّ جمعة خطاباً عامّاً جامعاً على الناس، يعظهم فيه، ويزهّدهم في الدنيا، ويرغّبهم في الآخرة. وكان الناس يحفظون كلامه ويكتبونه، وقد التفّ العلماء والفقهاء والقرّاء حول الإمام عليه السلام، لا يفارقونه حتّى في سفره إلى حجّ بيت الله الحرام، يستمعون إلى حديثه، ويسجّلون فتاواه، ويدوّنون ما يمليه عليهم من علوم ومعارف وحكم وآداب. وقد تخرّج في مدرسته مجموعة كبيرة من فطاحل العلماء والفقهاء .
ايضا من الظواهر اللاَّفتة حقّاً في حياة الإمام زين العابدين عليه السلام، هي علاقته بالطبقة الضعيفة من أبناء المجتمع آنذاك، وهم العبيد والإماء، فقد كان يهتمّ بشرائهم وتربيتهم ثمّ عتقهم.
قال بعض الباحثين:...فهو يشتري العبيد لا لحاجة إليهم، ولكن ليعلمهم ويُربّيهم ليس فقط بالكلام والدرس النظري بل كان خير قدوه يرون تصرفات امام معصوم امامهم فيسيرون على سيرته وعندما يصبحون مؤهلين للذهاب الى بلادهم ونشر الدين الحنيف الصحيح كا يعتقهم، وقالوا: إنّه أعتق مئة ألف".

ويقول أيضاً:..وعرف العبيد ذلك، فباعوا أنفسهم له، واختاروا وتفلّتوا من أيدي السادة ليقعوا في يده، وجعل الدولاب يسير، والزمن يمرّ، وزين العابدين يهب الحريّة في كلّ عامّ، وكلّ شهر، وكلّ يوم، وعند كلّ هفوة، وكلّ خط، فمثلا روي أنّ ج
ارية لعلي بن الحسين (ع) جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة ، فسقط الإبريق من يدها فشجّه فرفع رأسه إليها ، فقالت له الجارية : إنّ الله يقول :
{والكاظمين الغيظ} ، فقال لها : كظمت غيظي ، قالت :
{والعافين عن الناس} ، قال : عفى الله عنكِ ، قالت :
{والله يحبّ المحسنين} ، قال : فاذهبي فأنتِ حرّة لوجه الله
هذه الجاريه اصبحت تتحدث بالقران وجدها قادرة على التبليغ ولعل هذه الكريقه بالعتق حتى يُضلل الامام السلكة بانه لا يشتري الغبيد ليعلمهم والا فان علموا بذلك فانهم سيمنعوه من هذا الاجراء وهكذا الحال حتّى صار في المدينة جيش من الموالي الأحرار، والجواري الحرائر، وكلّهم في ولاء زين العابدين، قد بلغوا خمسين ألفاً أو يزيدون.
ماذكرناه هو القليل من سيرة هذا الإمام العظيم الذي لولاه لما وصلت الينا كربلاء وقيم واهداف كربلاء ، السلام عليك ياسيدي يا زين العابدين سلام الله منا دائما وابدا...على ذاك الامام الهمام الشجاع المقدام...الذي برغم جراح قلبه و آلامه وما رات عيناه من مصاب لا يمكن ان يحتمله قلب ...سوى قلبه الصبور...بقي طودا شامخا..بقي مدرسة تنتهج بها الاجيال على مر العصور...

●الكوريز :
وبقي صوته مدويا..في ذاك المجلس الاليم..حيث دخل على طاغية عصره..جبار الجبابرة...يزيد الملعون...دخلوا بطريقة لا يحتملها قلب..مربطين بالحبال و كأنهم سبايا الترك و الروم و الديلم...وهم اشرف الخلق على البرية...
وما اكتفى اللعين بذلك...الا انه وضع رأس سيد الشهداء بذاك الطشت...وصار ينكث ثنياياه...
اي صبر مولاي يا زين العابدين؟؟؟

فوقف روحي له الفداء..وخطب تلك الخطبة الشهيرة...التي يجب ان تُكتب بحروف من ذهب..ليتلعم منها احرار العالم...كيف نقف بوجع الظالم و لا نهابه...وصار يخطب بالناس تلك الخطبة المفجعة..

●المصيبة:
أيُّها الناس، أُعطينا ستّاً وفُضِّلْنا بسبع، أُعطينا: العلمَ والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين. وفُضِّلْنا: بأنّ منّا النبيَّ المختار محمّداً، ومنّا الصدِّيق، ومنّا الطيّار، ومنّا أسد الله وأسد رسوله، ومنّا سبطا هذه الأمّة، من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي.

"أيّها النّاس أنا ابن مكّة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا، أنا ابن خير من اتّزر وارتدى، أنا ابن خير من انتعل واحتفى، أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن محمّد المصطفى، أنا ابن عليّ المرتضى، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتّى قالوا لا إله إلّا الله، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين، وطعن برمحين، وهاجر الهجرتين، وبايع البيعتين، وقاتل ببدرٍ وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عينأأنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيّين، وقامع الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين، وتاج البكّائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين من آل ياسين رسول ربّ العالمين، أنا ابن المؤيّد بجبرئيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين، أنا ابن صالح المؤمنين، ووارث النبيّين، وقامع الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين، وتاج البكّائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين من آل ياسين رسول ربّ العالمين، أنا ابن المؤيّد بجبرئيل، المنصور ابو السبطين الحسن والحسين، ذاك جدّي عليّ بن أبي طالب".
 

ثمّ قال: "أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيّدة النساء، أنا ابن خديجة الكبرى، أنا ابن المقتول ظلماً، أنا ابن المجزوز الرأس من القفا، أنا ابن العطشان حتّى قضى، أنا ابن طريح كربلا، أنا ابن مسلوب العمامة والردا، أنا ابن من بكت عليه ملائكة السما، أنا ابن من ناحت عليه الجنّ في الأرض، والطير في الهواء، أنا ابن من رأسه على السنان يهدى، أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تسبى".


*طور زينب اجت لحسينها*

*طور الجفيري*

زين العباد ينادي
انا سليل الهادي
اهل الشرف اجدادي
انا ابن خير البشر

جدي القضى بمحرابه
(جدي امير المؤمنين علي ابن ابي طالب)
ودومه سجوده ترابه
صنو الرسول و بابه
وبيت الله اصنامه كسر

(بعد من تكون؟؟؟)
امي الشهيدة فاطم
كسّر ضلعها الظالم
رد و عصرها الغاشم
ومحسنها عالقاع انتثر


يا ناس انا ابن الغريب
ال بالثرى خده تريب
حتى الردى منه سليب
اوخنصر ايده منبتر

(بعد ماذا رات عيناك مولاي؟؟)

ابن الي ظل بكربلا
عاري على حر الفلا
حتى الغسل ما صار اله
واكفانه صارت بالحصر

ابن الذي سِلْبَوْ رداه
ما ذاقت المايه شفاه
صارت ذبِحْته من قفاه
ظام بقى يم النهر

انا ابن روح البتول
الي بقى ابحر الرمول
اوجسمه ميدان الخيول
تِهْشم ضلوعه و الصدر

انا الدهر راواني
ذبحة هلي و اخواني
واصعب ما شافت تاني
يصعد على صدره الشمر

(لكن هناك مصيبة آلمت قلب مولانا السجاد ع
ولاسيما قلوب كل الأئمة،،،هي المصيبة التي من اجلها بكى مولانا صاحب العصر والزمان دما)

انا الي عماتي انسِبَت
صحرا و فيافيها مشت
رغم المذلّة ما شكت
(لم تشكتي..لم تنحني..لم تستكين..بل كانت طودا شامخا
في وجه الظلم و الجبروت)
بس تهمي دمعات الصبر


انا الحزين الشاكر
اعلى المصايب صابر
المشتكى للقادر
او نحتسب يوم الحشر



فلم يزل يقول: أنا أنا، حتّى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وخشِيَ يزيدُ أن ينقلب الأمر عليه، فأمر المؤذّنَ فقطع عليه الكلام. فلمّا قال المؤذّن: اللهُ أكبر، الله أكبر.. قال عليّ: لا شيءَ أكبر من الله. فلمّا قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله.. قال عليّ بن الحسين: شَهِد بها شَعري وبَشَري، ولحمي ودمي. فلمّا قال المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول الله.. التفتَ مِن فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمّدٌ هذا جَدّي أم جَدُّك يا يزيد؟! فإن زعمتَ أنّه جَدُّك فقد كذبتَ وكفرت، وإن زعمتَ أنّه جَدّي فلِمَ قتلتَ عترته....

ان كان جدي المصطفى سيد البرية
عياله ليش مذبحة بالغاضرية
وداست صدر شيخ العشيرة الاعوجية
ابيا ذنب مذبوح يم النهر عطشان


ان كان جدي المصطفى سيد البرية
اعياله يا حيف بأسر و بنته سبية
من مجلس لمجلس ياويلي للرزية
او بالخرابة تنام و تلتحف تربان



وروى الشيخ المفيد في كتاب ( الإرشاد ): قالت فاطمة بنت الحسين عليه السّلام: فلمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا، فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه الجارية وهو يعنيني ـ وكنتُ جارية وضيئةـ فأُرعدت، وظننت أن ذلك جائز لهم، فأخذتُ بثياب عمّتي زينب، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون، وقلت: يا عمّتاه، اُوتمت وأُستَخْدم ؟! 
فقالت زينب: لا ولا كرامة لهذا الفاسق.

وكأن هذه الصغيرة صارت تتلفت يمينا و يسارا...مرة تحتمي بعمتها زينب...ومرة تنظر الى راس ابيها في ذاك الطشت امام اللعين..

*طور لفى عاشور*

نادت وِ بدمعته تنوح...الك يا عمة اخذيني
وعين تصد على المذبوح...رجس يا بويه سابيني


اه يا بويه...اه يا بويه...اه يا بويه..اه


من بعد اليتم اصبح...سبية آنا من زغري
ما واحد رحم حالي...وَلا راحم صغر عمري
والساعة يجي واحد...شراني وكنّه ما يدري
بنات الطاهرة الزهرا...يا حيف انسلب خدري

اه يا بويه...اه يا بويه....اه يا بويه...اه


بنات محشمات احنا...صفايا العترة يدروها
نوبة مربطة بحبال....ونوبة سياط ضِربوها
ما راعو رسول الله... رادو ابْناته يشروها؟؟!!
والاصعب و اشد حالة...الى الطاغي
ديهدوها

اه يا بويه....اه يا بويه...اه يا بويه...اه



فعاد الشامي، فقال: هب لي هذه الجارية. 
فقال يزيد: اعزُب، وهب الله لك حتفاً قاضياً ! 
فقال الشامي: مَنْ هذه الجارية ؟ 
قال يزيد: هذه فاطمة بنت الحسين، وتلك زينب بنت علي بن أبي طالب. 
فقال الشامي: الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب ؟! 
قال: نعم. 
فقال الشامي: لعنك الله يا يزيد ! أتقتل عترة نبيّك وتسبي ذرّيّته ؟! والله، ما توهّمت إلاّ أنّهم سبي الروم. 
فقال يزيد: والله، لألحقنّك بهم. 
ثمّ أمر به فضُرب عُنقه.


ال النبي الهاشمي اشصار بيها
كنهم بنات الروم ياويلي سابيها
مو كافي يا يزيد ذبّحت عزها و واليها
جايب حرايرهم وسف تدخل دواوين


بنات زياد في القصور مصونة . . وآل رسـول الله منـهتكـات
وآل زياد في الحصون منيعـة . . وآل رسول الله فـي الفلـوات

يالله.