لا تعاتبني على قلة سؤالي!
إنّي في وادٍ غير واديك، والله رحيم بي إذ جعلني أتنفس رغم الضِّيق داخلي، وجلعني أساير أيامي رغم قلقي.
وليس بي فُسْحَةٌ لسؤال غيري عن حاله إذ إنني لا أعلم حال نفسي!
فلا يضيق صدرك، ولا تظن بي ظن سوءٍ، وافسح لي في الأعذار، فإني في وحدةٍ ربما تطول؛ وحدةٌ أجد فيها نفسي.

ويل للإنسان إذا اجتمعت في قلبه الدنيا ودنا منها دنو المطمئن المقيم وتغافل عن آخرته وحقيقته.

‏- وبعدين؟
= الزم ثغرك، واستمسك بكلام ربك، وادع لإخوتك ولنفسك، ولا تنسَ! لا تنسَ!

وكما يجب أن تُحَب، أَحِب.

وعندما لا يوقظك أحد في الصباح، ولا ينتظرك أحد في الليل، وعندما تستطيع أن تفعل ما تريد، ماذا تسميها، حرية أم وحدة؟

كانت رائحة اللوز المرّ تحديدًا تذكّرني بذاك الشخص البعيد. ورائحة الليمون بصديق ما لم أعد أتذكر اسمه، ورائحة آخر بهطول المطر في قريتي هناك في الشمال، وكثيرون بالخبز المحمص والقرفة والزيزفون..

أليس هذا جزءًا من الحب أيضًا؟ أن تكون الروائح العادية، روائح عادية، إلى أن نربطها بشخص ما يعنينا..

‏أي فرد يحتفظ بالقابلية على رؤية الجمال لن يشيخ أبدًا..

‏- غوستاف يانوش

إن كُنتُ أخشَى مِنكَ أنْ القاكَ
‏وأذوبُ مِنْ شَوقٍ إلى لُقياكَ

‏والحُبُّ ضَعْفٌ إن بَقِيتُ أنا هُنا
‏والشَّوقُ نارٌ إن بَقِيتَ هُناكَ

‏فالحَلُّ فى أن ألتقِيك ولا أرَى
‏أو أن أرَاكَ بدُونِ أن ألقاكَ..
- وليد صفاء.

«حين جئت أنتَ، عرفت أن بمقدور الإنسان أن ينمو، وأن يلمع، ويألف، ويطمئن، في لحظةٍ واحدة!»

وتيقَّني أَنّي بحبّكِ مُغرَمٌ
ثُمَّ اِصنَعي ما شِئتِ بي أَن تَصنَعي!

- ابن الدهان.

ذكر الشَّاعر العبَّاسي علي بن الجَّهم -رحمه الله- خلاصة تجربته المريرة في العلاقات الاجتماعيّة بهذا البيت:
‏وجرَّبنا وجرَّب أوَّلُونا
‏فلا شيءٌ أعزُّ من الوفاءِ

‏«وعلى العاقل مخاصمة نفسه، ومحاسبتها، والقضاء عليها، والإثابة والتنكيل بها.» – ابن المقفع

‏«وعلى العاقل إذا اشتبه عليه أمران فلم يدر في أيهما الصواب أن ينظر أهواهما عنده، فيحذره» ابن المقفع.

يقول الجاحظ: اعلم أنّ من عوّد قلبه التشكّك اعتراه الضعف.
وفي هذا تبيان لقوله سبحانه: فإذا عزمتَ فتوكّلْ على الله.
‏هنالك أشياء في رحلة الحياة لن نقدر إلّا أن نقدم عليها برغم الخوف و رغم الشكّ، نستقوي بهذا التوكّل على هذا الضعف.

‏« عمل يُجهد خير من فراغ يُفسد »
‏علي بن أبي طالب