د. خالد حمدي
35.8K subscribers
396 photos
324 videos
40 files
357 links
(قناة الكلمة المسافرة من القلب إلى القلوب…)
أنشر فيها المقالات والبرامج الإيمانية والعلمية والتربوية والفكرية.
Download Telegram
كنت منذ فترة قريبة ضيفا مع غيري من المتخصصين في ندوة عن البيوت وعوامل استقرارها، ومعاول هدمها..
ولفت نظري كلام الكثير من أولادنا وبناتنا عن الطلاق كأنهم يتكلمون عن شربة ماء، أو تبديل ثوب!!
حتى أن أحد ضيوف الندوة صرخ في إحداهن عندما قالت أن الأمر لا يستدعي كل هذا الانزعاج، نستبدل هذا بذاك، أو هذه بتلك، وانتهى الأمر..
قال الرجل صارخا فيها:
إن كلمة الطلاق لم تكن لتُذكَر في حياة الناس من أبناء جيله إلا نادرا..
كنا نتزوج لنعيش ونستقر، رغم تبعات الحياة ومنغصاتها، فلكل جيل متاعبه..
بعد هذا الموقف بأيام وجدتني أقرأ قصة خولة بنت ثعلبة المجادِلة التي ذهبت تحكي للنبي صلى الله عليه وسلم ظِهارها من زوجها أوس بن الصامت، وتستجديه أن يبحث لها وله عن حل يعيد للبيت حياته، وللزوجية استمرارها..
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لها في كل مرة:
(ما أراك إلا قد حرمت عليه)
وهي تلح على رسولها وتقول:
لم يرد بقوله ذلك طلاقًا ولا فراقًا..فيجيبها رسول الله ثانية: (ما أراك إلا قد حرمت عليه)
يا رسول الله:
إن لي منه صبية، إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا...
والنبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على قوله:
(لا أراك إلا قد حرمت)
فلما لم تجد لها جوابًا عند رسول الله، التجأت إلى الله قائلة: اللهم أنزل على لسان نبيك ما يقضي لي في أمري، فلم تكد تنتهي من دعائها، حتى أنزل الله على نبيه قوله سبحانه: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}
كأن الله يحمد فيها خلق الحفاظ على البيت لذا أنزل في صاحبة هذا الخلق قرآنا،رغم أن العيب كان من الزوج، بل كان الزوج كما تقول بعض الروايات شديدا حاد الطبع..
لكن... من قال أن عسل البيوت يُتَحصل دون لسع نحل الحياة!!
إن يدا غريبة بل أياد عبثت كثيرا في عقولنا وبيوتنا بل ومجتمعاتنا حتى جعلتها تستهين بعقدة النكاح التي عقدها الله بين الزوجين وجعلها آية من آياته..
والعجيب أن الأمر طال آباء وأمهات هؤلاء الشباب الأغرار الصغار، حتى أن كثيرا منهم ما إن تأتيه ابنته بدمعتين على خدودها إلا ونادى بطلاقها..
والنتيجة ملايين المطلقين والمطلقات، ومعهم عشرات الملايين من اليتامى حالا وغير اليتامى شكلا من أولادهم..
سيقول لك أحدهم أو إحداهن:
هذا شرع الله فلا تضيق واسعا... والطلاق خير من حياة لا تطاق!!
وله ولها أقول:
لا يمكن أن تكون حياة قرابة الخمسة ملايين مطلق ومطلقة في مصر مثلا لا تطاق!!
ويستحيل أن تكون حياة قرابة الأربعين بالمائة من زيجات بعض دول الخليج ملؤها الضرر، واستحالة العشرة!!
إنما هو الاستسهال، وحظ النفس، والتسرع،والاستماع لغير الأمين،والندية، وقلة الخبرة، وتدخل الأهل، وعدم النظر لمآلات الأمور، والتأثر بالإعلام وتجارب الغير الفاشلة، والكِبر، والكيد،ومظنة أحد الطرفين أن الحياة بالطرف الآخر أو بدونه تستوي..
والنتيجة طلاق بلا حصر، وخوف من الزواج بعدما كان أمنية!!
لا بد من إيقاف لهذا السخف..
والأمة تستطيع... نعم تستطيع..
تستطيع بتعليم أولادهم وبناتهم أن الزواج أسمى وأرقى علاقة بين إنسانين..
وأن الزوجين أدوم لبعضهما من الأبوين..
نستطيع من خلال إجبار أولادنا على حضور دورات المقبلين على الزواج..
نستطيع من خلال اتفاق الزوجين على وسيط حكيم عاقل سيما أهل العوائل..
نستطيع من خلال قيام أئمة المساجد وحكماء الأحياء بدورهم خارج المساجد...فالساجد قبل المساجد!!
نستطيع بإلغاء فكرة خاطئة تقول أن البيوت لا ينبغي أن تخرج أسرارها...وهي كلمة حق أريد بها باطل...فالبيوت كالأبدان تمرض وتعافى...المهم أن يُختار لها الطبيب الأمين، ولسنا في ذلك أكرم من أصحاب النبي الأمين..
نستطيع حينما نقتل المشكلة في مهدها ولا نترك جروحها الطفيفة حتى تمتلئ وتتقيح..
نستطيع حينما ترجع المرأة لدورها وفطرتها، والرجل لدوره ومسئوليته..
فما اختل ميزان الزوجية إلا باختلال الأدوار الإنسانية والشرعية!!
نستطيع ونستطيع... المهم أن نفعل شيئا لهذه المملكة المظلومة التي كنا نتيه على الدنيا بها..
بقي أن أزف بشرى لمن يؤثرون الصلح، وتحذيرا لمن ييتسرعون في أمر الطلاق..
قال تعالى:
"لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم"
وعد الله الحريصين على بقاء الحياة الزوجية رغم بعض مشاقها بالرحمة والمغفرة، بينما أرجأ الراغبين في الطلاق للحساب وهو سبحانه الذي يعلم سبحانه كل شيء عم ن تسبب في الأمر من أصحابه.
ولو تدبر المتزوجون هذه الآية وحدها لكفتهم.
#خالد_حمدي
دخلت المسجد مبكرا في صلاة التراويح في إحدى ليالي رمضان، فأدركت مكانا في الصف الأول...
وكان ذلك قبل أن يؤذن المؤذن أذان العشاء...
فلما انتهى المؤذن من أذانه -ولم يكن في المسجد إلا صفان- أخرج عطرا من أغلى العطور الذي أعطاه إياه بعض الأثرياء، وطاف به علينا فعطرنا جميعا...
ثم طاف بعدها علينا بمبخرة ينبعث منها ريح بخور طيب عبَّق المكان والأبدان…
ثم انشغل كل منا بالقرآن يقرؤه أو بالسنة يصليها.....
لكن المشهد هذا أيقظ في نفسي معنى أوجعني وأفرحني في آن واحد..
إذا كان هذا تكريم الخلق لأهل الصف الأول في الدنيا فكيف بتكريم الله لهم في الآخرة؟!
كيف بعطر الآخرة ومباخر الجنة؟!
فاز والله السباقون...وسعِد والله الحاجزون لأنفسهم أماكن في أوائل الصفوف...حيث أول من ينظر الله إليهم خلف الإمام..
لو قلت لكم:
إن عطر الصف الأول ما زال عبقه في أنفي حتى الساعة ما كذبتكم....فكيف بعطر الصف الأول عندما يطيبهم الله في الآخرة؟!!
الآن فقط علمت سبب ألم الصحابة وخوفهم لما قال صلى الله عليه وسلم:
إن الله وملائكته ليصلون على أهل الصف الأول ثلاث مرات...وفي كل مرة يصرخ الصحابة متوجعين خائفين:
يا رسول الله، وعلى الصف الثاني!!
فلما رأى خوفهم أن يسجلوا عند الله متأخرين قال:
وعلى الصف الثاني..
فإذا علمت كذلك أن سرعة دخولك الجنة على قدر مكانك في الصف لازددت وجعا وألما لطول تأخرك… بينما بعض شيبان الحي يحجزون أماكنهم في الصف الأول منذ زمن طويل..
ألم تسمع لقوله صلى الله عليه وسلم:
"لا تتأخروا فيؤخركم الله...فإن الرجل ليتأخر حتى يتأخر عن الجنة إن دخلها"
متعوا أنفسكم بنعيم القرب والسبق يا رفاق..
فلو لم يكن لك من الصف الأول إلا روعة الريح التي شممتها بنفسي لكفى...
فكيف بروائح الآخرة؟!
أسرعوا إلى الله يا شباب...فما قيمة العافية إن لم يكن أصحابها أول من ينظر الله إليهم...
في الصف الأول.
#خالد_حمدي
علماء الأمة يدعون إلى انتخاب أردوغان
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:

هذا بيان للناس من علماء الأمة بشأن الانتخابات التركية، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، وإعمالا لقوله تعالى:
{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].
ولما كانت قضية الانتخابات التركية واحدة من القضايا الإسلامية العامة التي يتأثر المسلمون بنتائجها داخل تركيا وخارجها، فإنه لا يسع أهل العلم منهم السكوت عن بيان الأمر فيها، وتقديم النصيحة بشانها.
ومن المعلوم لكل متابع أن سياسة تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان عادت على المسلمين بنفع كثير، وأول المستفيدين أهل تركيا أنفسهم، إذ وفرت هذه السياسةُ الحرية والأمن للجميع، ورفعت الإصر الذي كان مفروضا على الحجاب وغيره، حتى تكاثرت فيها المساجد وكثر فيها حفظة القرآن، بالإضافة إلى ما حققته تركيا من الصعود القوي سياسيا حتى صارت فاعلا قويا على مستوى القضايا الإقليمية والدولية، وكذلك ما شهدته من نهضة اقتصادية كبيرة دخلت بها في الدول العشرين الأقوى اقتصاديا على مستوى العالم بعد ما كانت دولة متعثرة، أنتجت سيارتها الكهربائية محلية الصنع، واكتشفت مزيدا من حقول النفط والغاز التي ستقفز بتركيا –إن شاء الله- قفزات واسعة اقتصاديا وسياسيا، وكذلك ما أنجزته من نمو كبير في قوتها العسكرية وتصنيع أسلحتها من المدرعات والطائرات المسيرة وحاملات الطائرات، إلى جانب ما شهدته من نهضة صحية مع التزايد الواسع في عدد المستشفيات وارتقاء الخدمة الطبية التي كان يقف المواطنون في طوابير للحصول عليها. وهذا كله يعود على المسلمين بالنفع العميم، في تركيا وخارجها. وإن الناخب التركي يعرف ويرى بنفسه حجم التحول الذي شهدته تركيا على يد الرئيس رجب طيب أردوغان.. فإن أي نظرة تُلقى على أحوال تركيا قبل عشرين سنة وأحوالها الآن لتشهد بالفارق الضخم بين الحاليْن، لقد باتت اسطنبول من أجمل مدن العالم بعد ما كانت غارقة في مشكلات المياه والصرف الصحي وانتشار القمامة!
وأما على مستوى العالم الإسلامي، فقد صارت مأمنا يأوي إليه كل من يعاني الظلم والاضطهاد في بلده، من أقصى الشرق من المسلمين الأويغور والروهينجا وحتى أقصى الغرب من المسلمين الذين يتخوفون على أنفسهم وأبنائهم من قوانين سحب الأطفال أو ظاهرة الإسلاموفوبيا. فلقي الكثير من المسلمين في تركيا أمنا وإكراما وعدالة، بما في ذلك جمع عظيم من علماء المسلمين وخيارهم وأصحاب الدين والكفاءات منهم، ومُنِح العديد منهم إقامات طويلة أو أصبحوا جزءا من المجتمع التركي، فاجتمع في هذا تأمينهم وإكرامهم.
وكذلك تدخلت تركيا في العديد من البلاد بما عاد على المسلمين فيها بالخير، مثل التدخل في ليبيا وإيقاف اجتياح العاصمة طرابلس، والتدخل في سوريا وتأمين مناطق الشمال، ومساندة قطر في أزمة 2017م، وإسناد أذربيجان لتحرير الإقليم المحتل من أرمينية.
وقبل ذلك وبعده الموقف التركي الصلب من الإساءات الغربية للنبي الأعظم ﷺ، وإعادة جامع آيا صوفيا الكبير إلى صفته مسجدا جامعا كما كان منذ عهد الفتح الكبير، والمواقف المتعددة القوية من قضية بيت المقدس وتطوراتها المستمرة.
ولا يُخفي الطرف الآخر، الذي يتنافس في هذه الانتخابات، أغراضه في العودة عن هذه السياسات، كلها أو جلها، ولا يخفى على أحد الدعمُ الكبير الذي يتلقاه هذا الطرف من أعداء تركيا، وأعداء العالم الإسلامي، والذي لا تقصر وسائل الإعلام الغربية فيه.
لهذا، ولغيره مما لا يتسع المجال لذكره والتفصيل فيه، فإن العلماء يصدرون هذا البيان ليوجهوا الأمة إلى الآتي:
1. على المسلمين الذين يملكون حق التصويت في هذه الانتخابات، أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع ويدلوا بأصواتهم فيها لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية ومشروعهم الإصلاحي المتميز الذي أشرنا إلى طرف منه.
2. وعلى المسلمين الذين لا يملكون هذا الحق أن يساندوا إخوانهم في تركيا، كلٌّ بما استطاع، من دعم مالي وإعلامي وسياسي وغيره، وكذلك التوجه بالدعاء إلى الله تعالى .
والله المستعان، وعليه التكلان.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الموقعون:
1. د. علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
2. الشيخ الصادق الغرياني، مفتي عام ليبيا
3. الشيخ عبد المجيد الزنداني، مؤسس جامعة الإيمان اليمنية
4. الشيخ عبد الوهاب أكنجي، رئيس جمعية علماء المسلمين في تركيا
5. الشيخ محمد الحسن الددو، رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا
6. د. نواف التكروري رئيس هيئة علماء فلسطين
7. د. محمد الصغير، رئيس الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام ﷺ.
8. د. الحسن بن علي الكتاني رئيس رابطة علماء المغرب العربي
9. د. محمد العبدة رئيس رابطة علماء المسلمين
10. شيخ عبد المالك، رئيس اتحاد العلماء في باكتسان
11. الشيخ سعيد اللافي رئيس رابطة خطباء وأئمة العراق.
12. د. عبد الحي يوسف، رئيس أكاديمية أنصار النبي ﷺ
13. د. جمال عبد الستار، الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة
14. أ. د. نسيم ياسين، رئيس رابطة علماء فلسطين
15. د. سعيد بن ناصر الغامدي، الأمين العام لمنتدى العلماء
16. د. عبد الله السادة، خطيب مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، قطر
17. الشيخ وان سبكي وان صالح، رئيس فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في ماليزيا
18. د. حمد سید البینجوینی، مسؤل الاتحاد العالمی لعلماء المسلمین فی إقلیم كوردستان العراق
19. د. جعفر الطلحاوي، عضو جبهة علماء الأزهر الشريف
20. الشيخ عبد الله أحمد أمين، من كبار علماء موريتانيا
21. الشيخ أحمد شيخنا أمات، من كبار علماء موريتانيا
22. الشيخ محمد الأمين الطالب يوسف، من كبار علماء موريتانيا
23. الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي، نائب الأمين العام لرابطة علماء المغرب
24. المختار بن العربي مؤمن، مجلس أمناء الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام ﷺ. الجزائر
25. د. كاميليا حلمي طولون، رئيسة لجنة الأسرة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
26. د. نزيهة امعاريج، رئيسة مختبر الحوار الحضاري والتكامل المعرفي
27. د. فاطمة عزام، عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
28. د. محمد حسين سعيد الأفغاني، أستاذ السياسة الشرعية، أفغانستان
29. أ. د. عبد الفتاح العويسي، مؤسس المشروع المعرفي العالمي لبيت المقدس
30. أ. د. حسين غازي السامرائي، عضو المجمع الفقهي العراقي
31. الشيخ محمد هارون خطيبي، عضو المجمع العلمي لعلماء أفغانستان
32. د. عمر الشبلي، أستاذ الحديث والسيرة بجامعة الزيتونة. تونس
33. د. محمد همام ملحم، أستاذ الفقه وأصوله، جامعة صباح الدين زعيم
34. د. كامل صبحي صلاح، أستاذ الدراسات العليا.
35. د. خالد عبد الرحمن الشنو، أستاذ بجامعة البحرين.
36. الشيخ أحمد العمري رئيس وقف بيت الدعوة (لبنان)
37. د. مشاري سعيد المطرفي، باحث وداعية إسلامي. الكويت
38. الشيخ حسين عبد العال، مسؤول وقف أنصار النبيﷺ
39. د. محمد عبد الحميد الشاقلدي، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
40. د. سعد الدين حسنين، عضو الهيئة العالمية لعلماء المسلمين. أمريكا
41. د. منير جمعة أحمد، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
42. د. أنس عيروط، كلية الشريعة والحقوق جامعة إدلب
43. د. طارق الطواري، أستاذ الشريعة الإسلامية، جامعة الكويت
44. د. صلاح المهيني، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف الكويتية
45. الشيخ عبد الله بن طاهر باعمر، الداعية الإسلامي بسلطنة عمان
46. د. عبد الله الزنداني، رئيس جمعية النهضة اليمنية
47. محمد إلهامي، الأمانة العامة للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام ﷺ
48. د. محمد المختار محمد المامي
49.د. محمد الأمين ابن مزيد
50. الشيخ سامي الساعدي عضو الأمانة العامة بالهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام.
51. الشيخ حسن سلمان عضو رابطة علماء المسلمين
52. أ. محمد إسماعيل . جامعة دار العلوم زاهدان. إيران
53.الشيخ حسن قاطرجي عضو مجلس الأمناء بالهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام
54. د. صالح حسين الرقب . فلسطين
55. الشيخ محمود محمد التركستاني. اتحاد علماء تركستان الشرقية
56. الشيخ ملا أنور الفارقيني رئيس اتحاد العلماء والمدارس. تركيا
57. الشيخ إسلام الغمري عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
58. سعد ياسين نائب رئيس اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا
59. د. أحمد يوسف، محاضر جامعي - ماليزيا
60. د. محمود سعيد الشجراوي
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
61. الدكتور محمد خليل الرحمن المدني
الامين العام اللجنة العلماء والمشايخ بنغلاديش'ورئيس مجلس الفتوى بنغلاديش
62. د. عبدالسلام البسيوني عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
63. د. حسن يشو الأستاذ بجامعة محمد الأول بالمغرب
64. الشيخ محمد سالم بن دودو رئيس منتدى العلماء سابقا بموريتانيا
65. د. محمد زاروق (الشاعر)، عضو هيئة علماء موريتانيا.
قال لي صاحبي:
عشت زمنا لا يمر علي يوم إلا وفيه ألم أو ابتلاء أو محنة أو ضيق أو عوَز..
كأنها المناديل عندما يأخذها صاحبها من علبتها… يتبع بعضها بعضا…
ثم شاء الله أن تزول كلها ويحل مكانها منح وعطايا متتابعة من الله كأنها نفسُ المناديل لكن في النِّعم…
فبحثت في هذا المعنى فوجدت أثرا جميلا لابن حزم يقول فيه:
‏"إذا تكاثرت الهموم سقطت كلها". ⁧
فسبحان من يبتلي بالمحن كثيرا ليُطَهِّر… ومن يبدلها بالمنح ليجزي العبد على صبره ويشكر…
فدوام الحال من المحال.
#خالد_حمدي
من أجلك يا تركيا يقف العالم كله على قدم واحدة…
يخافون أن تفلت من أيديهم أكثر وأكثر… فيضيع عليهم جهد قرن من التغييب والتذويب للمعتقد والأخلاق..
أقطاب العالم يختلفون فيما بينهم إلا على إسقاط أردوغان ومن معه…
قد بدت البغضاء من صحفهم وساستهم، وما تخفي قلوبهم ومجالس خططهم أكبر..
تركيا يا إخوتاه قلعة القلاع وحصن الحصون…وسقوطها-لا قدر الله- في أيدي هؤلاء المتحفزين المدعومين يعني الكثير..
فآزروها بالدعاء من كل بقاع الأرض… وبإيقاظ الغفلى في الداخل التركي، وبنشر الوعي بأمرها بكل اللغات وفي كل الوسائل…
انتخابات تركيا…
أكبر من كونها صناديق اقتراع…
إنما هي بقاء…. أو اقتلاع!!
فآزروها ما استطعتم.
#خالد_حمدي
أيها المتصدِّر الذي يتوسم الناس فيك الخير…
ويأوي إليك المتعبون من فتن الحياة وقسوتها..
أيها المستور حتى أحسن الناس ظنهم فيك..
أيها المقصود بعد الله من بعض خلقه لكلمة طيبة، أو سمت حسن، أو علم نافع، أو نصح لمنتصح، أو لصنيع منك يشعرهم أن الدنيا ما زالت بخير…
يا من جعلك الله معروفا عند خلقه، ويُرتجى منك نفعهم…
أستحلفك بالله لا تخذل خلق الله فيك…
فأنت مذ عرفك الناس لم تعد تمثل نفسك، إنما أصبحت تُرى بعين غيرك…فاتق الله في نفسك، وأصلح ما بينك وبين ربك، حتى لا يفتتن الناس بك، وتفسد من حيث أردت أن تصلح…
فابتلاء الناس في القدوات… أشد من ابتلائهم في أهل المعاصي والموبقات!!
يقول ابن القيم:
"علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم ، فكلما قالت أقوالهم للناس هلموا قالت أفعالهم لا تسمعوا منهم، فهم في الصورة أدلاّء وفي الحقيقه قطاع طرق"
رب سلم سلم.
#خالد_حمدي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
دقائق تغني عن ألف محاضرة… شاهدوها لتعيدوا توجيه البوصلة إلى مكانها الصحيح.
Forwarded from أحمد الجوهري
هذه الصورة بها حقائق طيبة

أول ما وقعت عيني عليها قلت: هذه الصورة تجمع بين:
● يوسف استس (الأمريكي)
● وذاكر نايك (الهندي)
● وأبي إسحاق الحويني (المصري).

تقول أشياء عندما يقرؤها شخص كما قرأتها أنا الآن.

وربما يقرؤها شخص هكذا:
● يوسف استس (الرجل الذي كان قسًّا فصار داعية)
● وأبو إسحاق وذاكر (اللذان ولدا مسلمين).

وربما يقرؤها ثالث على النحو التالي:
● رجل يدعو المسلمين
● ورجلان يدعوان غير المسلمين.

وربما يقرؤها رابع كما يلي:
● رجل أبيض
● ورجل أسود
● ورجل أحمر
جمع الإسلام بينهم.

وربما يقرؤها خامس على النحو التالي:
● رجل (إفريقي).
● وثان (آسيوي).
● وثالث (أمريكي)
وصلتهم صيحة محمد ﷺ التي نادى بها من أرض مكة.

ويقرؤها سادس:
● لسان عربي.
● ولسان إنجليزي.
● ولسان هندي
والكل يسبح الله ويحمده بلغته، ويبلغ رسالة الإسلام إلى العالم على منهج خاتم الأنبياء ﷺ.

وسابع يقرؤها:
ثلاثة غرباء عن المكان، من أماكن شتى، جمعهم القدر بأرض لم يولدوا بها:
● واحد اختيارًا.
● واثنان رغمًا من غير اختيار.
ولم يثنهم ذلك عن الاستمرار في تبليغ كلمة الله تعالى.

وثامن وتاسع وعاشر.

وهذا كله من جمال الإسلام وحقائقه العظيمة.
.
#رسائل_تربوية_من_وحي_الانتخابات_التركية

**لو رأيت الأمة الإسلامية باختلاف أجناسها وألوانها وهي تبيت تدعو لإخوانها المصلحين قبل الانتخابات، وتتابع الأرقام حتى مطلع الفجر يخفق قلبها مع كل رقم يصعد ويهبط لعلمت أن الأخوة الإيمانية ما زالت بخير رغم مرور مائة عام على تمزيق أصحابها إلى دويلات!!
(الحدود تراب)

**في معركة ملاذ كرد الفاصلة والتي كان فيها جيش ألب أرسلان لا يتجاوز عُشرَ الجيش البيزنطي… قال يومها ألب أرسلان:
"إني أنتظر من المسلمين في أصقاع الأرض دعوة مستجابة في يوم الجمعة…
وكذلك قال أردوغان: الأمة كلها بقلوبها ودعائها معنا…
(كلاهما أخذ بأسباب النصر الأرضي ولم ينس السبب السماوي، وكلاهما عوَّل على قلوب المسلمين مهما تباعدت مسافاتهم… فأصحاب العقيدة الواحدة قريبة قلوبهم وإن تناءت ديارهم)

**ما رأينا معسكر الغرب وأذنابه على حال من الحقد والحنق على الإسلام وأهله أوضح مما هم عليه الآن…
(العقيدة حاضرة في الانتخابات مهما كتب على اللافتات!!

**قال أحد مسئولي حزب العدالة والتنمية لما أعلن عن موعد انتخابات الإعادة:
الله أكبر…إن يوما صبيحته يوم التاسع والعشرين من مايو ليوم خير وفتح، لأنه ذكرى فتح القسطنطينية، وإنا لنرجو أن يكون الفتح فيه فتحين!!
"يعجبني في القوم حفظ التواريخ الفاصلة التي غيبوها عن أولادنا في الشرق فضاعت بوصلتهم… أمة بلا تاريخ… أمة بلا مستقبل)

**كثيرون هم المقصِّرون في أمر دينهم وكثيرات هن المتبرجات، بل وربما الذين لا يعرفون عن الإسلام شيئا من جمهور أردوغان…
لكنهم انحازوا لأوطانهم وأمتهم وبدءوا يتعرفون على الإسلام ولو بخطى وئيدة…
لا بأس… فقرنٌ كامل من تغييب أبناء المسلمين في تركيا وغيرها لن تنتهي آثاره بين عشية وضحاها… والخير في الناس ما أكثره… المهم أن يرى التائهون الحيارى نور الإسلام وأخلاقه تحلق في الأفق، وقد حدث…لذلك ترتعد أوروبا حتى من خيال العودة للإسلام.

** رأيت الحلّاق الباكستاني البسيط يكاد يموت خوفا على أردوغان ومن معه، ورأيت رجل دين يتمنى سقوط أردوغان وفوز بني علمان…. حقا، الولاء والبراء لا يمكن احتكاره عند أدعياء العلماء!!

**لو تعامل أردوغان مع قضيته حسب نسبة المصوتين له لتوقف عن العمل منذ زمن…
لكن أصحاب القضايا الكبيرة نفوسهم كبيرة… والذي يعمل للناس فقط… لا يكتمل له عمل!!

** كلما نظرت إلى مكان أحمد داوود أغلو ورئيس حزب السعادة ارتعد قلبي مما آلت إليه أحوالهم رغم غزير علمهم، وقدم سبقهم…
(كم تفعل النفوس في أصحابها الزعماء؟!!)
رب سلم سلم.

**القوم يزرعون في بلادنا الخونة منذ عشرات السنين دون كلل أو ملل… وكلما فشل الأصيل تقدم البديل… وأصحاب العقيدة الحق لا تتجاوز خططهم مد أبصارهم!!
متى يطول نفس الحق ويبعد بصره ولو نصف ما عليه أهل الباطل؟!!

#خالد_حمدي
قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: ما انتفعتُ بكلام بعد كلام رسول الله ﷺ كانتفاعي بالذي كتب به إليّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إذ قال: أمّا بعد، فإنّ المَرءَ قد يَسرّه دَرَكُ ما لم يكن ليفوته، ويَسوؤه فَوتُ ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نِلت مِن آخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك منها، وما نِلت مِن دُنياك فلا تُكثِر به فَرَحًا، وما فاتك منها فلا تأس عليه جَزَعًا، وليكن هَمّك فيما بعد الموت.
قطعت جهيزة قول كل خطيب..
كنت في رحلة الحج منذ ما يزيد على خمسة عشر عاما...
وكنت مرشدا ومعلما لفوج من الحجيج آنذاك ،أتكلم مع هذا.. وأتعرف على ذاك..
خاصة وأن الرحلة برِّية والطريق طويل..
وحدث أن رأيت أحد الحجيج باديا عليه الحزن والضيق...رغم أن المقام مقام فرح وسرور.
فلما سألته عن السبب أخبرني أن له ولدا مريضا بالصرع...وأن نوبة الصرع جاءته وهو يودعه عند الباب... فتأثر لذلك كثيرا...
طيبت خاطره...وهدأته وخففت عنه حتى انسجم معنا وانشغل بالحج...فريضة العمر التي هو مقدم عليها.
وتمضي الحافلة في طريقها المبارك... ونحن داخلها نذكر الله حينا... ونتعارف حينا...ونتسرى بالمسابقات والأناشيد والروحانيات والمعاني أحيانا كثيرة....
حتى حطت راحلتنا في الميقات فاغتسلنا ونوينا واستأنفنا مسيرنا...
ولما اقتربنا من مكة وأصبحنا على مشارف حدود الحرم صرخت في الناس قائلا:
يا إخواني...هذا بلد حرام...وأنتم حجيج...فلا يدخلن أحدكم البلد الحرام وفي قلبه شهوة محرمة، أو وفي جيبه أو حقيبته شيء يكرهه الله... ثم يدخل به عليه في بلده الحرام وهو يريد المغفرة...
فلا تدخلوها ومعكم ما يغضب الله ولو سيجارة....
فأسرع الناس قبل أن نصل إلى حدود حرم مكة وأخرجوا السجائر وفركوها ورموها في سرعة عجيبة وكأنهم فعلا لا يريدون بينهم وبين رحمة الله حائلا...
غير أن صاحبنا والد الطفل المصروع أمسك بعلبته قبل أن يفركها وقال لي باكيا:
يا شيخ... أو إن تبت عن التدخين ما حييت بنية أن يعافي الله ولدي من الصرع يجوز؟!!
قلت له: عهدي بالله أنه أكرم منك... لكن شريطة أن تصدق نيتك!!
قال صادقة بإذن الله...
ثم انكب على السجائر يفتتها وكأنه يقتلها ويخرجها من قلبه لا من حقيبته...
ودخلنا مكة تائبين وخرجنا منها حاجين فرحين والحمد لله رب العالمين...
ثم حدث أن قابلت الرجل بعد سنين...فقلت له باسما:
كيف أنت وعهدك مع الله؟
قال: اللهم لك الحمد...أقوى مما كان أول مرة..
قلت:وكيف حال الولد؟
قال والله لم تأته نوبة الصرع مذ رجعنا من الحج والحمد لله..
فقلت: صدقت الله في ترك سيجارتك... فصدقك في أمر ولدك.
وانتهت القصة يومها لكن معانيها تجددت...
فكم هو فرج الله قريب...لكن من يَصْدُق؟!!
وكم نتشبث بآفات تمنع الخيرات؟!!
وكم تحول معاص-نظنها يسيرة- بيننا وبين خيرات كثيرة؟!!
لكن المعنى الأقوى حضورا في قلبي...
لا تدخلوا على الله بتوبات زائفة مغشوشة...فتخرجوا كما دخلتم!!
فالمتشبثون بالذنب...هم الذين يؤجلون العطاء لمواسم قادمة...قد لا يعيشون لها..
ولو كذب صاحب السجائر في توبته...ما أسرع الله في شفاء ولده وقضاء حاجته!!
اصدقوا يرحمكم الله.
#خالد_حمدي
لا يعجبني أولئك الذين يكتبون عما أصاب الناس من جفاء وقطيعة، وعن العالم الذي صار موحشا بفعل غدر هذا أو تخلي ذاك…
يا صاحبي..
افعل أنت ما تفتقده من غيرك…
وانشر في الناس ولو شعاع الخير الخافت الذي قد ينير عتمة درب بأكمله…
وكف عن لعن الظلام، ولوم الأصحاب..
فالخير يغري بمثله، والشر كذلك…
وفي الحديث الصحيح:
"إذا قالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهو أهْلَكُهُمْ."
دع الناس يقولون:
ما زالت الدنيا بخير… والدنيا والله ما زالت بخير…
لكن… كل يراها بعين نفسه.
#خالد_حمدي
المحاط بدعوات والديْه الراضييْن عنه آمن…
المحاط بإخوان صدق وصحبة خير آمن..
المحاط بخبيئات خير آمن..
المحاط بأذكاره وأوراده آمن.
المحاط بالشفقة على كل مسلم وإن لم يملك ما يبذله لهم غير لهفة قلبه آمن..
كم من الأسوار العالية التي يدفع الله الضر بها عنا…بفضله أولا ثم بما يعلمه منا؟!!
"إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين"
#خالد_حمدي
أكره كل نكتة تسخر من الزوجات..
وأعتبرها تقبيحا للحلال، وتزيينا للحرام..
فالزوجة عندهم مبتذلة نكدية..
بينما صور الصديقات والعشيقات غاية في الحب والرومانسية!!
مع أن الأولى حليلة... والأخرى خليلة..
والأولى شريكة عمر...والأخرى من خجلهم يلقونها في السر..
العجيب أن الأمر صار ممنهجا..
فالدراما تؤكده...والرسوم الضاحكة تؤيده، وضحكات الرجال تقويه وتعضده..
مع أن المضحوك عليهن..أمهات أولادنا، وساترات أعراضنا، ومنهن أخواتنا وبناتنا..
ألا قاتل الله تلكمو الضحكات...التي تؤذي الزوجات المحصنات العفيفات.
#خالد_حمدي
يقول الشيخ علي الطنطاوي، عليه رحمة الله:
فارس الخوري كان أستاذي، استفدتُ منه وقدَّرتُ فضله ومدَحْتُه..
ولكنْ كان آخر مسلم في آخر الأرض أقربَ إليَّ منه.
*هذا الكلام لم أقلْهُ الآن، ولكنْ صدَعْتُ به على المنبر من نحو ثلاثين سنة.. فاسْتَأْذَنَني الأستاذ أحمد عسّة (وكان يوماً تلميذي) أن ينشره في جريدتِه، فأذِنْتُ له.. فنَشَرَتْه الجريدة بالخط الكبير (المانشيت) بالقلم العريض.
وكانت إحدى مراتٍ ثلاث ثارتْ فيها جرائد دمشق كلها عليَّ، وتبَارَتْ في ذمِّي وشَتْمِي، وجرَّب كلُّ ذي قلمٍ قلمَه فيّ.
*أما ذنبي الذي لا يُغْتَفر فهو: أني "كفَرْتُ" بدين الوطنية، ودَعَوْتُ إلى الطائفية، وفرَّقْتُ بين المواطنين بسببٍ من اختلافِ الدين..
وهم يهْتُفون كل صباح: بلادُ العُرْبِ أوطاني ..... منَ الشامِ لبَغْدانِ ومن نجْدٍ إلى يمَنٍ ..... إلى مصر فتطوانِ فلا ديـــــــنٌ يُفَرِّقُنا ... لا يُفَرِّقُنا الدين؟!!
- أي أنهم يريدون أن نجْعَلَ الكافرين كالمسلمين، وأن نَدْعُوَ بدعوة الجاهليين.. نَدَعُ كلام ربِّ العالمين: (إنما المؤمنون إخوة) فنُنْكِر أُخوّة الإيمان، ونَتَمَسَّكُ برابطة اللسان، فيكون أبو لَهَبٍ وأبو جهل أقربَ إلينا من بلال وسلمان.. كلَّا ولا كرامة!! قُلتُها من أول حياتي وأقولها الآن...
أما الذي قلتُ عنه هذا الكلام... وهو أستاذُنا فارس الخوري، فقد قابَلْتُه في الطريق، فحاولتُ أن أقول له شيئاً، فسبقني فقال لي (بالحرف الواحد): لا عليك؛ لقد جهَرْتَ بحكم دينك، وهذا ما أُكْبِرُهُ فيك، وجَعَلْتَني أقربَ النصارى إليكم، وهذا ما أشْكُرُكَ عليه.
*وكان ممَّن حضَرْتُ عليه في المدرسة وفي الجامعة أساتِذَة من النصارى، ودَرَسْتُ العبرية في دار العلوم في مصر على الأستاذ اليهودي ولفنسون..
فكنتُ أُقَدِّر علم العالم منهم، لا أُنْكِر فضْلَه ولا أبْخَسه حقَّه، وأَبَرُّ منهم مَنْ لم يقاتِلْنا قومُهُ في الدين ولم يُخْرِجونا من ديارنا وأُقْسِطُ إليهم..
ولكن لا أُجامِل واحداً منهم أو من غيرهم في ديني..
إذا جاء حكم الدين بَطَلَت المجاملات. كذلك كانت صِلَتي بفارس الخوري؛ صِلَة تلميذٍ يُقَدِّر أستاذَه ويأخُذ من عِلْمِه.. وسَتَرَوْن أن ذلك كلّه لم يَمْنَعْني أن أُعلِن أن الإسلام لا يُجيز انتخاب غير المسلم نائباً في مجلسٍ يُشَرِّع القوانين للمسلمين...
وكان فارس الخوري أحد عباقرة العرب في هذا العصر عِلماً وفِكراً وبياناً... وكنت أعْجَب منه كيف يكون له هذا الاطِّلاع على الإسلام وهذا العقل ولا يهديه عقله إلى اتّباع دين الحق الذي لا حق في الأديان غيره... فلما مَرِض وطال مرضه رأيناه كلما عادَه أحدٌ من المسلمين حدّثه عن الإسلام، وكان يُكْثِر أن يطلب من شيخنا الشيخ محمد بهجة البيطار ومن غيره أن يقرأ عليه القرآن.. وأوصى (ونُفّذتْ وصيتُه) أن يُتْلى القرآن في مجلس التعزية به إذا مات..
فكنتُ أحار في تفسير هذا كله! حتى نشر الأستاذ محمد الفرحاني كتابه عنه (وقد كان مُلازماً له في مرضه ولا يفارقه أبداً) فإذا هو يُؤَكّد أنه مات على دين الإسلام.. فرحمه الله ورحم الفرحاني الذي فرَّحنا بهذا النَّبأ.

==
من كتاب (الذكريات) الجزء الثاني