من سيرة الإمام الشافعي _ أفضل ٱهل زمانه _
ولد سنة ١٠٥ ه وتُوفي ٢٠٤ ه بمصر
وُلِدَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْإِمَامُ رَضِيَ الله عنه بِغَزَّةَ، قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الشام قَرِيبَةٌ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَقِيلَ: بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: بِعَسْقَلَانَ.
وقلنا الراجح أنه ولد بغزة
" وَمَاتَ أَبُوهُ إدْرِيسُ شَابًّا، فَنَشَأَ مُحَمَّدٌ يَتِيمَا فِي حِجْرٍ أُمِّهِ، فَخَافَتْ عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ، فَتَحَوَّلَتْ بِهِ إِلَىٰ مَحْتِدِهِ وَهُوَ ابْنُ عَامَيْنِ.
فَنَشَأَ بِمَكَّةَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّمْي، حَتَّى فَاقَ فِيهِ الْأَقْرَانَ، وَصَارَ يُصِيبُ مِن الفرس في عَشْرَةِ أَسْهُم تِسْعَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْعَرَبِيَّةِ وَالشَّرْعِ، فَبَرَعَ فِي ذَلِكَ، وَتَقَدَّمَ.
ثُمَّ حُببَ إِلَيْهِ الْفِقْهُ، فَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ " ( سير ٱعلام النبلاء )
وَنَشَأَ مَعَ يُتِمِهِ فَقِيرًا كَمَا حَكَىٰ عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِي يَقُولُ: " كُنتُ يَتِيمًا فِي حَجْرٍ أُمِّي، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا مَا تُعْطِينِي لِلْمُعَلِّمِ، وَكَانَ الْمُعَلِّمُ قَدْ رضي مِنْي أن أقومَ عَلَى الصَّبْيَانِ إِذَا غَابَ، وَأَخَفِّفَ عَنْهُ" ( حلية الأولياء )
وَوُجُهَ لِلْحِفْظِ وَالضَّبْطِ صَغِيرًا، قَالَ الْمُزَنِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: " حَفِظْتُ الْقُرْآنَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ، وَحَفِظْتُ «الْمُوَطَّا» وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ». ( تاريخ بغداد )
قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة .
ِ قال حسين الكرابيسي: بتُ الشافعي ليلة، فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد عن خمسين آية فإذا أكثر فمئة آية .
قال ابن عيينة: الشافعي أفضل أهل زمانه
قال أحمد بن حنبل: ما أحد مسَ محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منًة .
قال الشافعي _ رحمه الله _
" فَارَقْتُ مَكَّةَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةٍ، [ وَقَصَدْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ]، فَرَأَيْتُ مالِكَ بْنَ أَنسٍ رَحمه اللَّهُ مُتَزِرًا بِبُرْدَةٍ مُتَّشِحًا بِأُخْرَى، يَقُولُ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عمر عنْ صَاحِبٍ هَذَا الْقَبْرِ - يَضْرِبُ بِيَدِهِ قَبْرَ رَسُولِ اللهِ ﷺ - فَلَمَّا رَأَيْتُ ذلك هِبْتُهُ الهيْبَة العظيمة "
قَالَ الشَّافِعِيُّ: " وَقَدِمْتُ عَلَىٰ مَالِكِ وَقَدْ حَفِظْتُ الْمُوَطَأ، فَقَالَ لِي: أَحْضر مَنْ يَقْرَأُ لَكَ . فَقُلْتُ: أَنَا قارئُ. فَقَرَأْتُ "الْمُوَطَأ" حِفْظًا، فَقَالَ: إِنْ يَكُنْ أَحَدٌ يُفْلِحُ فَهَذَا الْغُلَامُ».
#الإمام_الشافعي
ولد سنة ١٠٥ ه وتُوفي ٢٠٤ ه بمصر
وُلِدَ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْإِمَامُ رَضِيَ الله عنه بِغَزَّةَ، قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الشام قَرِيبَةٌ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَقِيلَ: بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: بِعَسْقَلَانَ.
وقلنا الراجح أنه ولد بغزة
" وَمَاتَ أَبُوهُ إدْرِيسُ شَابًّا، فَنَشَأَ مُحَمَّدٌ يَتِيمَا فِي حِجْرٍ أُمِّهِ، فَخَافَتْ عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ، فَتَحَوَّلَتْ بِهِ إِلَىٰ مَحْتِدِهِ وَهُوَ ابْنُ عَامَيْنِ.
فَنَشَأَ بِمَكَّةَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّمْي، حَتَّى فَاقَ فِيهِ الْأَقْرَانَ، وَصَارَ يُصِيبُ مِن الفرس في عَشْرَةِ أَسْهُم تِسْعَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْعَرَبِيَّةِ وَالشَّرْعِ، فَبَرَعَ فِي ذَلِكَ، وَتَقَدَّمَ.
ثُمَّ حُببَ إِلَيْهِ الْفِقْهُ، فَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ " ( سير ٱعلام النبلاء )
وَنَشَأَ مَعَ يُتِمِهِ فَقِيرًا كَمَا حَكَىٰ عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِي يَقُولُ: " كُنتُ يَتِيمًا فِي حَجْرٍ أُمِّي، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا مَا تُعْطِينِي لِلْمُعَلِّمِ، وَكَانَ الْمُعَلِّمُ قَدْ رضي مِنْي أن أقومَ عَلَى الصَّبْيَانِ إِذَا غَابَ، وَأَخَفِّفَ عَنْهُ" ( حلية الأولياء )
وَوُجُهَ لِلْحِفْظِ وَالضَّبْطِ صَغِيرًا، قَالَ الْمُزَنِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: " حَفِظْتُ الْقُرْآنَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ، وَحَفِظْتُ «الْمُوَطَّا» وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ». ( تاريخ بغداد )
قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة .
ِ قال حسين الكرابيسي: بتُ الشافعي ليلة، فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد عن خمسين آية فإذا أكثر فمئة آية .
قال ابن عيينة: الشافعي أفضل أهل زمانه
قال أحمد بن حنبل: ما أحد مسَ محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منًة .
قال الشافعي _ رحمه الله _
" فَارَقْتُ مَكَّةَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةٍ، [ وَقَصَدْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ]، فَرَأَيْتُ مالِكَ بْنَ أَنسٍ رَحمه اللَّهُ مُتَزِرًا بِبُرْدَةٍ مُتَّشِحًا بِأُخْرَى، يَقُولُ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عمر عنْ صَاحِبٍ هَذَا الْقَبْرِ - يَضْرِبُ بِيَدِهِ قَبْرَ رَسُولِ اللهِ ﷺ - فَلَمَّا رَأَيْتُ ذلك هِبْتُهُ الهيْبَة العظيمة "
قَالَ الشَّافِعِيُّ: " وَقَدِمْتُ عَلَىٰ مَالِكِ وَقَدْ حَفِظْتُ الْمُوَطَأ، فَقَالَ لِي: أَحْضر مَنْ يَقْرَأُ لَكَ . فَقُلْتُ: أَنَا قارئُ. فَقَرَأْتُ "الْمُوَطَأ" حِفْظًا، فَقَالَ: إِنْ يَكُنْ أَحَدٌ يُفْلِحُ فَهَذَا الْغُلَامُ».
#الإمام_الشافعي
الحديث السادس
( باب الصبر ) .
عَنْ أبي سَعيدٍ بْن مَالِك بْن سِنَانٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَاساً مِنَ الأنصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فأَعْطاهُم، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى نَفِد مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أَنَفَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِيَدِهِ: "مَا يَكُنْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يسْتعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ. وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
#رمضان_مبارك
#الحديث
#رياض_الصالحين
( باب الصبر ) .
عَنْ أبي سَعيدٍ بْن مَالِك بْن سِنَانٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَاساً مِنَ الأنصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فأَعْطاهُم، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى نَفِد مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أَنَفَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِيَدِهِ: "مَا يَكُنْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يسْتعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ. وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
#رمضان_مبارك
#الحديث
#رياض_الصالحين
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
قوله: « إنَّ ناسا من الأنصار .. إلى قوله حَتَّى نَفِد ما عنده " كان من خلقه الكريم أنه لا يُسأل شيئاً يجده إلا أعطاه، وما عهد عنه أنه منع سائلا بل كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويعيش في بيته عيش الفقراء وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع ، فهو صلى الله عليه وسلم أكرم الناس وأشجع الناس، فلما نفد ما في يده أخبرهم أنه: (ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ) أي: لا يمكن أن يدخر خيرًا عنهم؛ فيمنعهم ولكن ليس عنده شيء.
ثم حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستعفاف والاستغناء والصبر فقال: ومَنْ يَسْتَعْفِفْ بُعِنَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِه الله ومَنْ يتصبر يُصَبره الله». هذه ثلاثة أمور:
أولا: " من يستعفف يعفه الله " فمن يستعفف عما حرم الله عليه من النساء يُعفه الله عز وجل والإنسان الذي يتبع نفسه هواها فيما يتعلق بالعفة فإنه يهلك - والعياذ بالله - : لأنه إذا أتبع نفسه هواها وصار يتتبع النساء فإنه يهلك. تزني العين، وتزني ،الأذن، وتزني ،اليد وتزني الرجل، ثم يزني الفرج، وهو الفاحشة والعياذ بالله. فإذا استعف الإنسان عن هذا المحرم أعفه الله عز وجل وحَماهُ وحَمى أهله أيضًا..
ثانيا : " من يَسْتغْن يغْنِه الله " أي من يَسْتغْنِ بما عند الله عما في أيدي الناس يُغْنِهِ الله عز وجل وأما من يسأل الناس، ويحتاج لما عندهم، فإنه سيبقى قلبه فقيرًا - والعياذ بالله - ولا يستغني والغنى غنى القلب فإذا استغنى الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس أغناه الله عن الناس وجَعَله عزيز النفس بعيدا عن السؤال . .
ثالثًا: «من يتصبر يُصبره الله أي يعطه الله الصبر.
فإذا حَبَست نفسك عما حرم الله وصبرت على ما عندك من الحاجة والفقر ولم تلح على الناس بالسؤال فإن الله تعالى يُصبركَ ويُعينك على الصبر. وهذا هو الشاهد من الحديث لأنه في باب الصبر. ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " وما أعطي أحَد عَطاء خيرًا وأوسع من الصبر». أي: ما مَنَّ الله على أحد بعطاء من رزق أو غيره خيرًا وأوسع من الصبر لأن الإنسان إذا كان صبورًا تحمل كل شيء. إن أصابته الضراء صبر، وإن عرض له الشيطان بفعل المحرَّم صبر ، وإن خَذَله الشيطان عن ما أمر الله صبر.
قوله: « إنَّ ناسا من الأنصار .. إلى قوله حَتَّى نَفِد ما عنده " كان من خلقه الكريم أنه لا يُسأل شيئاً يجده إلا أعطاه، وما عهد عنه أنه منع سائلا بل كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويعيش في بيته عيش الفقراء وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع ، فهو صلى الله عليه وسلم أكرم الناس وأشجع الناس، فلما نفد ما في يده أخبرهم أنه: (ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ) أي: لا يمكن أن يدخر خيرًا عنهم؛ فيمنعهم ولكن ليس عنده شيء.
ثم حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستعفاف والاستغناء والصبر فقال: ومَنْ يَسْتَعْفِفْ بُعِنَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِه الله ومَنْ يتصبر يُصَبره الله». هذه ثلاثة أمور:
أولا: " من يستعفف يعفه الله " فمن يستعفف عما حرم الله عليه من النساء يُعفه الله عز وجل والإنسان الذي يتبع نفسه هواها فيما يتعلق بالعفة فإنه يهلك - والعياذ بالله - : لأنه إذا أتبع نفسه هواها وصار يتتبع النساء فإنه يهلك. تزني العين، وتزني ،الأذن، وتزني ،اليد وتزني الرجل، ثم يزني الفرج، وهو الفاحشة والعياذ بالله. فإذا استعف الإنسان عن هذا المحرم أعفه الله عز وجل وحَماهُ وحَمى أهله أيضًا..
ثانيا : " من يَسْتغْن يغْنِه الله " أي من يَسْتغْنِ بما عند الله عما في أيدي الناس يُغْنِهِ الله عز وجل وأما من يسأل الناس، ويحتاج لما عندهم، فإنه سيبقى قلبه فقيرًا - والعياذ بالله - ولا يستغني والغنى غنى القلب فإذا استغنى الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس أغناه الله عن الناس وجَعَله عزيز النفس بعيدا عن السؤال . .
ثالثًا: «من يتصبر يُصبره الله أي يعطه الله الصبر.
فإذا حَبَست نفسك عما حرم الله وصبرت على ما عندك من الحاجة والفقر ولم تلح على الناس بالسؤال فإن الله تعالى يُصبركَ ويُعينك على الصبر. وهذا هو الشاهد من الحديث لأنه في باب الصبر. ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " وما أعطي أحَد عَطاء خيرًا وأوسع من الصبر». أي: ما مَنَّ الله على أحد بعطاء من رزق أو غيره خيرًا وأوسع من الصبر لأن الإنسان إذا كان صبورًا تحمل كل شيء. إن أصابته الضراء صبر، وإن عرض له الشيطان بفعل المحرَّم صبر ، وإن خَذَله الشيطان عن ما أمر الله صبر.
من سيرة الإمام الشافعي _ ٱفضل ٱهل زمانه _ (٣)
نشأ الأمام الشافعي _ رحمه الله _ بمكة وحصل على علوم علمائها ك داوود العطار وسفان بن عيينة وفضيل بن عياض وعدة .. ( سير أعلام النبلاء )
ارتحل _ وهو بن نيّف وعشرين سنة.. وكان قد تحمّل أصول العلوم وصار بالغًا الغاية في اللسان العربي، فصيحًا وأديبًا وصاحب حديث وذا هيبة وأدب. فكانت رحلته الأولى إلى المدينة؛ مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحل بعدها إلى اليمن وبغداد ومصر وغيرها من مدن العلم وقد أخذ من بغداد عن محمد بن الحسن _ فقيه العراق [ وصاحب أبي حنيفة ] _ ولازمه وحمل عنه ..
وَقَدْ بَلَغَ فِي تَحْصِيلِ عُلُومِ الْقُرْآنِ وَاسْتِظْهَارِ مَعَانِيهِ وَمَعْرِفَةِ اللسان الَّذِي نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ مَنْزِلًا عَظِيمًا، حَتَّى قَالَ عَنْ نَفْسِهِ :
«أَقَمْتُ فِي بُطُونِ الْعَرَبِ عِشْرِينَ سَنَةٌ، أَخُذُ أَشْعَارَهَا وَلُغَاتِهَا، وَحَفِظْتُ الْقُرْآنَ، فَمَا عَلِمْتُ أَنَّهُ مَرَّ بِي حَرْفٌ إِلَّا وَقَدْ عَلِمْتُ الْمَعْنَى فِيهِ وَالْمُرَادَ، مَا خَلَا حَرْفَيْنِ، أَحَدُهُمَا: «دَسَّاهَا»
فَقَدِ انْتَهَى الْإِمَامُ مِنْ تَحْصِيلِ الْعُلُومِ مُبَكْرًا، وَشَهِدَ لَهُ الْأَكَابِرُ، وَحَمَلُوهُ عَلَىٰ أَنْ يَجْلِسَ لِلْفَتْوَى، وَقَدْ رَخَّصَ لَهُ الْأَئِمَّةُ بِالْفَتْوَى، بَلْ أَمَرُوهُ بِالْجُلُوسِ لِلْإِفْتَاءِ وَالتَّدْرِيس مُبَكَرًا؛ فَأَمَرَهُ مُفْتِي مَكَّةَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، وَمُفْتِي الْمَدِينَةِ
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَغَيْرُهُمْا
أجازه شيخه مسلم بن خالد الزنجي بالإفتاء وهو في الخامسة عشرة .
#الإمام_الشافعي
نشأ الأمام الشافعي _ رحمه الله _ بمكة وحصل على علوم علمائها ك داوود العطار وسفان بن عيينة وفضيل بن عياض وعدة .. ( سير أعلام النبلاء )
ارتحل _ وهو بن نيّف وعشرين سنة.. وكان قد تحمّل أصول العلوم وصار بالغًا الغاية في اللسان العربي، فصيحًا وأديبًا وصاحب حديث وذا هيبة وأدب. فكانت رحلته الأولى إلى المدينة؛ مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحل بعدها إلى اليمن وبغداد ومصر وغيرها من مدن العلم وقد أخذ من بغداد عن محمد بن الحسن _ فقيه العراق [ وصاحب أبي حنيفة ] _ ولازمه وحمل عنه ..
وَقَدْ بَلَغَ فِي تَحْصِيلِ عُلُومِ الْقُرْآنِ وَاسْتِظْهَارِ مَعَانِيهِ وَمَعْرِفَةِ اللسان الَّذِي نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ مَنْزِلًا عَظِيمًا، حَتَّى قَالَ عَنْ نَفْسِهِ :
«أَقَمْتُ فِي بُطُونِ الْعَرَبِ عِشْرِينَ سَنَةٌ، أَخُذُ أَشْعَارَهَا وَلُغَاتِهَا، وَحَفِظْتُ الْقُرْآنَ، فَمَا عَلِمْتُ أَنَّهُ مَرَّ بِي حَرْفٌ إِلَّا وَقَدْ عَلِمْتُ الْمَعْنَى فِيهِ وَالْمُرَادَ، مَا خَلَا حَرْفَيْنِ، أَحَدُهُمَا: «دَسَّاهَا»
فَقَدِ انْتَهَى الْإِمَامُ مِنْ تَحْصِيلِ الْعُلُومِ مُبَكْرًا، وَشَهِدَ لَهُ الْأَكَابِرُ، وَحَمَلُوهُ عَلَىٰ أَنْ يَجْلِسَ لِلْفَتْوَى، وَقَدْ رَخَّصَ لَهُ الْأَئِمَّةُ بِالْفَتْوَى، بَلْ أَمَرُوهُ بِالْجُلُوسِ لِلْإِفْتَاءِ وَالتَّدْرِيس مُبَكَرًا؛ فَأَمَرَهُ مُفْتِي مَكَّةَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، وَمُفْتِي الْمَدِينَةِ
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَغَيْرُهُمْا
أجازه شيخه مسلم بن خالد الزنجي بالإفتاء وهو في الخامسة عشرة .
#الإمام_الشافعي
الحديث السابع
( باب الصبر )
قال العلّامة فيصل آل مبارك _ رحمه الله _
في هذا الحديث : فَضْلُ الشكر على السّرّاء والصبر على الضرّاء، فمن فعل ذلك حصل له خير الدارين، ومن لم يشكر على النعمة، ولم يصبر على المصيبة، فاته الأجر، وحصل له الوزر.
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
في هذا الحديث: الحثّ على الإيمان وأن المؤمن دائما في خير ونعمة. وفيه: الحث على الصبر على الضراء وأن ذلك من خصال المؤمنين. فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابرا محتسبا تنتظر الفرج من الله عز وجل وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان. وإن رأيت بالعكس فلُم نفسك وعدل مسيرك وتُب إلى الله.
وفي هذا الحديث: الحث على الشَّكر عند السراء لأنَّه إذا شكر الإنسان ربَّه على نعمة فهذا من توفيق الله له ومن أسباب زيادة النعم
#رياض_الصالحين
#رمضان_مبارك
#الحديث
( باب الصبر )
قال العلّامة فيصل آل مبارك _ رحمه الله _
في هذا الحديث : فَضْلُ الشكر على السّرّاء والصبر على الضرّاء، فمن فعل ذلك حصل له خير الدارين، ومن لم يشكر على النعمة، ولم يصبر على المصيبة، فاته الأجر، وحصل له الوزر.
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
في هذا الحديث: الحثّ على الإيمان وأن المؤمن دائما في خير ونعمة. وفيه: الحث على الصبر على الضراء وأن ذلك من خصال المؤمنين. فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابرا محتسبا تنتظر الفرج من الله عز وجل وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان. وإن رأيت بالعكس فلُم نفسك وعدل مسيرك وتُب إلى الله.
وفي هذا الحديث: الحث على الشَّكر عند السراء لأنَّه إذا شكر الإنسان ربَّه على نعمة فهذا من توفيق الله له ومن أسباب زيادة النعم
#رياض_الصالحين
#رمضان_مبارك
#الحديث
الحديث السابع
( باب الصبر )
عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ".رواه مسلم
قال العلّامة فيصل آل مبارك _ رحمه الله _
في هذا الحديث : فَضْلُ الشكر على السّرّاء والصبر على الضرّاء، فمن فعل ذلك حصل له خير الدارين، ومن لم يشكر على النعمة، ولم يصبر على المصيبة، فاته الأجر، وحصل له الوزر.
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
في هذا الحديث: الحثّ على الإيمان وأن المؤمن دائما في خير ونعمة. وفيه: الحث على الصبر على الضراء وأن ذلك من خصال المؤمنين. فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابرا محتسبا تنتظر الفرج من الله عز وجل وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان. وإن رأيت بالعكس فلُم نفسك وعدل مسيرك وتُب إلى الله.
وفي هذا الحديث: الحث على الشَّكر عند السراء لأنَّه إذا شكر الإنسان ربَّه على نعمة فهذا من توفيق الله له ومن أسباب زيادة النعم
#رياض_الصالحين
#رمضان_مبارك
#الحديث
( باب الصبر )
عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ".رواه مسلم
قال العلّامة فيصل آل مبارك _ رحمه الله _
في هذا الحديث : فَضْلُ الشكر على السّرّاء والصبر على الضرّاء، فمن فعل ذلك حصل له خير الدارين، ومن لم يشكر على النعمة، ولم يصبر على المصيبة، فاته الأجر، وحصل له الوزر.
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
في هذا الحديث: الحثّ على الإيمان وأن المؤمن دائما في خير ونعمة. وفيه: الحث على الصبر على الضراء وأن ذلك من خصال المؤمنين. فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابرا محتسبا تنتظر الفرج من الله عز وجل وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان. وإن رأيت بالعكس فلُم نفسك وعدل مسيرك وتُب إلى الله.
وفي هذا الحديث: الحث على الشَّكر عند السراء لأنَّه إذا شكر الإنسان ربَّه على نعمة فهذا من توفيق الله له ومن أسباب زيادة النعم
#رياض_الصالحين
#رمضان_مبارك
#الحديث
الحديث الثامن
( باب الصبر )
عَنْ أَبي هَرَيرَةَ رَضي اللَّه عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: "يَقولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبهُ إِلاَّ الجَنَّة" رواه البخاري..
رحم الله أمواتنا وٱموات المسلمين يارب العالمين
#رمضان_مبارك
#رياض_الصالحين
#الحديث
( باب الصبر )
عَنْ أَبي هَرَيرَةَ رَضي اللَّه عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: "يَقولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبهُ إِلاَّ الجَنَّة" رواه البخاري..
رحم الله أمواتنا وٱموات المسلمين يارب العالمين
#رمضان_مبارك
#رياض_الصالحين
#الحديث
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
هذا الحديث يرويه النبي ﷺ عن الله ويسمي العلماء هذا القسم من الحديث الحديث القدسي لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رواه عن الله عز وجل والصَّفي: مَنْ يَصْطفيه الإنسان ويختاره من ولد وأخ، أو عم، أو أب، أو أم، أو صديق المهم أن ما يصطفيه الإنسان ويختاره ويرى أنّه ذو صلة منه قوية، إذا أخَذَهُ الله عز وجل ثم احتسبه الإنسان فليس له جزاء إلا الجنة.
ففي هذا دليل على فضيلة الصَّبر على قبض الصَّفي من الدنيا، وأن الله عز وجلي يُجازي الإنسان إذا احتسب، يجازيه الجنة.
وفيه : دليل على فضل الله عز وجل وكرمه على عباده فإن المُلك مُلكه، والأمر أمره.
وأنت وصفيك كلاكما لله عز وجل، ومع ذلك إذا قبض الله صَفِي الإنسان واحتسب، فإن له هذا الجزاء العظيم.
هذا الحديث يرويه النبي ﷺ عن الله ويسمي العلماء هذا القسم من الحديث الحديث القدسي لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رواه عن الله عز وجل والصَّفي: مَنْ يَصْطفيه الإنسان ويختاره من ولد وأخ، أو عم، أو أب، أو أم، أو صديق المهم أن ما يصطفيه الإنسان ويختاره ويرى أنّه ذو صلة منه قوية، إذا أخَذَهُ الله عز وجل ثم احتسبه الإنسان فليس له جزاء إلا الجنة.
ففي هذا دليل على فضيلة الصَّبر على قبض الصَّفي من الدنيا، وأن الله عز وجلي يُجازي الإنسان إذا احتسب، يجازيه الجنة.
وفيه : دليل على فضل الله عز وجل وكرمه على عباده فإن المُلك مُلكه، والأمر أمره.
وأنت وصفيك كلاكما لله عز وجل، ومع ذلك إذا قبض الله صَفِي الإنسان واحتسب، فإن له هذا الجزاء العظيم.
من سيرة الإمام الشافعي _ أفضل أهل زمانه _ (٤)
ثناء أئمة الإسلام عليه، ومحبتهم له:
عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( لا تسبوا قُرَيْشًا؛ فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلَأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا - أَوْ وبَالا - فَأَذْقِ آخِرَهَا نَوَالا )
وَبِنَحْوِهِ جَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَفْظُهُ:
( اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا، فَإِنَّ عِلْمَ عَالِمِهَا يَمْلَأُ طِبَاقَ الْأَرْضِ )
وَبِنَحْوِهِمَا جَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيَّ مَرْفُوعًا، وَلَفْظُهُ:
( وَإِنَّ عِلْمَ عَالِمِ قُرَيْشٍ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ ...)
( والأحاديث الثلاثة لا تخلو من ضعف، غير ٱنها يُقوِّي بعضها بعضا، قال ابن حجر _ رحمه الله _: طرق هذا الحديث إذا ضمّت بعضها إلى بعض ٱفادت قوة، وعلم ٱن للحديث أصلًا ) .
( انظر كشف الخفاء العجلوني )
فَأَجْمَعَتِ الْأُمَّهُ عَلَى أَنَّ هَذَا فِي الشَّافِعِي رضي اللَّهُ عَنهُ، فَمَا خَرَجَ مِن قريش فقيه وَإِمَامُ يَبْلُغُ عِلْمُهُ جَمِيعَ الْبِلَادِ وَالْأَكْنَافِ وَالْأَطْرَافِ، يَمَنًا وَحِجَارًا وَشَامًا وعِراقًا، وَالتَّغُورَ، وَخُرَاسَانَ، وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ؛ إِلَّا الشَّافِعِي رَضي الله عنه ( حكاه البيهقي في كتابه المناقب ) .
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليك وسلم:
أَنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ أَهْلِ دِينِهِ فِي رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتي يبَيْنَ لَهُمْ أَمْرَ دِينِهِمْ.
وَإِنِّي نَظَرْتُ فِي مِائَةِ سَنَةٍ؛ فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ مِنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَفِي رَأْسِ الْمِائَةِ الثَّانِيَةِ فَإِذَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشافعي ( الإنتقاء )
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
مَا زَالَتْ أَقْفِيَّتُنَا فِي أَيْدِي أَصْحَابِ الرَّأْيِ، حَتَّى جَاءَ الشَّافِعِي فَالْتَرَعَهَا مِن أيديهم ( الحِلية )
عَنْ أَبِي ثَوْرٍ قَالَ: «لَوْ لَمْ يَقْدُم عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ للقِيتُ الله ضالًا ) .( المناقب )
قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَ الشَّافِعِيِّ فِي عِلْمِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ وَثَبَاتِهِ وَتَمَكُنِهِ؛ فَقَدْ كَذَبَ، كَانَ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ فِي حَيَاتِهِ ). (.طرُح التثريب )
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: لَقِيَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِمَكَّةَ فَقَالَ: تَعَالَ حَتَّىٰ أُرِبَكَ رَجُلًا لَمْ تَرَ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ. قَالَ: فَأَقَامَنِي عَلَى الشَّافِعِي ( الإنتقاء )
#الإمام_الشافعي
ثناء أئمة الإسلام عليه، ومحبتهم له:
عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( لا تسبوا قُرَيْشًا؛ فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلَأُ الأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا - أَوْ وبَالا - فَأَذْقِ آخِرَهَا نَوَالا )
وَبِنَحْوِهِ جَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَفْظُهُ:
( اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا، فَإِنَّ عِلْمَ عَالِمِهَا يَمْلَأُ طِبَاقَ الْأَرْضِ )
وَبِنَحْوِهِمَا جَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيَّ مَرْفُوعًا، وَلَفْظُهُ:
( وَإِنَّ عِلْمَ عَالِمِ قُرَيْشٍ يَسَعُ طِبَاقَ الأَرْضِ ...)
( والأحاديث الثلاثة لا تخلو من ضعف، غير ٱنها يُقوِّي بعضها بعضا، قال ابن حجر _ رحمه الله _: طرق هذا الحديث إذا ضمّت بعضها إلى بعض ٱفادت قوة، وعلم ٱن للحديث أصلًا ) .
( انظر كشف الخفاء العجلوني )
فَأَجْمَعَتِ الْأُمَّهُ عَلَى أَنَّ هَذَا فِي الشَّافِعِي رضي اللَّهُ عَنهُ، فَمَا خَرَجَ مِن قريش فقيه وَإِمَامُ يَبْلُغُ عِلْمُهُ جَمِيعَ الْبِلَادِ وَالْأَكْنَافِ وَالْأَطْرَافِ، يَمَنًا وَحِجَارًا وَشَامًا وعِراقًا، وَالتَّغُورَ، وَخُرَاسَانَ، وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ؛ إِلَّا الشَّافِعِي رَضي الله عنه ( حكاه البيهقي في كتابه المناقب ) .
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليك وسلم:
أَنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ أَهْلِ دِينِهِ فِي رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتي يبَيْنَ لَهُمْ أَمْرَ دِينِهِمْ.
وَإِنِّي نَظَرْتُ فِي مِائَةِ سَنَةٍ؛ فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ مِنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَفِي رَأْسِ الْمِائَةِ الثَّانِيَةِ فَإِذَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشافعي ( الإنتقاء )
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
مَا زَالَتْ أَقْفِيَّتُنَا فِي أَيْدِي أَصْحَابِ الرَّأْيِ، حَتَّى جَاءَ الشَّافِعِي فَالْتَرَعَهَا مِن أيديهم ( الحِلية )
عَنْ أَبِي ثَوْرٍ قَالَ: «لَوْ لَمْ يَقْدُم عَلَيْنَا الشَّافِعِيُّ للقِيتُ الله ضالًا ) .( المناقب )
قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى مِثْلَ الشَّافِعِيِّ فِي عِلْمِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ وَثَبَاتِهِ وَتَمَكُنِهِ؛ فَقَدْ كَذَبَ، كَانَ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ فِي حَيَاتِهِ ). (.طرُح التثريب )
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: لَقِيَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِمَكَّةَ فَقَالَ: تَعَالَ حَتَّىٰ أُرِبَكَ رَجُلًا لَمْ تَرَ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ. قَالَ: فَأَقَامَنِي عَلَى الشَّافِعِي ( الإنتقاء )
#الإمام_الشافعي
الحديث التاسع
( باب الصبر )
عنْ عطاءِ بْن أَبي رَباحٍ قالَ: قالَ لِي ابْنُ عبَّاسٍ رضي اللَّهُ عنهُمَا ألاَ أريكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّة؟ فَقُلت: بلَى، قَالَ: هذِهِ المْرأَةُ السوْداءُ أَتَتِ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وإِنِّي أَتكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّه تَعَالَى لِي قَالَ: "إِن شئْتِ صَبَرْتِ ولكِ الْجنَّةُ، وإِنْ شِئْتِ دعَوْتُ اللَّه تَعالَى أَنْ يُعافِيَكِ"فقَالتْ: أَصْبرُ، فَقالت: إِنِّي أَتَكشَّفُ، فَادْعُ اللَّه أَنْ لا أَتكشَّفَ، فَدَعَا لَهَا. متَّفقٌ عليْهِ.
#رمضان_مبارك
#الحديث
#رياض_الصالحين
( باب الصبر )
عنْ عطاءِ بْن أَبي رَباحٍ قالَ: قالَ لِي ابْنُ عبَّاسٍ رضي اللَّهُ عنهُمَا ألاَ أريكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّة؟ فَقُلت: بلَى، قَالَ: هذِهِ المْرأَةُ السوْداءُ أَتَتِ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وإِنِّي أَتكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّه تَعَالَى لِي قَالَ: "إِن شئْتِ صَبَرْتِ ولكِ الْجنَّةُ، وإِنْ شِئْتِ دعَوْتُ اللَّه تَعالَى أَنْ يُعافِيَكِ"فقَالتْ: أَصْبرُ، فَقالت: إِنِّي أَتَكشَّفُ، فَادْعُ اللَّه أَنْ لا أَتكشَّفَ، فَدَعَا لَهَا. متَّفقٌ عليْهِ.
#رمضان_مبارك
#الحديث
#رياض_الصالحين
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
نحن مازلنا مع المؤلف -رحمه الله- في باب الصبر ، الصبر على أقدار الله سبحانه وتعالى وقد سبق أنه ثلاثة أقسام : من ذلك ، أي من الصبر على أقدار الله ما نقله المؤلف -رحمه الله- عن عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- أن ابن عباس رضي الله عنهما قال له : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ ) : يعرض عليه أن يريه امرأة من أهل الجنة ، وذلك لأن أهل الجنة ينقسمون إلى قسمين : قسم نشهد لهم بالجنة بأوصافهم ، وقسم نشهد لهم بالجنة بأعيانهم ، أما الذين نشهد لهم بالجنة بأوصافهم فكل مؤمن كل متقي فإنا نشهد له بأنه من أهل الجنة ، كما قال الله سبحانه وتعالى في الجنة : (( أعدت للمتقين )) ، وقال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً )) : فكل مؤمن متقٍ يعمل الصالحات فإننا نشهد بأنه من أهل الجنة ، لكن ما نقول هو فلان وفلان ، لأننا لا ندري ماذا يختم له ، ولا ندري هل باطنه كظاهره ، فلذلك لا نشهد له بعينه ، نقول مثلا : إذا مات رجل مشهود له بالخير قلنا : نرجو أن يكون من أهل الجنة لكن ما نشهد أنه من أهل الجنة ، قسم آخر نشهد له بعينه وهم الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم في الجنة ، مثل : العشرة المبشرين بالجنة : أبي بكر عمر عثمان وعلي سعيد بن زيد سعد بن أبي وقاص عبد الرحمن بن عوف طلحة بن عبيد الله أبو عبيدة عامر بن الجراح الزبير بن العوام ، ومثل ثابت بن قيس بن شماس ، ومثل سعد بن معاذ رضي الله عنه ، عبد الله بن سلام ، بلال بن أبي رباح وغيرهم ممن عَيَّنهم الرسول عليه الصلاة والسلام ، هؤلاء نشهد لهم بأعيانهم ، نقول : نشهد بأن أبا بكر في الجنة ، نشهد بأن عمر في الجنة ، نشهد بأن عثمان في الجنة ، نشهد بأن علي بن أبي طالب في الجنة ، وهكذا ، من ذلك هذه المرأة التي قال ابن عباس لتلميذه عطاء بن أبي رباح : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت : بلى قال : هذه المرأة السوداء ) : امرأة سوداء لا قيمة لها في المجتمع ، كانت تصرع وتنكشف ، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم وسألته أن يدعو الله لها ، فقال لها : ( إن شئتِ دعوت الله لك ، وإن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت صبرت ولك الجنة ، قالت : أصبر ) ، وإن كانت تتألم وتتأذى من الصرع لكنها صبرت من أجل أن تكون من أهل الجنة ، ولكنها قالت : ( يا رسول الله ! إني أتكشف ، فادع الله ألا أتكشف ، فدعا الله ألا تتكشف فصارت تصرع ولا تتكشف ) : والصرع نعوذ بالله منه ، الصرع نوعان : صرع بسبب تشنج الأعصاب وهذا مرض عضوي يمكن أن يعالج من قبل الأطباء الماديين ، بإعطاء العقاقير التي تسكنه أو تزيله بالمرة ، وقسم آخر : بسبب الشياطين والجن ، يتسلط الجني على الإنسي فيصرعه يدخل فيه يضرب به على الأرض ، ويُغمى عليه من شدة الصرع ولا يحس ، ويتلبس الشيطان أو الجني بنفس الإنسان ، ويبدأ يتكلم على لسانه ، يتكلم على لسان الإنسي ، الذي يسمع الكلام يقول الإنسي هو الذي يتكلم ، لكنه الجني ، ولهذا تجد في كلامه بعض الاختلاف ، لا يكون ككلامه وهو صاحي لأنه يتغير بسبب نطق الجني ، هذا النوع مِن الصرع نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منه ومن غيره من الآفات ، هذا النوع علاجه بالقراءة ، بالقراءة من أهل العلم والخير ، يقرؤون على هذا المصروع ، أحيانا يخاطبهم الجني ويتكلم معهم ويبين السبب الذي جعله يصرع هذا الإنسي ، وأحيانا ما يتكلم ، وقد ثبت هذا : أعني صرعَ الجني للإنسي بالقرآن والسنة والواقع ، ففي القرآن قال الله تعالى : (( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ )) : وهذا دليل على أن الشيطان يتخبط الإنسان من المس والصرع ، وفي السنة روى الإمام أحمد في * مسنده * : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر من أسفاره فمر بامرأة معها صبي يصرع ، فأتت به إلى النبي عليه الصلاة والسلام وخاطب الجني ، وتكلم معه وخرج الجني ، فأعطته أمُ الصبي أعطت النبي صلى الله عليه وسلم هدية على ذلك )
نحن مازلنا مع المؤلف -رحمه الله- في باب الصبر ، الصبر على أقدار الله سبحانه وتعالى وقد سبق أنه ثلاثة أقسام : من ذلك ، أي من الصبر على أقدار الله ما نقله المؤلف -رحمه الله- عن عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- أن ابن عباس رضي الله عنهما قال له : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ ) : يعرض عليه أن يريه امرأة من أهل الجنة ، وذلك لأن أهل الجنة ينقسمون إلى قسمين : قسم نشهد لهم بالجنة بأوصافهم ، وقسم نشهد لهم بالجنة بأعيانهم ، أما الذين نشهد لهم بالجنة بأوصافهم فكل مؤمن كل متقي فإنا نشهد له بأنه من أهل الجنة ، كما قال الله سبحانه وتعالى في الجنة : (( أعدت للمتقين )) ، وقال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً )) : فكل مؤمن متقٍ يعمل الصالحات فإننا نشهد بأنه من أهل الجنة ، لكن ما نقول هو فلان وفلان ، لأننا لا ندري ماذا يختم له ، ولا ندري هل باطنه كظاهره ، فلذلك لا نشهد له بعينه ، نقول مثلا : إذا مات رجل مشهود له بالخير قلنا : نرجو أن يكون من أهل الجنة لكن ما نشهد أنه من أهل الجنة ، قسم آخر نشهد له بعينه وهم الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم في الجنة ، مثل : العشرة المبشرين بالجنة : أبي بكر عمر عثمان وعلي سعيد بن زيد سعد بن أبي وقاص عبد الرحمن بن عوف طلحة بن عبيد الله أبو عبيدة عامر بن الجراح الزبير بن العوام ، ومثل ثابت بن قيس بن شماس ، ومثل سعد بن معاذ رضي الله عنه ، عبد الله بن سلام ، بلال بن أبي رباح وغيرهم ممن عَيَّنهم الرسول عليه الصلاة والسلام ، هؤلاء نشهد لهم بأعيانهم ، نقول : نشهد بأن أبا بكر في الجنة ، نشهد بأن عمر في الجنة ، نشهد بأن عثمان في الجنة ، نشهد بأن علي بن أبي طالب في الجنة ، وهكذا ، من ذلك هذه المرأة التي قال ابن عباس لتلميذه عطاء بن أبي رباح : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت : بلى قال : هذه المرأة السوداء ) : امرأة سوداء لا قيمة لها في المجتمع ، كانت تصرع وتنكشف ، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم وسألته أن يدعو الله لها ، فقال لها : ( إن شئتِ دعوت الله لك ، وإن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت صبرت ولك الجنة ، قالت : أصبر ) ، وإن كانت تتألم وتتأذى من الصرع لكنها صبرت من أجل أن تكون من أهل الجنة ، ولكنها قالت : ( يا رسول الله ! إني أتكشف ، فادع الله ألا أتكشف ، فدعا الله ألا تتكشف فصارت تصرع ولا تتكشف ) : والصرع نعوذ بالله منه ، الصرع نوعان : صرع بسبب تشنج الأعصاب وهذا مرض عضوي يمكن أن يعالج من قبل الأطباء الماديين ، بإعطاء العقاقير التي تسكنه أو تزيله بالمرة ، وقسم آخر : بسبب الشياطين والجن ، يتسلط الجني على الإنسي فيصرعه يدخل فيه يضرب به على الأرض ، ويُغمى عليه من شدة الصرع ولا يحس ، ويتلبس الشيطان أو الجني بنفس الإنسان ، ويبدأ يتكلم على لسانه ، يتكلم على لسان الإنسي ، الذي يسمع الكلام يقول الإنسي هو الذي يتكلم ، لكنه الجني ، ولهذا تجد في كلامه بعض الاختلاف ، لا يكون ككلامه وهو صاحي لأنه يتغير بسبب نطق الجني ، هذا النوع مِن الصرع نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منه ومن غيره من الآفات ، هذا النوع علاجه بالقراءة ، بالقراءة من أهل العلم والخير ، يقرؤون على هذا المصروع ، أحيانا يخاطبهم الجني ويتكلم معهم ويبين السبب الذي جعله يصرع هذا الإنسي ، وأحيانا ما يتكلم ، وقد ثبت هذا : أعني صرعَ الجني للإنسي بالقرآن والسنة والواقع ، ففي القرآن قال الله تعالى : (( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ )) : وهذا دليل على أن الشيطان يتخبط الإنسان من المس والصرع ، وفي السنة روى الإمام أحمد في * مسنده * : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر من أسفاره فمر بامرأة معها صبي يصرع ، فأتت به إلى النبي عليه الصلاة والسلام وخاطب الجني ، وتكلم معه وخرج الجني ، فأعطته أمُ الصبي أعطت النبي صلى الله عليه وسلم هدية على ذلك )
تكملة الشرح
وكذلك أيضا كان أهل العلم يخاطبون الجني في المصروع ويتكلمون معه ، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ذكر ابن القيم وهو تلميذه ، تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية : " أنه جيء إليه برجل مصروع ، إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ، فجعل يقرأ عليه ويخاطبه ويقول له : اتق الله ، وهي امرأة : اتقي الله اخرجي ، فتقول له : أنا أريد هذا الرجل ، أحبه ، فقال لها شيخ الإسلام : لكنه لا يحبك اخرجي ، قالت : إني أريد أن أحج به ، قال : هو لا يريد أن تحجي به اخرجي ، فأبت فجعل يقرأ عليها ويضرب الرجل ، يضربه ضربا عظيما حتى إن يد شيخ الإسلام يقول : أوجعته من شدة الضرب ، فقالت الجنية : أنا أخرج كرامة للشيخ . قال : لا تخرجي كرامة لي ، اخرجي طاعة لله ورسوله ، فما زال بها حتى خرجت ، لما خرجت استيقظ الرجل ، فقال : ما الذي جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟ شو الذي جابني لك ؟ مكان شيخ الإسلام ابن تيمية ، قالوا : سبحان الله أما أحسست بالضرب الذي كان يضربك أشد ما يكون ؟ قال : ما أحسست بالضرب ولا أحسست بشيء " ، والأمثلة على هذا كثيرة ، هذا النوع من الصرع له علاج يدافعه ، وله علاج يرفعه علاجه نوعان : دفع ، ورفع ، أما دفعه فأن يحرص الإنسان على الأوراد الشرعية الصباحية والمسائية ، وهي معروفة في كتب أهل العلم منها : آية الكرسي ، فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، ومنها : (( قل هو الله أحد )) ، (( قل أعوذ برب الفلق )) ، (( قل أعوذ برب الناس )) ، ومنها أحاديث وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام ، فليحرص الإنسان عليها صباحا ومساء فإن ذلك من أسباب دفع أذية الجن ، وأما الرفع فهو إذا وقع في الإنسان فإنه يقرأ عليه آيات من القرآن تخويف وتحذير واستعاذة بالله عز وجل حتى يخرج ، الشاهد من هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة : ( إن شئت صبرت ولك الجنة فقالت : أصبر ) : ففي هذا دليل على فضيلة الصبر ، وأنه سبب لدخول الجنة ، والله الموفق .
وكذلك أيضا كان أهل العلم يخاطبون الجني في المصروع ويتكلمون معه ، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ذكر ابن القيم وهو تلميذه ، تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية : " أنه جيء إليه برجل مصروع ، إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ، فجعل يقرأ عليه ويخاطبه ويقول له : اتق الله ، وهي امرأة : اتقي الله اخرجي ، فتقول له : أنا أريد هذا الرجل ، أحبه ، فقال لها شيخ الإسلام : لكنه لا يحبك اخرجي ، قالت : إني أريد أن أحج به ، قال : هو لا يريد أن تحجي به اخرجي ، فأبت فجعل يقرأ عليها ويضرب الرجل ، يضربه ضربا عظيما حتى إن يد شيخ الإسلام يقول : أوجعته من شدة الضرب ، فقالت الجنية : أنا أخرج كرامة للشيخ . قال : لا تخرجي كرامة لي ، اخرجي طاعة لله ورسوله ، فما زال بها حتى خرجت ، لما خرجت استيقظ الرجل ، فقال : ما الذي جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟ شو الذي جابني لك ؟ مكان شيخ الإسلام ابن تيمية ، قالوا : سبحان الله أما أحسست بالضرب الذي كان يضربك أشد ما يكون ؟ قال : ما أحسست بالضرب ولا أحسست بشيء " ، والأمثلة على هذا كثيرة ، هذا النوع من الصرع له علاج يدافعه ، وله علاج يرفعه علاجه نوعان : دفع ، ورفع ، أما دفعه فأن يحرص الإنسان على الأوراد الشرعية الصباحية والمسائية ، وهي معروفة في كتب أهل العلم منها : آية الكرسي ، فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، ومنها : (( قل هو الله أحد )) ، (( قل أعوذ برب الفلق )) ، (( قل أعوذ برب الناس )) ، ومنها أحاديث وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام ، فليحرص الإنسان عليها صباحا ومساء فإن ذلك من أسباب دفع أذية الجن ، وأما الرفع فهو إذا وقع في الإنسان فإنه يقرأ عليه آيات من القرآن تخويف وتحذير واستعاذة بالله عز وجل حتى يخرج ، الشاهد من هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة : ( إن شئت صبرت ولك الجنة فقالت : أصبر ) : ففي هذا دليل على فضيلة الصبر ، وأنه سبب لدخول الجنة ، والله الموفق .
نبدأ فقرة الأسئلة بإذن الله
ومن يريد الإجابة برسل لنا ع البوت
الغرض من الأسئلة البحث والتعلم
وانا ساجيب ع السؤال ف اليوم التالي بإذن الله
ومن يريد الإجابة برسل لنا ع البوت
الغرض من الأسئلة البحث والتعلم
وانا ساجيب ع السؤال ف اليوم التالي بإذن الله
س: اذكر ٱحوال المرضعة في شهر رمضان؟
هل يصح لها الفطر وان صح هل تقضي ام لا؟
....
البوت الخاص بالقناة
@iirwa_bot
هل يصح لها الفطر وان صح هل تقضي ام لا؟
....
البوت الخاص بالقناة
@iirwa_bot
الحديث العاشر
( باب الصدق )
عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنه عن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: "إِنَّ الصَّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ ليصْدُقُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً، وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفجُورِ وَإِنَّ الفجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً" متفقٌ عَلَيهِ.
#رمضان_مبارك
#رياض_الصالحين
#الحديث
( باب الصدق )
عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنه عن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: "إِنَّ الصَّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ ليصْدُقُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً، وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفجُورِ وَإِنَّ الفجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً" متفقٌ عَلَيهِ.
#رمضان_مبارك
#رياض_الصالحين
#الحديث
يقول العلّامة فيصل آل مبارك _ رحمه الله _
البر: اسم جامع للخير كله. والفجور: الأعمال السيئة.
قال القرطبي : حقَّ على كل من فهم عن الله أن يلازم الصدق في الأقوال، والإخلاص في الأعمال، والصفاء في الأحوال. فمن كان كذلك لحق بالأبرار، ووصل إلى رضاء الغفار. وقد أرشد تعالى إلى ذلك كله بقوله عند ذكر أحوال الثلاثة التائبين: ﴿ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّدِقِينَ ) سورة التوبة
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
اعلم أن الخبر يكون باللسان ويكون بالأركان أما باللسان: فهو القول، وأما بالأزكان فهو الفعل، ولكن يكون الكذب بالفعل !! إذا فعل الإنسان خلاف ما يُبطن فهذا قد كذب بفعله، فالمنافق مثلا: كاذب لأنه يظهر للناس أنه مؤمن يُصَلِّي مع الناس ويصوم مع الناس ويتصدق ولكنه بخيل، وربما يحج، فمن رأى أفعاله حكم عليه بالصَّلاح، ولكن هذه الأفعال لا تنبئ عما في الباطن فهي كذب.
ولهذا نقول: الصدق يكون باللسان وبالأركان فمتى طابق الخبر الواقع فهو صدق وهذا باللسان ومتى طابقت أعمال الجوارح ما في القلب فهي صدق وهذا صدق بالأقوال. ثم إن النبي ﷺ عندما أمر بالصدق بَيْنَ عاقبته فقال: إن الصدق يَهْدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنَّة». البِرُّ كَثرة الخير ومنه من أسماء الله البَرُ أي: كثير الخير والإحسان عزوجل.
البر: اسم جامع للخير كله. والفجور: الأعمال السيئة.
قال القرطبي : حقَّ على كل من فهم عن الله أن يلازم الصدق في الأقوال، والإخلاص في الأعمال، والصفاء في الأحوال. فمن كان كذلك لحق بالأبرار، ووصل إلى رضاء الغفار. وقد أرشد تعالى إلى ذلك كله بقوله عند ذكر أحوال الثلاثة التائبين: ﴿ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّدِقِينَ ) سورة التوبة
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
اعلم أن الخبر يكون باللسان ويكون بالأركان أما باللسان: فهو القول، وأما بالأزكان فهو الفعل، ولكن يكون الكذب بالفعل !! إذا فعل الإنسان خلاف ما يُبطن فهذا قد كذب بفعله، فالمنافق مثلا: كاذب لأنه يظهر للناس أنه مؤمن يُصَلِّي مع الناس ويصوم مع الناس ويتصدق ولكنه بخيل، وربما يحج، فمن رأى أفعاله حكم عليه بالصَّلاح، ولكن هذه الأفعال لا تنبئ عما في الباطن فهي كذب.
ولهذا نقول: الصدق يكون باللسان وبالأركان فمتى طابق الخبر الواقع فهو صدق وهذا باللسان ومتى طابقت أعمال الجوارح ما في القلب فهي صدق وهذا صدق بالأقوال. ثم إن النبي ﷺ عندما أمر بالصدق بَيْنَ عاقبته فقال: إن الصدق يَهْدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنَّة». البِرُّ كَثرة الخير ومنه من أسماء الله البَرُ أي: كثير الخير والإحسان عزوجل.
الحديث الحادي عشر
عَنْ أبي مُحَمَّدٍ الْحَسنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ، رَضيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ حفِظْتُ مِنْ رسولِاللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَريبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمأنينَةٌ، وَالْكَذِبَ رِيبةٌ" رواه التِرْمذي وَقالَ: حديثٌ صحيحٌ.
قَوْلُهُ:"يرِيبُكَ"هُوَ بفتحِ الياء وضَمِّها، وَمَعْناهُ: اتْرُكْ مَا تَشُكُّ في حِلِّه، واعْدِلْ إِلى مَا لا تَشُكُّ فِيهِ.
#رمضان_مبارك
#رياض_الصالحين
#الحديث
عَنْ أبي مُحَمَّدٍ الْحَسنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ، رَضيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ حفِظْتُ مِنْ رسولِاللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَريبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمأنينَةٌ، وَالْكَذِبَ رِيبةٌ" رواه التِرْمذي وَقالَ: حديثٌ صحيحٌ.
قَوْلُهُ:"يرِيبُكَ"هُوَ بفتحِ الياء وضَمِّها، وَمَعْناهُ: اتْرُكْ مَا تَشُكُّ في حِلِّه، واعْدِلْ إِلى مَا لا تَشُكُّ فِيهِ.
#رمضان_مبارك
#رياض_الصالحين
#الحديث
قال العلّامة فيصل آل مبارك _ رحمه الله _
معنى هذا الحديث: يرجع إلى الوقوف عند الشبهات، ومن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه.
وفيه إشارة إلى الرجوع إلى القلوب الطاهرة والنفوس الصافية عند الاشتباه، فإن نفس المؤمن جبلت على الطمأنينة إلى الصدق، والنفر من الكذب.
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
قوله: «دع» أي اترك «ما يريبك" بفتح الياء أي تشك فيه ولا تطمئن إليه إلى ما لا يريبك أي: إلى الشي الذي لا ريب فيه .
وهذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية وهو حديث جامع مهم وهو باب عظيم من أبواب الورع والاحتياط.
وقد سلك أهل العلم رحمهم الله في أبواب الفقه هذا المسلك وهو الأخذ بجانب الاحتياط وذكروا لذلك أشياء كثيرة.
منها: إنسان أصاب ثوبه نجاسة، ولا يدري هل هي في مقدم الثوب أو في مؤخره؟ إن غسل المقدم صار عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مؤخر الثوب، وإن غسل المؤخر صار عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مقدم الثوب ! فما هو الاحتياط ؟ الاحتياط أن يغسل مقدمه ومؤخره حتى تزول ريبته ويطمئن، ومنها لو شك الإنسان في صلاته هلْ صَلى ركعتين أو ثلاث ركعات ولم يترجح عنده شيء فهنا إن أخذ بركعتين صار عنده ريبة فلعله نقص. وإن أخذ بالثلاث صار عنده ريبة فلعله لم ينقص لكن يبقي قلقا، فهنا يعمل بما لا ريبة فيه فيعمل بالأقل فإذا شك هل هي ثلاث أو أربع فليجعلها ثلاثا وهكذا، فهذا الحديث أصل من أصول الفقه أن الشيء الذي تشك فيه اتركه إلى شيء لا شك فيه. ثم إن فيه تربية نفسية وهي أن الإنسان يكون في طُمأنينة ليس في قلق لأن كثيرًا من الناس إذا أخذ ما يشك فيه يكون عنده قلق إذا كان حي القلب. فإذا قطع الشك باليقين زال عنه ذلك.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (فإن الصدقَ طُمَانِينَة) وهذا وجه الشاهد من هذا الحديث لهذا الباب.
فالصدق طمأنينة لا يندم صاحبه أبدًا ولا يقول ليتني وليت؛ لأن الصدق منجاة والصادقون ينجيهم الله بصدقهم وتجد الصادق دائما مطمئنا؛ لأنه لا يتأسف على شيء حصل أو يحصل في المستقبل لأنه قد
صدق، ومَنْ صَدَق نجا». أما الكذب: فبين النبي ﷺ أنه ريبة، ولهذا تجد أول من يرتاب في الكاذب نفسه، فيرتاب هل يصدقه الناس أو لا يُصدقونه. ولهذا تجد الكاذب إذا أخبرك بالخبر قام يحلف بالله أنه صادق لثلا يرتاب في خبره مع أنه محل ريبة
معنى هذا الحديث: يرجع إلى الوقوف عند الشبهات، ومن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه.
وفيه إشارة إلى الرجوع إلى القلوب الطاهرة والنفوس الصافية عند الاشتباه، فإن نفس المؤمن جبلت على الطمأنينة إلى الصدق، والنفر من الكذب.
يقول ابن عثيمين _ رحمه الله _
قوله: «دع» أي اترك «ما يريبك" بفتح الياء أي تشك فيه ولا تطمئن إليه إلى ما لا يريبك أي: إلى الشي الذي لا ريب فيه .
وهذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية وهو حديث جامع مهم وهو باب عظيم من أبواب الورع والاحتياط.
وقد سلك أهل العلم رحمهم الله في أبواب الفقه هذا المسلك وهو الأخذ بجانب الاحتياط وذكروا لذلك أشياء كثيرة.
منها: إنسان أصاب ثوبه نجاسة، ولا يدري هل هي في مقدم الثوب أو في مؤخره؟ إن غسل المقدم صار عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مؤخر الثوب، وإن غسل المؤخر صار عنده ريبة لاحتمال أن تكون في مقدم الثوب ! فما هو الاحتياط ؟ الاحتياط أن يغسل مقدمه ومؤخره حتى تزول ريبته ويطمئن، ومنها لو شك الإنسان في صلاته هلْ صَلى ركعتين أو ثلاث ركعات ولم يترجح عنده شيء فهنا إن أخذ بركعتين صار عنده ريبة فلعله نقص. وإن أخذ بالثلاث صار عنده ريبة فلعله لم ينقص لكن يبقي قلقا، فهنا يعمل بما لا ريبة فيه فيعمل بالأقل فإذا شك هل هي ثلاث أو أربع فليجعلها ثلاثا وهكذا، فهذا الحديث أصل من أصول الفقه أن الشيء الذي تشك فيه اتركه إلى شيء لا شك فيه. ثم إن فيه تربية نفسية وهي أن الإنسان يكون في طُمأنينة ليس في قلق لأن كثيرًا من الناس إذا أخذ ما يشك فيه يكون عنده قلق إذا كان حي القلب. فإذا قطع الشك باليقين زال عنه ذلك.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (فإن الصدقَ طُمَانِينَة) وهذا وجه الشاهد من هذا الحديث لهذا الباب.
فالصدق طمأنينة لا يندم صاحبه أبدًا ولا يقول ليتني وليت؛ لأن الصدق منجاة والصادقون ينجيهم الله بصدقهم وتجد الصادق دائما مطمئنا؛ لأنه لا يتأسف على شيء حصل أو يحصل في المستقبل لأنه قد
صدق، ومَنْ صَدَق نجا». أما الكذب: فبين النبي ﷺ أنه ريبة، ولهذا تجد أول من يرتاب في الكاذب نفسه، فيرتاب هل يصدقه الناس أو لا يُصدقونه. ولهذا تجد الكاذب إذا أخبرك بالخبر قام يحلف بالله أنه صادق لثلا يرتاب في خبره مع أنه محل ريبة