قصص الصحابة
12.3K subscribers
40 photos
1 video
11 files
438 links
💖 حتى لا تزيف الحقائق .... 💖
نعتز بالإسلام 🌿 .. نبحث عن الحقيقة .. على منهج أهل السنة والجماعة 🌟
Download Telegram
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك9 💥 (( الحجاج / ابن الأشعث )) 🌀 * عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث .. هو هذا القائد العسكري الذي اختاره الحجاج بن يوسف الثقفي للانتقام من رتبيل ملك الترك .. كان أبوه ( محمد بن الأشعث ) من قتلة سيدنا / عثمان بن عفان ..…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك10

👑 (( ثورة ابن الأشعث )) ‌🌪️

* أريدكم أن تمعنوا النظر جيدا في أحداث
(( ثورة ابن الأشعث )) لأنكم ستخرجون منها بعبر ، و فوائد هامة جدا ..

.. و ذلك لأن ( ثورة ابن الأشعث ) هي أقوى ثورة قامت على الحجاج بن يوسف و على نظام عبد الملك بن مروان ..
.. ، و قد اجتمعت فيها كل مقومات الثورة الناجحة .. ، حيث كان (( الجيش و الشعب يد واحدة )) .. ، فقد تضامنت كل طوائف الشعب العراقي مع ابن الأشعث حيث شعروا بأنه ( المخلص ) الذي سينقذهم من حياة القهر و الظلم و العذاب التي عانوا منها طيلة السنوات السبع الماضية تحت حكم الحجاج ..
.. ، فأعداد المعتقلين في سجون ( الحجاج ) بالآلاف ..
.. ، و أعداد الذين أمر بإعدامهم لا يعد و لا يحصى .. !!

.. ، و مما دعم موقف ابن الأشعث جدا عند عوام الناس أن عددا كبيرا من العلماء و الفقهاء و أهل القرآن قد أعلنوا تأييدهم للثورة .. ، و كان على رأسهم التابعي الجليل /
سعيد بن جبير .. رحمة الله عليه .. ، و الشعبي .. و غيرهما
مما أعطى ( شرعية ) لتلك الثورة في نفوس الناس ..
.. ، فقد كان هؤلاء العلماء ينادون في الناس ، و يلقون الخطب الحماسية ليحثوهم على نصرة ابن الأشعث ..

.. ، حتى أصبح جيش ابن الأشعث يقدر بحوالي 33 ألف فارس و 120 ألفا من المشاة .. ، هذا بالإضافة لالتفاف عوام الناس حوله شبابا و شيوخا ، و رجالا و نساء و أطفالا .. ، فكان موقفه أقوى بكثير من موقف الحجاج بن يوسف ..
.. ، و ظن الناس أنها ( نهاية الطاغية ) .. ، و أن عرش
عبد الملك بن مروان قد بات ( يترنح ) ..
.. ، و أن مطالبهم المشروعة حتما ستتحقق .. !!!

.... و لكن مع الأسف .. ، بعد كل ذلك ....
.... كانت نتائج تلك الثورة ( كارثية ) .. !!

............. .............. ............. ............

* لما بلغ الحجاج ما صنعه ابن الأشعث مع جيش العراق كتب فورا إلى عبد الملك بن مروان يعلمه بذلك ، و يستعجله في إرسال النجدة .. ، فهاله الأمر ، و نزل عن سريره ، و أمر قادته أن يجهزوا جيشا كبيرا من جند الشام فورا لنصرة الحجاج ..

.. ، و جعلت رسائل الحجاج لا تنقطع عن عبد الملك بخبر
ابن الأشعث صباحا و مساء .. يذكر له فيها : أين نزل ..
، و من أين ارتحل .. ، و أي الناس أسرع استجابة له .. ؟!

.. ، و في نفس الوقت أرسل ابن الأشعث رسالة إلى
المهلب بن أبي صفرة يطلب منه أن يكون داعما لثورته ضد الحجاج بن يوسف ، و ضد بني أمية .. ، فانضمام شخصية عظيمة كالمهلب بما معه من الجيوش سيعطي ثقلا كبيرا لتلك الثورة .. ، و المهلب بن أبي صفرة كان قد أوجعه ما فعله
عبد الملك بن مروان من قبل بصاحبه مصعب بن الزبير .. ، و ما فعله الحجاج بن يوسف بسيدنا / عبد الله بن الزبير .. ، ففي قلبه جرح غائر منهما ..

.. ، و مع ذلك .. رفض المهلب المشاركة في الثورة ..
.. و هو من هو .. البطل الشجاع المغوار الذي تسمع له و تطيع أعداد كبيرة جدا من جند المسلمين في بلاد فارس ..
.. ، و لكنه كان رجلا ( حكيما ) .. بعيد النظر ..
رأى الدماء و الأشلاء التي ستسفر عنها تلك الثورة ..
.. ، و خشي على المسلمين التشرذم و الضعف بعد أن توحدت صفوفهم ، و استعادوا قوتهم في خلافة / عبد الملك ..

... ، فرد المهلب على رسالة ابن الأشعث برسالة يحذره فيها من خطورة ما يفعل ، و ينصحه بمراعاة
( مصلحة الإسلام و المسلمين ) .. ، فقال له في تلك الرسالة :

(( يا ابن الأشعث .. لقد وضعت رجلك في ركاب طويل .. ،
فأبق على أمة محمد ، و انظر إلى نفسك فلا تهلكها ..
.. ، و إلى دماء المسلمين فلا تسفكها ..
.. ، و إلى الجماعة فلا تفرقها .... ، و السلام عليك ))

.. ، ثم كتب المهلب إلى الحجاج رسالة يخبره فيها بتحركات
ابن الأشعث و قوة أنصاره ، و يقدم له خطة ( حكيمة ) جدا للتعامل مع تلك الأزمة بأقل الخسائر ..
.. ، فقال له في رسالته :

(( .. أما بعد .. فإن أهل العراق قد أقبلوا إليك مثل السيل المنحدر من علو .. ، و ليس شيئ يرده حتى ينتهي إلى قراره .. ، و إن لأهل العراق شدة في أول مخرجهم ، و صبابة إلى أبنائهم و نسائهم .. ، فليس شيئ يردهم حتى يصلوا إلى أهليهم ، و ينبسطوا إلى نسائهم ، و يشملوا أولادهم ..
.. ، فواقعهم عندها ، فإن الله ناصرك عليهم إن شاء الله ))

.. ، يعني .. يقول له : إن جند العراق خرجوا بأعداد كبيرة متحمسين للقتال .. ، فلا تخرج إليهم لتقاتلهم ، بل اتركهم حتى يعود كل واحد منهم إلى أهله و أبنائه ، فتهدأ حماستهم و تتفرق قوتهم .. ، فساعتها إن قاتلتهم ستنتصر عليهم ..

.. المهلب كان مخلصا أمينا في نصحه ..
.. ، و لكن الحجاج بن يوسف لم يعجبه هذا الرأي ، و ظن أنها مكيدة من المهلب يريد أن يقوي بها شوكة ابن الأشعث ..
.. ، فلم يعمل بمشورته ...

............ .............. ............

.. ، و تحرك ابن الأشعث أولا نحو البصرة ..

.. ، فخرج الحجاج بن يوسف بمن وصله من جند الشام
قصص الصحابة
لقتاله .. ، فكان اللقاء الأول بين الفريقين قريبا من البصرة .. ، و استطاع جيش ابن الأشعث أن يلحق الهزيمة بجيش الحجاج .. ، و قتلوا أعدادا منهم .. ، و استحوذوا على ما في معسكرهم من الخيل و الأموال .. !! .. ، فاضطر الحجاج إلى الانسحاب حرصا على سلامة جنوده ..…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك11

🎉🎈 🎊 (( المخلوع ... )) 🤩🥳

كانت تلك الأحداث في سنة 81 هجرية ..

* فبعد أن سيطر ابن الأشعث على مدينة البصرة سيطرة كاملة خرج بجيشه للقضاء على الحجاج الذي كان لا يزال كامنا في معسكره في منطقة (( الزاوية )) خارج البصرة ...

.. فكان اللقاء الثاني بينهما ...

.. ، و شد الحجاج و جنوده على جيش ابن الأشعث شدة عظيمة ، و بذلوا قصارى جهدهم ليحققوا النصر ..

.. ، فقام الإمام الحافظ العلامة الفقيه الجليل /
سعيد بن جبير .. و الذي كان قد خرج هو و الكثير من العلماء و أهل القرآن ليقاتلوا مع ابن الأشعث .. قام سيدنا /
سعيد بن جبير بين الجند فخطب فيهم ، و حمسهم على الصبر و الجهاد في سبيل الله و عدم الفرار .. ، فقال لهم :

(( أيها الناس .. ليس الفرار من أحد بأقبح منكم في هذا اليوم .. ، فقاتلوا عن دينكم و دنياكم .. ))

.. ، و كذلك قام فيهم التابعي الفقيه المحدث الجليل الإمام / عامر الشعبي .. رحمه الله .. فنادى قائلا :

(( .. قاتلوهم على جورهم و استذلالهم الضعفاء .. ))

.. ، فارتفعت حماسة جند ابن الأشعث .. ، و صبروا في القتال صبرا عظيما .. ، و كانت فرقة العلماء و القراء هي التي تتقدم الناس في المعركة .. ، فحملوا حملة صادقة .. !!

.. ، و لكن .. مع الأسف .. قتل من هؤلاء العلماء و القراء عدد كبير .. ، ثم انهزموا أمام جيش الحجاج ..
.. ، فاضطر ابن الأشعث إلى أن ينسحب ، و تحرك بجيشه نحو الكوفة ... !!!

.. ، فخر الحجاج بن يوسف ساجدا شكرا لله على هذا النصر .. ، و دخل البصرة بجيشه ، و نشر قواته فيها .. !!!

............ ............ ............... ............

.. ، و لما وصل ابن الأشعث إلى الكوفة خطب في أهلها ، و طلب منهم أن يبايعوه على خلع الحجاج و عبد الملك .. ، فاستجابوا له جميعا .. ، و بايعوه و تجهزوا للقتال معه .. ، فتفاقم الأمر ، و كثر أتباع ابن الأشعث ..
.. ، فتحرك ابن الأشعث بجنوده نحو قصر الإمارة في الكوفة .. ، فحاصروه ، و تمكنوا من اعتقال نائب الحجاج من داخل القصر .. ، ثم أراد ابن الأشعث أن يقتله .. ، فتوسل إليه أن يبقي على حياته و بايعه على الخلافة .. ، فأطلق سراحه ..

.. ، بذلك سيطر ابن الأشعث على ( الكوفة ) عاصمة العراق سيطرة كاملة .. ، و نشر قواته في كل مكان لتأمينها ..

.. ، فتحرك إليه الحجاج بجيشه من البصرة .. ، و كانت قد وصلت إليه أعداد كبيرة من المدد من جند الشام ..
.. ، و خرج ابن الأشعث بجيشه الضخم ..

.. ، فعسكر الفريقان في منطقة تسمى (( دير الجماجم ))
قريبا من الكوفة .. ، و خندق كل من الجيشين على نفسه ..

............ .............. ............. ..........

💀 معركة ( دير الجماجم ) ‌☠️

.. ، كانت اسما على مسمى .. ، فقد بدأ القتال شديدا بين الجيشين .. ، و تساقطت أعداد كبيرة من القتلى ، و فيهم من رؤوس الناس و أعيانهم .. ، و لكن كان كل يوم ينتهي دون أن يحرز أي من الفريقين انتصارا واضحا على الفريق الآخر ..

.. ، و استمر ذلك الحال مدة طويلة استنزفت فيها قوة المسلمين ، و قتل العديد من أفاضل الناس و الصالحين و أهل القرآن .. ، و باتت الأحداث تنبئ بكارثة قريبة .. !!!

.. ، و كانت تلك الأخبار تصل إلى عبد الملك بن مروان فتصيبه بالاضطراب و القلق الشديد .. ، فقد خشي على ملكه من الضياع على يد هؤلاء الثوار .. !!
.. ، فجمع أمراءه من أهل المشورة ليرى رأيهم ..
.. ، فقالوا له :

(( إن كان أهل العراق يرضيهم منك أن تعزل عنهم الحجاج .. ، فهو أيسر من قتالهم و سفك دمائهم ))

.. ، فوافقهم عبد الملك الرأي .. ، و قرر أن يضحي
بقائده الوفي / الحجاج بن يوسف ليبقى هو على عرشه ..

.. ، فاستدعى أخاه / محمد بن مروان ، و ابنه /
عبدالله بن عبد الملك ، و كلفهما بأن يخرجا على رأس جيش من جند الشام ، و كتب معهما رسالة وجهها إلى
أهل العراق .. ، قال لهم فيها :

(( يا أهل العراق .. إن كان يرضيكم مني عزل الحجاج عنكم عزلته عنكم .. ، و ليختر ابن الأشعث أي بلد شاء ليكون عليه أميرا ما عاش و عشت .. ، على أن تكون إمرة العراق لأخي / محمد بن مروان ))

.. ، فلما وصلت تلك الرسالة ، و عرف الحجاج بن يوسف أن
عبد الملك يريد أن يخلعه ، شق عليه ذلك مشقة عظيمة و حزن حزنا شديدا ..
.. ، فكيف له أن يتحمل .. بعد كل هذا الذي فعله من أجل
عبد الملك ليوطد له دعائم ملكه ، و ليبقيه في سدة الحكم مهاب الجانب يخشاه الجميع .. كيف يتحمل أن يضحي به هكذا .. بمنتهى البساطة .. ؟!!

و لكنها ( لعبة السياسة ) التي تكررت و تتكرر عبر التاريخ في كل زمان و مكان ..!!
.. ، فكل ما يهم الحاكم هو أن يبقي متربعا على عرشه مهما كان الثمن .. ، و مهما كان ( كبش الفداء ) .. !!!

.. ، و حينما استمع الثوار إلى رسالة عبد الملك بن مروان شعروا بأن مطالبهم المشروعية على وشك أن تتحقق كاملة ..
.. ، فها هو ( الخليفة ) بنفسه
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك11 🎉🎈 🎊 (( المخلوع ... )) 🤩🥳 كانت تلك الأحداث في سنة 81 هجرية .. * فبعد أن سيطر ابن الأشعث على مدينة البصرة سيطرة كاملة خرج بجيشه للقضاء على الحجاج الذي كان لا يزال كامنا في معسكره في منطقة (( الزاوية )) خارج البصرة…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك12

🌀 (( ارتفاع سقف المطالب )) 📢

* و توقف القتال مؤقتا في ( دير الجماجم ) عندما وصلت تلك الرسالة التي أرسلها الخليفة / عبد الملك بن مروان يعرض فيها على الثوار أن يخلع الحجاج عن منصه في مقابل أن يعود الثوار إلى بيوتهم ، و أن تتوقف الحرب ..

.. ، ورد الحجاج بن يوسف على رسالة الخليفة برسالة نصحه فيها قائلا :

(( يا أمير المؤمنين .. و الله لئن أعطيت أهل العراق ما يريدون من عزلي عنهم فإنهم لا يلبثون إلا قليلا حتى يخالفوك و يسيروا إليك .. ، و لن يزيدهم ذلك إلا جرأة عليك .. ، و تذكر ما فعلوه بعثمان بن عفان من قبلك ، حين ساروا إليه فقتلوه بعد أن بذل جهده لإرضائهم ..
.. ، و إن الحديد لا يفله إلا الحديد يا أمير المؤمنين ..
.. ، و الأمر ما ترى .. و السلام عليك ))

.. ، و كان الحجاج بن يوسف محقا تماما في كلامه هذا
.. ، فقد بدأت الأصوات تعلو بين الثوار بضرورة رفع سقف المطالب و عدم الاكتفاء بعزل الحجاج ..
.. ، و بأن ( الثورة مستمرة ) حتى يتم ( إسقاط النظام ) و خلع عبد الملك بن مروان نفسه .. !!

.. ، و لكن عبد الملك بن مروان لم يسمع لنصيحة الحجاج بن يوسف ، و رأى أن الصواب لاحتواء تلك الأزمة أن يتفاوض مع ( الشعب الثائر ) ، و أن يترك لهم حق اختيار المصير ..

.. ، و كان ابن الأشعث ( زعيم الثورة ) نفسه يرى أن ثورته قد حققت أهدافها بخضوع الخليفة بهذا الشكل ، و أنه من ( الحكمة ) أن يكتفي الثوار بخلع الحجاج ، و التصالح مع عبد الملك بدلا من أن يفقدوا كل شئ .. ، و لذلك جمع
ابن الأشعث أمراءه و أصحاب الرأي لديه .. ، ثم قام فيهم خطيبا ليقنعهم بقبول عرض الخليفة ...

.. ، فلما سمعوا منه هذا الكلام ثاروا عليه و غضبوا ..
.. ، و نفروا معه نفرة شديدة .. ، و قالوا :

(( لا والله .. لا نقبل ذلك أبدا .. ، فنحن الأقوى و الأكثر عددا .. ، و جنود الحجاج قد أصابهم الجهد الشديد و ضيق الحال .. ، و قد حكمنا عليهم ، و ذلوا لنا .. ))

.. ، و أخذ الثوار جميعا يرددون :
(( و الله لا نجيب إلى ذلك أبدا .. )) ..
.. ، ثم جددوا العهد فيما بينهم على خلع عبد الملك بن مروان و الحجاج بن يوسف معا .. ، و اتفقوا جميعا على ذلك .. !!!

.. ، فعادت الحرب مرة أخرى بين الفريقين في
(( دير الجماجم )) .. ، و جعلوا يقتتلون كل يوم ..

.. ، فكان جند ابن الأشعث يأتيهم الطعام و المؤن من الأقاليم و القرى العراقية .. ، بينما جند الشام مع الحجاج في أضيق حال بسبب قلة الطعام .. !!
.. ، و كان النصر حليفا لجند العراق في أكثر تلك الجولات ..

.. ، و يروى أنه قد دار بينهما أكثر من ثمانين معركة .. ، و استمر هذا الوضع الماساوي حتى نهاية عام 82 هجرية ..!!

.. ، و كان الحجاج فيها صابرا ثابتا لا يتزحزح رغم تلك الهزائم المتلاحقة التي ألمت بجيشه ...!!

......... تابعونا .........

🎀
#ايهم 🎀

📢 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك12 🌀 (( ارتفاع سقف المطالب )) 📢 * و توقف القتال مؤقتا في ( دير الجماجم ) عندما وصلت تلك الرسالة التي أرسلها الخليفة / عبد الملك بن مروان يعرض فيها على الثوار أن يخلع الحجاج عن منصه في مقابل أن يعود الثوار إلى بيوتهم…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك13

🌿 (( المهلب بن أبي صفرة )) ‌❣️

* في ذي الحجة من العام 82 هجرية ..

.. ، و في أثناء ذلك الصراع المحتدم بين الجيشين في
( دير الجماجم ) .. وصل خبر أليم .. أحزن المسلمين جميعا من الفريقين .. فقد توفي بطل الإسلام .. الفاتح العظيم /
المهلب بن أبي صفرة .. رحمة الله عليه ..

.. توفي عن عمر يناهز ال 74 عاما أثناء إحدى غزواته التي كان يقودها بنفسه .. وهو في هذا السن الكبير .. لحماية ثغور المسلمين .. ، حتى لا يستغل أعداء الإسلام ذلك الصراع الدائر بين ( الإخوة ) فيغيروا على بلاد الإسلام ..

.. رفض المهلب بن أبي صفرة أن يشارك في تلك ( المهزلة ) التي تحدث في ( دير الجماجم ) حتى لا يلطخ يديه بدماء إخوانه المسلمين .. ، فكافأه الله تعالى بتلك الخاتمة الحسنة .. نحسبه كذلك ، و لا نزكيه على الله ..

.. المهلب كان من الشجعان .. ، و كانت له مواقف حميدة و غزوات مشهورة في بلاد الترك .. ، كما تصدى لثورات الخوارج الأزارقة .. ، فكان كالجبل الأشم الذي حمى الله تعالى به ديار الإسلام و أرواح الأبرياء من شر الخوارج ..
.. ، كما حمى عقيدة المسلمين من أفكارهم الفاسدة ..

.. ولد المهلب في عام ( فتح مكة ) .. ، و غزا أرض الهند في
زمن سيدنا / معاوية بن أبي سفيان سنة 44 هجرية ..

.. ، ثم ولاه سيدنا / عبد الله بن الزبير على إحدى أقاليم العراق الاستراتيجية الهامة ..
.. ، ثم تولى حرب الخوارج حتى قضى على فتنتهم كما ذكرنا .. ، فعظمت بذلك مكانته عند الحجاج بن يوسف ، فأكرمه ، و جعله أميرا على إقليم خراسان ...

.. و كان المهلب بن أبي صفرة رجلا فاضلا كريما واسع السخاء .. ، و روي عنه أنه قال :

(( نعم الخصلة السخاء .. ، فهي تستر عورة الشريف .. ، و ترفع خسيسة الوضيع .. ، و تحبب الناس في المزهود فيه ))

.. ، و كان من كلامه الحسن أيضا أنه قال :

(( يعجبني في الرجل أن أرى عقله زائدا على لسانه
.. ، و لا أرى لسانه زائدا على عقله )) ..

.. ، و تولى ( يزيد بن المهلب ) أمر إقليم خراسان خلفا لأبيه ..

............. ............ ............... ............

** هل حققت ( الثورة ) مطالبها .. ؟!!

.. توالت الاشتباكات الدامية في دير الجماجم .. ، و كان العلماء و القراء يثبتون الثوار من أهل العراق ، و يرفعون معنوياتهم .. ليس فقط بخطبهم و كلامهم الحماسي .. ، و لكن أيضا ( بالقدوة ) .. ، فقد كانت ( كتيبة العلماء و القراء ) دائما في الصدارة ، و على رأسهم سيدنا / سعيد بن جبير ، و الإمام / الشعبي .. يبادرون بالهجوم .. ، و يبذلون دماءهم و أرواحهم في سبيل رفع الظلم و القهر ..

.. ، و طال أمد القتال ....

و يقال أن تلك المعركة استمرت قرابة المائة يوم .. !!
.. ، و كثر القتلى من الفريقين .. ، فأصبح الحجاج بن يوسف يريد إنهاء تلك المعركة بأية طريقة ، و في أسرع وقت ممكن لأن جنوده كانوا في حالة من الإعياء و الجوع الشديد ...

.. ، فقرر الحجاج في أن يشن هجوما مركزا على
( كتيبة العلماء و القراء ) حتى يتم القضاء عليها لأن الناس جميعا يتبعونها مقتدين بعلمائهم .. !!

.. ، و بالفعل ...
ركز جند الحجاج الضرب على العلماء .. ، فصمدوا أمامهم صمودا عظيما .. ، و صبروا صبرا عجيبا .. ، حتى قتل منهم عدد كبير .. ، ففزع الثوار و اضطربوا اضطرابا شديدا ..!!

.. ، فاستغل الحجاج تلك الفرصة و باغتهم بهجوم شامل ، و أعمل فيهم القتل .. ، فما استطاعوا أن يصبروا .. !!

.. ، و كان مشهد ( النهاية ) الحزين .. نهاية الثورة المجيدة ..

................. ................... ................

👀 (( إنجازات الثورة ... !! )) 🦴💀🦴

.. هزم جيش ابن الأشعث .. ، و تفرق الثوار ، و هربوا في كل مكان .. ، و فر ابن الأشعث هاربا نحو بلاد الترك .. !!

.. ، فطاردهم الحجاج بن يوسف بجيشه حتى قتل ، و أسر منهم أعدادا كبيرة ..
.. ، بينما تمكن ابن الأشعث من أن يدخل بلاد الترك ، فأحسن إليه رتبيل ( ملك الترك ) و أكرم مثواه ..

.. ، و انقسم جيش ابن الأشعث .. ، فحاولت فرقة منهم أن تدخل بلاد فارس .. ، فخرج إليهم يزيد بن المهلب بجيشه و حاربهم ، فقتل و أسر منهم أعدادا كبيرة .. ، ثم أرسل الأسرى إلى الحجاج بن يوسف .. !!
.. ، فلما عرض هؤلاء الأسرى على الحجاج قتل أكثرهم
.. ، و عفا عن بعضهم ..

.. ، و فر الناجون من علماء المسلمين خوفا من بطش
الحجاج .. ، فقد نشر جنوده في كل مكان لاعتقالهم ...

.. ، فتمكنوا من اعتقال الإمام / الشعبي ، و أرسلوه إلى الحجاج .. !!

.. ، أما سيدنا / سعيد بن جبير فظل يتنقل من مخبأ إلى آخر ، و من بلد إلى بلد متخفيا من جند الحجاج حتى تم اعتقاله في النهاية .. بعد فترة طويلة .. ، و أرسلوه إلى الحجاج .. مقيدا في السلاسل .. لينظر في أمره .. !!

.......... تابعونا .........

👀 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك13 🌿 (( المهلب بن أبي صفرة )) ‌❣️⁩ * في ذي الحجة من العام 82 هجرية .. .. ، و في أثناء ذلك الصراع المحتدم بين الجيشين في ( دير الجماجم ) .. وصل خبر أليم .. أحزن المسلمين جميعا من الفريقين .. فقد توفي بطل الإسلام…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك14

(( ... و عاد نظام الحجاج .. !! )) 💀

.. ، و سقط سقف المطالب على رؤوس الثوار ...!!

* طلب الحجاج بن يوسف أن يحضروا إليه الإمام / الشعبي ليمثل أمامه حتى يستجوبه عما حدث ..

.. ، و بلا شك أنتم جميعا تنتظرون هذا اللقاء ، و تريدون أن تشاهدوا كيف سيتكلم أحد (( علماء الثورة )) مع الحجاج بعد هذا الذي حدث .. ؟!!

.. ، و بعضكم .. بالتأكيد .. يتوقع أن يقف التابعي الجليل الإمام / الشعبي رحمة الله عليه أمام الحجاج ، فيخاطب ذلك الظالم الغشوم سفاك الدماء باستخفاف .. وهو مرفوع الرأس ، و لا يخاف القتل .. ، فيستنكر عليه ظلمه و فساده ، و يلقي عليه .. بكل جرأة .. سلسلة من الاتهامات الصريحة .. ، ممتثلا في ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )) .. إن صح الحديث ..

.. و لكن .. فلندع الإمام الشعبي يحكي لنا ما حدث بينه و بين الحجاج بلسانه ..

.. ، يقول الإمام الشعبي :

(( دخلت على الحجاج .. ، فسلمت عليه قائلا :
( السلام عليك أيها الأمير ) .. ، و قد كان يكرمني و يحسن إلي قبل أن أخرج عليه و أقاتله ..
.. ، ثم قلت له :
( أيها الأمير .. إن الناس قد نصحوني بأن أعتذر إليك بأن أقول غير الحق .. ، و لكنني والله لا أقول في هذا المقام إلا الحق كائنا في ذلك ما كان ..
.. أيها الأمير .. لقد تمردنا عليك .. ، و خرجنا لقتالك ..
.. ، و لم نأل في ذلك جهدا .. ، و لم نكن بالأقوياء الفجرة
و لا الأتقياء البررة .. ، و لقد نصرك الله علينا و أظفرك بنا .. ، فإن عاقبت فبذنوبنا ، و بما كسبت أيدينا ..
.. ، و إن عفوت عنا فبحلمك .. ، و لك الحجة علينا .. )

.. ، فقال لي الحجاج :
( أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا ، ثم يكذب و يقول : و الله ما فعلت ، و لا شهدت ..
.. اذهب .. فقد أمنت عندنا يا شعبي ) ..

.. ، فانصرفت .. ، فلما مشيت قليلا ناداني قائلا :
( هلم يا شعبي )

.. ، فوجل لذلك قلبي .. ، و لكنني تذكرت أنه قد أمنني فاطمأنت نفسي ..

.. ، فسألني : ( كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي .. ؟! )

.. ، فقلت له : ( أصلح الله الأمير .. ، لقد اكتحلت بعدك السهر .. ، و استوعرت السهل .. ، و استحلست الخوف .. ، و استحليت الهم .. ، و فقدت صالح الإخوان ..
.. ، ثم لم أجد من الأمير خلفا )
.. ، فقال لي الحجاج : ( انصرف يا شعبي ) .. ))

* عفا الحجاج عن الشعبي كما رأينا ، ولم يأمر بضرب عنقه ..

......... .......... ............. .............

* و لما دخل الحجاج بن يوسف مدينة الكوفة بعد أن تمكن من القضاء على ثورة ابن الأشعث أمر أهلها بتجديد البيعة له و لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ..

.. ، و كان الحجاج يشترط على كل من يأتي ليبايعه أن يعلن ندمه و تبرؤه من تلك ( الثورة المجيدة ) .. ، فكان الحجاج يأمره قائلا : (( اشهد على نفسك أنك قد كفرت )) ..

.. ، فإذا قال : ( نعم أشهد ) .. قبل منه بيعته و عفا عنه ..
.. ، و إن رفض أن يشهد .. أمر الحجاج بضرب عنقه ..!!

.. ، فقتل من أهل الكوفة خلقا كثيرا ممن رفضوا أن يشهدوا على أنفسهم بالكفر ..!!!

.. ، ثم أحضروا له رجلا معروفا بين الناس بصلاحه و تقواه .. ، فقال الحجاج :

(( ما اظن أن هذا الرجل يشهد على نفسه بالكفر لدينه و صلاحه ))

.. ، فإذا بهذا الرجل يقول له : (( أشهد بأنني أكفر أهل الأرض .. ، و أكفر من فرعون و هامان و النمرود ))

.. ، فضحك الحجاج ، و أخلى سبيله ... !!

......... تابعونا .........

🎀 🎀

🌀 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك14 (( ... و عاد نظام الحجاج .. !! )) 💀 .. ، و سقط سقف المطالب على رؤوس الثوار ...!! * طلب الحجاج بن يوسف أن يحضروا إليه الإمام / الشعبي ليمثل أمامه حتى يستجوبه عما حدث .. .. ، و بلا شك أنتم جميعا تنتظرون هذا اللقاء…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك15

(( شهداء الثورة )) 💔

يروى أن الحجاج بن يوسف قتل من الثوار ما يزيد عن ال 100 ألف .. ، منهم من قتل في معركة دير الجماجم .. ، و منهم من أسر ثم أمر الحجاج بضرب عنقه .. ، و منهم من تتبعه الحجاج حتى قتله .. !!
.. ، و من بين هؤلاء القتلى جماعات من السادات الأخيار ، و كبار التابعين ، و العلماء الأبرار .. ، فعلى سبيل المثال قتل : ( محمد ) ابن سعد بن أبي وقاص .. ، و مالك بن دينار .. ، و عبد الرحمن بن ابي ليلي .. ، و ( أبو عبيدة ) ابن سيدنا /
عبد الله بن مسعود .. ، و أبو البختري .. ، و غيرهم الكثير .. !!

.. ، و لا يزال البحث مستمرا عن سيدنا / سعيد بن جبير .. !!

.......... ......... .......... .......... ...........

سعيد بن جبير **

.. هو من أكابر تلاميذ الصحابي الجليل / عبد الله بن عباس
.. ، و كان من أئمة الإسلام في التفسير و الفقه و أنواع العلوم ..
، و كان .. رحمه الله .. حريصا أشد الحرص على العمل الصالح و العبادة .. ، فكان يعلم الناس أن عبادة الله ليست فقط باللسان .. ، إنما العابد الحق هو من ظهر أثر كلامه و ذكره لله على أفعاله و أخلاقه ..
.. ، فكان من أقواله : (( إن أفضل الخشية أن تخشى الله خشية تحول بينك و بين معصيته ، و تحملك على طاعته .. ، فتلك هي الخشية النافعة ))

.. ، و كان يقول ايضا :
(( الذكر طاعة الله .. ، فمن أطاع الله فقد ذكره ، و من لم يطعه فليس بذاكر له .. ، و إن كثر منه التسبيح و تلاوة القرآن ))

.. ، و قيل له : (( من أعبد الناس .. ؟!! ))
.. ، فقال :
(( رجل اقترف من الذنوب ، فكلما ذكر ذنبه احتقر عمله ))

......... ........... .............

.. ، و في عام 94 هجرية ..
.. ، و بعد اثني عشر عاما من فشل ثورة ابن الأشعث ...

تمكن الحجاج من اعتقال سيدنا / سعيد بن جبير ..
.. ، و كان سعيد بن جبير قد هرب متخفيا بعد فشل الثورة إلى مدينة ( أصبهان ) في بلاد فارس ، فمكث فيها سنين ..
.. ، فكان يتردد على مكة مرتين كل عام .. مرة للعمرة ، و مرة للحج .. ، مع حرصه الشديد على أن يحدث الناس بما معه من العلم رغم المشقة الكبيرة التي كان يتعرض لها للقيام بذلك .. ، حتى يروى أنه كان أحيانا يجازف و يدخل الكوفة متخفيا ليلتقي بالناس و يحدثهم بعلمه .. ، و كان يقول :

(( إن مما يهمني ما عندي من العلم ..
.. ، و ددت أن الناس أخذوه ))

.. ، و لكن بالطبع كانت مطاردات جند الحجاج له ، و ذلك ( التضييق الأمني ) المستمر يحرمه من الكثير من فرص الالتقاء بالناس لنشر علمه بينهم .. !!

.. ، ثم عرف الحجاج مكانه في أصبهان ..
.. ، فأمر نائبه على أصبهان أن يعتقله فورا ، و يبعثه إليه ..

.. ، فهرب سيدنا / سعيد بن جبير إلى مكة ، و لجأ إلى بيت الله الحرام ، و مكث فيها سنين .. ، ثم أشار عليه بعض المقربين أن يهرب من مكة لأن الحجاج بن يوسف قد وصلته أخبار بتواجد عدد من الثوار في مكة ، فأمر واليها بأن يعتقلهم جميعا .. !!

.. ، و لكن سيدنا / سعيد رفض أن يهرب هذه المرة ..
.. ، و قال :
(( و الله لقد استحييت من الله مما أفر ..
.. ، و لا مفر من قدره ))

.. ، و بالفعل تم اعتقال خمسة من خيرة علماء التابعين في مكة .. ، وهم :

* سعيد بن جبير ..
* مجاهد ( تلميذ ابن عباس ) ..
* عطاء بن أبي رباح ..
* عمرو بن دينار ..
* طلق بن حبيب ..

.. ، و بعث بهم والي مكة إلى الحجاج بن يوسف ..

.. ، فمات طلق بن حبيب في الطريق قبل أن يصل إلى الكوفة
.. ، و عفا الحجاج بن يوسف عن عطاء و عن عمرو بن دينار ..
.. ، و حبس ( مجاهد ) فظل في السجن حتى مات الحجاج ..

.. ، ثم جاءوا بسعيد بن جبير ، و أوقفوه بين يدي الحجاج ..

.......... تابعونا .........


📢 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك15 (( شهداء الثورة )) 💔 يروى أن الحجاج بن يوسف قتل من الثوار ما يزيد عن ال 100 ألف .. ، منهم من قتل في معركة دير الجماجم .. ، و منهم من أسر ثم أمر الحجاج بضرب عنقه .. ، و منهم من تتبعه الحجاج حتى قتله .. !!…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك16

💔 (( الحجاج و سعيد بن جبير )) 🌿

* أدخلوا سيدنا / سعيد بن جبير على الحجاج بن يوسف مقيدا بالسلاسل .. ، فسأله الحجاج متهكما :

(( أنت شقي بن كسير .. ؟!! ))

.. ، فرد عليه قائلا :
(( لا .. إنما أنا سعيد بن جبير .. ، فكذا سمتني أمي ))

.. ، فقال له الحجاج : (( شقيت ، و شقيت أمك .. ))
.. ، فقال سعيد : (( الأمر ليس إليك ))

.. ، فأخذ الحجاج يذكره بسابق منته عليه و إحسانه إليه .. فقال له : (( يا سعيد .....
.. ألم أشركك في أمانتي ... ؟!!
.. ، ألم أستعملك .. ؟!!
.. ، ألم أفعل معك كذا .. ؟!! .. ألم أفعل كذا .. ؟!! ))

.. ، فقال سعيد : (( بلى ))

.. ، فقال له الحجاج : (( فما حملك على الخروج علي ، و أن تخلع بيعة امير المؤمنين ..؟!! .. ، لقد نكثت له بيعتين ..!!
.. ، ألم أخذ له منك البيعة عندما كنت واليا على مكة ..
.. ، ثم جددت بيعته أمامي عندما وليت على الكوفة .. ؟!! ))

.. ، فقال سعيد : (( بلى .. أصلح الله الأمير ..
إنما أنا امرؤ من المسلمين يخطئ مرة ، و يصيب أخرى ..
.. ، و قد أخذ ابن الأشعث مني البيعة ، و عزم علي ))

.. ، فغضب الحجاج غضبا شديدا .. ، و قال له : (( لأقتلنك ))
.. ، فقال سعيد : (( دعوني أصلي ركعتين ))
.. ، فقال الحجاج للحرس : (( وجهوه إلى قبلة النصارى ))
.. ، فتلا سعيد قول الله عز وجل :
(( .. فأينما تولوا فثم وجه الله ))

.. ، فقال له الحجاج بغيظ : (( لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى ))
.. ، فقال له سعيد بثبات المؤمن :
(( لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها ))

.. ، فصرخ الحجاج في الحرس قائلا : (( اضربوا عنقه ))

.. ، فدعا سيدنا / سعيد ربه قائلا :

(( اللهم لا تسلطه على أحد بعدي ))

.. ، فقاموا بضرب عنقه من قفاه .. رحمة الله عليه .. !!

.. ، و بعدها لم يهنأ الحجاج بنوم .. ، فقد كان إذا نام يرى سعيد بن جبير في المنام وهو يأخذ بمجامع ثيابه ، و يقول له : (( يا عدو الله .. لم قتلتني .. ؟!!
.. يا عدو الله .. لم قتلتني .. ؟!! ))

.. ، فكان الحجاج يقوم من نومه فزعا .. ، وهو يقول :

(( مالي و لسعيد بن جبير .. مالي و لسعيد بن جبير ))

.. ، و لم يسلطه الله على أحد بعد قتله لسيدنا /
سعيد بن جبير .. ، لأنه لم يلبث بعده إلا أربعين يوما فقط .. ، ثم مات .... !!!!!

* * فسبحان الملك القهار * *

.............. .............. ........... ..........

.. وروي عن الإمام أحمد أنه قال واصفا لمكانة سيدنا /
سعيد بن جبير العلمية :

(( قتل سعيد بن جبير و ما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه )) ...!!!

......... تابعونا .........

🎀 🎀

💎 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك16 💔 (( الحجاج و سعيد بن جبير )) 🌿 * أدخلوا سيدنا / سعيد بن جبير على الحجاج بن يوسف مقيدا بالسلاسل .. ، فسأله الحجاج متهكما : (( أنت شقي بن كسير .. ؟!! )) .. ، فرد عليه قائلا : (( لا .. إنما أنا سعيد بن جبير…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك17

🌿 ‌ (( الحجاج و أنس بن مالك )) 💔

** لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان أنس بن مالك غلاما في العاشرة من عمره ، فأتت به أمه إلى رسول الله ، و قالت له :
(( يا رسول الله هذا أنيس ابني أتيت به إليك ليخدمك ، فادع الله له ))
.. ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في ماله و ولده .. ، و استجاب الله تعالى دعاءه .. ، و كثر مال سيدنا أنس ، و كثر أولاده و أولاد أولاده حتى كانوا نحو المائة ..
.. ، و طال عمره .. رضي الله عنه .. حتى كان آخر صحابي يموت في البصرة .. ، فمات عن عمر يناهز 100 عام .. !!

.. ، ووقف سيدنا / أنس في صف علي بن أبي طالب أثناء قتاله لمعاوية في الفتنة الكبرى ..

.. ، و كان من أنصار سيدنا / عبد الله بن الزبير حينما كان يقاتل عبد الملك بن مروان ..

.. ، ثم انضم لثورة ابن الأشعث ضد الحجاج بن يوسف ..

.. ، فكانت مواقفه السياسية كلها ضد بني أمية ...

.. ، فلما فشلت الثورة استدعى الحجاج بن يوسف سيدنا / أنس بن مالك ، و قال له بسخرية و استخفاف :

(( إيه .. إيه .. يا ( أنيس ) .. ، يوم لك مع علي ، و يوم لك مع ابن الزبير ، و يوم لك مع ابن الأشعث .. !!!
.. ، و الله لأستأصلنك كما تستأصل الشأفة ، و لأقلعنك كما تقلع الصمغة ، و لأعصبنك عصب السلمة ))

.. ، فسأله سيدنا / أنس بن مالك مستنكرا طريقة كلامه التي لا تليق مع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( إياي يعني الأمير .. أصلحه الله ..؟!! ))

.. ، فقال له الحجاج بمنتهى الوقاحة و الجرأة :
(( إياك اعني .. صك الله سمعك ))
، فقال سيدنا / أنس : (( إنا لله و إنا إليه راجعون ))
.. ، و انصرف .......
.. ، ثم كتب إلى عبد الملك بن مروان رسالة قال فيها :

(( إلى أمير المؤمنين / عبد الملك بن مروان من أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
.. ، و بعد ..
فإن الحجاج قد أسمعني نكرا ، و قال لي هجرا ، و لم أكن لذلك أهلا .. ، و إنني لأمت بخدمتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و صحبتي له ))

.. ، فلما وصلت تلك الرسالة إلى عبد الملك استشاط غضبا و تعاظم ما فعله الحجاج .. ، ثم كتب كتابين أحدهما إلى سيدنا / أنس ، و الثاني للحجاج .. ، و أعطاهما لرسول و أمره أن يبدأ بتسليم رسالة أنس .. ، ثم يعطي الحجاج رسالته ..

........... ............ .............. ..........

.. ، و لما وصلت الرسالة إلى أنس قرأها ، فإذا فيها :
(( .. أما بعد ...
فيا أبا حمزة .. ، لقد كتبت للحجاج الملعون كتابا إذا
قرأه ، و عرف ما فيه كان أطوع لك من أمتك .. ))

.. ، و فتح الحجاج رسالة عبد الملك .. ، فإذا به يعنفه تعنيفا شديدا ، و يقول له :

(( ... أما بعد ..
فإنك عبد قد جاوزت قدرك .. ، و عدوت طورك .. ، وركبت داهية إدا .. ، فلعنك الله من عبد ..
.. ، و الله لأغمزنك غمز الليث للثعلب ، و الصقر للأرنب ..

أوثبت على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تقبل منه إحسانه ، و لم تتجاوز له عن إساءته جرأة منك على الرب ، و استخفافا منك بالعهد .. ؟!!
.. ، و الله لو أن اليهود و النصارى لقيت رجلا خدم عزيرا و المسيح لعظمته و شرفته و أكرمته .. ، و هذا أنس بن مالك خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأطلعه على سره ، و شاوره في أمره .. ، و هو مع ذلك بقية من بقايا أصحاب رسول الله فينا ..
.. ، فإذا بلغك كتابي هذا فكن أطوع له من خفه و حذائه .. ، و إلا أتاك مني سهم مثكل بحتف قاض .. ، و لكل نبأ مستقر ، و سوف تعلمون .. ))

.. ، فلما قرأ الحجاج ما في الرسالة أسرع إلى أنس بن مالك ، و أخذ يسترضيه و يتلطف معه .. ، ثم صلح بعد ذلك له ..!!

....... تابعونا ........

🎀
#ايهم حذيفه 🎀

🌿 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_عبدالملك17 🌿 ‌ (( الحجاج و أنس بن مالك )) 💔 ** لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان أنس بن مالك غلاما في العاشرة من عمره ، فأتت به أمه إلى رسول الله ، و قالت له : (( يا رسول الله هذا أنيس ابني…
#زمن_العزة

#خلافة_عبدالملك18

             🌀   (( الحجاج .. ، و النشطاء ))

                              ...................................................    

                              (( الزعيم ))

*  زعيم الثورة / عبد الرحمن بن الأشعث كان قد لجأ إلى صديقه رتبيل ملك الترك بعد فشل الثورة ، فاستضافه رتبيل و أكرمه ، ووعده بأن يكون في أمان كامل داخل مملكته ..

.. ، لكن الحجاج بن يوسف أرسل إلى رتبيل رسالة يهدده فيها قائلا :
(( .. و الله الذي لا إله إلا هو لئن لم تبعث إلى ابن الأشعث لأبعثن إلى بلادك ألف ألف مقاتل .. ، و لأخربنها ))

.. ، فخاف رتبيل على ملكه و على بلاده .. ، فاضطر أن يغدر بابن الأشعث .. ، فقتله ، و أرسل رأسه إلى الحجاج ..
.. ، و كان ذلك بعد حوالي عامين من القضاء على الثورة ..

.. ، فأمر الحجاج أن يطاف برأس ( زعيم الثورة ) في طرقات العراق حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن ينقلب على النظام الحاكم ....!!
............ .............. ............. ..........

                      (( يزيد بن المهلب ))

* و كما عرفنا ..
عندما توفي البطل / المهلب بن أبي صفرة اختار الحجاج ابنه ( يزيد بن المهلب ) ليجعله أميرا على إقليم خراسان خلفا له ..

.. ، و لكن ....
حدث شيئ غريب أدى إلى انقلاب العلاقة بين الحجاج و بين يزيد بن المهلب رأسا على عقب ..
.. ، فقد تنبأ أحد ( العرافين ) للحجاج بأن أحد أمرائه ، و اسمه ( يزيد ) سيغدر به غدرة عظيمة  ، و ستكون سببا في ضياع حكمه لبلاد العراق .. ، ثم يتولى ( يزيد ) هذا مكانه .. !!

.. ، و صدق الحجاج ذلك العراف .. ، ووقع في نفسه أنه يقصد يزيد بن المهلب .. ، فبدأ يتوجس منه خيفة .. ، و أخذ يرسل رسائل إلى الخليفة /  عبد الملك يذمه فيها  ، و يحذره من غدره .. ، فسمح له عبد الملك أن يختار غيره  ..

.. ، فاختار أخاه ( المفضل بن المهلب ) وولاه مكان يزيد على خراسان .. ، فظل ( المفضل ) حاكما لهذا الإقليم الحيوي الهام تسعة اشهر فقط .. ، و بعدها عزله الحجاج ، و عين مكانه
بطل الإسلام .. الفاتح العظيم / قتيبة بن مسلم ..
.. ، و ستكون لنا معه حكايات و أحاديث قريبا إن شاء الله ..

.. ، و ساءت بعدها العلاقة بين يزيد بن المهلب و بين
الحجاج بن يوسف بشكل كبير حتى أنه أودعه في السجن .. !!

...................... .................. ..........

                     (( عبد العزيز بن مروان ))

* كان واليا على مصر خلال فترة خلافة أخيه عبد الملك .. ، و كان عبد العزيز من خيار الناس .. ، كان جوادا كريما ، و قد تأثر ابنه ( عمر بن عبد العزير ) بأخلاقه تأثرا كبيرا ، و زاد عليه في أمور كثيرة ..

* و عبد العزيز هو ولي العهد الآن ..
..  ، فقد عهد أبوه ( مروان بن الحكم ) بالأمر من بعده لابنه عبد الملك .. ، ثم لعبد العزيز ....

..  ، و لكن الحجاج بن يوسف أخذ يزين لعبد الملك بن مروان أن ينحي أخاه عبد العزيز ، و أن يجعل ولاية العهد  لأبنائه الوليد و سليمان حتى تبقى الخلافة في عقبه من بعده ..
.. ، و هذه الفكرة أعجبت عبد الملك كثيرا ، فعزم على عزل أخيه عبد العزيز عن مصر لينحيه جانبا عن الحياة السياسية كلها .. !!

.. ، و يشاء الله تعالى أن يموت ( عبد العزيز بن مروان ) قبل أن يتمكن عبد الملك من عزله عن مصر .. ، فلما جاءه نعيه بكى عليه بكاء شديدا ، و ندم هلى ما كان يريد أن يفعله من عزله ..
.. ، و بذلك استطاع عبد الملك أن ينقل ولاية العهد لأبنائه الوليد ، ثم سليمان .. ، و أخذ لهما البيعة في دمشق ..
.. ، ثم في سائر البلاد الإسلامية ..
.. ، فلما حاول والي المدينة أن يأخذ البيعة للوليد و سليمان من أهل المدينة  رفض التابعي الجليل / سعيد بن المسيب أن يبايع لأحد في حياة عبد الملك ..
.. ، فأمر والي المدينة باعتقاله فورا .. ، ثم جلده ستين سوطا ، و ألقاه في السجن غير عابئى بقدره و مكانته ..  !!!

.. ، فلما وصل ذلك لعبد الملك غضب غضبا شديدا ، و أرسل إلى والي المدينة يعنفه على ما فعل ... ، و يقول له :

(( إن سعيدا كان أحق منك بصلة الرحم مما فعلت به ، و إنا لنعلم أن سعيدا ليس عنده شقاق و لا خلاف )) ..
..  ، فاطلق سراحه ..

........... ............. ..............

..  ، و سبحان الله .. الحي الذي لا يموت ...

.. ، يموت عبد الملك بن مروان بعد أخيه ( عبد العزيز ) بعام واحد فقط .. أي في العام ال 86 من الهجرة  .. !!!

.. ، و لكن .. قبل أن ننتقل إلى خلافة  ( الوليد ) يجب أن تكون لنا وقفة مع الفتوحات و الإنجازات العظيمة التي قدمها
( عبد الملك بن مروان ) للإسلام خلال فترة خلافته ..

.. ، فإن كان ( الحجاج بن يوسف الثقفي ) هو سيئة عبد الملك الكبرى ، فلا شك أن له حسنات عظيمة لا يمكن إغفالها ..
.. ، و قد تشفع له عند ربه ...
#زمن_العزة

#فتوحات_عبدالملك_بن_مروان1

📌 (( و إن عدتم عدنا ... ))

* لم يكن لعبد الملك نشاط كبير في الفتوحات الإسلامية بسبب الثورات العنيفة ، و القلاقل و الصراعات الداخلية العاصفة التي ذكرناها ..

.. ، ففي جبهة المشرق الإسلامي ظلت فتوحات المسلمين على ما كانت قبل توليه الخلافة ..

.. ، أما على الجبهة البيزنطية ، فقد عانى المسلمون من هجمات الرومان الذين استغلوا انشغال عبد الملك بن مروان بإخماد الثورات ، و سعيه لاستعادة وحدة الأمة الإسلامية ..
.. ، و بسبب تلك الاعتداءات البيزنطية المتكررة عقد عبد الملك مع الإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني معاهدة عام 79 هـ لمدة عشر أعوام ..

.. ، في حين كانت الجبهة الأفريقية المحور الجدي لفتوحات عبد الملك بن مروان إذ خاض المسلمون عدة معارك لتصفية القواعد البيزنطية على الساحل الشمالي لإفريقية ، و لإخضاع البربر لسلطة الدولة الإسلامية ..

.. ، فقد عرفنا سابقا .. في سنة 62 هجرية .. كيف استطاع البطل المغوار / عقبة بن نافع رضي الله عنه أن يفتح شمال أفريقيا حتى وصل إلى بحر الظلمات ( المحيط الأطلسي )
.. ، و كان ذلك في فترة خلافة /
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ..
.. ، و رأينا كيف تمكن المجرم الخائن / كسيلة زعيم البربر من أن يجهز لجيش عقبة بن نافع كمينا في طريق عودته إلى القيروان ، و أن يقضي على جيش المسلمين و يقتل عقبة بن نافع ..
.. ، ثم فرض كسيلة و جنوده من البربر سيطرتهم الكاملة على القيروان و على شمال إفريقيا و انتزعوها من الخلافة الإسلامية لمدة خمس سنوات ..
.. ، حتى تولى عبد الملك بن مروان و أمر باستكمال فتوحات شمال أفريقيا ، فخاض المسلمون عدة معارك لتصفية القواعد البيزنطية على الساحل الشمالي لإفريقية ، و لإخضاع البربر لسلطة الدولة بعد أن هدأت أوضاع الاضطرابات التي عصفت بالدولة الأموية ..
.. ، فقد كان عبد الملك بن مروان يخشي من انعكاس نتائج التحالف البيزنطي البربري و ما يمكن أن يسببه من تهديد للحدود الغربية للدولة الإسلامية ..

............... ................... ...........

(( انطلاقة جديدة ))

** عهد عبد الملك بن مروان إلى زهير بن قيس البلوي بقيادة العمليات العسكرية ، و أمره بالقضاء على قائد البربر كسيلة ، واستعادة الأراضي التي أخلاها المسلمون عقب مقتل
عقبة بن نافع ..
.. ، و بتعيين ( زهير ) قائدًا للجبهة الإفريقية بدأت مرحلة جديدة من مراحل فتوح شمالي إفريقية في الحقبة الإسلامية .....

..... تابعونا .....

🎀 ايهم حذيفه 🎀
قصص الصحابة
#زمن_العزة #فتوحات_عبدالملك_بن_مروان1 📌 (( و إن عدتم عدنا ... )) * لم يكن لعبد الملك نشاط كبير في الفتوحات الإسلامية بسبب الثورات العنيفة ، و القلاقل و الصراعات الداخلية العاصفة التي ذكرناها .. .. ، ففي جبهة المشرق الإسلامي ظلت فتوحات المسلمين…
#زمن_العزة

#فتوحات_عبدالملك_بن_مروان2

🌿 (( بطل جديد .. زهير بن قيس ))

* كان زهير بن قيس قد انسحب من القيروان إلى برقة بما تبقى من جيش المسلمين بعد مقتل سيدنا / عقبة بن نافع على يد كسيلة الخبيث و جيشه من البربر ..
.. ، و بقي زهير في برقة ينتظر أن تأتيه الإمدادات لكي ينهض إلى إفريقية ( أي تونس ) من جديد ..
.. ، ونظرًا لأنه صاحب عقبة ، فقد وقع الاختيار عليه ليقود الحملة العسكرية الجديدة ، و أمده الخليفة عبد الملك بالخيل والرجال والعتاد والمال ..

.. ، فسار زهير بن قيس بجيشه إلى القيران سنة 69 هـ
.. ، و كان كسيلة قد تركها هو ومن معه من البربر والروم واحتمى بجبل على مقربة منها .. ، فلما وصل زهير لم يدخل القيروان و إنما أقام بظاهرها ثلاثة أيام إلى أن استراح الجيش استعدادا للمعركة الكبرى ..

.. ، وفي اليوم الرابع التقى الجمعان بالقرب من القيروان على مسيرة يوم منها في معركة كبيرة ، و حقق المسلمون فيها نصرا كبيرا ، و أخذوا بثأر عقبة بن نافع و من قتلوا معه من جند المسلمين الأبرار .. ، و انهزم البربر و حلفاءهم من الرومان ، و قتل كسيلة المجرم و كثير من كبار أصحابه ..
.. ، فطارد المسلمون فلول المنهزمين إلى مسافات بعيدة .. !!

.. ، ثم رجع زهير إلى القيروان ليرتب أمورها و يصلح من أحوال المسلمين بها .. ، وبعد أن تم له من ذلك ما أراد و اطمأن إلى أنه لم تعد هناك خطورة لخلو البلاد من أي عدو أو ذي شوكة أعلن أنه عائد إلى المشرق هو و من أراد من أصحابه ...

.......... .......... ........ ..........

💔 (( احتلال برقة ))

.. ، و كان الرومان في القسطنطينية قد بلغهم مسير زهير و معه الجيش كله من برقة إلى القيروان لقتال كسيلة ، فاغتنموا تلك الفرصة وخرجوا من جزيرة صقلية في مراكب كثيرة و قوة عظيمة فأغاروا على برقة و أصابوا فيها سبيًا كثيرًا و قتلوا و نهبوا .. ، وأقاموا بها مدة أربعين يوما .. !!

.. ، و وافق ذلك رجوع زهير بجيشه إلى المشرق ..

.. ، فلما وصلته تلك الأخبار الصادمة أرسل إلى جنوده الذين تركهم في القيروان يأمرهم بالإسراع فورا نحو برقة لقتال الرومان .. ، و عجل هو بالمسير و معه سبعون من أصحابه أكثرهم من التابعين و أشراف العرب المجاهدين و سارعوا الخطا لإنقاذ برقة ...

.. ، و عندما وصل زهير و أصحابه إلى ساحل مدينة درنة التي اتخذها الرومان مركزا لهم جهز جيشه لقتالهم ..

.. ، و دار قتال عنيف بين الفريقين ..

.. ، و لكن مع الأسف ... تكاثر الرومان على المسلمين و انتصروا عليهم ... ، و قلتوا زهيرا و أصحابه فلم ينج منهم أحد ...!!!

.. ، و بعدها عاد الروم إلى القسطنطينية بما غنموا من برقة ..

.. ، فكانت نهاية هذا البطل المغوار / زهير بن قيس أن نال شرف الشهادة كصاحبه ( عقبة بن نافع ) ..
.. ، فرضي الله عنهما ، و عن كل ساداتنا من أبطال الإسلام الذين بذلوا أرواحهم من أجل أن يصل إلينا الإسلام ..

........ تابعونا ........

🎀 ايهم حذيفه 🎀
قصص الصحابة
#زمن_العزة #فتوحات_عبدالملك_بن_مروان2 🌿 (( بطل جديد .. زهير بن قيس )) * كان زهير بن قيس قد انسحب من القيروان إلى برقة بما تبقى من جيش المسلمين بعد مقتل سيدنا / عقبة بن نافع على يد كسيلة الخبيث و جيشه من البربر .. .. ، و بقي زهير في برقة…
#زمن_العزة

#فتوحات_عبدالملك_بن_مروان3

(( حسان بن النعمان )) 🌿

* و بعد مقتل البطل / زهير بن قيس توقفت العمليات العسكرية في شمال أفريقيا حتى عام 74 هـ ..

.. ، ثم وجد عبد الملك نفسه قويًا إلى الحد الذي يمكنه من استئناف الفتوحات في شمال إفريقية خاصة بعد أن تجازوت الخلافة محنتها في الداخل والمتمثلة بالقضاء على سيدنا / ابن الزبير رضي الله عنه ..
.. ، و لكن من الذي يستطيع أن يقود تلك المهمة الصعبة ... ؟!!

.. ، و بعد تفكير .. قال عبد الملك بن مروان : (( لا أعلم أحدا أكفأ بإفريقية من حسان بن النعمان الغساني ))

.. ، فوقع الاختيار على البطل / حسان بن النعمان ليكون قائدًا جديدًا للجيش الإسلامي في إفريقية .. ، و بذلك بدأت مرحلة جديدة من مراحل فتوح شمالي إفريقية ...

............. .............. ...................

.. كان حسان بن النعمان واليا على مصر في عهد
عبد الملك .. ، فخرج منها في أوائل سنة 74 هـ على رأس جيشه ، و وصل به إلى طرابلس .. ، فانضم إليه من كان هناك من المسلمين .. ، ثم سار بهم إلى إفريقية
( تونس حاليا ) ، و دخل القيروان حيث أعد نفسه للغزو ..

.. ، و اتبع حسان خطة عسكرية جديدة أساسها مقابلة أعدائه من الروم والبربر كل على حده حتى يسهل القضاء عليهم ..

.. ، و بدأ بالروم فاتجه بكل قواته إلى قرطاجنة ( و هي عاصمة تونس القديمة ) .. ، و لم يكن أحد من القادة المسلمين السابقين قد تمكن من فتحها بسبب مقاومتها الشديدة .. ، فضرب حسان الحصار على حصون قرطاجنة .. ، و كان بها عدد كبير من الروم ، فخرجوا لقتاله مع ملكهم .. ، فانتصر حسان و قتل منهم خلقا كثيرا
.. ، و فر الباقون في المراكب إلى جزر البحر المتوسط ، و خاصة نحو صقلية .. ، و بذلك فتحت قرطاجنة ..

.. ، و بعدها تصدى حسان بن النعمان لتحالف بيزنطي بربري جديد .. ، فقد حاول الرومان أن ينتقموا من المسلمين لاستيلائهم على قرطاجنة ، فاجتمعوا في موضع يسمى صطفورة ، وأمدهم البربر بعسكر عظيم ، فزحف إليهم حسان و قاتلهم حتى هزمهم .. ، و تمخضت المعركة عن عدد كبير من قتلى التحالف البيزنطي البربري .. ، و انسحب البربر ..

.. ، ثم انصرف حسان إلى مدينة القيروان ..

.. ، فقامت الكاهنة / ديهيا .. و هي التي تولت رئاسة البربر بعد مقتل كسيلة .. قامت بحشد حشود ضخمة من البربر في منطقة جبال الأوراس للانتقام من حسان ..

.. ، فخرج لها البطل / حسان بن النعمان .. ، و دار بينهما قتال شرس مرير .. ، و لكن مع الأسف .. انتهى بهزيمة حسان هزيمة كبيرة أدت إلى ضياع كل إفريقية ( تونس حاليا ) ، و انسحاب المسلمين إلى حدود مدينة قابس .. ، لكن البربر تبعوا حسان و جيشه و لاحقوه حتى خرج من قابس .. !!

.. ، وعلى إثر هذه الهزيمة استرد الرومان عاصمتهم قرطاجنة ....

.. ، و كتب حسان إلى الخليفة يخبره بأمر الهزيمة ليمده بالمدد .. ، و لكن تأخر وصول المدد من عيد الملك لمدة تصل إلى خمس سنوات كاملة .. !!!

............... ............... ...............

.. ، و عندما أتم حسان حالة الاستعداد ، و وصلته الأمداد من العرب و ممن انضم إليه من مسلمي البربر سار إلى الكاهنة /
ديهيا و جيشها و التقى بها في قتال عنيف .. ، و تمكن في هذه المرة من هزيمتها و قتلها .. ، و اقتحم جبال الأوراس ..

.. ، و كان من ثمرات هذا النصر العظيم أن سارع كثير من البربر يطلبون الأمان ، و يعلنون الإسلام و الطاعة .. ، لكن حسان لم يقبل أن يصالحهم إلا بشرط .. أن يعطوه من قبائلهم اثني عشر ألفا من جند البربر ليكونوا مع العرب مجاهدين معه في جيشه .. ، فأجابوه لذلك ، و أسلموا على يديه .. ، و تم الصلح ..

.. . و في تلك الفترة حاول البيزنطيون استعادة قرطاجنة بواسطة أسطول بحري ، و اقتحموها عام 82 هـ إلا أن حسان تمكن من إخراجهم منها .. ، و حتى يقضي على آمالهم في العودة إليها بعد ذلك دمرها تدميرا كاملا ، و بنى مدينة إسلامية جديدة بدلا منها .. ، و هي مدينة تونس ..

.. ، و استقر حسان بن النعمان في ( القيروان ) بعد إتمام هذا الفتح العظيم ، فجدد بناء مسجدها ، و أمر ببناء جامع الزيتونة في تونس .. ، و عاد الأمن و الأمان إلى بلاد المغرب ..

......... تابعونا .........

🎀 ايهم حذيفه 🎀
قصص الصحابة
#زمن_العزة #فتوحات_عبدالملك_بن_مروان3 (( حسان بن النعمان )) 🌿 * و بعد مقتل البطل / زهير بن قيس توقفت العمليات العسكرية في شمال أفريقيا حتى عام 74 هـ .. .. ، ثم وجد عبد الملك نفسه قويًا إلى الحد الذي يمكنه من استئناف الفتوحات في شمال…
#زمن_العزة

#فتوحات_عبدالملك_بن_مروان4

👑 (( ثم الرحيل يا ... ملك .. )) 🏦

* نشأ عبد الملك بن مروان في المدينة المنورة ، و عرف بالزهد و الفقه و العبادة .. ، و شارك في الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا ، و في بلاد الروم .. ، ثم تولى الخلافة في سنة 65 هجرية بعد وفاة أبيه ، و استمرت فترة خلافته 21 عاما .. حيث توفي سنة 86 هجرية عن عمر يناهز الستين عاما بعد أن وحد الأمة الإسلامية تحت لواء واحد ، و قضى على الفرقة و الفتن الداخلية ، و هيأ الأمة للدخول من بعده في عصر جديد كان من أزهى و أقوى و أعظم عصورها ، و لذلك سمي ب (( العصر الذهبي )) حيث وصلت رقعة الدولة الإسلامية فيه إلى أكبر اتساع لها .. كما سنرى إن شاء الله ..

............... .............. .............

.. ، و لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة جمع أولاده و فيهم مسلمة بن عبد الملك و كان سيدهم .. ، فقال لهم :

(( أوصيكم بتقوى الله تعالى فإنها عصمة باقية و جنة واقية ، و هي أحصن كهف وأزين حلية .. ، وليعطف الكبير منكم على الصغير .. ، و ليعرف الصغير منكم حق الكبير ، مع سلامة الصدور والأخذ بجميل الأمور .. ، وإياكم و الفرقة والخلاف فبهما هلك الأولون و ذل ذوو
العزة المعظمون ..

.. ، و انظروا ( مسلمة ) فاصدروا عن رأيه ..
.. ، وأكرموا ( الحجاج بن يوسف ) فإنه وطأ لكم المنابر و أثبت لكم الملك .. ، وكونوا بني أم بررة و إلا دبت بينكم العقارب .. ، كونوا في الحرب أحرارا ، وللمعروف منارا ..

.. ، ثم أقبل عبد الملك بوجهه على ابنه ( الوليد ) فقال له :

(( لا ألفينك إذا مت تجلس تعصر عينيك و تحن حنين الأمة
، و لكن شمر و اتزر ، والبس جلدة نمر .. ضعني في حفرتي ، و خلني و شأني ، وعليك و شأنك .. ، ثم ادع الناس إلى البيعة فمن قال : هكذا ، فقل بالسيف : هكذا ... ))

.. ، ثم مات عبد الملك بن مروان تاركا للأمة الإسلامية من بعده أعظم سيئاته .. الحجاج بن يوسف الثقفي .. !!!

.. ، و تولى الخلافة من بعده ابنه (( الوليد بن عبد الملك )) ..

........... فتابعونا ...........

🎀 ايهم حذيفه 🎀
قصص الصحابة
#الوليد_بن_عبدالملك .. انتظرونا .. يوم غداً 💞
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد .................. #العصر_الذهبي1

💞 (( اقراوا القرآن )) 🌿

* تربى الوليد بن عبد الملك بن مروان على الصلاح و التقوى و ( حب القرآن ) حيث ولد في المدينة المنورة ، و نشأ في أجوائها الإيمانية و العلمية الفريدة ..

.. ، فلما وصل الوليد إلى سن الشباب تزوج من امرأة فاضلة ذات دين ، و هي ( أم البنين ) ابنة عمه عبد العزيز بن مروان ، و أخت ( عمر بن عبد العزيز ) .. ، فكل منهما قد تزوج من أخت الثاني ، فعمر بن عبد العزيز تزوج من
( فاطمة بنت عبد الملك ) أخت الوليد ..

.. ، و كانت ( أم البنين ) زوجة الوليد دائمة الذكر لله تعالى .. ، و شديدة التعلق بالقرآن كزوجها ، و كان بينهما تنافس و تسابق إيماني جميل على ختم القرآن .. ، فكانت أم البنين تتعاهد القرآن صباح مساء ، فلا تكاد ترى إلا و هي تالية للقرآن .. ، بينما كان الوليد يختم القرآن ختمة كل سبعة أيام .. ، و قيل : كل ثلاثة أيام .. ، فإذا جاء رمضان ضاعف الجهد و زاد في الختمات ... !!

.. ، و كان الوليد بن عبد الملك يشجع المسلمين على ختم القرآن و حفظه .. ، فكان إذا دخل عليه رجل قال له :

(( في كم تختم القرآن .. ؟!! ))

.. ، فيرد عليه الرجل قائلا : (( في كذا و كذا )) .. ، فإذا وجده متكاسلا في تلاوة القرآن عاتبه قائلا :

(( أمير المؤمنين على شغله يختمه في سبع ))

.. ، و كان الوليد بن عبد الملك يكافئ حفظة القرآن في كل الولايات الإسلامية بمكافآت قيمة من الفضة ...

.. ، أما ( أم البنين ) فقد تميزت أيضا بالكرم و السخاء مع الفقراء و المساكين ، فكانت عظيمة الصدقة .. ، و كانت تكره البخل و البخلاء ، و تصفهم قائلة :

(( البخيل من بخل عن نفسه بالجنة ))

............... ............... ..............

.. ، و قد تولى الوليد بن عبد الملك الخلافة بعد وفاة أبيه في سنة 86 هجرية ، و استمرت فترة خلافته ( عشر سنوات ) إلى أن توفي في 96 هجرية ...

.. ، و اختار الوليد بن عبد الملك ابن عمه البار التقي /
عمر بن عبد العزيز ليكون واليا على المدينة المنورة حيث كان يثق فيه ثقة كبيرة .. ، فلما أخبره عمر بأن المسجد النبوي قد ضاق بالمصلين أرسل إليه الوليد أموالا ضخمة لتوسعة المسجد النبوي و إعادة بنائه على أحدث طراز معماري ، ليخرج في أبهي صورة تليق به ..
.. ، كما أرسل إليه ثمانين صانعا محترفا من أهل الشام و مصر ، و معهم ما يحتاجون إليه من الرخام و الفسيفساء ، فكانت أول مرة يتم فيها نقل أساطين الرخام
( أعمدة الرخام ) من مصر والشام إلى الحجاز على العجل .. !!
.. ، و أدخلت حجرات نساء النبي صلى الله عليه وسلم في هذه التوسعة ، و لذلك فنحن نجد قبر النبي صلى الله عليه وسلم اليوم في داخل حدود المسجد النبوي ، و ذلك لضرورة التوسعة ...

.. ، و كلف الوليد عمر بن عبد العزيز بأن يحفر الآبار في المدينة المنورة لسقاية الحجيج .. ، و اهتم بكل الطرق التي يسلكها حجاج بيت الله الحرام من بلادهم إلى الحجاز ، فأنفق نفقات ضخمة لتعبيد تلك الطرق من أجل تسهيل رحلات الحج و العمرة ، كما أمر بحفر الآبار على طول هذه الطرق ، ووظف من يعنى بهذه الآبار و يمد الناس بمياهها ..

.. ، و من آثار الوليد الخالدة ( الجامع الأموي ) بدمشق ، فقد كان يعد من عجائب الدنيا في ذلك العصر ، ولا يزال حتى اليوم ناطقا بعظمة الوليد ، فهو من معالم الإسلام الخالدة عبر العصور ... !!!

.. لقد حرص الوليد على أن يستثمر تلك الوحدة و الاستقرار الداخلي الذي حققه أبوه ( عبد الملك ) لينهض من بعده بالأمة الإسلامية نهضة عظيمة تذهل العالم كله ... ، و قد كان ... !!!

.............. تابعونا ...........

🎀 ايهم حذيفه 🎀

💞 المرجع : كتابات الدكتور / راغب السرجاني حفظه الله
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_الوليد .................. #العصر_الذهبي1 💞 (( اقراوا القرآن )) 🌿 * تربى الوليد بن عبد الملك بن مروان على الصلاح و التقوى و ( حب القرآن ) حيث ولد في المدينة المنورة ، و نشأ في أجوائها الإيمانية و العلمية الفريدة…
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ......... #العصر_الذهبي2

              🌿  (( الرعاية الصحية )) 💞

.. ، و في دمشق سنة 88 هجرية أنشئ أول مستشفى تخصصي عرفته الدنيا .. ، و هو
(( مستشفي الوليد بن عبد الملك التخصصي )) لعلاج مرضى الجذام .. ، حيث خصصها أمير المؤمنين / الوليد لعزل و علاج المجذومين ، و أنفق على إنشائها نفقات ضخمة ، و جعل فيها من أمهر الأطباء .. ، و كان المرضى يجدون فيها أحسن خدمة و رعاية ، و يقدمون لهم أفضل الأطعمة ..
.. ، كما أجرى الوليد لكل واحد من هؤلاء المرضى رواتب ثابتة من بيت المال .. ، حتى يروى أن الأصحاء كانوا يتمنون أن يحتجزوا معهم في هذا المستشفى الفخم ، و لربما تمارض بعضهم طمعا في الإقامة فيها .. !!

..  ، و قد كان الوليد حريصا كل الحرص على تقديم
( الرعاية الصحية ) للناس على أعلى مستوياتها ، و لذلك لم يكن يبخل في إقامة المستشفيات على أحدث طراز .. !!

.. ،  كما أمر بتعيين قائد لكل ( أعمى ) ليرافقه في كل مكان .. ، و عين لكل ( مقعد ) خادما يخدمه ، و يأخذون  رواتبهم من بيت المال .. !!

.. ،  و تعهد الوليد بالأيتام و كفلهم ، و عين لهم المربين و المعلمين برواتب شهرية مجزية .. !!!

.. ، و كذلك أقام ( الفنادق الفخمة ) لاستقبال ( ابن السبيل ) ، ليقيم فيها الغرباء ( مجانا ) ، حيث تقدم لهم الخدمات المتميزة و الأطعمة الشهية طوال فترة إقامتهم .. !!

.. ، و من الجدير بالذكر أن أول مستشفى تخصصي تم إنشاءه في أوروبا كان بعد إنشاء مستشفى الوليد بن عبد الملك بحوالي 800 عام تقريبا .. ، فلنفخر بأمجادنا ، و أجدادنا العظماء الذين علموا ( الرقي ) للبشرية كلها ، و أشهدوهم .. في
زمن عزتنا .. كيف تكون الحضارة ، و كيف تحترم الإنسانية .. ؟!!

* لقد اهتم الوليد بن عبد الملك بشؤون الدولة الداخلية و الخارجية ، فذاق المسلمون في عهده طعم الرفاهية و النعيم ، فكان عند أهل الشام أفضل خلفائهم بعد سيدنا /
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه  ...

.........   تابعونا  .........

                      🎀 ايهم حذيفه 🎀
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_الوليد ......... #العصر_الذهبي2               🌿  (( الرعاية الصحية )) 💞 .. ، و في دمشق سنة 88 هجرية أنشئ أول مستشفى تخصصي عرفته الدنيا .. ، و هو (( مستشفي الوليد بن عبد الملك التخصصي )) لعلاج مرضى الجذام .. ، حيث خصصها أمير المؤمنين /…
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد .........#العصر_الذهبي3

                  🌿  (( نور الإسلام ))  🌿

* كان الوليد بن عبد الملك حريصا على أن ينشر
( نور الإسلام ) في ربوع الأرض لينقذ الضالين من نار جهنم ، و لذلك أمر باستكمال حركة الفتوحات الإسلامية على أوسع نطاق ..
.. ، فظهر في عهده أبطال عظماء تصدروا الجيوش الإسلامية شرقا و غربا و شمالا ، و سطروا بجهادهم قصصا لملاحم رائعة تذكرنا بقصص ابطالنا الأوائل من امثال خالد بن الوليد ، و سعد بن ابي وقاص ، و عمرو بن العاص .. ، و غيرهم ..

.. ، ولا عجب .. ، ففي كل عصر ،  و في كل مكان يستعمل الله سبحانه رجالا صادقين لنصرة هذا الدين .. ، و ذلك إلى آخر الزمان .. فقد وعد سبحانه بأن يظهر دين الحق على الدين كله .. ، و لو كره الكافرون ...

.. ، فسطع في عهد الوليد بن عبد الملك نجم :
أخيه البطل الجسور  / مسلمة بن عبد الملك الذي جاهد الرومان في الشمال سنين طويلة رغبة في أن ينال الشرف العالي ، و يفتح القسطنطينية ..

.. ، و في المشرق لمع نجم الفارس المغوار / قتيبة بن مسلم الذي وصل بالفتوحات إلى أقصاها .. إلى حدود الصين ..
.. ، و كذلك الشاب الصغير الشجاع / محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند و البنجاب ( باكستان حاليا ) ..

.. ، و في الجناح الغربي الإفريقي خرج الأسد الضاري /
موسى بن نصير ، و تلميذه النجيب .. البطل الأمازيغي الفذ / طارق بن زياد .. ، فخاضا البحر و فتحا بلاد الأندلس .. !!

.. رحمة الله عليهم جميعا ، و رضي عنهم ..

.. ، و الحقيقة أنني في حيرة .. من أين أبدأ .. ؟!!!!
   .. فالملاحم كلها رائعة ...

             أولئك آبائي ، فجئني بمثلهم

......... تابعونا ..........

                  🎀 ايهم حذيفة 🎀
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_الوليد .........#العصر_الذهبي3                   🌿  (( نور الإسلام ))  🌿 * كان الوليد بن عبد الملك حريصا على أن ينشر ( نور الإسلام ) في ربوع الأرض لينقذ الضالين من نار جهنم ، و لذلك أمر باستكمال حركة الفتوحات الإسلامية على أوسع نطاق ..…
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد .................. #العصر_الذهبي4

            💞 (( مسلمة بن عبد الملك _ 1 )) 🌿

* والده هو الخليفة / عبد الملك بن مروان .. ، فهو أخ غير شقيق لكل من الخليفة / الوليد بن عبد الملك ، وسليمان بن عبد الملك ، ويزيد بن عبد الملك ، وهشام بن عبد الملك ..

.. ، و لكنه ترك القصور و العروش و الترف و ظل حياته كلها .. مجاهدا في سبيل الله .. ، فقد كان بطلا شجاعا مغوارا لا يهزم .. ، حتى اعتبره بعض المؤرخين :
           ( خالد بن الوليد الثاني ) .. !!

.. كان يغزو في العام الواحد مرة أو مرتين .. ، و بقي على هذا الحال خمسين عاما .. يسدد الرمي ، و يحمي الدين ، و يصون حرمات المسلمين .. ، فكانت آخر غزواته في نفس العام الذي توفي فيه .. !!

.. عرف مسلمة كيف يستثمر عمره فيما ينفعه في آخرته ، فعلى الرغم من أنه من أبناء الأسرة الحاكمة ، إلا إنه لم يكن متطلعا إلى الملك ، و لم يكن يشغله متى سيكون دوره في الخلافة  ، في حين اعتبره المؤرخون أحق أبناء عبد الملك بالخلافة و أفضلهم .. ، و لكن مسلمة كانت حساباته مختلفة .. ، فقد فهم أن ( الكرسي ) زائل آجلا أو عاجلا ، و أن ( ما عندكم ينفد ، و ما عند الله باق ) ، فآثر التجارة مع الله .. !!

* تحدث ابن كثير عن شجاعته فقال :
(( كانت لمسلمة مواقف مشهورة ، و غزوات متتالية منثورة .. افتتح حصونا و علاقا ، فكان في زمانه نظير خالد بن الوليد في شدة بأسه ، و قوة عزمه ، و كثرة مغازيه .. ))

............. ............. ............ .........

* بدأ مَسلمة حياته الحربية و العسكرية و هو فتى صغير كجندي في جيش عمه محمد بن مروان الذي فتح أرمينيا و منطقة جنوب القوقاز ..

.. ، ثم أعطاه عمه الفرصة الأولى في حياته ليقود جيشا بنفسه ، حيث كلفه أثناء فتوحاته في القوقاز بأن ينطلق بجيش  لغزو الخزر ( حاليا في روسيا )  ، فأبلى القائد الصغير / مسلمة بلاء حسنا ، و هزمهم بعد أن حِاصرهم لفترة طويلة .. ، واستولى على أقوى مدنهم  .. !!

.. ، و كانت أولى غزواته على الروم بعد هذا الفتح مباشرة ، حيث استدعاه والده عبد الملك هو و عمه من القوقاز بسبب محاولة الروم غزو الشام .. ، فجهز عبد الملك جيشاً ضخماً و استعمل عليه مسلمة ،  و وجهه إلى الأناضول لغزو الروم ..

.. ،  و من ساعتها استمر مسلمة يغزو الروم ، ثم يغزوهم  بشكل سنوي ، و تمادى في فتح المدن و القلاع البيزنطية في فترة خلافة أبيه / عبد الملك .. ، و بعدها في خلافة اخيه / الوليد .. ، ثم في فترة خلافة أخيه / سليمان بن عبد الملك ..
.. ،  حتى استطاع في النهاية أن يصل إلى عاصمة البيزنطيين ( القسطنطينية ) .. وهي إسطنبول حاليا .. في عام 98 هـ  ، فحاصرها سنة كاملة ، و كاد أن يفتحها لولا الظروف المناخية الصعبة جدا ، حيث الثلوج و الأمطار التي عانى فيها المسلمون معاناة شديدة من شدة البرد و الجوع  الذي وصل بهم إلى درجة أن أكلوا الدواب و الجلود و اوراق الأشجار .. !!
.. ، و كان القتال يدور عنيفا حول أسوار القسطنطينية طوال هذه الفترة ، و الرومان يقذفون على الجيش الإسلامي بقذائف النار ، حتى أصبح الجندي المسلم يخاف أن يخرج من المعسكر وحده  .. !!

.. ، فلما مات الخليفة / سليمان بن عبد الملك ، و تولى الأمر من بعده سيدنا / عمر بن عبد العزيز أرسل طعاما و خيلا إلى مسلمة لإنقاذ المسلمين في تلك المجاعة ، و أمره بأن ينسحب من أمام القسطنطينية فورا قبل أن يهلك جيشه بالكامل .. !!

.. كان مسلمة بن عبد الملك يريد أن ينال الشرف و الأجر بفتح القسطنطينية ، و لكن الله سبحانه ادخر ذلك الشرف لمحمد الفاتح الذي أتى بعدها بقرون ليحقق هذا الأمل المنشود .. !!

.. ، و في عهد الخليفة / هشام بن عبد الملك عاد أخوه مسلمة لغزو الروم من جديد  .. ، و استمر على هذا الحال من الجهاد و الغزو  حتى آخر عام في حياته ، حيث توفي سنة 121 هجرية .. !!

.. ، و لكن ..
ما هي قصة مسلمة بن عبد الملك مع صاحب النقب ... ؟!!!!

........ تابعونا ..........

           🎀 ايهم حذيفه 🎀
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_الوليد .................. #العصر_الذهبي4             💞 (( مسلمة بن عبد الملك _ 1 )) 🌿 * والده هو الخليفة / عبد الملك بن مروان .. ، فهو أخ غير شقيق لكل من الخليفة / الوليد بن عبد الملك ، وسليمان بن عبد الملك ، ويزيد بن عبد الملك ، وهشام…
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي5

             💞   (( مسلمة بن عبد الملك _ 2 )) 🌿

* كان مسلمة بن عبد الملك في إحدى غزواته على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم .. ، و لكن القلعة استعصت على المسلمين .. ، و كان جنود الروم  يقذفون جيش المسلمين من أعلاها  ، فازداد التعب و الجهد على جنود المسلمين .. ، و بدا الكثير منهم يشعرون بالإحباط و باستحالة فتح تلك القلعة الحصينة ..

.. ،  و في إحدى الليالي قام جندي مسلم  متخفيا ، فخرج من المعسكر وحده و اقترب من أسوار القلعة .. ، و أخذ يبحث عن أي نفق أو ثغرة تسمح بالدخول إلى داخل القلعة ..
.. ، فلم يجد .. !!

.. ، فقرر أن يقوم بعملية فدائية .. لعلها تنجح ..

.. تحرك حتى وصل باب القلعة ، و أخذ ينقب فيه و ينقب طوال الليل ، و هو يعلم جيدا أنها ستكون نهايته لو شعر به أحد من داخل القلعة ..
.. ، و لكنه بذل نفسه لله رجاء أن ينصرهم ..

.. ، و استطاع في النهاية أن يحدث نقبا صغيرا في الباب
..  ، و لم يشعر به أحد من جند الرومان .. ، فقد كانوا على ثقة كاملة من أن المسلمين يستحيل أن يفتحوا تلك القلعة المنيعة ، فكانوا ينامون و هم مطمئنون تماما .. ، و ربما أهملوا الحراسة الليلية ...

.. ، و بعد أن أنهى ( صاحب النقب )  مهمته رجع إلى معسكر المسلمين  ، و بات بينهم دون أن يخبر أحدا منهم بما فعل ... !!

.............   ................ .................

.. ، و في الصباح الباكر  ...
تأهب المسلمون للقتال كعادتهم ..

.. ،  و قبل بدء القتال تسلل ( صاحب النقب ) من بينهم و هو ملثم .. ، و توجه مباشرة نحو باب القلعة ، و دخل من النقب الذي أحدثه .. ، و تمكن من فتح الباب ..

.. ، فتدافع المسلمون و اقتحموا القلعة .. ،  و ما هي إلا لحظات حتى سمع جند الرومان أصوات تكبيرات المسلمين على أسوار قلعتهم و داخل ساحتها .. ، فحاولوا أن يدافعوا عن أنفسهم ما استطاعوا .. ، و لكن عنصر المفاجأة جعل كفة المعركة ترجح في صالح المسلمين ..
.. ، و تحقق لهم النصر ببركة إخلاص ( صاحب النقب ) .. !!

.. ، و بعد المعركة جمع أمير الجيش / مسلمة بن عبدالملك جنوده ، و نادى فيهم بأعلى صوته :

(( من هذا البطل الذي أحدث النقب في باب القلعة ..؟!!
.. ،  فليخرج لنكافئه .. ، فقد تحقق النصر بسببه ))

.. ، فلم يخرج أحد .... !!

.. ، فقد كان ( صاحب النقب ) يريد أن يجعلها ( لله ) ، و خشي أن تتغير نيته بسبب الشهرة و التكريم و المكافآت ..
.. ، و كان الخليفة / الوليد بن عبد الملك يجزل العطاء للقادة و الجنود المتميزين ..

.. ، فعاد مسلمة للنداء مرة أخرى :

                 ( من أحدث النقب فليخرج )

.. ، فلم يخرج له أحد ... !!!

.. ، و في اليوم التالي وقف مسلمة في جنده ، وأعاد نفس النداء .. ، فلم يخرج له صاحب النقب .. !!

.. ، فتعجب مسلمة بن عبد الملك من هذا الموقف الغريب .. !!

.. ،  و في اليوم الثالث ..
وقف مسلمة في جنده مرة أخرى  .. ، و نادى قائلا  :

(( أقسمت على من أحدث النقب أن يأتيني في أي وقت شاء من ليل أو نهار ))

.. ، و ساعتها شعر صاحب النقب بالحرج .. ، فأمير الجيش قد أقسم عليه ، و عليه أن يبر قسمه .. 
.. ، لذلك اضطر صاحب النقب أن يذهب إلى
مسلمة بن عبد الملك في خيمته ..
..  ، و لكنه ذهب إليه في ظلمة الليل ، و كان ملثما .. !!

.. ، فلما دخل عليه و هو جالس في خيمته سأله مسلمة مباشرة  : ((  أنت صاحب النقب ... ؟!!! ))

.. ،  فرد عليه قائلا  :
(( إن صاحب النقب يريد أن يبر قسم أميره ، و لكن لديه ثلاثة شروط حتى يلبي الطلب ))

.. ،  فسأله مسلمة متعجبا  : ((  و ما هي .. ؟! ))

.. ،  فقال له :
((  ألا تسأله عن اسمه .. ، و ألا تأمر له بعطاء ..
.. ، و ألا تخبر الخليفة بأمره ))

.. ، فقال له مسلمة : (( له ما طلب ))

.. ، فقال  : (( أنا صاحب النقب ))

.. ، ثم عاد أدراجه مسرعا .. ، واختفى بين خيام الجيش ..!!

.. ،  و هنا استصغر مسلمة بن عبد الملك ما قدمه من بذل و جهاد و تضحيات طيلة خمسين عاما أمام تجرد و إخلاص ذلك الجندي الصغير (( صاحب النقب )) .. ، فدمعت عيناه و تلا قول الله تعالى  :

(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))

.. ،  و كان ( مسلمة ) بعد ذلك يقول في دعائه :

       (( اللهم احشرني مع صاحب النقب ))

.. ، ذلك الجندي المجهول لم يذكر التاريخ اسمه ، و لم يعرفه المسلمون .. ، و لكن يكفيه أن الله يعلمه ..

.......... ........... ............... ..........

.... إخواني ..

اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة من عمل صالح ينفعكم يوم القيامة ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

     💞    إن لم يكن لله فعلك خالصا
                        فكل بنـاء قد بنيت خـراب  💞

......... تابعونا .....
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_الوليد ............... #العصر_الذهبي5              💞   (( مسلمة بن عبد الملك _ 2 )) 🌿 * كان مسلمة بن عبد الملك في إحدى غزواته على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم .. ، و لكن القلعة استعصت على المسلمين .. ، و كان جنود الروم  يقذفون…
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد ....... #العصر_الذهبي6

🌿 (( قتيبة بن مسلم _ 1 ))

* أبوه هو ( مسلم بن عمرو ) ، و كان من أصحاب مصعب بن الزبير والي العراق أيام أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير ، فكان مع مصعب في جيشه أثناء حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة 72 هجرية ..
.. ، و لذلك نشأ ابنه الفتى الصغير / قتيبة في أجواء الحروب في العراق ، فاحترف الفروسية منذ صغر سنه و كان محبا لها ، كما كان ماهرا في فنون القتال المختلفة ، و أبدى شجاعة فائقة و موهبة قيادية فذة لفتت إليه الأنظار ...

........... ............. ............. ..........

.. ، و في خلافة عبد الملك بن مروان ...

.. لاحظ القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة واليه على إقليم خراسان مهارات الفتى المتألق / قتيبة بن مسلم ، فقد كان المهلب خبيرا في معرفة الأبطال و معادن الرجال ، فتفرس في قتيبة أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام ، و لذلك أوصى به والى العراق / الحجاج بن يوسف الثقفي ..

.. ، و كان الحجاج يحب الأبطال والشجعان ، و يحرص على تنمية مهاراتهم والاستفادة منهم حتى و إن كانوا شبابا صغارا .. ، فانتدب الحجاج بن يوسف قتيبة بن مسلم لبعض المهام العسكرية ليختبره بها ، و ليعلم مدى صحة ترشيح المهلب له .. ، فأبلى قتيبة بلاء حسنا حتى وثق فيه الحجاج بن يوسف و ولاه على مدينة ( الري ) في فارس ..

............ ............. .............. ............

.. ، و في خلافة / الوليد بن عبد الملك ..

اختار الحجاج بن يوسف هذا الشاب الهمام قتيبة بن مسلم لمهمة أكبر و أخطر .. ، فقد ولاه على إقليم خراسان الاستراتيجي كله .. ، و كما تعلمون .. إقليم خراسان واسع جدا و مترامي الأطراف ، و كان مسرحا مفتوحا للفتن و القلاقل و الحركات الانفصالية و الانقلابات العسكرية دائما .. ، كما أنه إقليم حدودي يقع عند نهاية الجناح الشرقي للدولة الإسلامية و يفصل بينها و بين الدول و الممالك الأخرى المجاورة ، و لذلك فهو يحتاج إلى حاكم من طراز خاص جدا ..
.. ، و في 86 هجرية تولى قتيبة مهام منصبه الجديد كحاكم لإقليم خراسان و هو لا يزال شابا في الثلاثينات من عمره ، و منذ ذلك الحين لمع نجم قتيبة بن مسلم ، و أصبح حديث العالم الإسلامي كله .. ، فلم يكن يشغل قتيبة إلا الجهاد في سبيل الله .. ، و كان يطمح إلى فتح بلاد ما وراء النهر لينشر التوحيد على أراض لم يشرق فيها نور الإسلام من قبل .. ، فظل يجاهد و يفتح البلاد في آسيا الوسطى حتى وصل إلى الصين .. !!

.. ، و كان قتيبة بن مسلم يسير في فتوحاته على نفس الخطة التي سار عليها آل المهلب ، و هي خطة
( الضربات السريعة ) القوية و المتلاحقة على الأعداء ، بحيث لا يترك لهم وقتا للتجمع أو التخطيط لرد هجوم المسلمين .. !!

.. ، ففتح طخاريستان ( وهي جزء من أفغانستان حاليا ) .. ، و بعدها تمكن من فتح ( إقليم بخارى ) و ما حوله من المدن و الحصون ، ثم فتح إقليم ( سجستان ) ، و إقليم ( خواريزم )

.. ، و استمر في الزحف في قلب آسيا حتى تمكن من فتح مدينة ( سمرقند ) و ضمها إلى الإسلام .. ، و كانت له فيها قصة عجيبة عجيبة سنذكرها لاحقا إن شاء الله ..!!

.. ، ثم توغل في أرض مملكة الصين حتى فتح مدينة
( كاشغر ) و جعلها قاعدة إسلامية ، فكانت هذه هي آخر مدينة وصل إليها الفتح الإسلامي في المشرق ... !!!

.............. تابعونا ..........

🎀 🎀
قصص الصحابة
#زمن_العزة #خلافة_الوليد ....... #العصر_الذهبي6 🌿 (( قتيبة بن مسلم _ 1 )) * أبوه هو ( مسلم بن عمرو ) ، و كان من أصحاب مصعب بن الزبير والي العراق أيام أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير ، فكان مع مصعب في جيشه أثناء حربه ضد عبد الملك بن مروان…
#زمن_العزة

#خلافة_الوليد .... #العصر_الذهبي7

         💞   (( قتيبة بن مسلم _ 2 )) 🌿

.. ، و الآن أحكي لكن قصة قتيبة بن مسلم في فتح مدينة سمرقند ..

* تقع مدينة  ( سمرقند ) فى آسيا الوسطى فى بلاد ما وراء النهر  .. ، و كانت مدينة رائعة الجمال ، حتى وصفها
ابن بطوطة بقوله :
(( إنها من أكبر المدن و أحسنها و أتمها جمالا .. ، مبنية على شاطىء واد يعرف بوادى القصارين ، و كانت تضم قصورا عظيمة .. ))
.. ، و وصفها بعض الرحالة العرب ب :

         (( الياقوتة الراقدة على نهر زرافشان ))

.. ، و قد كان أول فتح إسلامي لها على يد
سعيد بن عثمان بن عفان ، و قد فتحها صلحا عام 55 هجرية

.. ،  ثم نقضوا عهدهم مستغلين انشغال المسلمين بالفتنة الكبرى .. ، ففتحها سالم بن زياد عام 61 هـ  بعد مقاومة عنيفة .. ، ثم نقضوا العهد مع المسلمين مرة أخرى و تمردوا عليهم ... !!

... ، فلما نجح قتيبة بن مسلم في فتح بخارى و خواريزم و عاد بعدها إلى خراسان نصحه بعض أمرائه أن يخرج مرة أخرى ليفاجئ أهل سمرقند المتمردة لأنهم لما عرفوا بعودة قتيبة إلى بلاده اطمأنوا أنه لن يغزوهم في هذا العام ، و بالتالي سيكون ( عنصر المفاجأة ) في صالح المسلمين ..

.. ، فأعجب قتيبة بهذه الفكرة و سارع في التنفيذ  ، فبعث أخاه عبد الرحمن بن مسلم بين يديه في عشرين ألفا ليسبقه إلى سمرقند ، ثم  لحقه قتيبة في بقية الجيش ..

.. ، فلما وصلت تلك الأخبار إلى سمرقند أخرج حاكمها جيشا ليعترض طريق جيش قتيبة .. ، فدار قتال بين الفريقين انتصر فيه المسلمون و قتلوا معظم فرسان سمرقند و غنموا أموالهم ..

.. ، ثم وصل قتيبة بجيشه إلى حصون سمرقند و حاصرها ، و نصب المجانيق حولها ، ثم أخذ يضرب أسوارها العالية حتى تمكن من إحداث ثغرة في أحد تلك الأسوار ..

.. ، فانطلق المسلمون من خلال تلك الثغرة إلى داخل الحصن ، و دار تراشق بالسهام بين الفريقين حتى شعر حاكم المدينة بأنه لا مفر من طلب الصلح  ..
.. ، فأرسل إلى قتيبة يقول له :
    (( ارجع عنا يومك هذا ، و نحن نصالحك غدا ))

.. ، فرجع عنهم قتيبة .. ، فصالحوه من الغد على ألفي ألف و مائة ألف يحملونها إليه في كل عام .. ، و على أن يعطوه في هذه السنة ثلاثين ألف رأس من الرقيق ليس فيهم صغير ولا شيخ و لا عيب .. ، و على أن يسمحوا لقتيبة ببناء مسجد في سمرقند فيوضع له فيه منبر ليخطب عليه ..
.. ، فأجابوه إلى ذلك كله ..

.. ، فدخل قتيبة و معه أربعة آلاف من الأبطال ، و بني المسجد و وضع فيه المنبر .. ، فصلى قتيبة في المسجد و خطب في الناس ..
.. ، ثم أتي بالأصنام التي لهم فألقيت بين يديه بعضها فوق بعض حتى صارت كالقصر العظيم ، فأمر بتحريقها ..
.. ، فقال المجوس :
    (( إن فيها أصناما قديمة من أحرقها هلك ))

..  ،  فجاء حاكم المدينة فزعا ، و نهى قتيبة عن حرق هذه  الأصنام  ، و قال له : (( إني لك ناصح ))
.. ، فقال له قتيبة : (( أنا سأحرقها بيدي ))

.. ، ثم أخذ شعلة من نار  و أشعل في أصنامهم و هو يكبر الله عز وجل .. ، فلما أحرقت تماما وجد من بقايا ما كان فيها  خمسين ألف مثقال من ذهب ...!!!!!

.. ، و كان من جملة ما أصاب قتيبة في السبي جارية من ولد يزدجرد ( كسرى الفرس الأخير )  ، فأهداها إلى
الحجاج بن يوسف .. ، فأهداها الحجاح إلى الخليفة /
الوليد بن عبد الملك ، فولدت له يزيد بن الوليد .. !!

..  ، و قال قتيبة بن مسلم لأهل سمرقند :
(( إني لا أريد منكم أكثر مما صالحتكم عليه ، و لكن لا بد من جند يقيمون عندكم من جهتنا ))
..  ، ثم أرسل عددا من جنود المسلمين ليقيموا في سمرقند ، و عين عليها حاكما مسلما لإدارة شؤون البلاد ، و حتى لا يحاول أهلها أن يتمردوا بعد ذلك ..

.. ، فاضطر حاكمها الوثني المخلوع أن يخرج منها صاغرا ، فتلا قتيبة بن مسلم قول الله عز وجل :

        (( و أنه أهلك عادا الأولى و ثمود فما أبقى ))

.........  ............. .............. ........... 

.. ، و للحديث عن ( سمرقند ) بقية ......  فتابعونا ......

                       🎀 🎀