نحنُ الذين ولدنا وكانت أصواتنا الطفوليّه تتهافت بـ فلسطين بِلادنـا، واليهود كِلابنا كِلابنا.. دقّوا على أبوابنا مِثل : الشحاتين" والأن يقولون صفقة سلام مع: كِلابنا؟"
📚 كتاب مائة من ُعظماء أُمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
تقديم
الحمد للّه ، والصلاة والسلام على رسول اللّه !ص.
وبعد:
لقد قام المؤلف الباحث الأستاذ جهاد الترباني بتصنيف هذا المبحث نظرًا لأن أحد
أساتذة التاريخ الأمريكان ويدعى البروفيسور مايكل هارت قام بإخراج كتابٍ يذكر فيه
100 شخصية في التاريخ الإنساني ، يرى فيها المؤرخ الأمريكي من وجهة نظره أنها أعظم
ْ)"ا سخصية في التاريخ البشري عبر جميع العصور والأزمنة ، حيث وضع على رأس
قائمة المائة رسول اللّه ! باعتباره أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ البشر.
إلا أن الباحث التاريخي جهاد الترباني رأى غير ذلك حيث أن المؤلف الأمريكي لم
يميز في الشخصيات التي اختارها بين الصالح والطالح ولا بين العظيم والمجرم .
وأعظم دليل على ذلك أنه وضع مجرمًا مثل جنكيزخان في قائمة المائة الاكثر تأثيرًا
في التاريخ.
كما وضع النازي هتلر كأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ أيضا.
إضافة إلى بوذا الذي رأى الكاتب الأمريكي أنه كان يستحق ألىْ يتربع على قائمة
المائة وألىْ يتقدم على رسول اللّه ! لولا أن أتباعه كانوا قلة على عكس أتباع رسول اللّه
ص! الكُثر.
الأمر الذي كان سببًا في أن يحمل الترباني قلمه حتى يهدم ما بناه هذا المؤرخ
الأمريكي من مغالطات تاريخية ، وليكتب كتابًا بديلًا عن ذلك يذكر فيه تراجم لمائة عظيم من أبناء الأمة الإسلامية من دون الأنبياء، يستعرض من خلالهم قصة الإسلام
على مر العصور.
ولقد أبحر الترباني في تاريخ العظماء من أبناء هذه الأمة بأسلوبٍ شيق وعرض
مثير.
وهذا الذي ميز كتابه عن سائر الكتب التي خرجت في هذا الباب .
وأسأل اللّه عز وجل أن ينفع بالكاتب وبكتابه وأن يجعل عمله خالصًا لوجه اللّه سبحانه.
إنه نعم المولى ونعم النصير
تقديم
الحمد للّه ، والصلاة والسلام على رسول اللّه !ص.
وبعد:
لقد قام المؤلف الباحث الأستاذ جهاد الترباني بتصنيف هذا المبحث نظرًا لأن أحد
أساتذة التاريخ الأمريكان ويدعى البروفيسور مايكل هارت قام بإخراج كتابٍ يذكر فيه
100 شخصية في التاريخ الإنساني ، يرى فيها المؤرخ الأمريكي من وجهة نظره أنها أعظم
ْ)"ا سخصية في التاريخ البشري عبر جميع العصور والأزمنة ، حيث وضع على رأس
قائمة المائة رسول اللّه ! باعتباره أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ البشر.
إلا أن الباحث التاريخي جهاد الترباني رأى غير ذلك حيث أن المؤلف الأمريكي لم
يميز في الشخصيات التي اختارها بين الصالح والطالح ولا بين العظيم والمجرم .
وأعظم دليل على ذلك أنه وضع مجرمًا مثل جنكيزخان في قائمة المائة الاكثر تأثيرًا
في التاريخ.
كما وضع النازي هتلر كأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ أيضا.
إضافة إلى بوذا الذي رأى الكاتب الأمريكي أنه كان يستحق ألىْ يتربع على قائمة
المائة وألىْ يتقدم على رسول اللّه ! لولا أن أتباعه كانوا قلة على عكس أتباع رسول اللّه
ص! الكُثر.
الأمر الذي كان سببًا في أن يحمل الترباني قلمه حتى يهدم ما بناه هذا المؤرخ
الأمريكي من مغالطات تاريخية ، وليكتب كتابًا بديلًا عن ذلك يذكر فيه تراجم لمائة عظيم من أبناء الأمة الإسلامية من دون الأنبياء، يستعرض من خلالهم قصة الإسلام
على مر العصور.
ولقد أبحر الترباني في تاريخ العظماء من أبناء هذه الأمة بأسلوبٍ شيق وعرض
مثير.
وهذا الذي ميز كتابه عن سائر الكتب التي خرجت في هذا الباب .
وأسأل اللّه عز وجل أن ينفع بالكاتب وبكتابه وأن يجعل عمله خالصًا لوجه اللّه سبحانه.
إنه نعم المولى ونعم النصير
📚 كتاب مائة من ُعظماء أُمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
مدخل
إن الحمد له ، نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، إنه من يهده اللّه فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، ثم أما بعد. . . . .
ففي عام 7891 م . . . . . قام أحد أساتذة التاريخ في أمريكا ويُدعى البروفيسور مايكل هارت ( بتأليف كتابٍ أسماه : "المائة الاكثر تأثيرًا في التاريخ " اختار فيه هذا المؤرخ الأمريكي
الشهير مائة شخصية في التاريخ البشري على مستوى العالم ليكونوا أبطالًا لكتابه ، العجيب في
الأمر أن مايكل هارت لم يكتفِ بذكر أسماء مائة شخصية يرى هو من وجهة نظره البحتة-
كأستاذٍ للتاريخ الإنساني - إنها أعظم مائة شخصية أثرت في التاريخ ، بل قام أيضا باعطاء الحق
لنفسه بترتيب أسماء أولئك المائة بمنهاجٍ يراعي تفاوتهم في العظمة . . . .أو ما يعتقد هو أنها عظمة!
وللإنصاف التاريخ أرى أن كتاب هذا العالم الأمريكي إاليهودي ( يحتوي على قدرٍ كبيرٍ من المعلومات القيمة التي تدل على سعة اطلاعٍ وحيادية تاريخية كبيرة ، ولبهن
الأمر الذي يدعو للاستغراب يكمن في ردة فعل المسلمين على هذا الكتاب ، فلقد احتفى
المسلمون وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها احتفالًا بتكرُم السيد هارت عليهم بوضع اسم
نبيهم محمد ﷺ على رأس قائمة المائة ، وكأننا اكتشفنا اكتشافًا جديدًا لم نكن نعرفه من
قبل ! . . . . أو كأن رسول اللّه !وّ كان ينتظر شهادة تقديرٍ من هذا المورخ الأمريكي بعد أن
شهد له اللّه -رب البشر - بالعظمة و السُّمو الإنساني إ إ !
وبعد طول دراسة ومتابعة . . . . وجدت أن ذلك الاحتفال الإسلامي بهذا الكتاب إنما
يكمن في معاناة المسلمين من نقصٍ معرفي مخيف بتاريخهم الإسلامي بشكل خاص،
والتاريخ الإنساني بشكل عام ! فلو قام أحدً أولئك المحتفلين بقراءة ذلك الكتاًب الذي
يحتفل به ، لوجد أن البروًفيسور مايكل هارت وضع رجالًا مجرمين مثل )جنكيز خان(
و)هتلر( في قائمة المائة التي يترأسها نبينا المصطفى ! بل إن هارت يذكر في كتابه بكل
صراحة أن )بوذا( - والذي صُنف كرابع البشر في العظمة - كان يستحق أن يتربع على عرش العظماء لو أن أتباعه كانوا بكثرة أتباع رسول اللّه ﷺ ! ولست واثقًا تمامًا إن كان
هذا المورخ الأمريكي يعلم وهو يكتب مثل هذا الكلام السخيف أن بوذا مات منتحرًا في غياهب كهوف اسيا بعد أن فقد عقله وأصبح مجنونًا! ولكن الشيء الذي أنا واثقٌ منه
تمام الثقة . .. . . هو أننا كمسلمين نصنف محمد بن عبد اللّه ﷺ كأعظم المخلوقات التي
خلقها اللّه في التاريخ.
لذلك ... . ...
خطر ببالي أن أكتب كتابًا أستعرض فيه تاريخ الإسلام بشكلٍ شاملٍ . . . . . أضم بين
ثناياه جميع الأحداث المهة التي مرت بأمة الإسلام . . . . . منذ نشأتها. . . . وحتى يوم الناس هذا !
ولا أقصد ب "أمةِ الإسلام لما المفهوم الضيق المتعارف عليه بين معظم المسلمين
والذي يُقصد به أتباع الرسول العربي محمد ﷺ، وإنما أقصد ب "الأمة " المفهومَ الأوسع
لها، والذي يشمل كلَّ المسلمين الموحدين عبر جميع مراحل التاريخ البشري !
في هذا الكتاب . . . . . أصطحب القارئ الكريم في رحلة تاريخية ممتعة ، نسافر فيها
عبر جميع حقبات التاريخ الإنساني ، ونكسر فيها حاجزي الزمان والمكان ، لنتنقل سوية
إلى بقاعٍ مختلفة في الكرة الأرضية ، من اليابان شرقًا، إلى تشيلي غربًا، ومن السويد شمالًا، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا، لنسبر أغوار 100 عظيمٍ في أمة الإسلام غيروا مجرى
التاريخ!
هولاء العظماء المائة - الذين لا ازعم أبدًا أنهم الأعظم - سيكونون على أشكالٍ
مختلفة ، فالعظيم في هذا الكتاب قد يكون رجلًا، أو امرأة ، مجموعة اجتماعية ، أو قومية عرقية ، قائدًا أو جنديًا، عربيًا كان او أعجميًا، أو قد يكون ذلك العظيم عالمًا مخترعًا، أو
شاعرًا أديبًا، شهيرًا يشار إليه بالبنان ، أو مجهولًا ضاع في غياهب النسيان ، مرتبًا أسماءهم
بمنهاجٍ - أزعم أنه مبتكر - لا يُراعى فيه تفاوتهم في الفضل أوالعظمة ، فضلًا على أن
يُراعى فيه بُعدا الزمان والمكان ، ليقصَّ لنا كلَّ عظيمٍ منهم قصة الإسلام في الزمان الذي
ظهر فيه ، والبلاد التي خرج منها، حتى إذا ما وصلنا إلى العظيم المائة ، نكون قد أخذنا
صورة شاملة لتاريخ الإسلام . . . .
وبالرغم من يقيني الكامل أن هذه الصورة إنما هي صورة مصغرة للتاريخ الإسلامي الذي اكتشفت بعد انتهائي من كتابة هذا العمل أنه تاريخٌ أوسع بكثير مما توقعت !(، وبالرغم من إدراكي التام أن عظماء الإسلام لا يمكن حصرهم أبدًا، حاولت مجتهدًا
مدخل
إن الحمد له ، نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، إنه من يهده اللّه فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، ثم أما بعد. . . . .
ففي عام 7891 م . . . . . قام أحد أساتذة التاريخ في أمريكا ويُدعى البروفيسور مايكل هارت ( بتأليف كتابٍ أسماه : "المائة الاكثر تأثيرًا في التاريخ " اختار فيه هذا المؤرخ الأمريكي
الشهير مائة شخصية في التاريخ البشري على مستوى العالم ليكونوا أبطالًا لكتابه ، العجيب في
الأمر أن مايكل هارت لم يكتفِ بذكر أسماء مائة شخصية يرى هو من وجهة نظره البحتة-
كأستاذٍ للتاريخ الإنساني - إنها أعظم مائة شخصية أثرت في التاريخ ، بل قام أيضا باعطاء الحق
لنفسه بترتيب أسماء أولئك المائة بمنهاجٍ يراعي تفاوتهم في العظمة . . . .أو ما يعتقد هو أنها عظمة!
وللإنصاف التاريخ أرى أن كتاب هذا العالم الأمريكي إاليهودي ( يحتوي على قدرٍ كبيرٍ من المعلومات القيمة التي تدل على سعة اطلاعٍ وحيادية تاريخية كبيرة ، ولبهن
الأمر الذي يدعو للاستغراب يكمن في ردة فعل المسلمين على هذا الكتاب ، فلقد احتفى
المسلمون وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها احتفالًا بتكرُم السيد هارت عليهم بوضع اسم
نبيهم محمد ﷺ على رأس قائمة المائة ، وكأننا اكتشفنا اكتشافًا جديدًا لم نكن نعرفه من
قبل ! . . . . أو كأن رسول اللّه !وّ كان ينتظر شهادة تقديرٍ من هذا المورخ الأمريكي بعد أن
شهد له اللّه -رب البشر - بالعظمة و السُّمو الإنساني إ إ !
وبعد طول دراسة ومتابعة . . . . وجدت أن ذلك الاحتفال الإسلامي بهذا الكتاب إنما
يكمن في معاناة المسلمين من نقصٍ معرفي مخيف بتاريخهم الإسلامي بشكل خاص،
والتاريخ الإنساني بشكل عام ! فلو قام أحدً أولئك المحتفلين بقراءة ذلك الكتاًب الذي
يحتفل به ، لوجد أن البروًفيسور مايكل هارت وضع رجالًا مجرمين مثل )جنكيز خان(
و)هتلر( في قائمة المائة التي يترأسها نبينا المصطفى ! بل إن هارت يذكر في كتابه بكل
صراحة أن )بوذا( - والذي صُنف كرابع البشر في العظمة - كان يستحق أن يتربع على عرش العظماء لو أن أتباعه كانوا بكثرة أتباع رسول اللّه ﷺ ! ولست واثقًا تمامًا إن كان
هذا المورخ الأمريكي يعلم وهو يكتب مثل هذا الكلام السخيف أن بوذا مات منتحرًا في غياهب كهوف اسيا بعد أن فقد عقله وأصبح مجنونًا! ولكن الشيء الذي أنا واثقٌ منه
تمام الثقة . .. . . هو أننا كمسلمين نصنف محمد بن عبد اللّه ﷺ كأعظم المخلوقات التي
خلقها اللّه في التاريخ.
لذلك ... . ...
خطر ببالي أن أكتب كتابًا أستعرض فيه تاريخ الإسلام بشكلٍ شاملٍ . . . . . أضم بين
ثناياه جميع الأحداث المهة التي مرت بأمة الإسلام . . . . . منذ نشأتها. . . . وحتى يوم الناس هذا !
ولا أقصد ب "أمةِ الإسلام لما المفهوم الضيق المتعارف عليه بين معظم المسلمين
والذي يُقصد به أتباع الرسول العربي محمد ﷺ، وإنما أقصد ب "الأمة " المفهومَ الأوسع
لها، والذي يشمل كلَّ المسلمين الموحدين عبر جميع مراحل التاريخ البشري !
في هذا الكتاب . . . . . أصطحب القارئ الكريم في رحلة تاريخية ممتعة ، نسافر فيها
عبر جميع حقبات التاريخ الإنساني ، ونكسر فيها حاجزي الزمان والمكان ، لنتنقل سوية
إلى بقاعٍ مختلفة في الكرة الأرضية ، من اليابان شرقًا، إلى تشيلي غربًا، ومن السويد شمالًا، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا، لنسبر أغوار 100 عظيمٍ في أمة الإسلام غيروا مجرى
التاريخ!
هولاء العظماء المائة - الذين لا ازعم أبدًا أنهم الأعظم - سيكونون على أشكالٍ
مختلفة ، فالعظيم في هذا الكتاب قد يكون رجلًا، أو امرأة ، مجموعة اجتماعية ، أو قومية عرقية ، قائدًا أو جنديًا، عربيًا كان او أعجميًا، أو قد يكون ذلك العظيم عالمًا مخترعًا، أو
شاعرًا أديبًا، شهيرًا يشار إليه بالبنان ، أو مجهولًا ضاع في غياهب النسيان ، مرتبًا أسماءهم
بمنهاجٍ - أزعم أنه مبتكر - لا يُراعى فيه تفاوتهم في الفضل أوالعظمة ، فضلًا على أن
يُراعى فيه بُعدا الزمان والمكان ، ليقصَّ لنا كلَّ عظيمٍ منهم قصة الإسلام في الزمان الذي
ظهر فيه ، والبلاد التي خرج منها، حتى إذا ما وصلنا إلى العظيم المائة ، نكون قد أخذنا
صورة شاملة لتاريخ الإسلام . . . .
وبالرغم من يقيني الكامل أن هذه الصورة إنما هي صورة مصغرة للتاريخ الإسلامي الذي اكتشفت بعد انتهائي من كتابة هذا العمل أنه تاريخٌ أوسع بكثير مما توقعت !(، وبالرغم من إدراكي التام أن عظماء الإسلام لا يمكن حصرهم أبدًا، حاولت مجتهدًا
على مدى اكثر من عام من العمل المتواصل أن أختار مائة نموذج إسلامي نستطيع من
خلالهم استعراض قصة الإسلام على مرِّ العصور، آخذًا في عين الاعتبار أن يكون
عرضي التاريخي لكل عظييم منهم مناسبُا لطبيعة الغرض المصاحب له ، فتارة يكون
الغرض هو السرد التاريخي البحت ، وتارة يكون الغرض هو الدفاع عن صاحب تلك
الشخصية ، وتارة يكون الغرض منصبًا في الأساس على رد الشبهات الخطيرة التي ألقيت
جزافا على الإسلام ، وتارة أخرى يكون غرضي هو الهجوم على أعداء الأمة!
في هذا الكتاب . . . . . سنحاول الإبحار في تاريخ السيرة النبوية ، وحكايات الصحابة،
وقصة دول الخلافة المتعاقبة ، وقصة الدول المستقلة ، وقصة الصليبيين ، وقصة التتار، وقصة
الاستخراب ( الإستعمار ) الأوروبي في القرنين الأخيرين ، وقصة الفتنة ، وقصة الردة ، وقصة
الفتوحات ، وسنحاول جاهدين معرفة سر الشيعة ، بدايتهم ، خصائصهم السبع ، عقيدتهم،
خطرهم ، مخططاتهم المستقبلية ، وسنحاول في هذا الكتاب دراسة قصة الحضارة الإسلامية،
مميزاتها، منجزاتها، أهم علمائها، سندرس كيفية بناء الإمم ، وكيفية انحدارها، وسنأخذ
تاريخ الأندلس كمثالٍ حي على ذلك ، سنفصل تاريخ الأندلس بشكل مستفيضٍ إلى حدٍ ما،
سندرس قصة الفتح الإسلامي في هذا البلد، وسنعرج على قصة الإًمارة الإسلامية هناك ،
ومن ثم على قصة الخلافة الإسلامية في قرطبة ، و قصة ممالك الطوائف ، ثم نفصل قليلًا في
قصة إمبراطورية المرابطين ، فالموحدين ، ثم ندرس سقوط الأندلس ، أسبابه ، ارهاصاته ، ثم
ندرس حال المسلمين الأندلسينن بعد السقوط ، وقصة الانتفاضة الشعبية الكبرى هناك ،
وأخيرًا نتطرَّق إلى قصة محاكم التفتيش المرعبة في الأندلس ، نتسلل من خلالها إلى أقبيتها
السرية ، والات التعذيب المخيفة ، ثم نبحر في هذا الكتاب مع الأسطول الإسلامي العملاق ،
لندرس حكاية "معركة بروزة الخالدة " اكبر معركة بحرية في تاريخ الإسلام ، ثم نستمر
بالإبحار في هذا الأسطول الإسلامي العثماني ، حتى نصل سوية إلى سواطئ الأمريكيتن،
لندرس هناك قصة الهنود الحمر، ونذكر أسرارًا خطيرة تكشف لأول مرة عن تاريخهم وعن علاقتهم بالإسلام ، سندرس في أمريكا الجنوبية قصة الإرهاب الإسباني البرتغالي البشع،
وسندرس في أمريكا الشمالية أبشع قصة عرفتها الإنسانية ، قصة الاستعباد، ثم ندرس قصة
تحرر الأفارقة السود، وعلاقة الإسلام بحركة التحرر تلك، قبل أن نرجع مرة أخرى إلى العالم القديم لندرس حكاية العثمانيين الأتراك بالتفصيل ، لنتطرق إلى الأسباب التي أدت إلى قيامهم ، والأسباب التي أدت إلى سقوطهم ، بعد أن نكون قد درسنا قصة فتوحاتهم،
وأهم معاركهم ، لنرفق في نهاية هذا الكتاب رسالة سرية بخط يد الخليفة عبد الحميد الثاني
يبين فيها علاقة اليهود بعزله ، سندرس في هذا الكتاب قصة "يهود الدَّونمة" وعلاقتهم
بالدولة التركية الحديثة ، سندرس في هذا الكتاب قصة الصعود الإسلامي الجديد لتركيا،
تاريخه ، أبطاله ، أهدافه المستقبلية القادمة ، سنفصل في هذا الكتاب قصة الإسلام في الهند،
بعد أن نأخذ لمحة تاريخية عن تاريخ الهند الديني والاجتماعي ، سندرس في هذا الكتاب
تاريخ الفّرس ، منذ بداية نشوء الحضارة الفارسية اللآرية وحتى تكون الدولة الخمينية الحديثة ، سنحاول أيضًا فهم سر الحقد الدفين ضد العرب بالتحديد، بعد أن نكون قد أخذنا لمحة تاريخية عن تاريخ العرب كأمة حاضنة للإسلام ، نشأتهم ، قبائلهم ، نظامهم السياسي
والاجتماعي قبل الإسلام ، تاريخهم الديني والثقافي ، سندرس في هذا الكتاب سر اللغة العربية ، وسر الهجوم المخيف عليها في السنوات الأخيرة ، سنذكر في هذا الكتاب أيضًا قصيدة عجيبة لأعظم شاعرٍ في تاريخ الجنس البشري ، سندرس في هذا الكتاب حكاية
حركات التحرر العربية ضد الاستخراب الأوروبي في القرنين الأخيرين ، وسنتطرق إلى أبطال التحرر في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وفلسطين ، وسنفصل في هذا الكتاب
مفهوم التوحيد بشكلٍ موسع ، بعد أن ندرس قصة ثلاثة أبطالٍ للتوحيد ظهروا في نجد والحجاز وموريتانيا، سندرس في هذا الكتاب تاريخ فلسطين ، وتاريخ الصراع الإسلامي الصليبي ، والصراع الإسلامي المجوسي ، سنحاول في هذا الكتاب دراسة الخصائص العامة
التي تجمع عظماء الإسلام ، والخصائص العامة التي تجمع علماء المسلمين ، سنحاول شرح بنود نظرية تاريخية جديدة تحاول شرح مفهوم الغزو التاريخي ، سنحاول في هذا
الكتاب قطف زهرة من بستان كل زمن في تاريخ المسلمين ، أي أننا في نهاية هذا الكتاب
سنكون قد أخذنا لمحة لا بأس بها عن قصة الإسلام . . . يتبع👇
خلالهم استعراض قصة الإسلام على مرِّ العصور، آخذًا في عين الاعتبار أن يكون
عرضي التاريخي لكل عظييم منهم مناسبُا لطبيعة الغرض المصاحب له ، فتارة يكون
الغرض هو السرد التاريخي البحت ، وتارة يكون الغرض هو الدفاع عن صاحب تلك
الشخصية ، وتارة يكون الغرض منصبًا في الأساس على رد الشبهات الخطيرة التي ألقيت
جزافا على الإسلام ، وتارة أخرى يكون غرضي هو الهجوم على أعداء الأمة!
في هذا الكتاب . . . . . سنحاول الإبحار في تاريخ السيرة النبوية ، وحكايات الصحابة،
وقصة دول الخلافة المتعاقبة ، وقصة الدول المستقلة ، وقصة الصليبيين ، وقصة التتار، وقصة
الاستخراب ( الإستعمار ) الأوروبي في القرنين الأخيرين ، وقصة الفتنة ، وقصة الردة ، وقصة
الفتوحات ، وسنحاول جاهدين معرفة سر الشيعة ، بدايتهم ، خصائصهم السبع ، عقيدتهم،
خطرهم ، مخططاتهم المستقبلية ، وسنحاول في هذا الكتاب دراسة قصة الحضارة الإسلامية،
مميزاتها، منجزاتها، أهم علمائها، سندرس كيفية بناء الإمم ، وكيفية انحدارها، وسنأخذ
تاريخ الأندلس كمثالٍ حي على ذلك ، سنفصل تاريخ الأندلس بشكل مستفيضٍ إلى حدٍ ما،
سندرس قصة الفتح الإسلامي في هذا البلد، وسنعرج على قصة الإًمارة الإسلامية هناك ،
ومن ثم على قصة الخلافة الإسلامية في قرطبة ، و قصة ممالك الطوائف ، ثم نفصل قليلًا في
قصة إمبراطورية المرابطين ، فالموحدين ، ثم ندرس سقوط الأندلس ، أسبابه ، ارهاصاته ، ثم
ندرس حال المسلمين الأندلسينن بعد السقوط ، وقصة الانتفاضة الشعبية الكبرى هناك ،
وأخيرًا نتطرَّق إلى قصة محاكم التفتيش المرعبة في الأندلس ، نتسلل من خلالها إلى أقبيتها
السرية ، والات التعذيب المخيفة ، ثم نبحر في هذا الكتاب مع الأسطول الإسلامي العملاق ،
لندرس حكاية "معركة بروزة الخالدة " اكبر معركة بحرية في تاريخ الإسلام ، ثم نستمر
بالإبحار في هذا الأسطول الإسلامي العثماني ، حتى نصل سوية إلى سواطئ الأمريكيتن،
لندرس هناك قصة الهنود الحمر، ونذكر أسرارًا خطيرة تكشف لأول مرة عن تاريخهم وعن علاقتهم بالإسلام ، سندرس في أمريكا الجنوبية قصة الإرهاب الإسباني البرتغالي البشع،
وسندرس في أمريكا الشمالية أبشع قصة عرفتها الإنسانية ، قصة الاستعباد، ثم ندرس قصة
تحرر الأفارقة السود، وعلاقة الإسلام بحركة التحرر تلك، قبل أن نرجع مرة أخرى إلى العالم القديم لندرس حكاية العثمانيين الأتراك بالتفصيل ، لنتطرق إلى الأسباب التي أدت إلى قيامهم ، والأسباب التي أدت إلى سقوطهم ، بعد أن نكون قد درسنا قصة فتوحاتهم،
وأهم معاركهم ، لنرفق في نهاية هذا الكتاب رسالة سرية بخط يد الخليفة عبد الحميد الثاني
يبين فيها علاقة اليهود بعزله ، سندرس في هذا الكتاب قصة "يهود الدَّونمة" وعلاقتهم
بالدولة التركية الحديثة ، سندرس في هذا الكتاب قصة الصعود الإسلامي الجديد لتركيا،
تاريخه ، أبطاله ، أهدافه المستقبلية القادمة ، سنفصل في هذا الكتاب قصة الإسلام في الهند،
بعد أن نأخذ لمحة تاريخية عن تاريخ الهند الديني والاجتماعي ، سندرس في هذا الكتاب
تاريخ الفّرس ، منذ بداية نشوء الحضارة الفارسية اللآرية وحتى تكون الدولة الخمينية الحديثة ، سنحاول أيضًا فهم سر الحقد الدفين ضد العرب بالتحديد، بعد أن نكون قد أخذنا لمحة تاريخية عن تاريخ العرب كأمة حاضنة للإسلام ، نشأتهم ، قبائلهم ، نظامهم السياسي
والاجتماعي قبل الإسلام ، تاريخهم الديني والثقافي ، سندرس في هذا الكتاب سر اللغة العربية ، وسر الهجوم المخيف عليها في السنوات الأخيرة ، سنذكر في هذا الكتاب أيضًا قصيدة عجيبة لأعظم شاعرٍ في تاريخ الجنس البشري ، سندرس في هذا الكتاب حكاية
حركات التحرر العربية ضد الاستخراب الأوروبي في القرنين الأخيرين ، وسنتطرق إلى أبطال التحرر في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وفلسطين ، وسنفصل في هذا الكتاب
مفهوم التوحيد بشكلٍ موسع ، بعد أن ندرس قصة ثلاثة أبطالٍ للتوحيد ظهروا في نجد والحجاز وموريتانيا، سندرس في هذا الكتاب تاريخ فلسطين ، وتاريخ الصراع الإسلامي الصليبي ، والصراع الإسلامي المجوسي ، سنحاول في هذا الكتاب دراسة الخصائص العامة
التي تجمع عظماء الإسلام ، والخصائص العامة التي تجمع علماء المسلمين ، سنحاول شرح بنود نظرية تاريخية جديدة تحاول شرح مفهوم الغزو التاريخي ، سنحاول في هذا
الكتاب قطف زهرة من بستان كل زمن في تاريخ المسلمين ، أي أننا في نهاية هذا الكتاب
سنكون قد أخذنا لمحة لا بأس بها عن قصة الإسلام . . . يتبع👇
في هذا الكتاب سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة:
ما هي بنود نظرية الغزو التاريخي ؟ ومن هم غزاة التاريخ؟
من هو الخالد الأول في أمة الإسلام ؟ ومن هو العدو الأول لغزاة التاريخ؟
ما قصة الأخوان بربروسا؟ ومن هم الفرسان الثلاثة؟
ومن هو الرجل الغامض آريوس؟ وما قصة مجمع نيقية؟
ما حكاية القادسية ؟ ومن هم أسودها؟
ما حكاية معركة الزلاقة ؟ ومن هو قائد معركة الأرك الخالدة ؟
من هم المرابطون ؟ وكيف أسَّسوا اكبر إمبراطورية في تاريخ أفريقيا؟
من هو الداعية الصعيدي الذي فتح اليابان ؟ ومن هو الشيخ البربري الذي فتح 20 دولة أفريقية بمفرده ؟
من هو المحارب الثالث عشر؟ وما حكاية مغامرته في القطب الشمالي؟
من هم أصحاب الملابس البيضاء؟ ومن هم أصحاب الملابس السوداء؟
من هو نسر تونس العملاق ؟ ومن هو إمام الجزائر العظيم ؟ وما حكاية أسطورة
المغرب الإسلامي؟
كيف انتشر الإسلام في أدغال أفريقيا وفي أحراش الهند و في سهول أوروبا؟
من هو العالم الإسباني الذي اكتشف اكبر سر موجود في الكتاب المقدس ؟ وما هو
ذلك السر الخطير الذي يمكنه أن يغير خارطة العالم؟
ما هي حكاية غزوة بدر؟ وما هي أحداث غزوة تبوك ؟
من هم أبطال اليمن السعيد؟ وما هي حكاية أهل الشام ؟ وكيف أنقذ المصريون
الإسلام من أكبر خطر مرَّ على الأمة الإسلامية؟
ما قصة رسالة رسول اللّه إلى هرقل ؟ وكيف كان هرقل قاب قوسين أو أدنى من أن يسلم ؟ ولماذا امتنع في اللحظة الأخيرة عن ذلك؟
ما حكاية محاكم التفتيش المرعبة ؟ وما قصة العبيد في أمريكا؟
كيف دمر المسلمون الإمبراطورية الفارسية إلى الأبد؟ ولماذا سُمي الفرس بهذا
الاسم ؟ وما قصة رسل الإسلام لرَستم قائد جيوش فارس؟
من هم الصفويون ؟ كيف جاءوا؟ وكيف اختفوا؟ وكيف عادوا من جديد؟ ومن هم العثمانيون ؟ كيف جاءوا؟ وكيف اختفوا؟ وكيف عادوا من جديد؟
من هو الرئيس الأمريكي الذي كان مسلمًا؟ ولماذا أخفى إسلامه ؟ وهل كان الهنود الحمر مسلمين قبل أن تأتيهم سفن كولومبس الصليبية؟
من هم التتار؟ من أين جاءوا؟ وكيف انتهت إمبراطوريتهم ؟ ومن هم الصليبيون ؟
وما هي الأسباب الخفية للحملات الصليبية على الإسلام ؟
من هو أعظم شاعر في تاريخ الإنسانية ؟ ومن هو الرجل الذي يُبعث أمة وحده يوم القيامة بين محمد وعيسى؟
من أين جاء الأنصار؟ وكيف كان اليهود سببًا في إسلامهم السريع؟
ماذا كتب هارون الرشيد على ظهر رسالة نقفور؟ وماذا كتب المعتمد ابن عباد على
ظهر رسالة ألفونسو؟
من هو الأمير الأفريقي المسلم الذي أصبح عبدًا في أمريكا لمدة أربعين عامًا؟ ومن هو)*(؟ وكيف تغيرت حياته بعد زيارته لمكة؟
من هي أقوى امرأة في تاريخ نساء الأرض ؟ ومن هي المرأة التي يعني اسمها بالعبرية
"العابدة "؟ وما حكاية ماشطة بنت فرعون ؟
من هو قائد قوات الكوماندوز المحمدية ؟ ومن هو البطل الإسلامي الذي نزل جيش كامل من الملائكة على نفس هيأته؟
من هو صاحب بشارة رسول اللّه ؟ وكم دولة أوروبية فتح؟
ما حكاية حروب الردة ؟ وما قصة حديقة الموت ؟ ومن هو الخائن الذي كان أشد خطرًا على المسلمين من مسيلمة الكذاب نفسه؟
لماذا يُهاجم تاريخ الإسلام بكل شراسة في السنوات الأخيرة بالذات ؟
للإجابة على كل هذه التساؤلات وغيرها من الأحداث المثيرة والشيقة . . . . . . تابعوا
معنا أحداث هذا الكتاب
ما هي بنود نظرية الغزو التاريخي ؟ ومن هم غزاة التاريخ؟
من هو الخالد الأول في أمة الإسلام ؟ ومن هو العدو الأول لغزاة التاريخ؟
ما قصة الأخوان بربروسا؟ ومن هم الفرسان الثلاثة؟
ومن هو الرجل الغامض آريوس؟ وما قصة مجمع نيقية؟
ما حكاية القادسية ؟ ومن هم أسودها؟
ما حكاية معركة الزلاقة ؟ ومن هو قائد معركة الأرك الخالدة ؟
من هم المرابطون ؟ وكيف أسَّسوا اكبر إمبراطورية في تاريخ أفريقيا؟
من هو الداعية الصعيدي الذي فتح اليابان ؟ ومن هو الشيخ البربري الذي فتح 20 دولة أفريقية بمفرده ؟
من هو المحارب الثالث عشر؟ وما حكاية مغامرته في القطب الشمالي؟
من هم أصحاب الملابس البيضاء؟ ومن هم أصحاب الملابس السوداء؟
من هو نسر تونس العملاق ؟ ومن هو إمام الجزائر العظيم ؟ وما حكاية أسطورة
المغرب الإسلامي؟
كيف انتشر الإسلام في أدغال أفريقيا وفي أحراش الهند و في سهول أوروبا؟
من هو العالم الإسباني الذي اكتشف اكبر سر موجود في الكتاب المقدس ؟ وما هو
ذلك السر الخطير الذي يمكنه أن يغير خارطة العالم؟
ما هي حكاية غزوة بدر؟ وما هي أحداث غزوة تبوك ؟
من هم أبطال اليمن السعيد؟ وما هي حكاية أهل الشام ؟ وكيف أنقذ المصريون
الإسلام من أكبر خطر مرَّ على الأمة الإسلامية؟
ما قصة رسالة رسول اللّه إلى هرقل ؟ وكيف كان هرقل قاب قوسين أو أدنى من أن يسلم ؟ ولماذا امتنع في اللحظة الأخيرة عن ذلك؟
ما حكاية محاكم التفتيش المرعبة ؟ وما قصة العبيد في أمريكا؟
كيف دمر المسلمون الإمبراطورية الفارسية إلى الأبد؟ ولماذا سُمي الفرس بهذا
الاسم ؟ وما قصة رسل الإسلام لرَستم قائد جيوش فارس؟
من هم الصفويون ؟ كيف جاءوا؟ وكيف اختفوا؟ وكيف عادوا من جديد؟ ومن هم العثمانيون ؟ كيف جاءوا؟ وكيف اختفوا؟ وكيف عادوا من جديد؟
من هو الرئيس الأمريكي الذي كان مسلمًا؟ ولماذا أخفى إسلامه ؟ وهل كان الهنود الحمر مسلمين قبل أن تأتيهم سفن كولومبس الصليبية؟
من هم التتار؟ من أين جاءوا؟ وكيف انتهت إمبراطوريتهم ؟ ومن هم الصليبيون ؟
وما هي الأسباب الخفية للحملات الصليبية على الإسلام ؟
من هو أعظم شاعر في تاريخ الإنسانية ؟ ومن هو الرجل الذي يُبعث أمة وحده يوم القيامة بين محمد وعيسى؟
من أين جاء الأنصار؟ وكيف كان اليهود سببًا في إسلامهم السريع؟
ماذا كتب هارون الرشيد على ظهر رسالة نقفور؟ وماذا كتب المعتمد ابن عباد على
ظهر رسالة ألفونسو؟
من هو الأمير الأفريقي المسلم الذي أصبح عبدًا في أمريكا لمدة أربعين عامًا؟ ومن هو)*(؟ وكيف تغيرت حياته بعد زيارته لمكة؟
من هي أقوى امرأة في تاريخ نساء الأرض ؟ ومن هي المرأة التي يعني اسمها بالعبرية
"العابدة "؟ وما حكاية ماشطة بنت فرعون ؟
من هو قائد قوات الكوماندوز المحمدية ؟ ومن هو البطل الإسلامي الذي نزل جيش كامل من الملائكة على نفس هيأته؟
من هو صاحب بشارة رسول اللّه ؟ وكم دولة أوروبية فتح؟
ما حكاية حروب الردة ؟ وما قصة حديقة الموت ؟ ومن هو الخائن الذي كان أشد خطرًا على المسلمين من مسيلمة الكذاب نفسه؟
لماذا يُهاجم تاريخ الإسلام بكل شراسة في السنوات الأخيرة بالذات ؟
للإجابة على كل هذه التساؤلات وغيرها من الأحداث المثيرة والشيقة . . . . . . تابعوا
معنا أحداث هذا الكتاب
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
في هذا الكتاب سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة: ما هي بنود نظرية الغزو التاريخي ؟ ومن هم غزاة التاريخ؟ من هو الخالد الأول في أمة الإسلام ؟ ومن هو العدو الأول لغزاة التاريخ؟ ما قصة الأخوان بربروسا؟ ومن هم الفرسان الثلاثة؟ ومن هو الرجل الغامض آريوس؟ وما قصة…
<العظيم الأول في أمة الإسلام>
(أبو بكر الصديق)
"ويأبى اللَّه والمؤمنون إلا أبا بكر" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)
لم يكن في نيَّتي أن أرتب أسماء العظماء المائة في أمة الإسلام على حسب فضلهم ومقامهم، فليست هذه هي الغاية من هذا الكتاب على الإطلاق، والواقع أنني قررت أن أسلك مسلكًا في الكتابة لا يراعي فارق الزمان أو فارق المكان فضلًا على أن يراعي فارق العظمة بينهم، فبعد أن استثنيت من هذا الكتاب الأنبياء والرسل الذين هم أعظم الخلق بدون أي منازع، صار الأمر عندي سيّان في ترتيب العظماء بما أراه مناسبًا لإنجاز هذا العمل الأدبي، حتى وإن تأخر ذكر أحد العظماء المائة الذي يفوق من قبله فضلًا ومكانة في الإسلام. إلّا أن القلم يخجل قبل صاحبه أن يكون على رأس أول كتابٍ من نوعه عن عظماء أمة الإسلام مخلوقٌ غير أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه وأرضاه، وكأني برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في فراشه الأخير وهو يأمر المسلمين أن يكون أبو بكر هو الإمام المقدَّم قائلًا: "ويأبى اللَّه والمؤمنون إلا أبا بكر" ، لذلك أصبح لزامًا علي أن أضع استثناءً وحيدًا في ترتيب المائة في هذا الكتاب بحيث يكون أولهم هو أعظمهم في نفس الوقت، بل هو الإنسان الأعظم بعد الأنبياء، فهو أول من سيدخل الجنة من البشر بعد الأنبياء، بعد أن كان أول إنسان حمل شعلة التوحيد التي تركها الأنبياء لينير بها ظلام الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها، ليكون هذا الرجل صاحب السبق في تحمل عبء الدعوة التي أوكلت لأول مرة في التاريخ إلى البشر العاديين دون الأنبياء. وأبو بكر الصديق هو صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل الإسلام وبعده، والإنسان الوحيد الذي اختاره اللَّه من فوق سبع سماوات ليصحب رسوله في الهجرة، وأبو بكر هو أول رجلٍ في التاريخ يؤمن برسالة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو أول أعظم عشرة رجال وطأت أقدامهم الأرض بعد الأنبياء، وأبو بكر هو الرجل الذي حمل عبء الدعوة على عاتقه منذ أول يومٍ أسلم فيه ليسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة، وأبو بكر هو أبو السيدة عائشة رضي اللَّه عنها وأرضاها، وأبو بكر هو أول خليفة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. والحقيقة أن عظمة أبي بكر رضي اللَّه عنه وأرضاه وإن كانت قد برزت بعد إسلامه بشكل لافت، إلا أنها لم تكن وليدة اللحظة، فقد كان أبو بكر من خيرة رجال مكة قبل الإسلام، فهو أحد العشرة الذين قُسِّمت بينهم أمور مكة في جاهليتها، وقد عُهد إليه أمرُ الديات والكفالات في قريش، فكان لزامًا على كل من أراد أن يستدين شيئًا في مكة أن يطلب كفالة أبي بكر الصديق أولًا. ولأن فضل أبي بكر الصديق لا يخفى على أحد من المسلمين، ولأن ذِكرَ جميع مظاهر عظمة هذا الرجل يعتبر من رابع المستحيلات، فقد ارتأيت من باب الإيجاز أن أذكر فضلين اثنين فقط للصِّديق، لو لم يقدم أبو بكر سواهما للإسلام لكفياه لكي يتربع على قمة صرح العظماء إلى يوم يبعثون، ولن أسترسل في ذكر الجانب الديني لهذا الرجل، فقد كتب من هو خير مني عنه وما زالوا يكتبون، ولكني سأحاول أن أذكر سبب عظمة هذا العظيم الإسلامي من جانب إنساني بحت، هو أقرب إلى الحياد التاريخي منه إلى التحيز، وإن كنت لا أزعم أبدًا الحياد التام وأنا اكتب عن صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. الفضل الأول لأبي بكر الصديق عليَّ وعليك وعلى سائر المسلمين بل وعلى سائر البشر هو وقوفه حائلًا منيعًا أمام انحدار العنصر البشري إلى ظلمات الجهل والتخلف بعد انقطاع الوحي السماوي وانتهاء زمن الأنبياء والرسل إلى الأبد، فلقد بعث اللَّه الأنبياء بدعوة التوحيد عبر جميع العصور، فآمن بهم من آمن وكفر بهم من كفر، ولكن أغلب أولئك المؤمنين وذريتهم انحرفوا عن جادة الصواب بعد موت أنبيائهم، فحرَّفوا رسالة اللَّه عن قصد أو غير قصد بعد أن ضاعت الكتابات الأصلية لهذه الرسالات، فأشرك معظم العرب بعد موت إبراهيم باللَّه الواحد واتخذوا لأنفسهم أصنامًا ظنًا بهم أنها تقربهم إلى اللَّه، وعبد النصارى عيسى عليه السلام بعد أن رفعه اللَّه، بل إن بني إسرائيل عبدوا العجل لمجرد غياب موسى عنهم لمدة أربعين يومًا فقط! واتخذ قوم نوح أولياء اللَّه الصالحين أربابًا من دون اللَّه بقصدٍ أو بدون قصد، ظنًا منهم أنهم يتقربون بذلك إلى اللَّه، فصارت المرأة تدعو الأموات دون اللَّه لكي يرزقها بالذرية، وصار الرجل المهموم يذهب للميت لكي يفرج عنه الغم والكرب، بل وصل الشطط ببعض الناس لكي يطوفوا حول قبور أنبيائهم وأولياء اللَّه الصالحين، فصاروا للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان! ولمّا كانت رسالة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- هي آخر رسالة تبعث للبشر، أصبح ضياع هذه الرسالة أو تحريفها ضياعًا للمستقبل البشري وأسباب كينونته، والحقيقة أن ذلك كاد أن يحدث فعلًا لولا أن سخّر اللَّه لبني الإنسان رجلًا اسمه عبد اللَّه بن عثمان أبي قحافة بن عامر التيمي القرشي، وهو نفسه الرجل الذي عُرِف في التاريخ باسم "أبي
(أبو بكر الصديق)
"ويأبى اللَّه والمؤمنون إلا أبا بكر" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)
لم يكن في نيَّتي أن أرتب أسماء العظماء المائة في أمة الإسلام على حسب فضلهم ومقامهم، فليست هذه هي الغاية من هذا الكتاب على الإطلاق، والواقع أنني قررت أن أسلك مسلكًا في الكتابة لا يراعي فارق الزمان أو فارق المكان فضلًا على أن يراعي فارق العظمة بينهم، فبعد أن استثنيت من هذا الكتاب الأنبياء والرسل الذين هم أعظم الخلق بدون أي منازع، صار الأمر عندي سيّان في ترتيب العظماء بما أراه مناسبًا لإنجاز هذا العمل الأدبي، حتى وإن تأخر ذكر أحد العظماء المائة الذي يفوق من قبله فضلًا ومكانة في الإسلام. إلّا أن القلم يخجل قبل صاحبه أن يكون على رأس أول كتابٍ من نوعه عن عظماء أمة الإسلام مخلوقٌ غير أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه وأرضاه، وكأني برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في فراشه الأخير وهو يأمر المسلمين أن يكون أبو بكر هو الإمام المقدَّم قائلًا: "ويأبى اللَّه والمؤمنون إلا أبا بكر" ، لذلك أصبح لزامًا علي أن أضع استثناءً وحيدًا في ترتيب المائة في هذا الكتاب بحيث يكون أولهم هو أعظمهم في نفس الوقت، بل هو الإنسان الأعظم بعد الأنبياء، فهو أول من سيدخل الجنة من البشر بعد الأنبياء، بعد أن كان أول إنسان حمل شعلة التوحيد التي تركها الأنبياء لينير بها ظلام الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها، ليكون هذا الرجل صاحب السبق في تحمل عبء الدعوة التي أوكلت لأول مرة في التاريخ إلى البشر العاديين دون الأنبياء. وأبو بكر الصديق هو صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل الإسلام وبعده، والإنسان الوحيد الذي اختاره اللَّه من فوق سبع سماوات ليصحب رسوله في الهجرة، وأبو بكر هو أول رجلٍ في التاريخ يؤمن برسالة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو أول أعظم عشرة رجال وطأت أقدامهم الأرض بعد الأنبياء، وأبو بكر هو الرجل الذي حمل عبء الدعوة على عاتقه منذ أول يومٍ أسلم فيه ليسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة، وأبو بكر هو أبو السيدة عائشة رضي اللَّه عنها وأرضاها، وأبو بكر هو أول خليفة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. والحقيقة أن عظمة أبي بكر رضي اللَّه عنه وأرضاه وإن كانت قد برزت بعد إسلامه بشكل لافت، إلا أنها لم تكن وليدة اللحظة، فقد كان أبو بكر من خيرة رجال مكة قبل الإسلام، فهو أحد العشرة الذين قُسِّمت بينهم أمور مكة في جاهليتها، وقد عُهد إليه أمرُ الديات والكفالات في قريش، فكان لزامًا على كل من أراد أن يستدين شيئًا في مكة أن يطلب كفالة أبي بكر الصديق أولًا. ولأن فضل أبي بكر الصديق لا يخفى على أحد من المسلمين، ولأن ذِكرَ جميع مظاهر عظمة هذا الرجل يعتبر من رابع المستحيلات، فقد ارتأيت من باب الإيجاز أن أذكر فضلين اثنين فقط للصِّديق، لو لم يقدم أبو بكر سواهما للإسلام لكفياه لكي يتربع على قمة صرح العظماء إلى يوم يبعثون، ولن أسترسل في ذكر الجانب الديني لهذا الرجل، فقد كتب من هو خير مني عنه وما زالوا يكتبون، ولكني سأحاول أن أذكر سبب عظمة هذا العظيم الإسلامي من جانب إنساني بحت، هو أقرب إلى الحياد التاريخي منه إلى التحيز، وإن كنت لا أزعم أبدًا الحياد التام وأنا اكتب عن صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. الفضل الأول لأبي بكر الصديق عليَّ وعليك وعلى سائر المسلمين بل وعلى سائر البشر هو وقوفه حائلًا منيعًا أمام انحدار العنصر البشري إلى ظلمات الجهل والتخلف بعد انقطاع الوحي السماوي وانتهاء زمن الأنبياء والرسل إلى الأبد، فلقد بعث اللَّه الأنبياء بدعوة التوحيد عبر جميع العصور، فآمن بهم من آمن وكفر بهم من كفر، ولكن أغلب أولئك المؤمنين وذريتهم انحرفوا عن جادة الصواب بعد موت أنبيائهم، فحرَّفوا رسالة اللَّه عن قصد أو غير قصد بعد أن ضاعت الكتابات الأصلية لهذه الرسالات، فأشرك معظم العرب بعد موت إبراهيم باللَّه الواحد واتخذوا لأنفسهم أصنامًا ظنًا بهم أنها تقربهم إلى اللَّه، وعبد النصارى عيسى عليه السلام بعد أن رفعه اللَّه، بل إن بني إسرائيل عبدوا العجل لمجرد غياب موسى عنهم لمدة أربعين يومًا فقط! واتخذ قوم نوح أولياء اللَّه الصالحين أربابًا من دون اللَّه بقصدٍ أو بدون قصد، ظنًا منهم أنهم يتقربون بذلك إلى اللَّه، فصارت المرأة تدعو الأموات دون اللَّه لكي يرزقها بالذرية، وصار الرجل المهموم يذهب للميت لكي يفرج عنه الغم والكرب، بل وصل الشطط ببعض الناس لكي يطوفوا حول قبور أنبيائهم وأولياء اللَّه الصالحين، فصاروا للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان! ولمّا كانت رسالة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- هي آخر رسالة تبعث للبشر، أصبح ضياع هذه الرسالة أو تحريفها ضياعًا للمستقبل البشري وأسباب كينونته، والحقيقة أن ذلك كاد أن يحدث فعلًا لولا أن سخّر اللَّه لبني الإنسان رجلًا اسمه عبد اللَّه بن عثمان أبي قحافة بن عامر التيمي القرشي، وهو نفسه الرجل الذي عُرِف في التاريخ باسم "أبي
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
في هذا الكتاب سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة: ما هي بنود نظرية الغزو التاريخي ؟ ومن هم غزاة التاريخ؟ من هو الخالد الأول في أمة الإسلام ؟ ومن هو العدو الأول لغزاة التاريخ؟ ما قصة الأخوان بربروسا؟ ومن هم الفرسان الثلاثة؟ ومن هو الرجل الغامض آريوس؟ وما قصة…
بكر الصديق" (لتبكيره في الدخول في الإسلام وتصديقه لحادثة الإسراء والمعراج من أول لحظة!) ، فوقف هذا العملاق العظيم بعد موت حبيب روحه ورفيق دربه، ليبين للمسلمين أعظم قاعدة عرفتها البشرية بعد الأنبياء، قاعدة تكتب واللَّه بحروف من ذهب: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد اللَّه فإن اللَّه حي لا يموت" الفضل الثاني لأبي بكر يكمن في انتصاره على جيوش الروم والفرس في آن واحد! فقد حاول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حياته أن يصل برسالة التوحيد إلى شعوب العالم بأسره، وفعلًا قام باستخدام الوسائل السلمية في دعوة البشر، فأرسل رسله إلى ملوك الأرض برسائلٍ تدعوهم إلى عبادة رب الناس وترك استعبادهم للناس، إلا أن أولئك الملوك رأوا في الإسلام ما يتناقض مع ظلمهم وجبروتهم على شعوبهم المستضعفة، فقاموا بقتل الرسل، وحجب رسالة الإسلام عن شعوبهم المستضعفة، فأعلنوا الحرب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فمزق كسرى الفرس المتغطرس (خسرو الثاني) رسالة أعظم إنسان عرفته الأرض، وأوعز إلى عامله في اليمن باعتقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أما إمبراطور الروم (أغسطس هرقل) فقد حارب الإسلام رغم إيمانه بصدق نبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (كما سنرى لاحقًا في خضم هذا الكتاب) ، لذلك قام أبو بكر الصديق جزاه اللَّه كل خير بعملٍ لم يسبقه إليه أحد في تاريخ الفاتحين، فالمعلوم أن ثمة قاعدة عسكرية ثابتة منذ قديم الزمان ما زالت تدرَّس في الكليات العسكرية الحديثة، ألا وهي "تجنب فتح أكثر من جبهة واحدة في القتال العسكري!" ، فلقد انهزم (نابليون بونابرت) عندما فتح جبهة ثانية مع "روسيا القيصرية" ، وتمزق جيش (أدولف هتلر) شر ممزق عندما فكر في فتح جبهة "ستالين غراد" الشرقية، ولكن أبا بكر الصديق كان هو الإنسان الأول في تاريخ الأرض الذي كسر هذه القاعدة العسكرية بقتال جيوش أكبر إمبراطوريتين في الأرض في نفس الوقت، فبعد أن رفض أباطرة الفرس والروم السماح لدعاة الإسلام بنقل رسالة التوحيد للشعوب المستضعفة، قام أبو بكر الصديق بتسيير كتائب النور بفرسانٍ جلهم من أن أصحاب محمد بن عبد اللَّه، فدكَّ الصِّديق حصون كسرى على الجبهة الشرقية بجيشٍ تحت قيادة البطل الأسطوري (خالد بن الوليد) ، وزلزل أبو بكر ديار الروم على الجبهة الغربية بجيشٍ تحت قيادة العملاق (أبي عبيدة عامر بن الجراح) ، وما هي إلا سنيّاتٍ قليلة من إعلان أبي بكر الحرب على أعظم إمبراطوريتين عرفهما التاريخ في وقتٍ متزامن حتى أصبحت دولة الإسلام الدولة الأولى في العالم بأسره. الجدير بالذكر أن أبا بكر الصدِّيق رضي اللَّه عنه وأرضاه لم يكن آخر من كسر تلك القاعدة العسكرية، فلقد قام قادة آخرون بكسرها بكل نجاح (جميعهم بدون استثناء من أمة الإسلام!) ليقف علماء التاريخ العسكري عاجزين عن حل تلك الأحجية السحرية! فلقد دارت تلك الأحجية السحرية أيضًا حول رجلٌ ظهر في أقصى بلاد المغرب الإسلامي بعد أكثر من ١٣٠٠ عام من موت أبي بكر الصديق، فلم يكتف ذلك الرجل بقتال إمبراطوريتين فقط، بل قام بقتال أعظم ثلاث إمبراطوريات في العالم آنذاك! فمن يكون ذلك الرجل العظيم الذي أنجبته أمة الإسلام والذي أصبح اسمه رمزًا لثوار العالم في الأرض كلها؟ وكيف استلهم منه ثوار آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية معنى الكفاح المسلح؟ وكيف اعتبره ثوار فيتنام أستاذًا لهم في معركتهم ضد الإمبريالية العالمية؟ وما حكاية معركة (أنوال) الأسطورية التي كانت وبلا شك يومًا من أيام اللَّه الخالدة؟ وما هو لغز تلك البرقية السرية المشفَّرة التي وصلت إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عام ١٩٤٧ م من ميناء صنعاء اليمني؟ يتبع. . . . .
<العظيم الثاني في أمة الإسلام>
"أسطورة المغرب الإسلامي" (الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي)
"أيها الأمير. . . لقد أتيت إلى القاهرة خصيصًا لكي أتعلم منك" (الثائر الشيوعي تشي جيفارا ١٩٦٠)
"إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وأفريقيا والهند، ويتغنون باسمه. . . إن هذا الرجل الذي يقاتل باسم الإسلام ويعيد إمارة المؤمنين والخلافة الإسلامية، هو الخطر القادم على البلاد الأوروبية" (السير كورتي عضو مجلس العموم البريطاني ١٩٢١)
"دخلت على عبد الكريم في خندق أمامي، والطائرات الإسبانية والفرنسية تقذف المنطقة بحمم هائلة فوجدته متبسمًا مرحًا مقبلًا يضرب ببندقيته الطائرات، فتعجبت من هذه الظاهرة البشرية الفريدة!" (الصحافي الأمريكي فانسن شون ١٩٢٦)
لم يصدق (عبد الرحمن عزام باشا) أول أمين لجامعة الدول العربية عينيه، وهو يقرأ تلك البرقية السرية التي وصلته من مجموعة من المجاهدين العرب في اليمن في يوم من أيام عام ١٩٤٧ م: (عاجل وسري للغاية. . . لقد نزلت بميناء عدن اليوم سفينة فرنسية تحمل على متنها شيخًا أسيرًا مكبلًا بالسلاسل، يشتبه أن يكون هو ذلك البطل الإسلامي الأسطوري الذي اختفى منذ عشرين عامًا. . . والسفينة في طريقها الآن إلى فرنسا وستمر غدًا بميناء بورسعيد المصري، لذا وجب التنبيه!) وما أن فرغ عزام باشا من قراءة هذه البرقية حتى طلب على الفور مقابلة مستعجلة مع (الملك فاروق) لمناقشة أمر هذه البرقية الخطيرة التي وصلته للتو من مضيق باب المندب، فدار نقاش سري بين عزام باشا والملك فاروق في قصر إقامته، وما هي إلّا لحظات حتى صدر قرار إلى الضباط المصريين في قناة السويس باعتراض طريق تلك السفينة الفرنسية وإحضار ذلك الشيخ الكبير إلى القصر الملكي في القاهرة للتأكد من هويته، وبعدها بأقل من أربع وعشرين ساعة أحضر الضباط المصريون إلى الملك شيخًا بلحية بيضاء كالثلج يمشي بخطوات ثابتة رغم بطئها، تبدو من بين قسمات وجهه الغائرة مظاهرٌ للعظمة والسمو لا تخفى على أحد، يلبس لباسًا أبيض غاية في البساطة، وتظهر على يديه وساقيه الهزيلتين علامات لسلاسل وأعلال وكأنها نُحتت في جلده نحتًا، فلمّا أصبح هذا الشيخ بين يدي الملك فاروق سأله ملك مصر عن هويته، فرفع الشيخ الكبير رأسه ونظر نحو الملك بعينين كعيني الصقر الجارح ثم قال بكل شموخ وثقة: (أنا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي) . . . نُغوِّر قليلًا في التاريخ، ونتحول إلى الغرب من القاهرة وبالتحديد إلى بلدة "أغادير" في الريف المغربي الإسلامي في سنة ١٣٠١ هـ/ ١٨٨٣ م، هناك يُرزق شيخ قبيلة من قبائل الأمازيغ البربر يدعى الشيخ "عبد الكريم الخطابي" مولودًا يسميه تبركًا على اسم رسول اللَّه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ليقرر هذا الشيخ تربية ابنه تربية صالحة منذ نعومة أظافره، وفعلًا قام بتعليمه اللغة العربية وتحفيظه القرآن بنفسه، ثم أرسله إلى جامعة "القرويين" في مدينة "فاس" ليتعلم هناك الحديث والفقه الإسلامي، وما هي إلا سنوات حتى أصبح "محمد ابن عبد الكريم الخطابي" قاضي القضاة في مدينة "مليلية" المغربية وهو ما يزال في عمر الشباب. في هذا الوقت كانت ظروف المغرب الإسلامي أصعب من أن يتخيلها إنسان، فلقد أدركت الدول الاستخرابية (الاستعمارية) أن بلاد المغرب الإسلامي تعتبر بمثابة مصنع للأبطال عبر التاريخ، فمنها خرج مجاهدو دولة "المرابطين" إلى الأندلس، ومنها أبحرت قوات دولة "الموحدين" إلى أوروبا، ومنها انطلقت كتائب النور الإسلامية أول مرة إلى أوروبا تحت قيادة (طارق بن زياد) فقررت تلك الدول إنهاء هذا الخطر الإسلامي، فعقدت دول أوروبا مؤتمر "الجزيرة الخضراء" عام ١٩٠٦ م بمشاركة ١٢ دولة أوروبية، ولأول مرة في التاريخ يظهر اسم "أمريكا" لتكسر بذلك الولايات المتحدة الأمريكية "مبدأ مونرو" الذي ينص على: "عدم التدخل الأمريكي في السياسة الدولية" ، كل هذه الدول اجتمعت من أجل انهاء هذا الكابوس الإسلامي المستمر إلى الأبد، فكان القرار النهائي لهذا المؤتمر: تقسيم بلاد المغرب الإسلامي! العجيب أن تلك الدول لم تكتفِ بتقسيم مملكة المغرب الإسلامي فحسب، بل قسمتها بطريقة خبيثة لم تعرفها شعوب الأرض من قبل، بحيث تضمن تفككها بشكل نهائي، فأخذت فرنسا القسم الجنوبي من مملكة المغرب "موريتانيا" ، ثم أخذت إسبانيا القسم الذي يليه في الشمال "الصحراء الغربية" ، ثم مرة أخرى فرنسا إلى الشمال من الصحراء "وسط المغرب الحالي" ثم إسبانيا إلى الشمال أيضًا في الساحل الشمالي للمغرب "الريف المغربي" ، وبين هذا وذاك احتلت ألمانيا وبريطانيا مدنًا هنا وأخرى هناك، وظن الجميع أنهم بذلك أنهوا الوجود الإسلامي في بلاد المغرب الأبد، ولكن الشيخ عبد الكريم الخطابي وابنه محمد جزاهما اللَّه كل خير كان لهما رأي آخر، فبدءا بتجميع القبائل المتناحرة على راية الإسلام الواحدة، ومراسلة الخليفة العثماني في عاصمة الخلافة، عندها قتل الإسبان الشيخ المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه اللَّه، وأسروا ابنه الشيخ محمد،
"أسطورة المغرب الإسلامي" (الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي)
"أيها الأمير. . . لقد أتيت إلى القاهرة خصيصًا لكي أتعلم منك" (الثائر الشيوعي تشي جيفارا ١٩٦٠)
"إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وأفريقيا والهند، ويتغنون باسمه. . . إن هذا الرجل الذي يقاتل باسم الإسلام ويعيد إمارة المؤمنين والخلافة الإسلامية، هو الخطر القادم على البلاد الأوروبية" (السير كورتي عضو مجلس العموم البريطاني ١٩٢١)
"دخلت على عبد الكريم في خندق أمامي، والطائرات الإسبانية والفرنسية تقذف المنطقة بحمم هائلة فوجدته متبسمًا مرحًا مقبلًا يضرب ببندقيته الطائرات، فتعجبت من هذه الظاهرة البشرية الفريدة!" (الصحافي الأمريكي فانسن شون ١٩٢٦)
لم يصدق (عبد الرحمن عزام باشا) أول أمين لجامعة الدول العربية عينيه، وهو يقرأ تلك البرقية السرية التي وصلته من مجموعة من المجاهدين العرب في اليمن في يوم من أيام عام ١٩٤٧ م: (عاجل وسري للغاية. . . لقد نزلت بميناء عدن اليوم سفينة فرنسية تحمل على متنها شيخًا أسيرًا مكبلًا بالسلاسل، يشتبه أن يكون هو ذلك البطل الإسلامي الأسطوري الذي اختفى منذ عشرين عامًا. . . والسفينة في طريقها الآن إلى فرنسا وستمر غدًا بميناء بورسعيد المصري، لذا وجب التنبيه!) وما أن فرغ عزام باشا من قراءة هذه البرقية حتى طلب على الفور مقابلة مستعجلة مع (الملك فاروق) لمناقشة أمر هذه البرقية الخطيرة التي وصلته للتو من مضيق باب المندب، فدار نقاش سري بين عزام باشا والملك فاروق في قصر إقامته، وما هي إلّا لحظات حتى صدر قرار إلى الضباط المصريين في قناة السويس باعتراض طريق تلك السفينة الفرنسية وإحضار ذلك الشيخ الكبير إلى القصر الملكي في القاهرة للتأكد من هويته، وبعدها بأقل من أربع وعشرين ساعة أحضر الضباط المصريون إلى الملك شيخًا بلحية بيضاء كالثلج يمشي بخطوات ثابتة رغم بطئها، تبدو من بين قسمات وجهه الغائرة مظاهرٌ للعظمة والسمو لا تخفى على أحد، يلبس لباسًا أبيض غاية في البساطة، وتظهر على يديه وساقيه الهزيلتين علامات لسلاسل وأعلال وكأنها نُحتت في جلده نحتًا، فلمّا أصبح هذا الشيخ بين يدي الملك فاروق سأله ملك مصر عن هويته، فرفع الشيخ الكبير رأسه ونظر نحو الملك بعينين كعيني الصقر الجارح ثم قال بكل شموخ وثقة: (أنا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي) . . . نُغوِّر قليلًا في التاريخ، ونتحول إلى الغرب من القاهرة وبالتحديد إلى بلدة "أغادير" في الريف المغربي الإسلامي في سنة ١٣٠١ هـ/ ١٨٨٣ م، هناك يُرزق شيخ قبيلة من قبائل الأمازيغ البربر يدعى الشيخ "عبد الكريم الخطابي" مولودًا يسميه تبركًا على اسم رسول اللَّه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ليقرر هذا الشيخ تربية ابنه تربية صالحة منذ نعومة أظافره، وفعلًا قام بتعليمه اللغة العربية وتحفيظه القرآن بنفسه، ثم أرسله إلى جامعة "القرويين" في مدينة "فاس" ليتعلم هناك الحديث والفقه الإسلامي، وما هي إلا سنوات حتى أصبح "محمد ابن عبد الكريم الخطابي" قاضي القضاة في مدينة "مليلية" المغربية وهو ما يزال في عمر الشباب. في هذا الوقت كانت ظروف المغرب الإسلامي أصعب من أن يتخيلها إنسان، فلقد أدركت الدول الاستخرابية (الاستعمارية) أن بلاد المغرب الإسلامي تعتبر بمثابة مصنع للأبطال عبر التاريخ، فمنها خرج مجاهدو دولة "المرابطين" إلى الأندلس، ومنها أبحرت قوات دولة "الموحدين" إلى أوروبا، ومنها انطلقت كتائب النور الإسلامية أول مرة إلى أوروبا تحت قيادة (طارق بن زياد) فقررت تلك الدول إنهاء هذا الخطر الإسلامي، فعقدت دول أوروبا مؤتمر "الجزيرة الخضراء" عام ١٩٠٦ م بمشاركة ١٢ دولة أوروبية، ولأول مرة في التاريخ يظهر اسم "أمريكا" لتكسر بذلك الولايات المتحدة الأمريكية "مبدأ مونرو" الذي ينص على: "عدم التدخل الأمريكي في السياسة الدولية" ، كل هذه الدول اجتمعت من أجل انهاء هذا الكابوس الإسلامي المستمر إلى الأبد، فكان القرار النهائي لهذا المؤتمر: تقسيم بلاد المغرب الإسلامي! العجيب أن تلك الدول لم تكتفِ بتقسيم مملكة المغرب الإسلامي فحسب، بل قسمتها بطريقة خبيثة لم تعرفها شعوب الأرض من قبل، بحيث تضمن تفككها بشكل نهائي، فأخذت فرنسا القسم الجنوبي من مملكة المغرب "موريتانيا" ، ثم أخذت إسبانيا القسم الذي يليه في الشمال "الصحراء الغربية" ، ثم مرة أخرى فرنسا إلى الشمال من الصحراء "وسط المغرب الحالي" ثم إسبانيا إلى الشمال أيضًا في الساحل الشمالي للمغرب "الريف المغربي" ، وبين هذا وذاك احتلت ألمانيا وبريطانيا مدنًا هنا وأخرى هناك، وظن الجميع أنهم بذلك أنهوا الوجود الإسلامي في بلاد المغرب الأبد، ولكن الشيخ عبد الكريم الخطابي وابنه محمد جزاهما اللَّه كل خير كان لهما رأي آخر، فبدءا بتجميع القبائل المتناحرة على راية الإسلام الواحدة، ومراسلة الخليفة العثماني في عاصمة الخلافة، عندها قتل الإسبان الشيخ المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه اللَّه، وأسروا ابنه الشيخ محمد،
ووضعوه في أحد السجون في قمة جبل من جبال المغرب، وبطريقة أسطورية لا توصف، استطاع البطل بن البطل أن يصنع حبلًا من قماش فراشه، ليحرر به نفسه من نافذة السجن، ولكن الحبل ولسوء الحظ لم يكن بالطول الكافي ليصل بالخطابي من قمة الجبل إلى الأرض، ليقفز بطلنا من ارتفاع شاهق على الصخور الصمّاء، لتكسر بذلك ساقيه ويُغمى عليه من شدة الصدمة، قبل أن تكتشف سلطات السجن أمره وتعيده إلى السجن. وبعد حين من الأسر خرج الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي من السجن ليكوِّن من رجال قبائل الريف المغربي جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل فقط، مبتكرًا بذلك فنًا جديدًا من فنون القتال العسكري كان هو أول من استخدمه في تاريخ الحروب تحت اسم "حرب العصابات" ، وقد استخدم كل ثوار العالم بعد ذلك هذا الفن العسكري القائم على فنون المباغتة والكر والفر. ثم ابتكر الأمير محمد نظامًا آخر في المقاومة اعترف الزعيم الفيتنامي (هوشيمنه) أنه اقتبسه من الأمير الخطابي في قتال الفيتناميين للأمريكيين بعد ذلك بسنوات، هذا النظام هو نظام حفر الخنادق الممتدة تحت الأرض حتى ثكنات العدو، وبذلك استطاع هذا البطل الإسلامي تلقين الجيش الإسباني درسًا جديدًا في كل يومٍ من أيام القتال. ولما تضاعفت خسائر الإسبان في الريف الإسلامي قام ملك إسبانيا (ألفونسو الثالث) عشر بإرسال جيشٍ كاملٍ من مدريد تحت قيادة صديقه الجنرال (سلفستري) ، والتقى الجمعان في معركة "أنوال" الخالدة، جيش إسباني منظم مكون من ٦٠ ألف جندي مع طائراتهم ودباباتهم مقابل ٣ آلاف مجاهد مسلم يحملون بنادق بدائية فقط، ولكن هذان خصمان اختصموا في ربهم، فئة تقاتل في سبيل اللَّه، وأخرى تقاتل في سبيل الأرض والصليب، فكان حقًا على اللَّه نصر المؤمنين، وفعلًا انتصر الثلاثة آلاف مجاهد تحت قيادة الأسطورة الخطّابية على جيش كامل من ٦٠ ألف مقاتل صليبي، وقتل المسلمون ١٨ ألف إسباني، وأسروا عشرات الآلاف من الغزاة، ولم يسلم من الهلاك والأسر إلّا ٦٠٠ جندي إسباني هربوا إلى إسبانيا كالكلاب الفزعة، ليقصّوا أهوال ما رأوا في الريف المغربي على ملكهم، ليأسس الأمير الخطابي بعد ذلك "إمارة الريف الإسلامية" في شمال المغرب الإسلامي، وخلال ٥ أعوام من إمارته قام الخطابي بتعليم الناس الدين الإسلامي الصحيح الخالي من الشعوذة والدروشة، ثم قام بإرسال البعثات العلمية لدول العالم، وتوحيد صفوف القبائل المتناحرة تحت راية الإسلام. . . . وكما هو متوقع بعد كل صحوة إسلامية. . . . اجتمعت دول الصليب مرة أخرى (وهي التي لا تجتمع إلّا في قتال المسلمين!) ، بعد أن أحست بخطر الدولة الإسلامية الوليدة التي لو بقيت لغيرت مسار التاريخ، فكوَّنوا تحالفًا من نصف مليون جندي أوروبي بدباباتهم وطائراتهم وبوارجهم الحربية، ليحاربوا به ٢٠ ألف مجاهد فقط، فكانت المفاجأة الكبرى! لقد انتصر المجاهدون تحت قيادة الأمير المجاهد محمد ابن عبد الكريم الخطابي في جميع الجولات التي خاضوها، فأوقعوا الخسائر تلو الخسائر في صفوف الغزاة، مما اضطر جيوش أوروبا المتحالفة أن تشتري ذمم بعض شيوخ الطرق الصوفية المبتدعة، فقام هؤلاء الخونة بقتال الأمير الخطابي الذي كان يحارب من قبل البدع الصوفية من الرقص والدروشة وإقامة الموالد التي لم ينزل اللَّه بها من سلطان، فأصدروا فتوى تحرم القتال مع الخطابي، قبل أن تقوم طائرات فرنسا وإسبانيا بإلقاء الأسلحة الكيميائية والغازات السامة على المدنيين، في نفس الوقت الذي حاصر فيه الأسطول الإنجليزي سواحل المغرب، فقاتل الخطابي أمم الأرض مجتمعة من خونة وصليبيين، ولم يبقَ معه من المجاهدين إلا ٢٠٠ مقاتل عاهدوا اللَّه على الشهادة تحت قيادته، فقاتل أولئك النفر كالأسود حتى يأس الصليبيون من هزيمتهم، فلجئوا عندها إلى أسلوب قديم حديث ستجدونه يتكرر كثيرًا في طيّات هذا الكتاب في قصص العظماء المائة في أمة الإسلام، لقد لجأ الصليبيون إلى طلب الصلح مع الأمير محمد مع إعطاء المسلمين الضمانات الموثقة على سلامة كل المجاهدين وإتاحة سبل العيش الكريم لأهل المغرب بكل حرية واستقلال. وكعادتهم. . . . نكص الصليبيون بعهودهم، فقاموا بخطف الأمير الأسطورة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي ونفيه إلى جزيرة في مجاهل المحيط الهندي، ليس لسنة أو اثنتين، بل لعشرين سنة متصلة قضاها هذا البطل في أسر دعاة حقوق الإنسان، في أسر من خرجوا للعالم بشعار الثورة الفرنسية: (Fraternite, Libere, Egalite) (حرية، مساواة، إخاء) ، فأي حرية تدَّعونها أيها المجرمون في حبس شيخ ضعيف مدة عشرين سنة؟! وأي مساواة تتكلمون عنها وأنتم تقتلون نساء المسلمين وأطفالهم بغازاتكم السامة القذرة؟! وأي إخاء تسخرون به من عقول المغفلين بحضارتكم القائمة على دماء الضعفاء من البشر؟! فإن كان قتلكم للضعفاء من بني البشر حضارةً. . . . فسحقًا إذًا لكم ولحضارتكم تلك! وبعد. . . .
كانت هذه بعض سطورٍ عن ملحمة إسلامية خالدة، هي غاية في البطولة لقائد إسلاميٍ عظيمٍ ضحى بزهرة شبابه لرفع راية لا إله إلا اللَّه - محمد رسول اللَّه، ومما يحزن النفس ويدمي الفؤاد، أن معظم شبابنا ما سمعوا باسمه قَط، على الرغم من أن كثيرًا منهم متيمون بأبطالٍ لم يحاربوا إلا من أجل مصالح دنيوية ومبادئ شيوعية، فلو علم شبابنا ممن يعلقون صور الثائر الشيوعي (تشي جيفارا) أنه أتى للقاهرة ليتعلم من بطل الإسلام الأسطوري محمد بن عبد الكريم الخطابي، لتغير رأي شبابنا في تاريخهم الذي نسوه أو أنسوه (بضم الألف) ، فصاحبنا هذا لم يكن صحابيًا، بل لم يكن عربيًا البتة، وبغض النظر عن مدى عظمة هذا البطل المغوار، فإن ذكره في مقدمة الكتاب يأتي ردًا على أولئك المساكين الذين إذا طلبت منهم الاقتداء ببطولات الصحابة وتضحياتهم تحججوا بحجة واهية، ألا وهي أننا لسنا من جيل الصحابةً، فكان ذكر رجل ظهر في القرن العشرين الميلادي، لهو خير جوابٍ على أولئك الذين لم يقرءوا شيئًا عن تاريخ أمتهم المشرق. ولكن ما قصة أرض مصر التي احتضنت أبطالًا من كل الأعراق في أمة الإسلام ابتداءً من السلطان الكردي صلاح الدين الأيوبي، إلى الأمير المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي، مرورًا بالملك التركي قطز قاهر التتار؟ ومن هي تلك السيدة المصرية التي كانت أم العرب العدنانيين أجداد نبي الإسلام محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ وما هو الدرس التي علمته هذه السيدة لبني البشر؟ ولماذا أصبحت هذه السيدة العملاقة واحدة من أعظم عظيمات أمة الإسلام؟ يتبع. . . . .
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
كانت هذه بعض سطورٍ عن ملحمة إسلامية خالدة، هي غاية في البطولة لقائد إسلاميٍ عظيمٍ ضحى بزهرة شبابه لرفع راية لا إله إلا اللَّه - محمد رسول اللَّه، ومما يحزن النفس ويدمي الفؤاد، أن معظم شبابنا ما سمعوا باسمه قَط، على الرغم من أن كثيرًا منهم متيمون بأبطالٍ لم…
<العظيم الثالث في أمة الإسلام>
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}
(السيدة هاجر)
"آللَّه أمرك بهذا يا إبراهيم؟ فلن يضيعنا اللَّه إذًا" (السيدة هاجر)
نصيب نساء الإسلام يفوق النصف بين عظماء هذه الأمة، إمّا بأفعالهن أو أفعال أبنائهن الذين تربوا على أيديهن، فلم أقصد أبدًا بكتاب العظماء المائة ذِكرَ عظيمي الإسلام دون عظيماته، وإنما قصدت الجمع بينهم بصيغة الجمع "العظماء" ، وهكذا فعلت العرب عند جمع الذكور والإناث معًا، وهكذا أفعل أنا. . . . فأمة الإسلام أمة ممتدة لا تعرف حدودًا للعنصر البشري، فضلًا من أن تعرف حدودًا لزمان أو مكان، فالعظماء في هذه الأمة تجمعهم ثلاث صفات أساسية شكلت هويتهم الفريدة وميزتهم عن باقي البشر: (الوحدانية في العقيدة - والتنوع في العنصر - والسمو في الهدف) فعلى الرغم من أن السيدة هاجر قد ماتت قبل بعثة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- بمئات السنين، إلّا أنها تنتمي لنفس العقيدة ونفس الدين، ألا وهو دين الإسلام، الدين الذي دعا إليه آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحق وإسرائيل ولوط وموسى وعيسى، فالدين عند اللَّه هو الإسلام، أما غير ذلك من أديان فهي أديان ابتكرها البشر لأنفسهم، فسمى البوذيون أنفسهم بهذا الاسم نسبة لفيلسوفهم (غوتاما بوذا) ، وأطلق اليهود هذا الاسم على دينهم نسبة إلى (يهوذا بن يعقوب) أحد أسباط بني إسرائيل، والمسيحيون نسبوا أنفسهم إلى الرب الذي يعبدونه (المسيح بن مريم) عليه السلام، أما أتباع محمد بن عبد اللَّه فلم يسموا أنفسهم (المحمديين) ، بل لم يكلّفوا أنفسهم عناء البحث عن اسم لهم، فلقد سمّاهم اللَّه من فوق سبع سماوات بـ (المسلمين) ، فالمسلم هو كل من يُسلم نفسه للَّه. وعظيمتنا التي نحن بصدد الحديث عنها تنتمي لهذه الأمة العظيمة، أما عنصرها فهو عنصر رائع كان وما زال يخَرِّج العديد من عظماء أمة الإسلام، إنه العنصر المصري أو القبطي، ولفظة القبط تعني سكان وادي النيل، وفي تعريب للكلمة اليونانية أَيْجيْتيوس التي تعني مصري! وليس كما يظن البعض أن القبطي هو المسيحي أو النصراني المصري، فالغالبية العظمى من الأقباط هم أقباط مسلمون! ومن هذه الأرض بالتحديد وُلدت بطلتنا القبطية التي كانت جارية في مصر إبان عهد الهكسوس، قبل أن يتزوجها إبراهيم عليه السلام لتنجب له إسماعيل عليه السلام ليكون فيما بعد أبًا للعرب العدنانيين (العرب المستعربة) الذين خرج منهم أفضل مخلوق خلقه اللَّه في الكون، محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فالمصريون إذا هم أخوال العرب! المهم في القصة أن اللَّه أمر خليله إبراهيم أن يصطحب هاجر ورضيعها إسماعيل من فلسطين إلى وادٍ غير ذي زرع في الحجاز عند جبال فاران، هناك أمر اللَّه نبيه إبراهيم أن يترك امرأته ورضيعها ليقصد هو فلسطين راجعًا، عندها سألت هاجر زوجها وعينيها تملؤها الدهشة من قرار زوجها الغريب، فلم يجب إبراهيم زوجه بشيء، فسألته هاجر: آللَّه أمرك بهذا؟! فهز إبراهيم رأسه بالإيجاب، وهنا يخرج جواب من فيهِ هذه السيدة العظيمة ليكون سببًا في خلودها في ذاكرة الزمان إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها فقالت بكل ثقة: فلن يضيعنا اللَّه إذًا! وسر عظمة هذه المرأة يتمثل بتطبيقها لشرطي النصر: الإيمان والعمل! فهاجر وثقت أولًا باللَّه عز وجل، ثم قامت بعد ذلك بكل ما في استطاعتها من سعي بين الصفا والمروة لإنقاذ ابنها الرضيع الذي كان يئن من ألم الجوع والعطش، حينها علم اللَّه أن هذه المرأة قامت بتنفيذ الشرطين اللازمين للنصر: الإيمان والعمل، وعندها -وعندها فقط- أتى الأمر الإلهي اليسير: كن! حينها خرجت من بين أقدام الطفل الذي أوشك على الهلاك عينُ ماءٍ تحمل في كل قطرة من قطراتها حكاية النصر والبقاء، لتجري هذه العين بشكل إعجازي من بين الصخور الصماء في مكة إلى يومنا هذا، وكأن اللَّه يقول لنا إن ينبوع النصر لا ينضب أبدًا! وفي زماننا هذا وجب على كل مسلم أن يتخيل نفسه في مكان هاجر عليها السلام، وأن يتخيل أن الأمة الإسلامية الآن هي ذلك الطفل الذي يبكي ويوشك على الهلاك في تلك الصحراء القاحلة التي لا يبدو فيها أي مظهر من مظاهر الحياة، فإذا قام كل واحدٍ منا بتنفيذ الشرطين اللازمين للنصر والبقاء "الإيمان والعمل" ، فكنا مؤمنين أولًا بأن أمتنا لا بد لها وأن تنهض، ثم قام كل واحدٍ منا بواجبه لإنقاذ وإحياء هذه الأمة التي هي الرضيع الذي يئن من الألم، فلا شك وقتها أن النصر سيكون حليفنا في النهاية، حتى لو كان ما نقوم به يبدو للآخرين شيئًا من العبث، فقد كانت أمنا هاجر تقوم بنفس هذا "العبث" في بحثها عن أسباب الحياة بين الصفا والمرة لسبع مرات! من أجل ذلك استحقت السيدة هاجر أن تكون من أعظم عظيمات أمة الإسلام، لتصبح هذه الجارية المصرية أمًا للعرب والمسلمين، فيصبح لزامًا على المسلمين تحرير بلاد أمهم من رجس الشرك أولًا ثم من ظلم الإمبراطورية الرومانية ثانيًا! فمَن هو ذلك البطل
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}
(السيدة هاجر)
"آللَّه أمرك بهذا يا إبراهيم؟ فلن يضيعنا اللَّه إذًا" (السيدة هاجر)
نصيب نساء الإسلام يفوق النصف بين عظماء هذه الأمة، إمّا بأفعالهن أو أفعال أبنائهن الذين تربوا على أيديهن، فلم أقصد أبدًا بكتاب العظماء المائة ذِكرَ عظيمي الإسلام دون عظيماته، وإنما قصدت الجمع بينهم بصيغة الجمع "العظماء" ، وهكذا فعلت العرب عند جمع الذكور والإناث معًا، وهكذا أفعل أنا. . . . فأمة الإسلام أمة ممتدة لا تعرف حدودًا للعنصر البشري، فضلًا من أن تعرف حدودًا لزمان أو مكان، فالعظماء في هذه الأمة تجمعهم ثلاث صفات أساسية شكلت هويتهم الفريدة وميزتهم عن باقي البشر: (الوحدانية في العقيدة - والتنوع في العنصر - والسمو في الهدف) فعلى الرغم من أن السيدة هاجر قد ماتت قبل بعثة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- بمئات السنين، إلّا أنها تنتمي لنفس العقيدة ونفس الدين، ألا وهو دين الإسلام، الدين الذي دعا إليه آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحق وإسرائيل ولوط وموسى وعيسى، فالدين عند اللَّه هو الإسلام، أما غير ذلك من أديان فهي أديان ابتكرها البشر لأنفسهم، فسمى البوذيون أنفسهم بهذا الاسم نسبة لفيلسوفهم (غوتاما بوذا) ، وأطلق اليهود هذا الاسم على دينهم نسبة إلى (يهوذا بن يعقوب) أحد أسباط بني إسرائيل، والمسيحيون نسبوا أنفسهم إلى الرب الذي يعبدونه (المسيح بن مريم) عليه السلام، أما أتباع محمد بن عبد اللَّه فلم يسموا أنفسهم (المحمديين) ، بل لم يكلّفوا أنفسهم عناء البحث عن اسم لهم، فلقد سمّاهم اللَّه من فوق سبع سماوات بـ (المسلمين) ، فالمسلم هو كل من يُسلم نفسه للَّه. وعظيمتنا التي نحن بصدد الحديث عنها تنتمي لهذه الأمة العظيمة، أما عنصرها فهو عنصر رائع كان وما زال يخَرِّج العديد من عظماء أمة الإسلام، إنه العنصر المصري أو القبطي، ولفظة القبط تعني سكان وادي النيل، وفي تعريب للكلمة اليونانية أَيْجيْتيوس التي تعني مصري! وليس كما يظن البعض أن القبطي هو المسيحي أو النصراني المصري، فالغالبية العظمى من الأقباط هم أقباط مسلمون! ومن هذه الأرض بالتحديد وُلدت بطلتنا القبطية التي كانت جارية في مصر إبان عهد الهكسوس، قبل أن يتزوجها إبراهيم عليه السلام لتنجب له إسماعيل عليه السلام ليكون فيما بعد أبًا للعرب العدنانيين (العرب المستعربة) الذين خرج منهم أفضل مخلوق خلقه اللَّه في الكون، محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فالمصريون إذا هم أخوال العرب! المهم في القصة أن اللَّه أمر خليله إبراهيم أن يصطحب هاجر ورضيعها إسماعيل من فلسطين إلى وادٍ غير ذي زرع في الحجاز عند جبال فاران، هناك أمر اللَّه نبيه إبراهيم أن يترك امرأته ورضيعها ليقصد هو فلسطين راجعًا، عندها سألت هاجر زوجها وعينيها تملؤها الدهشة من قرار زوجها الغريب، فلم يجب إبراهيم زوجه بشيء، فسألته هاجر: آللَّه أمرك بهذا؟! فهز إبراهيم رأسه بالإيجاب، وهنا يخرج جواب من فيهِ هذه السيدة العظيمة ليكون سببًا في خلودها في ذاكرة الزمان إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها فقالت بكل ثقة: فلن يضيعنا اللَّه إذًا! وسر عظمة هذه المرأة يتمثل بتطبيقها لشرطي النصر: الإيمان والعمل! فهاجر وثقت أولًا باللَّه عز وجل، ثم قامت بعد ذلك بكل ما في استطاعتها من سعي بين الصفا والمروة لإنقاذ ابنها الرضيع الذي كان يئن من ألم الجوع والعطش، حينها علم اللَّه أن هذه المرأة قامت بتنفيذ الشرطين اللازمين للنصر: الإيمان والعمل، وعندها -وعندها فقط- أتى الأمر الإلهي اليسير: كن! حينها خرجت من بين أقدام الطفل الذي أوشك على الهلاك عينُ ماءٍ تحمل في كل قطرة من قطراتها حكاية النصر والبقاء، لتجري هذه العين بشكل إعجازي من بين الصخور الصماء في مكة إلى يومنا هذا، وكأن اللَّه يقول لنا إن ينبوع النصر لا ينضب أبدًا! وفي زماننا هذا وجب على كل مسلم أن يتخيل نفسه في مكان هاجر عليها السلام، وأن يتخيل أن الأمة الإسلامية الآن هي ذلك الطفل الذي يبكي ويوشك على الهلاك في تلك الصحراء القاحلة التي لا يبدو فيها أي مظهر من مظاهر الحياة، فإذا قام كل واحدٍ منا بتنفيذ الشرطين اللازمين للنصر والبقاء "الإيمان والعمل" ، فكنا مؤمنين أولًا بأن أمتنا لا بد لها وأن تنهض، ثم قام كل واحدٍ منا بواجبه لإنقاذ وإحياء هذه الأمة التي هي الرضيع الذي يئن من الألم، فلا شك وقتها أن النصر سيكون حليفنا في النهاية، حتى لو كان ما نقوم به يبدو للآخرين شيئًا من العبث، فقد كانت أمنا هاجر تقوم بنفس هذا "العبث" في بحثها عن أسباب الحياة بين الصفا والمرة لسبع مرات! من أجل ذلك استحقت السيدة هاجر أن تكون من أعظم عظيمات أمة الإسلام، لتصبح هذه الجارية المصرية أمًا للعرب والمسلمين، فيصبح لزامًا على المسلمين تحرير بلاد أمهم من رجس الشرك أولًا ثم من ظلم الإمبراطورية الرومانية ثانيًا! فمَن هو ذلك البطل
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
كانت هذه بعض سطورٍ عن ملحمة إسلامية خالدة، هي غاية في البطولة لقائد إسلاميٍ عظيمٍ ضحى بزهرة شبابه لرفع راية لا إله إلا اللَّه - محمد رسول اللَّه، ومما يحزن النفس ويدمي الفؤاد، أن معظم شبابنا ما سمعوا باسمه قَط، على الرغم من أن كثيرًا منهم متيمون بأبطالٍ لم…
الإسلامي الذي حرَّر أرض أمنا هاجر من الاحتلال الروماني؟ وما هو سر ذلك الهجوم الإعلامي الشرس الذي يتعرض له هذا العظيم الإسلامي بالذات في السنوات الأخيرة؟ يتبع. . . .
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
<العظيم الثالث في أمة الإسلام> {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} (السيدة هاجر) "آللَّه أمرك بهذا يا إبراهيم؟ فلن يضيعنا اللَّه إذًا" (السيدة هاجر) نصيب نساء الإسلام يفوق النصف…
<العظيم الرابع في أمة الإسلام>
"أرطبون العرب" (عمرو بن العاص)
"أسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بنُ الْعَاص" (محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-)
"لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب" (عمر بن الخطاب)
"واللَّه يا مسيلمة إنك تعلم أني أعلم أنك تكذب" (عمرو بن العاص)
كنت يومها صبيًا يافعًا في الصف التاسع في إحدى مدارس مدينة رفح الفلسطينية، يومها وقفت أمام أستاذي وقلت له والغيظ يملؤني: لماذا نضيع الوقت بدراسة قصة رجل بهذه الصفات؟! كان قلبي يومها مشبعًا بالغضب وأنا اقرأ قصة ذلك الرجل الذي طفحت كتب المناهج الدراسية بحكايات غدره وخيانته، ففشلت كل محاولات أستاذي لتغيير قناعاتي تلك عن ذلك الرجل، وكَبِرْت، وكبرَ معي طعني بذلك الرجل، غير أنني أحمد اللَّه عز وجل الذي ألهم بصيرتي وأمَّد في عمري حتى جاء اليوم الذي أكفر به عن خطيئتي تلك لأكتب عن رجل من أشرف الناس وأصدق الناس وأعظم الناس: "لقد جاء الوقت يا ابن العاص كي أطلب منك العفو بهذه الكلمات القليلة، سائلًا المولى عز وجل أن لا يخزني يوم القيامة أمامك يا أبا عبد اللَّه، وأن يجمعني بك في حضرة صاحبك، محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، إنه ولي ذلك والقادر عليه" والحقيقة أن ذلك الظن السوء بعمرو بن العاص رضي اللَّه عنه وأرضاه لم يكن نابعًا من فراغ، فلقد كنت وقتها ضحية من ضحايا ما أحب أن أطلق عليه نظرية "الغزو التاريخي" هذا الغزو ليس غزوًا بالدبابات أو الطائرات أو حتى بالأفكار كالغزو الثقافي، بل هو أخطر من ذلك بكثير، فالغزو التاريخي لا يحارب الواقع فقط، وإنما يحارب الماضي الذي بُني عليه الحاضر، ونظرية الغزو التاريخي تتلخص بأن يدمر الغزاة أسباب وجودنا أصلًا على ساحة التاريخ، وذلك بالتشكيك والطعن برموز الأمة، فينتج عن ذلك بالضرورة تشكيك بالروايات التي نقلها لنا رموزنا أو التي نقلت عنهم بالأساس، قبل أن يقوم الغزاة بتسليط الضوء على مراحل الضعف التي مرت بها الأمة أو حتى اختلاق قصص وهمية تشوه صورة تاريخنا في أعيننا، ليقوم أولئك الخبثاء بتحويل أبطالنا إلى قتلة قذرين وعلمائنا إلى أشخاصٍ مجانين وفي أحسن الأحوال إلى شطبهم جميعًا من ذاكرة التاريخ نهائيًا! في نفس الوقت يقوم نفس الغزاة بتمجيد أبطال وهميين في تاريخهم أو حتى في تاريخنا، فيتحول (عمرو بن العاص) صاحب رسول اللَّه إلى مجرم حرب بينما يتحول المجرم (نابليون بونابرت) إلى فاتح عظيم تخلده كتبنا الدراسية، ويصبح (عباس بن فرناس) مخترع الطيران عالمًا مجنونًا بينما يُمَّجَد (آينشتاين) صاحب مشروع القنبلة النووية التي قتلت مئات الآلاف من الأبرياء، وفي أفضل الحالات يعمل نفس الغزاة بالعمل على محو اسم بطلٍ حقيقي قلّما رأت الأرض مثله كالبطل (أحمد بن فضلان) -الذي سنأتي على ذكره في هذا الكتاب- ليُشطب اسم هذا البطل من ذاكرة بطولاتنا، ويوضع مكانه اسم بطل خرافي مثل (السندباد) أو (علاء الدين) أو حتى (علي بابا) ، فلا يتبقى لنا بذلك في تاريخنا الممتد إلّا قادة مجرمين، أو علماء مجانين، أو أبطالًا وهميين لم يصبحوا أبطالًا إلّا بمصابيح سحرية أو بُسطٍ طائرة! وبهذا لا يبقَ لك إذا كنت مسلمًا وأردت أن تصبح بطلًا إلّا أن تشد الرحال إلى قفار الصحراء القاحلة أو غياهب الكهوف المظلمة علّك تجد مصباح علاء الدين الذي من خلاله -ومن خلاله فقط- يمكن لك أن تصبح بطلًا ومسلمًا في آنٍ واحد! وبعد أن يزرع فيك الغزاة هذا الاعتقاد الخطير، فإن مفهوم القدوة يسقط من عينيك من دون أن تحس أنت بذلك، وعندها وبكل سهولة. . . . نسقط أنا وأنت كالثمار العفنة! وعمرو بن العاص هو أحد الذين شُوِّهت صورتهم بشكل كبير، بل إني أزعم أن هذا الرجل هو ثاني أكثر رجل شُوِّهت صورته من قبل غزاة التاريخ، لم يسبقه بكثرة التشويه إلّا عظيم آخر من عظماء أمة الإسلام سوف أذكره في قلب هذا الكتاب، وسأفرد له صفحات هي الأكثر على الإطلاق بين قائمة المائة! أمّا عن سبب اختيار عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه وأرضاه بالذات لتكال له كل تلك التهم والشبهات، فيكمن في كون عمرو بن العاص هو الفاتح الفعلي للقدس أهم مدينة عند غزاة التاريخ، قبل أن يضيف إليها أرض مصر، هذا البلد المهم الذي يُكوِّن مع أرض الشام المباركة الدعامتين الأساسيتين للإسلام عبر التاريخ كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة، هذه الأسباب تبين بشكل لا يدعو للشك هوية المشوهين لتاريخ هذا الرجل، إنهم الصليبيون، وإن كانت الأدوات في الغالب هي بعض المثقفين العرب مدفوعي الأجر، وطبعًا لا ننسى الأداة الرخيصة التي سنراها تتكرر في هذا الكتاب بشكل غريب وعجيب في كل الخيانات القذرة التي تعرضت لها أمة الإسلام من الأندلس إلى الهند. . .
"أرطبون العرب" (عمرو بن العاص)
"أسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بنُ الْعَاص" (محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-)
"لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب" (عمر بن الخطاب)
"واللَّه يا مسيلمة إنك تعلم أني أعلم أنك تكذب" (عمرو بن العاص)
كنت يومها صبيًا يافعًا في الصف التاسع في إحدى مدارس مدينة رفح الفلسطينية، يومها وقفت أمام أستاذي وقلت له والغيظ يملؤني: لماذا نضيع الوقت بدراسة قصة رجل بهذه الصفات؟! كان قلبي يومها مشبعًا بالغضب وأنا اقرأ قصة ذلك الرجل الذي طفحت كتب المناهج الدراسية بحكايات غدره وخيانته، ففشلت كل محاولات أستاذي لتغيير قناعاتي تلك عن ذلك الرجل، وكَبِرْت، وكبرَ معي طعني بذلك الرجل، غير أنني أحمد اللَّه عز وجل الذي ألهم بصيرتي وأمَّد في عمري حتى جاء اليوم الذي أكفر به عن خطيئتي تلك لأكتب عن رجل من أشرف الناس وأصدق الناس وأعظم الناس: "لقد جاء الوقت يا ابن العاص كي أطلب منك العفو بهذه الكلمات القليلة، سائلًا المولى عز وجل أن لا يخزني يوم القيامة أمامك يا أبا عبد اللَّه، وأن يجمعني بك في حضرة صاحبك، محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، إنه ولي ذلك والقادر عليه" والحقيقة أن ذلك الظن السوء بعمرو بن العاص رضي اللَّه عنه وأرضاه لم يكن نابعًا من فراغ، فلقد كنت وقتها ضحية من ضحايا ما أحب أن أطلق عليه نظرية "الغزو التاريخي" هذا الغزو ليس غزوًا بالدبابات أو الطائرات أو حتى بالأفكار كالغزو الثقافي، بل هو أخطر من ذلك بكثير، فالغزو التاريخي لا يحارب الواقع فقط، وإنما يحارب الماضي الذي بُني عليه الحاضر، ونظرية الغزو التاريخي تتلخص بأن يدمر الغزاة أسباب وجودنا أصلًا على ساحة التاريخ، وذلك بالتشكيك والطعن برموز الأمة، فينتج عن ذلك بالضرورة تشكيك بالروايات التي نقلها لنا رموزنا أو التي نقلت عنهم بالأساس، قبل أن يقوم الغزاة بتسليط الضوء على مراحل الضعف التي مرت بها الأمة أو حتى اختلاق قصص وهمية تشوه صورة تاريخنا في أعيننا، ليقوم أولئك الخبثاء بتحويل أبطالنا إلى قتلة قذرين وعلمائنا إلى أشخاصٍ مجانين وفي أحسن الأحوال إلى شطبهم جميعًا من ذاكرة التاريخ نهائيًا! في نفس الوقت يقوم نفس الغزاة بتمجيد أبطال وهميين في تاريخهم أو حتى في تاريخنا، فيتحول (عمرو بن العاص) صاحب رسول اللَّه إلى مجرم حرب بينما يتحول المجرم (نابليون بونابرت) إلى فاتح عظيم تخلده كتبنا الدراسية، ويصبح (عباس بن فرناس) مخترع الطيران عالمًا مجنونًا بينما يُمَّجَد (آينشتاين) صاحب مشروع القنبلة النووية التي قتلت مئات الآلاف من الأبرياء، وفي أفضل الحالات يعمل نفس الغزاة بالعمل على محو اسم بطلٍ حقيقي قلّما رأت الأرض مثله كالبطل (أحمد بن فضلان) -الذي سنأتي على ذكره في هذا الكتاب- ليُشطب اسم هذا البطل من ذاكرة بطولاتنا، ويوضع مكانه اسم بطل خرافي مثل (السندباد) أو (علاء الدين) أو حتى (علي بابا) ، فلا يتبقى لنا بذلك في تاريخنا الممتد إلّا قادة مجرمين، أو علماء مجانين، أو أبطالًا وهميين لم يصبحوا أبطالًا إلّا بمصابيح سحرية أو بُسطٍ طائرة! وبهذا لا يبقَ لك إذا كنت مسلمًا وأردت أن تصبح بطلًا إلّا أن تشد الرحال إلى قفار الصحراء القاحلة أو غياهب الكهوف المظلمة علّك تجد مصباح علاء الدين الذي من خلاله -ومن خلاله فقط- يمكن لك أن تصبح بطلًا ومسلمًا في آنٍ واحد! وبعد أن يزرع فيك الغزاة هذا الاعتقاد الخطير، فإن مفهوم القدوة يسقط من عينيك من دون أن تحس أنت بذلك، وعندها وبكل سهولة. . . . نسقط أنا وأنت كالثمار العفنة! وعمرو بن العاص هو أحد الذين شُوِّهت صورتهم بشكل كبير، بل إني أزعم أن هذا الرجل هو ثاني أكثر رجل شُوِّهت صورته من قبل غزاة التاريخ، لم يسبقه بكثرة التشويه إلّا عظيم آخر من عظماء أمة الإسلام سوف أذكره في قلب هذا الكتاب، وسأفرد له صفحات هي الأكثر على الإطلاق بين قائمة المائة! أمّا عن سبب اختيار عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه وأرضاه بالذات لتكال له كل تلك التهم والشبهات، فيكمن في كون عمرو بن العاص هو الفاتح الفعلي للقدس أهم مدينة عند غزاة التاريخ، قبل أن يضيف إليها أرض مصر، هذا البلد المهم الذي يُكوِّن مع أرض الشام المباركة الدعامتين الأساسيتين للإسلام عبر التاريخ كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة، هذه الأسباب تبين بشكل لا يدعو للشك هوية المشوهين لتاريخ هذا الرجل، إنهم الصليبيون، وإن كانت الأدوات في الغالب هي بعض المثقفين العرب مدفوعي الأجر، وطبعًا لا ننسى الأداة الرخيصة التي سنراها تتكرر في هذا الكتاب بشكل غريب وعجيب في كل الخيانات القذرة التي تعرضت لها أمة الإسلام من الأندلس إلى الهند. . .
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
<العظيم الثالث في أمة الإسلام> {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} (السيدة هاجر) "آللَّه أمرك بهذا يا إبراهيم؟ فلن يضيعنا اللَّه إذًا" (السيدة هاجر) نصيب نساء الإسلام يفوق النصف…
الشيعة الروافض! ولعل رواية التحكيم الشهيرة التي تتكرر في مناهجنا المهترئة، هي من أهم أسباب طعني القديم في هذا البطل الإسلامي العظيم، وتزعم هذه الرواية أن علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان قد انتدبا أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص ليتباحثا في شأن الصلح، فاتفق الاثنان على خلع علي ومعاوية، فقال أبو موسى أمام الناس إني أخلع عليًا كما أخلع هذا الخاتم، وعندها قام عمرو بن العاص بخيانة أبي موسى وقال إني أثبت معاوية كما ألبس هذا الخاتم في إصبعي، ثم قام الأول بنعت الثاني بالكلب، فقام الثاني بنعت الأول بالحمار. . . انتهت الرواية! أقول أنا: إن هذه الرواية وإن كانت قد وردت بالفعل في أهم كتاب للتاريخ الإسلامي "تاريخ الطبري" إلّا أن هذه الرواية لا تصح سندًا ولا متنًا، والسند هو التسلسل البشري للرواة من الراوي الأول وحتى الراوي الذي كتب الرواية، أما المتن فهو القصة نفسها، والحقيقة أن الطبري رحمه اللَّه أكد في بداية كتابه أنه لم يدون في كتابه الروايات الصحيحة فقط، بل قام بتدوين كل الروايات، الصحيحة منها والمكذوبة، تاركًا مهمة تصحيحها لفرسان التاريخ من بعده، غير أن الطبري جزاه اللَّه كل خير قام بتدوين سند كل رواية بكل دقة، ورواية التحكيم تلك بها راوٍ يُسمى بأبي مخنف لوط بن يحيى، وأبو مخنف هذا شيعي رافضي كذاب طعن به كل الرواة فقال عنه ابن عساكر: رافضي ليس بثقة، وقال عنه ابن حجر: إخباري تالف لا يوثق به، ووصفه ابن معين بقوله: ليس بشيء كذاب ساقط! إذًا فالرواية لا تصح أبدًا من ناحية السند، أمّا متن الرواية فقد صيغ بطريقة غبية تبين حماقة واضعها، فمعاوية لم يكن خليفة أصلًا لكي يعزله عمرو! بل إن موضوع الخلافة لم يكن في الحسبان أساسًا في صراع علي ومعاوية -رضي اللَّه عنهما-، وإنما كان الخلاف بينهما على كيفية الثأر لابن عم معاوية عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه وأرضاه من المنافقين الذين قتلوه غدرًا، فكان علي يرى أن الوقت لم يكن مناسبًا لقتل أولئك الخونة في الحين واللحظة، بينما كان معاوية يرى أنه يجب القضاء على جيش الخونة في العراق، ثم إن هذه الرواية الحمقاء لا تحتاج لأكثر من إدراك طفل تخرج قريبًا من الحضانة ليعرف أن سبَّ الآخرين ونعتهم بالكلب والحمار لا يصدر إلّا من أطفال قليلي الأدب خرجوا من بيت تنعدم فيه الأخلاق، وأبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص صحابيان جليلان خرجا من بيت أعظم مربٍ في التاريخ، خرجا من بيت محمد بن عبد اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. أما الرواية الكاذبة الأخرى فهي رواية: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا) . والتي يرددها كثير منّا مفتخرًا بعدل عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-! هذه الرواية رواية باطلة، وأكررها بملء فمي، هذه رواية باطلة سندًا ومتنًا، ليس لأن عمر بن الخطاب كان ظالمًا يستعبد الناس، بل لأن هذه الرواية تقصد الإساءة لعمرو بن العاص أكثر من مدح عمر بن الخطاب، فهذه الرواية تزعم أن ابنًا لعمرو ابن العاص ضرب أحد المصريين، فشكاه ذلك المصري للخليفة عمر بن الخطاب، فقام عمر بمعاقبة عمرو بن العاص وابنه معًا ثم قال لعمرو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ انتهت هذه الرواية الخبيثة. أقول أنا: هذه القصة منقطعة السند وسندها واهٍ، ويظهر هذا الانقطاع في السند حيث ذكرها ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" هـ ٢٩٠ بقوله: (حُدثَنا) بصيغة المبني للمجهول، وهذا ما ينسف هذه الرواية الكاذبة نسفًا، ثم إن متن هذه الرواية لا يقل غباءً عن الرواية السابقة، فمنذ متى كان عمر يأخذ الحق من والد المخطئ وهو يعلم أنه لا تزر وازرة وزر أخرى؟! إذًا هذه رواية باطلة قصُد منها تشويه صورة عمرو بن العاص وأبنائه بالتحديد، وذلك لأن ابنًا من أبناء عمرو يدعى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص كان أول من كتب أحاديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ودوّن سنته، فإذا زرع غزاة التاريخ مثل هذه الروايات عن أبناء عمرو بن العاص، سقطت إذًا السنة وسقط الإسلام بعدها! ولكن ما الذي جعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص؟ وما سر هذا الإيمان العميق الذي امتلأ به قلب بطلنا العظيم من لحظة إسلامه الأولى؟ ومن هو ذلك الرجل الغامض الذي أسلم على يديه عمرو بن العاص؟ وكيف خرج هذا الرجل من أدغال أفريقيا لينسج خيوط علاقة روحانية أشبه بالخيال بينه وبين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الرغم من أنهما لم يتقابلا أبدًا وجهًا لوجه؟! يتبع. . . . .
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
<العظيم الرابع في أمة الإسلام> "أرطبون العرب" (عمرو بن العاص) "أسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بنُ الْعَاص" (محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-) "لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب" (عمر بن الخطاب) "واللَّه يا مسيلمة إنك تعلم أني أعلم أنك تكذب" (عمرو…
<العظيم الخامس في أمة الإسلام>
(الجندي المجهول في أمة الإسلام)
النجاشي (أصحمة بن أبجر)
"اخرجوا فَصَلّوا على أخٍ لكم مات بغير أرضكم" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)
سيلاحظ القارئ الكريم أنني أستخدم فعل المضارع: "يتبع" في نهاية الحديث عن كل عظيم من عظماء أمة الإسلام المائة الوارد ذكرهم في هذا العمل، وقد يفسر البعض ذلك بمحاولة الكاتب إضفاء جوٍ من التشويق والإثارة في طيات هذا العمل الأدبي، وهذا ما لا أنفيه، إلّا أن السبب الرئيسي لوصل كل عظيم منهم بالعظيم الذي يليه بالفعل المضارع "يتبع" هو إثبات حقيقة تاريخية أصيلة في هذه الأمة، ألا وهي أن أمة الإسلام أمة لا تموت أبدًا ما بقيت الأرض، أمة متصِّلة، متحدة، مترابطة بشكل يدعو إلى العجب في كثير من الأحيان، لدرجة لا يمكن أن يفسرها المرء إلّا بشيء واحد فقط: أنها أمة مختارة من اللَّه الحكيم! فتأمل معي هذه القصة العجيبة لتفهم قصدي جيدًا، ملك نصراني من ملوك أفريقيا يتبع الكنيسة الإسكندرية بالتحديد، هذا الملك يسلم ويؤمن بنبي عربي لم يره في حياته البتة، فيأتيه رجل عربي كافر من نفس مدينة ذلك النبي ليزوره، وغرضه من تلك الزيارة هو محاربة ذلك النبي وأصحابه، ليسلم ذلك الرجل ليس على يدي النبي الذي كان يراه ليل نهار في مدينته وإنما على يدي ذلك الملك الأفريقي الذي لم يرَ النبي أصلًا!!! ثم يتحول هذا الرجل العربي إلى بطلٍ من أبطال الإسلام، فيقوم بعد ذلك بإدخال الإسلام إلى مدينة الإسكندرية التي كان يتبع كنيستها ذلك الملك نفسه قبل أن يسلم!!! أمّا ذلك النبي فهو محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأمّا ذلك الرجل العربي فهو عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه وأرضاه، وأمّا ذلك الملك الأفريقي المسلم فهو أصحمة بن أبجر نجاشي الحبشة جزاه اللَّه كل خير. وإذا كنتَ قد استغربت من هذا الترتيب الإلهي العجيب فتأمل معي ترتيبًا آخر أعجب منه بكثير، والذي يستشعر المرء من خلاله يد اللَّه التي هيأت الظروف لنبيه المصطفى حتى قبل ولادته، فهناك بعيدًا عن مكة وصحراء العرب، في أدغال مملكة الحبشة (أثيوبيا وأريتريا وشمال الصومال حاليًا) وفي إحدى الليالي المظلمة، قتل بعض المتآمرين (أبجر) نجاشي الحبشة (النجاشي لقب يُطلق على كل ملك يحكم الحبشة!) ، ثم جعل أولئك المتآمرون ملكًا آخر على الحبشة، وباعوا ابن الملك المقتول لأحد تجار الرقيق، وفي ليلة من الليالي الممطرة خرج الملك الجديد خارج قصره، وبشكل عجيب غريب، نزلت صاعقة من السماء وهو بين جنوده فأصابته من دونهم، فوقع قتيلًا في التو واللحظة، فسادت الفوضى بلاد الحبشة، فعلموا أنها لعنة حلت عليهم من اللَّه، فبحثوا عن ابن الملك الأول ليعيدوه للحكم، فعرفوا أنه في متن سفينة مبحرة إلى بلاد العرب حيث سيباع هناك عبدًا، فأدركوا السفينة قبل رحيلها، ليجدوا ابن الملك قبل أن يبحر إلى بلاد العرب لكي يباع هناك عبدًا، فقاموا بتحريره ومن ثم اجلسوه على عرش أبيه الذي اغتصبوه من قبل، هذا الغلام كان يسمى (أصحمة بن أبجر) وهو نفس الملك الذي اشتهر لدى المسلمين باسم النجاشي! وربما يكون هذا الظلم الذي وقع للنجاشي في طفولته هو سبب مقته للظلم، لذلك اشتهر النجاشي بعدله بين الناس، الأمر الذي دعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لكي يأمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة بعد أن اشتد إيذاء المشركين لهم، عندها بعثت قريش (عمرو ابن العاص) الذي كان صديقًا قديمًا للنجاشي لكي يستردهم، ولكن المفاجأة حدثت عندما قذف اللَّه الإيمان في قلب النجاشي، ليخفي النجاشي إسلامه عن قومه، ليس خوفًا على الكرسي، إنما خوفًا من أن يفتك النصارى باللاجئين المسلمين الذين كانوا يمثلون تقريبًا نصف عدد المسلمين على وجه الكرة الأرضية، فقد بعثهم الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- خصيصًا للحبشة وأبقاهم بها ١٥ سنة لكي يحملوا رسالة الإسلام للبشر في حالة إذا ما قتل المشركون رسولَ اللَّه وصحابته الكرام، فيكون هناك من يحمل راية الإسلام في الأرض إذا ما أصابهم مكروه. هذا التخطيط الإستراتيجي طويل المدى لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أدركه تمام الإدراك النجاشي أصحمة، فكان من الضروري على النجاشي أن يكتم إسلامه حرصًا على استمرارية الدعوة، فلقد رأى النجاشي من بطارقة النصارى حَنَقَهم بهذا الدين الذي يدعو إلى وحدانية اللَّه وترك عبادة المسيح، فخشي أن يثوروا عليه ويعزلوه (كما فعلوا مع أبيه من قبل!) ، فيضيع بذلك حليف قوي لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان بإمكانه دعم الدولة الإسلامية الناشئة، بل في أسوأ الأحوال، يمكن له استضافة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا ما اقتضت الحاجة، في حالة انهيار دولة المدينة. هذه الأسباب دعتني لإطلاق لقب (الجندي المجهول في أمة الإسلام) على النجاشي (أصحمة ابن أبجر) ، الملك الأفريقي الذي لا يعرف أغلبنا أصلًا أنه مسلم، ليبقى النجاشي مرابطًا في الحبشة بعيدًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(الجندي المجهول في أمة الإسلام)
النجاشي (أصحمة بن أبجر)
"اخرجوا فَصَلّوا على أخٍ لكم مات بغير أرضكم" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)
سيلاحظ القارئ الكريم أنني أستخدم فعل المضارع: "يتبع" في نهاية الحديث عن كل عظيم من عظماء أمة الإسلام المائة الوارد ذكرهم في هذا العمل، وقد يفسر البعض ذلك بمحاولة الكاتب إضفاء جوٍ من التشويق والإثارة في طيات هذا العمل الأدبي، وهذا ما لا أنفيه، إلّا أن السبب الرئيسي لوصل كل عظيم منهم بالعظيم الذي يليه بالفعل المضارع "يتبع" هو إثبات حقيقة تاريخية أصيلة في هذه الأمة، ألا وهي أن أمة الإسلام أمة لا تموت أبدًا ما بقيت الأرض، أمة متصِّلة، متحدة، مترابطة بشكل يدعو إلى العجب في كثير من الأحيان، لدرجة لا يمكن أن يفسرها المرء إلّا بشيء واحد فقط: أنها أمة مختارة من اللَّه الحكيم! فتأمل معي هذه القصة العجيبة لتفهم قصدي جيدًا، ملك نصراني من ملوك أفريقيا يتبع الكنيسة الإسكندرية بالتحديد، هذا الملك يسلم ويؤمن بنبي عربي لم يره في حياته البتة، فيأتيه رجل عربي كافر من نفس مدينة ذلك النبي ليزوره، وغرضه من تلك الزيارة هو محاربة ذلك النبي وأصحابه، ليسلم ذلك الرجل ليس على يدي النبي الذي كان يراه ليل نهار في مدينته وإنما على يدي ذلك الملك الأفريقي الذي لم يرَ النبي أصلًا!!! ثم يتحول هذا الرجل العربي إلى بطلٍ من أبطال الإسلام، فيقوم بعد ذلك بإدخال الإسلام إلى مدينة الإسكندرية التي كان يتبع كنيستها ذلك الملك نفسه قبل أن يسلم!!! أمّا ذلك النبي فهو محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأمّا ذلك الرجل العربي فهو عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه وأرضاه، وأمّا ذلك الملك الأفريقي المسلم فهو أصحمة بن أبجر نجاشي الحبشة جزاه اللَّه كل خير. وإذا كنتَ قد استغربت من هذا الترتيب الإلهي العجيب فتأمل معي ترتيبًا آخر أعجب منه بكثير، والذي يستشعر المرء من خلاله يد اللَّه التي هيأت الظروف لنبيه المصطفى حتى قبل ولادته، فهناك بعيدًا عن مكة وصحراء العرب، في أدغال مملكة الحبشة (أثيوبيا وأريتريا وشمال الصومال حاليًا) وفي إحدى الليالي المظلمة، قتل بعض المتآمرين (أبجر) نجاشي الحبشة (النجاشي لقب يُطلق على كل ملك يحكم الحبشة!) ، ثم جعل أولئك المتآمرون ملكًا آخر على الحبشة، وباعوا ابن الملك المقتول لأحد تجار الرقيق، وفي ليلة من الليالي الممطرة خرج الملك الجديد خارج قصره، وبشكل عجيب غريب، نزلت صاعقة من السماء وهو بين جنوده فأصابته من دونهم، فوقع قتيلًا في التو واللحظة، فسادت الفوضى بلاد الحبشة، فعلموا أنها لعنة حلت عليهم من اللَّه، فبحثوا عن ابن الملك الأول ليعيدوه للحكم، فعرفوا أنه في متن سفينة مبحرة إلى بلاد العرب حيث سيباع هناك عبدًا، فأدركوا السفينة قبل رحيلها، ليجدوا ابن الملك قبل أن يبحر إلى بلاد العرب لكي يباع هناك عبدًا، فقاموا بتحريره ومن ثم اجلسوه على عرش أبيه الذي اغتصبوه من قبل، هذا الغلام كان يسمى (أصحمة بن أبجر) وهو نفس الملك الذي اشتهر لدى المسلمين باسم النجاشي! وربما يكون هذا الظلم الذي وقع للنجاشي في طفولته هو سبب مقته للظلم، لذلك اشتهر النجاشي بعدله بين الناس، الأمر الذي دعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لكي يأمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة بعد أن اشتد إيذاء المشركين لهم، عندها بعثت قريش (عمرو ابن العاص) الذي كان صديقًا قديمًا للنجاشي لكي يستردهم، ولكن المفاجأة حدثت عندما قذف اللَّه الإيمان في قلب النجاشي، ليخفي النجاشي إسلامه عن قومه، ليس خوفًا على الكرسي، إنما خوفًا من أن يفتك النصارى باللاجئين المسلمين الذين كانوا يمثلون تقريبًا نصف عدد المسلمين على وجه الكرة الأرضية، فقد بعثهم الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- خصيصًا للحبشة وأبقاهم بها ١٥ سنة لكي يحملوا رسالة الإسلام للبشر في حالة إذا ما قتل المشركون رسولَ اللَّه وصحابته الكرام، فيكون هناك من يحمل راية الإسلام في الأرض إذا ما أصابهم مكروه. هذا التخطيط الإستراتيجي طويل المدى لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أدركه تمام الإدراك النجاشي أصحمة، فكان من الضروري على النجاشي أن يكتم إسلامه حرصًا على استمرارية الدعوة، فلقد رأى النجاشي من بطارقة النصارى حَنَقَهم بهذا الدين الذي يدعو إلى وحدانية اللَّه وترك عبادة المسيح، فخشي أن يثوروا عليه ويعزلوه (كما فعلوا مع أبيه من قبل!) ، فيضيع بذلك حليف قوي لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان بإمكانه دعم الدولة الإسلامية الناشئة، بل في أسوأ الأحوال، يمكن له استضافة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا ما اقتضت الحاجة، في حالة انهيار دولة المدينة. هذه الأسباب دعتني لإطلاق لقب (الجندي المجهول في أمة الإسلام) على النجاشي (أصحمة ابن أبجر) ، الملك الأفريقي الذي لا يعرف أغلبنا أصلًا أنه مسلم، ليبقى النجاشي مرابطًا في الحبشة بعيدًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
<العظيم الرابع في أمة الإسلام> "أرطبون العرب" (عمرو بن العاص) "أسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بنُ الْعَاص" (محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-) "لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب" (عمر بن الخطاب) "واللَّه يا مسيلمة إنك تعلم أني أعلم أنك تكذب" (عمرو…
وبعد سنوات من النصرة السرية للمسلمين مات النجاشي رحمه اللَّه قبل أن يكحل عينيه برؤية الرجل الذي آمن به وصدقه من دون أن يراه، ليعلم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بخبر موته وهو في المدينة قبل أن يجمع الصحابة ليصلي عليه صلاة الغائب، لتنتهي بذلك قصة أول ملكٍ من ملوك الأرض يؤمن برسالة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، قصة أول ناصر لهذا الدين من ملوك الأرض! المفارقة العجيبة في قصة هذا العظيم الإسلامي، أن النجاشي رحمه اللَّه كان التابعي الوحيد الذي أسلم على يديه أحد الصحابة وهو عمرو بن العاص -رضي اللَّه عنه-! فلماذا لم يكن أصحمة بن أبجر رحمه اللَّه صحابيًّا؟ ومن هم الصحابة؟ ولماذا خرج علينا في السنوات الأخيرة رجالٌ لا همَّ لهم في الحياة إلّا الطعن بالصحابة في الغداة والعشي؟ وما هو سر الحملة الشرسة على أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ ومن هو المستفيد الأول من تلطيخ سمعة الصحابة وتشويه صورتهم في أذهان عامة المسلمين؟ ولماذا كان الصحابة بالإجماع أفضل البشر بعد الأنبياء؟ يتبع. . . . .
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
<العظيم الخامس في أمة الإسلام> (الجندي المجهول في أمة الإسلام) النجاشي (أصحمة بن أبجر) "اخرجوا فَصَلّوا على أخٍ لكم مات بغير أرضكم" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) سيلاحظ القارئ الكريم أنني أستخدم فعل المضارع: "يتبع" في نهاية الحديث عن كل…
<العظيم السادس في أمة الإسلام>
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}
(الصحابة)
"يا رسول اللَّه. . . واللَّه لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون!" (المقداد بن عمرو)
ليس غريبًا أن يظهر عظيم من العظماء في أمة من أمم الأرض، فقد ظهر (جنكيز خان) في أمة المغول، وظهر (الإسكندر الأكبر) في الإغريق، و (بسمارك) في الألمان، و (غاريبالدي) في إيطاليا، وظهر غيرهم الكثير من القادة والمفكرين الذين غيروا من حال شعوبهم، فتحولوا إلى عظماء في التاريخ، حتى ولو كانت عظمتهم في عيون شعوبهم فقط! ولكن أن يظهر جيل كامل من العظماء في نفس الأمة، وفي وقت واحد، دفعةً واحدة، لا ليغيروا من حال أمتهم فحسب، بل ليغير اللَّه بهم حال الأرض بمن عليها إلى يوم القيامة، إننا لا نتحدث عن عظيم واحد فقط، إننا نتحدث عن جيل فريد من نوعه، جيل لم ولن تعرف الإنسانية بعظمته ما بقي الدهر، إننا نتحدث عن أصحاب محمد بن عبد اللَّه، إننا نتحدث عن جيل الصحابة! والصحابي: هو كل من لقي الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- مسلمًا ومات على ذلك. هؤلاء العظماء وصفهم اللَّه العظيم بوصف قمة في الروعة، في آية قرآنية عجيبة هي غاية في العجب، وسبب العجب في تلك الآية أنها الآية الوحيدة في كتاب اللَّه الكريم التي تجمع في كلماتها حروف اللغة العربية مجتمعة!! فما من حرف من حروف لغة الضاد إلى وقد ورد في تلك الآية، أما عن سر تنوع الحروف في هذه الآية فسنحاول التعرف عليه بعد ذكر هذه الآية الجميلة التي وردت في سورة الفتح: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٢٩) [الفتح: ٢٩] . ولكي يتسنى لك الاستمتاع بمعنى هذه الآية الجميلة في وصف الصحابة الكرام ينبغي عليك أن تتخيل هذا التصوير الرباني الجميل، تخيل أن هناك نبتة صغيرة أخرجت من حولها نباتات مساندة أحاطت بالنبتة الأصلية من كل جانب، فشدت من صلابتها وساندتها وآزرتها، وبمعونة هذه النباتات المساندة أصبحت تلك النبتة الصغيرة قوية متينة فاستوت وارتفعت عاليًا في السماء، لتتحد تلك النبتة الأصلية بتلك النباتات الفرعية، ليتكون بذلك بنيان جديد قوي ثابت، قلبه تلك النبتة الأصلية، وجدرانه تلك النباتات الفرعية التي انبثقت منها، فارتفع ذلك البنيان عاليًا بكل ثقة، لدرجة أن المزارعين إذا مرّوا به أعجبوا به أيما إعجاب، أمّا إذا مرَّ به كافر فإنه ينظر إليه بغيظ من شدة صلابته وقوته وثباته، وواللَّه ليس هناك وصف في أي لغة من لغات الأرض يصف الصحابة رضوان اللَّه عليهم أكثر من هذا الوصف الإلهي الرائع، فمحمد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو تلك النبتة الأصلية التي انبثق منها الصحابة الكرام، فأحاطو به من كل جانب ليآزروه ويساندوه، فاستغلظ بهم واستوى على سوقه وهم محيطون به، فتكون هذا البنيان الثابت الذي قلبه هو محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وجدرانه الصلبة هم صحابته الكرام، أمّا الزراع الذين يريدون الزراعة الحقيقية فعلًا (وهم المؤمنون الحقيقيون) ، فإنهم يتأملون في ذلك الزرع الثابت ليتعلموا منه أساس الزراعة الصحيحة (وهذا دليلٌ على وجوب اتباع نهج الصحابة!) ، أما الكفار فإنهم يغتاظون من روعته وقوته، فإذا ما علمت أن فلانًا كان صحابيًا من صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان في قلبك مثقال ذرة من غيظ على أحد منهم، فاعلم جيدًا أنك في خطر كبير، لأنك ممن ينطبق عليهم قول رب العالمين: (ليغيظ بهم الكفار) ! والآن أصبح واضحًا للعيان لماذا تشن الحملات الإعلامية على صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فالصحابة هم الجدار المتين الذي يحيط بالقلب الأصلي -رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فإذا تمكن هؤلاء الغزاة من تدمير الجدار المنيع لهذا البنيان القوي، سيصبح المجال مفتوحًا لمهاجمة القلب، وللتوضيح أكثر ينبغي القول أنه لو تركنا المستشرقين ومن معهم من المنافقين يهاجمون ويشككون بالصحابة، فإن الهجوم لن يلبث أن يصل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}
(الصحابة)
"يا رسول اللَّه. . . واللَّه لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون!" (المقداد بن عمرو)
ليس غريبًا أن يظهر عظيم من العظماء في أمة من أمم الأرض، فقد ظهر (جنكيز خان) في أمة المغول، وظهر (الإسكندر الأكبر) في الإغريق، و (بسمارك) في الألمان، و (غاريبالدي) في إيطاليا، وظهر غيرهم الكثير من القادة والمفكرين الذين غيروا من حال شعوبهم، فتحولوا إلى عظماء في التاريخ، حتى ولو كانت عظمتهم في عيون شعوبهم فقط! ولكن أن يظهر جيل كامل من العظماء في نفس الأمة، وفي وقت واحد، دفعةً واحدة، لا ليغيروا من حال أمتهم فحسب، بل ليغير اللَّه بهم حال الأرض بمن عليها إلى يوم القيامة، إننا لا نتحدث عن عظيم واحد فقط، إننا نتحدث عن جيل فريد من نوعه، جيل لم ولن تعرف الإنسانية بعظمته ما بقي الدهر، إننا نتحدث عن أصحاب محمد بن عبد اللَّه، إننا نتحدث عن جيل الصحابة! والصحابي: هو كل من لقي الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- مسلمًا ومات على ذلك. هؤلاء العظماء وصفهم اللَّه العظيم بوصف قمة في الروعة، في آية قرآنية عجيبة هي غاية في العجب، وسبب العجب في تلك الآية أنها الآية الوحيدة في كتاب اللَّه الكريم التي تجمع في كلماتها حروف اللغة العربية مجتمعة!! فما من حرف من حروف لغة الضاد إلى وقد ورد في تلك الآية، أما عن سر تنوع الحروف في هذه الآية فسنحاول التعرف عليه بعد ذكر هذه الآية الجميلة التي وردت في سورة الفتح: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٢٩) [الفتح: ٢٩] . ولكي يتسنى لك الاستمتاع بمعنى هذه الآية الجميلة في وصف الصحابة الكرام ينبغي عليك أن تتخيل هذا التصوير الرباني الجميل، تخيل أن هناك نبتة صغيرة أخرجت من حولها نباتات مساندة أحاطت بالنبتة الأصلية من كل جانب، فشدت من صلابتها وساندتها وآزرتها، وبمعونة هذه النباتات المساندة أصبحت تلك النبتة الصغيرة قوية متينة فاستوت وارتفعت عاليًا في السماء، لتتحد تلك النبتة الأصلية بتلك النباتات الفرعية، ليتكون بذلك بنيان جديد قوي ثابت، قلبه تلك النبتة الأصلية، وجدرانه تلك النباتات الفرعية التي انبثقت منها، فارتفع ذلك البنيان عاليًا بكل ثقة، لدرجة أن المزارعين إذا مرّوا به أعجبوا به أيما إعجاب، أمّا إذا مرَّ به كافر فإنه ينظر إليه بغيظ من شدة صلابته وقوته وثباته، وواللَّه ليس هناك وصف في أي لغة من لغات الأرض يصف الصحابة رضوان اللَّه عليهم أكثر من هذا الوصف الإلهي الرائع، فمحمد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو تلك النبتة الأصلية التي انبثق منها الصحابة الكرام، فأحاطو به من كل جانب ليآزروه ويساندوه، فاستغلظ بهم واستوى على سوقه وهم محيطون به، فتكون هذا البنيان الثابت الذي قلبه هو محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وجدرانه الصلبة هم صحابته الكرام، أمّا الزراع الذين يريدون الزراعة الحقيقية فعلًا (وهم المؤمنون الحقيقيون) ، فإنهم يتأملون في ذلك الزرع الثابت ليتعلموا منه أساس الزراعة الصحيحة (وهذا دليلٌ على وجوب اتباع نهج الصحابة!) ، أما الكفار فإنهم يغتاظون من روعته وقوته، فإذا ما علمت أن فلانًا كان صحابيًا من صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان في قلبك مثقال ذرة من غيظ على أحد منهم، فاعلم جيدًا أنك في خطر كبير، لأنك ممن ينطبق عليهم قول رب العالمين: (ليغيظ بهم الكفار) ! والآن أصبح واضحًا للعيان لماذا تشن الحملات الإعلامية على صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فالصحابة هم الجدار المتين الذي يحيط بالقلب الأصلي -رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فإذا تمكن هؤلاء الغزاة من تدمير الجدار المنيع لهذا البنيان القوي، سيصبح المجال مفتوحًا لمهاجمة القلب، وللتوضيح أكثر ينبغي القول أنه لو تركنا المستشرقين ومن معهم من المنافقين يهاجمون ويشككون بالصحابة، فإن الهجوم لن يلبث أن يصل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
« أمة إقرأ سـتقرأ📚 »
<العظيم الخامس في أمة الإسلام> (الجندي المجهول في أمة الإسلام) النجاشي (أصحمة بن أبجر) "اخرجوا فَصَلّوا على أخٍ لكم مات بغير أرضكم" (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) سيلاحظ القارئ الكريم أنني أستخدم فعل المضارع: "يتبع" في نهاية الحديث عن كل…
فالهدف الأول لهؤلاء الغزاة هو قلب ذلك البنيان، ألا وهو محمد رسول اللَّه! فالطعن بأي صحابي مهما كان اسمه، يعرض الإسلام للخطر، فهؤلاء النفر هم الذين نقلوا القرآن والسنة، أي أن الصحابة هم الذين نقلوا الدين الإسلامي لنا! فإذا شككنا بالناقل، شككنا إذًا بالمنقول! وإذا ما قبلنا بالطعن بهؤلاء العظام فإن ما نقلوه إلينا من قرآن وسنة ليس صحيحًا، إذًا فهذا الإسلام الذي بين أيدينا ليس هو الإسلام الصحيح، فلو قبلنا بالطعن الذي يُوجه للصحابة، ضاع الإسلام، وضعنا نحن معه في نهاية المطاف! وواللَّه لو أن أحدًا سبَّ صاحبًا لك لقفزت من مكانك وصفعته على وجهه، فويحكم ما بالكم بأصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟! ألا يستحقون دفاعًا منّا يعادل دفاعهم عن صاحبهم الذي دافعوا عنه بأرواحهم؟ إن الدفاع عن الصحابة هو الدفاع عن الإسلام نفسه، فهؤلاء العمالقة لم يكونوا عظامًا من فراغ، بل كانوا نتاجًا لثلاثة عوامل أساسية كوَّنت شخصية الفرد منهم قبل أن يتحول كل واحدٍ منهم إلى عظيم من عظماء جيل الصحابة: أولًا: الاختيار الرباني: اختار اللَّه رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- من بين كل البشر ليحمل آخر رسالة منه إلى الخلق أجمعين، ولمّا كان هذا الرسول بشرًا له عمر محدد، فقد كان حقًا على اللَّه أن يختار له من يعينوه على إتمام رسالته في حياته، ثم حمل تلك الرسالة بعد مماته إلى باقي شعوب الأرض من دون تبديل أو تحريف، وإلّا فلن تكون للَّه عز وجل على الناس حجة في وصول الرسالة الصحيحة إليهم! ولا يحتاج المتأمل لقصص الصحابة إلى كثير من الذكاء لكي يدرك تمام الإدراك أن اللَّه اختار بذاته العلية الصحابة اسمًا اسمًا لكي يقوموا بدورهم الذي خُلقوا من أجله، فالأوس والخزرج لم يكونوا أصلًا من سكان المدينة، بل هم من قبيلة الأزد التي هاجرت من اليمن بعد انهيار سد مأرب، فمن الذي دفعهم لاختيار يثرب التي سوف يهاجر إليها رسول اللَّه بعد ذلك بسنوات؟! ومن الذي جعل سد مأرب ينهار من الأساس؟ وسلمان الفارسي -رضي اللَّه عنه- انتقل في مغامرة عجيبة من بلاد فارس إلى الشام فالعراق فتركيا بحثًا عن الحقيقة الأزلية دون أي جدوى، وبعد أن عجز سلمان من الوصول إلى الحقيقة بنفسه، قامت مجموعة من قطاع طرق باختطافه ونقله من دون أي اختيار له إلى يثرب تحديدًا!!! ثانيًا: التربية المحمدية: لعل من أبرز ما تميز به الصحابة عن بقية الخلق في كل العصور أنهم تعلموا مباشرةً من المعلم الأول للإنسانية محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأصبحوا بذلك أعظم تلاميذ في التاريخ لأعظم أستاذ في الدنيا، فوَرد الصحابةُ النبعَ صافيًا من دون أي شائبة، ووردناه نحن مختلطًا بالشوائب، لذلك كان فهمم للكتاب والسنة أصح من فهمنا بالضرورة، ذلك أنهم عاشوا بالفعل مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأصبح فهمم للكتاب والسنة هو الفهم الصحيح للدين، وأصبح لزامًا علينا أن نفهم الكتاب والسنة بفهمهم هم لا بفهمنا نحن، فإذا فسر الصحابة آية من الآيات على شكل من الأشكال، وفسرها أحد من المسلمين بعدهم على نحو آخر، فإن تفسير جمهور الصحابة هو التفسير الصحيح بدون أدنى شك، فالصحابة هم الذين عايشوا الآيات لحظة نزولها وعرفوا أسباب تنزيلها وحيثيات مضمونها، فتطبيق الصحابة للقرآن والسنة هو التطبيق الصحيح للإسلام. ثالثًا: الجهاد النفسي: بتنا نسمع في الآونة الأخيرة من بعض شباب جيل الصحوة مقولة متكررة: افتحوا لنا باب الجهاد! ولا شك أن أولئك الشباب قد قرأوا قصص البطولات العظيمة التي كان يقوم بها أبطال الصحابة، فأرادوا أن يقتدوا بهم بدعوتهم لفتح باب الجهاد، ولكن الحقيقة التي غابت عن ذهن شبابنا أن الأمر ليس بهذه البساطة على الإطلاق، فالأجدر على كل واحدٍ منا أن يسأل نفسه قبل التفكير بالقتال إن كان يصلي صلاة الفجر في وقتها ناهيك إن كان يصليها في المسجد، إن كان يقوم الليل للَّه سبحانه وتعالى، إن كان يستطيع أن يترك مشاهدة المباراة لفريقه الوطني عندما يؤذن المؤذن للصلاة، إن كان يمارس الرياضة أو كان يستطيع الجري أصلًا، إن كان يستطيع مجرد الإقلاع عن التدخين قبل أن يجاهد؟!! الطريف أن الكثير من الشباب -وعلى الرغم من صدق نواياهم في طلب الجهاد- يظنون أن الأمر لا يتطلب أكثر من حمل السلاح لكي يصبح الواحد منهم بطلًا كأبطال الصحابة في بدر وأحد، والواقع أن درب الجهاد طويل طويل لعل آخره هو حمل السلاح (وليس أوله كما يظن البعض!) ، فالصحابة الكرام لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من بطولة وخلود إلّا بعد جهاد قاسٍ هو أعظم من الجهاد الذي يطلبه شبابنا هذه الأيام، إنه الجهاد النفسي، فالحديد الصلب لا يصبح صلبًا إلا بعد خروجه من بوتقة النار الملتهبة.