الدنيا ايه غير ناس كتار في شكل زول ماخد ملامح فرحتك
#Haleemoo
#Haleemoo
حين لا تحب المكان استبدله ،
حين يؤذيك الاشخاص غادرهم ، حين تملّ ابتكر فكرة جديدة ، حين تُحبط أقرأ بشغف ، المهم في الحياة ألا تقف متفرجًا .🌸🍃
#BŤ_Ķarøumą
حين يؤذيك الاشخاص غادرهم ، حين تملّ ابتكر فكرة جديدة ، حين تُحبط أقرأ بشغف ، المهم في الحياة ألا تقف متفرجًا .🌸🍃
#BŤ_Ķarøumą
"غارقون في نِعمك يا الله ˛ فلك الحمدُ حتى ترضىَ."💛
"السّجادة التي نفترشها لـِ لقاء الله، وطنٌ لا يخذّل ساكنيه".❤️
#BŤ_Ķarøumą
"السّجادة التي نفترشها لـِ لقاء الله، وطنٌ لا يخذّل ساكنيه".❤️
#BŤ_Ķarøumą
والقلب مثل الناي مثقوب يئن مواجعا والناس تحسبه يغني💔
#BŤ_Ķarøumą
#BŤ_Ķarøumą
لا تسمح ليومٍ سيئ أن يُشعرك بأنّ لديك حياة سيئة 💛👌🏻
#BŤ_Ķarøumą
#BŤ_Ķarøumą
عندما تمُر أيام من رمضان نقول رمضان قرب على الرحيل ..
ونسينا أننَّا نَحنُ من أقتربنا إلى الرحيل ..
فرمضان إن رَحَل سيعُود ويعيشه من كُتِبَ له العيش إلى رمضان ، ولكِّن نَحنُ إن رحلنا فليس لنا عودة إلاَّ عندما يبعث الله من في القبور.
" اللهم تقبل منَّا ما مضى ، وبارك لنا فيما بقي ، وأغفر لنا تقصيِّرنا ، ووفقنَّا للصيام والقيام فيما بقي على الوجه الذي يُرضيك عنَّا اللهم أرحم موتانى وموتى المسلمين يا رب العالمين "
#BŤ_Ķarøumą
ونسينا أننَّا نَحنُ من أقتربنا إلى الرحيل ..
فرمضان إن رَحَل سيعُود ويعيشه من كُتِبَ له العيش إلى رمضان ، ولكِّن نَحنُ إن رحلنا فليس لنا عودة إلاَّ عندما يبعث الله من في القبور.
" اللهم تقبل منَّا ما مضى ، وبارك لنا فيما بقي ، وأغفر لنا تقصيِّرنا ، ووفقنَّا للصيام والقيام فيما بقي على الوجه الذي يُرضيك عنَّا اللهم أرحم موتانى وموتى المسلمين يا رب العالمين "
#BŤ_Ķarøumą
أعلمُ جيداً أنك لن تتخطى وجُودي ستذكرنِي حتى وإن كنُت فِ أسوأ أوقاتك سترَاقبني بصَمت قد تشتمُني أو تغني لي ولكن لن تتخطانِي.🖤
#BŤ_Ķarøumą
#BŤ_Ķarøumą
عندما يبكي صغار اطباء بلادي
قصة السقوط فيما بعد الجب
هذه قصة مؤثرة عجزتُ ان اجد لها عنواناً
فحتي جب ابن يعقوب كان ارحم
منهم ...
عنوان الطبيبة كان أقوي
ورحل عمار
____________________
ورحل عمار
اثناء فتره تدريبى فى وحده الكلى بمستشفى مدنى، كان اصغر مرضاى عمرا وأطولهم اقامه بالمستشفى، طفلا فى العاشره من عمره.
عمار أصلا من منطقه سنجه او الدمازين، جدته تعيش فى الكريبه احد ضواحي مدنى، أصيب بفشل كلوى مزمن عقب إصابته بالتهاب فى الكلى لم يتعافى منه. وللاسف احتاج عمار للغسيل. ونسبه لسوء حالته الماديه تعزر عليه عمل عمليه فستولا كى يصبح قادرًا على الغسيل الدموى و يتمكن من مغادره المستشفى والذهاب الى اهله.
قضى عمار شهورا فى المستشفى فى رحله بدأها فى مستشفى الأطفال وانتهت به الى سرير فى عنبر الحريم فى مستشفى مدنى.
ما زلت ازكر ملامحه وستظل صورته عالقه بذهنى ما حييت، شعره البنى المجعد دائما أطول مما يجب، بشرته التبريه يشوبها لون برونزى يزكر كل من يراه بالمرض الذى دمر كليتيه. جسده النحيل لا يتناسب وسنوات عمره العشر.
عيناه الكبيرتان بلون بنى داكن،بريئتان فى الم، عمقيتان فى مرح طفولى يشوبه تطلع، وذكاء لا تخطؤه العين. فى حديثه براءه عمره ونضوج فرضته عليه ظروفه.
ازكر جيدا اول يوم فى وحده الكلى، كانت الوحده مكونه من شخصى ودكتوره نهى زميلتى ودكتوره بلاله خريجه الخرطوم ولا ازكر تماما ان كانت بلاله فى ذلك الوقت طبيبه عموميه اما نائبه اخصائى، لم يكن بالوحده اخصائي يداوم يوميا، ونائب الأخصائي الأكثر خبره فى هذا المجال حينها كان خارج البلاد فى دوره تدريبيه.
اول تجربه تدربيه كانت مشاهده دكتوره بلاله وهى تقوم بتركيب قسطره لمريض فوق الخمسين من عمره. تألم ذلك الرجل كثيرا عند ادخال القسطره، وكان قلقا قلقا لا تخطئه العين.
بعد ذلك ذهبنا الى المرور السريرى على المرضى.
وهناك دًُهشت لرؤية عمار بين المرضى. وتسآلت ماذا يفعل هذا الطفل هنا؟
فاجابتنى بلاله: ما بتعرفى عمار؟ عمار كان فى مستشفى الأطفال فتره طويله بعد ان اصابته acute
glomurlonepheritis والان عنده فشل كلوى وهو فى انتظار عمليه الفستولا عشان الغسيل الدموى ويطلع من المستشفى
قالت الجمله الاخيره وهى تبتسم وكأنها تحاول ان تبث الامل فى نفس عمار. وكنت اراقبه وهى تتحدث.
وبعد الكشف عليه، وضح انه يحمل ماءا زائدا فى رئتيه.
قالت بلاله مبتسمه: شكلك اكلت داندرومه وشربت مويه كتيره امس.
فاجاب بشقاوة بريئه وشقاء انسانى لم تخفيه نبرته المرحه: ما كتير.
قالت بلاله بلهجه حانيه ولكنها حاسمه: انت عارف ده معناه شنو.
ونظرت الى وقالت: check his bun and if elevated, we will do dialysis today. You
.can practice on him
لم اندهش او اسأل المزيد من الاسئله، فمن يمارس الطب فى بلادى يتعلم ان يأخذ الأوامر وينفذها، لاسيما الأطباء الجدد، وهم اكثر فئه من الطبيعى والمتوقع ان يكون لها الكثير من الاسئله.
وكما توقعت دكتوره بلاله كانت البولينا مرتفعة، واحتاج عمار للغسيل. وكانت اول قسطره اضعها لمريض، كنت أودّ ان اتبع نفس الخطوات التى رأيت دكتوره بلاله تقوم بها، حينها اعترض عمار قائلا: عملو لى قسطره كتير هنا وعندى سكار تشو( scar tissue) جربى هنا بيكون احسن، فما كان منى الا ان سمعت تعليماته وكان بعكس ذلك الرجل صامتا، لم يتأوه او ييصرخ، غير أهه واحده عند دخول القسطرة. لم اطلب منه اى شىء ولم اشرح له اى شىء، على العكس، ظننت انه اقدر منى على القيام بالمهمة لو سمحت له الفرصه.
كنت اكثر عجبا منه كإنسان، استمعت اليه كانى تلميذه صغيره فى مدرسه هو أستاذها، كيف اتته هذه القوه والشجاعه والصبر.
فى مرور المساء، احضرت له دكتوره نهى الكيكه التى وعدته بها فى الصباح، وطلبت منه ان يمتثل للأوامر ويلتزم بالمقدار المقرر له من الماء. لكم تساءلت عن صعوبه الالتزام لكل مرضاى من الأطفال، كنت احس بالاشفاق الشديد على مرضى السكرى من الأطفال. اما عمارا فقد حرم من شرب الماء كما يشاء، فى بلاد تشرق شمسها فوق الرؤوس فتخلل اشعتها خلايا الجسد، وينفذ حرها من بين المسام جداولا من عرق.
وتسالت بعد ان خرجنا من العنبر، عن ام عمار!!!!! أين هى، من يحضر له الاكل، عندما رايته كان وحيدا.
أجابت نهى، امه وابوه منفصلين كلاهما تزوج وله أسره جديده. عمار وأخوه شقيقه والذى يمارضه يكبره بعام واحد فقط، ترعاهم جدتهم، ويبدو انها تعانى الامرين، كان عمار وأخوه يعتمدان فى معظم الوقت على ما يجود به مرافقيهم فى العنبر من طعام. وان لم يجدو ما يسد الرمق من هؤلاء فصاحب الكافتريا كان يطعمهما لا يريد الا الجزاء من الله .
واراد الله ان يعود دكتور مصطفى عمران الى البلاد وكانت له خبره فى عمل القسطرة، لتصطدم امال عمره بصخره اخرى!!! فلدخوله العمليه كان لابد من عمل فحص الHIV والتهاب الكبد الحموى.
ولم يكن عمار او من اهمه الامر من زويه يملكون المبلغ. وبعد شهر تقريبا زاره احد أقربائه
قصة السقوط فيما بعد الجب
هذه قصة مؤثرة عجزتُ ان اجد لها عنواناً
فحتي جب ابن يعقوب كان ارحم
منهم ...
عنوان الطبيبة كان أقوي
ورحل عمار
____________________
ورحل عمار
اثناء فتره تدريبى فى وحده الكلى بمستشفى مدنى، كان اصغر مرضاى عمرا وأطولهم اقامه بالمستشفى، طفلا فى العاشره من عمره.
عمار أصلا من منطقه سنجه او الدمازين، جدته تعيش فى الكريبه احد ضواحي مدنى، أصيب بفشل كلوى مزمن عقب إصابته بالتهاب فى الكلى لم يتعافى منه. وللاسف احتاج عمار للغسيل. ونسبه لسوء حالته الماديه تعزر عليه عمل عمليه فستولا كى يصبح قادرًا على الغسيل الدموى و يتمكن من مغادره المستشفى والذهاب الى اهله.
قضى عمار شهورا فى المستشفى فى رحله بدأها فى مستشفى الأطفال وانتهت به الى سرير فى عنبر الحريم فى مستشفى مدنى.
ما زلت ازكر ملامحه وستظل صورته عالقه بذهنى ما حييت، شعره البنى المجعد دائما أطول مما يجب، بشرته التبريه يشوبها لون برونزى يزكر كل من يراه بالمرض الذى دمر كليتيه. جسده النحيل لا يتناسب وسنوات عمره العشر.
عيناه الكبيرتان بلون بنى داكن،بريئتان فى الم، عمقيتان فى مرح طفولى يشوبه تطلع، وذكاء لا تخطؤه العين. فى حديثه براءه عمره ونضوج فرضته عليه ظروفه.
ازكر جيدا اول يوم فى وحده الكلى، كانت الوحده مكونه من شخصى ودكتوره نهى زميلتى ودكتوره بلاله خريجه الخرطوم ولا ازكر تماما ان كانت بلاله فى ذلك الوقت طبيبه عموميه اما نائبه اخصائى، لم يكن بالوحده اخصائي يداوم يوميا، ونائب الأخصائي الأكثر خبره فى هذا المجال حينها كان خارج البلاد فى دوره تدريبيه.
اول تجربه تدربيه كانت مشاهده دكتوره بلاله وهى تقوم بتركيب قسطره لمريض فوق الخمسين من عمره. تألم ذلك الرجل كثيرا عند ادخال القسطره، وكان قلقا قلقا لا تخطئه العين.
بعد ذلك ذهبنا الى المرور السريرى على المرضى.
وهناك دًُهشت لرؤية عمار بين المرضى. وتسآلت ماذا يفعل هذا الطفل هنا؟
فاجابتنى بلاله: ما بتعرفى عمار؟ عمار كان فى مستشفى الأطفال فتره طويله بعد ان اصابته acute
glomurlonepheritis والان عنده فشل كلوى وهو فى انتظار عمليه الفستولا عشان الغسيل الدموى ويطلع من المستشفى
قالت الجمله الاخيره وهى تبتسم وكأنها تحاول ان تبث الامل فى نفس عمار. وكنت اراقبه وهى تتحدث.
وبعد الكشف عليه، وضح انه يحمل ماءا زائدا فى رئتيه.
قالت بلاله مبتسمه: شكلك اكلت داندرومه وشربت مويه كتيره امس.
فاجاب بشقاوة بريئه وشقاء انسانى لم تخفيه نبرته المرحه: ما كتير.
قالت بلاله بلهجه حانيه ولكنها حاسمه: انت عارف ده معناه شنو.
ونظرت الى وقالت: check his bun and if elevated, we will do dialysis today. You
.can practice on him
لم اندهش او اسأل المزيد من الاسئله، فمن يمارس الطب فى بلادى يتعلم ان يأخذ الأوامر وينفذها، لاسيما الأطباء الجدد، وهم اكثر فئه من الطبيعى والمتوقع ان يكون لها الكثير من الاسئله.
وكما توقعت دكتوره بلاله كانت البولينا مرتفعة، واحتاج عمار للغسيل. وكانت اول قسطره اضعها لمريض، كنت أودّ ان اتبع نفس الخطوات التى رأيت دكتوره بلاله تقوم بها، حينها اعترض عمار قائلا: عملو لى قسطره كتير هنا وعندى سكار تشو( scar tissue) جربى هنا بيكون احسن، فما كان منى الا ان سمعت تعليماته وكان بعكس ذلك الرجل صامتا، لم يتأوه او ييصرخ، غير أهه واحده عند دخول القسطرة. لم اطلب منه اى شىء ولم اشرح له اى شىء، على العكس، ظننت انه اقدر منى على القيام بالمهمة لو سمحت له الفرصه.
كنت اكثر عجبا منه كإنسان، استمعت اليه كانى تلميذه صغيره فى مدرسه هو أستاذها، كيف اتته هذه القوه والشجاعه والصبر.
فى مرور المساء، احضرت له دكتوره نهى الكيكه التى وعدته بها فى الصباح، وطلبت منه ان يمتثل للأوامر ويلتزم بالمقدار المقرر له من الماء. لكم تساءلت عن صعوبه الالتزام لكل مرضاى من الأطفال، كنت احس بالاشفاق الشديد على مرضى السكرى من الأطفال. اما عمارا فقد حرم من شرب الماء كما يشاء، فى بلاد تشرق شمسها فوق الرؤوس فتخلل اشعتها خلايا الجسد، وينفذ حرها من بين المسام جداولا من عرق.
وتسالت بعد ان خرجنا من العنبر، عن ام عمار!!!!! أين هى، من يحضر له الاكل، عندما رايته كان وحيدا.
أجابت نهى، امه وابوه منفصلين كلاهما تزوج وله أسره جديده. عمار وأخوه شقيقه والذى يمارضه يكبره بعام واحد فقط، ترعاهم جدتهم، ويبدو انها تعانى الامرين، كان عمار وأخوه يعتمدان فى معظم الوقت على ما يجود به مرافقيهم فى العنبر من طعام. وان لم يجدو ما يسد الرمق من هؤلاء فصاحب الكافتريا كان يطعمهما لا يريد الا الجزاء من الله .
واراد الله ان يعود دكتور مصطفى عمران الى البلاد وكانت له خبره فى عمل القسطرة، لتصطدم امال عمره بصخره اخرى!!! فلدخوله العمليه كان لابد من عمل فحص الHIV والتهاب الكبد الحموى.
ولم يكن عمار او من اهمه الامر من زويه يملكون المبلغ. وبعد شهر تقريبا زاره احد أقربائه
المغتربين وتبرع بالمبلغ المطلوب.
وكانت فرحه عمار بموعد العمليه اكبر فرحه طفل رايتها فى حياتى، فرحه مدهشة حتى الالم ومريحه حد الازعاج، ومتناقضة بكل ما تحمله تفاصيل قصته.
اليس من المريح ان تكون هناك نهايه لعذاباته، لكن هل هى حقا نهايه. اليس من الراحه ان يغادر المستشفى وينعم بالنوم فى سرير فى حضن جدته، لكنه سيضطر الى الحضور الى الغسيل ثلاث مرات فى الأسبوع.
اليس من التناقض ان يفرح طفلا فى عمره بعمليه، وأين المنطق فى كل قضيته، فقد تملصت الدوله عنه كطفل وإزلته كإنسان وطحنته كمريض.خلى ولاه الامر من والديه بمسووليه اليه والى جدته العجوز وأخاه الذى يكبره بعام، تناكصت المستشفى عن مسووليتها تجاهه كمريض، فما عمار الا رقم اخر. تنازلت طبيبته عن خوض معركه نهايتها معروفه ومحكوم عليها بالفشل.
وامتلأت حياه عمار بالمتخازلين وباعه الجميع للمجهول.
وتم لعمار ما اراد، لن أنسى ما حييت ما قال حين راى الأنوار فى غرفه العمليه( عايزين تصورنى؟؟؟؟) وعملت له العمليه وكلنا ترقب حتى تكتمل الفتره المقرره ٣-٤ اسابيع حتى يتمكن من استعمالها.
لكن كموعده مع القدر أصيب عمار بالحمى وسريعا ما تدهورت حالته، واحتاج الى فحوصات عندها كنت انا الوحيدة من الفريق العامل الذى تولى رعايته وكانت فتره تدريبى قد انقضت وفى انتظار طبيب اخر يستلم الوحده كى انتقل الى العمل فى وحده اخرى. فظللت اتابع عمار وكما تعود الأطباء فى بلادى ان يمارسو الطب، أصبحت مسووليتى الحصول على عصا موسى كل يوم ليحصل عمار على الفحوصات اللازمه وهى اقل القليل، او يتلقى زجاجه دم بعد يوم او اثنين من تاريخ حوجته لها، او يحصل على مضاد حيوى لن يعالجه لكنه أفضل من لا شىء.
فى اخر يوم مع عمار، الهيمقولبين يصرخ مناديا بزجاجة دم اخرىكريات الدم البيضاء تُلِّح فى السوال عن مضاد حيوى اخر ، و علامته الحيويه تستغيث، إشارات حمراء فى كل مكان، وجسده يهوى وروحه تتسرب منه امام عينى.
ذهبت الى بنك الدم اتسول كعاده اطباء الامتياز زجاجه دم، و سالت الصيدلى اذا كان بالإمكان الحصول على سيفتراكسون. اعطانى اسم صيدلى صديقه تبرع بالدواء، ورحله اخرى الى المعمل. فهناك نتايج لفحوصات يجب ان اطلع عليها. ولما طلبت من التقينيه النتائج قالت بتأفف: ( تانى عمار هو عمار ده قصته شنو كرّهنا ودايما
Free)
قلت لها: ما تخافى يا ستى اتخيل لى دى اخر مره حاطلب متك تعملى لى فحص)
فردت: اخيراً حتخرجوه، قالت ذلك ونظرت الى نتائجه وفقرت فاهها دهشه من سوء الأرقام
أجبت بعفويه لم أقصدها: لا حيموت
فصاحت فى لهجه تعنيفيه: حرام عليك ليه بتقولى كده
وكنت قد وصلت قمه الهرم، احسست ان كل احساسيسى مجمده
قلت لها فى صوت هادىء جامد كأنه الموت:
لانه كل الدنيا عايزه عمار يموت، لانه نحن فى البلد حكومتها ما فارق معاها عمار يعيش ولا يموت، لانه ناس بنك الدم تعبو يباصرو لعمار قزازه، لانه عمار استعمل نص الدواء المجانى فى صيدليته المستشفى، لانه المعمل والشغالين فيه كرهو يعملو فحوصات لى عمار، عشان كده عمار حيموت
أخذت النتيجه وذهبت الى غرفه العنايه المركزه، قابلت السسترات سستر الصباح، لم تطاوعها نفسها ان تذهب وتتركه، سالتى التى تعمل ليلا: بشرى يا دكتوره، فهززت راسى بلا
وسألتها بدورى كيف هو الان؟
أجابت ؛ فرى باد
دخلت لاراه، جسده النحيل، رائحه الموت تفوح من ثيابه، كانت سستر المساء تنظفه،
سالته متوسله: نفسك فى شنو يا عمار
فلم يجب، واصبحت أعدد ما يحب، كيكه ايسكريم، مويه.
بيبسى
تمنيت ان يطلب منى اى شىء
لكن كانت اجابته واحده
الصمت
اخيراً سالته: عايز أمك، ولم يجبنى لكنه رفع وجهه ونظر الى نظره لن أنساها ما حييت!!!!
خرجت من الغرفه
وسالت عن امه وكانت المره الاولى والاخيرة التى أراها فيها
قلت لها: البسى عشان تخشى لعمار،
وكانت تحمل رضيعا يبلغ من العمر شهريا
سالتنى: وده اخليه لى منو
أجبت: اديه لى زول، عمار محتاج ليك
وتناولت احدى السسترات ابنها منها
احسست بان مهمتى انتهت
خرجت من المستشفى لا الوى على شىء قادتنى قدامى الى محطه المواصلات، لا ادرى كيف وصلت الى محطه منزلنا كانت الساعه قرابه التاسعه مساء، كل ما اعرفه انى كنت اغالب الدموع.
لأول مره احمد الله ان منزلنا يبعد ميلين من محطه المواصلات، أطلقت لدموعى العنان. احسست ان حتى دموعى تنتظر دموعا تغسل حزنها.
حين وصلت البيت، استقبلتنى امى بلهفتها المعتاده رسالتى بصوت كانه قادم من أسفل قدماها من الخوف: مالك فى شنو؟؟؟
فأجبت عمار بيموت يا امى، ورميت نفسى فى حضنها وبكت امى معى، فقد تعودت ان تسمع قصصا عنه وعن غيره.
حمدت الله حينها انه فى حضن امه، ولكم اشتاق حضنها، ولم يشتكى بًُعدها، حمدت الله انى ما زلت امتلك حضن امى واسمع ضربات قلبها.
لم استطع العوده الى المستشفى الا بعد مضى ثلاثه ايام، قابلت احد مهندسى الوحده واحد خريجى ١٤ تكنلوجيا، فاخبرنى بان عمار فارق الحياه فى غضون ذلك اليوم.
أسرته لم تكن تملك اجره العربه لأخذ جثمانه الى
وكانت فرحه عمار بموعد العمليه اكبر فرحه طفل رايتها فى حياتى، فرحه مدهشة حتى الالم ومريحه حد الازعاج، ومتناقضة بكل ما تحمله تفاصيل قصته.
اليس من المريح ان تكون هناك نهايه لعذاباته، لكن هل هى حقا نهايه. اليس من الراحه ان يغادر المستشفى وينعم بالنوم فى سرير فى حضن جدته، لكنه سيضطر الى الحضور الى الغسيل ثلاث مرات فى الأسبوع.
اليس من التناقض ان يفرح طفلا فى عمره بعمليه، وأين المنطق فى كل قضيته، فقد تملصت الدوله عنه كطفل وإزلته كإنسان وطحنته كمريض.خلى ولاه الامر من والديه بمسووليه اليه والى جدته العجوز وأخاه الذى يكبره بعام، تناكصت المستشفى عن مسووليتها تجاهه كمريض، فما عمار الا رقم اخر. تنازلت طبيبته عن خوض معركه نهايتها معروفه ومحكوم عليها بالفشل.
وامتلأت حياه عمار بالمتخازلين وباعه الجميع للمجهول.
وتم لعمار ما اراد، لن أنسى ما حييت ما قال حين راى الأنوار فى غرفه العمليه( عايزين تصورنى؟؟؟؟) وعملت له العمليه وكلنا ترقب حتى تكتمل الفتره المقرره ٣-٤ اسابيع حتى يتمكن من استعمالها.
لكن كموعده مع القدر أصيب عمار بالحمى وسريعا ما تدهورت حالته، واحتاج الى فحوصات عندها كنت انا الوحيدة من الفريق العامل الذى تولى رعايته وكانت فتره تدريبى قد انقضت وفى انتظار طبيب اخر يستلم الوحده كى انتقل الى العمل فى وحده اخرى. فظللت اتابع عمار وكما تعود الأطباء فى بلادى ان يمارسو الطب، أصبحت مسووليتى الحصول على عصا موسى كل يوم ليحصل عمار على الفحوصات اللازمه وهى اقل القليل، او يتلقى زجاجه دم بعد يوم او اثنين من تاريخ حوجته لها، او يحصل على مضاد حيوى لن يعالجه لكنه أفضل من لا شىء.
فى اخر يوم مع عمار، الهيمقولبين يصرخ مناديا بزجاجة دم اخرىكريات الدم البيضاء تُلِّح فى السوال عن مضاد حيوى اخر ، و علامته الحيويه تستغيث، إشارات حمراء فى كل مكان، وجسده يهوى وروحه تتسرب منه امام عينى.
ذهبت الى بنك الدم اتسول كعاده اطباء الامتياز زجاجه دم، و سالت الصيدلى اذا كان بالإمكان الحصول على سيفتراكسون. اعطانى اسم صيدلى صديقه تبرع بالدواء، ورحله اخرى الى المعمل. فهناك نتايج لفحوصات يجب ان اطلع عليها. ولما طلبت من التقينيه النتائج قالت بتأفف: ( تانى عمار هو عمار ده قصته شنو كرّهنا ودايما
Free)
قلت لها: ما تخافى يا ستى اتخيل لى دى اخر مره حاطلب متك تعملى لى فحص)
فردت: اخيراً حتخرجوه، قالت ذلك ونظرت الى نتائجه وفقرت فاهها دهشه من سوء الأرقام
أجبت بعفويه لم أقصدها: لا حيموت
فصاحت فى لهجه تعنيفيه: حرام عليك ليه بتقولى كده
وكنت قد وصلت قمه الهرم، احسست ان كل احساسيسى مجمده
قلت لها فى صوت هادىء جامد كأنه الموت:
لانه كل الدنيا عايزه عمار يموت، لانه نحن فى البلد حكومتها ما فارق معاها عمار يعيش ولا يموت، لانه ناس بنك الدم تعبو يباصرو لعمار قزازه، لانه عمار استعمل نص الدواء المجانى فى صيدليته المستشفى، لانه المعمل والشغالين فيه كرهو يعملو فحوصات لى عمار، عشان كده عمار حيموت
أخذت النتيجه وذهبت الى غرفه العنايه المركزه، قابلت السسترات سستر الصباح، لم تطاوعها نفسها ان تذهب وتتركه، سالتى التى تعمل ليلا: بشرى يا دكتوره، فهززت راسى بلا
وسألتها بدورى كيف هو الان؟
أجابت ؛ فرى باد
دخلت لاراه، جسده النحيل، رائحه الموت تفوح من ثيابه، كانت سستر المساء تنظفه،
سالته متوسله: نفسك فى شنو يا عمار
فلم يجب، واصبحت أعدد ما يحب، كيكه ايسكريم، مويه.
بيبسى
تمنيت ان يطلب منى اى شىء
لكن كانت اجابته واحده
الصمت
اخيراً سالته: عايز أمك، ولم يجبنى لكنه رفع وجهه ونظر الى نظره لن أنساها ما حييت!!!!
خرجت من الغرفه
وسالت عن امه وكانت المره الاولى والاخيرة التى أراها فيها
قلت لها: البسى عشان تخشى لعمار،
وكانت تحمل رضيعا يبلغ من العمر شهريا
سالتنى: وده اخليه لى منو
أجبت: اديه لى زول، عمار محتاج ليك
وتناولت احدى السسترات ابنها منها
احسست بان مهمتى انتهت
خرجت من المستشفى لا الوى على شىء قادتنى قدامى الى محطه المواصلات، لا ادرى كيف وصلت الى محطه منزلنا كانت الساعه قرابه التاسعه مساء، كل ما اعرفه انى كنت اغالب الدموع.
لأول مره احمد الله ان منزلنا يبعد ميلين من محطه المواصلات، أطلقت لدموعى العنان. احسست ان حتى دموعى تنتظر دموعا تغسل حزنها.
حين وصلت البيت، استقبلتنى امى بلهفتها المعتاده رسالتى بصوت كانه قادم من أسفل قدماها من الخوف: مالك فى شنو؟؟؟
فأجبت عمار بيموت يا امى، ورميت نفسى فى حضنها وبكت امى معى، فقد تعودت ان تسمع قصصا عنه وعن غيره.
حمدت الله حينها انه فى حضن امه، ولكم اشتاق حضنها، ولم يشتكى بًُعدها، حمدت الله انى ما زلت امتلك حضن امى واسمع ضربات قلبها.
لم استطع العوده الى المستشفى الا بعد مضى ثلاثه ايام، قابلت احد مهندسى الوحده واحد خريجى ١٤ تكنلوجيا، فاخبرنى بان عمار فارق الحياه فى غضون ذلك اليوم.
أسرته لم تكن تملك اجره العربه لأخذ جثمانه الى
بلده ومسقط راْسه، جمعت الوحده والعاملين فى بنك الدم والمعمل والصيدلية والكافيتريا المال اللازم لإيجار العربه. وعاد عمار من حيث أتى......
عاد وكأنه كان يحمل سرا او رساله، لا باح بسره ولا بلغ رسالته.
هو سعيد يحلق بين طيور الجنه. ارتاح من كل العناء ليس فقط عناء المرض، بكل عناء هذه الفانيه.
ما فقدت مريضا الا وتزكرت عمار، وتولد فى دواخلى نفس الحزن.
فعفوا ان اشركتكم فى حزنى اليوم
لكنى اكتب اليوم، عسى ان تحمل كلماتى جرعه دواء لمريض،ربما هى رساله عمار، ان يعمل كل منا ما فى وسعه كى لا يكون هناك عمارا اخر.
هل يمكن ان تكون رسالته ان تصبح معاناته قربان الخلاص للآخرين.
#BŤ_Ķarøumą
عاد وكأنه كان يحمل سرا او رساله، لا باح بسره ولا بلغ رسالته.
هو سعيد يحلق بين طيور الجنه. ارتاح من كل العناء ليس فقط عناء المرض، بكل عناء هذه الفانيه.
ما فقدت مريضا الا وتزكرت عمار، وتولد فى دواخلى نفس الحزن.
فعفوا ان اشركتكم فى حزنى اليوم
لكنى اكتب اليوم، عسى ان تحمل كلماتى جرعه دواء لمريض،ربما هى رساله عمار، ان يعمل كل منا ما فى وسعه كى لا يكون هناك عمارا اخر.
هل يمكن ان تكون رسالته ان تصبح معاناته قربان الخلاص للآخرين.
#BŤ_Ķarøumą
تحت هذا المنشور :
دعاء ،آية ،تسبيح ،استغفار
صدقة جارية ولك الأجر ❤
دعاء ،آية ،تسبيح ،استغفار
صدقة جارية ولك الأجر ❤