مجلس شهادة الإمام العسكري عليه السلام
صلى الله عليك يا رسول الله وعلى آلك المظلومين ..
صلى الله عليك يا مولاي وابن مولاي يا أبا عبدالله...
نرفع لك العزاء يا صاحب الزمان باستشهاد ابيك الإمام الحسن العسكري عليه السلام
يـا صاحبَ العصر أحسنَ اللهُ العزا لـك فـي أبـيكَ سليلِ طه الأطهرِ
قـد جـرّعوه الـقومُ كاساتِ الردى فـقضى شـهيداً والأنـامُ بـمنظَرِ
ولـئن صـبرتَ لـهذهِ ونـظيرِها فـأنا وحـقِّك جـفَّ بحرُ تصبّري
فـإلى مـتَى يا ابنَ النبيّ أما ترى كُـلَّ ابـنِ افّـاكٍ عـليكم يجتري
أفـلا يُـهيجُك أنَّ أهـلَكَ قد مَضَوا مـا بـينَ مـسمومٍ وبـينَ مُـعفّرِ
ومـجدّلٍ فـوقَ الـبسيطةِ عـاريا مـلقىً ثـلاثاً بـالعرا لـم يُـقبَرِ
يـا ابنَ النبيّ المُصطفى حُزني لكم أجـرى عِـتابي في دوامِ الأعصُرِ
عُـذراً إلـيك فـفي فـؤادي قُرحةٌ قد أوهنتْ كَبِدي وأدمت مِحجَري
أوّل ثـار غـصبوا نحلة الزهره والـثاني بـحيدر رادوا الـغدره
والـثالث يـبو صالح صعب ذكره مـا شـفنه ظـلع گبـله مكسرينه
مـا شفنه ظلع گبله انكسربالباب ولا شـفنه تمزّق گبل صكها كتاب
يبن الحسن يوصل ليك منّي إعتاب چي تـنسه جنين اللي إمسگطينهــــــــــــــــــ
يـبن الـحسن مـا تنهض يوالينه مـا تـدري عـدانه اتشمّتت بينه
يبن الحسن ما تنهض يراعي الثار چي تـصبر اولـلسّا مغمّد البتار
اخبرك وانته تدري بالجره والصار حگكـم لـيش لـلساعة امـخلينه
( أبوذية )
ابفگد العسكري اتيتّم شرعها سفينه چان ما ينصه شرعها
يـا ظالم چتل نفسها شرعها أوهدم ركن الشريعه الأحمديه
عن الإمام الهادي (عليه السّلام) قال : (( أبو مُحَمّدٍ ابني أصحُّ آلِ مُحَمّد غريزةً ، وأوثقُهم حُجَّةً ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخَلَفُ وإليهِ تَنتَهِي عُرَى الإمامة وأحكامِها ، فما كُنتَ سائلي عَنْهُ فاسألهُ عنه ، فَعِندَهُ ما تحتاج إليه ، ومعه آلة الإمامة ))
كان ديدن الشيعة ـ خصوصاً القريبين من الأئمّة (عليهم السّلام) ـ هو كثرة السؤال عن الحُجَّةِ بعد كلّ إمام ، فما أن يقع بصرُهُم على تدهور حال الإمام المعصوم (عليه السّلام) إلاّ ويَهرَعُون بكيل الأسئلة على الحُجَّةِ من بعده .
ومن ضمن تلك الأسئلة التي طُرِحت على الأئمّة الذين تقدّموا الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وطُرِحت عليه (سلام الله عليه) وعلى ولده من بعده ، هو هذا السؤال الذي جاء بمضامين مُتَّحدة المعاني ، ومختلفة شيئاً ما في الأسلوب : إذا كان بك كونٌ فمَنْ الحُجَّةُ مِن بعدك ؟ .
أو أنّ الإمام يَعرِف أنّ الشيعة بحاجة إلى تأكيد هذا المعنى ، فيبادر الإمام بنفسه فيعيّن الحُجَّة والإمام مِن بعده ؛ تأكيداً للعهود والمواثيق ، كما صنع إمامُنا الهادي (عليه السّلام) في هذه الكلمة التي بَيّن فيها مقام ومنزلة الإمام أبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وأنّه الأكبر من ولده ، وهو الخَلَف ، وعنده مواريث العلم وأحكامه ، ويحتاج إليه الناس ، وهو الإمام من بعده .
وأراد الإمام الهادي (عليه السّلام) بذكر هذه الصفات والقيود أن يقطع دابر الفتنة ، ولا يجعل احتمالاً ـ ولو ضعيفاً ـ للاختلاف في الحُجَّةِ من بعده ؛ لما هو معلوم من أنّ القيود كُلّما ازدادت ندر المقيَّد .
فكون الإمام أبي مُحَمّد هو الأكبر يدفع شبهات عديدة ؛ لأنّ الأكبر لا يكون إلاّ واحداً ، فإمامنا العسكري (عليه السّلام) وإن كان بعد أخيه السيد مُحَمّد المدفون في مدينة بلد ، إلاّ أنّ السيّد مُحَمّد تُوفِي قَبل أبيه الهادي (عليه السّلام) ؛ ممّا جعل الأمر منحصراً بأبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ؛ ولذا ورد عن إمامنا الهادي (عليه السّلام) في وفاة السيّد مُحَمّد أنّه قال للإمام العسكري (عليه السّلام) : (( يا بُني ، أحدِثْ لله شكراً ؛ فقد أَحدَثَ فيك أمراً ))
فإنّ فيه إشارة إلى هذا المعنى ، وهو أنّ عامّة الناس يتوقعّون الإمامة دائماً في الولد الأكبر ، ممّا يعرقل السير في اللجوء إلى الإمام ، ولا أقلّ من حدوث فتنة .
ومن بعد هذه المقدّمة نقف قليلاً للتعرّف على ملامح شخصية الإمام أبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) :
وُلِد الإمام العسكري (عليه السّلام) ـ إمام الشيعة الحادي عشر والمعصوم الثالث عشر ـ عام 232هـ بالمدينة ، أبوه ـ كما تقدّم ـ هو الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وأمّه المرأة الزاهدة والعابدة ، حديثة أو سوسن ، وقد كانت من العارفات الصالحات ، وكفى في فضلها أنّها كانت مفزع الشيعة بعد وفاة أبي مُحَمّد
العسكري (عليه السّلام) وفي تلك الظروف الحرجة.
كان عمره 22 عاماً عندما استشهد أبوه الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وكانت إمامته ستة أعوام وعاش 28سنه ؛ حيث كانت شهادته سنة 260 ه
وقد عاصر الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) ثلاثة من خلفاء الظلم والجور من بني العباس ، وهم : المعتز بالله بن المتوكِّل العباسي ، والمهتدي بالله الذي استولى ع
صلى الله عليك يا رسول الله وعلى آلك المظلومين ..
صلى الله عليك يا مولاي وابن مولاي يا أبا عبدالله...
نرفع لك العزاء يا صاحب الزمان باستشهاد ابيك الإمام الحسن العسكري عليه السلام
يـا صاحبَ العصر أحسنَ اللهُ العزا لـك فـي أبـيكَ سليلِ طه الأطهرِ
قـد جـرّعوه الـقومُ كاساتِ الردى فـقضى شـهيداً والأنـامُ بـمنظَرِ
ولـئن صـبرتَ لـهذهِ ونـظيرِها فـأنا وحـقِّك جـفَّ بحرُ تصبّري
فـإلى مـتَى يا ابنَ النبيّ أما ترى كُـلَّ ابـنِ افّـاكٍ عـليكم يجتري
أفـلا يُـهيجُك أنَّ أهـلَكَ قد مَضَوا مـا بـينَ مـسمومٍ وبـينَ مُـعفّرِ
ومـجدّلٍ فـوقَ الـبسيطةِ عـاريا مـلقىً ثـلاثاً بـالعرا لـم يُـقبَرِ
يـا ابنَ النبيّ المُصطفى حُزني لكم أجـرى عِـتابي في دوامِ الأعصُرِ
عُـذراً إلـيك فـفي فـؤادي قُرحةٌ قد أوهنتْ كَبِدي وأدمت مِحجَري
أوّل ثـار غـصبوا نحلة الزهره والـثاني بـحيدر رادوا الـغدره
والـثالث يـبو صالح صعب ذكره مـا شـفنه ظـلع گبـله مكسرينه
مـا شفنه ظلع گبله انكسربالباب ولا شـفنه تمزّق گبل صكها كتاب
يبن الحسن يوصل ليك منّي إعتاب چي تـنسه جنين اللي إمسگطينهــــــــــــــــــ
يـبن الـحسن مـا تنهض يوالينه مـا تـدري عـدانه اتشمّتت بينه
يبن الحسن ما تنهض يراعي الثار چي تـصبر اولـلسّا مغمّد البتار
اخبرك وانته تدري بالجره والصار حگكـم لـيش لـلساعة امـخلينه
( أبوذية )
ابفگد العسكري اتيتّم شرعها سفينه چان ما ينصه شرعها
يـا ظالم چتل نفسها شرعها أوهدم ركن الشريعه الأحمديه
عن الإمام الهادي (عليه السّلام) قال : (( أبو مُحَمّدٍ ابني أصحُّ آلِ مُحَمّد غريزةً ، وأوثقُهم حُجَّةً ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخَلَفُ وإليهِ تَنتَهِي عُرَى الإمامة وأحكامِها ، فما كُنتَ سائلي عَنْهُ فاسألهُ عنه ، فَعِندَهُ ما تحتاج إليه ، ومعه آلة الإمامة ))
كان ديدن الشيعة ـ خصوصاً القريبين من الأئمّة (عليهم السّلام) ـ هو كثرة السؤال عن الحُجَّةِ بعد كلّ إمام ، فما أن يقع بصرُهُم على تدهور حال الإمام المعصوم (عليه السّلام) إلاّ ويَهرَعُون بكيل الأسئلة على الحُجَّةِ من بعده .
ومن ضمن تلك الأسئلة التي طُرِحت على الأئمّة الذين تقدّموا الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وطُرِحت عليه (سلام الله عليه) وعلى ولده من بعده ، هو هذا السؤال الذي جاء بمضامين مُتَّحدة المعاني ، ومختلفة شيئاً ما في الأسلوب : إذا كان بك كونٌ فمَنْ الحُجَّةُ مِن بعدك ؟ .
أو أنّ الإمام يَعرِف أنّ الشيعة بحاجة إلى تأكيد هذا المعنى ، فيبادر الإمام بنفسه فيعيّن الحُجَّة والإمام مِن بعده ؛ تأكيداً للعهود والمواثيق ، كما صنع إمامُنا الهادي (عليه السّلام) في هذه الكلمة التي بَيّن فيها مقام ومنزلة الإمام أبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وأنّه الأكبر من ولده ، وهو الخَلَف ، وعنده مواريث العلم وأحكامه ، ويحتاج إليه الناس ، وهو الإمام من بعده .
وأراد الإمام الهادي (عليه السّلام) بذكر هذه الصفات والقيود أن يقطع دابر الفتنة ، ولا يجعل احتمالاً ـ ولو ضعيفاً ـ للاختلاف في الحُجَّةِ من بعده ؛ لما هو معلوم من أنّ القيود كُلّما ازدادت ندر المقيَّد .
فكون الإمام أبي مُحَمّد هو الأكبر يدفع شبهات عديدة ؛ لأنّ الأكبر لا يكون إلاّ واحداً ، فإمامنا العسكري (عليه السّلام) وإن كان بعد أخيه السيد مُحَمّد المدفون في مدينة بلد ، إلاّ أنّ السيّد مُحَمّد تُوفِي قَبل أبيه الهادي (عليه السّلام) ؛ ممّا جعل الأمر منحصراً بأبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ؛ ولذا ورد عن إمامنا الهادي (عليه السّلام) في وفاة السيّد مُحَمّد أنّه قال للإمام العسكري (عليه السّلام) : (( يا بُني ، أحدِثْ لله شكراً ؛ فقد أَحدَثَ فيك أمراً ))
فإنّ فيه إشارة إلى هذا المعنى ، وهو أنّ عامّة الناس يتوقعّون الإمامة دائماً في الولد الأكبر ، ممّا يعرقل السير في اللجوء إلى الإمام ، ولا أقلّ من حدوث فتنة .
ومن بعد هذه المقدّمة نقف قليلاً للتعرّف على ملامح شخصية الإمام أبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) :
وُلِد الإمام العسكري (عليه السّلام) ـ إمام الشيعة الحادي عشر والمعصوم الثالث عشر ـ عام 232هـ بالمدينة ، أبوه ـ كما تقدّم ـ هو الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وأمّه المرأة الزاهدة والعابدة ، حديثة أو سوسن ، وقد كانت من العارفات الصالحات ، وكفى في فضلها أنّها كانت مفزع الشيعة بعد وفاة أبي مُحَمّد
العسكري (عليه السّلام) وفي تلك الظروف الحرجة.
كان عمره 22 عاماً عندما استشهد أبوه الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وكانت إمامته ستة أعوام وعاش 28سنه ؛ حيث كانت شهادته سنة 260 ه
وقد عاصر الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) ثلاثة من خلفاء الظلم والجور من بني العباس ، وهم : المعتز بالله بن المتوكِّل العباسي ، والمهتدي بالله الذي استولى ع
لى الكرسي بعد مقتل أخيه المعتز ، والثالث هو المعتمد بالله .
وقد قاسى الإمام أبو مُحَمّد (عليه السّلام) من هؤلاء أشدّ المتاعب والمعاناة .
وقد وصف إمامنا الهادي (عليه السّلام) ولده الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) بأوصافه اللائقة به ؛ لأنّ الإمام لا يحيط بكنهه إلاّ مَنْ كان على شاكلته .
وأنا أحبّ أن أركّز على الكلمة الأخيرة من هذا الحديث الشريف ، والكلمة هي : (( فعنده ما تحتاج إليه ومعه آلة الإمامة )) ؛ ففيها كلّ التفاصيل التي يراد لها أن تُقال عن الإمام (عليه السّلام) .
أمّا المقطع الأوّل (( فعنده ما تحتاج إليه )) : فالخطاب فيها موجّه لِمَنْ سأل عن الحُجَّةِ من بعد الإمام الهادي (عليه السّلام) ، فأجابه الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السّلام)
بأنّ ما كنت تسأل عنه سابقاً إيّاي ، سل عنه أبا مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) من بعدي ، (( فعنده ما تحتاج إليه )) .
يعني يجيبك عن كلّ ما تحتاج إليه من مسائل الأحكام ، وهذا المقطع يكشف عن العلم الذي كان يحمله الأئمّة(عليهم السّلام) ، ومنهم أبو مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وهو من أهم عناصر التفضيل عند الله تبارك وتعالى ، حيث قال (عزّ وجلّ) : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) سورة الزمر ، وقال أيضاً :( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )سورة المجادله
وقد اشتهر عن الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) علمه بالمغيّبات كثيراً ، فمن ذلك ما رواه إسماعيل بن مُحَمّد من حفدة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب قال : قعدت لأبي مُحَمّد (عليه السّلام) على ظهر الطريق ، فلمّا مَرَّ بي شكوتُ إليه الحاجة ، وحلفت له أنّه ليس عندي درهم فما فوقها ، ولا غداء ولا عشاء ، قال : فقال : (( تحلف بالله كاذباً ، وقد دفنتَ مئتي دينار ، وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطية . يا غلام ، ما معك ؟ )) .
فأعطاني غلامه مئة دينار ، ثُمَّ أقبل عليَّ ، فقال : (( إنّك تُحرَم الدنانير التي دفنتَها أحوج ما تكون إليها )) .
وصدق (عليه السّلام) وكان كما قال : دفنتُ مئتي دينار وقلت : يكون ظهراً وكهفاً لنا ، فاضطررت ضرورة شديدة إلى شيء أنفقه ، وانغلقت عليّ أبواب الرزق ، فنبشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب ، فما قدرت منها
وأنت إذا لاحظت هذه الرواية عرفت معنى العلم الذي وهبه الله للأئمّة (عليهم السّلام) ، وكيف يخبرون بما كان وما هو كائن ، وكيف تعامل الإمام مع هذا الرجل مع أنّه أراد إخفاء الحقيقة على الإمام ، ومع هذا أعطاه الإمام (عليه السّلام) ؛ لأنّه من تلك الشجرة المباركة ، والذي ورد عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال : (( إنّي لأعجبُ من أقوام يشترون المماليك بأموالِهِم ، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم ))
ولذا تكرّرت هذه المواقف من أكثر الأئمّة (عليهم السّلام) مع الأعداء والمنحرفين والكذّابين ، حتى اشتهرت عن هؤلاء هذه الجملة بكثرة بحقِّ الأئمّة (عليهم السّلام) : ( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) .
وأمّا المقطع الثاني فهو (( ومعه آلة الإمامة )) : وهذه الكلمة تستوجب الوقوف قليلاً ؛ لتحديد ما هو المقصود من آلة الإمامة حتى نعرفبعد ذلك توفّر الإمام (عليه السّلام) عليها وعدمه .
أمّا الآلة لغةً : فهي الأداة ، وجَمْعها آل وآلات(3) ، وعليه يصير المعنى أنّ الإمام (عليه السّلام) عنده أداة الإمامة ، فحينئذ هو لا يحتاج إلى هذه الأداة من أحد ،
بل لا يتمكّن أن يعطيها أيَّ واحد له (عليه السّلام) إلاّ الذي خلقه ، ولكن ما هي أداة الإمامة ؟
الظاهر : أنّ المقصود بهذه الأداة هو كلّ ما يتقوّم به هذا المنصب العظيم من صفات ، أمثال : العلم ، والتقوى ، ومكارم الأخلاق ، ومعاجز ومناقب ، بحيث يكون بمرتبة لا يرقى إليها أحد إلاّ مَنْ كان على شاكلته (عليه السّلام) .
وهكذا كان إمامنا أبو مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) ، فقد جاء بمناقب ومعاجز حيّرت العقول ، وأذهلت الألباب ، نذكر بعضها :
منها : ما عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) وكان يكتُبُ كتاباً ، فحان وقت الصلاة الأولى ، فوضع الكتاب من يده ، وقام (عليه السّلام) إلى الصلاة ، فرأيت القلم يمرّ على باقي القرطاس من الكتاب ويكتب حتى انتهى إلى آخره فخررت ساجداً .
فلمّا انصرف من الصلاة أخذ القلم ، وأذن للناس بالدخول
ومنها : ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن ابن الكردي عن مُحَمّد بن علي قال : ضاق بنا الأمر ، فقال لي أبي : امضِ بنا حتى نصير إلى هذا الرجل ، يعني أبا مُحَمّد ؛ فإنّه قد وُصِفَ عنه سماحتُهُ .
فقلت : تَعرِفه ؟
فقال : ما أَعرِفه ، ولا رأيتُه قطّ .
قال : فقصدناه ، فقال لي (أبي) وهو في طريقه : ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمئة درهم ، مئتا درهم للكسوة ، ومئة درهم للدين ، ومئة للنفقة .
فقلت في نفسي : ليته أمر لي بثلاثمئة دره
وقد قاسى الإمام أبو مُحَمّد (عليه السّلام) من هؤلاء أشدّ المتاعب والمعاناة .
وقد وصف إمامنا الهادي (عليه السّلام) ولده الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) بأوصافه اللائقة به ؛ لأنّ الإمام لا يحيط بكنهه إلاّ مَنْ كان على شاكلته .
وأنا أحبّ أن أركّز على الكلمة الأخيرة من هذا الحديث الشريف ، والكلمة هي : (( فعنده ما تحتاج إليه ومعه آلة الإمامة )) ؛ ففيها كلّ التفاصيل التي يراد لها أن تُقال عن الإمام (عليه السّلام) .
أمّا المقطع الأوّل (( فعنده ما تحتاج إليه )) : فالخطاب فيها موجّه لِمَنْ سأل عن الحُجَّةِ من بعد الإمام الهادي (عليه السّلام) ، فأجابه الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السّلام)
بأنّ ما كنت تسأل عنه سابقاً إيّاي ، سل عنه أبا مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) من بعدي ، (( فعنده ما تحتاج إليه )) .
يعني يجيبك عن كلّ ما تحتاج إليه من مسائل الأحكام ، وهذا المقطع يكشف عن العلم الذي كان يحمله الأئمّة(عليهم السّلام) ، ومنهم أبو مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وهو من أهم عناصر التفضيل عند الله تبارك وتعالى ، حيث قال (عزّ وجلّ) : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) سورة الزمر ، وقال أيضاً :( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )سورة المجادله
وقد اشتهر عن الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) علمه بالمغيّبات كثيراً ، فمن ذلك ما رواه إسماعيل بن مُحَمّد من حفدة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب قال : قعدت لأبي مُحَمّد (عليه السّلام) على ظهر الطريق ، فلمّا مَرَّ بي شكوتُ إليه الحاجة ، وحلفت له أنّه ليس عندي درهم فما فوقها ، ولا غداء ولا عشاء ، قال : فقال : (( تحلف بالله كاذباً ، وقد دفنتَ مئتي دينار ، وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطية . يا غلام ، ما معك ؟ )) .
فأعطاني غلامه مئة دينار ، ثُمَّ أقبل عليَّ ، فقال : (( إنّك تُحرَم الدنانير التي دفنتَها أحوج ما تكون إليها )) .
وصدق (عليه السّلام) وكان كما قال : دفنتُ مئتي دينار وقلت : يكون ظهراً وكهفاً لنا ، فاضطررت ضرورة شديدة إلى شيء أنفقه ، وانغلقت عليّ أبواب الرزق ، فنبشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب ، فما قدرت منها
وأنت إذا لاحظت هذه الرواية عرفت معنى العلم الذي وهبه الله للأئمّة (عليهم السّلام) ، وكيف يخبرون بما كان وما هو كائن ، وكيف تعامل الإمام مع هذا الرجل مع أنّه أراد إخفاء الحقيقة على الإمام ، ومع هذا أعطاه الإمام (عليه السّلام) ؛ لأنّه من تلك الشجرة المباركة ، والذي ورد عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال : (( إنّي لأعجبُ من أقوام يشترون المماليك بأموالِهِم ، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم ))
ولذا تكرّرت هذه المواقف من أكثر الأئمّة (عليهم السّلام) مع الأعداء والمنحرفين والكذّابين ، حتى اشتهرت عن هؤلاء هذه الجملة بكثرة بحقِّ الأئمّة (عليهم السّلام) : ( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) .
وأمّا المقطع الثاني فهو (( ومعه آلة الإمامة )) : وهذه الكلمة تستوجب الوقوف قليلاً ؛ لتحديد ما هو المقصود من آلة الإمامة حتى نعرفبعد ذلك توفّر الإمام (عليه السّلام) عليها وعدمه .
أمّا الآلة لغةً : فهي الأداة ، وجَمْعها آل وآلات(3) ، وعليه يصير المعنى أنّ الإمام (عليه السّلام) عنده أداة الإمامة ، فحينئذ هو لا يحتاج إلى هذه الأداة من أحد ،
بل لا يتمكّن أن يعطيها أيَّ واحد له (عليه السّلام) إلاّ الذي خلقه ، ولكن ما هي أداة الإمامة ؟
الظاهر : أنّ المقصود بهذه الأداة هو كلّ ما يتقوّم به هذا المنصب العظيم من صفات ، أمثال : العلم ، والتقوى ، ومكارم الأخلاق ، ومعاجز ومناقب ، بحيث يكون بمرتبة لا يرقى إليها أحد إلاّ مَنْ كان على شاكلته (عليه السّلام) .
وهكذا كان إمامنا أبو مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) ، فقد جاء بمناقب ومعاجز حيّرت العقول ، وأذهلت الألباب ، نذكر بعضها :
منها : ما عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) وكان يكتُبُ كتاباً ، فحان وقت الصلاة الأولى ، فوضع الكتاب من يده ، وقام (عليه السّلام) إلى الصلاة ، فرأيت القلم يمرّ على باقي القرطاس من الكتاب ويكتب حتى انتهى إلى آخره فخررت ساجداً .
فلمّا انصرف من الصلاة أخذ القلم ، وأذن للناس بالدخول
ومنها : ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن ابن الكردي عن مُحَمّد بن علي قال : ضاق بنا الأمر ، فقال لي أبي : امضِ بنا حتى نصير إلى هذا الرجل ، يعني أبا مُحَمّد ؛ فإنّه قد وُصِفَ عنه سماحتُهُ .
فقلت : تَعرِفه ؟
فقال : ما أَعرِفه ، ولا رأيتُه قطّ .
قال : فقصدناه ، فقال لي (أبي) وهو في طريقه : ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمئة درهم ، مئتا درهم للكسوة ، ومئة درهم للدين ، ومئة للنفقة .
فقلت في نفسي : ليته أمر لي بثلاثمئة دره
م ، مئة أشتري بها حماراً ، ومئة للنفقة ، ومئة للكسوة ، وأخرج إلى الجبل .
قال : فلمّا وافينا الباب خرج إلينا غلامُه ، فقال : يدخل علي بن إبراهيم ومُحَمَّد ابنه ، فلمّا دخلنا عليه وسلّمنا ، قال لأبي : (( يا علي ، ما خَلّفك عنّا إلى هذا الوقت ؟ )) .
فقال : يا سيدي ، استحييت أن ألقاك على هذه الحال .
فلمّا خرجنا من عنده جاءنا غلامُه فناول أبي صُرّة ، فقال : هذه خمسمئة درهم ؛ مئتان للكسوة ، ومئتان للدين ، ومئة للنفقة ، وأعطاني صُرَّة فقال : هذه ثلاثمئة درهم ، اجعل مئة في ثمن حمار ، ومئة للكسوة ، ومئة للنفقة ، ولا تخرج إلى الجبل ، وصُر إلى سوراء .
فصار إلى سوراء ، وتزوّج بامرأة ، فدخله اليوم ألف دينار ، ومع هذا يقول بالوقف .
فقال مُحَمّد بن إبراهيم : فقلت له : ويحك ! أتريد أمراً أبين من هذا ؟
قال : فقال : هذا أمر قد جرينا عليه
ولأجل المعاجز والمناقب ، ومكارم الأخلاق التي كان يحملها الإمام أبو مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، ولالتفاف الشيعة إليه ومعرفتهم بحقّه ومنزلته ؛ لأجل كلّ ذلك وغيره صار أعداء الله يتحيّنون الفرصة لتجريع الإمام (عليه السّلام) الغصّة .
قال في نور الأبصار : وكان المعتمد يؤذيه كثيراً حتى سقاه السّم ، ولمّا سُقِي السّم مرض مرضاً شديداً ، فبلغ ذلك المعتمد في مرضه ، قيل له :
إنّ ابن الرضا قد اعتلّ ومرض ، فأمر الرجل نفراً من المتطبِّبين بالاختلاف إليه ، وتعاهده صباحاً ومساءً ، وبعث خمسة نفر كلّهم من ثقاته وخاصّته ، وأمرهم بلزوم دار أبي مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) وتَعرُّف خبره وحاله .
فلمّا كان بعد ذلك بيومين جاء مَنْ أخبره بأنّ العسكري قد ضَعُف ، فركب المعتمد حتى بكّر إليه ، ثُمَّ أمر المتطبِّبين بلزومه ، وبعث إلى قاضي القضاة وعشرة من أصحابه ممّن يثق به ، وأرسلهم إلى الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وأمرهم بلزومه ليلاً ونهاراً ، فلم يزالوا هناك حتى كانت الليلة التي قُبِض فيها ، فرأوه وقد اشتدّ به المرض ، يُغشَى عليه ساعة بعد ساعة ؛ فعَلِموا أنّه قد قَرُب به الموت ، فتفرّقوا عنه .
فلم يكن عنده في تلك الليلة إلاّ جاريته صيقل وعقيد الخادم ، وولده الحُجَّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، وقد مضى من عُمُر الحُجَّة في ذ
لك الوقت خمس سنين ، وكتب الإمام بيده الشريفة في تلك الليلة كتباً كثيرة إلى المدينة .
قال عقيد : فدعا (عليه السّلام) بماءٍ قد أُغلي بالمصطكي(1) ، فجئنا به إليه ، فقال (عليه السّلام) : (( أبدأ بالصلاة ، فجيئوني بماء لأتوضّأ به )) .
فجئنا به وبسط في حجره المنديل ، وتوضّأ ثُمَّ صلّى صلاة الغَدَاة في فراشه ، وأخذ القَدَح ليشرب ، فأقبل القدح يضرب ثناياه ويده ترتعد ، فشرب منه جرعة، وأخذت صيقل القدح من
يده ، ثُمَّ أخذ ولدَهُ الحُجَّة وضمّه إلى صدره الشريف وجعل يقبّله ويودّعه ، ويبكي ويوصيه بوصاياه ، وسلّمه ودائع الإمامة ، ثُمَّ سكن أنينُه ، وعرق جبينُه ، وغمّض عينيه ، ومدّ يديه ورجليه ، ومضى من ساعته ، وهو يوم الجمعة مع صلاة الغداة
أين المنادي : أي وا سيداه ! أي وا إماماه !
أين المنادي : وا مسموماه !
اعله العسكري المسلم تلتهب ناره سـمّه المعتمد وامست تحن داره
امـست تحن والصايح عليه گبّر گلبه من المصايب ذاب واتفطّر
لـو هم البگلبه ابطود چان انطر منّ الأرض چان اندرست اثاره
ثمّ قام إمامنا الحُجَّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) فجهَّز أباه وصلّى عليه ، ولم تره العيون(2) ، ودُفِن (عليه السّلام) في الدار التي دُفِن فيها أبوه الإمام الهادي (عليه السّلام) .
وكأنّي بالشيعة والموالين يندبون صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) .
يـبو صـالح جزاك العتب واللوم تـظل صابر على اخذ الثار لليوم
يـا هو المن هلك ما راح مظلوم يـو مـذبوح يـو مچتـول بالسّم
عـجب كل العجب منّك يمحجوب مـا تنهض تجيم اعليها الحروب
نسيت اللّي سبوها وگطعت ادروب يـو نـاسي الضلع لمّن تهشّم
أدرك تراتِك أيُّها الموتور فـلكم بكلِّ يدٍ دمٌ مهدورُ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ،
وسيعلم الذين ظلموا آل مُحَمّد أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون
والعاقبة للمتقين .
ــــــــــــــــــ📚مجمع المصائب
قال : فلمّا وافينا الباب خرج إلينا غلامُه ، فقال : يدخل علي بن إبراهيم ومُحَمَّد ابنه ، فلمّا دخلنا عليه وسلّمنا ، قال لأبي : (( يا علي ، ما خَلّفك عنّا إلى هذا الوقت ؟ )) .
فقال : يا سيدي ، استحييت أن ألقاك على هذه الحال .
فلمّا خرجنا من عنده جاءنا غلامُه فناول أبي صُرّة ، فقال : هذه خمسمئة درهم ؛ مئتان للكسوة ، ومئتان للدين ، ومئة للنفقة ، وأعطاني صُرَّة فقال : هذه ثلاثمئة درهم ، اجعل مئة في ثمن حمار ، ومئة للكسوة ، ومئة للنفقة ، ولا تخرج إلى الجبل ، وصُر إلى سوراء .
فصار إلى سوراء ، وتزوّج بامرأة ، فدخله اليوم ألف دينار ، ومع هذا يقول بالوقف .
فقال مُحَمّد بن إبراهيم : فقلت له : ويحك ! أتريد أمراً أبين من هذا ؟
قال : فقال : هذا أمر قد جرينا عليه
ولأجل المعاجز والمناقب ، ومكارم الأخلاق التي كان يحملها الإمام أبو مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، ولالتفاف الشيعة إليه ومعرفتهم بحقّه ومنزلته ؛ لأجل كلّ ذلك وغيره صار أعداء الله يتحيّنون الفرصة لتجريع الإمام (عليه السّلام) الغصّة .
قال في نور الأبصار : وكان المعتمد يؤذيه كثيراً حتى سقاه السّم ، ولمّا سُقِي السّم مرض مرضاً شديداً ، فبلغ ذلك المعتمد في مرضه ، قيل له :
إنّ ابن الرضا قد اعتلّ ومرض ، فأمر الرجل نفراً من المتطبِّبين بالاختلاف إليه ، وتعاهده صباحاً ومساءً ، وبعث خمسة نفر كلّهم من ثقاته وخاصّته ، وأمرهم بلزوم دار أبي مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) وتَعرُّف خبره وحاله .
فلمّا كان بعد ذلك بيومين جاء مَنْ أخبره بأنّ العسكري قد ضَعُف ، فركب المعتمد حتى بكّر إليه ، ثُمَّ أمر المتطبِّبين بلزومه ، وبعث إلى قاضي القضاة وعشرة من أصحابه ممّن يثق به ، وأرسلهم إلى الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وأمرهم بلزومه ليلاً ونهاراً ، فلم يزالوا هناك حتى كانت الليلة التي قُبِض فيها ، فرأوه وقد اشتدّ به المرض ، يُغشَى عليه ساعة بعد ساعة ؛ فعَلِموا أنّه قد قَرُب به الموت ، فتفرّقوا عنه .
فلم يكن عنده في تلك الليلة إلاّ جاريته صيقل وعقيد الخادم ، وولده الحُجَّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، وقد مضى من عُمُر الحُجَّة في ذ
لك الوقت خمس سنين ، وكتب الإمام بيده الشريفة في تلك الليلة كتباً كثيرة إلى المدينة .
قال عقيد : فدعا (عليه السّلام) بماءٍ قد أُغلي بالمصطكي(1) ، فجئنا به إليه ، فقال (عليه السّلام) : (( أبدأ بالصلاة ، فجيئوني بماء لأتوضّأ به )) .
فجئنا به وبسط في حجره المنديل ، وتوضّأ ثُمَّ صلّى صلاة الغَدَاة في فراشه ، وأخذ القَدَح ليشرب ، فأقبل القدح يضرب ثناياه ويده ترتعد ، فشرب منه جرعة، وأخذت صيقل القدح من
يده ، ثُمَّ أخذ ولدَهُ الحُجَّة وضمّه إلى صدره الشريف وجعل يقبّله ويودّعه ، ويبكي ويوصيه بوصاياه ، وسلّمه ودائع الإمامة ، ثُمَّ سكن أنينُه ، وعرق جبينُه ، وغمّض عينيه ، ومدّ يديه ورجليه ، ومضى من ساعته ، وهو يوم الجمعة مع صلاة الغداة
أين المنادي : أي وا سيداه ! أي وا إماماه !
أين المنادي : وا مسموماه !
اعله العسكري المسلم تلتهب ناره سـمّه المعتمد وامست تحن داره
امـست تحن والصايح عليه گبّر گلبه من المصايب ذاب واتفطّر
لـو هم البگلبه ابطود چان انطر منّ الأرض چان اندرست اثاره
ثمّ قام إمامنا الحُجَّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) فجهَّز أباه وصلّى عليه ، ولم تره العيون(2) ، ودُفِن (عليه السّلام) في الدار التي دُفِن فيها أبوه الإمام الهادي (عليه السّلام) .
وكأنّي بالشيعة والموالين يندبون صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) .
يـبو صـالح جزاك العتب واللوم تـظل صابر على اخذ الثار لليوم
يـا هو المن هلك ما راح مظلوم يـو مـذبوح يـو مچتـول بالسّم
عـجب كل العجب منّك يمحجوب مـا تنهض تجيم اعليها الحروب
نسيت اللّي سبوها وگطعت ادروب يـو نـاسي الضلع لمّن تهشّم
أدرك تراتِك أيُّها الموتور فـلكم بكلِّ يدٍ دمٌ مهدورُ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ،
وسيعلم الذين ظلموا آل مُحَمّد أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون
والعاقبة للمتقين .
ــــــــــــــــــ📚مجمع المصائب
محمد ابن الحنفيه ولادته وبعض فضائله:
ولد محمد بن الحنفية بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو من الطبقة الأولى من التابعين، كان من أفاضل أهل البيت (عليهم السلام)، وروى عن أبيه (عليه السلام) وحدث عنه بنوه(3).
وكان سيد المحامدة، ومن أفضل ولد أمير المؤمنين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام)، وقد اجتمعت فيه محاسن كثيرة لم تجتمع لأحد من العرب، وهي الشجاعة، وقوة البطش، والزهد، والعلم بجميع فنونه حتى العلم بالمغيبات، وليست علوم المغيبات التي عنده لضرب من الكهانة والتنجيم، بل هي إفاضات إلهية، أفاضها على باب مدينة العلم الإمام علي (عليه السلام)، وورثها منه الحسنان (عليهما السلام)، فعلّما محمداً قسطاً منها.
روي أنه مرّ زيد بن علي زين العابدين (عليه السلام) بمحمد بن الحنفية، فنظر إليه وقال: أعيذك بالله أن تكون زيد بن علي المصلوب بالعراق، فكان كما قال(4).
وكان لمحمد مع ذلك رئاسة وشرف، وكان المنظور إليه بعد الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند ملوك ذاك العصر، ولذلك آذوه وجرعوه المر الزعاق.
جاء عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدده ويتوعده ويحلف ليبعثن إليه مائة ألف في البر ومائة ألف في البحر أو يؤدي إليه الجزية، فكتب عبد الملك إلى الحجاج وكان بالحجاز، توعد محمد بن الحنفية بالقتل وأخبرني بجوابه، وكان عبد الملك قد خاف خوفاً عظيماً فلما وصل كتابه إلى الحجاج كتب إلى محمد يتواعده، فكتب محمد إلى الحجاج، أما بعد فإن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة إلى خلقه، وأنا أرجو أن ينظر إليّ نظرة يمنعني منك.
فكتب الحجاج بذلك إلى عبد الملك، فكتب عبد الملك إلى ملك الروم بذلك، فكتب إليه ملك الروم مالك ولهذا الكلام ما خرج منك ولا من أهل بيتك وإنما خرج من بيت النبوّة.
وأم محمد هي خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبد الله بن ثعلبة ابن الدؤول بن حنفية بن لحيم، وأمها بنت عمرو بن أرقم الحنفي(5).
وروي أنها سبيت أيام أبي بكر وأن خالد بن الوليد قاتل أهلها(6)، وقيل إنه جاء البعض فطرح عليها ثوبه طلباً للاختصاص بها، فصاحت لا يملكني إلا من يخبرني بالرؤيا التي رأتها أمي وعن اللوح الذي كتبت فيه الرؤيا وما قالته لي، فعجزوا عن معرفته إلا أمير المؤمنين أوضح لها في ملأ من المسلمين أمراً غيبياً عجب منه الحاضرون، فعندها قالت: من أجلك سبينا ولحبك أصابنا ما أصابنا.
أقول: لم تكن الحنفية سبية على الحقيقة، ولم يستبحها أمير المؤمنين (عليه السلام) بالسبي، بل كانت مسلمة مالكة أمرها فتزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، لأن الردّة المزعومة لا توجب أحكام الكفر فليس فيها خروج على ربقة الإسلام.
وقد كان رآها النبي(صلى الله عليه وآله) في يوم وضحك وقال: «يا علي أما أنك تتزوجها من بعدي فتلد لك غلاماً فسمه باسمي وكنه بكنيتي»(7).
ورعه وتقواه:
وكان محمد بن الحنفية من أورع الناس وأتقاهم بعد أئمة الدين، وكان عالماً، عابداً، متكلماً، فقيهاً، زاهداً، شجاعاً، كريماً، خدم والده الكرّار وأخويه السبطين (عليهم السلام) خدمة صادقة، شهد حروب والده، وأبلى مع أخيه الحسن (عليه السلام) بلاءً حسناً.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): ما تكلم الحسين (عليه السلام) بين يدي الحسن(عليه السلام) إعظاماً له، ولا تكلم محمد بن الحنفية بين يدي الحسين (عليه السلام) إعظاماً له(8).
وكفى في شأن محمد وجلالة قدره ما رواه الكشي عن الإمام الرضا (عليه السلام): «إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: تأبى المحامدة أن يعصى الله عزوجل، وهم: محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن حذيفة، ومحمد بن الحنفية»(9).
وهذه شهادة من سيد الأوصياء في حق ولده الكريم محمد، قد أخذت مأخذها من الفضيلة، وأحلت محمداً المحل الرفيع من الدين، وأقلته سنام العز في مستوى الإيمان.
وإن شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه ممن يأبى أن يعصى الله تعرفنا عدم ادعائه الإمامة لنفسه بعد الحسين (عليه السلام)، فإن تسليمه الإمامة للسجاد (عليه السلام) لا يختلف فيه اثنان، واستدعاؤه الإمام للمحاكمة عند الحجر الأسود من أكبر الشواهد على تفننه في تنبيه الناس لمن يجب عليهم الانقياد له، ولإزاحة شكوك الناس في ذلك لما كان يبلغه من ادّعاء الكيسانية الإمامة له، ولكنه تبرأ منهم ومن دعواهم، وكان يرى تقديم زين العابدين (عليه السلام) فرضاً وديناً، كان لا يتحرك بحركة لا يرضى بها (عليه السلام).
ولد محمد بن الحنفية بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو من الطبقة الأولى من التابعين، كان من أفاضل أهل البيت (عليهم السلام)، وروى عن أبيه (عليه السلام) وحدث عنه بنوه(3).
وكان سيد المحامدة، ومن أفضل ولد أمير المؤمنين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام)، وقد اجتمعت فيه محاسن كثيرة لم تجتمع لأحد من العرب، وهي الشجاعة، وقوة البطش، والزهد، والعلم بجميع فنونه حتى العلم بالمغيبات، وليست علوم المغيبات التي عنده لضرب من الكهانة والتنجيم، بل هي إفاضات إلهية، أفاضها على باب مدينة العلم الإمام علي (عليه السلام)، وورثها منه الحسنان (عليهما السلام)، فعلّما محمداً قسطاً منها.
روي أنه مرّ زيد بن علي زين العابدين (عليه السلام) بمحمد بن الحنفية، فنظر إليه وقال: أعيذك بالله أن تكون زيد بن علي المصلوب بالعراق، فكان كما قال(4).
وكان لمحمد مع ذلك رئاسة وشرف، وكان المنظور إليه بعد الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند ملوك ذاك العصر، ولذلك آذوه وجرعوه المر الزعاق.
جاء عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدده ويتوعده ويحلف ليبعثن إليه مائة ألف في البر ومائة ألف في البحر أو يؤدي إليه الجزية، فكتب عبد الملك إلى الحجاج وكان بالحجاز، توعد محمد بن الحنفية بالقتل وأخبرني بجوابه، وكان عبد الملك قد خاف خوفاً عظيماً فلما وصل كتابه إلى الحجاج كتب إلى محمد يتواعده، فكتب محمد إلى الحجاج، أما بعد فإن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة إلى خلقه، وأنا أرجو أن ينظر إليّ نظرة يمنعني منك.
فكتب الحجاج بذلك إلى عبد الملك، فكتب عبد الملك إلى ملك الروم بذلك، فكتب إليه ملك الروم مالك ولهذا الكلام ما خرج منك ولا من أهل بيتك وإنما خرج من بيت النبوّة.
وأم محمد هي خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبد الله بن ثعلبة ابن الدؤول بن حنفية بن لحيم، وأمها بنت عمرو بن أرقم الحنفي(5).
وروي أنها سبيت أيام أبي بكر وأن خالد بن الوليد قاتل أهلها(6)، وقيل إنه جاء البعض فطرح عليها ثوبه طلباً للاختصاص بها، فصاحت لا يملكني إلا من يخبرني بالرؤيا التي رأتها أمي وعن اللوح الذي كتبت فيه الرؤيا وما قالته لي، فعجزوا عن معرفته إلا أمير المؤمنين أوضح لها في ملأ من المسلمين أمراً غيبياً عجب منه الحاضرون، فعندها قالت: من أجلك سبينا ولحبك أصابنا ما أصابنا.
أقول: لم تكن الحنفية سبية على الحقيقة، ولم يستبحها أمير المؤمنين (عليه السلام) بالسبي، بل كانت مسلمة مالكة أمرها فتزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، لأن الردّة المزعومة لا توجب أحكام الكفر فليس فيها خروج على ربقة الإسلام.
وقد كان رآها النبي(صلى الله عليه وآله) في يوم وضحك وقال: «يا علي أما أنك تتزوجها من بعدي فتلد لك غلاماً فسمه باسمي وكنه بكنيتي»(7).
ورعه وتقواه:
وكان محمد بن الحنفية من أورع الناس وأتقاهم بعد أئمة الدين، وكان عالماً، عابداً، متكلماً، فقيهاً، زاهداً، شجاعاً، كريماً، خدم والده الكرّار وأخويه السبطين (عليهم السلام) خدمة صادقة، شهد حروب والده، وأبلى مع أخيه الحسن (عليه السلام) بلاءً حسناً.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): ما تكلم الحسين (عليه السلام) بين يدي الحسن(عليه السلام) إعظاماً له، ولا تكلم محمد بن الحنفية بين يدي الحسين (عليه السلام) إعظاماً له(8).
وكفى في شأن محمد وجلالة قدره ما رواه الكشي عن الإمام الرضا (عليه السلام): «إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: تأبى المحامدة أن يعصى الله عزوجل، وهم: محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن حذيفة، ومحمد بن الحنفية»(9).
وهذه شهادة من سيد الأوصياء في حق ولده الكريم محمد، قد أخذت مأخذها من الفضيلة، وأحلت محمداً المحل الرفيع من الدين، وأقلته سنام العز في مستوى الإيمان.
وإن شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه ممن يأبى أن يعصى الله تعرفنا عدم ادعائه الإمامة لنفسه بعد الحسين (عليه السلام)، فإن تسليمه الإمامة للسجاد (عليه السلام) لا يختلف فيه اثنان، واستدعاؤه الإمام للمحاكمة عند الحجر الأسود من أكبر الشواهد على تفننه في تنبيه الناس لمن يجب عليهم الانقياد له، ولإزاحة شكوك الناس في ذلك لما كان يبلغه من ادّعاء الكيسانية الإمامة له، ولكنه تبرأ منهم ومن دعواهم، وكان يرى تقديم زين العابدين (عليه السلام) فرضاً وديناً، كان لا يتحرك بحركة لا يرضى بها (عليه السلام).
روي عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنفية دهراً، حتى أتاه ذات يوم فقال له: جعلت فداك إن لي حرمة ومودّة وانقطاعاً، فأسألك بحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) إلا أخبرتني أنت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه؟ قال: فقال: يا أبا خالد حلفتني بالعظيم، الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) عليّ وعليك وعلى كل مسلم(10).
فإنه قد وقى بنفسه نفس ابن أخيه الإمام زين العابدين (عليه السلام) فتصدر للفتيا وانتصب لمراجعة الشيعة، فكان واسطة بين الأمة والإمام، وباباً لهم إليه يرجعون عبره، لعلمه أن الملوك في ذلك الوقت منصرفة أنظارها عن ولد علي (عليه السلام) إلا ذرية الحسين (عليه السلام)، لأنهم استيقنوا أن الإمامة في ولده فمن تصدر منهم للرياسة أو تصدى للفتيا ومراجعة الأمة قتل أو زج في السجن المطبق، فلم يبال محمد بن الحنفية أن يصيبه البلاء إذا أحرز سلامة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وقد أصابه البلاء وصبّ عليه من الجور والظلم من ناحية ابن الزبير حتى أحرق داره وحبس في مكان يقال له: حبس عارم.
عدم التحاقه بركب عاشوراء:
ومن هنا يعرف الوجه في عدم التحاقه بأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) في المسير إلى كربلاء، حيث أمره الإمام الحسين (عليه السلام) بالبقاء في المدينة المنورة، مضافاً إلى ما أودع عنده من الودائع والأسرار.
وعن الجاحظ أنه قال: وأما محمد بن الحنفية فقد أقرّ الصادر والوارد، والحاضر والبادي أنه كان واحد دهره ورجل عصره، وكان أتم الناس تماماً وكمالاً (11).
وقال الزهري: كان محمد أعقل الناس وأشجعهم معتزلاً عن الفتن وما كان فيه الناس(12).
وصية الإمام الحسن (عليه السلام) لمحمد بن الحنفية:
وإن كلمة الإمام الحسن السبط (عليه السلام) تدلنا على فضله الشامخ، وورعه الثابت، ونزاهته عن كل دنس، ومعرفته بالإمام الواجب اتباعه، عندما قال له (عليه السلام): «يا محمد بن علي لا أخاف عليك الحسد وإنما وصف الله به الكافرين، فقال تعالى: (كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) (13)، ولم يجعل للشيطان عليك سلطاناً.
يا محمد بن علي ألا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك؟
قال: بلى.
فقال: سمعت أباك يقول يوم البصرة: من أحبّ أن يبرّني في الدنيا والآخرة فليبرّ محمداً.
يا محمد بن علي لو شئت أن أخبرك وأنت في ظهر أبيك لأخبرتك.
يا محمد بن علي أما علمت أن الحسين بن علي بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي إمام من بعدي عند الله في الكتاب الماضي ووراثة النبي (صلى الله عليه وآله) أصابها في وراثة أبيه وأمه علم الله أنكم خير خلقه، فاصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) علياً، واختارني علي للإمامة، واخترت أنا الحسين.
فقال له محمد بن علي: أنت إمامي، وأنت وسيلتي إلى محمد، والله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام، ألا وأن في نفسي كلاماً لا تنزفه الدلاء ولا تغيره الرياح كالكتاب المعجم في الرق المنمم أهم بإبدائه، فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل وما جاءت به الرسل، وإنه لكلام يكل به لسان الناطق ويد الكاتب ولا يبلغ فضلك، وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوة إلا بالله. إن الحسين أعلمنا علماً، وأثقلنا حلماً، وأقربنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحماً، كان إماماً فقيهاً قبل أن يخلق، وقرأ الوحي قبل أن ينطق، ولو علم الله أن أحداً خير منا ما اصطفى محمداً، فلما اختار الله محمداً، واختار محمد علياً، واختارك عليّ، واخترت الحسين بعدك، سلمنا ورضينا بمن هو الرضا وبه نسلم المشكلات(14).
وهذه الوصية تفيدنا عظمة ابن الحنفية من ناحية الإيمان وأنه من عباب العلم ومناجم التقى، فأي رجل يشهد له إمام وقته بأن الله لم يجعل للشيطان عليه سلطاناً، وأنه لا يخشى عليه من ناحية الحسد الذي لا يخلو منه أو من شيء من موجباته أي أحد لم يبلغ درجة الكمال، ثم أي رجل أناط أمير المؤمنين البر به بالبر بنفسه التي يجب على كافة المؤمنين أن يبروا به.
على أن الظاهر من قول الحسن المجتبى (عليه السلام): «أما علمت أن الحسين..» هو أن علم محمد بالإمامة لم يكن بمحض النص المتأخر وإن أكده ذلك، وإنما هو بعلم مخصوص برجالات بيت الوحي، مكنون عندهم بالإحاطة بالكتاب الماضي والقدر الجاري، والاعتراف بحق الإمامين تدلنا على ثباته المستقى من عين صافية وما هي إلا ذلك اللوح المحفوظ.
فصاحته وشجاعته:
فإنه قد وقى بنفسه نفس ابن أخيه الإمام زين العابدين (عليه السلام) فتصدر للفتيا وانتصب لمراجعة الشيعة، فكان واسطة بين الأمة والإمام، وباباً لهم إليه يرجعون عبره، لعلمه أن الملوك في ذلك الوقت منصرفة أنظارها عن ولد علي (عليه السلام) إلا ذرية الحسين (عليه السلام)، لأنهم استيقنوا أن الإمامة في ولده فمن تصدر منهم للرياسة أو تصدى للفتيا ومراجعة الأمة قتل أو زج في السجن المطبق، فلم يبال محمد بن الحنفية أن يصيبه البلاء إذا أحرز سلامة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وقد أصابه البلاء وصبّ عليه من الجور والظلم من ناحية ابن الزبير حتى أحرق داره وحبس في مكان يقال له: حبس عارم.
عدم التحاقه بركب عاشوراء:
ومن هنا يعرف الوجه في عدم التحاقه بأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) في المسير إلى كربلاء، حيث أمره الإمام الحسين (عليه السلام) بالبقاء في المدينة المنورة، مضافاً إلى ما أودع عنده من الودائع والأسرار.
وعن الجاحظ أنه قال: وأما محمد بن الحنفية فقد أقرّ الصادر والوارد، والحاضر والبادي أنه كان واحد دهره ورجل عصره، وكان أتم الناس تماماً وكمالاً (11).
وقال الزهري: كان محمد أعقل الناس وأشجعهم معتزلاً عن الفتن وما كان فيه الناس(12).
وصية الإمام الحسن (عليه السلام) لمحمد بن الحنفية:
وإن كلمة الإمام الحسن السبط (عليه السلام) تدلنا على فضله الشامخ، وورعه الثابت، ونزاهته عن كل دنس، ومعرفته بالإمام الواجب اتباعه، عندما قال له (عليه السلام): «يا محمد بن علي لا أخاف عليك الحسد وإنما وصف الله به الكافرين، فقال تعالى: (كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) (13)، ولم يجعل للشيطان عليك سلطاناً.
يا محمد بن علي ألا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك؟
قال: بلى.
فقال: سمعت أباك يقول يوم البصرة: من أحبّ أن يبرّني في الدنيا والآخرة فليبرّ محمداً.
يا محمد بن علي لو شئت أن أخبرك وأنت في ظهر أبيك لأخبرتك.
يا محمد بن علي أما علمت أن الحسين بن علي بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي إمام من بعدي عند الله في الكتاب الماضي ووراثة النبي (صلى الله عليه وآله) أصابها في وراثة أبيه وأمه علم الله أنكم خير خلقه، فاصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) علياً، واختارني علي للإمامة، واخترت أنا الحسين.
فقال له محمد بن علي: أنت إمامي، وأنت وسيلتي إلى محمد، والله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام، ألا وأن في نفسي كلاماً لا تنزفه الدلاء ولا تغيره الرياح كالكتاب المعجم في الرق المنمم أهم بإبدائه، فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل وما جاءت به الرسل، وإنه لكلام يكل به لسان الناطق ويد الكاتب ولا يبلغ فضلك، وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوة إلا بالله. إن الحسين أعلمنا علماً، وأثقلنا حلماً، وأقربنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحماً، كان إماماً فقيهاً قبل أن يخلق، وقرأ الوحي قبل أن ينطق، ولو علم الله أن أحداً خير منا ما اصطفى محمداً، فلما اختار الله محمداً، واختار محمد علياً، واختارك عليّ، واخترت الحسين بعدك، سلمنا ورضينا بمن هو الرضا وبه نسلم المشكلات(14).
وهذه الوصية تفيدنا عظمة ابن الحنفية من ناحية الإيمان وأنه من عباب العلم ومناجم التقى، فأي رجل يشهد له إمام وقته بأن الله لم يجعل للشيطان عليه سلطاناً، وأنه لا يخشى عليه من ناحية الحسد الذي لا يخلو منه أو من شيء من موجباته أي أحد لم يبلغ درجة الكمال، ثم أي رجل أناط أمير المؤمنين البر به بالبر بنفسه التي يجب على كافة المؤمنين أن يبروا به.
على أن الظاهر من قول الحسن المجتبى (عليه السلام): «أما علمت أن الحسين..» هو أن علم محمد بالإمامة لم يكن بمحض النص المتأخر وإن أكده ذلك، وإنما هو بعلم مخصوص برجالات بيت الوحي، مكنون عندهم بالإحاطة بالكتاب الماضي والقدر الجاري، والاعتراف بحق الإمامين تدلنا على ثباته المستقى من عين صافية وما هي إلا ذلك اللوح المحفوظ.
فصاحته وشجاعته:
إنا لا نجد برهان أقوى ولا دليل أدلّ على بلوغه الدرجة العالية في الفصاحة من أنه تربى في بيت الفصاحة ونشأ في دار الإبانة والبيان. ولا خلاف في أن قريشاً أفصح العرب، ونزول القرآن بلسانهم من أقوى الدلائل على بلوغهم الغاية القصوى في الفصاحة، وأن بني هاشم أفصح قريش ولا شاهد أعظم من الوجدان، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) أفصح من نطق بالضاد، وعلي (عليه السلام) أمير البلغاء، ثم الحسن والحسين وحمزة وجعفر وغيرهم من بني هاشم مما لا يستريب أحد أنهم أفصح العرب وأبلغ الخطباء، ومحمد بن الحنفية أحد أغصان تلك الشجرة المثمرة وفرع من تلك الدوحة الباسقة، ولو لم يكن له إلا هذه الخطبة الرنانة التي ألقاها يوم صفين في ذلك الجمع الرهيب واليوم العصيب، والموقف الحرج الذي غص فيه البطل المشيح بريقه وأخذ الرعب فيه بمخنقه، فألقاها محمد إلقاء مترسل هادئ، لا يحس رهبة ولا يهجس في نفسه خيفة، فجاء بها محبرة مرشاة بأحسن طراز في أبدع أسلوب قلّ أن تجتمع السلاسة والابتكار والعذوبة والارتجال، لذلك أدهشت عقول السامعين، وأذهلت أفكار المستمعين.
فقد قال الأشتر النخعي لمحمد بن الحنفية يوماً من أيام صفي: قم بين الصفين وامدح أمير المؤمنين (عليه السلام) واذكر مناقبه، فبرز محمد بن الحنفية وأومئ إلى عسكر معاوية وقال:
يا أهل الشام أخسؤوا، يا ذرية النفاق وحشو النار وحصب جهنم، عن البدر الزاهر، والقهر الباهر، والنجم الثاقب، والسنان النافذ، والشهاب المنير، والحسام المبير، والصراط المستقيم، والبحر الخضم العليم.
] من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا[ أوما ترون أي عقبة تقتحمون وأي هضبة ومسنمة علو تتسنمون ] فأنى تؤفكون[ ] بل ينظرون إليك وهم لا يبصرون[ ، أصنو رسول الله تستهدفون، ويعسوب دين الله تلمزون، فأي سبيل رشاد بعد ذلك تسلكون، وأي خرق بعد ذلك ترقعون، هيهات هيهات برز والله وفاز بالسبق وفاز بالفصل، واستولى على الغاية فأحرز قصبها، وفصل الخطاب فانحسرت عنه الأبصار وانقطعت دونه الرقاب، وقرع الذروة العليا التي لا تدرك، وبلغ الغاية القصوى، فعجز من رام رتبته في سعيه فأعياه وعناه الطلب، وفاته المأمول والأرب، ووقف عند شجاعته الشجاع الهمام، وبطل سعي البطل الضرغام فـ ] أنى لهم التناوش من مكان بعيد[ فخفضاً خفضاً ومهلاً مهلاً، أصديق رسول الله (صلى الله عليه وآله) تنكثون، أم لأخيه تسبون، وذا قربى منه تشتمون، وهو شقيق نسبه إذا نسبوا ونديد هارون إذا مثلوا، وذو قوى كبرها إذا امتحنوا، والمصلي إلى القبلتين إذا انحرفوا، والمشهور له بالإيمان إذا كفروا، والمدعو بخيبر وحنين إذا نكلوا، والمندوب لنبذ عهودهم إذا نكثوا، والمخلف على الفراش ليلة الهجرة إذا جبنوا، والثابت يوم أحد إذا هربوا، والمستودع للأسرار ساعة الوداع إذا حجبوا.
هذي المكارم لا قصبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وكيف يكون بعيداً من كل سناً وسهو وثناء وعلو، وقد نجله ورسول الله أبوه وأنجبت بينهما جدود ورضعا بلبان، ودرجا في سنن، وتفيأ بشجرة، وتفرعا من أكرم أصل، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) للرسالة وأمير المؤمنين (عليه السلام) للخلافة، رتق الله به فتق الإسلام حتى انجابت طخية الريب وقمع نخوة النفاق حتى ارفأن جيشانه وطمس رسم الجاهلية، وخلع ربقة الصعار والذلة، وكفت الملة الوجاء ورفق شربها وحلاها عن وردها واطئاً كواهلها، آخذاً بأكظامها، يقرع هاماتها ويرخصها عن مال الله حتى كلمها الخشاش وعضها الثقاف، ونالها فرض الكتاب، فجرجرت جرجرة العود الموقع فرادها وقراً، فلفظته أفواهها وأزلقته بأبصارها ونبت عن ذكره أسماعها، فكان لها كالسم المقر والزعاف المزعف، لا يأخذه في الله لومة لائم، ولا يزيله عن الحق تهيب متهدد، ولا يحيله عن الصدق ترهب متوعد، فلم يزل كذلك حتى أقشعت غيابة الشرك وخنع طيخ الإفك وزالت قحم الإشراك فيه حتى تنستم روح النصفة وقطعتم قسم السوء بعد أن كنتم لوكة الأكل ومذقة الشارب وقبة العجلان بسياسة مأمون الحرفة مكتمل الحنكة، طب بأدوائكم قمنا بدوائكم، مثقفاً لأودكم، تالثاً بحوزتكم، حامياً لقاصيكم ودانيكم، يقتات بالجينة ويرد الخميس ويلبس الهدم، ثم إذا سبرت الرجال وطاح الوشيط واستلم المشيح وغمغمت الأصوات وقلصت الشفاه وقامت الحرب على ساق وخطر فينقها وهدرت شقاشقها وجمعت قطريها وسالت بإبراق الفي أمير المؤمنين هنالك مثبتاً لقطبها، مديراً لرحاها، قادحاً بزندها، مورياً لهبها، مذكياً جمرها، دلافاً إلى البهم، ضراباً للقلل، غصاباً للمهج، تراكاً للسلب، خواضاً لغمرات الموت، مثكل أمهات موتهم، أطفال مشتت آلاف قطاع، أقران طافياً عن الجولة، راكداً في الغمرة، يهتف بأولاها فتنكف أخراها، فتارة يطويها كطي الصحيفة وآونة يفرقها تفرق الوفرة.
فأي آلاء أمير المؤمنين تمترون، وعلى أي أمر مثل حديثه تأثرون، وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون(15).
فلم يبق في الفريقين إلا من اعترف بفضل محمد.
فقد قال الأشتر النخعي لمحمد بن الحنفية يوماً من أيام صفي: قم بين الصفين وامدح أمير المؤمنين (عليه السلام) واذكر مناقبه، فبرز محمد بن الحنفية وأومئ إلى عسكر معاوية وقال:
يا أهل الشام أخسؤوا، يا ذرية النفاق وحشو النار وحصب جهنم، عن البدر الزاهر، والقهر الباهر، والنجم الثاقب، والسنان النافذ، والشهاب المنير، والحسام المبير، والصراط المستقيم، والبحر الخضم العليم.
] من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا[ أوما ترون أي عقبة تقتحمون وأي هضبة ومسنمة علو تتسنمون ] فأنى تؤفكون[ ] بل ينظرون إليك وهم لا يبصرون[ ، أصنو رسول الله تستهدفون، ويعسوب دين الله تلمزون، فأي سبيل رشاد بعد ذلك تسلكون، وأي خرق بعد ذلك ترقعون، هيهات هيهات برز والله وفاز بالسبق وفاز بالفصل، واستولى على الغاية فأحرز قصبها، وفصل الخطاب فانحسرت عنه الأبصار وانقطعت دونه الرقاب، وقرع الذروة العليا التي لا تدرك، وبلغ الغاية القصوى، فعجز من رام رتبته في سعيه فأعياه وعناه الطلب، وفاته المأمول والأرب، ووقف عند شجاعته الشجاع الهمام، وبطل سعي البطل الضرغام فـ ] أنى لهم التناوش من مكان بعيد[ فخفضاً خفضاً ومهلاً مهلاً، أصديق رسول الله (صلى الله عليه وآله) تنكثون، أم لأخيه تسبون، وذا قربى منه تشتمون، وهو شقيق نسبه إذا نسبوا ونديد هارون إذا مثلوا، وذو قوى كبرها إذا امتحنوا، والمصلي إلى القبلتين إذا انحرفوا، والمشهور له بالإيمان إذا كفروا، والمدعو بخيبر وحنين إذا نكلوا، والمندوب لنبذ عهودهم إذا نكثوا، والمخلف على الفراش ليلة الهجرة إذا جبنوا، والثابت يوم أحد إذا هربوا، والمستودع للأسرار ساعة الوداع إذا حجبوا.
هذي المكارم لا قصبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وكيف يكون بعيداً من كل سناً وسهو وثناء وعلو، وقد نجله ورسول الله أبوه وأنجبت بينهما جدود ورضعا بلبان، ودرجا في سنن، وتفيأ بشجرة، وتفرعا من أكرم أصل، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) للرسالة وأمير المؤمنين (عليه السلام) للخلافة، رتق الله به فتق الإسلام حتى انجابت طخية الريب وقمع نخوة النفاق حتى ارفأن جيشانه وطمس رسم الجاهلية، وخلع ربقة الصعار والذلة، وكفت الملة الوجاء ورفق شربها وحلاها عن وردها واطئاً كواهلها، آخذاً بأكظامها، يقرع هاماتها ويرخصها عن مال الله حتى كلمها الخشاش وعضها الثقاف، ونالها فرض الكتاب، فجرجرت جرجرة العود الموقع فرادها وقراً، فلفظته أفواهها وأزلقته بأبصارها ونبت عن ذكره أسماعها، فكان لها كالسم المقر والزعاف المزعف، لا يأخذه في الله لومة لائم، ولا يزيله عن الحق تهيب متهدد، ولا يحيله عن الصدق ترهب متوعد، فلم يزل كذلك حتى أقشعت غيابة الشرك وخنع طيخ الإفك وزالت قحم الإشراك فيه حتى تنستم روح النصفة وقطعتم قسم السوء بعد أن كنتم لوكة الأكل ومذقة الشارب وقبة العجلان بسياسة مأمون الحرفة مكتمل الحنكة، طب بأدوائكم قمنا بدوائكم، مثقفاً لأودكم، تالثاً بحوزتكم، حامياً لقاصيكم ودانيكم، يقتات بالجينة ويرد الخميس ويلبس الهدم، ثم إذا سبرت الرجال وطاح الوشيط واستلم المشيح وغمغمت الأصوات وقلصت الشفاه وقامت الحرب على ساق وخطر فينقها وهدرت شقاشقها وجمعت قطريها وسالت بإبراق الفي أمير المؤمنين هنالك مثبتاً لقطبها، مديراً لرحاها، قادحاً بزندها، مورياً لهبها، مذكياً جمرها، دلافاً إلى البهم، ضراباً للقلل، غصاباً للمهج، تراكاً للسلب، خواضاً لغمرات الموت، مثكل أمهات موتهم، أطفال مشتت آلاف قطاع، أقران طافياً عن الجولة، راكداً في الغمرة، يهتف بأولاها فتنكف أخراها، فتارة يطويها كطي الصحيفة وآونة يفرقها تفرق الوفرة.
فأي آلاء أمير المؤمنين تمترون، وعلى أي أمر مثل حديثه تأثرون، وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون(15).
فلم يبق في الفريقين إلا من اعترف بفضل محمد.
تأدبه ومعرفته:
وناهيك عن بلاغته المزيجة بالشجاعة وكلامه عندما قيل له: إن أباك يسمح بك في الحرب ويشحّ بالحسن والحسين (عليهما السلام)، فقال محمد بن الحنفية: هما عيناه وأنا يده، والإنسان يقي عينه بيده.
وقال مرة أخرى وقد قيل له ذلك: أنا ولده وهما ولدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) (16).
ولبسالته المعلومة وموقفه من الحق أنزله أبوه يوم معركة (الجمل) منزلة يده، فكان يخوض الغمرات أمامه ويمضي عند مشتبك الحرب قدماً، ويظهر من شجاعته لمن تأمل في ما كتب أهل السير في حرب الجمل وصفين، فكان محمد بن الحنفية صاحب راية أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه.
روي أن أباه علياً (عليه السلام) اشترى درعاً، فلما استطالها أراد أن يقطع منها، فقال محمد: يا أبه علّم موضع القطع، فعلم على موضع منها، فقبض محمد بيده اليمنى على ذيلها والأخرى على موضع العلامة ثم جذبها فقطع من الموضع الذي حده أبوه. وكان عبد الله بن الزبير مع تقدمه في الشجاعة يحسده على قوته، وإذا حدّث بهذا الحديث غضب(17).
علمه وفقهه:
بالإضافة لما تميز به من الشجاعة والبلاغة كان محمد بن فطاحل العلماء وجهابذة الفقهاء، وأنه المشار إليه بالفضيلة في سائر العلوم الدينية والأدبية كالفقه والحديث والتفسير وسائر علوم الأدب، وكان من عظماء المجتهدين له رأي منفرد وفتيا مشهورة، وكان أحد حملة العلم المغيب بما اقتبسه من أبيه وأخويه الحسن والحسين (عليهم السلام)، وقد أكثر من رواية الحديث عنهم (عليهم السلام)، وعن جابر وغيرهم من الصحابة. وروى عنه أئمة الحديث من السنة والشيعة(18).
من أقواله وحكمه:
عن زر بن حنيش قال: سمعت محمد بن الحنفية يقول: (فينا ست خصال لم تكن في أحد ممن قبلنا ولا تكون في أحد بعدنا: منا محمد سيد المرسلين، وعلي سيد الوصيين، وحمزة سيد الشهداء، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وجعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، ومهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم (عليه السلام) (19).
وقال رجل لابن الحنفية وهو بالشام: أعلي أفضل أم عثمان؟ فقال: اعفني، فلم يعفه، فقال: أنت شبيه فرعون حين سأل موسى، فقال: (ما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب..)(20)، فصاح الناس بالشامي: يا شبيه فرعون، حتى هرب إلى مصر(21).
ومن أقواله أيضاً:
قال (رض): (الكمال في ثلاث: العفة في الدين، والصبر على النوائب، وحسن التقدير للمعيشة)(22).
قال (رض): (ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً حتى يجعل الله في أمره فرجاً ومخرجاً).
قال (رض): (إن الله جعل الجنة ثمناً لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها).
قال (رض): (كل ما لا ينبغي به وجه الله فهو مضمحل).
قال (رض): (من كرمت نفسه عليه هانت الدنيا في عينيه)(23).
من خطبه:
كان عبد الله بن الزبير يبغض علياً (عليه السلام) وينقصه وينال من عرضه، روى عمر بن شبه، عن سعيد بن جبير قال: خطب ـ عبد الله بن الزبير ـ فنال من علي (ع) فبلغ ذلك محمد بن الحنفية، فجاء إليه وهو يخطب فوضع له كرسي، فقطع عليه خطبته وقال:
(يا معشر العرب شاهت الوجوه، أينتقص علي (عليه السلام) وأنتم حضور، إن علياً (عليه السلام) كان يد الله على أعداء الله، وصاعقة من أمره، أرسله على الكافرين والجاحدين لحقه فقتلهم بكفرهم، فشنؤوه وأبغضوه وأضمروا له السيف والحسد وابن عمه (صلى الله عليه وآله) بعد حي، فلما نقله الله إلى جواره وأحب له ما عنده أظهرت رجال أحقادها وشفت أضغانها، فمنهم من ابتزه حقه، ومنهم من أتمر به ليقتله، ومنهم من شتمه وقذفه بالأباطيل، فإن يكن لذريته وناصري عترته دولة تنشر عظامهم وتحضر أجسادهم والأبدان يومئذٍ بالية بعد أن تقتل الأحياء منهم وتذل رقابهم، فيكون الله عزّ اسمه قد عذبهم بأيدينا وأخزاهم ونصرنا عليهم وشفى صدورنا منهم، وإنه والله ما يشتم علياً (عليه السلام) إلا كافر يسر شتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخاف أن يبوح به فيكني بشتم علي (عليه السلام)، أما أنه قد تخطت المنية منكم من امتد عمره وسمع قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ] وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون[ (24).
فعاد ـ ابن الزبير ـ إلى خطبته وقال: عذرت بني الفواطم يتكلمون فما بال ابن أم حنيفة.
فقال محمد: يا بن أم رومان ومالي لا أتكلم، وهل فاتني من الفواطم إلا واحدة ولم يفتني فخرها، لأنها أم أخوي، أنا ابن فاطمة بنت أسد بن هاشم كافلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والقائمة مقام أمه، والله لولا خديجة بنت خويلد ما تركت في بني أسد بن عبد العزى عظماً إلا هشمته ثم قام وخرج(25).
وقد اقتبس ابن الزبير كلامه من خالته عائشة عند دفن الحسن (عليه السلام) عندما قام محمد بن الحنفية وقال: يا عائشة يوم على جمل ويوم على بغل فما تملكين نفسك عداوة لبني هاشم؟
فأقبلت عليه وقالت: يا بن الحنفية: هؤلاء أبناء الفواطم يتكلمون فما كلامك أنت؟
وناهيك عن بلاغته المزيجة بالشجاعة وكلامه عندما قيل له: إن أباك يسمح بك في الحرب ويشحّ بالحسن والحسين (عليهما السلام)، فقال محمد بن الحنفية: هما عيناه وأنا يده، والإنسان يقي عينه بيده.
وقال مرة أخرى وقد قيل له ذلك: أنا ولده وهما ولدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) (16).
ولبسالته المعلومة وموقفه من الحق أنزله أبوه يوم معركة (الجمل) منزلة يده، فكان يخوض الغمرات أمامه ويمضي عند مشتبك الحرب قدماً، ويظهر من شجاعته لمن تأمل في ما كتب أهل السير في حرب الجمل وصفين، فكان محمد بن الحنفية صاحب راية أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه.
روي أن أباه علياً (عليه السلام) اشترى درعاً، فلما استطالها أراد أن يقطع منها، فقال محمد: يا أبه علّم موضع القطع، فعلم على موضع منها، فقبض محمد بيده اليمنى على ذيلها والأخرى على موضع العلامة ثم جذبها فقطع من الموضع الذي حده أبوه. وكان عبد الله بن الزبير مع تقدمه في الشجاعة يحسده على قوته، وإذا حدّث بهذا الحديث غضب(17).
علمه وفقهه:
بالإضافة لما تميز به من الشجاعة والبلاغة كان محمد بن فطاحل العلماء وجهابذة الفقهاء، وأنه المشار إليه بالفضيلة في سائر العلوم الدينية والأدبية كالفقه والحديث والتفسير وسائر علوم الأدب، وكان من عظماء المجتهدين له رأي منفرد وفتيا مشهورة، وكان أحد حملة العلم المغيب بما اقتبسه من أبيه وأخويه الحسن والحسين (عليهم السلام)، وقد أكثر من رواية الحديث عنهم (عليهم السلام)، وعن جابر وغيرهم من الصحابة. وروى عنه أئمة الحديث من السنة والشيعة(18).
من أقواله وحكمه:
عن زر بن حنيش قال: سمعت محمد بن الحنفية يقول: (فينا ست خصال لم تكن في أحد ممن قبلنا ولا تكون في أحد بعدنا: منا محمد سيد المرسلين، وعلي سيد الوصيين، وحمزة سيد الشهداء، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وجعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، ومهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم (عليه السلام) (19).
وقال رجل لابن الحنفية وهو بالشام: أعلي أفضل أم عثمان؟ فقال: اعفني، فلم يعفه، فقال: أنت شبيه فرعون حين سأل موسى، فقال: (ما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب..)(20)، فصاح الناس بالشامي: يا شبيه فرعون، حتى هرب إلى مصر(21).
ومن أقواله أيضاً:
قال (رض): (الكمال في ثلاث: العفة في الدين، والصبر على النوائب، وحسن التقدير للمعيشة)(22).
قال (رض): (ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً حتى يجعل الله في أمره فرجاً ومخرجاً).
قال (رض): (إن الله جعل الجنة ثمناً لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها).
قال (رض): (كل ما لا ينبغي به وجه الله فهو مضمحل).
قال (رض): (من كرمت نفسه عليه هانت الدنيا في عينيه)(23).
من خطبه:
كان عبد الله بن الزبير يبغض علياً (عليه السلام) وينقصه وينال من عرضه، روى عمر بن شبه، عن سعيد بن جبير قال: خطب ـ عبد الله بن الزبير ـ فنال من علي (ع) فبلغ ذلك محمد بن الحنفية، فجاء إليه وهو يخطب فوضع له كرسي، فقطع عليه خطبته وقال:
(يا معشر العرب شاهت الوجوه، أينتقص علي (عليه السلام) وأنتم حضور، إن علياً (عليه السلام) كان يد الله على أعداء الله، وصاعقة من أمره، أرسله على الكافرين والجاحدين لحقه فقتلهم بكفرهم، فشنؤوه وأبغضوه وأضمروا له السيف والحسد وابن عمه (صلى الله عليه وآله) بعد حي، فلما نقله الله إلى جواره وأحب له ما عنده أظهرت رجال أحقادها وشفت أضغانها، فمنهم من ابتزه حقه، ومنهم من أتمر به ليقتله، ومنهم من شتمه وقذفه بالأباطيل، فإن يكن لذريته وناصري عترته دولة تنشر عظامهم وتحضر أجسادهم والأبدان يومئذٍ بالية بعد أن تقتل الأحياء منهم وتذل رقابهم، فيكون الله عزّ اسمه قد عذبهم بأيدينا وأخزاهم ونصرنا عليهم وشفى صدورنا منهم، وإنه والله ما يشتم علياً (عليه السلام) إلا كافر يسر شتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخاف أن يبوح به فيكني بشتم علي (عليه السلام)، أما أنه قد تخطت المنية منكم من امتد عمره وسمع قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ] وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون[ (24).
فعاد ـ ابن الزبير ـ إلى خطبته وقال: عذرت بني الفواطم يتكلمون فما بال ابن أم حنيفة.
فقال محمد: يا بن أم رومان ومالي لا أتكلم، وهل فاتني من الفواطم إلا واحدة ولم يفتني فخرها، لأنها أم أخوي، أنا ابن فاطمة بنت أسد بن هاشم كافلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والقائمة مقام أمه، والله لولا خديجة بنت خويلد ما تركت في بني أسد بن عبد العزى عظماً إلا هشمته ثم قام وخرج(25).
وقد اقتبس ابن الزبير كلامه من خالته عائشة عند دفن الحسن (عليه السلام) عندما قام محمد بن الحنفية وقال: يا عائشة يوم على جمل ويوم على بغل فما تملكين نفسك عداوة لبني هاشم؟
فأقبلت عليه وقالت: يا بن الحنفية: هؤلاء أبناء الفواطم يتكلمون فما كلامك أنت؟
فقال لها الحسين (عليه السلام): وأنت تبعدين ـ محمداً ـ من الفواطم؟
فوالله لقد ولدته ثلاث فواطم (فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمر بن مخزوم، وفاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤي، وفاطة بنت أسد بن هاشم ـ.
فقالت عائشة للحسين (عليه السلام): نحّوا ابنكم واذهبوا به فإنكم قوم خصمون.
فمضى الحسين (عليه السلام) إلى قبر أمه ثم أخرج الإمام الحسن(عليه السلام) فدفنه بالبقيع(26).
وفاته وموضع قبره:
وكانت وفاة محمد بن الحنفية سنة إحدى وثمانين، وله من العمر خمس وستون سنة(27)، فتكون ولادته سنة ستة عشر للهجرة.
وقد روى عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: أنا دفنت عمي محمد بن الحنفية، ونفضت يدي من تراب قبره(28).
واختلف في مدفنه لكن أشهر الأقوال أنه دفن بالطائف(29).
وذكر في معجم البلدان: أن أهل جزيرة خارك التي هي في وسط البحر الفارسي يزعمون أن بها قبر محمد بن الحنفية، يقول الحموي: وقد زرت هذا القبر فيها، ولكن التواريخ لم تثبته(30).
أولاده:
كان لمحمد بن الحنفية أربعة عشرين ولداً، أربعة عشر منهم ذكوراً وعشر بنات، وعقبه من ابنيه علي وجعفر، وقد قتل جعفر في يوم الحرّة على يد جيش مسرف بن عقبة الذي قتل أهل المدينة وفتك بهم بأمر يزيد بن معاوية(31).
وينتهي أكثر عقبه إلى رأس المذري عبد الله بن جعفر الثاني بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية، ومنهم الشريف النقيب أبو الحسن أحمد بن القاسم بن محمد العويد بن علي بن رأس المذري.
وكان ابنه أبو محمد الحسن بن أحمد سيداً جليلاً، وكان نائب السيد المرتضى في أمر نقابة بغداد، وله عقب من أهل العلم والفضل والرواية، ومعروفون ببني النقيب المحمدي، لكنهم انقرضوا.
ومنهم جعفر الثالث بن رأس المذري وعقبه من أولاده زيد، وعلي، وموسى، وعبد الله، وجاء من بني علي بن جعفر الثالث أبو علي المحمدي بالبصرة، وهو الحسن بن الحسين بن العباس بن علي بن جعفر الثالث وكان صديق العمري، ونقل عن أبي نصر البخاري أنه قال: ينتهي نسب المحمدية الصحيح إلى زيد الطويل بن جعفر بن عبد الله بن جعفر، وإسحاق بن عبد الله رأس المذري، ومحمد بن علي بن عبد الله رأس المذري(32).
وجاء من بني محمد بن علي بن إسحاق بن رأس المذري السيد الثقة أبو عباس عقيل بن الحسين بن محمد المذكور الذي كان فقيهاً محدثاً راوياً، وله كتاب الصلاة ومناسك الحج والأمالي، وقد قرأ عليه الشيخ عبد الرحمن المفيد النيسابوري، وله أعقاب بناحية أصفهان وفارس.
ومن جملة أولاد رأس المذري القاسم بن عبد الله رأس المذري الفاضل المحدث، وابنه الشريف أبو محمد عبد الله بن القاسم(33).
أما أولاد علي بن محمد بن الحنفية، فمنهم أبو محمد الحسن بن علي المذكور، وهو رجل عالم فاضل، زعمت الكيسانية إمامته، ثم وصى إلى ابنه علي فجعلته الكيسانية إماماً أيضاً بعد أبيه(34).
وأما أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية فهو إمام الكيسانية وانتقلت البيعة منه إلى بني العباس، وانقرض نسله(35).
قال أبو نصر البخاري: إن المحمدية بقزوين الرؤساء، وبقم العلماء، وبالري السادة(36).
—-------------------------------------------
1 ـ أخذنا هذه الترجمة من كتاب تنوير الأمة بأولاد الأئمة (عليهم السلام) لمؤلفه الخطيب الشيخ علي حيدر المؤيد.
2 ـ المجدي: ص196، وتذكرة الخواص: ص292، صفوة الصفوة: ج2 ص77.
3 ـ انظر طبقات ابن سعد: ج5 ص91، وحلية الأولياء: ج3 ص174، تهذيب الأسماء واللغات: ج1 ص1 وص88، وشذرات الذهب: ج1 ص88، سير أعلام النبلاء: ج4 ص110، تهذيب التهذيب: ج9 ص354، رجال الكشي: ص87.
4 ـ راجع الخطط المقريزية: ج2 ص320، ونور الأبصار: ص115، تقريب التهذيب: ص497 الرقم 6157.
5 ـ المجدي في الأنساب: ص195، عمدة الطالب: ص389.
6 ـ أعيان الشيعة: المجلد السادس ص360.
7 ـ المصدر نفسه.
8 ـ المناقب لابن شهر آشوب: ج3 ص169.
9 ـ رجال الكشي: ص47.
10 ـ راجع رجال الكشي: ص79 و80، ومناقب ابن شهر آشوب: ج2 ص249.
11 ـ انظر تذكرة الخواص: ص295.
12 ـ عيون الأخبار لابن قتيبة: ج1 ص111، تذكرة الخواص: ص293.
13 ـ سورة البقرة: الآية 109.
14 ـ إعلام الورى: ج1 ص422.
15 ـ راجع مناقب الخوارزمي: ص134، تذكرة الخواص: ص296، مروج الذهب: ج2 ص366.
16 ـ كشف الغمة: ج2 ص67، المستطرف في طبقات الشجعان للايشهي: ج1 ص204.
17 ـ راجع الكامل للمبرد: ج2 ص89.
18 ـ راجع الوفيات لابن خلكان: ج2 ص21.
19 ـ الخصال: ج1 ص320، باب الستة.
20 ـ سورة طه: الآيات 51 و52.
21 ـ أنساب الأشراف للبلاذري: ج2 ص464.
22 ـ أنساب الأشراف للبلاذري: ج2 ص463.
23 ـ حلية الأولياء: ج3 ص162 و175، نور الأبصار: ص115، تذكرة الخواص: ص295.
24 ـ سورة الشعراء: الآية 227.
25 ـ نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج4 ص358.
26 ـ كشف الغمة: ج2 ص212، الكافي: ج1 ص240 ضمن حديث 3، إعلام الورى: ج1 ص415.
27 ـ راجع البداية لابن كثير: ج9 ص38، وتذكرة الخواص: ص299، ودول الإسلام للذهبي: ص48.
فوالله لقد ولدته ثلاث فواطم (فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمر بن مخزوم، وفاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤي، وفاطة بنت أسد بن هاشم ـ.
فقالت عائشة للحسين (عليه السلام): نحّوا ابنكم واذهبوا به فإنكم قوم خصمون.
فمضى الحسين (عليه السلام) إلى قبر أمه ثم أخرج الإمام الحسن(عليه السلام) فدفنه بالبقيع(26).
وفاته وموضع قبره:
وكانت وفاة محمد بن الحنفية سنة إحدى وثمانين، وله من العمر خمس وستون سنة(27)، فتكون ولادته سنة ستة عشر للهجرة.
وقد روى عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: أنا دفنت عمي محمد بن الحنفية، ونفضت يدي من تراب قبره(28).
واختلف في مدفنه لكن أشهر الأقوال أنه دفن بالطائف(29).
وذكر في معجم البلدان: أن أهل جزيرة خارك التي هي في وسط البحر الفارسي يزعمون أن بها قبر محمد بن الحنفية، يقول الحموي: وقد زرت هذا القبر فيها، ولكن التواريخ لم تثبته(30).
أولاده:
كان لمحمد بن الحنفية أربعة عشرين ولداً، أربعة عشر منهم ذكوراً وعشر بنات، وعقبه من ابنيه علي وجعفر، وقد قتل جعفر في يوم الحرّة على يد جيش مسرف بن عقبة الذي قتل أهل المدينة وفتك بهم بأمر يزيد بن معاوية(31).
وينتهي أكثر عقبه إلى رأس المذري عبد الله بن جعفر الثاني بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية، ومنهم الشريف النقيب أبو الحسن أحمد بن القاسم بن محمد العويد بن علي بن رأس المذري.
وكان ابنه أبو محمد الحسن بن أحمد سيداً جليلاً، وكان نائب السيد المرتضى في أمر نقابة بغداد، وله عقب من أهل العلم والفضل والرواية، ومعروفون ببني النقيب المحمدي، لكنهم انقرضوا.
ومنهم جعفر الثالث بن رأس المذري وعقبه من أولاده زيد، وعلي، وموسى، وعبد الله، وجاء من بني علي بن جعفر الثالث أبو علي المحمدي بالبصرة، وهو الحسن بن الحسين بن العباس بن علي بن جعفر الثالث وكان صديق العمري، ونقل عن أبي نصر البخاري أنه قال: ينتهي نسب المحمدية الصحيح إلى زيد الطويل بن جعفر بن عبد الله بن جعفر، وإسحاق بن عبد الله رأس المذري، ومحمد بن علي بن عبد الله رأس المذري(32).
وجاء من بني محمد بن علي بن إسحاق بن رأس المذري السيد الثقة أبو عباس عقيل بن الحسين بن محمد المذكور الذي كان فقيهاً محدثاً راوياً، وله كتاب الصلاة ومناسك الحج والأمالي، وقد قرأ عليه الشيخ عبد الرحمن المفيد النيسابوري، وله أعقاب بناحية أصفهان وفارس.
ومن جملة أولاد رأس المذري القاسم بن عبد الله رأس المذري الفاضل المحدث، وابنه الشريف أبو محمد عبد الله بن القاسم(33).
أما أولاد علي بن محمد بن الحنفية، فمنهم أبو محمد الحسن بن علي المذكور، وهو رجل عالم فاضل، زعمت الكيسانية إمامته، ثم وصى إلى ابنه علي فجعلته الكيسانية إماماً أيضاً بعد أبيه(34).
وأما أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية فهو إمام الكيسانية وانتقلت البيعة منه إلى بني العباس، وانقرض نسله(35).
قال أبو نصر البخاري: إن المحمدية بقزوين الرؤساء، وبقم العلماء، وبالري السادة(36).
—-------------------------------------------
1 ـ أخذنا هذه الترجمة من كتاب تنوير الأمة بأولاد الأئمة (عليهم السلام) لمؤلفه الخطيب الشيخ علي حيدر المؤيد.
2 ـ المجدي: ص196، وتذكرة الخواص: ص292، صفوة الصفوة: ج2 ص77.
3 ـ انظر طبقات ابن سعد: ج5 ص91، وحلية الأولياء: ج3 ص174، تهذيب الأسماء واللغات: ج1 ص1 وص88، وشذرات الذهب: ج1 ص88، سير أعلام النبلاء: ج4 ص110، تهذيب التهذيب: ج9 ص354، رجال الكشي: ص87.
4 ـ راجع الخطط المقريزية: ج2 ص320، ونور الأبصار: ص115، تقريب التهذيب: ص497 الرقم 6157.
5 ـ المجدي في الأنساب: ص195، عمدة الطالب: ص389.
6 ـ أعيان الشيعة: المجلد السادس ص360.
7 ـ المصدر نفسه.
8 ـ المناقب لابن شهر آشوب: ج3 ص169.
9 ـ رجال الكشي: ص47.
10 ـ راجع رجال الكشي: ص79 و80، ومناقب ابن شهر آشوب: ج2 ص249.
11 ـ انظر تذكرة الخواص: ص295.
12 ـ عيون الأخبار لابن قتيبة: ج1 ص111، تذكرة الخواص: ص293.
13 ـ سورة البقرة: الآية 109.
14 ـ إعلام الورى: ج1 ص422.
15 ـ راجع مناقب الخوارزمي: ص134، تذكرة الخواص: ص296، مروج الذهب: ج2 ص366.
16 ـ كشف الغمة: ج2 ص67، المستطرف في طبقات الشجعان للايشهي: ج1 ص204.
17 ـ راجع الكامل للمبرد: ج2 ص89.
18 ـ راجع الوفيات لابن خلكان: ج2 ص21.
19 ـ الخصال: ج1 ص320، باب الستة.
20 ـ سورة طه: الآيات 51 و52.
21 ـ أنساب الأشراف للبلاذري: ج2 ص464.
22 ـ أنساب الأشراف للبلاذري: ج2 ص463.
23 ـ حلية الأولياء: ج3 ص162 و175، نور الأبصار: ص115، تذكرة الخواص: ص295.
24 ـ سورة الشعراء: الآية 227.
25 ـ نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج4 ص358.
26 ـ كشف الغمة: ج2 ص212، الكافي: ج1 ص240 ضمن حديث 3، إعلام الورى: ج1 ص415.
27 ـ راجع البداية لابن كثير: ج9 ص38، وتذكرة الخواص: ص299، ودول الإسلام للذهبي: ص48.
قصه للزهراء عليها السلام
في إحدى السنوات وعندما كنت في أحد المجالس الحسينية طرق الخطيب على آذان المؤمنين المستمعين في المجلس بقصة واقعية حدثت في مدينة كربلاء المقدسة ليبيّن للناس من خلالها مدى كرامة اهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وحبهم لشيعتهم وبالخصوص سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها الصلاة وأزكى السلام
وبما نحن الآن في شهر أبي الأحرار الحسين عليه السلام وكل منا يتسابق على حضور المجالس الحسينية وكلنا بصدد التجارة معه للوصول لمرضاة الله عزّ وجل انقل لكم تلك الواية كما أتذكرها وباختصار لعلي أحضى بدعوة من الحسين عليه السلام لزيارته معكم اخواني
في إحدى محافظات العراق ولعلها كربلاء المقدسة كانت هناك إمرأة تعيش مع ولدها الشاب بعد ما توفي زوجها
وفي يوم من الأيام جاء أجل هذا الشاب واسترد الله أمانته بشكل من الأشكال ـ لا أتذكر بالضبطالواقعة ـ عموماً
إعتادت هذه المرأة المواليى على زيارة قبر ولدها كل ليلة بعد صلاة العشاء وذلك لكثرة محبتها له وهو الوحيد الذي كان لها في الدنيا واستمرت على هذا الحال فترة من الزمن تفوق السنة
في إحدى الليالي وبعد صلاة العشاء وكعادة تلك المرأة متجهة نحو المقبرة لزيارة قبر المرحوم ولدها
وفي أثناء ذلك سمعت صوت أحد الخطباء ينعى الحسين عليه السلام في إحدى الحسينات الموجودة على تلك الطريق فتوجهت ناحية الصوت إلى الحسينية مباشرة وجلست تستمع إلى ذلك النعي وهي تجهش بالبكاء ودموع اللهفة على مصاب ابي عبدلله تجري على خدها
وبعد المجلس تقربت نحو إمراة كانت هناك وسالتها عن هوية ذالك الخطيب وأبدت إعجابها بنعيه على الحسين وأولاد الحسين
فأجابتها تلك المرأة بأن هذا الخطيب سيقرأ مباشرة بعد هذا المجلس في الحسينية الفلانية
فتوجهت أم الشاب إلى الحسينية التي أخبرتها عنها المرأة لتستمع على نعي ذلك الخطيب على مصاب ابي عبدالله عليه السلام ناسيتاً موعدها مع قبر إبنها
وبعد فراغ ذلك المجلس على الحسينبدأت تلتحق من مجلس لآخر ناسيتاً إبنها وباكية على الحسين وعلى مصاب الحسين عليه السلام
وفجأة تذكرت موعدها وعادتها فقامت مهرولة عسى أن تلحق على قبر ولدها وقراءة ماتيسر من القرآن الكريم على قبره قبل أن يتأخر الوقت أكثر منذلك
وعند وصولها للمقبرة تفاجأة بوجود إمرأة منحنية على قبر ولدها وتقرأ عليه القرآن وتدعوا له
فذهبت لها وخاطبتها واستنكرت وجودها على قبر ولدها قائلتاً لها
يا أمت الله إن كان لديك فقيد في هذا المكان فثقي وتيقني بأنهليس هذا القبر
فقصدي غيره لأن هذاالقبر هو قبر ولدي
فطرقت تلك السيدة ووجهت نظرة مليئة بالحزن إلى أم الشاب وقالت
يا أمت الله ـ أعلمك باني قاصدة لقبر ولدك
وقرأت عليه القرءان ودعوت له عند ربي عزّ وجل
فقد نسيتِ ولدكِ بينما كنت مشغولة بتعزيتي بمصاب ولدي الحسين
فأتيت لأحل مكانك بقراءة القرءان والدعاء عند ربي لولدك هذا
فقري عينا عند أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
السلام عليكِ يا سيدتي ومولاتي فاطمة
السلام عليكِ ياسيدتي ومولاتي بنت رسول الله
السلام عليكِ ياسيدتي ومولاتي أم الحسنين
إذا كان لديك الوقت فقم بإرسالها ليتبين للعوام مدى تأثير حضور مجالس الحسين للزهراء عليه أفضل الصلاة وازكى السلام
ولعلنا انا وانت نحضى بالقبول والدعوة لزيارة الحسين عليه السلام
السلام على الحسين وعلى واولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
في إحدى السنوات وعندما كنت في أحد المجالس الحسينية طرق الخطيب على آذان المؤمنين المستمعين في المجلس بقصة واقعية حدثت في مدينة كربلاء المقدسة ليبيّن للناس من خلالها مدى كرامة اهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وحبهم لشيعتهم وبالخصوص سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها الصلاة وأزكى السلام
وبما نحن الآن في شهر أبي الأحرار الحسين عليه السلام وكل منا يتسابق على حضور المجالس الحسينية وكلنا بصدد التجارة معه للوصول لمرضاة الله عزّ وجل انقل لكم تلك الواية كما أتذكرها وباختصار لعلي أحضى بدعوة من الحسين عليه السلام لزيارته معكم اخواني
في إحدى محافظات العراق ولعلها كربلاء المقدسة كانت هناك إمرأة تعيش مع ولدها الشاب بعد ما توفي زوجها
وفي يوم من الأيام جاء أجل هذا الشاب واسترد الله أمانته بشكل من الأشكال ـ لا أتذكر بالضبطالواقعة ـ عموماً
إعتادت هذه المرأة المواليى على زيارة قبر ولدها كل ليلة بعد صلاة العشاء وذلك لكثرة محبتها له وهو الوحيد الذي كان لها في الدنيا واستمرت على هذا الحال فترة من الزمن تفوق السنة
في إحدى الليالي وبعد صلاة العشاء وكعادة تلك المرأة متجهة نحو المقبرة لزيارة قبر المرحوم ولدها
وفي أثناء ذلك سمعت صوت أحد الخطباء ينعى الحسين عليه السلام في إحدى الحسينات الموجودة على تلك الطريق فتوجهت ناحية الصوت إلى الحسينية مباشرة وجلست تستمع إلى ذلك النعي وهي تجهش بالبكاء ودموع اللهفة على مصاب ابي عبدلله تجري على خدها
وبعد المجلس تقربت نحو إمراة كانت هناك وسالتها عن هوية ذالك الخطيب وأبدت إعجابها بنعيه على الحسين وأولاد الحسين
فأجابتها تلك المرأة بأن هذا الخطيب سيقرأ مباشرة بعد هذا المجلس في الحسينية الفلانية
فتوجهت أم الشاب إلى الحسينية التي أخبرتها عنها المرأة لتستمع على نعي ذلك الخطيب على مصاب ابي عبدالله عليه السلام ناسيتاً موعدها مع قبر إبنها
وبعد فراغ ذلك المجلس على الحسينبدأت تلتحق من مجلس لآخر ناسيتاً إبنها وباكية على الحسين وعلى مصاب الحسين عليه السلام
وفجأة تذكرت موعدها وعادتها فقامت مهرولة عسى أن تلحق على قبر ولدها وقراءة ماتيسر من القرآن الكريم على قبره قبل أن يتأخر الوقت أكثر منذلك
وعند وصولها للمقبرة تفاجأة بوجود إمرأة منحنية على قبر ولدها وتقرأ عليه القرآن وتدعوا له
فذهبت لها وخاطبتها واستنكرت وجودها على قبر ولدها قائلتاً لها
يا أمت الله إن كان لديك فقيد في هذا المكان فثقي وتيقني بأنهليس هذا القبر
فقصدي غيره لأن هذاالقبر هو قبر ولدي
فطرقت تلك السيدة ووجهت نظرة مليئة بالحزن إلى أم الشاب وقالت
يا أمت الله ـ أعلمك باني قاصدة لقبر ولدك
وقرأت عليه القرءان ودعوت له عند ربي عزّ وجل
فقد نسيتِ ولدكِ بينما كنت مشغولة بتعزيتي بمصاب ولدي الحسين
فأتيت لأحل مكانك بقراءة القرءان والدعاء عند ربي لولدك هذا
فقري عينا عند أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
السلام عليكِ يا سيدتي ومولاتي فاطمة
السلام عليكِ ياسيدتي ومولاتي بنت رسول الله
السلام عليكِ ياسيدتي ومولاتي أم الحسنين
إذا كان لديك الوقت فقم بإرسالها ليتبين للعوام مدى تأثير حضور مجالس الحسين للزهراء عليه أفضل الصلاة وازكى السلام
ولعلنا انا وانت نحضى بالقبول والدعوة لزيارة الحسين عليه السلام
السلام على الحسين وعلى واولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
Telegram
كروب قصائد وألحان منبريه
كل من يدخل باسم غير واضح وصوره غير لائقة يحذف بدون إنذار
يوم تتويج الإمام الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وإلى أهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وإلى جميع السادة زائري موقعنا الكرام بذكرى تنصيب الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) اليوم التاسع من ربيع الأول هو يوم تتويج الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك سنة 260 هـ, حيث تسلّم مهام الإمامة وهو ابن خمس سنين، وذلك بعد شهادة والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فهو بذلك يكون أصغر الأئمة سنّاً عند توليه الإمامة.
وقد تواترت الأحاديث بذلك عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
وليس هذا بدعاً من الاُمور في تأريخ الأنبياء والرسل وأئمة أهل البيت عليهم السلام، فقد سبقه في ذلك بعض أنبياء الله تعالى كما نص على ذلك القرآن الكريم. وإن صغر السن لا يؤثر في قابلية الإفاضة الربّانية على الشخص؛ ولذا نرى الذين ترجموا للإمام المهدي (عليه السلام) من علماء المذاهب الإسلامية قد اعتبروا تسلّمه للإمامة وهو في هذا السن (خمس سنين) أمراً عاديّاً في سيرة الأئمة (عليهم السلام).
وقد قال ابن حجر الهيثمي المكّي الشافعي في ذيل ترجمته للإمام الحسن العسكري (عليه السلام): ((ولم يخلّف (الإمام العسكري عليه السلام) غيرولده أبي القاسم محمد الحجة (عليه السلام), وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه الله فيها الحكمة)).
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وإلى أهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وإلى جميع السادة زائري موقعنا الكرام بذكرى تنصيب الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) اليوم التاسع من ربيع الأول هو يوم تتويج الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك سنة 260 هـ, حيث تسلّم مهام الإمامة وهو ابن خمس سنين، وذلك بعد شهادة والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فهو بذلك يكون أصغر الأئمة سنّاً عند توليه الإمامة.
وقد تواترت الأحاديث بذلك عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
وليس هذا بدعاً من الاُمور في تأريخ الأنبياء والرسل وأئمة أهل البيت عليهم السلام، فقد سبقه في ذلك بعض أنبياء الله تعالى كما نص على ذلك القرآن الكريم. وإن صغر السن لا يؤثر في قابلية الإفاضة الربّانية على الشخص؛ ولذا نرى الذين ترجموا للإمام المهدي (عليه السلام) من علماء المذاهب الإسلامية قد اعتبروا تسلّمه للإمامة وهو في هذا السن (خمس سنين) أمراً عاديّاً في سيرة الأئمة (عليهم السلام).
وقد قال ابن حجر الهيثمي المكّي الشافعي في ذيل ترجمته للإمام الحسن العسكري (عليه السلام): ((ولم يخلّف (الإمام العسكري عليه السلام) غيرولده أبي القاسم محمد الحجة (عليه السلام), وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه الله فيها الحكمة)).
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
Telegram
كروب قصائد وألحان منبريه
كل من يدخل باسم غير واضح وصوره غير لائقة يحذف بدون إنذار
للزهراء
((بسم الله الرحمن الرحیم ))
موضوع المحاضره :الدعا
موضوع الحدیث :الدعا
قال رسول الله (ص)لاصحابه :الا ادلکم علی سلاح ینجیکم من اعدائکم ویدرارزاقکم ؟قالوا:بلی یارسول الله !قال(ص):تدعون ربکم بلیل والنهار ,فان سلاح المومن الدعا ء
عن الائمه المعصومین علیهم السلام ایضاجاء احادیث کثیره منهن ((الدعاء سلاح المومن وعمودالدین ونورالسماوات والارض))((افضل العباده الدعاء))((احب الاعمال الی الله عزوجل فی الارض الدعاء ))((الدعاء یردالقضاء والبلاء))وکثیره من الاحادیث الوارده عن الدعاء واهمیته
اختیارالاوقات الشریفه کیوم الرفه فی السنه والشهررمضان فی الشهور ,ویوم الجمعه من الأسبوع ,ووقت السحر من ساعات اللیل ,قال الله تعالی :((وبالاسحار هم یستغفرون )) الذاریات /18
عن الاختیار الاحوال الشریفه للدعاء هیه حالت السجود ,روی. عن ابن عباس عن رسول الله (ص):نهیت أن ادعی راکعا أوساجدا,فأما الرکوعفعظموافیه الرب واماالسجودفأجتهدوافیه الدعاء فأنه ضمن ان یستجاب لکم .وایضاعن حالات الدعاء هیه الاستقبال القبله ,رفع الیدین بالدعاء حتی یری بیاض الأبطین ,روی سلمان (رض)عن رسول الله (ص):ان ربکم حیی کریم یستحی من عبده اذارفع یدیه أن یردهماصفرا
_خفض الصوت الی مابین المخافته والجهر ,قال الله تعالی :((ادعواربکم تضرعا وخفیه ))الاعراف/55
_افتتاح الدعاءبذکرتعالی والبدء بالصلاه علی النبی والختم بها فان الله یتقبل الصلاتین وهواکرم من أن یدع مابینهما
_أزالت موانع الاستجابه من المعاصی وامظالم ,قال امیرالمومنین (ع);لاتستبطی ,أجابه دعائک وقدسددت طریقه بالذنوب
_الجزم بالدعا وتیقن الأجابه ,قال رسول الله (ص):أدعواالله وانتم موقنون بالاجابه واعلمواأن الله عزوجل لایستجیب دعاءا من قلب غافل.
عن الامام الصادق علیه السلام انه قال :ان داوود(ع)لما وقف بعرفات نظرالی الناس وکثرتهم ,فصعدالجبل أقبل یدعو,فلما قضی نسکه اتاه جبرئیل (ع)فقال :یاداوودیقول ربک (لم صعدت الجبل ,ظننت أنه یخفی علی صوت من صوت ؟ثم مضی. به الی جده فرسب به قعرالبحر فاذاصخره فلقها فاذافیها دوده فقال له ((یاداوودیقول لک ربک انااسمع صوت هذه الدوده فی قعرهذاالبحر فظننت أنه یخفی علیه صوت من صوت ))کلمه الله عن الکافی
المصیبه :
تقول اسماء بنت عمیس (رض)رأیت السیده الزهراء سلام الله علیها فی لحظات الاخیره من حیاتها الشریفه واذاهیه اغتسلت وبدلت ثیابها وجعلت تصلی تقدمت الیها واذاهیه مستقبله القبله وفی حالت الجلوس رافع یدیها ألی السماء وتدعی وتقول ((الهی وسیدی اسالک بالذین اصطفیتهم وببکاء ولدی فی مفارقتی ان تغفر لعصات شیعتی وشیعه ذریتی ))
یاشیعه فاطمه الزهراءتدعی لشیعتها ومن الذی یدعی لها وهیه مریضه وعلیله ومکسور قلبها لفراق ابیها سیدالمرسلین وخاتم النبین ولسقط جنینها ومن یدعی لاولادها بالصبر علی فراق امهم رحم الله من تنادی وافاطماه ....((امن یجیب المضطر أذادعاء ویکشف السوء)) خل نندعی الکل مریض وکل مظایج وکل محتاج بحق الزهراومجالس الزهراء بأن لایرجع ایدیناخالیه (یالله)
وعن حالت الحوراء زینب والحسن والحسین ویرون أمهم. تتگلب من الألم والمرض یمینا وشمالا ,..ای وافاطماه ..
نعی :
یمه اللیل کله بس تونین
تتگلبین وماتنامین
مکسورلچ یالزهره ضلعین
لوخایفه وبینه تفکرین
((کله ونین وخلص گلبی ))
-------------------
اخذینی ییمه ارداباریچ
بلچی تطیب العلت البیچ
ماصح طبیب اللی یدوایچ
(مطرور طراللوح گلبی یلزهره یمه )
من محاضرات خادمه لأهل البیت علیهم السلام :ملایه ام علی (ال شرجی )
منابع :دیوان شواهدالمبلغین من الشیخ أکرم جزینی
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
((بسم الله الرحمن الرحیم ))
موضوع المحاضره :الدعا
موضوع الحدیث :الدعا
قال رسول الله (ص)لاصحابه :الا ادلکم علی سلاح ینجیکم من اعدائکم ویدرارزاقکم ؟قالوا:بلی یارسول الله !قال(ص):تدعون ربکم بلیل والنهار ,فان سلاح المومن الدعا ء
عن الائمه المعصومین علیهم السلام ایضاجاء احادیث کثیره منهن ((الدعاء سلاح المومن وعمودالدین ونورالسماوات والارض))((افضل العباده الدعاء))((احب الاعمال الی الله عزوجل فی الارض الدعاء ))((الدعاء یردالقضاء والبلاء))وکثیره من الاحادیث الوارده عن الدعاء واهمیته
اختیارالاوقات الشریفه کیوم الرفه فی السنه والشهررمضان فی الشهور ,ویوم الجمعه من الأسبوع ,ووقت السحر من ساعات اللیل ,قال الله تعالی :((وبالاسحار هم یستغفرون )) الذاریات /18
عن الاختیار الاحوال الشریفه للدعاء هیه حالت السجود ,روی. عن ابن عباس عن رسول الله (ص):نهیت أن ادعی راکعا أوساجدا,فأما الرکوعفعظموافیه الرب واماالسجودفأجتهدوافیه الدعاء فأنه ضمن ان یستجاب لکم .وایضاعن حالات الدعاء هیه الاستقبال القبله ,رفع الیدین بالدعاء حتی یری بیاض الأبطین ,روی سلمان (رض)عن رسول الله (ص):ان ربکم حیی کریم یستحی من عبده اذارفع یدیه أن یردهماصفرا
_خفض الصوت الی مابین المخافته والجهر ,قال الله تعالی :((ادعواربکم تضرعا وخفیه ))الاعراف/55
_افتتاح الدعاءبذکرتعالی والبدء بالصلاه علی النبی والختم بها فان الله یتقبل الصلاتین وهواکرم من أن یدع مابینهما
_أزالت موانع الاستجابه من المعاصی وامظالم ,قال امیرالمومنین (ع);لاتستبطی ,أجابه دعائک وقدسددت طریقه بالذنوب
_الجزم بالدعا وتیقن الأجابه ,قال رسول الله (ص):أدعواالله وانتم موقنون بالاجابه واعلمواأن الله عزوجل لایستجیب دعاءا من قلب غافل.
عن الامام الصادق علیه السلام انه قال :ان داوود(ع)لما وقف بعرفات نظرالی الناس وکثرتهم ,فصعدالجبل أقبل یدعو,فلما قضی نسکه اتاه جبرئیل (ع)فقال :یاداوودیقول ربک (لم صعدت الجبل ,ظننت أنه یخفی علی صوت من صوت ؟ثم مضی. به الی جده فرسب به قعرالبحر فاذاصخره فلقها فاذافیها دوده فقال له ((یاداوودیقول لک ربک انااسمع صوت هذه الدوده فی قعرهذاالبحر فظننت أنه یخفی علیه صوت من صوت ))کلمه الله عن الکافی
المصیبه :
تقول اسماء بنت عمیس (رض)رأیت السیده الزهراء سلام الله علیها فی لحظات الاخیره من حیاتها الشریفه واذاهیه اغتسلت وبدلت ثیابها وجعلت تصلی تقدمت الیها واذاهیه مستقبله القبله وفی حالت الجلوس رافع یدیها ألی السماء وتدعی وتقول ((الهی وسیدی اسالک بالذین اصطفیتهم وببکاء ولدی فی مفارقتی ان تغفر لعصات شیعتی وشیعه ذریتی ))
یاشیعه فاطمه الزهراءتدعی لشیعتها ومن الذی یدعی لها وهیه مریضه وعلیله ومکسور قلبها لفراق ابیها سیدالمرسلین وخاتم النبین ولسقط جنینها ومن یدعی لاولادها بالصبر علی فراق امهم رحم الله من تنادی وافاطماه ....((امن یجیب المضطر أذادعاء ویکشف السوء)) خل نندعی الکل مریض وکل مظایج وکل محتاج بحق الزهراومجالس الزهراء بأن لایرجع ایدیناخالیه (یالله)
وعن حالت الحوراء زینب والحسن والحسین ویرون أمهم. تتگلب من الألم والمرض یمینا وشمالا ,..ای وافاطماه ..
نعی :
یمه اللیل کله بس تونین
تتگلبین وماتنامین
مکسورلچ یالزهره ضلعین
لوخایفه وبینه تفکرین
((کله ونین وخلص گلبی ))
-------------------
اخذینی ییمه ارداباریچ
بلچی تطیب العلت البیچ
ماصح طبیب اللی یدوایچ
(مطرور طراللوح گلبی یلزهره یمه )
من محاضرات خادمه لأهل البیت علیهم السلام :ملایه ام علی (ال شرجی )
منابع :دیوان شواهدالمبلغین من الشیخ أکرم جزینی
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
Telegram
كروب قصائد وألحان منبريه
كل من يدخل باسم غير واضح وصوره غير لائقة يحذف بدون إنذار
حدیث :ولادت الرسول الله محمد(ص
((بسم الله الرحمن الرحیم ))
فلما دخلت. آمنه فی الشهر التاسع وبلغت العده التی ارادها الله تعالی ولیس فیها أثر وجع وکانت منفرده بدارها اذسمعت ضجه عظیمه ففزعت منها واذاقدنزل علیها طیرأبیض ومسح بجناحه علی بطنها فزال عنها ماکانت تجده من الخوف فبینماهی کذالک ,اذدخل علیها نساء سمرطوال یفوح منهن روائح المسک والاذخر والند والعنبر وقد تقصمن بأطمار من العبقری الأحمر وبایدیهن أکواب. من البلور الابیض وقلن أشربی من هذالیزول عنک ماتجدین فشربت منه آمنه .
تقول آمنه :لماشربته أضاء من وجهی نورساطع فجعلت أقول من این دخلت علیه هؤلاء النسوه وکنت قداغلغت الباب علی نفسی وجعلت أنظر الیهن فلم أعرفنهن ثم قالن لی یاآمنه ابشری بسیدالاولین والآخرین محمد(ص) ثم قالن هذامحمدمصباح الأرضین ثم خرجن عنی واذاأنا بثوب من الدیباج قدنشر مابین السماء والأرض وقائلا یقول :خذوه وغیبوه عن اعین الناظرین فانه رسول الله محمد (ص)
قالت آمنه :فأخذنی الفزع والجزع وأنا انظر الی خفقان الأجنحه الملائکه وتسبیحها وتقدیسها ووأطیار مختلفه الألوان فبینما أنا متعجبه من ذالک وممارأیت منهم اذوضعت بولدی محمد (ص)ساجداالی الارض تلقات الکعبه رافعا یدیه الی السماء کالمتضرع الی ربه
((الف الصلاه والسلام علیک یا حبیب الله محمد محمد وال محمد صلوات صلوا علی محمد
((بقدومه والدنیه اتنورت ))
هله بیک یاطاها
کلنه بیک نتباها
_________
کل الهله وحی مولده
هله بیک یاطاها
الاسلام کلهه امعیده
هله بیک یاطاها
ومحمد اسمه انردده
هله بیک یاطاها
وامعیده وتتباها
هله بیک یاطاها
((میلاده عید وعیدینه ))
____________________
محاضرات :ملایه هدی صلبوخی (ام علی ال شرجی )
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
((بسم الله الرحمن الرحیم ))
فلما دخلت. آمنه فی الشهر التاسع وبلغت العده التی ارادها الله تعالی ولیس فیها أثر وجع وکانت منفرده بدارها اذسمعت ضجه عظیمه ففزعت منها واذاقدنزل علیها طیرأبیض ومسح بجناحه علی بطنها فزال عنها ماکانت تجده من الخوف فبینماهی کذالک ,اذدخل علیها نساء سمرطوال یفوح منهن روائح المسک والاذخر والند والعنبر وقد تقصمن بأطمار من العبقری الأحمر وبایدیهن أکواب. من البلور الابیض وقلن أشربی من هذالیزول عنک ماتجدین فشربت منه آمنه .
تقول آمنه :لماشربته أضاء من وجهی نورساطع فجعلت أقول من این دخلت علیه هؤلاء النسوه وکنت قداغلغت الباب علی نفسی وجعلت أنظر الیهن فلم أعرفنهن ثم قالن لی یاآمنه ابشری بسیدالاولین والآخرین محمد(ص) ثم قالن هذامحمدمصباح الأرضین ثم خرجن عنی واذاأنا بثوب من الدیباج قدنشر مابین السماء والأرض وقائلا یقول :خذوه وغیبوه عن اعین الناظرین فانه رسول الله محمد (ص)
قالت آمنه :فأخذنی الفزع والجزع وأنا انظر الی خفقان الأجنحه الملائکه وتسبیحها وتقدیسها ووأطیار مختلفه الألوان فبینما أنا متعجبه من ذالک وممارأیت منهم اذوضعت بولدی محمد (ص)ساجداالی الارض تلقات الکعبه رافعا یدیه الی السماء کالمتضرع الی ربه
((الف الصلاه والسلام علیک یا حبیب الله محمد محمد وال محمد صلوات صلوا علی محمد
((بقدومه والدنیه اتنورت ))
هله بیک یاطاها
کلنه بیک نتباها
_________
کل الهله وحی مولده
هله بیک یاطاها
الاسلام کلهه امعیده
هله بیک یاطاها
ومحمد اسمه انردده
هله بیک یاطاها
وامعیده وتتباها
هله بیک یاطاها
((میلاده عید وعیدینه ))
____________________
محاضرات :ملایه هدی صلبوخی (ام علی ال شرجی )
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
Telegram
كروب قصائد وألحان منبريه
كل من يدخل باسم غير واضح وصوره غير لائقة يحذف بدون إنذار
مجلس للسیده الزهراء (س)
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع المحاضره :فضایل واحادیث السیده الزهرا سلام الله علیها
موضوع الحدیث وصیت السیده الزهرا (س)
ابدأالمجلس بالاحادیث السیده الزهرا (س)لأنها سلام الله علیها مولاتنا وقدوتنا وأسوتنا بالحیات وواجب علینه نستفید من هذه الاحادیث الشریفه ونطبقهن فی حیاتنا انشالله تعالی
تقول السیده الزهرا (س):((من اصعدالی الله خالص عبادته أهبط الله عزوجل الیه افضل مصلحته المعنی یاخواتی العبداذاای شی وای عمل یفعله نظیر اعمال خیریه یرحمله الاحد ,ایساعدله محتاج وامثال هذه الاعمال بنیه تقربا الی الله سبحانه وتعالی ,رب العالمین یردعلیه بأحسن منهن
حدیث اخر عن السیده الزهرا (س)الذی تقول ((خیارکم الینکم مناکبه واکرمهم لنسائهم ,
(الینکم مناکبه أی اکتافه نازله ای لیس مغرور وغارته الدنیاه وشایل اکتافه وصدره عالی ویحچی اویه الناس ابطرف خشمه ولازم یصیر متواضع. ,
((واکرمهم لنسائهم ))یعنی یحترم الزوجه ,یکرمها ,لایبخل علیها ابحلاله ,یخرج حلاله خارج البیت واذا قال له الزوجه قاصرنی شی یصرخ علیها ومایحترمها ولاکن فی المجتمع الی یشوفه یقول هنیالها التعیش معه هذه الخصایل یاشیعه مرفوضه عندالله ورسوله وفاطمه الزهرا سلام الله علیها
روایه عن الزهرا (س)التی قالت لامیرالمومنین علیه السلام :یاابالحسن انی لأستحی من الهی ان أکلف نفسک مالاتقدرعلیه .. فهذاالحدیث یاخواتی الشیعیات درس النه ,الزوجه مایکون تکلف علی الزوج وتضغط علیه ولازم تدرکه وتحفظ بیتها ویکون تحس بالمسؤلیه الی جهت بیتها وحیاتها الزوجیه
حدیث وروایه أخری :
سأل رسول الله (ص)من ابنته فاطمه :ماحالت الذی یتقرب المرء الی الله ؟اجابه (س):((ادنی ماتکون من ربها ان تلزم قعربیتها (أی :المره مولازم یومیه لابسه العبایه وتفتر خارج البیت حتی لوماعدها حاجه ,لواتدور وره الحچی واتداخل ابأمور الناس وغیره ...اذالزمت بیتها ورضت زوجها تتقرب الی الله )
قال رسول الله (ص)لفاطمه الزهرا (س):یافاطمه !من صلی علیک غفرالله له والحقه بی حیث کنت من الجنه ((فسلام وصلات الله علیک یافاطمه الزهرا ء یاام الائمه النجباء ,یا خیرالنساء ,یازوجه خیرالأوصیاء یاام الحسن والحسین
المصیبه :
یاشیعه خل نودی اگلوبنا الی بیت امیرالمومنین (ع)ونبکی علی مصاب الزهراء مواستا لاولادها ولامیرالمومنین سلام الله علیهم اجمعین
فاطمه الزهراء (س)مثقل حالها تاره یغشی علیها وتاره تفوق من غشوتها والاولاد وامیرالمومنین حوالیها وینظرون ویبکون علیها هاذا ینادی وااماه ,...وهاذا ینادی واحبیبتاه ..لسانحال الامام الحسن علیه السلام وهوحاسرالعمامه یبکی ویقول
عنی ییمه لاتبعدین
ابچی علیچ واعمی العین
الاگیچ یایمه بعد وین
(ونه اعله ونه وخلص گلبی یلزهره یمه )
قالت له :ولدی ابامحمد تبکی علیه وراسی فی حجرابیک علی (ع)؟وانت من یبکی علیک اذا سقیت السم وتقطعت امعائک من شده السم قطعا قطعا ..واحسناه ..
ولاکن یاشیعه لسانحال الامام الحسین (ع)وهودموعه تجری علی خدوده الشریفه وینادی :
لورحتی ییمه وین نلگاچ
ماریده العشره بلیاچ
احبیبه ویفت الروح فرگاچ (کله ونین وخلص گلبی یلزهره یمه )
فقالت له :ولدی حسین تبکی علیه وراسی فی حجرامیرالمومنین وانت من یبکی علیک اذااسقطت من ظهر جوادک بسهم من ثلاث شعب یعزعلیه یاحسین أراک مذبوح بسیف من القفا وراسک علی القنا ,لسانحال عنها یقول
مانی حاضره یحسین یبنی
یمن ریت ذباحک ذبحنی
اسعدنی علی ابنی یالتحبنی
(یامذبوح یامظلوم یبنی )
ثم التفت الی امیرالمومنین علیه السلام واوصته بالاولادها وبناتها ثم نظرت الی حالت ابنتها السیده زینب (س)وهیه خمس سنوات وقلبها مکسور ولسانحال عنها یقول :
اتگله یمه :
والله گظت روحی اعله حالچ
اوگلبی گبل عینی بچالچ
گومی وانه انام ابمچانچ
___________________
اشبیدی ییمه سشویلچ
ماکو دوه حتی اشتریلچ
من کثرونچ نحل حیلچ
(لذیذه والذ من مای عینی اعیونی یمه )
التفت الیها الزهراء أمرتها بلتقرب الیها ثم جعلت تقبل نحرهاو تشم الی صدرها ثم قالت لها!یازینب اذا رحلتی مع الحسین الی کربلاء واذا رأیتی الحسین وحیدا فریدا بین الاعداء عندوداعه الاخیر قبلی فی نحره وشمی فی صدره نیابتا عنی ..قالت السیده (س)لماذا یااماه هذین الموضعین ؟قالت الزهرا (س):لأن نحره موضع السیوف الأعداء وصدره موضع خیولهم ای واامام ..واحسیناه..وافاطماه
ساعدالله قلب الحوراء زینب یاشیعه وهیه تسمع هاذه الوصایا من امها التی کانت تذوب من الشمعه امام عینها لسانحال عنها یقول
اتگلهه یمه :
محله السمر یالزهره ویاچ
حنینه ویفت الگلب فرگاچ
اشلون العمر یگضی بلیاچ
_______________
اخذینی اویاچ انچان تبطین
یم الحسن یم گلب الحنین
یایوم گلیلی ترجعین __الزهره یمه.
________________
مگدرعلی الفرگه ولایوم
وین اشکی من عگبچ الهموم
عگبچ ییمه الحیل معدوم.
(شالت وابشیلتهه عمتنی )
_________________________
منابع شواهدالمبلغین ودیوان مجمع مصائب اهل البیت علیهم
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع المحاضره :فضایل واحادیث السیده الزهرا سلام الله علیها
موضوع الحدیث وصیت السیده الزهرا (س)
ابدأالمجلس بالاحادیث السیده الزهرا (س)لأنها سلام الله علیها مولاتنا وقدوتنا وأسوتنا بالحیات وواجب علینه نستفید من هذه الاحادیث الشریفه ونطبقهن فی حیاتنا انشالله تعالی
تقول السیده الزهرا (س):((من اصعدالی الله خالص عبادته أهبط الله عزوجل الیه افضل مصلحته المعنی یاخواتی العبداذاای شی وای عمل یفعله نظیر اعمال خیریه یرحمله الاحد ,ایساعدله محتاج وامثال هذه الاعمال بنیه تقربا الی الله سبحانه وتعالی ,رب العالمین یردعلیه بأحسن منهن
حدیث اخر عن السیده الزهرا (س)الذی تقول ((خیارکم الینکم مناکبه واکرمهم لنسائهم ,
(الینکم مناکبه أی اکتافه نازله ای لیس مغرور وغارته الدنیاه وشایل اکتافه وصدره عالی ویحچی اویه الناس ابطرف خشمه ولازم یصیر متواضع. ,
((واکرمهم لنسائهم ))یعنی یحترم الزوجه ,یکرمها ,لایبخل علیها ابحلاله ,یخرج حلاله خارج البیت واذا قال له الزوجه قاصرنی شی یصرخ علیها ومایحترمها ولاکن فی المجتمع الی یشوفه یقول هنیالها التعیش معه هذه الخصایل یاشیعه مرفوضه عندالله ورسوله وفاطمه الزهرا سلام الله علیها
روایه عن الزهرا (س)التی قالت لامیرالمومنین علیه السلام :یاابالحسن انی لأستحی من الهی ان أکلف نفسک مالاتقدرعلیه .. فهذاالحدیث یاخواتی الشیعیات درس النه ,الزوجه مایکون تکلف علی الزوج وتضغط علیه ولازم تدرکه وتحفظ بیتها ویکون تحس بالمسؤلیه الی جهت بیتها وحیاتها الزوجیه
حدیث وروایه أخری :
سأل رسول الله (ص)من ابنته فاطمه :ماحالت الذی یتقرب المرء الی الله ؟اجابه (س):((ادنی ماتکون من ربها ان تلزم قعربیتها (أی :المره مولازم یومیه لابسه العبایه وتفتر خارج البیت حتی لوماعدها حاجه ,لواتدور وره الحچی واتداخل ابأمور الناس وغیره ...اذالزمت بیتها ورضت زوجها تتقرب الی الله )
قال رسول الله (ص)لفاطمه الزهرا (س):یافاطمه !من صلی علیک غفرالله له والحقه بی حیث کنت من الجنه ((فسلام وصلات الله علیک یافاطمه الزهرا ء یاام الائمه النجباء ,یا خیرالنساء ,یازوجه خیرالأوصیاء یاام الحسن والحسین
المصیبه :
یاشیعه خل نودی اگلوبنا الی بیت امیرالمومنین (ع)ونبکی علی مصاب الزهراء مواستا لاولادها ولامیرالمومنین سلام الله علیهم اجمعین
فاطمه الزهراء (س)مثقل حالها تاره یغشی علیها وتاره تفوق من غشوتها والاولاد وامیرالمومنین حوالیها وینظرون ویبکون علیها هاذا ینادی وااماه ,...وهاذا ینادی واحبیبتاه ..لسانحال الامام الحسن علیه السلام وهوحاسرالعمامه یبکی ویقول
عنی ییمه لاتبعدین
ابچی علیچ واعمی العین
الاگیچ یایمه بعد وین
(ونه اعله ونه وخلص گلبی یلزهره یمه )
قالت له :ولدی ابامحمد تبکی علیه وراسی فی حجرابیک علی (ع)؟وانت من یبکی علیک اذا سقیت السم وتقطعت امعائک من شده السم قطعا قطعا ..واحسناه ..
ولاکن یاشیعه لسانحال الامام الحسین (ع)وهودموعه تجری علی خدوده الشریفه وینادی :
لورحتی ییمه وین نلگاچ
ماریده العشره بلیاچ
احبیبه ویفت الروح فرگاچ (کله ونین وخلص گلبی یلزهره یمه )
فقالت له :ولدی حسین تبکی علیه وراسی فی حجرامیرالمومنین وانت من یبکی علیک اذااسقطت من ظهر جوادک بسهم من ثلاث شعب یعزعلیه یاحسین أراک مذبوح بسیف من القفا وراسک علی القنا ,لسانحال عنها یقول
مانی حاضره یحسین یبنی
یمن ریت ذباحک ذبحنی
اسعدنی علی ابنی یالتحبنی
(یامذبوح یامظلوم یبنی )
ثم التفت الی امیرالمومنین علیه السلام واوصته بالاولادها وبناتها ثم نظرت الی حالت ابنتها السیده زینب (س)وهیه خمس سنوات وقلبها مکسور ولسانحال عنها یقول :
اتگله یمه :
والله گظت روحی اعله حالچ
اوگلبی گبل عینی بچالچ
گومی وانه انام ابمچانچ
___________________
اشبیدی ییمه سشویلچ
ماکو دوه حتی اشتریلچ
من کثرونچ نحل حیلچ
(لذیذه والذ من مای عینی اعیونی یمه )
التفت الیها الزهراء أمرتها بلتقرب الیها ثم جعلت تقبل نحرهاو تشم الی صدرها ثم قالت لها!یازینب اذا رحلتی مع الحسین الی کربلاء واذا رأیتی الحسین وحیدا فریدا بین الاعداء عندوداعه الاخیر قبلی فی نحره وشمی فی صدره نیابتا عنی ..قالت السیده (س)لماذا یااماه هذین الموضعین ؟قالت الزهرا (س):لأن نحره موضع السیوف الأعداء وصدره موضع خیولهم ای واامام ..واحسیناه..وافاطماه
ساعدالله قلب الحوراء زینب یاشیعه وهیه تسمع هاذه الوصایا من امها التی کانت تذوب من الشمعه امام عینها لسانحال عنها یقول
اتگلهه یمه :
محله السمر یالزهره ویاچ
حنینه ویفت الگلب فرگاچ
اشلون العمر یگضی بلیاچ
_______________
اخذینی اویاچ انچان تبطین
یم الحسن یم گلب الحنین
یایوم گلیلی ترجعین __الزهره یمه.
________________
مگدرعلی الفرگه ولایوم
وین اشکی من عگبچ الهموم
عگبچ ییمه الحیل معدوم.
(شالت وابشیلتهه عمتنی )
_________________________
منابع شواهدالمبلغین ودیوان مجمع مصائب اهل البیت علیهم
السلام
محاضرات :ملایه هدی صلبوخی (ام علی ال شرجی )
غیرمبرئ الذمه من یحذف الاسم الکاتبه
محاضرات :ملایه هدی صلبوخی (ام علی ال شرجی )
غیرمبرئ الذمه من یحذف الاسم الکاتبه
#ميلاد_النبي_الاكرم
صلى الله عليه واله
نشأ نبينا (صلى الله عليه وآله يتيماً) ، وكان أبوه سيد قومه وموضع فخرهم ، وكذلك كانت أمه ، وما أن ولد النبي (صلى الله عليه وآله) حتى احتضنه جده ...
ذكرى مولد الرسول الاعظم محمد (ص ) في مكة
اللّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ وَأتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ)، يا أبا القاسِم يارَسُولَ الله ياإمامَ الرَّحْمَةِ ياسَيِّدَنا وَمَوْلانا إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، ياوَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.
قال تعالى :( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (1) .
هذه الصلاة أمر الالهي لكل مؤمن ,فانها من دواعي الالتزام بماورد في كتاب الله سبحانه , فحب كتاب الله العزيز أشاره لحب القائل عزوجل ,ومن احب الله تعالى ملزم بحب نبيه (ص) ,فقد قال تبارك وتعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) (2).
وقال عز من قائل : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) (3).
وقال تبارك وتعالى ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (4).
وقال سبحانه : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) (5).
ولـد الـهدى فـالكائنات ضياء وفــم الـزمان تـبسم وثـناء
الـروح والـملأ الـملائك حوله لـلـدين والـدنيا بـه بـشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والـمنتهى والـسدرة الـعصماء
وحـديقة الـفرقان ضاحكة الربا بـالـترجمان شـذيـة غـنـاء
والـوحي يقطر سلسلا من سلسل والـلوح والـقلم الـرفيع وراء
نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة فـي الـلوح واسم محمد طغراء
اسـم الـجلالة فـي بديع حروفه ألـف هـنالك واسـمه طه الباء
يـاخير من جاء الوجود تحية من مـرسلين الـى الهدى بك جاؤوا
بـيت الـنبيين الـذي لا يـلقي الا الـحـنائف فـيه والـحنفاء
خـير الأبـوة حـازهم لـك آدم دوم الأنــام وأحـرزت حـواء
هـو أردكـوا عز النبوة وانتهت فـيها الـيك الـعزة الـقعساء
يروي الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام )أنه قال : كان أبليس (لعنه الله) يخترق السموات السبع فلما ولد عيسى (عليه السلام) حجب عن ثلاث سموات وكان يخترق أربع سموات فلما ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش هذا قيام الساعة التي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن أمية وكان من أزجر أهل الجاهلية انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها زمان الشتاء والصيف فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء وإن كانت تثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث وأصبحت الأصنام كلها صبيحة مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه وارتج في تلك الليلة ايوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفة وغاضت بحيرة ساوة وفاض وادي السماوة وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ورأى المرزبان في تلك الليلة في المنام إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم وانفصم طاق الملك كسرى في وسطه وانخرقت عليه دجلة وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطال حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً والملك مخرساً لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله قال أبو عبد الله عليه السلام إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام وقالت آمنة ان ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء وسمعت في الضوء قائلاً يقول انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمداً واتى به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه فاخذه ووضعه في حجره ثم قال : هذا الغلام الطيب الاردان الحمد لله الذي اعطاني قد ساد في المهد على الغلمان ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعاراً، وصاح إبليس (لعنه الله) في أبالسته ,فاجتمعوا إليه فقالوا ما الذي افزعك يا سيدنا فقال لهم ويلكم لقد انكرت السماء والأرض منذ الليلة لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم (عليهما السلام) فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا ما وجدنا شيئاً فقال إبليس ( لعنه الله) أنا لهذا الأمر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوفاً بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرا فقال له جبرئيل ( عليه السلام )وراك لعنك الله فقال له حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض ؟ فقال له ولد محمد (صلى
صلى الله عليه واله
نشأ نبينا (صلى الله عليه وآله يتيماً) ، وكان أبوه سيد قومه وموضع فخرهم ، وكذلك كانت أمه ، وما أن ولد النبي (صلى الله عليه وآله) حتى احتضنه جده ...
ذكرى مولد الرسول الاعظم محمد (ص ) في مكة
اللّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ وَأتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ)، يا أبا القاسِم يارَسُولَ الله ياإمامَ الرَّحْمَةِ ياسَيِّدَنا وَمَوْلانا إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، ياوَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.
قال تعالى :( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (1) .
هذه الصلاة أمر الالهي لكل مؤمن ,فانها من دواعي الالتزام بماورد في كتاب الله سبحانه , فحب كتاب الله العزيز أشاره لحب القائل عزوجل ,ومن احب الله تعالى ملزم بحب نبيه (ص) ,فقد قال تبارك وتعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) (2).
وقال عز من قائل : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) (3).
وقال تبارك وتعالى ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (4).
وقال سبحانه : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) (5).
ولـد الـهدى فـالكائنات ضياء وفــم الـزمان تـبسم وثـناء
الـروح والـملأ الـملائك حوله لـلـدين والـدنيا بـه بـشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والـمنتهى والـسدرة الـعصماء
وحـديقة الـفرقان ضاحكة الربا بـالـترجمان شـذيـة غـنـاء
والـوحي يقطر سلسلا من سلسل والـلوح والـقلم الـرفيع وراء
نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة فـي الـلوح واسم محمد طغراء
اسـم الـجلالة فـي بديع حروفه ألـف هـنالك واسـمه طه الباء
يـاخير من جاء الوجود تحية من مـرسلين الـى الهدى بك جاؤوا
بـيت الـنبيين الـذي لا يـلقي الا الـحـنائف فـيه والـحنفاء
خـير الأبـوة حـازهم لـك آدم دوم الأنــام وأحـرزت حـواء
هـو أردكـوا عز النبوة وانتهت فـيها الـيك الـعزة الـقعساء
يروي الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام )أنه قال : كان أبليس (لعنه الله) يخترق السموات السبع فلما ولد عيسى (عليه السلام) حجب عن ثلاث سموات وكان يخترق أربع سموات فلما ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش هذا قيام الساعة التي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن أمية وكان من أزجر أهل الجاهلية انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها زمان الشتاء والصيف فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء وإن كانت تثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث وأصبحت الأصنام كلها صبيحة مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه وارتج في تلك الليلة ايوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفة وغاضت بحيرة ساوة وفاض وادي السماوة وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ورأى المرزبان في تلك الليلة في المنام إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم وانفصم طاق الملك كسرى في وسطه وانخرقت عليه دجلة وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطال حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً والملك مخرساً لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله قال أبو عبد الله عليه السلام إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام وقالت آمنة ان ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء وسمعت في الضوء قائلاً يقول انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمداً واتى به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه فاخذه ووضعه في حجره ثم قال : هذا الغلام الطيب الاردان الحمد لله الذي اعطاني قد ساد في المهد على الغلمان ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعاراً، وصاح إبليس (لعنه الله) في أبالسته ,فاجتمعوا إليه فقالوا ما الذي افزعك يا سيدنا فقال لهم ويلكم لقد انكرت السماء والأرض منذ الليلة لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم (عليهما السلام) فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا ما وجدنا شيئاً فقال إبليس ( لعنه الله) أنا لهذا الأمر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوفاً بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرا فقال له جبرئيل ( عليه السلام )وراك لعنك الله فقال له حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض ؟ فقال له ولد محمد (صلى
الله عليه وآله وسلم) فقال هل لي فيه نصيب ؟ قال لا ، قال : ففي أمته ؟ قال : نعم .
قال : رضيت .
وروى بسنده عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانياً من أهل مريس وأنه كان يتيماً في حجر أمه وعمه وانه كان يقرأ الإنجيل (قال) فاخذت مصحفاً لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فانكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها بيدي (قال) فنظرت فإذا فصول الورقة ملصق بغراء قال ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد (صلى الله عليه وآله) انه لا قصير ولا طويل ، أبيض، ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة، ويلبس قميصاً مرقوعاً ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر، وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرية إسماعيل اسمه أحمد (قال سهل) فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد ( صلى الله عليه وآله ) جاء عمي فلما رأى الورقة ضربني وقال ما لَكَ وفتح هذه الورقة وقراءتها ؟ فقلت فيها نعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) أحمد فقال انه لم يأت بعد (6).
والرسول النبي الامي محمد ابو الريحانتين القاسم والطاهر والده عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، يسمى في السماء أحمد وفي الأرض محمد .
وأمه آمنة بنت وهب ، بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب ، ولد بمكة المكرمة يوم الجمعة 17 ربيع الأول من عام الفيل بعد أن فقد أباه وعمر والده 25 عام ، وتوفيت امه وقد أرضعته حليمة السعدية ، يوم مولده وهو عام توجه فيه ( إبرهة الأشرم الحبشي ) بجيش من اليمن يركب الفيلة لتدمير بيت الله في مكة .
وقتل من تعرض إليه في طريقه ، وحينها سارع أهل مكة إلى الجبال هرباً منه وما أن اقترب من ضواحيها حتى ظهرت عليه أسراب كبيرة من الطيور وهي تحمل في منقارها حجارة صغيرة وتلقيها على جيشه فسحقته وأهلكته .
مدة العمر الشريف 63 سنة ، الشهادة : 28 صفر 11 هـ في المدينة المنورة ، وكانت بعثته النبوية الشريفة بمكة المكرمة يوم الاثنين 27 رجب بعد أربعين سنة من مولده الشريف . نشأ نبينا (صلى الله عليه وآله يتيماً) ، وكان أبوه سيد قومه وموضع فخرهم ، وكذلك كانت أمه ، وما أن ولد النبي (صلى الله عليه وآله) حتى احتضنه جده عبد المطلب الذي أكرم أهل مكة بالولائم وإطعام الطعام على حبه وقد عَمَّ الفرح في أرجائها ، ثم سلمه جده إلى حليمة بنت الحارث السعدية ، لترضعه في البادية ، لينشأ قوي الجسم فصيح الكلام ، وقد أحبته أكثر من أبنائها ( عبد الله وأنيسة والشيماء ) ثم أعادته إلى أمه ، ولما بلغ من عمره السابعة أخذته أمه لزيارة أخواله في المدينة المنورة ، وفي طريق عودتها إلى مكة مرضت وتوفيت ودفنت في قرية تسمى الأبواء ورجعت به أم أيمن إلى مكة ، و بقى في رعاية جده عبد المطلب .
ولما بلغ عمره ثمان سنوات توفي جده عبد المطلب فكفله عمـه أبو طالب (عليه الصلاة والسلام) ، وقد رافق عمه في إحدى رحلاته في التجارة إلى الشام ، فَعُرِف عند الجميع بأمانته وفطنـته ، حتى اشتهر بين التجار بـ ( محمد الأمين).
ولقب ابو القاسم محمد (صلى الله عليه واله ) حبيب الله ، صفي الله ، خاتم النبيين ، المصطفى والمختار ، والمجتبى والطاهر ، والأمين ، وهو النبي الأمي .
يكفي لمعرفة عظمة النبي( صلى الله عليه وآله) ما روي عن أمير المؤمنين (سلام الله عليه) ، أنه قال : « أنا عبد من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله) » (7) .
وقد وصف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام ) الرسول (صلى الله عليه وآله) بقوله كان أجود الناس كفاً و أجرأ الناس صدراً و أصدق الناس لهجة ، و أوفاهم ذمة و ألينهم عريكة و أكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه لم أر قبله و لا بعده مثله .
زوجته : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رض) كانت السيدة خديجة (سلام الله عليها) من خيرة نساء قريش شرفاً ، وأحسنهنّ جمالاً ، وأكثرهنّ مالاً ، وتسمى في الجاهلية ( سيدة قريش ) (الطاهرة) ، وعندما خطبها أبو جهل ، وأبو سفيان ، عقبه بن أبي المعيط، والصلت بن أبي يهاب ، فرفضتهم جميعاً وهي التي قد أبدت أولاً رغبتها في الاقتران برسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) .
قال ابن شهر آشوب وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص:
أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) تزوج بها ، وكانت عذراء (8).
أخبارها بهذا الزواج ورقة بن نوفل وهو ابن عمها وكان من كهان قريش قرأ صحف شيتٍ وإبراهيم ( عليهما السلام ) والتوراة والإنجيل والزبور ، وتنبأ لها قائلاً : (يا خديجة سوف تتصلين برجلٍ يكون أشرف أهل الأرض والسماء).
ومن زوجات النبي المتزوجات سابقا ... وقد شوه بعض المسلمين هذه القضية بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يحبها الى اخر الافترائات على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبمناسبة ذكرى المولد الشريف لابد من تسليط الضوء على هذه المسئلة المهمة .
فهناك حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أكثر من روايته العامة والخا
قال : رضيت .
وروى بسنده عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانياً من أهل مريس وأنه كان يتيماً في حجر أمه وعمه وانه كان يقرأ الإنجيل (قال) فاخذت مصحفاً لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فانكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها بيدي (قال) فنظرت فإذا فصول الورقة ملصق بغراء قال ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد (صلى الله عليه وآله) انه لا قصير ولا طويل ، أبيض، ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة، ويلبس قميصاً مرقوعاً ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر، وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرية إسماعيل اسمه أحمد (قال سهل) فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد ( صلى الله عليه وآله ) جاء عمي فلما رأى الورقة ضربني وقال ما لَكَ وفتح هذه الورقة وقراءتها ؟ فقلت فيها نعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) أحمد فقال انه لم يأت بعد (6).
والرسول النبي الامي محمد ابو الريحانتين القاسم والطاهر والده عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، يسمى في السماء أحمد وفي الأرض محمد .
وأمه آمنة بنت وهب ، بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب ، ولد بمكة المكرمة يوم الجمعة 17 ربيع الأول من عام الفيل بعد أن فقد أباه وعمر والده 25 عام ، وتوفيت امه وقد أرضعته حليمة السعدية ، يوم مولده وهو عام توجه فيه ( إبرهة الأشرم الحبشي ) بجيش من اليمن يركب الفيلة لتدمير بيت الله في مكة .
وقتل من تعرض إليه في طريقه ، وحينها سارع أهل مكة إلى الجبال هرباً منه وما أن اقترب من ضواحيها حتى ظهرت عليه أسراب كبيرة من الطيور وهي تحمل في منقارها حجارة صغيرة وتلقيها على جيشه فسحقته وأهلكته .
مدة العمر الشريف 63 سنة ، الشهادة : 28 صفر 11 هـ في المدينة المنورة ، وكانت بعثته النبوية الشريفة بمكة المكرمة يوم الاثنين 27 رجب بعد أربعين سنة من مولده الشريف . نشأ نبينا (صلى الله عليه وآله يتيماً) ، وكان أبوه سيد قومه وموضع فخرهم ، وكذلك كانت أمه ، وما أن ولد النبي (صلى الله عليه وآله) حتى احتضنه جده عبد المطلب الذي أكرم أهل مكة بالولائم وإطعام الطعام على حبه وقد عَمَّ الفرح في أرجائها ، ثم سلمه جده إلى حليمة بنت الحارث السعدية ، لترضعه في البادية ، لينشأ قوي الجسم فصيح الكلام ، وقد أحبته أكثر من أبنائها ( عبد الله وأنيسة والشيماء ) ثم أعادته إلى أمه ، ولما بلغ من عمره السابعة أخذته أمه لزيارة أخواله في المدينة المنورة ، وفي طريق عودتها إلى مكة مرضت وتوفيت ودفنت في قرية تسمى الأبواء ورجعت به أم أيمن إلى مكة ، و بقى في رعاية جده عبد المطلب .
ولما بلغ عمره ثمان سنوات توفي جده عبد المطلب فكفله عمـه أبو طالب (عليه الصلاة والسلام) ، وقد رافق عمه في إحدى رحلاته في التجارة إلى الشام ، فَعُرِف عند الجميع بأمانته وفطنـته ، حتى اشتهر بين التجار بـ ( محمد الأمين).
ولقب ابو القاسم محمد (صلى الله عليه واله ) حبيب الله ، صفي الله ، خاتم النبيين ، المصطفى والمختار ، والمجتبى والطاهر ، والأمين ، وهو النبي الأمي .
يكفي لمعرفة عظمة النبي( صلى الله عليه وآله) ما روي عن أمير المؤمنين (سلام الله عليه) ، أنه قال : « أنا عبد من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله) » (7) .
وقد وصف الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام ) الرسول (صلى الله عليه وآله) بقوله كان أجود الناس كفاً و أجرأ الناس صدراً و أصدق الناس لهجة ، و أوفاهم ذمة و ألينهم عريكة و أكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه لم أر قبله و لا بعده مثله .
زوجته : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رض) كانت السيدة خديجة (سلام الله عليها) من خيرة نساء قريش شرفاً ، وأحسنهنّ جمالاً ، وأكثرهنّ مالاً ، وتسمى في الجاهلية ( سيدة قريش ) (الطاهرة) ، وعندما خطبها أبو جهل ، وأبو سفيان ، عقبه بن أبي المعيط، والصلت بن أبي يهاب ، فرفضتهم جميعاً وهي التي قد أبدت أولاً رغبتها في الاقتران برسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) .
قال ابن شهر آشوب وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص:
أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) تزوج بها ، وكانت عذراء (8).
أخبارها بهذا الزواج ورقة بن نوفل وهو ابن عمها وكان من كهان قريش قرأ صحف شيتٍ وإبراهيم ( عليهما السلام ) والتوراة والإنجيل والزبور ، وتنبأ لها قائلاً : (يا خديجة سوف تتصلين برجلٍ يكون أشرف أهل الأرض والسماء).
ومن زوجات النبي المتزوجات سابقا ... وقد شوه بعض المسلمين هذه القضية بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يحبها الى اخر الافترائات على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبمناسبة ذكرى المولد الشريف لابد من تسليط الضوء على هذه المسئلة المهمة .
فهناك حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أكثر من روايته العامة والخا
صة بطرق مختلفة لدرجة قد تبلغ حدّ التواتر، من أنه (صلى الله عليه وآله) قال : « كثرت عليّ الكذّابة وستكثر » وفي بعضها بزيادة : (بعدي) (9).
كان العرب في الجاهلية يعاملون المتبنّى معاملة الابن الحقيقي تماماً ، فينسبونه إلى الأب الذين تبنّاه ويورّثونه منه ويكون كالأخ لبناته وأبنائه ، وإن كانت بنتاً تكون كالأخت لهم ، لكن عندما جاء الإسلام رفض هذا التعامل وفرّق بين ابن الإنسان الذي من صلبه وبين من يكون كالابن لسبب من الأسباب كالتربية والكفالة وغيرهما ، فقال نعالى : « حرمت عليكم أمهاتكم ... وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم (10).
فيشاء الله تعالى ان يكسر هذه السنّة الجاهلية عملياً ... أن يكون نبيّه هو المثل والقدوة في ذلك.
فقد أعتق رسول الله (صلى الله عليه وآله) زيداً أوّلاً، وزوّجه ابنة عمته (11) زينب بنت جحش ، ولكن زيد لم يستسغ العيش معها بعد مدة فقرّر طلاقها ، والتمسه النبي أن لا يطلّقها ، ولكنه آثر أن يطلّقها ، لأنه لم يكن على وئام معها ، وبعد أن أصبحت خلية تزوّجها النبي صلى الله عليه وآله .
وكان الزواج امر الالهي من الله تبارك وتعالى فقال تعالى : « ... زوجناكها » ولذلك كانت زينب تفتخر على سائر زوجات النبي صلى الله عليه وآله وتقول إن الله تعالى هو الذي زوّجني دونكن ، ومنه إتمام للحجة وسدّ للطريق على التقوّلات والتخرّصات ، ولئلا يقال : كيف تزوّج رسول الله من حليلة ابنه، ولكن مع ذلك نرى أن المنافقين لم يسكتوا .
قال تعالى : « وإذ تقول للذي أنعم الله عليه » أيّ بالإسلام « وأنعمت عليه » بعتقه وتزويجه : « أمسك عليك زوجك » ولا تطلّقها « واتق الله» في ذلك ، « وتخفي في نفسك ما الله مبديه » من حكم الله وأمره لك في تزويجها إيّاك وما في هذا التزويج من إثارة اجتماعيّة سواء من المشركين أو حديثي العهد بالإسلام ، لكنّ هذا أمر الله « والله أحقّ أن تخشاه » أي لا تخش الناس وأقاويلهم .
« فلما قضى زيد منها وطر » أي طلّقها « زوجناكها » فهل هناك ما هو أصرح من ذلك .
وإنما أراد الله تعالى ذلك منك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت القدوة والمثل الأعلى للمسلمين « لكيلا يكون حرج على المؤمنين في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطر » بل يقتدوا بك ويتزوّجوا حلائل الابناء الذين ليسوا من الأصلاب ولا يتحرجوا في ذلك « وكان أمر الله مفعول » (12).
ومن المواقف المهمة والحساسة موقف ابي طالب (ع) هذا الرجل الذي أمن بالله تعالى قبل الاسلام وكلمته المعروفه عندما ذهب خارج مكة ، وقيل له من للبيت .
فقال : للبيت ربا يحميه .
ولـمَّا خاف مشركوا قريش من دعوة النبي (صلى الله عليه وآله )وانتشارها جاؤوا إلى أبي طالب (عليه الصلاة والسلام )وطلبوا منه أن ينهى الرسول عن دعوته بل وعرضوا عليه أن يعطوه المال والملك على أن يتخلى عن هذه الدعوة .
فأخبر أبو طالب النبي (صلى الله عليه وآله )بما جاء به مشركوا قريش ، فقال (صلى الله عليه وآله) : ( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي ، على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ).
فأيده أبو طالب وقال : ( أقسم بالله أني لن أرفع يدي عنك فسر في طريقك )، فغضب كفار قريش وهموا بقتل النبي (صلى الله عليه وآله) ولكنهم خافوا من عزيمة أبي طالب وسيف حمزة وانتقام بني هاشم ، فقاموا باتهامه بالبخل ، وأنه شاعر مجنون ، وأمروا أطفالهم وعبيدهم بإيذائه ، فكان أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) يدافع عن النبي (صلى الله عليه وآله) ، وكانت ابنته السيدة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) تعالج قدمي أبيها من الأشواك التي يضعها المشركون في طريقه ، وكان النبي صلى الله عليه وآله يتلقى كل ذلك بالصبر والحلم .
وقد عصم الله عزوجل نبيه من الوقوع في الخطأ ، و قال تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقوله تعالى : سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ، أو قوله تعالى : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَإِلا وَحْيٌ يُوحَى ... وقوله تعالى :هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُن أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ ) (13) .
📌ومن الاثار النبوية الرسالية :
1 ـ الموحى إليه من الله سبحانه وتعالى ، القران الكريم .
2 ـ ما صدر عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قول أو فعل أو تقرير السنة المطهره .
3 ـ كتاب من إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله )وخط أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) ، وقد خطت على جلد يسمى الرق ، وقد جمعت تلك الجلود بعضها إلى بعض فبلغ طولها سبعين ذراعاً ، وفيها كل حلال وحرام وكل
كان العرب في الجاهلية يعاملون المتبنّى معاملة الابن الحقيقي تماماً ، فينسبونه إلى الأب الذين تبنّاه ويورّثونه منه ويكون كالأخ لبناته وأبنائه ، وإن كانت بنتاً تكون كالأخت لهم ، لكن عندما جاء الإسلام رفض هذا التعامل وفرّق بين ابن الإنسان الذي من صلبه وبين من يكون كالابن لسبب من الأسباب كالتربية والكفالة وغيرهما ، فقال نعالى : « حرمت عليكم أمهاتكم ... وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم (10).
فيشاء الله تعالى ان يكسر هذه السنّة الجاهلية عملياً ... أن يكون نبيّه هو المثل والقدوة في ذلك.
فقد أعتق رسول الله (صلى الله عليه وآله) زيداً أوّلاً، وزوّجه ابنة عمته (11) زينب بنت جحش ، ولكن زيد لم يستسغ العيش معها بعد مدة فقرّر طلاقها ، والتمسه النبي أن لا يطلّقها ، ولكنه آثر أن يطلّقها ، لأنه لم يكن على وئام معها ، وبعد أن أصبحت خلية تزوّجها النبي صلى الله عليه وآله .
وكان الزواج امر الالهي من الله تبارك وتعالى فقال تعالى : « ... زوجناكها » ولذلك كانت زينب تفتخر على سائر زوجات النبي صلى الله عليه وآله وتقول إن الله تعالى هو الذي زوّجني دونكن ، ومنه إتمام للحجة وسدّ للطريق على التقوّلات والتخرّصات ، ولئلا يقال : كيف تزوّج رسول الله من حليلة ابنه، ولكن مع ذلك نرى أن المنافقين لم يسكتوا .
قال تعالى : « وإذ تقول للذي أنعم الله عليه » أيّ بالإسلام « وأنعمت عليه » بعتقه وتزويجه : « أمسك عليك زوجك » ولا تطلّقها « واتق الله» في ذلك ، « وتخفي في نفسك ما الله مبديه » من حكم الله وأمره لك في تزويجها إيّاك وما في هذا التزويج من إثارة اجتماعيّة سواء من المشركين أو حديثي العهد بالإسلام ، لكنّ هذا أمر الله « والله أحقّ أن تخشاه » أي لا تخش الناس وأقاويلهم .
« فلما قضى زيد منها وطر » أي طلّقها « زوجناكها » فهل هناك ما هو أصرح من ذلك .
وإنما أراد الله تعالى ذلك منك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت القدوة والمثل الأعلى للمسلمين « لكيلا يكون حرج على المؤمنين في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطر » بل يقتدوا بك ويتزوّجوا حلائل الابناء الذين ليسوا من الأصلاب ولا يتحرجوا في ذلك « وكان أمر الله مفعول » (12).
ومن المواقف المهمة والحساسة موقف ابي طالب (ع) هذا الرجل الذي أمن بالله تعالى قبل الاسلام وكلمته المعروفه عندما ذهب خارج مكة ، وقيل له من للبيت .
فقال : للبيت ربا يحميه .
ولـمَّا خاف مشركوا قريش من دعوة النبي (صلى الله عليه وآله )وانتشارها جاؤوا إلى أبي طالب (عليه الصلاة والسلام )وطلبوا منه أن ينهى الرسول عن دعوته بل وعرضوا عليه أن يعطوه المال والملك على أن يتخلى عن هذه الدعوة .
فأخبر أبو طالب النبي (صلى الله عليه وآله )بما جاء به مشركوا قريش ، فقال (صلى الله عليه وآله) : ( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي ، على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ).
فأيده أبو طالب وقال : ( أقسم بالله أني لن أرفع يدي عنك فسر في طريقك )، فغضب كفار قريش وهموا بقتل النبي (صلى الله عليه وآله) ولكنهم خافوا من عزيمة أبي طالب وسيف حمزة وانتقام بني هاشم ، فقاموا باتهامه بالبخل ، وأنه شاعر مجنون ، وأمروا أطفالهم وعبيدهم بإيذائه ، فكان أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) يدافع عن النبي (صلى الله عليه وآله) ، وكانت ابنته السيدة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) تعالج قدمي أبيها من الأشواك التي يضعها المشركون في طريقه ، وكان النبي صلى الله عليه وآله يتلقى كل ذلك بالصبر والحلم .
وقد عصم الله عزوجل نبيه من الوقوع في الخطأ ، و قال تعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقوله تعالى : سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى ، أو قوله تعالى : وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَإِلا وَحْيٌ يُوحَى ... وقوله تعالى :هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُن أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ ) (13) .
📌ومن الاثار النبوية الرسالية :
1 ـ الموحى إليه من الله سبحانه وتعالى ، القران الكريم .
2 ـ ما صدر عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قول أو فعل أو تقرير السنة المطهره .
3 ـ كتاب من إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله )وخط أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) ، وقد خطت على جلد يسمى الرق ، وقد جمعت تلك الجلود بعضها إلى بعض فبلغ طولها سبعين ذراعاً ، وفيها كل حلال وحرام وكل
شيء يحتاجه الناس الجامعة .
4 ـ مما أملاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) وقد كتبه الإمام بخطه الشريف وهو مشتمل على الكثير من الآداب والسنن والأحكام ، يسمى كتاب علي .
والجامعة وكتاب علي (عليه الصلاة والسلام) من المخطوطات التي توارثها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، وهي محفوظة لديهم وبعض من احاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)
1 ـ طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس .
2 ـ سباب المؤمن فسوق .
3 ـ من قُتل دون ماله فهو شهيد.
4 ـ أفضل الجهاد كلمة حقٍ بين يدي سلطان جائر .
5 ـ لا رهبانية في الإسلام .
6 ـ جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها .
7 ـ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية .
8 ـ من يرد الله به خيراً يفقه في الدين .
9 ـ العبادة سبعة أجزاء أفضلها طلب الحلال .
10 ـ عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار .
11 ـ أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عَرَقُه .
12 ـ عذاب القبر من النميمة و الغيبة و الكذب ..
السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخِيرَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفْوَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ اللهِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُوُلُ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَعَبَدْتَهُ حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَجَزاكَ الله يارَسُولَ الله أَفْضَلَ ماجَزى نَبِيّا عَنْ أُمَّتِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
---------------
المصادر
1 ـ الأحزاب |56 .
2 ـ ال عمران| 31.
3 ـ الأنبياء| 17 .
4 ـ القلم| 4 .
5 ـ التوبة| 128 .
6 ـ طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 89 .
7 ـ أصول الكافي ج 1 ــ باب الكون والمكان ـ ص 89 /ح 4.
8 ـ كتاب نساء أهل البيت، أحمد خليل جمعة.
9 ـ الاحتجاج ج 2 ـ احتجاج أبي جعفر محمد بن علي الثاني ص 446.
10 ـ النساء| 23 .
11 ـ أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم .
12 ـ الأحزاب| 37 .
13 ـ آل عمران | 7.
4 ـ مما أملاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) وقد كتبه الإمام بخطه الشريف وهو مشتمل على الكثير من الآداب والسنن والأحكام ، يسمى كتاب علي .
والجامعة وكتاب علي (عليه الصلاة والسلام) من المخطوطات التي توارثها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، وهي محفوظة لديهم وبعض من احاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)
1 ـ طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس .
2 ـ سباب المؤمن فسوق .
3 ـ من قُتل دون ماله فهو شهيد.
4 ـ أفضل الجهاد كلمة حقٍ بين يدي سلطان جائر .
5 ـ لا رهبانية في الإسلام .
6 ـ جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها .
7 ـ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية .
8 ـ من يرد الله به خيراً يفقه في الدين .
9 ـ العبادة سبعة أجزاء أفضلها طلب الحلال .
10 ـ عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار .
11 ـ أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عَرَقُه .
12 ـ عذاب القبر من النميمة و الغيبة و الكذب ..
السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخِيرَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفْوَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ اللهِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُوُلُ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَعَبَدْتَهُ حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَجَزاكَ الله يارَسُولَ الله أَفْضَلَ ماجَزى نَبِيّا عَنْ أُمَّتِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
---------------
المصادر
1 ـ الأحزاب |56 .
2 ـ ال عمران| 31.
3 ـ الأنبياء| 17 .
4 ـ القلم| 4 .
5 ـ التوبة| 128 .
6 ـ طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 89 .
7 ـ أصول الكافي ج 1 ــ باب الكون والمكان ـ ص 89 /ح 4.
8 ـ كتاب نساء أهل البيت، أحمد خليل جمعة.
9 ـ الاحتجاج ج 2 ـ احتجاج أبي جعفر محمد بن علي الثاني ص 446.
10 ـ النساء| 23 .
11 ـ أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم .
12 ـ الأحزاب| 37 .
13 ـ آل عمران | 7.
Forwarded from قصائد حسينية مكتوبه
مجموعة قصائد وألحان منبريه بحاجة إلى مشرفين من يجد في نفسه القدره على العمل يمكنه التواصل
على المعرف التالي
@Abas747
كروب قصائد وألحان منبريه
https://t.me/joinchat/FJD_SD7f0FPYOspsBInbKw
على المعرف التالي
@Abas747
كروب قصائد وألحان منبريه
https://t.me/joinchat/FJD_SD7f0FPYOspsBInbKw
فاطمة المعصومة عليها السلام
لمحة عن حياتها الشريفة
اسمها ونسبها:
هي السيّدة الجليلة فاطمة بنت موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام بنت وليّ الله وأخت وليّ الله وعمّة وليّ الله- كما جاء في زيارتها-.
والدتها:
فاطمة عليها السلام هي الأخت الشقيقة للإمام الرضا عليه السلام تشترك معه في أمّ واحدة1 فأمّها أمّ ولد تكنّى بأمّ البنين وقد ذكر لها العديد من الأسماء كنجمة وأروى وسكن وسمان وتكتم وعليه استقرّ اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى عليه السلام وإليها يشير الشاعر بقوله:
أَلَا إنَّ خَيْرَ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِداً وَرَهْطاً وَأَجْدَاداً عَليُّ المُعَظَّمُ
أَتَتْنــا بِـهِ لِلْعِلْمِ والحِلْمِ ثَامِنــاً إِماماً يُؤَدِّي حُجَّةَ اللهِ تَكْتُمُ
وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها. تقول السيّدة حميدة المصفّاة لولدها الإمام الكاظم عليه السلام: "يا بنيّ إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية قطّ أفضل منها ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيطهّر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك فاستوصِ بها خيراً". ولمّا ولدت الإمام الرضا عليه السلام سمّاها الإمام الكاظم عليه السلام بالطاهرة وقد كانت من العابدات القانتات لربّها2.
ولادتها ووفاتها:
ولدت في المدينة المنوّرة في غرّة شهر ذي القعدة الحرام سنة 371 للهجرة وقال بعضهم: إنّها سنة 381 للهجرة3 وفي بعض المؤلّفات أنّ الظاهر عدم دقّة هذا الأخير، حيث إنّ سنة 381 هي سنة شهادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وقد كان فيها رهين سجون الظالمين4.
وكانت وفاتها في قمّ سنة 102 للهجرة5 وذلك في العاشر من ربيع الثاني6 وقيل: في الثاني عشر منه7 وفيها دفنت فوفاتها قبل أخيها الإمام الرضا عليه السلام ويأتي في أخبار زيارتها عليها السلام الواردة عن الرضا عليه السلام ما يظهر منه ذلك8.
قال المحدّث القمّي أعلى الله مقامه: ومزارها في قمّ المقدّسة ذو قبّة عالية وضريح وصحون متعدّدة وخدم وموقوفات كثيرة وهي قرّة عين قمّ وملاذ الناس ومعاذهم بحيث تشدّ إليها الرحال كلّ سنة من الأماكن البعيدة لاقتباس الفيض واكتساب الأجر من زيارتها عليها السلام 9.
فضائلها وصفاتها:
قال الشاعر:
يا بِنْتَ مُوسَى وَابْنَـةَ الأَطْهــارِ أُخْتَ الرِّضـا وَحَبِيبَةَ الجَبَّــار
يـــا دُرَّةً مِنْ بَحْرِ عِلْمٍ قَدْ بَدَت ْ لِلَّهِ دَرُّكِ وَالعُــلُوِّ السَّــــارِي
أَنْتِ الوَدِيعَةُ لِلإمامِ عَلَى الوَرَى فَخْرِ الكَرِيمِ وَصَاحِبِ الأَسْرارِ
لا زِلْتِ يا بِنْتَ الهُدى مَعْصُومَةً مِنْ كُلِّ ما لا يَرْتَضيــهِ البـــارِي
مَنْ زَارَ قَبْرَكِ في الجِنــانِ جَزاؤُهُ هَذا هُوَ المَنْصُوصُ في الأَخْبارِ10
لم يكن في ولد الإمام الكاظم عليه السلام مع كثرتهم بعد الإمام الرضا مثل هذه السيّدة الجليلة11 وقد قيل في حقّها: (إنّها) رضعت من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة..تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السلام، لأنّ أباها الإمام الكاظم عليه السلام قد سجن بأمر الرشيد لذلك تكفّل أخوها رعايتها ورعاية أخواتها ورعاية كلّ العوائل من العلويّين التي كان الإمام الكاظم سلام الله عليه قائماً برعايتهم..
إنّ هذه العقيلة هي من الدوحة العلويّة النقيّة الطاهرة المطهّرة، ومن حفيدات الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وبناتها الطيّبات العالمات المحدّثات المهاجرات اللاتي اختصهنّ الله تعالى بملكة العقل والرشاد والإيمان والثبات، والعزيمة والفداء والتضحية، وأودع فيهنّ العفّة والطهارة، وبواعث القوّة والحقّ والغلبة والكمال مع تجنبهنّ عوامل الذلّ والخذلان، والخوف والاستسلام..
تعرف هذه السيّدة بالمحدّثة، والعابدة، والمقدامة، وكريمة أهل البيت عليهم السلام. لقد كانت فاطمة عليها السلام على دين قويم صادق وانقطاع متواصل إلى الله وفي غاية الورع والتقوى والزهد، كيف لا؟ وأبوها الإمام الكبير القدر العظيم الشأن الكبير المجتهد الجادّ في الاجتهاد المشهور بالعبادة والمواظب على الطاعات المشهور بالكرامات يبيت الليل ساجداً وقائماً ويقضي النهار متصدّقاً وصائماً ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظماً كان يجازي المسيء بإحسانه إليه ويقابل الجاني بعفوه عنه ولكثرة عبادته كان يسمى بالعبد الصالح، ويعرف بباب الحوائج إلى الله12.
ويظهر من الروايات أنّ فاطمة هذه كانت عابدة مقدّسة مباركة شبيهة جدّتها فاطمة الزهراء عليها السلام, وأنّها على صغر سنّها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام. وعند كبار فقهاء قمّ ورواتها، حيت قصدوها إلى ساوة وخرجوا في استقبالها، ثمّ أقاموا على قبرها بناء بسيطاً، ثمّ بنوا عليه قبّة وجعلوه مزاراً، وأوصى العديد منهم أن يدفنوا في جوارها13كما سيأتي.
التسمية بفاطمة:
اهتمّ الأئمّة عليهم السلام باسم فاطمة لأنّه اسم جدّتهم الصدّيقة الكبرى سيّدة نساء ال
لمحة عن حياتها الشريفة
اسمها ونسبها:
هي السيّدة الجليلة فاطمة بنت موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام بنت وليّ الله وأخت وليّ الله وعمّة وليّ الله- كما جاء في زيارتها-.
والدتها:
فاطمة عليها السلام هي الأخت الشقيقة للإمام الرضا عليه السلام تشترك معه في أمّ واحدة1 فأمّها أمّ ولد تكنّى بأمّ البنين وقد ذكر لها العديد من الأسماء كنجمة وأروى وسكن وسمان وتكتم وعليه استقرّ اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى عليه السلام وإليها يشير الشاعر بقوله:
أَلَا إنَّ خَيْرَ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِداً وَرَهْطاً وَأَجْدَاداً عَليُّ المُعَظَّمُ
أَتَتْنــا بِـهِ لِلْعِلْمِ والحِلْمِ ثَامِنــاً إِماماً يُؤَدِّي حُجَّةَ اللهِ تَكْتُمُ
وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها. تقول السيّدة حميدة المصفّاة لولدها الإمام الكاظم عليه السلام: "يا بنيّ إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية قطّ أفضل منها ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيطهّر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك فاستوصِ بها خيراً". ولمّا ولدت الإمام الرضا عليه السلام سمّاها الإمام الكاظم عليه السلام بالطاهرة وقد كانت من العابدات القانتات لربّها2.
ولادتها ووفاتها:
ولدت في المدينة المنوّرة في غرّة شهر ذي القعدة الحرام سنة 371 للهجرة وقال بعضهم: إنّها سنة 381 للهجرة3 وفي بعض المؤلّفات أنّ الظاهر عدم دقّة هذا الأخير، حيث إنّ سنة 381 هي سنة شهادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وقد كان فيها رهين سجون الظالمين4.
وكانت وفاتها في قمّ سنة 102 للهجرة5 وذلك في العاشر من ربيع الثاني6 وقيل: في الثاني عشر منه7 وفيها دفنت فوفاتها قبل أخيها الإمام الرضا عليه السلام ويأتي في أخبار زيارتها عليها السلام الواردة عن الرضا عليه السلام ما يظهر منه ذلك8.
قال المحدّث القمّي أعلى الله مقامه: ومزارها في قمّ المقدّسة ذو قبّة عالية وضريح وصحون متعدّدة وخدم وموقوفات كثيرة وهي قرّة عين قمّ وملاذ الناس ومعاذهم بحيث تشدّ إليها الرحال كلّ سنة من الأماكن البعيدة لاقتباس الفيض واكتساب الأجر من زيارتها عليها السلام 9.
فضائلها وصفاتها:
قال الشاعر:
يا بِنْتَ مُوسَى وَابْنَـةَ الأَطْهــارِ أُخْتَ الرِّضـا وَحَبِيبَةَ الجَبَّــار
يـــا دُرَّةً مِنْ بَحْرِ عِلْمٍ قَدْ بَدَت ْ لِلَّهِ دَرُّكِ وَالعُــلُوِّ السَّــــارِي
أَنْتِ الوَدِيعَةُ لِلإمامِ عَلَى الوَرَى فَخْرِ الكَرِيمِ وَصَاحِبِ الأَسْرارِ
لا زِلْتِ يا بِنْتَ الهُدى مَعْصُومَةً مِنْ كُلِّ ما لا يَرْتَضيــهِ البـــارِي
مَنْ زَارَ قَبْرَكِ في الجِنــانِ جَزاؤُهُ هَذا هُوَ المَنْصُوصُ في الأَخْبارِ10
لم يكن في ولد الإمام الكاظم عليه السلام مع كثرتهم بعد الإمام الرضا مثل هذه السيّدة الجليلة11 وقد قيل في حقّها: (إنّها) رضعت من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة..تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السلام، لأنّ أباها الإمام الكاظم عليه السلام قد سجن بأمر الرشيد لذلك تكفّل أخوها رعايتها ورعاية أخواتها ورعاية كلّ العوائل من العلويّين التي كان الإمام الكاظم سلام الله عليه قائماً برعايتهم..
إنّ هذه العقيلة هي من الدوحة العلويّة النقيّة الطاهرة المطهّرة، ومن حفيدات الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وبناتها الطيّبات العالمات المحدّثات المهاجرات اللاتي اختصهنّ الله تعالى بملكة العقل والرشاد والإيمان والثبات، والعزيمة والفداء والتضحية، وأودع فيهنّ العفّة والطهارة، وبواعث القوّة والحقّ والغلبة والكمال مع تجنبهنّ عوامل الذلّ والخذلان، والخوف والاستسلام..
تعرف هذه السيّدة بالمحدّثة، والعابدة، والمقدامة، وكريمة أهل البيت عليهم السلام. لقد كانت فاطمة عليها السلام على دين قويم صادق وانقطاع متواصل إلى الله وفي غاية الورع والتقوى والزهد، كيف لا؟ وأبوها الإمام الكبير القدر العظيم الشأن الكبير المجتهد الجادّ في الاجتهاد المشهور بالعبادة والمواظب على الطاعات المشهور بالكرامات يبيت الليل ساجداً وقائماً ويقضي النهار متصدّقاً وصائماً ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظماً كان يجازي المسيء بإحسانه إليه ويقابل الجاني بعفوه عنه ولكثرة عبادته كان يسمى بالعبد الصالح، ويعرف بباب الحوائج إلى الله12.
ويظهر من الروايات أنّ فاطمة هذه كانت عابدة مقدّسة مباركة شبيهة جدّتها فاطمة الزهراء عليها السلام, وأنّها على صغر سنّها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام. وعند كبار فقهاء قمّ ورواتها، حيت قصدوها إلى ساوة وخرجوا في استقبالها، ثمّ أقاموا على قبرها بناء بسيطاً، ثمّ بنوا عليه قبّة وجعلوه مزاراً، وأوصى العديد منهم أن يدفنوا في جوارها13كما سيأتي.
التسمية بفاطمة:
اهتمّ الأئمّة عليهم السلام باسم فاطمة لأنّه اسم جدّتهم الصدّيقة الكبرى سيّدة نساء ال