جاسر الماضي

منعطفات تاريخية مفصلية ..

1952

كتب الملك فاروق آخر ملوك أسرة محمد علي عن اللحظات الأخيرة لسقوط الملكية في 23 يوليو 1952 في مذكراته مايلي :
"ربما كان هذا مرضيا جدا لمتمردى الجيش البسطاء وقد نجحوا فى تحقيق هدفهم لكن الأمر لم يكن مرضيا للمتعصبين من الإخوان المسلمين، وما أكثر الاقاويل التى ارتبطت باللحظات الاخيرة ، فقيل إننى رقيت نجيب فى محاولة لعقد صفقة لإنقاذ حياتى وعرشى، ولكن الحقيقة أن نجيب تمت ترقيته بشكل رسمى قبل الانقلاب بثلاثة أيام حين أحضر على ماهر خطابا من اربع صفحات كتبه نجيب بنفسه متضمنا عشرة مطالب أولها تعزيز موقف على ماهر رئيس الوزراء، وكان يسعدنى ذلك لأنه رجل فاضل، وثانيها ترقية نجيب الى رتبة فريق، فلم أمانع حيث أنه قد تولى قيادة الجيش فعلا، أما المطالب الثمانية الاخرى فكانت تتعلق بمرتبات وترقيات كبار المتأمرين وتنحية بعض المسئولين فى قصرى، وكان منهم الصالح والطالح وفى نهاية الأمر وافقت على المطالب كلها ) ...

ويستكمل فاروق "وبدأت الاستعدادات الرسمية للرحيل، وفي قرابة الواحدة بعد الظهر جاءني سليمان حافظ ذلك التمساح حزيناً متأثراً معه أوراق التنازل عن العرش وبتهدج شديد قال لي: فلتلمس عذري يا مولاي وليسامحني الله كنت أتمنى أن أطلق النار على نفسي ولا أحضر هذه الأوراق إليك، وسألني هل أريد أن أتصل بأحد من أصدقائي... فشكرته وطلبت منه رجاء يتعلق بتأمين الحكومة الجديدة لوضع ابنى، ووقعت التنازل وأعدته إليه ودموعه الحارة تغالبه، وفيما بعد علمت أنه عين نائبا لرئيس الوزراء، أما الهدف من تعاطفه ودموع التماسيح التى شاهدتها فكانت من أجل معرفة أسماء اصدقائى الذين قد يشكلون نواة لمقاومة المتمردين، وأنا أشيد بقدراته التمثيلية لكننى لا أستطيع الثناء على أخلاقياته" انتهى

•••••

1979

وحين أخذ شاه إيران يتأمل في سلسلة الأحداث التي أتت على نظامه كتب في مذكراتـه "إجابـة للتـاريخ" Answer to History يقول: "لم أكن أعرف ذلك حينئـذ ، ربمـا لم أكـن أريـد أن أعـرف، ولكـن الأمـر أصبح واضحاً لي الآن، لقد أراد لي الأمريكيون حقًا أن أزاح بعيداً عن السلطة. وهذا بالتأكيد ما كان يريـده مناصرو حقوق الإنسان في وزارة الخارجية، وقد سبقهم إلى ذلك بوضوح السكرتير فانس. وأقول "بوضـوح" لأنني لم أكن أخبر بأي شيء على الإطلاق، فلم يبلغ علمي أي شيء مثلا ً عن الشقاق الحاصل في إدارة كارتر بسبب السياسة الإيرانية، ولا أي شـيء عـن آمـال بعـض المسـؤولين الأمـريكيين الـتي علقوهـا رهينـة بوقـوع "الجمهورية الإسلامية" لتكون لهم حصناً منيعاً أمام الغزوات الشيوعية .. "لقد اخبروني بما كان لي أن أفعله ، مـثلا ً حيـال القـرار المفـاجئ لتلـك الإدارة باسـتدعاء وكيـل وزارة الخارجيـة السابق "جورج بول" إلى البيت الأبيض كمستشار في الشؤون الإيرانية؟ لقد كنت أعرف أن بول ليس بصديق لنا، وكنت أدرك كذلك أنه يعمل وفق تقرير خاص حول إيران. ولم يخبرني أحد أبداً بالمناطق التي مـن المقـرر أن يغطيها التقرير، فضلا ً عن نتائجه. لقد قرأتها بعد عدة شـهور في المنفـى وحينـها تأكـد لي أسـوأ مـا كنـت أخشاه. لقد كان بول من بين هؤلاء الأمريكيين الراغبين في إقصائي عن بلدي نهائياً) . انتهى

•••••

في الكتاب الذي ألفته "Faces in a Miror" (وجوه في مرآة) ذكرت الأميرة أشرف شقيقة شاه ايران :
(أنـه في اعقاب تعليـق الإعانات المالية التي كانت توهب لرجال الدين، أصبحت المساجد المسرب الذي تخرج منه المظاهرات المناوئة للشاه. ثم استدركت قائلة: "الغريب أن السافاك، وهو البوليس السري الذي يعمل لمصلحة الشاه - والمفتـرض أن يكون المصدر المخابراتي الذي على دراية ومعرفة بكل شيء – لم يعد أي تقارير عن المـدى والأسـلوب الـذي اتبعه الملالي في استغلال قدسـية المنـابر لتقـويض العـرش .. وكـان فردوسـت القنـاة الـتي تصـل مـن خلالهـا المعلومات الحيوية العليا إلى أخي ، وإنني على قناعة بأن فردوست لا بد وأنه كـان يخفـي معلومـات حيويـة
على الشاه، وأنه إلى ذلك كان يجري مداولات مكثفة مع الخميني خلال السنوات الأخيرة للنظام ) انتهى

ويذكر فيما بعد إن فردوست هو واحد من بين قادة البوليس السري التابع للخميني (السافاما) وتـردد ذكـره بين المتورطين في حادثة مقتل الأمير شفيق في باريس عام ١٩٧٩. وبخصوص ذلك الاتهام ، أخـبر الشـاه أحـد الصحفيين بعد الحادثة قائلا ً: "في قرارة نفسي لا أتمنى أن يكون هذا حقيقياً ، لئلا يكون ذلك كذلك ... أعني أنه شخص دنس قد بلغ من النذالة والوقاحة أشدهما." غير أن فردوست نال واستمتع بالثقة القلبية الخالصة من الإمبراطور خلال الشهور السابقة لفبراير ١٩٧٩.

•••••

1991

يقول الكاتب والصحافي المقيم في موسكو والمختص في الشؤون الروسية في مقالة طويلة له بصحيفة الإندبندنت تحت عنوان (انهيار الاتحاد السوفياتي بين المقدمات والنتائج 1917-1991) :

33.1K viewsجاسر الماضي, 13:26