ليتدبروا آياته🌺

كيف تؤمن إيمانا جازما يقينيا بالدين؟ كيف تتصدى للشبهات؟ -مهم جدا-

الدين ليس إيمانا أعمى غير مبني على مقدمات!

بل الدين مبني على مقدمات تجعلك تصل لحقيقة أن هذا الدين من عند الله رب العالمين، وأن القرآن كلام الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسوله، حقيقة لا تقبل الشك، حقيقة 100%.

فالله قد خلقنا بعقول قادرة على الوصول لربها، وجعل الأدلة الواضحات البينات على صحة هذا الدين.

فكل البشر لديهم مُسَلَّمات، مثل أن لكل شيء حادث سببا، إذن هذا الكون لا بد له من خالق، وهذا الخالق يتضح من خلقه المعجز أنه خالق حكيم عليم، فلا بد أنه خلق الخلق لغاية، لا بد أنه أرسل لهم وحيا ولم يخلقهم عبثا، ثم لا بد أن يكون هذا القرآن كلام الله.. فعلى هذا أدلة كثيرة (أدلة إعجاز القرآن) لا تدع مجالا للشك بكونه كلام الله، ولا بد أن محمدا رسول الله (براهين النبوة) فهناك أدلة عديدة أيضا تثبت ذلك بما لا يدع مجالا للشك..

أدلة وجود الله سبحانه

إعجاز القرآن

براهين النبوة

حجية السنة

هكذا يُبني الإيمان بالدين وبأن القرآن والسنة وحي، لهذا نلتزم بأحكامها وإلم نقتنع ببعضها، لأننا واثقون أنها أحكام رب العالمين.

إذا كان هناك شخص مؤمن بأن الكلام الفلاني هو كلام رب العالمين، الإله وحده لا شريك له، أفيعقل إذن بعد هذا أن يقول لم أقتنع بالحكم! لا، بل تنفيذه للأمر وإن لم يعلم حكمته هو عين العقل والمنطق.

وبهذا تسقط كل الشبهات.

أي شبهة تكون: هذا الحكم ليس منطقيا، كيف يأمر الله بهذا.. إلخ

الإجابة: هل ثبت أن هذا وحي؟ أجل. إذن انتهت الشبهة، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون.

فما تحتاجه هو الإيمان بالأدلة على أن هذا وحي، وليس أن تقتنع بكل حكم وحده لأنه موافق لهواك! ولمقدماتك الفاسدة!

فمقدمات الدين (أدلة وجود الله سبحانه، إعجاز القرآن، براهين النبوة، حجية السنة) هي مقدمات منطقية مبرهن عليها.. ومقدمات أي عقيدة أخرى هي مقدمات فاسدة.. لا يستطيعون التدليل عليها.

فكل الشبهات تأتي من مقدمات خاطئة..

والناس اليوم يقتنعون بأفكار فاسدة لا يعلمون ما مقدماتها، ومقدماتها فاسدة مخالفة لمقدمات الدين أصلا، ثم هم يريدون أن يتوافق الدينُ مع هذه الأفكار التي ترتبت على المقدمات الفاسدة المخالفة للدين! فإن علموا أن الدين يخالف هذه الأفكار ويخالف مقدماتهم الفاسدة احتاروا وتشككوا! ومن هنا تأتي كل الشبهات..

هذه المقدمات مأخوذة من عقائد أخرى..

مثال للمقدمات الفاسدة: -وعليه قس كل المقدمات الفاسدة التي تأتي بسببها الشبهات، فكل شبهة هي بسبب مقدمات فاسدة-

-المرأة والرجل مُتساوِيان.

=ما دليلك إذن؟

هناك خالق، نطيعه، أرسل لنا وحيا والوحي أخبرنا أن ليس الذكر كالأنثى، فمن أين جئتم بهذه المقدمة الفاسدة؟

فالمقتنع بهذه المقدمة الفاسدة، يريد الدين موافقا لها، فعندما يجد آيات مثل:

{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ}

{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}

فهذه الآيات مخالفة لمقدمته الفاسدة.

ومثل: آيات الحجاب وكل الأحكام التي تختص بها الإناث، مما جاء في الشرع، فهذا وحي يخالف فكرته الفاسدة، ففكرة: على المراة ألا تحتجب مثل الرجل، هي شبهة بنيت على المقدمة الفاسدة: الرجل والمرأة مُتساوِيان.

يُصْدَمُ من هذه الآيات، فيقع بين ثلاث خيارات:

-الأول: أن يكفر بالدين لتعارضه مع مقدماته الفاسدة (كما فعلت المرتدة التي ماتت قبل أيام)

-الثاني: أن يحرف الدين ويفسر الآيات والأحاديث بهواه كي توافق مقدمته الفاسدة.. أو ينكر الأحاديث.. فهو ليس مؤمنا بدين الله الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بل مؤمن بالدين الذي اخترعه هو، الذي يوافق مقدماته الفاسدة المخالفة للدين في أساسها.

( وهذا طبعا منهج النسويات المنتسبات للإسلام، والناس في هذا النوع مستويات في تحريف الدين كل حسب هواه، لعل من أقبحها شحرور الذي نفق قبل فترة أيضا)

-أن يُصحِّح مقدماته، فيعلم أن هذه المقدمة خاطئة، فالله خالقنا ويفعل فينا ما يشاء، وقد ثبت بوحيه أن النساء والرجال غير متساوين، إذن سمعنا وأطعنا، ونؤمن بالدين كما هو، كما نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكما آمن به الصحابة والتابعون وسلف الأمة وعلماؤها.

6 views10:40