Forwarded from قناة كريم حلمي
إني لأرجو في هذه الليالي المباركة أن الماهر (بالعبادة) يكون مع السفرة الكرام البررة ..
وأن الذي يجاهد نفسه، يتتعتع في (العبادة)، وهي عليه شاقة = يكون له أجران!
فهنيئا للمتتعتعين!
وأن الذي يجاهد نفسه، يتتعتع في (العبادة)، وهي عليه شاقة = يكون له أجران!
فهنيئا للمتتعتعين!
قناة كريم حلمي
إني لأرجو في هذه الليالي المباركة أن الماهر (بالعبادة) يكون مع السفرة الكرام البررة .. وأن الذي يجاهد نفسه، يتتعتع في (العبادة)، وهي عليه شاقة = يكون له أجران! فهنيئا للمتتعتعين!
والتتعتع هنا أصله التتعتع في الكلام، أي النطق بصعوبة ومشقة ولجلجة، وذلك كناية عن ثقل العبادة وتكلُّفها والمجاهدة فيها والتردد، وأصل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ"!
هذه الليلة هي أرجى الليالي عند جماهير المسلمين!
الله سبحانه يدعو عباده إليه، ويُقبل عليهم، ويدنو منهم، ويفاخر بهم، ويعتق رقابهم، وها هم عبيده من مشارق الأرض ومغاربها قد أقبلوا عليه واقفين على بابه يتضرعون، يُوشَك أن يُفتح لهم! .. وفيهم الطائع والعاصي، والمحسن والمسيء، والكبير والصغير .. الآن الآن!
ألا تستحي من ألّا يجدك الله فيهم؟!
أما تحب أن يرى الله تقلّب صُلْبِك في الساجدين وتردد لسانك مع الذاكرين؟!
ماذا تفعل هنا الآن والناس قد سبقوك إلى لقائه؟!
ألا تغار منهم وتود أن تقول كما قال موسى: "وعجلت إليك ربّ لترضى"؟!
ما أخلفك عن قومك يا فلان؟! .. بم شُغلت عنه؟! .. ساعات وينفض السوق!
الله سبحانه يدعو عباده إليه، ويُقبل عليهم، ويدنو منهم، ويفاخر بهم، ويعتق رقابهم، وها هم عبيده من مشارق الأرض ومغاربها قد أقبلوا عليه واقفين على بابه يتضرعون، يُوشَك أن يُفتح لهم! .. وفيهم الطائع والعاصي، والمحسن والمسيء، والكبير والصغير .. الآن الآن!
ألا تستحي من ألّا يجدك الله فيهم؟!
أما تحب أن يرى الله تقلّب صُلْبِك في الساجدين وتردد لسانك مع الذاكرين؟!
ماذا تفعل هنا الآن والناس قد سبقوك إلى لقائه؟!
ألا تغار منهم وتود أن تقول كما قال موسى: "وعجلت إليك ربّ لترضى"؟!
ما أخلفك عن قومك يا فلان؟! .. بم شُغلت عنه؟! .. ساعات وينفض السوق!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فبرنامج د. علي جمعة هذه السنة - ككل سنة، بلا حرفٍ جديد، لكنّ المغيّبين لا يعلمون - يمثل صورة بسيطة وهزلية نوعًا ما من حالة التأويل السوسيوسياسي (الاجتماعي / السياسي) للشريعة والتراث، فهو ليس خاصًا بالتراث، بل يتعداه إلى مقررات الشرع نفسه، وليس تأويلًا حداثيًا بالضرورة، لكن على حسب المزاج السوسيوسياسي، إذ هذه الحالة لها جذورها وتمثّلاتها التاريخية السابقة على الحداثة وما بعدها، وكنت تكلّمت في دروس سابقة عن قضية التحسين والتقبيح الاجتماعيَيْن والسياسيَيْن.
جانبٌ ما من هذه الحالة يرى المزاج الاجتماعي / السياسي جزءًا من إكراهات حركة تاريخ قسرية لا يكاد يملك الدين والشرع معها سوى الانفعال المحض ومسايرة تيار طوفانها قبل أن يتهشّم، وقد يجتمع إلى ذلك مسايرة أهواء النفس أيضًا، وإن كان لا يخلو ذلك العجز والهوى من إلباسه جُبّة الحكمة، وتوشيتها بشعارات المقاصد أو المصالح والمفاسد أو الاشتباك مع الواقع ومنابذة التقوقع في كهوف التاريخ أو التمدّن أو التجديد والاجتهاد أو غير ذلك، مع تقديم هذا النموذج بديلًا حتميًا لحالة الجمود والانعزال والتقوقع والظاهرية والتقليد المحض (الموجودة بالفعل بلا ريب!)، وهذا كله يؤول إلى حالةٍ من التاريخانية الاجتماعية لكل شيء! .. العقيدة والشريعة والنصوص والتراث!
لا ينبغي أن يتشاغل عاقل بتطويل الكلام في بيان ما يفهمه كل عاقل قطعًا من الكلام المذكور في البرنامج وغيره، إذ البرهنة على الجليّات يُغمِضها، ومن يسفسط في قطعيات الشريعة وغيرها سيسفسط فيما سواها، والمُلتَفَت إليه أصالةً في هذا المقام هو الإضلال لا الضلال، وحَمل السامع الظاهر للمتكلم، لا مراد المتكلم نفسه أو اعتقاده، ولذلك قد اتفق الفقهاء على كفر أو زيغ من أشار على مسلم بالكفر أو لقّنه إياه أو زيّنه له أو أبقاه عليه وإن كان ذلك المُشير لا يعتقد هذا الكُفر، ولو كان ذلك على وجه اللعب كما قاله بعض الحنفية وغيرهم.
ومن تجليات هذا التحسين الاجتماعي فيما جاء في البرنامج:
• تحكيم المزاج الاجتماعي في المساحات التي يتسلّط عليها في باب العلاقة بين الجنسين، فيُقال لشباب في سن ما دون الجامعة إن المرجع في الأقوال والأفعال العاطفية - لا مجرد الانفعال القلبي - أو الصداقات المقربة المتضمنة للخروج والمزاح = هو التقبُّل الاجتماعي ومعرفة الوالدين ورضاهم! .. هذا مع ما هو معلوم من وجود بيئات متفسّخة (تُوصَف بأنها منفتحة) في مصر وغيرها، ومما يقطع الطريق على السفسطة في تحريف المراد توظيف علي جمعة المتكرر لحديث مغيث وبريرة في هذا السياق وبعض عبارات شُرّاحه كابن بطّال، وهذا التوظيف - مع كونه خاطئًا فاسدًا في نفسه - يدل على اتساع مساحة التواصل العاطفي بين الجنسين التي يرفع عنها سلطان الشريعة ويُخضعها للتحسين الاجتماعي.
ثم هو يُعَدِّي الحاكمية الاجتماعية للحالة المحافظة أيضًا، فيُشير إلى أن الفصل بين الجنسين في التعليم الأزهري لا علاقة له بالدين، ولكن كان مجرد استجابة لطلبات الأهالي والثقافة الاجتماعية الموروثة، هكذا بهذه البساطة! (نفس بساطة - أو صفاقة - إطلاق إن ستر الوجه مجرد عادة اجتماعية لا علاقة لها بالدين)، فيؤول الأمر إلى إخضاع هذه الباب من أصوله - بنصوصه الشرعية والتراثية - إلى تاريخانية اجتماعية نسبية لا سلطان لها. 👇🏼
فبرنامج د. علي جمعة هذه السنة - ككل سنة، بلا حرفٍ جديد، لكنّ المغيّبين لا يعلمون - يمثل صورة بسيطة وهزلية نوعًا ما من حالة التأويل السوسيوسياسي (الاجتماعي / السياسي) للشريعة والتراث، فهو ليس خاصًا بالتراث، بل يتعداه إلى مقررات الشرع نفسه، وليس تأويلًا حداثيًا بالضرورة، لكن على حسب المزاج السوسيوسياسي، إذ هذه الحالة لها جذورها وتمثّلاتها التاريخية السابقة على الحداثة وما بعدها، وكنت تكلّمت في دروس سابقة عن قضية التحسين والتقبيح الاجتماعيَيْن والسياسيَيْن.
جانبٌ ما من هذه الحالة يرى المزاج الاجتماعي / السياسي جزءًا من إكراهات حركة تاريخ قسرية لا يكاد يملك الدين والشرع معها سوى الانفعال المحض ومسايرة تيار طوفانها قبل أن يتهشّم، وقد يجتمع إلى ذلك مسايرة أهواء النفس أيضًا، وإن كان لا يخلو ذلك العجز والهوى من إلباسه جُبّة الحكمة، وتوشيتها بشعارات المقاصد أو المصالح والمفاسد أو الاشتباك مع الواقع ومنابذة التقوقع في كهوف التاريخ أو التمدّن أو التجديد والاجتهاد أو غير ذلك، مع تقديم هذا النموذج بديلًا حتميًا لحالة الجمود والانعزال والتقوقع والظاهرية والتقليد المحض (الموجودة بالفعل بلا ريب!)، وهذا كله يؤول إلى حالةٍ من التاريخانية الاجتماعية لكل شيء! .. العقيدة والشريعة والنصوص والتراث!
لا ينبغي أن يتشاغل عاقل بتطويل الكلام في بيان ما يفهمه كل عاقل قطعًا من الكلام المذكور في البرنامج وغيره، إذ البرهنة على الجليّات يُغمِضها، ومن يسفسط في قطعيات الشريعة وغيرها سيسفسط فيما سواها، والمُلتَفَت إليه أصالةً في هذا المقام هو الإضلال لا الضلال، وحَمل السامع الظاهر للمتكلم، لا مراد المتكلم نفسه أو اعتقاده، ولذلك قد اتفق الفقهاء على كفر أو زيغ من أشار على مسلم بالكفر أو لقّنه إياه أو زيّنه له أو أبقاه عليه وإن كان ذلك المُشير لا يعتقد هذا الكُفر، ولو كان ذلك على وجه اللعب كما قاله بعض الحنفية وغيرهم.
ومن تجليات هذا التحسين الاجتماعي فيما جاء في البرنامج:
• تحكيم المزاج الاجتماعي في المساحات التي يتسلّط عليها في باب العلاقة بين الجنسين، فيُقال لشباب في سن ما دون الجامعة إن المرجع في الأقوال والأفعال العاطفية - لا مجرد الانفعال القلبي - أو الصداقات المقربة المتضمنة للخروج والمزاح = هو التقبُّل الاجتماعي ومعرفة الوالدين ورضاهم! .. هذا مع ما هو معلوم من وجود بيئات متفسّخة (تُوصَف بأنها منفتحة) في مصر وغيرها، ومما يقطع الطريق على السفسطة في تحريف المراد توظيف علي جمعة المتكرر لحديث مغيث وبريرة في هذا السياق وبعض عبارات شُرّاحه كابن بطّال، وهذا التوظيف - مع كونه خاطئًا فاسدًا في نفسه - يدل على اتساع مساحة التواصل العاطفي بين الجنسين التي يرفع عنها سلطان الشريعة ويُخضعها للتحسين الاجتماعي.
ثم هو يُعَدِّي الحاكمية الاجتماعية للحالة المحافظة أيضًا، فيُشير إلى أن الفصل بين الجنسين في التعليم الأزهري لا علاقة له بالدين، ولكن كان مجرد استجابة لطلبات الأهالي والثقافة الاجتماعية الموروثة، هكذا بهذه البساطة! (نفس بساطة - أو صفاقة - إطلاق إن ستر الوجه مجرد عادة اجتماعية لا علاقة لها بالدين)، فيؤول الأمر إلى إخضاع هذه الباب من أصوله - بنصوصه الشرعية والتراثية - إلى تاريخانية اجتماعية نسبية لا سلطان لها. 👇🏼
👆🏼 • قضية الحكم على غير المسلمين - خاصة النصارى - راجعة للتحسين السوسيوسياسي كذلك، لأن هؤلاء جزء من المجتمع الصغير (الدولة)، ولأن مفهوم التآلف مع المخالف العقدي جزء من المجتمع الكبير (العالم وسياساته وخريطة مصالحه)، وهو أيضًا اصطباغٌ - إلى حدٍ ما - بالأنثوية الحداثية في هذا السياق خصوصًا، وعلي جمعة يُنظّر للأمر فعلًا بطريقة "بلاش خناقات / العيش مع الجيران في سلام / كلنا واحد لهم ما لنا وعليهم ما علينا / التآلف والحب بين أهل الوطن الواحد"، وهو أيضًا تغليب للمصلحة السوسيوسياسية (منع الفتن والاضطرابات والتناحر الداخلي والخارجي) على المصلحة العقدية والشرعية، وهذا مسلك عتيق، فكم من ذي سلطان توسّل ببدعة ومذهب للاستقرار السياسي والضبط الاجتماعي (دفعًا للتذاكي: ليست المشكلة في تقليل الصدام أو درء الفتن وإنما في الضريبة المسموحة لذلك والأدوات المقبولة والمسالك المطروقة!)
كالعادة، سيؤول الأمر إلى التصريح بتحريف تاريخاني سوسيوسياسي لكل شيء، فمثلًا (من كلام علي جمعة في البرنامج): كثير من أحكام الفقهاء في هذا الباب كانت مجرد تفاعل مع الحروب الصليبية والاعتداء السياسي على المسلمين، ونحو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس ..." خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وبظرفه الاجتماعي والسياسي (وهناك بالفعل كلام قديم لبعض الزنادقة في تسييس قضية الإيمان والكفر من أصلها، والوصول لهذا ليس بعيدًا كما يُتصور)، حتى آيات [لقد كفر الذين قالوا ..] معلّق الكفر فيها بمقالات لا علاقة لها بمسيحية ظرفنا الاجتماعي، وأنها نزلت في فِرَق تاريخية بائدة لم يعد لها وجود (هذا بخصوصه لا أذكر أنه قاله في البرنامج، لكن كرره غير مرة في سياقات أخرى، آخرها في برنامج مملكة الدراويش هذا العام، الذي يظهر فيه رؤوس التصوف - زعموا - ليتكلموا عنه بين يدي امرأة متبرجة بزينة [معلوم طبعًا أن هذا من التفاعل الإيجابي مع إكراهات الطبيعة الاجتماعية، والاشتباك مع متغيرات العصر، والمنابذة للتقوقع والرجعية والعيش في كهوف الماضي!])، ثم في المقابل هذا التأويل التاريخاني للقرآن يُحمَّل النص القرآني انضواء جميع الأديان تحت مسمى الإسلام الذي هو الدين عند الله!
ومن جملة التاريخانية العقدية التترس باللاأدرية التاريخية لمّا نَهَر علي جمعة أحد الأطفال لمّا أشار إلى تحريف غير الإسلام من الأديان، فأخبره علي جمعة بأنه يتكلم فيما لا علم له به، وأنه افترض من عنده هو أن الديانات غير الإسلام محرفة أو غير ذلك، ومن جملة ما يتعلق أيضا بالتوظيف التاريخاني = التعلق اليائس برواية تاريخية معزولة عن الدواوين الفقهية (من كتاب الولاة لأبي عمر الكندي) لا سند لها أصلًا عن الليث وابن لهيعة بأنهما أشارا بإعادة بناء ما هُدم من كنائس مصر وقالا إن بناءها في ديار الإسلام من عمارة البلاد! .. ثم يُتوسَّل بمثل هذا لإسقاط كلام الفقهاء من جميع المذاهب في مختلف الطبقات! (ولا أنسى تحابيش شوقي علّام عليها وكيف أن الليث هذا أعلم من مالك وأفقه وهكذا، وعلي جمعة نفسه وظّف هذه القصة كثيرًا بنفس السذاجة!)
لا أريد أن أطيل كثيرًا ههنا، وأُحيل على بعض ما ذكرته في إحدى حلقات سلسلة نفثات، بعنوان (عُرى منقوضة). 👇🏼
كالعادة، سيؤول الأمر إلى التصريح بتحريف تاريخاني سوسيوسياسي لكل شيء، فمثلًا (من كلام علي جمعة في البرنامج): كثير من أحكام الفقهاء في هذا الباب كانت مجرد تفاعل مع الحروب الصليبية والاعتداء السياسي على المسلمين، ونحو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس ..." خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وبظرفه الاجتماعي والسياسي (وهناك بالفعل كلام قديم لبعض الزنادقة في تسييس قضية الإيمان والكفر من أصلها، والوصول لهذا ليس بعيدًا كما يُتصور)، حتى آيات [لقد كفر الذين قالوا ..] معلّق الكفر فيها بمقالات لا علاقة لها بمسيحية ظرفنا الاجتماعي، وأنها نزلت في فِرَق تاريخية بائدة لم يعد لها وجود (هذا بخصوصه لا أذكر أنه قاله في البرنامج، لكن كرره غير مرة في سياقات أخرى، آخرها في برنامج مملكة الدراويش هذا العام، الذي يظهر فيه رؤوس التصوف - زعموا - ليتكلموا عنه بين يدي امرأة متبرجة بزينة [معلوم طبعًا أن هذا من التفاعل الإيجابي مع إكراهات الطبيعة الاجتماعية، والاشتباك مع متغيرات العصر، والمنابذة للتقوقع والرجعية والعيش في كهوف الماضي!])، ثم في المقابل هذا التأويل التاريخاني للقرآن يُحمَّل النص القرآني انضواء جميع الأديان تحت مسمى الإسلام الذي هو الدين عند الله!
ومن جملة التاريخانية العقدية التترس باللاأدرية التاريخية لمّا نَهَر علي جمعة أحد الأطفال لمّا أشار إلى تحريف غير الإسلام من الأديان، فأخبره علي جمعة بأنه يتكلم فيما لا علم له به، وأنه افترض من عنده هو أن الديانات غير الإسلام محرفة أو غير ذلك، ومن جملة ما يتعلق أيضا بالتوظيف التاريخاني = التعلق اليائس برواية تاريخية معزولة عن الدواوين الفقهية (من كتاب الولاة لأبي عمر الكندي) لا سند لها أصلًا عن الليث وابن لهيعة بأنهما أشارا بإعادة بناء ما هُدم من كنائس مصر وقالا إن بناءها في ديار الإسلام من عمارة البلاد! .. ثم يُتوسَّل بمثل هذا لإسقاط كلام الفقهاء من جميع المذاهب في مختلف الطبقات! (ولا أنسى تحابيش شوقي علّام عليها وكيف أن الليث هذا أعلم من مالك وأفقه وهكذا، وعلي جمعة نفسه وظّف هذه القصة كثيرًا بنفس السذاجة!)
لا أريد أن أطيل كثيرًا ههنا، وأُحيل على بعض ما ذكرته في إحدى حلقات سلسلة نفثات، بعنوان (عُرى منقوضة). 👇🏼
👆🏼 • مما يتعلق بما سبق - وإن كان أعم منه - قضية سلامة المجتمع ما دام متمسكًا بعقده الاجتماعي (المتمثل في التعايش والسلام والتقبل والأخلاقيّة والفردانية الشعائرية ونحو ذلك)، مع استدعاءٍ لدعائم صوفية قديمة، مثل التصوّر المشوّه عن الجمال المطلق لله والدين، وكذلك عن الرحمة والحب الإلهيين، ومن ذلك مفهوم التلازم بين الخلق والحب، وأن الله ما دام قد خلقك فهو يحبك ضرورة، وهذا سيؤول ضرورة إلى قدرٍ من الإنسانوية، ثم يُثمر هذا نحو ما أشار إليه علي جمعة من الإمكان الوقوعي الحصولي (لا العقلي) لكون العقاب الأخروي بكل تفاصيله القرآنية والنبوية أشبه بأسطورة رمزية تخويفية لا تحقق لها وأن الجنة مصير جميع الناس (الذين هم أبناء الله وأحباؤه بطبيعة الحال)، ولا شك أن هذا الذي قاله لا علاقة له بمسألة فناء النار ولا بقول ابن عربي نفسه، فبينهما بون شاسع، وهذا القول ليس من مخترعات علي جمعة، بل له جذوره، ثم لو افترضنا أنه ذكر فناء النار يبقى النظر في قضية طرح ما أعتقده باطلًا قطعًا أو ظنًا عسى أن يكون سبيلًا لرضى إنسان ما عن الله وأفعاله فيؤمن به ولا يكفر! .. هذا نفسه درجة من درجات تسليط النظرة الاجتماعية على الله نفسه وأفعاله سبحانه! .. بل إن التترس بأحد الأقوال الخلافية في رد الشبهات في المسائل العملية = مسلك غاية في الفساد، لأن التترس بهذا دون غيره يقتضي التسليم بأن ما سوى هذا من الأقوال ظلم أو فساد أو منافاة للحكمة والرحمة وغير ذلك، ثم إن التسليم بسواغ الخلاف يقتضي إمكان كون القول الآخر هو الحق عند الله، وهذا يقتضي التسليم بإمكان كونه سبحانه وتعالى ليس بعدل أو رحيم أو حكيم! .. جل وعلا وتقدس .. ثم إن سلّمنا حُسن التترس بنحو ذلك في دفع شبهة مهلِكَةٍ عن إنسان على وجه الاستثناء الفردي = فمتى صار نحو ذلك يُبَث في المقامات العامة ابتداءً حيث تُلقَّن الأصول لا الاستثناءات .. وهل تندرس الشرائع وتُحرَّف الأديان إلا بذلك؟! .. يُتعلق باستثناءات ومخارج على وجه الضرورة، ثم تصبح أصولًا ومبادئ شيئًا فشيئًا، ثم تُطلب استثناءات ومخارج أخرى مع تزايد ضغط الأهواء والتبدّلات الاجتماعية، ثم تصبح أصولًا ومبادئ شيئًا فشيئًا، وهكذا حتى يصير الدين ليس بينه والدين الأول سوى رسوم وأطلال!
وكذلك الحال فيما يتعلق ببعض الأحكام الشرعية النسائية، نفس التأويل الاسترضائي المنهزم بين يدي سلطان المزاج السوسيوسياسي النسوي، فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيتكن أكثر أهل النار" حكم تاريخاني مرده لعدم تعليم المرأة سابقًا، مع إشارة (مُصرَّح بمضمونها في سياقات أخرى) إلى تاريخانية أحكام فقهية متعلقة بالمرأة (مثل الولاية) لنفس الأسباب والظروف، مع التأكيد على أن مثل هذا الأمر لا مدخل لحُكم الدين فيه، بل بلغ الأمر إلى أن يقول إن اختصاص الذكور بالإمامة في الصلاة هو مجرد أمر ترتيبي، غاية ما هنالك أن المرأة قد يأتيها الحيض أثناء صلاة الجماعة فتُضطر للخروج!
• لعله ليس هناك أظهر في الارتباط بالمزاج الاجتماعي من مفهوم توطين / تمصير الشريعة، والإشارة المتكررة من علي جمعة وغيره لـ (التجربة المصرية في التعامل مع الشريعة)، وقد يمتد هذا أحيانًا عند فريق من الناس إلى حالة من (الشوفينية الشرعية)، والأمر فيها أعقد مما قد يُظَن وأفسد، لكن لعل مقامًا آخر يتسع لذلك إن شاء الله، ولا أملك أن أغفل ههنا الإشارة إلى نمط ظاهر جدًا وصريح كذلك من حالة التحسين السوسيوسياسي، وهو إلباس المتصدرين بذلة السياسي فوق جُبة المتشرع، والإشارة المتكررة إلى الأدوار السياسية الضرورية للرؤوس العُلمائية، لا من حيث ضرورة الفاعلية السياسية والاجتماعية في الإصلاح المستند إلى أصول الشريعة والصباغة بصبغتها (لا سمح الله!)، بل من حيث تجويز المسالك والألاعيب السياسية ولو في المساحات الشرعية العلمية والعملية!
ثم إن كلام الرجل لا ينحصر في تقرير البواطل، بل يتعدى إلى تشويه الشريعة والتراث والاستخفاف بهما، فمن ذلك:
• التسفيه من أقوال هي محل إجماع أو اختيار جماهير فقهاء الأمة عبر القرون، فتقترن بها عبارات إنكارية مثل: "من قال لكم هذا؟! .. من أين تأتون بهذا الكلام؟! .. كأن أحدًا قد فهّمكم خطأ مثل هذا!" .. وهكذا!
• بل يصل الأمر إلى رمي هذه المقالات وأهلها بالبدعة والضلال، فيقول الرجل إن البدعة والضلال هي أن تقول بمقتضى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أُمرت أن أقاتل الناس ..."، وألا تجعل الحديث خاصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن تفسّر "الناس" بغير قريش خصوصًا! .. وهذا يقتضي أن الأمة كلها ضُلّال مبتدعة، بدءًا من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما! 👇🏼
وكذلك الحال فيما يتعلق ببعض الأحكام الشرعية النسائية، نفس التأويل الاسترضائي المنهزم بين يدي سلطان المزاج السوسيوسياسي النسوي، فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيتكن أكثر أهل النار" حكم تاريخاني مرده لعدم تعليم المرأة سابقًا، مع إشارة (مُصرَّح بمضمونها في سياقات أخرى) إلى تاريخانية أحكام فقهية متعلقة بالمرأة (مثل الولاية) لنفس الأسباب والظروف، مع التأكيد على أن مثل هذا الأمر لا مدخل لحُكم الدين فيه، بل بلغ الأمر إلى أن يقول إن اختصاص الذكور بالإمامة في الصلاة هو مجرد أمر ترتيبي، غاية ما هنالك أن المرأة قد يأتيها الحيض أثناء صلاة الجماعة فتُضطر للخروج!
• لعله ليس هناك أظهر في الارتباط بالمزاج الاجتماعي من مفهوم توطين / تمصير الشريعة، والإشارة المتكررة من علي جمعة وغيره لـ (التجربة المصرية في التعامل مع الشريعة)، وقد يمتد هذا أحيانًا عند فريق من الناس إلى حالة من (الشوفينية الشرعية)، والأمر فيها أعقد مما قد يُظَن وأفسد، لكن لعل مقامًا آخر يتسع لذلك إن شاء الله، ولا أملك أن أغفل ههنا الإشارة إلى نمط ظاهر جدًا وصريح كذلك من حالة التحسين السوسيوسياسي، وهو إلباس المتصدرين بذلة السياسي فوق جُبة المتشرع، والإشارة المتكررة إلى الأدوار السياسية الضرورية للرؤوس العُلمائية، لا من حيث ضرورة الفاعلية السياسية والاجتماعية في الإصلاح المستند إلى أصول الشريعة والصباغة بصبغتها (لا سمح الله!)، بل من حيث تجويز المسالك والألاعيب السياسية ولو في المساحات الشرعية العلمية والعملية!
ثم إن كلام الرجل لا ينحصر في تقرير البواطل، بل يتعدى إلى تشويه الشريعة والتراث والاستخفاف بهما، فمن ذلك:
• التسفيه من أقوال هي محل إجماع أو اختيار جماهير فقهاء الأمة عبر القرون، فتقترن بها عبارات إنكارية مثل: "من قال لكم هذا؟! .. من أين تأتون بهذا الكلام؟! .. كأن أحدًا قد فهّمكم خطأ مثل هذا!" .. وهكذا!
• بل يصل الأمر إلى رمي هذه المقالات وأهلها بالبدعة والضلال، فيقول الرجل إن البدعة والضلال هي أن تقول بمقتضى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أُمرت أن أقاتل الناس ..."، وألا تجعل الحديث خاصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن تفسّر "الناس" بغير قريش خصوصًا! .. وهذا يقتضي أن الأمة كلها ضُلّال مبتدعة، بدءًا من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما! 👇🏼
👆🏼 • ثم إن هذا كله مع ما سبق وغيره يؤول لإسقاط كل حرمة وثبات لأي شيء في الشريعة، ويؤول إلى صناعة الحرج منها، وشعور هؤلاء الفتيان أنهم في حاجة إلى كل هذه الالتفافات والألاعيب لكي ينفوا عن صدورهم وصدور الناس الحرج من كتاب ربهم وسنة نبيهم وكلام سلفهم، لا كما قال ربنا جل وعلا: [كتابٌ أُنزل إليك فلا يكن في صدرك حرجٌ منه لتُنذرَ به وذكرى للمؤمنين]
هذا بغض النظر عمّا تضمنه البرنامج - كغيره - من مجازفات كثيرة في كل شيء، بدءًا من نسبة الأقوال للمذاهب (ولم يسلم واحدٌ منها، بلا مبالغة) وتفسير النصوص وسياقات الآثار، إلى التاريخ والإدارة والاقتصاد والفيزياء والطب وعلم النفس وغيرها!
العجيب أن علي جمعة شجع الشباب الصغير على قراءة الكتب المتضمنة للإلحاد والطعن في الدين من غير خوف! .. فليت شعري أيظن حقًا أن أدران الشُبهات ستُدفَع - أو تُغسَل - عن قلوب هذه الأجيالبمثل هذه الالتفافات الساذجة والتأويلات الساقطة، فضلًا عن الهروب الظاهر من المضائق الذي تكرر منه كثيرًا؟!
لا شك في أن الواقع المعاصر غاية في التعقيد والتشابك والتسارع والصعوبة، وأن الاشتباك معه من ضروريات الإصلاح ومسؤوليات الوظائف الدينية، وأن تغيّر طبائع الأزمان يلقي بظلاله على مساحة من الأحكام الشرعية، ولا شك في أن هذا كله يحتاج إلى اجتهاد واسع، وأدوات معرفية ثقيلة، ولحاظ عوامل كثيرة مركبة ومستويات متباينة، وسياسة في التحليل والتنزيل، والتسهيل في أمور مع الحزم في غيرها، ولا شك أيضًا في أنّا نعاني - في الجملة - من ضعف شديد وتآكل ظاهر في الأروقة العلمية الشرعية يحتاج إلى تجديد وإصلاح، لكن هذا كله لا علاقة له بما نحن فيه، بل إن أكثر من ينجرفون إلى ما ذكرنا - مهما كان مستواهم العلمي في نفس الأمر - لا يتكلمون فيه بلسان علمي مبين أصلًا، وأكثر ما يقولونه خطابة وحشو، أو التفافات وألاعيب، أو محاولات تشبث بائسة بكلمة في حاشيةٍ هنا أو هناك، أو سفسطات عجيبة وأحوال كثيرة من المُضحكات، لكنه ضحك كالبُكا!
وبعد، فهذه مجرد إشارات وصفية جملية لا نقدية تفصيلية، إذ ليس هذا مقامها، وقد يُقال إن الكلام في البرنامج أكثر بساطة وهزلية من كل ذلك، وهذا حق، لكن - كما ذكرت أولًا - الغاية التنبيه على الفلسفة الكلية لا جزئيات المسائل، واستواء هذه وتلك في عدم الاختصاص بالبرنامج وصاحبه، بل هو مسلك له جذوره وامتداداته وتجلياته، وهو مع ذلك تزيّنه الضغوط والتعقيدات والأهواء، وقد يحض عليه الضعف العلمي والتكلّس الفكري والتأرجح بين الجمود والعَبَث، فيحتاج إلى انتباه من العقلاء، وربنا يبصّرنا وينجّي عباده من مهالك الضياع!
إنه بكل جميلٍ كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل!
هذا بغض النظر عمّا تضمنه البرنامج - كغيره - من مجازفات كثيرة في كل شيء، بدءًا من نسبة الأقوال للمذاهب (ولم يسلم واحدٌ منها، بلا مبالغة) وتفسير النصوص وسياقات الآثار، إلى التاريخ والإدارة والاقتصاد والفيزياء والطب وعلم النفس وغيرها!
العجيب أن علي جمعة شجع الشباب الصغير على قراءة الكتب المتضمنة للإلحاد والطعن في الدين من غير خوف! .. فليت شعري أيظن حقًا أن أدران الشُبهات ستُدفَع - أو تُغسَل - عن قلوب هذه الأجيالبمثل هذه الالتفافات الساذجة والتأويلات الساقطة، فضلًا عن الهروب الظاهر من المضائق الذي تكرر منه كثيرًا؟!
لا شك في أن الواقع المعاصر غاية في التعقيد والتشابك والتسارع والصعوبة، وأن الاشتباك معه من ضروريات الإصلاح ومسؤوليات الوظائف الدينية، وأن تغيّر طبائع الأزمان يلقي بظلاله على مساحة من الأحكام الشرعية، ولا شك في أن هذا كله يحتاج إلى اجتهاد واسع، وأدوات معرفية ثقيلة، ولحاظ عوامل كثيرة مركبة ومستويات متباينة، وسياسة في التحليل والتنزيل، والتسهيل في أمور مع الحزم في غيرها، ولا شك أيضًا في أنّا نعاني - في الجملة - من ضعف شديد وتآكل ظاهر في الأروقة العلمية الشرعية يحتاج إلى تجديد وإصلاح، لكن هذا كله لا علاقة له بما نحن فيه، بل إن أكثر من ينجرفون إلى ما ذكرنا - مهما كان مستواهم العلمي في نفس الأمر - لا يتكلمون فيه بلسان علمي مبين أصلًا، وأكثر ما يقولونه خطابة وحشو، أو التفافات وألاعيب، أو محاولات تشبث بائسة بكلمة في حاشيةٍ هنا أو هناك، أو سفسطات عجيبة وأحوال كثيرة من المُضحكات، لكنه ضحك كالبُكا!
وبعد، فهذه مجرد إشارات وصفية جملية لا نقدية تفصيلية، إذ ليس هذا مقامها، وقد يُقال إن الكلام في البرنامج أكثر بساطة وهزلية من كل ذلك، وهذا حق، لكن - كما ذكرت أولًا - الغاية التنبيه على الفلسفة الكلية لا جزئيات المسائل، واستواء هذه وتلك في عدم الاختصاص بالبرنامج وصاحبه، بل هو مسلك له جذوره وامتداداته وتجلياته، وهو مع ذلك تزيّنه الضغوط والتعقيدات والأهواء، وقد يحض عليه الضعف العلمي والتكلّس الفكري والتأرجح بين الجمود والعَبَث، فيحتاج إلى انتباه من العقلاء، وربنا يبصّرنا وينجّي عباده من مهالك الضياع!
إنه بكل جميلٍ كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل!
Forwarded from قناة كريم حلمي
من طلب ليلة القدر ليتخفف بعدها من ثياب العبودية فلم يتضلع قلبه من حلاوة هذه الليلة ..
وكان السلف رضي الله عنهم يعكفون على الطاعة ليلة العيد بعد انتهاء ليالي رمضان، وتأبى قلوبهم مفارقة المحاريب حتى صلاة العيد، لا تطاوعهم، إذ كيف يترك المشتاق حبيبه بعد لقياه أم كيف يترك الأعمى النور بعد إبصاره؟!
وكان السلف رضي الله عنهم يعكفون على الطاعة ليلة العيد بعد انتهاء ليالي رمضان، وتأبى قلوبهم مفارقة المحاريب حتى صلاة العيد، لا تطاوعهم، إذ كيف يترك المشتاق حبيبه بعد لقياه أم كيف يترك الأعمى النور بعد إبصاره؟!
Forwarded from قناة كريم حلمي
تقبل الله منّا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير وعافية وطاعة ورضى وسعادة!
هذا زمان تكبير الله على ما هدانا!
هذا زمان الفرح بفضل الله وبرحمته! .. أي بالقرآن والإسلام كما العلماء رضي الله عنهم!
فمن كان ثابتًا على الإسلام، يحب الإسلام، ويحب الله ورسوله = فليفرح!
من استمع إلى القرآن أو تلاه = فليفرح!
من عظّم رمضان وصام رمضان وترك لله = فليفرح!
من جاهد نفسه في ترك معصية أو استحداث طاعة على الرغم من ضعفه وتقصيره = فليفرح!
من تذكر إخوانه بدعاء أو معونة، وأحب أهل الإسلام ووالاهم، وأبغض أعداء الإسلام وأهله وعاداهم = فليفرح!
كل هذه نعم عظيمة جدًا تستحق أن تفرح لأجلها مهما كان عندك من أسباب الهم، هذه بالدنيا وما فيها!
يا رب!
عُرج ومكاسير وضعفاء لكن نحاول مجاهدة أنفسنا ومغالبتها، نحاول أن نكون على عهدك ووعدك ما استطعنا!
رضينا بتوسعتك ورحمتك ولطفك ورخصتك فنفرح الآن على الرغم من تقصيرنا، ففرّحنا يا رب يوم نلقاك!
هذا زمان تكبير الله على ما هدانا!
هذا زمان الفرح بفضل الله وبرحمته! .. أي بالقرآن والإسلام كما العلماء رضي الله عنهم!
فمن كان ثابتًا على الإسلام، يحب الإسلام، ويحب الله ورسوله = فليفرح!
من استمع إلى القرآن أو تلاه = فليفرح!
من عظّم رمضان وصام رمضان وترك لله = فليفرح!
من جاهد نفسه في ترك معصية أو استحداث طاعة على الرغم من ضعفه وتقصيره = فليفرح!
من تذكر إخوانه بدعاء أو معونة، وأحب أهل الإسلام ووالاهم، وأبغض أعداء الإسلام وأهله وعاداهم = فليفرح!
كل هذه نعم عظيمة جدًا تستحق أن تفرح لأجلها مهما كان عندك من أسباب الهم، هذه بالدنيا وما فيها!
يا رب!
عُرج ومكاسير وضعفاء لكن نحاول مجاهدة أنفسنا ومغالبتها، نحاول أن نكون على عهدك ووعدك ما استطعنا!
رضينا بتوسعتك ورحمتك ولطفك ورخصتك فنفرح الآن على الرغم من تقصيرنا، ففرّحنا يا رب يوم نلقاك!
كل عام وأنتم بخير وعافية وزيادة في الدنيا والآخرة ..
- صلاة العيد عندنا فرض كفاية، لكن ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، فهي من شعائر الإسلام الظاهرة، ولها أثر في قلب العبد، والاستهانة بها أمر قبيح.
- يستحب لصلاة العيد ما يستحب للجمعة، من الغسل والتبكير والدنو من الإمام وحسن الهيئة والتطيب.
- يسن التوسعة على الأهل وإدخال السرور على الفقراء بالصدقة، والفرح في هذا اليوم عبادة، فجاهد نفسك ألا تضيّق على أهلك أو تحزنهم.
- الأمر في صيغ التكبير واسع، وكلها حسنة، وأفضل ما يفعله المسلم أن يوافق أهل بلده في تكبيرهم إذا كبر معهم، ومن الحسن كذلك أن يوافق المسلم عرف أهل بلده في التهنئة بالعيد والدعاء بالخير.
- من أحكام صلاة العيد أن من شاء ألا يحضر الخطبة بعد الصلاة فله أن (ينصرف) من المصلى، أما إذا حضر الخطبة - سواء كان في المصلى أو بجواره يسمع الخطيب - فتلزمه أحكام الخطبة، كخطبة الجمعة سواء بسواء، ومن ذلك وجوب الإنصات وتحريم الكلام، وأكثر الناس يتهاونون في ذلك، مع ما فيه من إيذاء المستمعين للخطبة وتضييع هيبتها وإجلال ما فيها من ذكر الله وذكر رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنا لله!
[وهذا المذكور هو مذهب الحنابلة والحنفية وأحد قولي المالكية والشافعية، وحكم الكلام ونحوه يدور في المذاهب كلها بين الحرمة والكراهة، خاصة مع التمادي الشديد الذي يقع في أحوال كثيرة]
- صلاة العيد عندنا فرض كفاية، لكن ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، فهي من شعائر الإسلام الظاهرة، ولها أثر في قلب العبد، والاستهانة بها أمر قبيح.
- يستحب لصلاة العيد ما يستحب للجمعة، من الغسل والتبكير والدنو من الإمام وحسن الهيئة والتطيب.
- يسن التوسعة على الأهل وإدخال السرور على الفقراء بالصدقة، والفرح في هذا اليوم عبادة، فجاهد نفسك ألا تضيّق على أهلك أو تحزنهم.
- الأمر في صيغ التكبير واسع، وكلها حسنة، وأفضل ما يفعله المسلم أن يوافق أهل بلده في تكبيرهم إذا كبر معهم، ومن الحسن كذلك أن يوافق المسلم عرف أهل بلده في التهنئة بالعيد والدعاء بالخير.
- من أحكام صلاة العيد أن من شاء ألا يحضر الخطبة بعد الصلاة فله أن (ينصرف) من المصلى، أما إذا حضر الخطبة - سواء كان في المصلى أو بجواره يسمع الخطيب - فتلزمه أحكام الخطبة، كخطبة الجمعة سواء بسواء، ومن ذلك وجوب الإنصات وتحريم الكلام، وأكثر الناس يتهاونون في ذلك، مع ما فيه من إيذاء المستمعين للخطبة وتضييع هيبتها وإجلال ما فيها من ذكر الله وذكر رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنا لله!
[وهذا المذكور هو مذهب الحنابلة والحنفية وأحد قولي المالكية والشافعية، وحكم الكلام ونحوه يدور في المذاهب كلها بين الحرمة والكراهة، خاصة مع التمادي الشديد الذي يقع في أحوال كثيرة]
القرآن يختار للإنسان معاركَه، ويرسم له ميادينها، ويرشده إلى أسلحتها ودروعها، ويَزِن له همومه ومشاغله، وأفراحه وآلامه وآماله ومخاوفه، ويصرفه عن بٌنيّات الطريق كلما جرّته الحياة إليها، ويجدد ذلك في نفسه بقدر تعلّق الإنسان بمعاني القرآن ومقاصده، وهذا كله من معاني كونه نورًا وهدى وشفاء!
[لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ ..]
معارك النَفَس القصير والثمن اليسير لا يكاد يتخلّف عنها أحد، لكن معارك النَفَس الطويل والثمن الجزيل هي التي يُبتلى بها معدن الإيمان!
ألا ترى أن التمايز قد حصل في أقوامٍ وظهرت حقائق النفوس لما (طال عليهم العهد) و(طال عليهم الأمد)؟!
معارك النَفَس القصير والثمن اليسير لا يكاد يتخلّف عنها أحد، لكن معارك النَفَس الطويل والثمن الجزيل هي التي يُبتلى بها معدن الإيمان!
ألا ترى أن التمايز قد حصل في أقوامٍ وظهرت حقائق النفوس لما (طال عليهم العهد) و(طال عليهم الأمد)؟!
لن يذوق المرء حلاوة الإيمان حتى يكون الله في قلبه أكبر وأجلّ وأعظم وأحب من أي أحد من خلقه، وحتى يكون الرسول في قلبه أكبر وأجلّ وأعظم وأحب من أي أحدٍ من الخلق سواه، وأول الأمرين هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، ورأسه التوحيد الخالص، والثاني هو مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله، ورأسه الاتباع الكامل!
من كانت الدنيا ميزانَه اختلّ إيمانه، وطاش عقله، وعظمت غفلته، وازداد جُبْنُه، وكثر بخله، واختلط عنده الحق بالباطل!
[وَما هَذِهِ الحَياةُ الدُنْيا إلا لَهْوٌ ولَعِبٌ وإنَّ الدارَ الآخِرَةَ لَهي الحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ]
[وَما هَذِهِ الحَياةُ الدُنْيا إلا لَهْوٌ ولَعِبٌ وإنَّ الدارَ الآخِرَةَ لَهي الحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ]
[وإنْ مِنكم إلّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا . ثُمَّ نُنَجِي الَّذِينَ اتَّقَوْا ونَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا]
مكتوبٌ على كل ابن آدم نصيبه من ورود نيران البلايا والمهالك والآلام، فإن عَمّر الإيمان أركان فؤاده آل أمرها إلى أن تكون بردًا وسلامًا ونجاة من الهلاك الأعظم والبلاء الحق والنار النار! ..
وقد تواترت النصوص في معنى أن الألم الأصغر يدفع الألم الأكبر، وأن الفزع الأصغر يرد الفزع الأكبر، وأن التعب الأصغر يقي من التعب الأكبر ..
كقول الله تعالى: "إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ . فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ . إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ"، ..
وقوله تعالى: "زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، ..
وما جاء في الحديث القدسي: "وعِزّتي لا أجمع على عبدي خوفين"، ..
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله"، ..
وقوله صلى الله عليه وسلم: "حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ"، ..
وقوله صلى الله عليه وسلم: "المَطْعونُ شَهيدٌ، والغَرِقُ شَهيدٌ، وصاحِبُ ذاتِ الجَنبِ شَهيدٌ، والمَبْطونُ شَهيدٌ، وصاحِبُ الحَريقِ شَهيدٌ، والذي يَموتُ تَحتَ الهَدْمِ شَهيدٌ، والمَرْأةُ تَموتُ بِجُمْعٍ شَهيدةٌ"، ويشترك هؤلاء جميعًا في شدةٍ للموت وألمٍ فوق المعتاد!
ومن ذلك أيضًا إخباره صلى الله عليه وسلم بسبق دخول الفقراء الجنة بخمسمائة عام، وغير ذلك.
أما من آثر سلامة نفسه في الدنيا بنصرة الباطل وخذلان الحق فلعله قد ادخر نصيبه من البلاء إلى يوم البلاء الأعظم! .. وليعلمَنّ كل أحد نبأه بعد حين! .. ونسأل الله العفو والعافية!
مكتوبٌ على كل ابن آدم نصيبه من ورود نيران البلايا والمهالك والآلام، فإن عَمّر الإيمان أركان فؤاده آل أمرها إلى أن تكون بردًا وسلامًا ونجاة من الهلاك الأعظم والبلاء الحق والنار النار! ..
وقد تواترت النصوص في معنى أن الألم الأصغر يدفع الألم الأكبر، وأن الفزع الأصغر يرد الفزع الأكبر، وأن التعب الأصغر يقي من التعب الأكبر ..
كقول الله تعالى: "إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ . فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ . إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ"، ..
وقوله تعالى: "زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، ..
وما جاء في الحديث القدسي: "وعِزّتي لا أجمع على عبدي خوفين"، ..
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله"، ..
وقوله صلى الله عليه وسلم: "حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ"، ..
وقوله صلى الله عليه وسلم: "المَطْعونُ شَهيدٌ، والغَرِقُ شَهيدٌ، وصاحِبُ ذاتِ الجَنبِ شَهيدٌ، والمَبْطونُ شَهيدٌ، وصاحِبُ الحَريقِ شَهيدٌ، والذي يَموتُ تَحتَ الهَدْمِ شَهيدٌ، والمَرْأةُ تَموتُ بِجُمْعٍ شَهيدةٌ"، ويشترك هؤلاء جميعًا في شدةٍ للموت وألمٍ فوق المعتاد!
ومن ذلك أيضًا إخباره صلى الله عليه وسلم بسبق دخول الفقراء الجنة بخمسمائة عام، وغير ذلك.
أما من آثر سلامة نفسه في الدنيا بنصرة الباطل وخذلان الحق فلعله قد ادخر نصيبه من البلاء إلى يوم البلاء الأعظم! .. وليعلمَنّ كل أحد نبأه بعد حين! .. ونسأل الله العفو والعافية!
لمن لم يدخل بعدُ في أجواء العشر فهذا لقاء (خير الأيام) حول اغتنام العشر من ذي الحجة، وكان جزءًا من أنشطة سقيا العشر للسنة الماضية، وبعد العشاء هناك لقاء حول تفسير بعض الآيات المتعلقة بالحج ضمن أنشطة سقيا العشر لهذه السنة إن شاء الله تعالى.
هذا لقاء (مشاعر المشاعر) الذي كان من جملة النفثات، حول قصد القلب إلى بيت الرب سبحانه وبعض محطات سيره، وأضع كذلك حلقة ملخصة حول ذلك كانت ضمن برنامج (معارج الإيمان)
تقبل الله منا، وأعاننا جميعًا على ذكره وشكره وحُسن عبادته، وكل عام وأنتم بخير وعافية وسلامة!
هذا لقاء (مشاعر المشاعر) الذي كان من جملة النفثات، حول قصد القلب إلى بيت الرب سبحانه وبعض محطات سيره، وأضع كذلك حلقة ملخصة حول ذلك كانت ضمن برنامج (معارج الإيمان)
تقبل الله منا، وأعاننا جميعًا على ذكره وشكره وحُسن عبادته، وكل عام وأنتم بخير وعافية وسلامة!
YouTube
خير الأيام | اغتنام عشر ذي الحجة | الشيخ كريم حلمي
0:00 تقدمة
2:07 عبودية الاكتراث
4:20 ما الذي يجب أن نخرج به من اللقاء؟
6:06 ما المقصود من العبادات؟
9:12 فلسفة مواسم العبادة
12:53 من فضائل العشر: 1- غفلة الناس عنها
15:51 2- والفجر
21:01 3- أيامٌ معلومات
21:57 عبوديَّة الشكر
31:07 تعظيم النّبي ﷺ لهذه الأيام…
2:07 عبودية الاكتراث
4:20 ما الذي يجب أن نخرج به من اللقاء؟
6:06 ما المقصود من العبادات؟
9:12 فلسفة مواسم العبادة
12:53 من فضائل العشر: 1- غفلة الناس عنها
15:51 2- والفجر
21:01 3- أيامٌ معلومات
21:57 عبوديَّة الشكر
31:07 تعظيم النّبي ﷺ لهذه الأيام…
دردشة عفوية خفيفة حول الأزمات في حياة المسلم، ونظرته لها، مع أخي الحبيب م. أحمد الهزاع، في جمعية مرتقى العلمية، أعلى الله منارها، ونفع بالقائمين عليها والعاملين فيها، وأجزل لهم المثوبة
https://t.co/lWPBAH0SbY
https://t.co/lWPBAH0SbY
لكل مقامٍ مقاله، ولكل بابٍ أدبه، ولكل شيء أهله، خاصة عندما يتعلق ذلك بالأمور الجليلة العظيمة الخطيرة، كالذات الإلهية والجناب النبوي وأعراض سادات المسلمين وشريعة رب العالمين، ولا شك أن كثيرًا من الناس ليسوا من أهل ذلك الشأن، إما من جهة ضعف العلم أو قلة العقل أو سوء الأدب وغياب رياضة النفس وتربيتها على ما يليق وما لا يليق، فمن كان لا يُحسن القول في مثل هذا فمجرد تقحّمه ذلك الباب إثم وكبيرة ومزلة قدم، ويُشاركه في ذلك الإثم حذو القذة بالقذة من زيّن له عمله وجرّأه عليه، ولا اعتذار عن ذلك سوى بالإقرار بذنب أصل التقحّم، والندم عليه، والتوبة منه، والبكاء على تلك الخطيئة، وحذف ما كان من جنس ذلك، والعزم على ترك العودة إليه، ولو كان المرء يخاف على نفسه حق الخوف لفعل، ولن ينفعه الناس وتغريرهم، كلٌ سيقول نفسي نفسي، وإن الإنسان لعدو نفسه، يهلكها بيده، وإنه لظلوم جهول!
.. |[ عن يوم عرفة ]| ..
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ" ..
فصم ذلك اليوم ما استطعت، واستحضر ذنوبك وكثرتها، وحاجتك إلى المغفرة والعفو، واعلم أن الليل مشكاة النهار، فلا تكن في ليلة عرفة من الغافلين!
ولا بأس بإفراد يوم السبت بالصيام في نحو ذلك، فمن لم يصم الجمعة فلا يمنعنه ذلك من صيام السبت.
* من فاته صوم عرفة لعذر منعه فلا شيء يمنعه عن يوم عرفة، بين يديه أعظم عبوديات ذلك اليوم، الذكر والدعاء والمناجاة والتفكر، والله، لو قُضي اليوم وأضعافه في مثل هذا لما كان كافيًا، والله، لو خرج المرء صادقًا بهذه العبادات لفُتحت له من أبواب العرفان ما يستضيء به الفؤاد وتستنير به البصيرة.
* وقال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ" ..
فاستحضر النار وشدتها، وسل الله أن يعتق رقبتك، وتذلل بين يديه ضارعًا، قل يا سيدي ومولاي لا أقوى على النار، ولا أطيق عذابك، ولا أحتمل سخطك، فاعتق رقبتي وأعذني من أن أطرد عن بابك!
ثم استحضر لطفه وكرمه ومنّه، يباهي بفعلك الملائكة، وهو أعلم منك بذنوبك وخطاياك، يباهي بك وهو الذي أقامك من رقدة الغافلين إلى محراب العارفين!
* وقال صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"
فأطل الدعاء والمناجاة، اليوم اشك همك وبثك إلى الله، أزح الهموم عن كاهليك، وفوّض أمرك إليه، وكن على يقين من الإجابة، إما أن يعطيك ما سألت أو يعطيك ما هو خير لك منه، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ..
وتوسل إلى بابه بكلمة التوحيد، كلمة لا يكذبها العمل، فعلق قلبك به وحده، ولا تطلب غير وجهه، ولا تقصد سوى بابه، ولا تعدل برضاه شيئًا ..
إن استطعت ألا تنزل يديك فافعل، وقد أخرج الإمام والنسائي وغيرهما عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: "كُنتُ رِدفَ النَّبيِّ ﷺ بعَرَفاتٍ، فرَفَعَ يَدَه يَدْعو، فمالتْ به ناقَتُه فسَقَطَ خِطامُها، فتَناوَلَ الخِطامَ بإحْدى يَدَيهِ، وهو رافِعٌ يَدَه الأخرى" ..
سأل رجلٌ الإمام أحمد رضي الله عنه قائلًا: كم بيننا وبين العرش؟! ، فقال الإمام: "دعوة مسلم يجيب الله دعوته" ..
فارتحل بقلبك إلى أبواب السماء، وإن نأى عنك البيت، فرب البيت قريب!
* اعلم أن من أجلّ فضائل ذلك اليوم التي نسجت محبته وإجلاله في نفوس الخلق أن نزلت فيه هذه الآية العظيمة والنعمة الواسعة: [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا]، قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: نزلت في يوم عيد من يوم جمعة ويوم عرفة.
فلا تنس اليوم في أوراد شكرك أن تشكر الله جل وعلا على هذا الشرف العظيم، والمنة البالغة، أن أتم هذا الدين لعباده، وأكمل لهم شرائعه، وأصلح بها قلوبهم وأحوالهم، وأنزل لهم قرانًا لا تنقضي عجائبه، وشرعة يحار العقل في وصف حسنها وبهائها وكمالها وجلالها، ومن تمام شكر نعمة الدين موالاة أهله وحفظ حق الأخوة فيه، فلا أقل من تكثيف الدعاء لإخواننا في غزة وسوريا والسودان وغيرها من بقاع العالم التي تنزف فيها جراح المسلمين، مع بذل غاية الوسع في فعل ما يستطيعه المرء من أسباب نصرتهم.
ثم لا تنس في أوراد استغفارك أن تستغفر تقصيرك في معرفة حسن هذا الشرع وجلاله وجماله، وتستغفر تقصيرك في شكر هذه النعمة السابغة والتمسك بها، وتستغفر تقصيرك في نصرة إخوانك وجيرانك في محراب العبودية لله، إن كان ثمة تقصير، والله يعفو عنا بواسع كرمه!
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ" ..
فصم ذلك اليوم ما استطعت، واستحضر ذنوبك وكثرتها، وحاجتك إلى المغفرة والعفو، واعلم أن الليل مشكاة النهار، فلا تكن في ليلة عرفة من الغافلين!
ولا بأس بإفراد يوم السبت بالصيام في نحو ذلك، فمن لم يصم الجمعة فلا يمنعنه ذلك من صيام السبت.
* من فاته صوم عرفة لعذر منعه فلا شيء يمنعه عن يوم عرفة، بين يديه أعظم عبوديات ذلك اليوم، الذكر والدعاء والمناجاة والتفكر، والله، لو قُضي اليوم وأضعافه في مثل هذا لما كان كافيًا، والله، لو خرج المرء صادقًا بهذه العبادات لفُتحت له من أبواب العرفان ما يستضيء به الفؤاد وتستنير به البصيرة.
* وقال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ" ..
فاستحضر النار وشدتها، وسل الله أن يعتق رقبتك، وتذلل بين يديه ضارعًا، قل يا سيدي ومولاي لا أقوى على النار، ولا أطيق عذابك، ولا أحتمل سخطك، فاعتق رقبتي وأعذني من أن أطرد عن بابك!
ثم استحضر لطفه وكرمه ومنّه، يباهي بفعلك الملائكة، وهو أعلم منك بذنوبك وخطاياك، يباهي بك وهو الذي أقامك من رقدة الغافلين إلى محراب العارفين!
* وقال صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"
فأطل الدعاء والمناجاة، اليوم اشك همك وبثك إلى الله، أزح الهموم عن كاهليك، وفوّض أمرك إليه، وكن على يقين من الإجابة، إما أن يعطيك ما سألت أو يعطيك ما هو خير لك منه، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ..
وتوسل إلى بابه بكلمة التوحيد، كلمة لا يكذبها العمل، فعلق قلبك به وحده، ولا تطلب غير وجهه، ولا تقصد سوى بابه، ولا تعدل برضاه شيئًا ..
إن استطعت ألا تنزل يديك فافعل، وقد أخرج الإمام والنسائي وغيرهما عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: "كُنتُ رِدفَ النَّبيِّ ﷺ بعَرَفاتٍ، فرَفَعَ يَدَه يَدْعو، فمالتْ به ناقَتُه فسَقَطَ خِطامُها، فتَناوَلَ الخِطامَ بإحْدى يَدَيهِ، وهو رافِعٌ يَدَه الأخرى" ..
سأل رجلٌ الإمام أحمد رضي الله عنه قائلًا: كم بيننا وبين العرش؟! ، فقال الإمام: "دعوة مسلم يجيب الله دعوته" ..
فارتحل بقلبك إلى أبواب السماء، وإن نأى عنك البيت، فرب البيت قريب!
* اعلم أن من أجلّ فضائل ذلك اليوم التي نسجت محبته وإجلاله في نفوس الخلق أن نزلت فيه هذه الآية العظيمة والنعمة الواسعة: [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا]، قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: نزلت في يوم عيد من يوم جمعة ويوم عرفة.
فلا تنس اليوم في أوراد شكرك أن تشكر الله جل وعلا على هذا الشرف العظيم، والمنة البالغة، أن أتم هذا الدين لعباده، وأكمل لهم شرائعه، وأصلح بها قلوبهم وأحوالهم، وأنزل لهم قرانًا لا تنقضي عجائبه، وشرعة يحار العقل في وصف حسنها وبهائها وكمالها وجلالها، ومن تمام شكر نعمة الدين موالاة أهله وحفظ حق الأخوة فيه، فلا أقل من تكثيف الدعاء لإخواننا في غزة وسوريا والسودان وغيرها من بقاع العالم التي تنزف فيها جراح المسلمين، مع بذل غاية الوسع في فعل ما يستطيعه المرء من أسباب نصرتهم.
ثم لا تنس في أوراد استغفارك أن تستغفر تقصيرك في معرفة حسن هذا الشرع وجلاله وجماله، وتستغفر تقصيرك في شكر هذه النعمة السابغة والتمسك بها، وتستغفر تقصيرك في نصرة إخوانك وجيرانك في محراب العبودية لله، إن كان ثمة تقصير، والله يعفو عنا بواسع كرمه!