250 يوماً مرت على حرب غزة، هل لا زلت معها، تتابع أخبارها، وتتفقد أحوالها، أم أنك مللت منها ومن أخبارها !!

لقد حُرمت غزة من فرحة رمضان وعيد الفطر، فاللهم لا تحرمها من فرحة عرفة وعيد الأضحى !!

شامتي الجميلة تصدح بالتكبير ❤️

اللهم إن هذه الحرب قد أُقيمت تحت سمائك وفوق أرضك، فضع أوزارها وأوقفها بأمرك !!

اللهم لا تغيب شمس عرفة إلا وقد جبرت أهل غزة جبراً يتعجب منه أهل السماء والأرض !!

افرحوا بالعيد كما شئتم، وانشروا السعادة كيفما أردتم، ‏لكن إياكم ومظاهر السرف والترف، والتباهي والبذخ !!
تجنبوا تصوير اللحوم والشحوم، وحفلات الشواء العائلية، والتفاخر بها عبر مواقع التواصل !!
‏تأدبوا في حضرة بلاء إخوانكم في غزة، واحترموا مشاعرهم، وأصوات قرقرة بطون أطفالهم، فإن ذلك يكسر نفوسهم العزيزة، ويشعرهم بالخيبة المريرة، وأنهم ليسوا على بال أحد !!
فلا تقهروهم فوق قهرهم، ولا تخذلوهم فوق خذلانهم !!

كنا نخبئ هذا الثوب الأبيض من أجل شامتنا الجميلة، أملاً في أن تلبسه حين نرجع إلى بيوتنا، فعيدنا يوم عودتنا، ولكن جاء عيد الفطر ونحن في الخيام، ثم جاء عيد الأضحى ونحن على نفس الحال !!
‏نسأل الله أن يعجل بالفرج، ويعوضنا عن كل لحظة حزن في هذه الحرب، عوضاً جميلاً لا يخطر على قلب بشر !!

أدركوا خيام ڠـزة قبل فوات الأوان، فإنها تحترق فوق أهلها من شدة الحر !!

كانت سفرة الطعام في غزة تتزين يوم الجمعة بما لذ وطاب من أصناف الطعام والشراب، أما اليوم فإذا وجد الناس كسرة خبز يابسة يسدون بها جوعة أطفالهم، فكأنما ملكوا الدنيا وما فيها !!
‏اللهم لا يأتي يوم الجمعة القادم إلا وقد أطفأت حــربهم وعوضتهم عوضاً يليق بصبرهم !!

جرب أن تكتم أنفاسك لمدة دقيقة واحدة، هل تستطيع وما هو شعورك لو استطعت ؟!
احنا في ڠـزة كاتمين أنفاسنا منذ 260 يوماً وحتى الآن لا نستطيع التقاطها !!
فاللهم صبراً لا ينفد، وقلباً لا ييأس، وجبراً لا ينكسر، اللهم هون علينا كل ضيق، ولا تحملنا ما لا نطيق !!

والله لولا عناية الله بنا، وتثبيته لنا، لطاشت عقولنا، وتفطرت قلوبنا من هول ما نرى ونشاهد، فما نتعرض له في غزة فوق احتمال طاقة البشر !!
‏فاللهم أفرغ على قلوبنا صبراً كصبر أولي العزم من الرسل، وأنزل سكينتك علينا، وفرج عنا كربنا، بلطفك ورحمتك يا أرحم الرحمين !!

اللهم إنا نُقسم بك عليك، ونتوسل بك إليك، أن تُغيث شمال غزة، وتسد جوعة أطفالها !!

اللهم إنا نتوسل إليك بأتقى قلب فينا، أن تطفئ نار هذه الحرب وتعجل بنهايتها !!

اللهم إني أستغيث بك، وأتضرع لك، وأتوسل إليك، بأخلص أعمالي، وأحسن أقوالي، أن تغيث أهل ڠـزة، وتمدهم بكل ما يحتاجون من الطعام، والشراب، والدواء، والوقود، والبركة، والصبر، والرضى، والعون، والثبات، والهدوء، والأمن، والأمان، والمأوى، والسلام، وأن تنزل السكينة، والرحمة، والطمأنينة على قلوبهم، وأن تغنيهم بك عمن سواك، وتعجل بالفرج العاجل لهم، اللهم استجب دعاءنا ولا تردنا خائبين !!

اللهم أذق أهل غزة حلاوة الجبر بعد مرارة الصبر، اللهم أطعمهم من ثمار الجنة، واسقهم من حوض النبي ﷺ، اللهم ارزقهم فرحة تنسيهم قسوة هذه الأيام الثقيلة، وسعادة تجدد الحياة في قلوبهم المكلومة !!

لقد ذقنا في غزة كل أنواع الفزع، فاللهم أجرنا من فزع يوم القيامة !!

‏يارب يا حبيب قلبي، ويا ملاذي عند كربتي، ويا غوثي عند شدتي، طرقت بابك ونحن في الثلث الأخير من الليل، ذلك الوقت الذي لا ترد فيه سائلاً، أسألك أن تلطف بغزة وأهلها، اللهم ارحم ضعفنا، وآمن خوفنا، واجبر كسرنا، وأطفئ حربنا، اللهم استجب دعاءنا ولا تردنا خائبين !!

اللهم إن عبادك في غزة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً، حتى زاغت منهم الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والجوع مبلغه !!
‏اللهم فرج كربهم، وارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وتولَّ أمرهم، فقد خذلهم القريب والبعيد، ولا مولى لهم سواك !!

هذا حالنا في غزة، طول النهار ننتظر الليل ليأتي حتى نرتاح من حر الخيام، ثم إذا جاء الليل لم ننم من شدة القصف ننتظر متى يأتي الصباح !!

‏أرأيتم يا أهل غزة كم رأينا من بؤس وشدة في هذه الأيام الثقال ؟!
‏غداً عند أول غمسة في الجنة ستزول كلها بإذن الله ولن تذكروا منها شيئاً، فعندما يسألكم ربكم كما جاء في الحديث الصحيح؛ هل رأيتم بؤساً قط، هل رأيتم شدة قط ؟!
‏ستقولون ؛ لا والله يارب، ما رأينا بؤساً قط، ما رأينا شدة قط !!
‏اللهم اجعل عاقبة صبرنا جنة عرضها السماوات والأرض !!