نقل العلامة المرداوي في التحبير عن الإمام ابن مفلح نسبة قولٍ ما إلى بعض أصحابنا والمالكية والشافعية، ثم قال المرداوي: "فَهَذَا الَّذِي ذكره عَن بعض الْأَصْحَاب، هُوَ الَّذِي ذَكرْنَاهُ فِي الْمَتْن، وَهُوَ الَّذِي ذكره الْمجد وحفيده.
لَكِن يبْقى نِسْبَة ذَلِك إِلَى بَقِيَّة الْمذَاهب، يَنْبَغِي أَن يجْرِي من أَرْبَابهَا، وَالله أعلم".
وهذا تنبيه نفيس على أدب ضروري من آداب البحث والنظر، والتصنيف والتحرير، فمهما بلغت إمامة المنقول عنه وضبطه ينبغي على رائم التحقيق والتدقيق بذل غاية الوسع في ابتلاء نسبة المقالات لأهلها، ويعلم كل مُتَصَدٍ للدقائق أن ابن مفلح كان آية في الضبط وأعجوبة في دقة النسبة، ولعل المرداوي أعلم الناس بذلك وأخبرهم به.
لَكِن يبْقى نِسْبَة ذَلِك إِلَى بَقِيَّة الْمذَاهب، يَنْبَغِي أَن يجْرِي من أَرْبَابهَا، وَالله أعلم".
وهذا تنبيه نفيس على أدب ضروري من آداب البحث والنظر، والتصنيف والتحرير، فمهما بلغت إمامة المنقول عنه وضبطه ينبغي على رائم التحقيق والتدقيق بذل غاية الوسع في ابتلاء نسبة المقالات لأهلها، ويعلم كل مُتَصَدٍ للدقائق أن ابن مفلح كان آية في الضبط وأعجوبة في دقة النسبة، ولعل المرداوي أعلم الناس بذلك وأخبرهم به.
"وَلَقَدْ بَلَغَنِي: أَنَّهُ قِيلَ لِبَعْضِهِمْ: مَا اشْتِقَاقُ الْجِرْجِيرِ، وَمَا أَصْلُهُ؟ قَالَ: إنَّمَا سُمِّيَ جِرْجِيرًا؛ لِأَنَّهُ يَتَجَرْجَرُ إذَا خَرَجَ مِنْ الْأَرْضِ، يَعْنِي يَتَحَرَّكُ.
قِيلَ لَهُ: فَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ لِحْيَتُك جِرْجِيرًا؛ لِأَنَّهَا تَتَحَرَّكُ" :)
[أبو بكر الجصاص، الفصول]
قِيلَ لَهُ: فَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ لِحْيَتُك جِرْجِيرًا؛ لِأَنَّهَا تَتَحَرَّكُ" :)
[أبو بكر الجصاص، الفصول]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فلا شك أن أكثر منابر الإفتاء المعاصرة - أشخاصًا أو مؤسسات أو مواقع أو غيرها - لم تخل من خلل وقصور، أحيانًا يرجع ذلك إلى ضعفٍ في الفقه والعلم بالشريعة، وأحيانًا يرجع إلى اختلال منهج الفتوى وفهم أحوال الزمان وأهله وتنزيل أحكام الشريعة عليها، وأحيانًا يرجع إلى تسوّر المجيب ما لا علم له به من أمور سياسة النفس والتربية والطب ونحوها توهّمًا منه أن الكلام في ذلك مما لا يحتاج إلى مؤنة عظيمة، وبعض ذلك من الخلل الذي لا يُعصم منه إلا الأنبياء والزلل المغفور إن شاء الله، وبعضه من الذنب والإثم والعدوان الذي قد يعفو الله عنه بحُسن القصد، ومع ذلك فكثير من هذه المنابر غلب خيرُها شرَّها، وحقُّها باطلَها، ونشر الله بها من العلم والهدى ما كان غيابه شرًا مما صاحب وجوده من الخلل والدَخَن، ومنها أيضًا ما غلب شرُّه خيرَه، وكان أثره القبيح أعظم وأبقى.
ثم كان لهذه المنابر صنفان من الضحايا:
أولهما: من أقام بعض هذه المنابر مقام الأنبياء، وظن أنها لا يخرج منها إلا حق، وأن من يخالفها فهو جاهل أو صاحب هوى، فينكر عليه وينال منه، خاصةً مع ما يرى من تغيّظ كثير من أهل النفاق من هذه المنابر وما فيها من خير صحيح وحق مقطوع به، وهذا الصنف آثم بكلامه فيما لا يعلم، وإنكاره فيما لا يُحسن.
والصنف الثاني: من نُبّه إلى ما في هذه المنابر من خلل وقصور، فجعل ذلك ذريعة إلى ترك الاحتكام إلى أهل العلم والفقه، والطعن فيهم إجمالًا، واستحسان رأي النفس، ومسايرة أهوائها بدعوى عدم امتناع أنهم أخطأوا هنا وشددوا أيضًا، وتصوّر أن ذلك بمجرده يؤهله للخوض فيما لا يُحسن من أمور الدين التي تفنى الأعمار في ضبطها والفقه فيها، وكأن استخفاف الغير وجرأته بالباطل - مع ما عنده من علم ناقص - تُبيح المشاركة في الاستخفاف والجرأة حتى ممن لا علم له!
على أي حال، لا يصح خلو الزمان في باب من الأبواب من ثقة ثبت، يتكلم بالحق والعلم والعدل، والمقصود أنه من بان له خطأ من كان يستفتيه وعدم ضبطه وجرأته وكلامه فيما لا يُحسن = يلزمه البحث قدر وسعه وبغالب ظنه عن فقيه صاحب أمانة وديانة، فيستفتيه ويسأله، ولو أخطأ في تقديره وظنه فسيكون قد قضى ما عليه بين يدي الله سبحانه!
ولو أن إنسانًا مرض ابنه في بلدة أكثر أطبّائها ضعفاء فسيظل يبحث له عن طبيب متقن ما دام يغلب على ظنه وجوده، وكلما بان له ضعف طبيب أو عجزه عن علاج ابنه فسيفتش عن غيره ممن يحسن ذلك، ولن تكون قلة الثقات مبررًا لترك علاج ابنه أو لأن يعالجه هو مع جهله بالطب أكثر من ضعفة الأطباء!
والفقهاء هم أطباء القلوب والأديان، وليس هناك أغلى على الإنسان من دينه لينشغل طوال حياته بصيانته وإصلاحه وحفظه وطلب الأصلح له!
والله المستعان!
فلا شك أن أكثر منابر الإفتاء المعاصرة - أشخاصًا أو مؤسسات أو مواقع أو غيرها - لم تخل من خلل وقصور، أحيانًا يرجع ذلك إلى ضعفٍ في الفقه والعلم بالشريعة، وأحيانًا يرجع إلى اختلال منهج الفتوى وفهم أحوال الزمان وأهله وتنزيل أحكام الشريعة عليها، وأحيانًا يرجع إلى تسوّر المجيب ما لا علم له به من أمور سياسة النفس والتربية والطب ونحوها توهّمًا منه أن الكلام في ذلك مما لا يحتاج إلى مؤنة عظيمة، وبعض ذلك من الخلل الذي لا يُعصم منه إلا الأنبياء والزلل المغفور إن شاء الله، وبعضه من الذنب والإثم والعدوان الذي قد يعفو الله عنه بحُسن القصد، ومع ذلك فكثير من هذه المنابر غلب خيرُها شرَّها، وحقُّها باطلَها، ونشر الله بها من العلم والهدى ما كان غيابه شرًا مما صاحب وجوده من الخلل والدَخَن، ومنها أيضًا ما غلب شرُّه خيرَه، وكان أثره القبيح أعظم وأبقى.
ثم كان لهذه المنابر صنفان من الضحايا:
أولهما: من أقام بعض هذه المنابر مقام الأنبياء، وظن أنها لا يخرج منها إلا حق، وأن من يخالفها فهو جاهل أو صاحب هوى، فينكر عليه وينال منه، خاصةً مع ما يرى من تغيّظ كثير من أهل النفاق من هذه المنابر وما فيها من خير صحيح وحق مقطوع به، وهذا الصنف آثم بكلامه فيما لا يعلم، وإنكاره فيما لا يُحسن.
والصنف الثاني: من نُبّه إلى ما في هذه المنابر من خلل وقصور، فجعل ذلك ذريعة إلى ترك الاحتكام إلى أهل العلم والفقه، والطعن فيهم إجمالًا، واستحسان رأي النفس، ومسايرة أهوائها بدعوى عدم امتناع أنهم أخطأوا هنا وشددوا أيضًا، وتصوّر أن ذلك بمجرده يؤهله للخوض فيما لا يُحسن من أمور الدين التي تفنى الأعمار في ضبطها والفقه فيها، وكأن استخفاف الغير وجرأته بالباطل - مع ما عنده من علم ناقص - تُبيح المشاركة في الاستخفاف والجرأة حتى ممن لا علم له!
على أي حال، لا يصح خلو الزمان في باب من الأبواب من ثقة ثبت، يتكلم بالحق والعلم والعدل، والمقصود أنه من بان له خطأ من كان يستفتيه وعدم ضبطه وجرأته وكلامه فيما لا يُحسن = يلزمه البحث قدر وسعه وبغالب ظنه عن فقيه صاحب أمانة وديانة، فيستفتيه ويسأله، ولو أخطأ في تقديره وظنه فسيكون قد قضى ما عليه بين يدي الله سبحانه!
ولو أن إنسانًا مرض ابنه في بلدة أكثر أطبّائها ضعفاء فسيظل يبحث له عن طبيب متقن ما دام يغلب على ظنه وجوده، وكلما بان له ضعف طبيب أو عجزه عن علاج ابنه فسيفتش عن غيره ممن يحسن ذلك، ولن تكون قلة الثقات مبررًا لترك علاج ابنه أو لأن يعالجه هو مع جهله بالطب أكثر من ضعفة الأطباء!
والفقهاء هم أطباء القلوب والأديان، وليس هناك أغلى على الإنسان من دينه لينشغل طوال حياته بصيانته وإصلاحه وحفظه وطلب الأصلح له!
والله المستعان!
[وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ]
الأديان لا تندرس (أي تتهدّم) دفعة واحدة، لكن قرونا، عروة عروة، ولا توهن ببطش أعدائها، بل بتطاول العمر على أهلها، واختلاط إرادة الدنيا بإرادة الآخرة فيهم، وتقزُّم معاني العبودية والديانة، والرضى بالدنيّة فيهما، وانفتاح أبواب التأويل والتزيين، وغفلة المتشرعة وحمقهم، ثم افتتانهم وضلالهم، والله العاصم!
الأديان لا تندرس (أي تتهدّم) دفعة واحدة، لكن قرونا، عروة عروة، ولا توهن ببطش أعدائها، بل بتطاول العمر على أهلها، واختلاط إرادة الدنيا بإرادة الآخرة فيهم، وتقزُّم معاني العبودية والديانة، والرضى بالدنيّة فيهما، وانفتاح أبواب التأويل والتزيين، وغفلة المتشرعة وحمقهم، ثم افتتانهم وضلالهم، والله العاصم!
لقاء منذ عدة أشهر مع خريجي كلية الطب عن الصحة النفسية للمقبلين على العمل في المجال الطبي، وسعدت جدًا لمّا بلغني أكثر من مرة تأثير بعض مضامين اللقاء في الممارسة الطبية لعدد من الأطباء، جزاهم الله خيرًا وبارك فيهم ونفع بهم، وجزى الله خيرًا الشباب الذين كانوا قائمين على هذا البرنامج على جهدهم وعلى جلدهم في محاولة التواصل معي وترتيب اللقاء
https://www.youtube.com/watch?v=o5pe3Im761k
https://www.youtube.com/watch?v=o5pe3Im761k
YouTube
"قناديل السكينة" || الدكتور: د. كريم حلمي
💥 لقاء بعنوان "قناديل السكينةا" واللقاء ضمن سلسلة لقاءات للطبيب في أول حياته العملية والتي تقع تحت عنوان (رحلة طبيب) وهي دورة تقام علي التلجرام بثا مباشرا مع نخبة من أطباء مصر
قناة الدورة
https://t.me/Rehlyttabib7moslim
🔸د. كريم حلمي، طبيب نفسي، وفقيه حنبلي…
قناة الدورة
https://t.me/Rehlyttabib7moslim
🔸د. كريم حلمي، طبيب نفسي، وفقيه حنبلي…
أرجو أن تكون هذه عودة مستقرة للـ #نفثات إن شاء الله
وأنا لا أريد الحديث عن حفلات التخرّج بخصوصها في هذا اللقاء، بل أريد التطرق لقضايا شرعية واجتماعية ونفسية عامة، لكن أجد أن ظاهرة حفلات التخرج وما شابهها منطلق جيد لتثوير هذه القضايا، والله المستعان!
غدًا إن شاء الله، الساعة التاسعة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة، على الزووم والبث المباشر في صفحة الفيسبوك بإذن الله وتيسيره
وأنا لا أريد الحديث عن حفلات التخرّج بخصوصها في هذا اللقاء، بل أريد التطرق لقضايا شرعية واجتماعية ونفسية عامة، لكن أجد أن ظاهرة حفلات التخرج وما شابهها منطلق جيد لتثوير هذه القضايا، والله المستعان!
غدًا إن شاء الله، الساعة التاسعة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة، على الزووم والبث المباشر في صفحة الفيسبوك بإذن الله وتيسيره
[18] #نفثات - حفلات التخرُّج [نسخة يوتيوبية]
- النظر الشرعي الجزئي، والنظر الكلي المقاصدي المآلي
- المعازف والاختلاط والعورات والنظر (الفجوة بين المشاهد المعاصرة والمشاهد التي يرسمها الشرع)
- الانحرافات العقدية المصاحبة لهذا النوع من التريندات، وشرعية إنكار المنكر بين الإسقاط والبغي
- تقديس الفرح وتأليهه
- تكثيف المشاعر وهوس الإنسان المعاصر، الاستثارة والتخدير
- عقلية الاستهلاك الاجتماعي، وتقديس الصور والرسوم
https://www.youtube.com/watch?v=zoBRXFjd904
- النظر الشرعي الجزئي، والنظر الكلي المقاصدي المآلي
- المعازف والاختلاط والعورات والنظر (الفجوة بين المشاهد المعاصرة والمشاهد التي يرسمها الشرع)
- الانحرافات العقدية المصاحبة لهذا النوع من التريندات، وشرعية إنكار المنكر بين الإسقاط والبغي
- تقديس الفرح وتأليهه
- تكثيف المشاعر وهوس الإنسان المعاصر، الاستثارة والتخدير
- عقلية الاستهلاك الاجتماعي، وتقديس الصور والرسوم
https://www.youtube.com/watch?v=zoBRXFjd904
YouTube
[18] نفثات - حفلات التخرّج
نسخة صوتية على الساوندكلاود:
https://soundcloud.com/kareemhelmy/18a
=== [المحتوى] ===
00:00 - مقدمات
04:03 - النظر الشرعي الجزئي والكلي
08:30 - المعازف
09:48 - الاختلاط والعورات والنظر
34:46 - الانحرافات العقدية المصاحبة
57:12 - عبادة الفرح
1:03:03 - تكثيف…
https://soundcloud.com/kareemhelmy/18a
=== [المحتوى] ===
00:00 - مقدمات
04:03 - النظر الشرعي الجزئي والكلي
08:30 - المعازف
09:48 - الاختلاط والعورات والنظر
34:46 - الانحرافات العقدية المصاحبة
57:12 - عبادة الفرح
1:03:03 - تكثيف…
[مستفادٌ من جواب سؤال لأحد طلبة معهد البهوتي المبارك ممن يدرسون الذخر الحرير]
اعلم أن للكتب أنسابًا كأنساب البشر، فلكل كتاب - خاصة كتب المتأخرين - شجرة نسب، وفي تتبعك لموارد الكتاب تبدأ من الفرع النهائي ثم تنتقل للأصول شيئًا فشيئًا.
والأصل في مادة الذخر الحرير أنها مأخوذة من شرح ابن النجار والتحبير للمرداوي، أحيانًا يختصر من الأول، وأحيانًا يتجاوزه للأخذ من الثاني مباشرة، فقد يتلافى بذلك ما وقع فيه ابن النجار، وقد يقع بذلك فيما تلافاه ابن النجار، والثاني أكثر، وقد أشرنا إلى بعض ذلك في الشرح.
وأما التحبير فكتاب عظيم متعدد الموارد، ومنها ما هو مُصرَّحٌ به، فيُرجَع إليه، ومنها ما هو مسكوتٌ عنه في الجملة وإن كان يُصرَّح به أحيانًا، وأعظم المسكوت عنه من كتب أصحابنا أصول ابن مفلح، وأعظمه من غير كتبهم شرح الألفية للبرماوي.
أما أصول ابن مفلح فيُقال فيه عين ما قيل في التحبير، وهو كتاب جامع لزبدة كتب الأصحاب المتقدمين، لكن أعظم المسكوت عنه فيه من كتبهم المسوَّدة، وأعظمه من غير كتبهم مختصر ابن الحاجب، وإن كان ابن مفلح يرجع لأصول المختصر ويقارن وينقد، حتى بعض ما زاده ابن مفلح من مسائل اللغة مما لم يذكره ابن الحاجب في الأصول مأخوذ من الكافية وشرحها، وهو متن عظيم، يُؤسَف على قلة العناية به، وقد أشرنا إلى بعض ذلك في الشرح أيضًا.
وأما مختصر ابن الحاجب هو والمنتهى فأعظم المسكوت عنه من أصولهما الإحكام لسيف الدين الآمدي.
وأما شرح الألفية للبرماوي فموارده متعددة كذلك، المصرَّح به والمسكوت عنه، لكن أعظم أصوله المسكوت عنها كُتب شيخه الزركشي، كالبحر المحيط وتشنيف المسامع، وإن كان يقاوله أحيانًا تصريحًا أو تلميحًا، وأحيانًا يرجع إلى أصوله ويقارن وينقد.
اعلم أن للكتب أنسابًا كأنساب البشر، فلكل كتاب - خاصة كتب المتأخرين - شجرة نسب، وفي تتبعك لموارد الكتاب تبدأ من الفرع النهائي ثم تنتقل للأصول شيئًا فشيئًا.
والأصل في مادة الذخر الحرير أنها مأخوذة من شرح ابن النجار والتحبير للمرداوي، أحيانًا يختصر من الأول، وأحيانًا يتجاوزه للأخذ من الثاني مباشرة، فقد يتلافى بذلك ما وقع فيه ابن النجار، وقد يقع بذلك فيما تلافاه ابن النجار، والثاني أكثر، وقد أشرنا إلى بعض ذلك في الشرح.
وأما التحبير فكتاب عظيم متعدد الموارد، ومنها ما هو مُصرَّحٌ به، فيُرجَع إليه، ومنها ما هو مسكوتٌ عنه في الجملة وإن كان يُصرَّح به أحيانًا، وأعظم المسكوت عنه من كتب أصحابنا أصول ابن مفلح، وأعظمه من غير كتبهم شرح الألفية للبرماوي.
أما أصول ابن مفلح فيُقال فيه عين ما قيل في التحبير، وهو كتاب جامع لزبدة كتب الأصحاب المتقدمين، لكن أعظم المسكوت عنه فيه من كتبهم المسوَّدة، وأعظمه من غير كتبهم مختصر ابن الحاجب، وإن كان ابن مفلح يرجع لأصول المختصر ويقارن وينقد، حتى بعض ما زاده ابن مفلح من مسائل اللغة مما لم يذكره ابن الحاجب في الأصول مأخوذ من الكافية وشرحها، وهو متن عظيم، يُؤسَف على قلة العناية به، وقد أشرنا إلى بعض ذلك في الشرح أيضًا.
وأما مختصر ابن الحاجب هو والمنتهى فأعظم المسكوت عنه من أصولهما الإحكام لسيف الدين الآمدي.
وأما شرح الألفية للبرماوي فموارده متعددة كذلك، المصرَّح به والمسكوت عنه، لكن أعظم أصوله المسكوت عنها كُتب شيخه الزركشي، كالبحر المحيط وتشنيف المسامع، وإن كان يقاوله أحيانًا تصريحًا أو تلميحًا، وأحيانًا يرجع إلى أصوله ويقارن وينقد.
لما أعلنت العام الماضي عن نفثة (علم الحياة)، عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة [وأرجو سماعها ممن لم يفعل] = ضمّنتُ ذلك أبياتًا من رائية الإمام العلّامة المدّاح جمال الدين الصرصري الحنبلي (ذكر العقيقَ فهاجَه تذكارُه)، ورجوت منذ ذلك الوقت - أو قبله - أن ييسر الله لي شرح هذه القصيدة الرائقة البديعة، فهذا أوان ذلك بفضل الله ومنته وكرمه.
ولقد آثرت أن أجعل ذلك في جمعتين متتاليتين بدلًا من مجلس واحد طويل جدًا، دفعًا للملال وتهييجًا للشوق وإبقاء على نضرة السماع.
والصَرّة: الصياح وارتفاع الصوت، من التعجب أو الحسرة والتأوّه أو غير ذلك، والصَرّة كذلك: الكرب والشدة، وهذه الرائية كانت صرّةً صرصريّة مشحونة بنشيج الشوق إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
غدًا بعد صلاة العشاء (التاسعة مساء) إن شاء الله!
ولقد آثرت أن أجعل ذلك في جمعتين متتاليتين بدلًا من مجلس واحد طويل جدًا، دفعًا للملال وتهييجًا للشوق وإبقاء على نضرة السماع.
والصَرّة: الصياح وارتفاع الصوت، من التعجب أو الحسرة والتأوّه أو غير ذلك، والصَرّة كذلك: الكرب والشدة، وهذه الرائية كانت صرّةً صرصريّة مشحونة بنشيج الشوق إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
غدًا بعد صلاة العشاء (التاسعة مساء) إن شاء الله!
قناة كريم حلمي
لما أعلنت العام الماضي عن نفثة (علم الحياة)، عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة [وأرجو سماعها ممن لم يفعل] = ضمّنتُ ذلك أبياتًا من رائية الإمام العلّامة المدّاح جمال الدين الصرصري الحنبلي (ذكر العقيقَ فهاجَه تذكارُه)، ورجوت منذ ذلك الوقت - أو قبله…
[19] #نفثات - صَرّةٌ صرصريّة (1) [نسخة يوتيوبية، وأخرى مسموعة على الساوند كلاود]
وفي هذا المجلس تعليقٌ مختصر على قِسمٍ من رائية العلامة حسّان السُنة الصرصري الحنبلي في مدح سيّد أشراف الخليقة وذورة سنام البريئة، صلى الله عليه وسلم، ونُكمل التعليق عليها في الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى ويسّر وأمد في العمر
https://youtu.be/JLIp89CNt6c
https://on.soundcloud.com/7GwWK
وفي هذا المجلس تعليقٌ مختصر على قِسمٍ من رائية العلامة حسّان السُنة الصرصري الحنبلي في مدح سيّد أشراف الخليقة وذورة سنام البريئة، صلى الله عليه وسلم، ونُكمل التعليق عليها في الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى ويسّر وأمد في العمر
https://youtu.be/JLIp89CNt6c
https://on.soundcloud.com/7GwWK
YouTube
[19] نفثات - صَرّة صرصريّة (1)
نسخة صوتية على الساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/7GwWK
....
لما أعلنت العام الماضي عن نفثة (علم الحياة)، عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة [وأرجو سماعها ممن لم يفعل] = ضمنتُ ذلك أبياتًا من رائية الإمام العلّامة المدّاح جمال الدين الصرصري الحنبلي…
https://on.soundcloud.com/7GwWK
....
لما أعلنت العام الماضي عن نفثة (علم الحياة)، عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة [وأرجو سماعها ممن لم يفعل] = ضمنتُ ذلك أبياتًا من رائية الإمام العلّامة المدّاح جمال الدين الصرصري الحنبلي…
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فهذا نص قصيدة العلامة الصرصري رحمه الله تعالى، اضطررت لإصلاحها وضبطها في عجالة من غير طويل تأمّلٍ، وذلك لما كثر السؤال عنها مع عدم وجود نسخة مضبوطة جيدة يُعوَّل عليها، وما بين معقوفين هي الأبيات الزائدة في نُسَخ الديوان على رواية ابن شاكر الكُتبي في فوات الوفيات، والظاهر أن القصيدة كان يُزاد فيها ويُنقص بحسب المقام، والله أعلم!
ذَكَر العقيقَ فهاجَه تَذْكارُه .. صَبٌّ عن الأحباب شَطَّ مَزَارُه
وهَفَت إلى سَلْعٍ نَوازِعُ قَلبِه .. فتَضرَّمت بين الجوانح نارُه
كَلِفٌ برامةَ ما تألَّقَ بَارِقٌ .. من نحوها إلا بدا إضمارُه
يَشْتاق واديها ولولا حبُّها .. لم يُصْبِه وادٍ زَهَت أزهارُه
شغفا بمن ملك الفؤاد بأسره .. وبِوُدِّه أنْ لا يُفَكَ إسارُه
لولا هَواهُ لما ثَنَى أعطافَه .. بانُ الحجاز ورَنْدُه وعَرارُه
يا مَنْ ثَوَى بين الجوانح والحَشَا .. مني وإن بَعُدَت عليّ ديارُه
عَطْفًا على قلبٍ بحبك هائمٍ .. إن لم تَصِلْه تصدَّعت أعشارُه
وارْحَم كَئِيْبًا فيكَ يَقْضِي نحبه .. أسفا عليك وما انقضت أوطارُه
لا يستفيقُ من الغرامِ وكُلّما .. حجبوك عنه تهتّكت أستارُه
ما اعتاض عن سَمُر الحِمَى ظلًا ولا .. طابت بغير حديثكم أسمارُه
هل عائدٌ زمنُ تضوَّع نَشْرُه .. أَرَجًا ورَقَّت بالرِضى أسحارُه
في مَرْبَع بقِباب سَلْع مُونِقٍ .. بالأُنس تَهتِف بالمُنى أطيارُه
فاقَ البسيطةَ عزةً ومَهابةً .. فسما وعز من البريّة جارُه
يحمي النزيلَ وكيف لا يُحمى وقد .. حُفَّت بجاه المصطفى أقطارُه
أضحى ثَرى عَرَصَاتِه إذْ حَلّها .. يشفي من الداء العُضال غُبارُه
سبحان من جَمَع المحاسنَ كُلَّها .. فيه فتمَّ بَهاؤه وفَخَارُه
جُبِلت على التشريف طِينَتُه فما .. نشأت على غير العُلى أطوارُه
وصَفَت خلائُقه وطُهِّر صدره .. فزكا وطاب أديمه ونِجَارُه
حَمَلته آمِنَةُ الحَصَانُ فلم تجد .. ثِقْلا إلى أن حان مِنه بِدارُه
ورأت قُصُورَ الشامِ حين تشعشعت .. أنوارُه وتَباشَرت حُضَّارُه
وَضَعته مختونا وأهوى سَاجِدًا .. وكَسَاهُ حُسْنًا بَاهِرًا مُخْتَارُه
لا بالطويلِ ولا القصيرِ وإنْ مَشَى .. بين الطِوالِ سَمَتْهُمُ أنْوارُه
وإذا تكللَّ بالجُمَان جَبِينُه .. عَرَقًا لأمرٍ عُظِّمت أسرارُه
فَلَرِيحُه أزكى وأطيب مَخْبَرًا .. مِن ريح مِسْكٍ فَضَّهُ عَطَّارُه
[وإذا بَدَا في حُلِّة يمنيّةٍ .. قد زانَ دائرَ طَوْقِها أزْرارُه]
فَالشَمسُ بَعْد الصَحْوِ مُشْرِقةُ السَنَا .. والبَدْرُ في فَلَكِ الكَمال مَدارُه
مُتَقَلِّدًا بالسَيْفِ ليس مُبَاليًا .. بمن التقى عَزَّت به أنصارُه
حُلَلُ السكينة والثبات لِباسُهُ .. والبِرُّ والإخلاص فيه شِعَارُه
وضَميْرُه التَقْوى وأُوْتي حِكْمةً .. فازداد منها عَقْلُه ووَقَارُه
والصِدْقُ منه والوفاءُ طبيعةٌ .. والعَفْو والصَفْحُ الجميل دِثارُه
[والعَدلُ سِيْرَتُهُ وحَقٌ شَرْعُهُ .. وسبيلُه نَهْجُ الهُدى ومنارُه]
وشريعةُ الإسلامِ مِلَّتُهُ وبِالــ .. ـحقِّ المبين إلى الوَرى إظِهُارُه
خَتَم النُبوَّةَ فهو دُرّةُ تاجِها .. وطِرازُ حُلَّتِها الثمينُ عِيَارُه
أَبْقى بسنّتِه طريقًا واضحًا .. رَحْبًا سَواءً ليلُه ونَهارُه
[يمحو سَنا الشمسِ الكُسوفُ ويُنْقِصُ الـ .. قَمَرَ المَحَاقُ ويعتريه سَرَارُه
وشموسُ شِرعَةِ دِينِه محروسةٌ .. من حادثٍ يمحو الضياءَ غبارُه
نَهْجُ الصَوابِ بجِدِّه وبحَدِّهِ .. بعدَ الدُثورِ تجددت آثارُه
واستعلن الحقُّ المبينُ بنُورِه .. بجبالِ فارانَ وقرَّ قرارُه
وجلا ظلامَ الحَرّتَيْن ضِياؤهُ .. وبهِ سما ثَورٌ وأشرقَ غارُه]
فَخَرت به خيرُ القبائلِ هاشمٌ .. وحوى به المجدَ الأثيلَ نِزَارُه
زَهَرَت نجومُ السَعْدِ في بَدْرٍ به .. وتَبَلّجت يومَ الرضى أقمارُه
وشُمُوسُه في فتحِ مكةَ أشْرَقَت .. فانجابَ عن وجْهِ العَلاء قَتَارُه
سَعَدَت به أولادُه ونساؤه .. وصِحابُه وزَكَت به أصْهارُه
وسَمَت به غلمانُه وإماؤه .. وجَوَادُه وبَعيرُه وحِمارُه
وحَوى الفَخَارَ سريرُه وفِراشُه .. وخِيامُه وقِبابُه وجِدارُه
وتضوَّعت أردانُ بُرْدَتِه بهِ .. طِيبًا وطاب رِداؤه وإزارُه
شَهِد الكتابُ المُوْسَوِيُّ بِفَضْلِهِ .. وَتَحقّقته وأيْقَنَت أخبارُه
هو شاهدٌ متوكِّلٌ ومُبَشِّرٌ .. هو مُنْذِرٌ مُتَيَقَّنٌ إنذارُه
أضحى لأُمِّيين حِرْزًا مَانِعًا .. وُضِعَت بِهِ عَنْ وَقْتِهِ آصارُه
بالشام دَوْلَتُه ومَكَةُ رَبّةُ الــْ .. حُرُماتِ مَوْلِدُه وَطَيْبَةُ دَارُه
[عَلِم اليهودُ الحقَ ثُمَّتَ أنْكروا .. حَسَدًا فأفسد عِلْمَهم إنكارُه
تبًا لمن عَلِم اليقينَ وصَدَّه .. لما استبان له الصوابُ نِفَارُه
وكذاك في إنْجيلِ عيسى وصفُهُ .. في كل عَصْرٍ تُجتلى أخبارُه] =>
ذَكَر العقيقَ فهاجَه تَذْكارُه .. صَبٌّ عن الأحباب شَطَّ مَزَارُه
وهَفَت إلى سَلْعٍ نَوازِعُ قَلبِه .. فتَضرَّمت بين الجوانح نارُه
كَلِفٌ برامةَ ما تألَّقَ بَارِقٌ .. من نحوها إلا بدا إضمارُه
يَشْتاق واديها ولولا حبُّها .. لم يُصْبِه وادٍ زَهَت أزهارُه
شغفا بمن ملك الفؤاد بأسره .. وبِوُدِّه أنْ لا يُفَكَ إسارُه
لولا هَواهُ لما ثَنَى أعطافَه .. بانُ الحجاز ورَنْدُه وعَرارُه
يا مَنْ ثَوَى بين الجوانح والحَشَا .. مني وإن بَعُدَت عليّ ديارُه
عَطْفًا على قلبٍ بحبك هائمٍ .. إن لم تَصِلْه تصدَّعت أعشارُه
وارْحَم كَئِيْبًا فيكَ يَقْضِي نحبه .. أسفا عليك وما انقضت أوطارُه
لا يستفيقُ من الغرامِ وكُلّما .. حجبوك عنه تهتّكت أستارُه
ما اعتاض عن سَمُر الحِمَى ظلًا ولا .. طابت بغير حديثكم أسمارُه
هل عائدٌ زمنُ تضوَّع نَشْرُه .. أَرَجًا ورَقَّت بالرِضى أسحارُه
في مَرْبَع بقِباب سَلْع مُونِقٍ .. بالأُنس تَهتِف بالمُنى أطيارُه
فاقَ البسيطةَ عزةً ومَهابةً .. فسما وعز من البريّة جارُه
يحمي النزيلَ وكيف لا يُحمى وقد .. حُفَّت بجاه المصطفى أقطارُه
أضحى ثَرى عَرَصَاتِه إذْ حَلّها .. يشفي من الداء العُضال غُبارُه
سبحان من جَمَع المحاسنَ كُلَّها .. فيه فتمَّ بَهاؤه وفَخَارُه
جُبِلت على التشريف طِينَتُه فما .. نشأت على غير العُلى أطوارُه
وصَفَت خلائُقه وطُهِّر صدره .. فزكا وطاب أديمه ونِجَارُه
حَمَلته آمِنَةُ الحَصَانُ فلم تجد .. ثِقْلا إلى أن حان مِنه بِدارُه
ورأت قُصُورَ الشامِ حين تشعشعت .. أنوارُه وتَباشَرت حُضَّارُه
وَضَعته مختونا وأهوى سَاجِدًا .. وكَسَاهُ حُسْنًا بَاهِرًا مُخْتَارُه
لا بالطويلِ ولا القصيرِ وإنْ مَشَى .. بين الطِوالِ سَمَتْهُمُ أنْوارُه
وإذا تكللَّ بالجُمَان جَبِينُه .. عَرَقًا لأمرٍ عُظِّمت أسرارُه
فَلَرِيحُه أزكى وأطيب مَخْبَرًا .. مِن ريح مِسْكٍ فَضَّهُ عَطَّارُه
[وإذا بَدَا في حُلِّة يمنيّةٍ .. قد زانَ دائرَ طَوْقِها أزْرارُه]
فَالشَمسُ بَعْد الصَحْوِ مُشْرِقةُ السَنَا .. والبَدْرُ في فَلَكِ الكَمال مَدارُه
مُتَقَلِّدًا بالسَيْفِ ليس مُبَاليًا .. بمن التقى عَزَّت به أنصارُه
حُلَلُ السكينة والثبات لِباسُهُ .. والبِرُّ والإخلاص فيه شِعَارُه
وضَميْرُه التَقْوى وأُوْتي حِكْمةً .. فازداد منها عَقْلُه ووَقَارُه
والصِدْقُ منه والوفاءُ طبيعةٌ .. والعَفْو والصَفْحُ الجميل دِثارُه
[والعَدلُ سِيْرَتُهُ وحَقٌ شَرْعُهُ .. وسبيلُه نَهْجُ الهُدى ومنارُه]
وشريعةُ الإسلامِ مِلَّتُهُ وبِالــ .. ـحقِّ المبين إلى الوَرى إظِهُارُه
خَتَم النُبوَّةَ فهو دُرّةُ تاجِها .. وطِرازُ حُلَّتِها الثمينُ عِيَارُه
أَبْقى بسنّتِه طريقًا واضحًا .. رَحْبًا سَواءً ليلُه ونَهارُه
[يمحو سَنا الشمسِ الكُسوفُ ويُنْقِصُ الـ .. قَمَرَ المَحَاقُ ويعتريه سَرَارُه
وشموسُ شِرعَةِ دِينِه محروسةٌ .. من حادثٍ يمحو الضياءَ غبارُه
نَهْجُ الصَوابِ بجِدِّه وبحَدِّهِ .. بعدَ الدُثورِ تجددت آثارُه
واستعلن الحقُّ المبينُ بنُورِه .. بجبالِ فارانَ وقرَّ قرارُه
وجلا ظلامَ الحَرّتَيْن ضِياؤهُ .. وبهِ سما ثَورٌ وأشرقَ غارُه]
فَخَرت به خيرُ القبائلِ هاشمٌ .. وحوى به المجدَ الأثيلَ نِزَارُه
زَهَرَت نجومُ السَعْدِ في بَدْرٍ به .. وتَبَلّجت يومَ الرضى أقمارُه
وشُمُوسُه في فتحِ مكةَ أشْرَقَت .. فانجابَ عن وجْهِ العَلاء قَتَارُه
سَعَدَت به أولادُه ونساؤه .. وصِحابُه وزَكَت به أصْهارُه
وسَمَت به غلمانُه وإماؤه .. وجَوَادُه وبَعيرُه وحِمارُه
وحَوى الفَخَارَ سريرُه وفِراشُه .. وخِيامُه وقِبابُه وجِدارُه
وتضوَّعت أردانُ بُرْدَتِه بهِ .. طِيبًا وطاب رِداؤه وإزارُه
شَهِد الكتابُ المُوْسَوِيُّ بِفَضْلِهِ .. وَتَحقّقته وأيْقَنَت أخبارُه
هو شاهدٌ متوكِّلٌ ومُبَشِّرٌ .. هو مُنْذِرٌ مُتَيَقَّنٌ إنذارُه
أضحى لأُمِّيين حِرْزًا مَانِعًا .. وُضِعَت بِهِ عَنْ وَقْتِهِ آصارُه
بالشام دَوْلَتُه ومَكَةُ رَبّةُ الــْ .. حُرُماتِ مَوْلِدُه وَطَيْبَةُ دَارُه
[عَلِم اليهودُ الحقَ ثُمَّتَ أنْكروا .. حَسَدًا فأفسد عِلْمَهم إنكارُه
تبًا لمن عَلِم اليقينَ وصَدَّه .. لما استبان له الصوابُ نِفَارُه
وكذاك في إنْجيلِ عيسى وصفُهُ .. في كل عَصْرٍ تُجتلى أخبارُه] =>
<= عَجَبًا لذي لُبٍّ رآه وكيف لم .. يَنْبَتّ عَنْه لِوَقْتِهِ زُنّارُه؟!
[وعُذَافِرٍ حَرْفٍ أُمُونٍ تَرْتَمِي .. مَرَحًا كَهَيْقٍ هَاجَهُ ذُعّارُه
كَوْمَاءَ يَرْفَعُها السَرَابُ كأنَّها .. فُلْكٌ على بَحْرٍ طَمَى تيَّارُه
يَطْوي بها شُعَبَ الفَلاةِ مُشَمِّرٌ .. كالسيفِ للغَمَراتِ سُن غِرَارُه
شَهْمٌ إذَا رَامَ الخَطِيْرَ من العُلا .. لم يُثْنِهِ عمّا يرومُ خِطَارُه
يَسْري مع الوَفْدِ الكِرامِ ليشهدَ الـْ .. جَمْعَ الذي شَرُفَت به أمصارُه
في مَوْقِفٍ جَمِّ المَواهِبِ زاهرٍ .. وُضِعَت عن الجَاني بِهِ أوزارُه
والمأْزَمَيْن ومَشْعَرًا ذا حُرْمَةٍ .. ومُحَصَّبًا بمنى تُعَدُّ جِمارُه
ويطوفُ مضطبعًا طوافَ قُدُومِه .. سَبْعًا ببيتٍ عُظِّمت أستارُه
أبهى من الدِيبَاجِ رَونَقُ حِجْرِه .. وعلى اللآلئِ فُضِّلت أحجارُه
ويَسِيرُ بعدَ قضاءِ مُفْتَرَضَاتِهِ .. ليزورَ رَبْعًا كُرِّمَت زُوَّارُه
رَبْعًا به نُورُ النبيِّ محمدٍّ .. متلألئً نَضُرَت به نُظَّارُه
ناديتُه بالله يا مَنْ أسْفَرَتْ .. عَن بِشْرِ وَجْه نَجَاحِه أسْفَارُه
بَلِّغْ - هُدِيتَ - إذا وَصَلْتَ سَلامَ مَن … قَامَتْ بشَيْبِ عِذَارِهِ أعْذَارُه
وقِلِ السلامُ عَلَيْكَ مِن مُتَعرِّضٍ … لعَظِيم فَضْلِكَ رَثّةٍ أطْمَارُه]
يا مَنْ جَلَا قَتَرَ الضَلَالِ ومَنْ إذَا .. مَا أمَّهُ العَافي انْجَلى إقْتَارُه
يَا مَن تَساوَى في المكَارِمِ والنَدَى .. كِلتَا يَدَيْهِ يمينُه ويَسَارُه
أنْتَ المَلِيُّ بِكَشْفِ ضُرِّ مُخَلَّفٍ .. ذِي عُسْرَةٍ بنَدَى يَدَيْكَ يَسَارُه
جَعَلَ الثَنَاءَ على عُلاكَ شِعَارَهُ .. فحَلَت بِهِ وتَعَطَّرت أشْعَارُه
يَرْجُو النَجَاةَ بِفَضْلِ جَاهِك في غَدٍ .. في مَوْقِفٍ يَخْشى التَوَى أبرارُه
[وعُذَافِرٍ حَرْفٍ أُمُونٍ تَرْتَمِي .. مَرَحًا كَهَيْقٍ هَاجَهُ ذُعّارُه
كَوْمَاءَ يَرْفَعُها السَرَابُ كأنَّها .. فُلْكٌ على بَحْرٍ طَمَى تيَّارُه
يَطْوي بها شُعَبَ الفَلاةِ مُشَمِّرٌ .. كالسيفِ للغَمَراتِ سُن غِرَارُه
شَهْمٌ إذَا رَامَ الخَطِيْرَ من العُلا .. لم يُثْنِهِ عمّا يرومُ خِطَارُه
يَسْري مع الوَفْدِ الكِرامِ ليشهدَ الـْ .. جَمْعَ الذي شَرُفَت به أمصارُه
في مَوْقِفٍ جَمِّ المَواهِبِ زاهرٍ .. وُضِعَت عن الجَاني بِهِ أوزارُه
والمأْزَمَيْن ومَشْعَرًا ذا حُرْمَةٍ .. ومُحَصَّبًا بمنى تُعَدُّ جِمارُه
ويطوفُ مضطبعًا طوافَ قُدُومِه .. سَبْعًا ببيتٍ عُظِّمت أستارُه
أبهى من الدِيبَاجِ رَونَقُ حِجْرِه .. وعلى اللآلئِ فُضِّلت أحجارُه
ويَسِيرُ بعدَ قضاءِ مُفْتَرَضَاتِهِ .. ليزورَ رَبْعًا كُرِّمَت زُوَّارُه
رَبْعًا به نُورُ النبيِّ محمدٍّ .. متلألئً نَضُرَت به نُظَّارُه
ناديتُه بالله يا مَنْ أسْفَرَتْ .. عَن بِشْرِ وَجْه نَجَاحِه أسْفَارُه
بَلِّغْ - هُدِيتَ - إذا وَصَلْتَ سَلامَ مَن … قَامَتْ بشَيْبِ عِذَارِهِ أعْذَارُه
وقِلِ السلامُ عَلَيْكَ مِن مُتَعرِّضٍ … لعَظِيم فَضْلِكَ رَثّةٍ أطْمَارُه]
يا مَنْ جَلَا قَتَرَ الضَلَالِ ومَنْ إذَا .. مَا أمَّهُ العَافي انْجَلى إقْتَارُه
يَا مَن تَساوَى في المكَارِمِ والنَدَى .. كِلتَا يَدَيْهِ يمينُه ويَسَارُه
أنْتَ المَلِيُّ بِكَشْفِ ضُرِّ مُخَلَّفٍ .. ذِي عُسْرَةٍ بنَدَى يَدَيْكَ يَسَارُه
جَعَلَ الثَنَاءَ على عُلاكَ شِعَارَهُ .. فحَلَت بِهِ وتَعَطَّرت أشْعَارُه
يَرْجُو النَجَاةَ بِفَضْلِ جَاهِك في غَدٍ .. في مَوْقِفٍ يَخْشى التَوَى أبرارُه
قناة كريم حلمي
نستكمل الليلة بحول الله وقوته التعليق على رائية العلّامة الصرصري (ذكر العقيق) في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وذكر طائفة من شمائله السَنيّة الشريفة
[20] #نفثات - صَرّةٌ صرصريّة (2) [نسخة يوتيوبية، وأخرى مسموعة على الساوند كلاود]
الجزء الثاني والأخير من التعليق على رائية العلامة الصرصري في مدح النبي صلى الله عليه وسلم (ذكر العقيق)
https://youtu.be/SBCm5fkn-jg?si=VAsuin1qEgqZKKcq
https://on.soundcloud.com/pFcJY
الجزء الثاني والأخير من التعليق على رائية العلامة الصرصري في مدح النبي صلى الله عليه وسلم (ذكر العقيق)
https://youtu.be/SBCm5fkn-jg?si=VAsuin1qEgqZKKcq
https://on.soundcloud.com/pFcJY
YouTube
[20] نفثات - صَرّة صرصريّة (2)
الجزء الثاني والأخير من التعليق على رائية العلامة الصرصري في مدح النبي صلى الله عليه وسلم (ذكر العقيق)
نسخة صوتية قابلة للتحميل على الساوندكلاود:
https://on.soundcloud.com/pFcJY
[نص القصيدة]
https://t.me/kareemahelmy/650
https://www.facebook.com/karee…
نسخة صوتية قابلة للتحميل على الساوندكلاود:
https://on.soundcloud.com/pFcJY
[نص القصيدة]
https://t.me/kareemahelmy/650
https://www.facebook.com/karee…
[ولا تَهِنُوا في ابْتِغاءِ القَوْمِ] سواء وهن الأجساد أو القلوب والأرواح والعزائم ..
[إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإنَّهم يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ]
لا يستوون ..
قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ..
والجنة غاية مطالب المؤمن، والنار غاية مهاوي الكافر!
[إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإنَّهم يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ]
لا يستوون ..
قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ..
والجنة غاية مطالب المؤمن، والنار غاية مهاوي الكافر!
[ولا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الكُفّارَ ولا يَنالُونَ مِن عَدُوٍّ نَيْلًا إلّا كُتِبَ لَهم بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُحْسِنِينَ]
إن من العمل الصالح الذي يحبه الله ورسوله ويُطلَب لذاته وتُبذَل فيه المُهَج = وطء مآمن الكفّار وإقضاض مضاجعهم وإغاظة قلوبهم وتضييق صدورهم، ومن غاظه فعل المؤمنين فقد وافق حال الكافرين والمنافقين!
إن من العمل الصالح الذي يحبه الله ورسوله ويُطلَب لذاته وتُبذَل فيه المُهَج = وطء مآمن الكفّار وإقضاض مضاجعهم وإغاظة قلوبهم وتضييق صدورهم، ومن غاظه فعل المؤمنين فقد وافق حال الكافرين والمنافقين!
بالطائرات المرسلات عويلا .. ترمي بأطنان الردى تنكيلا
بالراجمات القاذفات قنابلا .. فوق الرؤوس تدفقا موصولا
بالكاذبين المفترين بأنهم .. قد طبقوا (التوراة) و (الإنجيلا)
بالمُجهزين على الجراح بخسّةٍ .. إذ يُمعنون بشعبنا تقتيلا
بالمانعين من الإغاثة أهلها .. ودماؤهم تجري هناك سيولا
بالجاعلين من المساجد ويحهم .. سقفا يُهد على الرؤوس مهيلا
ما فت في عضد (الأشاوس) كيدهم .. وارتد جيش الأصغرين ذليلا
فالله أقوى من هدير سلاحهم .. أنعم برب العالمين وكيلا
وسيعلم الباغي مغبة مكره .. ولسوف يعلم من أضل سبيلا
يا ابن (الأكارم) يا بقية عزنا .. يا من رأوا بك صارما مسلولا
قف شامخا مثل المآذن طولا .. وابعث رصاصك وابلا سجّيلا
مزّق به زمر الغزاة أذقهم .. طعم المنون على يدي جبريلا
جاءوا على قدر يسوق لحتفهم .. من بعد نأي عن مداك طويلا
سطّر على هام الزمان بأننا .. أهل الكرامة والأعز قبيلا
فليحرقوا كل النخيل بساحنا .. سنطلّ من فوق النخيل نخيلا
فليهدموا كل المآذن فوقنا .. نحن المآذن فاسمع التهليلا
إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا .. قدماً لجنات النعيم وصولا
نحن الذين إذا ولدنا بُكرة .. كنّا على ظهر الخيول أصيلا
نحن الشهادة والشهيد وشاهد .. ولأُسْدنا قد فُصّلت تفصيلا
في عالم الصمت المهيمن حولنا .. حتى غدا مستبكماً مشلولا
نطقت فصاحتنا بلحن كفاحنا .. أعلى البيان صواعقاً وقتيلا
صوت الرصاص أبو البيان بلاغة .. وأشد إفصاحاً وأقوم قيلا
(يا أهل غزّة) يا طلائع زحفنا .. يا من رضيتم بالإله وكيلا
ورفعتم القرآن فوق جباهكم .. ورضيتم الهادي الحبيب رسولا
سرتم على درب الجهاد بعزة .. سعياً لجنات الخلود مقيلا
يا من صبرتم للحصار طويلاً .. في عزة تعلو المجرة طولا
تحت القذائف والحريق جهنم .. لم تقطعوا التكبير والتهليلا
لقنتم الدنيا الدروس صريحة .. لا تقبل التزييف والتدجيلا
أن الأعز محمد وجنوده .. والله أكبر ناصراً ووكيلا
[غازي الجمل رحمه الله تعالى، مع تصرف يسير]
بالراجمات القاذفات قنابلا .. فوق الرؤوس تدفقا موصولا
بالكاذبين المفترين بأنهم .. قد طبقوا (التوراة) و (الإنجيلا)
بالمُجهزين على الجراح بخسّةٍ .. إذ يُمعنون بشعبنا تقتيلا
بالمانعين من الإغاثة أهلها .. ودماؤهم تجري هناك سيولا
بالجاعلين من المساجد ويحهم .. سقفا يُهد على الرؤوس مهيلا
ما فت في عضد (الأشاوس) كيدهم .. وارتد جيش الأصغرين ذليلا
فالله أقوى من هدير سلاحهم .. أنعم برب العالمين وكيلا
وسيعلم الباغي مغبة مكره .. ولسوف يعلم من أضل سبيلا
يا ابن (الأكارم) يا بقية عزنا .. يا من رأوا بك صارما مسلولا
قف شامخا مثل المآذن طولا .. وابعث رصاصك وابلا سجّيلا
مزّق به زمر الغزاة أذقهم .. طعم المنون على يدي جبريلا
جاءوا على قدر يسوق لحتفهم .. من بعد نأي عن مداك طويلا
سطّر على هام الزمان بأننا .. أهل الكرامة والأعز قبيلا
فليحرقوا كل النخيل بساحنا .. سنطلّ من فوق النخيل نخيلا
فليهدموا كل المآذن فوقنا .. نحن المآذن فاسمع التهليلا
إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا .. قدماً لجنات النعيم وصولا
نحن الذين إذا ولدنا بُكرة .. كنّا على ظهر الخيول أصيلا
نحن الشهادة والشهيد وشاهد .. ولأُسْدنا قد فُصّلت تفصيلا
في عالم الصمت المهيمن حولنا .. حتى غدا مستبكماً مشلولا
نطقت فصاحتنا بلحن كفاحنا .. أعلى البيان صواعقاً وقتيلا
صوت الرصاص أبو البيان بلاغة .. وأشد إفصاحاً وأقوم قيلا
(يا أهل غزّة) يا طلائع زحفنا .. يا من رضيتم بالإله وكيلا
ورفعتم القرآن فوق جباهكم .. ورضيتم الهادي الحبيب رسولا
سرتم على درب الجهاد بعزة .. سعياً لجنات الخلود مقيلا
يا من صبرتم للحصار طويلاً .. في عزة تعلو المجرة طولا
تحت القذائف والحريق جهنم .. لم تقطعوا التكبير والتهليلا
لقنتم الدنيا الدروس صريحة .. لا تقبل التزييف والتدجيلا
أن الأعز محمد وجنوده .. والله أكبر ناصراً ووكيلا
[غازي الجمل رحمه الله تعالى، مع تصرف يسير]
[يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمْ فِئَةً فاثْبُتُوا واذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ . وأطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ ولا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكم واصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرِينَ . ولا تَكُونُوا كالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِمْ بَطَرًا ورِئاءَ النّاسِ ويَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ واللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ]
من أعظم واجبات الأمة عند ملاقاة أعدائهم من الكفار والمشركين:
- الصبر والثبات، وعدم التولي والخور والضعف.
- الإكثار من ذكر الله ودعائه والتضرع إليه سبحانه.
- طاعة الله والرسول بتجديد التوبة والإقبال على العبادات ومجانبة المنكرات.
- الاجتماع على قلب رجل واحد، وعدم المنازعة.
- تطهير النفس من أدران الصد عن سبيل الله ومجاهدة أعدائه سبحانه، وكذلك تطهيرها من البطر ومراءاة الناس والتصنع لهم والخوف منهم.
من أعظم واجبات الأمة عند ملاقاة أعدائهم من الكفار والمشركين:
- الصبر والثبات، وعدم التولي والخور والضعف.
- الإكثار من ذكر الله ودعائه والتضرع إليه سبحانه.
- طاعة الله والرسول بتجديد التوبة والإقبال على العبادات ومجانبة المنكرات.
- الاجتماع على قلب رجل واحد، وعدم المنازعة.
- تطهير النفس من أدران الصد عن سبيل الله ومجاهدة أعدائه سبحانه، وكذلك تطهيرها من البطر ومراءاة الناس والتصنع لهم والخوف منهم.
[قال صلى الله عليه وسلم: يوشك الأممُ أن تتداعى عليكم، كما تتداعى الآكلةُ إلى قصعتِها، فقال قائلٌ: ومن قلةٍ بنا نحن يومئذٍ؟! قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيلِ، ولينزعنَّ اللهُ من صدورِ عدوكم المهابةَ منكم، وليَقذفنَّ في قلوبِكم الوهنَ، قال قائل: يا رسول اللهِ! وما الوهنُ؟! قال: حبُّ الدنيا، وكراهيةُ الموتِ]
وكم يرى المرء من أقوام تسيل أفواههم وتنضح أناملهم بحب الدنيا وكراهية الموت!
معاذ الله من الوهن!
بكرت تخوّفني الحُتُوف كأنّني ... أصبحت عن غرض الحتوف بمعزلِ
فأجبتها: إنّ المنيّة منهل ... لا بدّ أن أسقى بكأس المنهلِ
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أنّي امرؤ سأموت إن لم أقتلِ
وكم يرى المرء من أقوام تسيل أفواههم وتنضح أناملهم بحب الدنيا وكراهية الموت!
معاذ الله من الوهن!
بكرت تخوّفني الحُتُوف كأنّني ... أصبحت عن غرض الحتوف بمعزلِ
فأجبتها: إنّ المنيّة منهل ... لا بدّ أن أسقى بكأس المنهلِ
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أنّي امرؤ سأموت إن لم أقتلِ
كلما رأيت في حادثةٍ بسالةَ الثابتين في المُلِمّات، ولطميات الجالسين تحت المكيّفات = تذكرت قول الجحّاف بن حكيم:
شهدن مع النبيّ مسوّمات ... حُنينا وهي دامية الحوامي
ووقعة راهط شهدت وحلّت ... سنابكهنّ بالبلد الحرام
تعرّض للطّعان إذا التقينا ... خدودا لا تعرّض للّطام
وقد كانت العرب تقول: ضربة سيف في عزّ خير من لطمة في ذلّ!
شهدن مع النبيّ مسوّمات ... حُنينا وهي دامية الحوامي
ووقعة راهط شهدت وحلّت ... سنابكهنّ بالبلد الحرام
تعرّض للطّعان إذا التقينا ... خدودا لا تعرّض للّطام
وقد كانت العرب تقول: ضربة سيف في عزّ خير من لطمة في ذلّ!