قصص الصحابة
12.3K subscribers
40 photos
1 video
11 files
438 links
💖 حتى لا تزيف الحقائق .... 💖
نعتز بالإسلام 🌿 .. نبحث عن الحقيقة .. على منهج أهل السنة والجماعة 🌟
Download Telegram
قصص الصحابة
#زمن_العزة #نجم_النجوم_82 #فتح_العراق_8 💥 (( معركة ذات السلاسل )) 🐘 ** تسمى معركة كاظمة بذات السلاسل لأن الخبيث هرمز اختار كتيبة من المغاوير .. الكوماندوز .. ليجعلها في مقدمة جيشه ، و ربط كل عشرة من هؤلاء المغاوير بالسلاسل ليقاتلوا…
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_83
#فتح_العراق_9

♨️{{معركة ذات السلاسل}}🔔

فجأة ....
خرجت فرقة الفرسان من جيش هرمز ، و انطلقت مسرعة نحو خالد بن الوليد ..

.. ولكن القعقاع بن عمرو لاحظ تحركاتهم الغادرة .. فانطلق إليهم  سريعا و معه فرقة من فرسان المسلمين .. وحالوا بينهم و بين خالد ، و قاتلوهم فقتلوهم جميعا.... !!!!

.. و في نفس اللحظة فوجئ هرمز بخالد بن الوليد يتحرك بفرسه مسرعا نحوه حتى اقترب منه جدااا ....
ثم طار خالد تاركا فرسه لينقض على هرمز  فيسقِطه من  فرسه على الأرض ..
و في ثوان  معدودات أمسك خالد رأس هرمز بيديه ، و كسر رقبته .. فمات في الحال  أمام أعين قادته و جنوده قبل بدء القتال .. فأصابهم الرعب ، و اضطربت صفوفهم ...!!

.. فلما رأى خالد علامات الفزع و الهلع في وجوه هؤلاء الجبناء صاح في جيشه فورا ، و قال : (( شِدوااااااا .... )) ..

و هذه الصيحة تعني الهجوم الشامل على الأعداء ....!!!

.. فهجم ا

لمسلمون كالأسود  .. و كانت مقتلة عظيمة ..
و لم يستطع المجوس أن يثبتوا فيها وقتا طويلا ..
ففروا مع قائدي الميمنة و الميسرة قباذ  ، و  أنوشجان ..
، و استخدموا السفن الحربية الراسية في نهر دجلة للهروب .. فما استطاع المسلمون أن يطاردوهم ...!!!

.. ولكن ثبتت كتيبة المغاوير المربوطين بالسلاسل أمام المسلمين حتى النهاية ... و قاتلوا باستماتة .. ، ولكن استطاع المسلمون أن يقتلوهم جميعا.. فلم ينج منهم واحد ..
بسبب السلاسل طبعا ... !!

.. سبحان الله .. هذه السلاسل ، و أثقال الحديد التي حسبها الفرس من أعظم أسباب النصر ، كانت من أهم أسباب الهزيمة ..
  (( و الله غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))

* و أسر المسلمون الفيل الملكي العظيم ، كما أسروا قائد الفيل .. و أخذوا يجمعون الغنائم .. السلاسل الثقيلة ، و أسلحة الفرس ، و قلنسوة  هرمز ذات المائة ألف درهم ..
... و غيرها ..!!

* وكعادته ... انتصر البطل الأسطوري / خالد بن الوليد في
معركة كاظمة  في يوم واحد فقط .. بل في ساعة واحدة ..!! 
  و أرسل خالد خمسَ الغنائم ، و هذا الفيل العظيم ، و  قلنسوة هرمز إلى أبي بكر الصديق في المدينة ..

  وهنا ملحوظة هامة  توضح فضل خالد بن الوليد ، وزهده في الدنيا :
فقد كانت  قلنسوة هرمز الغالية المرصعة بالجواهر من حق خالد بن الوليد وحده ، ولا تدخل في تقسيمة الغنائم ، و ذلك لأن خالد هو الذي قتل هرمز فمن حقه سلبه كاملا .. و السلب .. بفتح السين المشددة ، و اللام .. كلمة تعني سلاحه الخاص ، و درعه ، و كل ما يلبسه .. ، و مع ذلك أرسل خالد القلنسوة إلى الخليفة وسط باقي الغنائم ، وهو يعلم أنها من حقه شرعا  ..  ، و قد  كانت أقيم و أغلى شيئ رآه خالد و المسلمون  في حياتهم ، و كان يمكن أن تجعل خالدا من أغنى أغنياء العرب ..!!!

.. وفي ذلك رد على هؤلاء السفهاء و الجهلة في زماننا الذين يتطاولون على البطل الزاهد/ خالد بن الوليد و يزعمون أنه كان من المرتزقة  ، و أنه كان يسعى في معاركه  لاغتنام  المال و النساء .. وحاشاه .. رضي الله عنه ...
فهو سيف الله المسلول ..  المصبوب على أعداء الله .. !!

            الفيل فرحة  ......

* زِرّ بن كُلَيب  هو الصحابي الجليل الذي أرسله خالد بن الوليد إلى المدينة ببشريات النصر الأول على الفرس ، و أرسل معه الفيل و القلنسوة و خمس الغنائم ...

.. فلما رأى أبو بكر الصديق ذلك الفيل الضخم ، تعجب و ابتسم من شكله و ضخامته .. ، وطلب من زر أن يطوف بالفيل في طرقات المدينة ليشاهده الناس ...
، فكانت فرحتهم عظيمة بالنصر ... ، ثم برؤية الفيل  ..!!
.. حتى كانت عجائز المدينة يتساءلن :

(( هل هذا حيوان من خلق الله ...
أم هو شيئ من صنع البشر ... ؟!! ))

..  و أعاد أبو بكر الصديق قلنسوة هرمز إلى خالد بن الوليد لأنها من حقه .. ، و أعاد إليه الفيل أيضا  لأنه عديم الفائدة في المدينة .. ، كما أنه يتكلف مصاريف باهظة لإطعامه ...

، و لكن مع الأسف .... مات الفيل في طريق العودة ..
فلم يتحمل السفر الطويل في الصحراء ..  !!

  والآن ....
أصبح الطريق إلى ميناء الأبلة الاستراتيجي مفتوحا أمام خالد بن الوليد  .. ، فأرسل  فرقة من جيشه بقيادة /
سويد بن قطبة  ليفتحها ...

، ولكن وصلت الأخبار إلى خالد أن أهل الأبلة قد حشدوا حشودا عظيمة داخل حصونها لمواجهة المسلمين  ... !!

** فكيف سيتصرف خالد بن الوليد ... ؟!!
* .....تابعونا ....

                     🎀 ايهم حذيفة  🎀

📌 المرجع : البداية والنهاية لابن كثير
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_84
#فتح_العراق10

                     (( الطريق إلى الأبلة )) 🛳

أرسل خالد بن الوليد فرقة بقيادة / سويد بن قطبة  ليسبقه إلى  مدينة الأبلة ، و يحاصرها ...

🔔.. فلما وصل إليها وجد فيها حشودا كبيرة من المقاتلين ، و لكنهم ظلوا  متحصنين بداخل حصونها .. فقد كانوا يخافون الخروج لقتال سويد خشية أن يأتي خالد بباقي جيش المسلمين في أي وقت  فيقضي عليهم .. !!!

... و أخبر سويد سيدنا / خالد بن الوليد بذلك ، فاتفق معه على حيلة ليخرج بها  هؤلاء المقاتلين من الحصن ، و هي أن يشيع سويد بين جنوده .. أمام حصن الأبلة .. أن خالد بن الوليد لن يأتي للأبلة  لأن عليه أن يذهب بجيشه مباشرة لفتح الحيرة  ...

👍و بالفعل .... بدأ خالد بن الوليد يتحرك نحو الحيرة ..
و تسربت الإشاعة إلى أهل الأبلة ، و تأكدوا من صحتها عندما تابعوا تحركات خالد ... فشعروا بالطمأنينة لأنهم سيتمكنون من فك الحصار بسهولة ، ففرقة سويد صغيرة العدد ..

.. و لما دخل الليل ....
غير خالد بن الوليد مساره .. ، و تحرك راجعا إلى الأبلة ، و عسكر قريبا منها .. دون أن يشعر به مقاتلوها ....

، و كانت الخطة أن تستفز فرقة سويد مقاتلي الأبلة للخروج من الحصن بأن ينهالوا على حراس الأبراج بالسهام في صباح اليوم التالي ...

        ♨️  فتح الأبلة ....
.. و بالفعل ... خرج المقاتلون ، و اشتبكوا مع فرقة سويد ..
فإذا بخالد بن الوليد ينقض عليهم من حيث لم يحتسبوا ، و كانت مقتلة عظيمة .. ففر منهم الكثيرون ..!!
، فأرسل خالد سيدنا / المثنى بن حارثة بفرسانه ليطارد هؤلاء الهاربين ... 

... و تمت السيطرة الكاملة على المدينة ، و على ميناء الأبلة الاستراتيجي .. ، و غنم المسلمون غنائم عظيمة  ..

.. كل ذلك في الأسبوع الأول من وصول البطل /
خالد بن الوليد إلى أراضي العراق ... !!!!

... ثم أخذ خالد بن الوليد ينشر فِرقا من جيشه هنا و هناك في جنوب العراق ليفتحوا الحصون الفارسية المحيطة بالأبلة ...!!
.. فسبحان الله العظيم  الذي وعد في كتابه فقال :
  (( إن تنصروا الله ينصركم ، و يثبت أقدامكم )) 

... و فاجأ  خالد بن الوليد أهل العراق بمعاملته الكريمة  ، فلم يكونوا يتوقعون ذلك أبدا من المسلمين .. بعد ما عانوا من الويلات ، و الظلم و الاغتصاب في ظل الاحتلال الفارسي ..!!

🔔... ولكن خالدا عاملهم بالعدل و الإحسان الذي أمره به الإسلام .. فترك لهم اراضيهم و ممتلكاتهم مقابل أن يدفعوا الجزية أو الخراج ، و كانت مبلغا يسيرا  ..
كما لم يكرههم على اعتناق الإسلام ، و عرفهم أنهم أصبحوا في ذمة المسلمين .. يحمونهم ، و يدافعون عن بلادهم .. !!

... و تلك الأجواء من الحرية و الإنسانية جعلت كثيرا من قرى العراق تفتح أبوابها لخالد بن الوليد .. دون قتال ..
لتنعم بالحياة الكريمة تحت حكم الإسلام ...!!!

..............تابعونا................
    
🎀ايهم حذيفة 🎀
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_85
#فتح_العراق11


🔔بداية التصعيد .....♨️

... و وصلت أخبار تلك الانتصارات المتتالية التي حققها سيف الله المسلول إلى كسرى / شيرويه في قصر المدائن الأبيض .. فجن جنونه ، وطار النوم من عينيه ....!!

  المؤرخون يقولون في وصف خالد بن الوليد : كان لا ينام ، ولا يُنيم .. رضي الله عنه .. فقد كان أعداءه لا يهنأون بنوم  خوفا من مفاجآته .. لأنه كان خاطفا في حركاته ، و ضرباته 

.. عقد كسرى / شيرويه مجلسا استشاريا طارئا مع الأسرة الساسانية .. وهذا هو اسم الأسرة الحاكمة في الفرس ، و هؤلاء  كانوا يعتبرون أنفسهم فوق كل البشر ، و كأنهم آلهة ...!!!
.. فأخذوا يناقشون الموقف المتأزم في العراق ...
ثم استقر رأيهم على أن يأمروا قائدهم العسكري المخضرم / قارن .. وهو أيضا ممن وصلوا إلى منتهى الشرف ..
أن يضم لجيشه كل القوات الفارسية التي تمكنت من الهرب من معركة ذات السلاسل مع قباذ و أنوشجان ، و كذلك الهاربين من  الأبلة .. ثم  يتحرك بهم بسرعة لإيقاف زحف خالد بن الوليد نحو الحيرة .. بأي ثمن .. !! 

    و نفذ قارن الأوامر ...
وانضم إليه الجنرالان قباذ ، و أنوشجان .. ، و جعلهما قارن  قائدي الميمنة و الميسرة لجيشه الضخم ..!!
.. كما استطاع أن يجند أعدادا كبيرة من أهل العراق في طريقه ... حتى و صل عدد المقاتلين في جيشه إلى 80 ألف مقاتل  ... !! 
.. بينما كان جيش خالد كما هو .. 18 ألف فقط  ..!!!

.. و اختار قارن مدينة المذار .. وهي تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة .. لتكون ميدان المعركة القادمة مع المسلمين ..

* كانت معركة كاظمة في منتصف شهر المحرم ١٢ هجرية ، و فتح الأبلة بعدها بثلاثة أيام ...، ونحن الآن في أول شهر صفر ١٢ هجرية ....

      ♨️  ** معركةالمذار .....♨️
  
* وصل  قارن إلى مدينة المذار بجيشه العظيم ، و بدأ يعبئ جيشه للقتال ...
.. و أبلغ جهاز المخابرات الحربية الذي يرأسه المثنى بن حارثة سيدنا خالد بأخبار جيش قارن فتحرك إليه بلا تردد ، و عبر بجيشه جسرا على  نهر دجلة  لينتقل إلى الضفة الشرقية حيث تقع  مدينة المذار ...
.. و عندما وصل البطل أخذ يعبئ جيشه

♨️.. فاختار عاصم بن عمرو قائدا على الميمنة ، و عدي بن حاتم الطائي على الميسرة ، و أمرهما أن يركزا الضرب على قادة جيش الفرس ...

... و خرج قارن  يطلب المبارزة  .. فتقدم له أحد فرسان المسلمين .. و اسمه مَعقِل بن الأعشى  ..
و بدأت المبارزة .. فما هي إلا دقائق معدودات حتى أجهز البطل / معقل بن الأعشى على قارن بالضربة القاضية ... !!

... فانهارت معنويات الفرس بعد مقتل قائدهم  بهذه البساطة ... فصاح خالد بن الوليد  في جيشه قائلا : شدوووووااااا .... فهجم  عاصم بن عمرو  على أنوشجان  فقتله .... ، و انقض عدي بن حاتم  على قباذ فقتله .. ،
فلم يتمالك  الفرس أنفسهم من شدة الهلع  بعد أن أصبحوا بلا قيادة ..  ففروا هاربين .. ، واستطاع المسلمون أن يقتلوا منهم  ثلاثين ألفا  على أرض المعركة .... !!!

🔔 ... وكان قارن قد أعد قبل المعركة سفنا حربية راسية في نهر دجلة تحسبا للهزيمة ... فتزاحم جنود الفرس الفارون على تلك السفن يريدون النجاة ..فأدى تزاحمهم إلى سقوط كثير منهم في النهر .. ، فغرق منهم بضعة آلاف بسبب دروع الحديد الثقيلة التي كانوا يلبسونها .. أما من عجز عن ركوب هذه السفن فقد خلع الحديد الذي يلبسه ، و ألقى بنفسه في النهر عريانا  ... !!! 
.. وبذلك انتهت معركة المذار في ساعة من نهار ... كما عودنا القائد الأسطورة / خالد بن الوليد .. بطل معارك اليوم الواحد .... !!!
... تابعونا ..لنعرف كيف كان وقع هذه الأخبار الكئيبة على كسرى .. ؟!!

                     🎀 ايهم حذيفة 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_86
#فتح_العراق13



🔱🔱معركة  الأندرزغر


🔔🔱🔱 فبدأ  خالد ينظم صفوفه .. و أعد كمينا للفرس .. حيث جعل ألفي فارس علي الميمنة بقيادة  بسر بن أبي رهم الجهني ، كما جعل ألفي مقاتل علي الميسرة بقيادة  سعيد بن مرة العجلي  ، وأمرهما أن
يختبئا في هدوء الليل بالصحراء ، وألا يشتركا في القتال إلا حين يشير إليهما  خالد بنفسه ...
...  ثم جعل بقية الجيش كتلة واحدة تمثل القلب تحت قيادته ...

* وفي صباح الثاني والعشرين من صفر عام 12 هجرية، استعد الفريقان للمواجهة ...

وكان الأندرزغر  مغرورا إلي درجة أنه لم يطلب المبارزة لا لنفسه ، ولا لأحد من فرسانه علي غير عادة الحروب يومئذ ، وكأنه كان واثقا من النصر... !!

🔱... و بدأ  الإلتحام العنيف ..
، واستبسل المسلمون استبسالا عظيما رغم قلة عددهم ، وكانوا هم البادئون بالهجوم ، وقاتل الفرس بشجاعة أزعجت خالداً رضي الله عنه  ، وجعل الأندرزغر  و جنوده ينتظرون خروج  بهمن جاذويه بجيشه الكبير من الخلف لترجيح كفتهم ... ولكن كان انتظاره  دون جدوي  ...!!!

.. ثم أشار  خالد  إشارته بخروج الكمينين ...
فتفاجأ الفرس بسيوف المسلمين تحصد رقابهم من الخلف .. من حيث توقعوا المدد و النصرة ... !!

.. فخالد هو الذي طوق جيش الفرس قبل أن يطوقوه .. !!!!  

💢  وراعت تلك المفاجأة قوات الفرس فأربكتهم ...
واغتنم خالد  لحظات ارتباكهم ليصيح في جنده : (( شِدددوووواااااا... )) ، فأشعلت صيحاته حماس الجيش الإسلامي ، و جعلوا يحصدون رقاب الفرس ، وجعل الفرس يفرون في كل اتجاه علي غير هدي ، حتي لقد فر  الأندرزغر  من أرض المعركة ..، ودخل في مجاهل الصحراء ، ووجدوه بعد أيام وقد مات من شدة العطش بها ....!!!

🔝.. و انفرط عقد الجيش الفارسي ، وقتل منهم المسلمون
ثلاثين ألفا  .. بخلاف من مات داخل الصحراء... !!!

🛡، و أسروا عددا من سادات قبائل العرب المتنصرة التي قاتلت مع الفرس ، فحكم  فعليهم خالد بن الوليد بالإعدام في أرض المعركة ، وذلك لأنهم عاونوا الفرس .. المجوس .. ضد إخوانهم من العرب المسلمين الذين جاءوا ليخلصوهم من شر الفرس و ظلمهم  ..  فقام المسلمون بذبحهم جميعا ....!!!

وكان لهذه الغلظة في التعامل  مع الأسرى من نصارى العرب في العراق أثرها الكبير في المعركة القادمة ، فقد عزموا على الانتقام من المسلمين .. كما سنرى ... !!

🔴* و  دخل خالد بن الوليد مدينة الولجة فاتحا منتصرا ، و عامل أهلها معاملة حسنة ، و صالحهم على الجزية ، و قسم الغنائم على جنوده تشجيعا لهم على المزيد من الصبر و الجهاد فقد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمهم الكبير بالاستيلاء على مدينة الحيرة  .... !!!  

... أما زعماء قبائل العرب النصارى فقد استشاطوا غضبا   مما فعله خالد من ذبح لأبنائهم الذين وقعوا في الأسر  ..  فأرسلوا إلى كسرى يعرضون عليه أن يجندوا له أعدادا ضخمة من العرب المتنصرة ليقاتلوا معه المسلمين حتى يأخذوا بثأر أبنائهم .... !!!


  كيف بيكون  موقف النصارى  من  عرض كسرى..!؟
  ما موقفك عزيزي القارئ من فعل خالد بن الوليد من شأن الأسرى..!؟

       ............. تابعونا.................
      
  🎀ايهم حذيفة 🎀
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_87
#فتح_العراق14

       معركة الأندرزغر


... ، و شجع ذلك العرض كسري / أردشير  علي تجهيز جيش آخر بحيث يكون العرب النصاري رأس حربته
، وبالفعل أرسل إلي بهمن جاذويه .. و الذي كان لا يزال في الطريق بين نهري دجلة والفرات  .. يأمره بأن ينطلق بجيشه إلي مدينة أُليس .. بضم الهمزة و تشديد اللام .. حيث سيتجمع العرب النصاري هناك لينضموا إلى جيشه ...!!!

.. وبالفعل  انطلق  بهمن بجيشه إلي أليس .. وهي المدينة التالية التي يجب أن يمر عليها جيش خالد في طريقه على نهر الفرات ليصل إلى مدينة  الحيرة ...

و أثناء تحرك بهمن بجيشه  وصلته أنباء خطيرة عن مرض كسري أردشير  مرضا مفاجئا ، و أن هناك خلافات كبيرة بين الأسرة الساسانية على الحكم ...!!

.. فترك بهمن القيادة لنائبه جابان ..  و أخبره بأنه سينطلق إلي المدائن عاصمة الفرس ، وسوف يعود إليه بمدد من الجند سريعا .. ، و أمره أن ينتظره قدر الإمكان .. ، و ألا يبدأ بقتال المسلمين إلا إذا بدأوا هم بالقتال ..

.. ثم انطلق بهمن إلي  المدائن .. ، و واصل جابان تحركه نحو أليس .. فعبر إلى  الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبث العيون ترقبا لوصول الجيش الإسلامي ..

.. وقد كان  لجابان من إسمه نصيب .. حيث كان ضعيف الشخصية  ، وكان يرتعد خوفا من فكرة قتال خالد بن الوليد  بعد أن سمع عن انتصاراته المتتالية العجيبة ..
فكان يتمنى أن يعود بهمن سريعا ليقود الجيش بنفسه ..!!

.. ووصل  جابان إلي  أُليس .. فوجد العرب المتنصرة وقد عسكروا بها ، فقام بتعبئة الجيش والاستعداد للقتال في أية لحظة ، حيث جعل لجيشه ميمنة وميسرة وقلبا ..
أما الميمنة فقد أسند قيادتها إلي  عبد الأسود العجلي وهو أحد زعماء العرب المتنصرة  .. ، وعامة الميمنة كانوا من العرب النصاري .. ، وأما الميسرة فقد أسند قيادتها إلي جابر بن بجير وهو أيضا من زعماء العرب النصارى .. ، و كان عامة الميسرة من العرب النصاري أيضا
، وأما القلب فقد قاده جابان  بنفسه ... !!

** جاءت الأنباء إلي خالدٍ بحشد الفرس لجميع القبائل العربية المتنصرة .. فضلا عن جيش  بهمن جاذويه .. حتى بلغ مجموع هذا الجيش مائة وعشرين ألف مقاتل .... !!

... فقرر خالد أن يتحرك سريعا  مستغلا العامل النفسي المتدني لمعنويات الفرس ، وارتفاع الروح المعنوية لجند الإسلام بعد انتصاره الأخير

ي المذار ..
، و أمر الطليعة بقيادة المثني بن حارثة الشيباني  أن تسبقه خشية الكمائن والمفاجآت .....!!!!

    ... ...تابعونا ..........

لنتعرف على واحدة من أشرس معارك فتح العراق ..
(( معركة أليس .. و التي تسمى : معركة نهر الدم ))

                   🎀  ايهم حذيفة 🎀

📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_88
#فتح_العراق15
                        💥 (( أليس .... نهر الدم )) 👀

   وصل خالد بجيشه إلي أُليس  وقد مد الفرس ، ومتنصرة العرب الموائد ، ووضعوا طعام الغداء .. ، وكان طعاما فاخرا جدا  فأشار عليهم قائدهم / جابان  بالاستعداد للقتال و ترك الطعام ، حيث إن  خالدا علي تعبئة واستعداد ، وقد علموا من تجاربهم السابقة معه أنه سريع الحركة ، سريع في اتخاذ القرار ،  فكان جابان يخشي أن يهاجمهم  خالد أثناء تناولهم الغداء ....

.. فقالوا لجابان : (( إن أعدادنا كالرمال ، ولن يجرؤ خالد علي مهاجمتنا .. ، ثم إن بهمن جاذويه قد أعطي الأوامر بانتظاره ، وألا نقاتل إلا في حالة أن يبدأ المسلمون بالقتال ))

* فقال لهم جابان  : (( ما أظن أنه سيترككم حتي تتناولوا غداءكم ... فقوموا حتي نقاتله ))

..  فقالوا له  : (( لن نترك غداءنا ..
                    ، ولابد أن نشعره أننا لا نعبأ به  ))

كانت  مائدة طعام فاخرة جداااا ..، و طويلة جداااا ...!!  فقد أعدت لجيش الفرس الضخم الذي قوامه
(( 120ألف مقاتل )) .... !!

.. فقال لهم القائد / جابان الجبان  :
(( والله ما دخلتني من الرئاسة وحشة قبل هذا اليوم ...،
وإني لأظن أنكم قد صنعتم هذا الطعام للمسلمين .. ، و أري أن تضعوا فيه السم  ... فإن كان النصر حليفكم ، فلا بأس بإلقاء الطعام وإعداد غيره ...
، وإن كانت عليكم ، و هزمتم .. فقد صنعتم شيئا  ، وأفنيتموهم بالسم .. فكان لكم عذر بذلك عند كسرى ..... ))

، فقالوا   : (( لا اقتدار لهم علينا )) ..

، ثم بدأوا يتناولون الطعام وعصوَا أمر قائدهم  ضعيف الشخصية  ..!!!
... لما رأى خالد الفرس على مائدة الطعام أراد أن يستغل هذه الفرصة و أن يعَجل ببدء القتال رغم أن جيشه لم يكن قد أخذ قسطا من الراحة بعد عناء السفر .... !!!

...  فتقدم خالد وطلب المبارزة ، فقام جنود الفرس من على مائدة الطعام قبل أن يأكلوا ... ، و حاولوا بسرعة الاستعداد للقتال المفاجئ الذي اضطرهم إليه خالد بن الوليد... !!!!

... فخرج له أحد فرسان العرب النصارى ليبارزه ، فضربه خالد ضربة واحدة بسيفه فقتله في الحال ...!!
ثم زحف المسلمون عليهم ، واقتتلوا قتالا عظيما ، وصمد الفرس وحلفاؤهم صمودا شديدا .. حتى أن خالد بن الوليد .. و لأول مرة .. شعر أنه عاجز تماما عن إنهاء تلك المعركة ...
، و خاف أن يهزم .. فهذا القتال كان بين 18 ألف مسلم ، و 120 ألف من القوات الفارسية ... !!

.. و شعر خالد أنه لن ينجيه من هذا البأس و البلاء إلا رب السماء ، و أن عليه أن يجتهد في التضرع و الدعاء .. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ..
فترك خالد أرض المعركة ، و تنحى جانبا ، ثم رفع يديه إلي الملك  الذي بيده الأمر ، والذي ينزل النصر ...

، ودعا خالد ربه متضرعا منكسرا ، و نذر في دعائه  قائلا :

(( اللهم إن لك علي  إن مَنحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدا قدرنا عليه حتي أُجرِيَ النهر بدمائهم ))

، ثم عاد إلى القتال ....

.. فحمل خالد بقلب الجيش علي قلب الجيش الفارسي ، وفي هذه الأثناء كان قائد مقدمة الجيش الإسلامي ..
المثني بن حارثة الشيباني رضي الله عنه  .. ينطلق كالسهم بمن معه من الفرسان إلى ميمنة الجيش الفارسي فتمكن من شقها نصفين ...
، فبدأت الفوضي تدب في صفوف الجيش الفارسي بأكمله ، ولم يفوت  خالد تلك الفرصة فحمل بمن معه حملة جريئة علي قلب الجيش الفارسي فشقه نصفين ...

، ففر جابان  من أرض المعركة تاركا جنوده لمصيرهم ..؟!
  و دب الرعب في صفوف الفرس .. ، وجعلوا يفرون في كل اتجاه ...!!
.. و أخذ خالد يصيح في جنده يأمرهم  بأن يأسروا أكبر عدد ممكن من جند الفرس أحياء ، وألا يقتلوا إلا من امتنع عن الأسر ، و قاتلهم .. فقد كان خالد .. رضي الله عنه .. يريد أن يبر بقسمهِ فيجري نهر الفرات بدماء الفرس بعد أن أجاب الله دعاءه ، و أنزل على المسلمين نصره المبين....!!!

*  وبالفعل ... تم أسر الآلاف من الفرس و العرب النصارى ، و أمر خالد أن يقتل هؤلاء الأسرى جميعا على حافة النهر ..!!

.. فجرى الفرات بدمائهم .. حتى أن أهل العراق ظلوا يَعجِنون طحِينهم  بالماء الأحمر  ثلاثة أيام متواصلة بعد المعركة ..!!

.. لذلك سميت معركة أليس  بنهرالدم ..

، و من العجائب أن المسلمين تمكنوا من قتل سبعين ألفا ..  ، و من بين هؤلاء القتلى  أربعون ألفا من نصارى العرب ..

، و انتهت هذه المعركة الفاصلة أيضا في يوم واحد فقط ..!!

...
       .................تابعونا..................

                🎀ايهم حذيفة 🎀
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_89
#فتح_العراق16


🔝((غنائم معركة أليس نهر الدم ))💢


، و انتهت هذه المعركة الفاصلة أيضا في يوم واحد فقط ..!!

... و حان الآن وقت الطعام ...

فدعا خالد المسلمين لتناول ذلك الغداء  الفاخر الذي لم يهنأ به الفرس ..،  ووقف خالد أمام المائدة الطويلة وقال ضاحكا :
(( قد نفلتكم هذا الطعام ... انظروا إلي الطعام ..
، إنه مثل رفغ التراب .. !! )) يعني : كتير جدا  زي الرز ..
 
... و من أطرف ما حدث أثناء تناولهم لهذا الطعام الفاخر .. أنهم كانوا لا يدرون ما هذه الأصناف التي يأكلونها .. ، و ما أسماءها ... ؟!!
.. فكان بعضهم يسأل : (( ما
هذا ؟! )) ..
، فيرد عليه صاحبه .. وهو أيضا لا يعرف مثله .. :
(( لا تدري ما هذا ... ؟!! ، إنه ال ( ... ) الذي كنا نسمع عنه ..؟! ))  
.. يعني :  زي ما بيحصل في البوفيه المفتوح في فنادق الخمس نجوم ... !!!

          * أمغيشيا ... الغنيمة الباردة ...

.. كانت معركة نهر الدم  في الخامس والعشرين من شهر صفر للعام الثاني عشر من الهجرة ...
وأرسل ( خالد ) ببشارة النصر و خمس الغنائم إلي أبي بكر الصديق رضي الله عنه ...!!!
..  فنادى منادي الخليفة في المدينة المنورة :
(( الصلاة جامعة ... الصلاة جامعة ))

.. فاجتمع الناس من كل حدب وصوب ..
، ثم صعد  الصديق على المنبر ..  فحمد الله وأثني عليه بما هو أهله ... ثم قال للناس وقد تهلل وجهه من السرور  :

(( يا معشر المسلمين ... لقد عدا أسدكم علي الأسد فغلبه علي خراذيله .. ))  يعني : في عرينه .. ثم قال :

(( أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد ... ؟!!! ))

... فعلا ... أعجزت النساء أن يلدن مثلك يا خالد ... ؟!!

و كان معظم قتلي متنصرة العرب في معركة نهر الدم  من مدينة أمغيشيا القريبة من أليس .. فأمغيشيا تبعد عنها أربعين كيلومترا فقط...
، وما أن تناهت أنباء انتصارات المسلمين إلي مسامع أهل أمغيشيا حتي فروا منها تاركين معظم أموالهم ..
حيث تيقنوا أن خالداً .. رضي الله عنه  .. سوف يتجه نحوهم مباشرة ، و ذلك لقرب المسافة .. فضلا عن كون أمغيشيا تعد مركزا تجاريا كبيرا في العراق ...

... و بالفعل ...
سار خالد إلى أمغيشيا سريعا .. في  28 صفر عام 12 هجرية ..  فوجدها خالية من أهلها تماما .... !!!

و غنم المسلمون منها غنائم عظيمة .. بلا قتال ...!!!
حتي لقد بلغ سهم الفارس الواحد منهم 1500 درهم ..
.. وهو رقم لم يغنموا مثله من قبل ... ، ذلك بخلاف الغنائم العينية التي حازها المسلمون... !!
أضف إلي ذلك أن  خالدا قد استولي علي عدد كبير من السفن التي كانت راسية بأمغيشيا على نهر الفرات
.. وقد استخدم خالد هذه السفن في نقل المقاتلين المشاة ، والأحمال الثقيلة أثناء توجهه لفتح الحيرة ...

** خطوات ، و يصل المسلمون إلى الحيرة ، و يحققوا الحلم .. و المذهل أن ذلك كان بعد أربعين يوما فقط من وصولهم إلى العراق ...!!!
.. ولكن .. هل سيترك الفرس مدينة  الحيرة .. عاصمتهم الثانية .. لتسقط في أيدي المسلمين بهذه البساطة .. ؟!!!

       .......... تابعونا ..........

                     🎀  ايهم حذيفة 🎀

💎 المرجع :
                 كتابات الشيخ / ممدوح المنشاوي حفظه الله
#زمن_العزة
#فتح_العراق17
#نجم_النجوم_90

                     🕌 فتح الحيرة .. الجزء الأول 💕
             _
غنم المسلمون من أمغيشيا غنائم عظيمة كما رأينا ، ثم أمر خالد بن الوليد جنوده بهدم جميع قلاعها وحصونها لأنه قد قرر المسير إلي الحيرة مباشرة و كان يخشي أن يتجمع العرب النصارى في أمغيشيا مرة أخري بعد مسيره ، و يهاجموه من الخلف ..

* ثم قسم خالد جيشه إلي فريقين .. فريق من المشاة سيخرج علي متن السفن التي غنمها المسلمون ، ومعهم جميع الأثقال والأحمال .. ، وفريق من الفرسان وراكبي الإبل سيتحرك بهم خالد بمحاذاة نهر الفرات حتي يبلغ الحيرة ....

وفي المدائن ...
عقد كسري / أردشير  اجتماعا عاجلا مع قادة الفرس لبحث المستجدات بعد سقوط أليس وأمغيشيا فهم الآن على مشارف كارثة كبرى إذا سقطت الحيرة في أيدى المسلمين ..

* و في هذا الاجتماع  قرر  أردشير أن يكلف أزاديه .. الحاكم العسكري  على الحيرة .. بمنع وصول المسلمين إليها بأي ثمن .. فبث أزاديه  عيونه في كل مكان ليدرس تحركات المسلمين  ....
فجاءته الأخبار بأن خالدا  يستعد ليهاجم الحيرة
برا  ، و نهرا .. فكلف  أزاديه مجموعة من أفضل رجاله وفرسانه  بإغلاق السدود المائية التي في روافد و تفريعات نهر الفرات حتى ينخفض منسوب المياه فلا تتمكن سفن خالد من الإبحار والحركة .. و جعل أزاديه ابنه الأكبر قائدا لتلك الفرقة من الفرسان ...
و بالفعل ...
فوجئ المسلمون بانحسار ماء النهر رويدا رويدا حتي رست سفنهم علي القاع  .... !!!  

.. وأدرك  خالد  أن هذا الأمر مدبر... ، ولكنه لم يعرف كيف يتصرف ، فهو و المسلمون  أبناء الصحراء لا يعرفون طبيعة الأنهار ..  فأرسل يستدعي عددا من أهل العراق الذين صالحوا المسلمين و دخلوا في ذمتهم ، وسألهم عن السر في انحسار الماء ، فأخبروه أن هناك روافد طبيعية هي التي تمد نهر الفرات بالماء وليس العكس ، وأن انحسار الماء بهذا الشكل السريع لا يعني سوي أمرا واحدا .. هو أن الروافد الطبيعية قد تم تحويلها .. ، أو إغلاقها ... !!

.. فسألهم خالد عن عدد تلك الروافد وأماكنها في المنطقة  ، فأخبروه عن كل ما سأل ....

.. فاختار  خالد مجموعة من خيرة فرسانه ، و انطلق بهم إلي حيث تلك الروافد و القناطر .. فوجدوا عندها فرسان أزاديه ، و قد أغلقوا السدود .. ، و دار القتال بين الفريقين .. إلى أن أباد فرسان المسلمين  تلك الفرقة الفارسية بالكامل .. ،
و قتل خالد قائدها ... ابن أزاديه .... !!

... ثم فتحوا السدود ، فتدفق الماء ، و امتلأ الفرات في وقت وجيز ..و ترك  خالد حامية من فرسانه في تلك المنطقة لحراسة السدود ، وعاد  إلي الجيش الإسلامي ..
ثم بدأوا التحرك برا وبحرا نحو الحيرة ..

و وصلت الأنباء الصادمة إلي أزاديه في الحيرة بمقتل ابنه ، وحاميته بالكامل علي يد خالد وفرقته .. و شعر ساعتها أنه أمام خصم عنيد ، و أن المعركة معه ستكون معركة خاسرة إذا لم يسعفه كسرى بمدد ضخم من المدائن ...!!

فقرر  أن يعسكر بجيشه ومن معه من قبائل العرب المتنصرة خارج الحيرة بحيث يجعلوا حصونها  خلفهم ، فإن كانت الحرب له و انتصر .. فبها ونِعمت ..
، وإن كانت عليه .. دخل الحصون و احتمى بها حتى يأتيه المدد  ..

... وفي تلك الأثناء ..
جاءت الأنباء إلى الحيرة  بوفاة كسري / أردشير ، وبحدوث نزاع كبير بين أمراء الأسرة الساسانية علي الحكم ..
فتشاءم أزاديه تشاؤما عظيما.... ، وأدرك أنه لن يأتيه المدد .. ، فالجنرالات الآن في المدائن مشغولون عنه بالصراع على السلطة ..!!
  لذلك قرر أزاديه الإنسحاب بجنوده .. الفارسيين فقط .. بعيدا عن الحيرة انتظارا لما ستسفر عنه الأحداث في المدائن ...
، بينما ترك العرب المتنصرة يواجهون مصيرهم بمفردهم ..!!

، وهكذا حدث الإنهيار  في الحيرة  قبل أن تبدأ المعركة ..!!

... وكان العرب المتنصرة .. كما ذكرنا سابقا .. قد فقدوا أربعين ألف مقاتل في موقعة  أليس قبل أيام  ..

لذلك قرر ملك الحيرة النصراني / إياس بن قبيصة ألا يخرج لقتال المسلمين .. فالنتيجة معروفة مسبقا .. ، و اختار أن يحتموا داخل حصون الحيرة .. ،
فالحيرة لها أربعة حصون منيعة جدااا .. ، و لن يتمكن خالد بإمكاناته المحدودة من فتحها ....

و كان خالد و معه المسلمون يتوقعون قتالا شرسا  أمام مدينة الحيرة ، ولكنهم لما وصلوا لم يجدوا أي جيش في انتظارهم ... !!! 
.. ففهم خالد ما أراد عرب الحيرة .. ، و قبل التحدي ..

.. فقسم  جيشه إلى خمس فرق ، وجعل  على كل فرقة منها واحدا من قادة المسلمين المتميزين ..
، و كان خالد هو قائد الفرقة الخامسة ... ثم أمر كل فرقة أن تتوجه لتحاصر حصنا من الحصون الأربعة المنيعة ، و أن يثبتوا أمام عدوهم مهما طال أمد الحصار ..
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_91
#فتح_العراق18

             🕌 (( فتح الحيرة / الجزء الثاني )) 💥

  و بالفعل ..
بدأت الفرق الإسلامية الأربعة بمهاجمة حصون الحيرة الأربعة .. ،
وكانت الحصون غاية في المناعة والقوة ، وليس مع المسلمين منجنيق أو عرادات .. وهو يشبه الدبابات .. ، أو راجمات اللهب ، فضلا عن تواجد المسلمين بالعراء مما يمكن العرب المتنصرة من اصطيادهم في سهولة ويسر وهم محتمون بالأبراج والحصون ..!!!

... وهذا الذي حدث .. فقد استخدم المتنصرة العرب كل أسلحة النبال والسهام والقسي القصيرة و الخزازيف .. وهو فخار ثقيل يتم حرقه بالنار فيصبح صلبا جدا ثم يوضع في آلة تشبه المنجنيق ويتم تصويبه فيقتل من وقع عليه .. !!!

.. و ظل القتال علي هذا النحو ، ولم يتمكن المسلمون من إحداث ثقب واحد في أسوار الحصون ، واكتفوا باصطياد من يظهر من الأبراج حين محاولته تصويب السهام والنبال ..!!

،  و أصاب رماة المسلمين الكثيرين من متنصرة العرب بهذه الطريقة.. ،  واعتقد العرب المتنصرة أن عامل الوقت سيكون في صالحهم ، خاصة وقد علموا أن خالد بن الوليد  ليس في المجموعة التي تحاصرهم ، وأن لديه مهمة أخري ...

.. و فعلا ... كان خالد في مهمة أخري ساعدت على فتح الحصون .. ، حيث هاجم خالد القري المحيطة بالحيرة ، وأعمَلَ السيف في رقاب أهلها ، وأجبرهم علي الفرار إلي الحيرة ، وفيهم القساوسة ورجال الدين ، وهم يستحقون كل ذلك بعد موقفهم المخزي حين قاتلوا في صفوف الفرس ضد المسلمين رغم أنهم عرب مثلهم .. ، وقد تعقبهم خالد حتي الحيرة ، ثم سمح لهم أن يدخلوا الحيرة ، وأن يخبروا مَن بالحصون أن خالدا لن يغادر الحيرة إلا بعد فتحها مهما كلفه ذلك  ، وأنه إن دخلها عنوة .. يعني : قتالا .. فلن يترك بها أحدا علي قيد الحياة ....   ، وسينقضها حجرا حجرا  كما فعل بأمغيشيا ....!!!
،  فوقف القساوسة أمام أسوار الحصون ، و أخذوا ينادون قائلين  : (( والله لا يقتلنا غيركم ؟! )) ..
و يقصدون بهذا النداء : أن على أهل الحيرة أن يسلموها لخالد بالصلح بدلا من أن يعاندوا ، فيقتلوا جميعا .. فلا داعي للمقاومة أكثر من ذلك..... !!!
فاجتمع قادة العرب النصارى داخل الحصون للتشاور بعد نداءات القساوسة ...
وكان على رأس هذا  المجلس الاستشاري /
عمرو بن عبد المسيح .. و كان من المعمرين ، فقد تجاوز عمره المائة عام ..  ، وكان ذا رأي و مكانة فيهم ،  حتى كانوا يلقبونه بحكيم النصارى ..
.. فقال لهم  : (( ما أري القوم يعودون عنكم حتي يهلكوكم  .. ، وهذا خالد بن الوليد قد حضركم ))

.. ، و دعاهم لقبول الصلح مع خالد .. ، فأدركوا أن خالدا لن يرجع عنهم مهما كلفه ذلك ، وأن حصونهم لن تمنعهم من إمضاء عزمه ، وأن الفرس قد تخلوا عنهم ولن يرسلوا إليهم مددا .. ، فأرسلوا يطلبون الأمان وأداء الجزية وأن تحقن دماؤهم ، و دماء كل أهل الحيرة ..

.. فوافق خالد على الصلح مقابل الجزية ، و عقد اجتماعا معهم لوضع بنود عقد الصلح ... 

و أثناء هذا الاجتماع عاتبهم خالد بن الوليد بشدة لأنهم ساندوا الفرس في حربهم ضد أشقائهم .. العرب المسلمين الذين أرادوا لهم الخير  .. رغم ما ذاقه أهل العراق من الذل و الهوان و الاستعباد تحت حكم الفرس الجائر لسنين طويلة ..

... و ضرب خالد لهم مثلا .. فقال لهم :

(( ويحكم .. إن الكفر  فلاة مضلة .. يعني : صحراء مهلكة .. فأحمق العرب من سلكها فلقيه دليلان .. أحدهما عربي وهو شقيقه الشفيق به ، الحريص علي هدايته ، والآخر فارسي .. فترك العربي ، واستدل بالفارسي )) .... !!!

.. ثم دعاهم خالد إلى خير الدنيا و الآخرة .. دعاهم إلى الدخول في الإسلام .. فقالوا له جميعا :

(( لا ... بل نعطيكم الجزية ، و نبقى على ديننا ..
فنحن على دين المسيح لا نفارقه أبدا ... ))

ولعل في تلك القصة أبلغ الرد علي من زعم انتشار الإسلام بالسيف ...!!!

.. وهكذا فتح خالد الحيرة صلحا ...
، وكانت الجزية تتراوح بين 12 درهما إلي 48 درهما بحسب كل حالة .. ، فلم تزد الجزية عن 48 درهما .. وهو مبلغ زهيد جدا .. حتي لمن يمتلكون الملايين من الدراهم  ، وكانت الجزية عن البالغين القادرين فقط .. أما الأطفال والشيوخ والنساء فلا جزية عليهم ،... بل و أعظم من ذلك .. ، فإن من انقطعت به السبل ، أو أقعده المرض من أهل الذمة ، ولم يستطع أداء الجزية ، فإن بيت المال يفرض له راتبا يتعيش منه ...!!!

         ... ........... تابعونا..................

              🎀 ايهم حذيفة 🎀

المرجع:كتاب البداية والنهاية لابن كثير
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_92
#فتح_العراق19


**  🔱عام النساء ....!!!

* كان الصراع بين الأسرة الساسانية الحاكمة لبلاد الفرس علي أشدهِ بعد موت كسري أردشير ، وكان ولاء قادة الجيوش الفارسية موزعا بين أمراء البيت الفارسي كذلك ، وهذا بلا شك قد أوهن مِن عزيمتهم .. مؤقتا .. في قتال المسلمين ..!!

.. فلما جاءتهم أنباء سقوط الحيرة بأيدي المسلمين ، أسقِط بأيديهم ، وشعروا بالخطر الداهم ، حيث لا تبعد المدائن  عاصمة الفرس عن الحيرة سوي مائة وخمسين كيلومترا فقط... !!!!!  
.. و المدهش أن خالد بن الوليد  .. رضي الله عنه .. استطاع أن يفتح ثلثي الأراضي العراقية في 40 يوما فقط ..!!!

فقد كان فتح الحيرة في ربيع الأول سنة ١٢ هجرية ، و كان خالد قد دخل العراق في منتصف شهر الله المحرم من نفس السنة ، وهو رقم قياسي بلا شك ، و هذا جعل الصديق أبا بكر رضي الله عنه في حالة من التخوف علي جند الإسلام في بلاد الفرس  ، فالأراضي التي فتحوها واسعة وممتدة، وتحتاج  عددا أكبر من عددهم للحفاظ عليها  ..

، أضف إلى ذلك أن أبابكر الصديق كان يعِد الجيوش في هذا الوقت لبدء فتوحات الشام ، فقد لا يستطيع أن يرسل مددا للمسلمين في العراق إذا احتاجوا لذلك ، بل قد يحتاج أن يأخذ من جنودهم لدعم العمليات العسكرية في الشام ..!!

... ، و بناء على كل ذلك ، فقد أرسل الصديق رضي الله عنه إلي خالد يأمره بتهدئة الأمور ، وإبطاء سير الفتوحات مؤقتا ...!!

  .. فتلقي خالد هذا الأمر بحالة من الهم و الحزن .. 
، فطبيعة خالد لا تعرف الإبطاء كما رأينا ، بل كان سريع الحركة والانتقال ، وكان كما ذكروا عنه :
(( لا ينام .. ولا ينيم.. !!! ))
، و لكن خالد استجاب لأوامر الخليفة ..
، وكان يسمي هذه المرحلة المؤقتة التي استمرت قرابة العام (( عام النساء )) ، لأنه توقف فيها عن الجهاد .. كالنساء ..!!

       ....  (( يا حَسرَة على العباد ... ))  ....

... و انشغل خالد في عام النساء بتأمين المناطق التي تم فتحها ، و عين في كل منطقة  إدارة مدنية لضبط الشؤون الإدارية ، و إدارة عسكرية لردع من تسول له نفسه من الفرس   أن يهاجم ما تحت أيدي المسلمين ....!!!

* تابعونا ....

                      🎀 ايهم حذيفة 🎀

💎 المرجع : تاريخ الطبري ،
و كتابات الشيخ / ممدوح المنشاوي حفظه الله
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_93
#فتح_العراق20

               💥  (( استغاثة من دومة الجندل )) 💘

أقام خالد بن الوليد في مدينة الحيرة بعد أن فتحها، و جعلها مقرا لحكمه يدير من خلالها شئون المدن و القطاعات التي أصبحت تحت سلطانه .. ، حيث قسمها إلى خمس محافظات ، وجعل المسئولَ عن كل محافظة أحد الصحابة الأجلاء الأكفاء  ليقوم على مصالح الناس ، و يوفر لهم السلع و الغذاء، و ليحافظ على الأمن الداخلي، و ليتابع جمع الجزية و الخراج  ....!!!
... لم ينعم خالد بن الوليد في عام النساء بالاسترخاء و الاستجمام في الحيرة كما تتوقعون ..    فإن كان قد ترك  الجهاد وفقا لتعليمات الخليفة أبي بكر ،  إلا أن الجهاد لم يتركه .. حيث وصلته استغاثة عاجلة من دومة الجندل .. !!

.. إنها من الصحابي الجليل / عياض بن غنم الذي كان مفترضا أن يكون شريكا لخالد في فتح العراق من جهة الشمال حسب الخطة التي كان وضعها أبوبكر .. كما ذكرنا من قبل في الصفحات الأولى من فتح العراق ..

و لكن عِياضا و جيشه حوصروا من قبل بعض قبائل العرب في منطقة دومة الجندل .. فقد كان عياض مُكلفا أن يفتحها قبل أن يتوجه لفتح العراق مع خالد ...!!

... و أصل القصة بدأت بأن ملك دومة الجندل ، و اسمه / أكيدر بن عبد الملك كان قد نقض العهد الذي كان قد أبرمه مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، وتمرد على حكم الخليفة أبي بكر مستغلا أجواء الردة التي سادت كل أرجاء الجزيرة بعد موت النبي ... !!

  حاصر عياض بن غنم بجيشه حصون دومة الجندل ، و حاول أن يفتحها .. ، و لكن أكيدر الخائن استطاع بمساعدة  أعوانه من قبائل العرب النصارى في المنطقة أن يحاصروا جيش عياض بن غنم أثناء حصاره للحصون ، فأصبح جيش عياض في موقف عجيب .. محاصِرا  و محاصَرا  في نفس الوقت ...!!!
* فأرسل أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد .. بعد فتحه للحيرة .. يأمره بأن يتوجه بجزء من جيشه فورا إلى دومة الجندل لنجدة  عياض بن غنم ...

و دومة الجندل منطقة استراتيجية جدا بالنسبة للمسلمين ، وذلك لأنها تقع في شمال السعودية ، و لها حدود مع العراق ، و حدود مع الشام ... لذلك فمن الضروري أن تكون خاضعة لحكم الإسلام حتى لا تعرقل حركة الفتوحات الإسلامية بقطع الإمدادات من المدينة إلى العراق أو الشام
، و قد تؤذي أيضا  دولة الإسلام إقتصاديا إذا اعترض أهلها طريق  القوافل التجارية الإسلامية من و إلى الشام ....

*  و لنفهم أكثر ... تعالوا  نعود بعجلة الزمان   ثلاث سنوات إلى الوراء لنرى المشهد في حياة النبي صلى الله عليه و سلم .. ، فقد شعر النبي ، بأهمية دومة الجندل لذلك قرر أن يخضعها تحت حكمه ، و بدأ التنفيذ عندما خرج في غزوة تبوك .. و معه جيش العسرة  ..  فلما جبن هرقل عن لقاء النبي في تبوك ، و لم يرسل إليه جيشا .. استغل النبي تلك الفرصة لإخضاع القبائل المحيطة به في شمال الجزيرة

، و كانت أولى اهتماماته أن يخضع دومة الجندل ، فأرسل إليها البطل خالد بن الوليد على فرقة من الفرسان ، و كلفه بأن ياتيه بملِكها / أُكَيدِر بن عبد الملك ، و أخبره بأنه عندما يصل إلى هناك سيجد أكيدر  أمام قصرهِ يصيد البقر الوحشي ... ، و كان أُكَيدر و قومه على النصرانية ..

فطار خالد بفرقته من تبوك إلى دومة الجندل
.. وكان ذلك في ٩ هجرية .. ، فوجدوا أكيدر فعلا كان يصيد البقر ... !!
.. و ألقى سيدنا / خالد  القبض عليه بمنتهى البساطة ، و جاءوا به مقيدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك ....!!!
فعرض  النبي على أكيدر  أن يدخل في الإسلام .. ، و لكنه رفض ، و طلب من النبي أن يصالِحه مقابل الجزية ، بشرط ألا يتعرض هو و قومه لأي أذى أو اعتداءات من المسلمين على أنفسهم و أموالهم و أراضيهم ، فصالحه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ... 
، و لما عاد أكيدر إلى قصرهِ أرسل هدية قيمة جدا إلى النبي ،  ثوبا من الحرير الخالص مرصعا بالذهب  ، يصنع في بلاد فارس للملوك و علية القوم فقط ....!!!
.. فانبهر الصحابة عندما رأوا هذا الثوب الفاخر ، و أخذوا يلمسونه ، و يتعجبون من لينه ، ورقته ..!! 
.. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :

(( أتعجبون من لينِ هذه ؟
لَمناديل سعدِ بنِ معاذٍ خير منها وألين ))

و لكن  أكيدر الخائن نقض عهده مع رسول الله بمجرد وفاته ، و تمرد على حكم خليفته / أبي بكر الصديق .. !!

و الآن ...
نعود معا لنتابع الموقف في  الحيرة
... فخالد يحتاج أن يتحرك بسرعة إلى دومة الجندل لنجدة جيش عياض بن غنم .. ، و لكن  في نفس الوقت لا يمكنه أن يترك الحيرة إلا بعد تأمينها من خطر القوات الفارسية المتربصة في بعض المدن القريبة من الحيرة من جهة الشمال مثل :  مدينة الأنبار ، و مدينة عين التمر  ...

       ............تابعونا...................

               🎀ايهم  حذيفة 🎀
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_94
#فتح_العراق21



........ذات العيون  ......

*  توجه خالد بفرقة من أبطال الإسلام إلى مدينة الأنبار  أولا ..، و ترك سيدنا / القعقاع بن عمرو نائبا عنه ، و قائما بأعماله في الحيرة ....!!
.. و لما وصل خالد إلى الأنبار تحصنت القوات الفارسية داخل حصن المدينة ، و أغلقوا عليهم الأبواب ، و كان حول الحصن خندق واسع .. كعادة الفرس ..
و بدأت قوات الحصن تضرب المسلمين من أعلى الأسوار و الأبراج بالنبال و السهام ، فأمر خالد فرقة من أمهر الرماة معه أن يركزوا الرمي على عيون هؤلاء المقاتلين أعلى الأبراج ... ، و بالفعل استطاعوا في أول ساعة من القتال أن يصيبوا ألف عين ... ، و أخذ أهل الأنبار يصيحون في هلع من داخل الحصن قائلين : (( ذهبت عيون أهل الأنبار ....    ))

.. لذلك سميت  معركة فتح الأنبار بذات العيون  ...

.. فأراد خالد بن الوليد أن يستغل الفرصة ، و أن  يقتحم الحصن ...
و لكن كيف .... ؟!!!!
و الخندق يحول بينه و بين أبواب الحصن .. !!

.. أخذ خالد بن الوليد يتحرك حول الحصن في كل جوانبه يريد أن يجد ثغرة أو نقطة ضيقة في الخندق يستطيع أن يعبر بالجيش من خلالها إلى الجانب الآخر ..... ،
و لكن .... مع الأسف ..
كان الخندق محيطا بالحصن من كل جانب .... !!!!

..  و أخذ خالد يبحث .. ، و يبحث .. ، و يفكر ....
حتى وصل إلى أضيق نقطة في هذا الخندق ....

              جسر الجمال ....

.. و أخيرا .. وجد خالد بن الوليد القائد العبقري تلك الفكرة التي ستمكّنه من عبور خندق الأنبار ...
فقد أمر جنوده أن ينحروا كل الإبل المريضة و الضعيفة التي معهم ، ثم يلقوا بها فوق بعضها البعض في أضيق نقطة من الخندق .. ، و بدأ العمل فورا  .. حتى أصبح لديهم جسر من الجِمال يستطيعون العبور عليه إلى الجانب الآخر .... !!!!! 

... لذلك سميت تلك المعركة أيضا بمعركة ( جسر الجِمال )

* فلما رأى أهل الأنبار جيش المسلمين على أبواب الحصن فزعوا.. ، و طلبوا عقد الصلح مقابل الجزية ... فصالحهم خالد بن الوليد .. ثم توجه بعد ذلك لفتح مدينة عين التمر 
، و التي كان فيها جمع كبير من نصاري العرب يتزعمهم رجل اسمه /  عقة بن أبي عقة ، و معهم قوات فارسية بقيادة / مهران .... !!!
لما وصلت الأخبار بتحرك خالد إلى  عين التمر طلب عقة من مهران ألا يتدخل الفرس في هذه المعركة ..
وقال له : (( إن العرب أعلم بقتال العرب ، فدَعنا و خالدا )) ..

* فقد كان عقة المجرم  طامعا في أن يدخل التاريخ إذا انتصر على سيف الله المسلول  ، و  أوقف زحفه في بلاد فارس بعد أن عجزت عن ذلك جنرالات الفرس الكبار :
هرمز ، و قارن ، و الأندرزغر ....!!!
...  هكذا سول لعقة غروره ... !! 

.. و وجدها مهران فرصة جيدة ليجعل العرب المتنصرة هم الذين في الصدارة ضد المسلمين ..
، لذلك رد على عقة قائلا : (( كما تحبون ... ، و إن احتجتم إلينا أعناكم )) .. ، ثم جمع مهران قوات الفرس ، و خرجوا من عين التمر ....!!!
.. فلامته  قيادات الجيش الفارسي  على موقفه هذا الذي رأوه موقفا متخاذلا أمام المسلمين ،
ولكنه بين لهم خطته قائلا : (( دعوهم ... ، فإن غَلبوا خالدا فالنصر لهم ، ولكم ... ، و إن هُزِموا ... قاتلنا خالدا و المسلمين  ، وهم منهكون بعد قتالهم للعرب ، و نحن أقوياء فنهزمهم بمنتهى السهولة ))

     ... هكذا سول لمهران غروره هو الآخر .... !!

  عسكر  عقة بن أبي عقة بجيشه خارج مدينة عين التمر في منطقة صحراوية قريبة من الحصن ...
.. و وصل خالد إلى أرض المعركة ليجد عقة يُعبّئ جيشه و ينظم صفوفهم .... ، فاتفق خالد مع فرقة من أمهر فرسانه أن ينطلق معهم بسرعة نحو عقة أثناء تنظيمه لجيشه ، ثم  يختطفوه من أمام جنوده قبل بدء المعركة .... !!!! 

.. و بالفعل ..
انطلق خالد و فرسانه كالسيل الهادر نحو جيش عقة ..
فما هالهم إلا خالد وهو يقترب بجرأة عجيبة و حركة خاطفة نحو عقة أثناء تسويته لصفوف الجيش ...
، فاحتضنه خالد ، و حمله .. ،  و عاد به أسيرا إلى المسلمين  .. فأصاب متنصرة العرب حالة من الذعر و الذهول .. ، و انتهت معركة  قبل أن تبدأ .. فبمجرد أن أعطى خالد إشارة الهجوم .. أخذ جيش النصارى في الهروب ، و استطاع المسلمون أن يأسِروا أعدادا منهم ، و فر الباقون من أرض المعركة ، و اختبأوا في حصن مدينة عين التمر ...

         .....  لذلك عرفت معركة عين التمر بأنها :
         (( أسرع هزيمة في التاريخ ))   ...!!!

. ............تابعونا..............

🎀ايهم حذيفة 🎀
#زمن_العزة
#نجم_النجوم_95
#فتح_العراق22




     فتح عين التمر



.. ثم توجه خالد إلى الحصن فحاصره .. و شدد عليه الحصار .. ، حتى اضطر أهل الحصن أن ينزلوا على حكم خالد بن الوليد .. ، وهذا معناه أن يفعل فيهم خالد مايريد ..
، فكان حكمه عليهم أن يضرب عنق عقة ، و كل من اسروهم ، و كل من بالحصن من المقاتلين ، و أن يغنموا أموالهم ، و أن يسبوا نسائهم .. وهو  نفس الحكم الذي حكم به سيدنا /  سعد بن معاذ رضي الله عنه على يهود بني قريظة في حياة النبي ...
* و فتح خالد مدينة  عين التمر في ساعة من نهار ... ، فلما دخلها وجد فيها كنيسة يتعلم فيها 40 غلاما الإنجيل  .. فلم يتعرض لهم بسوء .. و من عجائب القدر أن كان من بين هؤلاء الغلمان النصارى غلام اسمه (( نصير )) .. ، فأسلم بعد ذلك ، و صار بطلا من أبطال الإسلام .. ، بل و أنجب لنا بطلا من أعظم أبطال الإسلام ..

، ألا وهو .. فاتح بلاد المغرب و الأندلس .. (( موسى بن نصير )) ..!!
، كما كان من بين هؤلاء  الغلمان غلام اسمه (( سيرين )) .. ، وهو الذي أنجب لنا فقيه الأمة (( محمد بن سيرين )) .. ، و غلام ثالث اسمه (( يسار )) .. وهو جد (( محمد بن إسحاق )) كاتب  (( السير و المغازي )) ...  فسبحان الله .. !!

* و الآن ...
يريد خالد أن ينطلق سريعا إلى دومة الجندل ..!!

  .. فلما  سمع أكيدر بن عبد الملك باقتراب وصول جيش خالد بن الوليد .. دعا  حلفاءه من قبائل العرب المتنصرة أن يصالحوا خالدا .. ، وألا يحاولوا قتاله ..
فرفضوا هذا الكلام ، و أصرّوا على المواجهة
، فقال لهم أكيدر :
(( أنا أعلم الناس بخالد .. ، إنه لا يرى وجه خالد قوم أبدا .. قلوا أو كثروا .. إلا انهزموا ..
، فاطيعوني ، و صالحوا القوم ... ))

، فتمسك القوم برأيهم .. ، فقال لهم أكيدر :
(( أنتم و شأنكم ..، ولكنني لن أُمالِئكم على حرب خالد ))

.. ثم انسحب أكيدر ، و خرج مفارقا قومه ، و تركهم يواجهون مصيرهم أمام خالد ....!!

.. و قبل وصول خالد إلى دومة الجندل جاءته الأخبار  بهروب أكيدر .. ، فأرسل إليه عاصم بن عمرو  ليعتقله....
، و بالفعل .. أسره عاصم .. ، و جاء به إلى خالد .. فنفذ فيه حكم الإعدام فورا .. و ذلك بسبب خيانته ، و نقضه لعهده مع رسول الله ...

  و كان قد طال الحصار على عياض بن غنم الصحابي الجليل ، و جيشه ..  ، و صبروا على هذا الحصار الصعب لأشهر عديدة ، و اشتد بهم الجوع ... .. !!
، فلما وصل خالد بن الوليد .. حاصر  قبائل العرب المتنصرة الذين يحاصرون جيش عياض ... ، و دار قتال عنيف بينهم  ، حتى استطاع خالد و عياض أن يوقعا بهم  هزيمة منكرة  ..، و اضطر فلول المنهزمين أن يحتموا بالحصن ..
فاقتحمه خالد عليهم بعدأن اقتلع بابه ، و قتل منهم جموعا كثيرة . ....!!!
.. ثم أقام خالد مع عياض في دومة الجندل بعد فتحها فترة ليفرض سيطرته عليها ....
حتى جاءته أخبار خطيرة عن تحركات قوات فارسية في اتجاه الأنبار .. يريدون استغلال فرصة غياب خالد عن العراق لاستعادة مدينة الحيرة  .... !!!!  

.......... تابعونا ..............

                            🎀 ايهم  حذيفة 🎀

💎 المرجع : تاريخ الطبري