مجالس ومحاضرات مكتوبه
11.8K subscribers
44 photos
4 videos
15 files
324 links
يا أبا عبدالله
Download Telegram
كذلك الإمام والخليفة .. يختاره الله تعالى أيضاً .. وليس الناس
والإمام الحسين ( عليه السلام ) هو الخليفة الشرعي الثالث لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أمته.
فلم يكن الإمام الحسين ( عليه السلام ) رجلاً مجهولاً خامل الذكر ، غير معروف عند الناس ، بل كان مشهوراً عند جميع المسلمين بكل ما للعظمة والجلالة والقداسة من معان ، وأحاديث رسول الله في مدحه والثناء عليه .. كانت محفوظة في ذاكرة الجميع ، وآيات القرآن الكريم كانت تمجده بما هو أهل لذلك ، فـ « آية التطهير » تشهد له بالعصمة والطهارة عن كل رجس ، وآية « إطعام الطعام » تنبئ عن نفسيته التي بلغت القمة في الإخلاص وحب الخير للآخرين ، و « آية القربى » جعلت إظهار المحبة ومشاعر الود له أجراً لبعض أتعاب الرسول الكريم ، و « آية المباهلة » اعلنت أنه الإبن المميز للرسول الأقدس ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنه واحد من « أهل البيت » الذين بدعائهم يغير الله تعالى الموازين الكونية.
وأحاديث النبي العظيم حول مكانته ومنزلة أخيه الإمام الحسن .. كانت أشهر من الشمس في رائعة النهار ، كقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » ، « الحسن والحسين إمامان .. إن
قاما وإن قعدا » « حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً » (27).
وكانت هذه الأحاديث وأمثالها قد ملأت آذان صحابة الرسول وتابعيهم .. المنتشرين في كل البلاد .. وخاصة الكوفة.
فجريمة قتل الإمام الحسين لا يمكن أن تقاس بجريمة قتل غيره من الأبرياء ، لأن المقتول ـ هنا ـ عظيم فوق كل ما يتصور ، فيكون حجم جريمة قتله أكبر وأعظم من جريمة قتل أي بريء ، فلا يمكن لأهل الكوفة أن يغسلوا عن أنفسهم هذه الجريمة الكبرى.
ثم استمرت السيدة زينب بذكر سلسلة من جوانب العظمة المتجمعة في أخيها سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) لتبين ـ للناس ـ حجم الخسارة الفادحة ، ومضاعفات هذا الفراغ الذي حصل في كيان الأمة الإسلامية ، وهو قتل الإمام المنتخب من عند الله تعالى لهداية البشر ، فقالت ( عليها السلام ) :
« وملاذ خيرتكم »
الملاذ : الملجأ ، والحصن الآمن الذي يحتمى به ويلجأ إليه في الشدائد.
خيرتكم : المؤمنين الأبرار ، المتفوقين في درجة إيمانهم بالله تعالى ، وفي جوانبهم الأخلاقية والإيمانية ، كالتقوى ، والعقيدة الراسخة ، وحماية وحراسة الدين ، تقديم الدين على كل مصلحة .. مادية كانت أو غيرها !!
« ومفزغ نازلتكم »
المفزع : من يفزع إليه ، ويلتجأ إليه.
النازلة : الشديدة من شدائد الدهر .. تنزل بالقوم (28) وقيل : النازلة : هي المصيبة الشديدة. (29)
« ومنار حجتكم »
المنار : محل إشعاع النور. والحجة : الدليل والبرهان للإستدلال على حقيقة شيء.
المنار : محل على سطح الدار ، كان الإنسان الكريم يشعل النار فيه ليلاً ليعلن للناس أن هنا محلاً للضيافة ، فيستدل بنور تلك النار التائهون عن الطريق ، أو المسافرون الذين وصلوا إلى البلد لتوهم ، وهم يبحثون عن مأوى
يلجأون إليه حتى يحين الصباح.
وتطلق هذه الكلمة ـ حالياً ـ على الأضواء الكشافة القوية في درجة الإضاءة التي توضع على أبراج المراقبة في مطارات العالم ، لإرشاد الطائرات إلى محل المطار ، وخاصةً في الليالي التي يخيم الضباب على سماء المدينة.
لقد جعل الله تعالى الإمام الحسين ( عليه السلام ) مصباح الهدى ، ينير الدرب لكل تائه أو متحير ، ولكن الناس تجمعوا عليه وكسروا المصباح ، وهم غير مبالين بما ينتج عن ذلك من مضاعفات ، ففي الظلام تقع حوادث السرقة والسطو على المنازل والبيوت ، وجرائم الإغتصاب والقتل ، والضياع عن الطريق ، والسقوط في الحفائر ، وغير ذلك.
أما مع وجود المصباح فلا تحدث هذه الجرائم والمآسي.
ولم يكن الإمام الحسين مناراً مادياً فقط .. بل كان مناراً لمن يبحث عن الحقيقة ، ويسأل عن الدين ، ويريد الحصول على رد الشبهات ، وما يتبادر إلى بعض الأذهان من تشكيكات. ولذلك فقد عبرت السيدة زينب عن الإمام الحسين بـ « منار حجتكم ».
« ومدرة سنتكم »
السنة : العام القحط (30) ، وقيل : السنة المجدبة (31) وقيل : غلب إطلاق كلمة « السنة » على القحط ، مثل ما غلب إطلاق كلمة « الدابة » على الفرس (32).
هذا هو معنى السنة.
ولم أعثر ـ في المعاني التي ذكرت في كتب اللغة معنى لكلمة « مدرة » ـ يتناسب مع كلمة « سنتكم » ، ويحتمل أن يكون تصحيفاً لكلمة « ومدد » أي : من يزودكم بالمؤن المادية في سنوات القحط والجدب ، ويخلصكم من المجاعة والموت. أو يزودكم بالأدلة المعنوية حينما تحتارون في قضاياكم الدينية ، ومشاكلكم العائلية ، وتتلاعب بأفكاركم التشكيكات والأفكار المنحرفة أو المستحدثة ، فتعيشون في ضياع .. لا تفرقون بين السنة والبدعة ، وبين القول الحق والأقوال الباطلة المصبوغة بصبغة الدين !
ثم زادت السيدة زينب ( عليها السلام ) من درجة
توبيخ الناس ،
محاولة منها لإيقاظ تلك الضمائر ، ولتعلن لهم أنهم سوف لا يصلون إلى أي هدف تحركوا من أجله فقاموا بهذه الجريمة النكراء. فقالت :
« ألا ساء ما تزرون »
أي : بئس ما حملتم على ظهوركم من الذنوب والجرائم ، فهي من نوع لا يبقي أي مجال لشمول غفران الله وعفوه .. لكم.
« وبعداً لكم وسحقاً »
بعداً : أي : أبعدكم الله تعالى .. بعداً عن رحمته وغفرانه.
سحقاً : هلاكاً وبعداً ، يقال : سحق سحقاً : أي : بعد أشد البعد. (33)
« فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي »
خاب : لم ينل ما طلب ، أو إنقطع رجاؤه. (34)
تبت الأيدي ، التب : الخسران والهلاك (35) وقيل : القطع والبتر.
« وخسرت الصفقة »
الصفقة : معاملة البيع أو أية معاملة أخرى. والمعنى أنكم ـ يا أهل الكوفة ـ خسرتم المعاملة ، معاملة بيع الدين والآخرة في قبال الدنيا ، فمن الجنون أن يبيع الإنسان ذلك في قبال عذاب مستمر مزيج بالإهانة والتحقير ، وبثمن قتل إبن رسول الله ، كل ذلك وهو يدعي أنه مسلم !!
ولعل المعنى : أنكم بعتم الحياة في ظل حكومة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالحياة في ظل سلطة يزيد ، وذهبتم إلى حرب الإمام الحسين لتحافظوا على كرسي يزيد من الإهتزاز ، ولكن معاملتكم هذه .. خاسرة ، فسوف لا تتهنؤون في ظل حكومته ، فلا كرامة ولا أمان ولا مستقبل زاهر !!
إن الدين والإنضواء تحت لواء من اختاره الله تعالى هو الذي يوفر للإنسان الحياة السعيدة والعزة والكرامة.
أما الإعراض عن ذلك فسوف يجر الويلات لكم ، فتتوالى عليكم حكومات جائرة ، فتعيشون حياةً ممزوجة بالتعاسة والذل ، الشامل لجميع جوانب حياتكم الدينية والاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها.
وهنا أدمجت السيدة زينب ( عليها السلام ) كلامها بالقرآن الكريم واستلهمت منه ذلك فقالت :
« وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
قال تعالى : « وضـربت عليهم الذلـة والمسكنـة ، وبـاؤا بغضـب مـن الله ... ». (36)
« وبؤتم بغضب من الله » أي رجعتم وقد احتملتم معكم غضباً من الله تعالى ، وسوف يسبب لكم هذا الغضب العقاب الأليم والبعد عن رحمة الله وغفرانه ، بكل تأكيد.
وإن الجريمة .. مهما كان حجمها أكبر فسوف يكون غضب الله أشد ، وبالتالي يكون العذاب أكثر إيلاماً وأشد إهانةً وتحقيراً ، ويكون بعد المجرم عن عفو الله وغفرانه أكثر مسافة !
« وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
ضربت : أي كتبت : فلقد كتب الله تعالى لكم الذل ، وقدر لكم المسكنة ، بسبب كفرانكم بنعمة وجود الإمام الحسين ( عليه السلام ) والغدر به.
الذلة والذل : يعني الهوان ، وهو العذاب النفسي المستمر ، بسبب الشعور بالحقارة والنقص والخوف من إعتداء الآخرين !
المسكنة : الفقر الشديد والبؤس والتعاسة.
ثم بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) بوضع النقاط على الحروف ، وذلك بالتحدث عن الأبعاد الأخرى لحجم هذه الجريمة ـ أو الجرائم ـ النكراء فقالت :
« ويلكم يا أهل الكوفة ! أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ».
الكبد : كناية عن الولد ، وقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : « أولادنا أكبادنا ... ». (37)
فريتم : الفري : تقطيع اللحم.
لقد شبهت السيدة زينب الإمام الحسين بكبد رسول الله ، وشبهت جريمة قتل الإمام بقطع كبد الرسول الكريم ، وكم يحمل هذا التشبيه في طياته من معان بلاغية ، وحقائق روحانية ، إذ من الثابت أن مكانة الكبد في الجسم لها غاية الأهمية.
فكم يبلغ الإنحراف بمن يدعي أنه مسلم أن يقتل إماماً هو بمنزلة الكبد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
« وأي كريمة له أبرزتم » ؟
كريمة الرجل : إبنته ، فالسيدة زينب ( عليها السلام ) بنت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهي ـ إذن ـ حفيدة الرسول الكريم ، والحفيدة تعتبر بنتاً للرجل ، وقد كان النبي الكريم يعبر عن السيدة زينب ـ منذ الأيام الأولى من ولادتها ـ بكلمة « بنتي ».
وكانت هذه البنت المكرمة المحترمة تعيش في دارها خلف ستار الحجاب والعفاف وتحافظ على حجابها اكثر من محافظتها على حياتها ، ولكن أهل الكوفة هجموا على خدرها وخيامها ، وسلبوا حجابها ، ثم أسروها وأبرزوها إلى الملأ العام ! وكانت هذه المصيبة أشد من جميع المصائب وقعاً على قلبها .. بعد مصيبة مقتل أخيها الإمام السحين ( عليه السلام ).
أيها القارئ الكريم .. توقف قليلاً لتفكر وتعرف عظم الفاجعة : إذا كان سلب الحجاب عن إمرأة مؤمنة عفيفة عادية أصعب عليها من ضربها بالسكاكين على جسمها .. فما بالك بسلب الحجاب عن سيدة المحجبات وفخر المخدرات : زينب الكبرى عليها السلام ؟!
فهذه الجريمة ـ لوحدها ـ تعتبر من أعظم الجرائم التي ارتكبها أهل الكوفة تجاه بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) !!
فكل ضمير حر لا يمكن له أن ينسى هذه الجريمة !!
ول
م تقتصر هذه المصيبة على السيدة زينب ( عليها السلام ) بل شملت أخواتها الطاهرات من آل رسول الله ، والنسوة اللواتي كن معها في قيد الأسر.
« وأي دم له سفكتم »
أتعلمون ـ يا أهل الكوفة ـ أي دم لرسول الله سفكتم !!
لقد اعتبرت السيدة زينب ( عليها السلام ) الدم الذي سفك من الإمام الحسين ـ يوم عاشوراء ـ هو دم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ من الثابت أن الدم الذي كان يجري في عروق الإمام الحسين ( عليه السلام ) لم يكن كدماء سائر الناس ، لأن الإمام الحسين لم يكن رجلاً عادياً كبقية البشر ، فكل قطرة من دمه الطاهر كان جزءاً من دم رسول الله ، فالإمام الحسين : هو من « أهل البيت » ، وأهل البيت : كتلة واحدة ، وقد صرح النبي الكريم بهذا المعنى يوم قال : « اللهم : إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي ، لحمهم لحمي ودمهم دمي ، يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم ، انا سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ... إنهم مني وأنا منهم ... » (38)
فالذين أراقوا دم الإمام الحسين هم ـ في الواقع ـ قد أ راقوا دم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهم يدعون أنهم مسلمون !!
« وأي حرمة له هتكتم »
حرمة الرجل : ما لا يحل إنتهاكه ، وحرم الرجل أهله. (39)
وهتك الحرمة : يعني إهانة كرامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قتل إبنه الحسين وسبي كريماته وبناته ، والهجوم عليهن في خيامهن .. بكل وحشية !
وأي إهانة أكبر من هذه الإهانة ؟!
لقد كانت المرأة تمتاز في الإسلام بصيانة معينة ، وكان كل من يهينها يستحق الذم واللوم من الجميع ، ولكن أهل الكوفة ـ وبأمر من يزيد الطاغية وابن زياد اللعين ـ قاموا بأبشع أنواع الجرائم في مجال إهانة رسول الله وإهدار كرامته !!
ولذلك نقرأ في كتاب واحد من أبرز علماء أهل السنة هذا الكلام : « إذا دافعنا عن يزيد ، واعتذرنا له في قتله الإمام الحسين بأنه كان يرى منه منافساً له في الخلافة ، فبماذا وكيف نعتذر له في سبيه لبنات رسول الله وأسرهن بتلك الكيفية المؤلمة ، ثم الإنتقال بهن من بلد إلى بلد ؟ ».
ثم استمرت السيدة زينب ( عليها السلام ) تصف فاجعة كربلاء الدامية وملحقاتها من سبي النساء الطاهرات .. بهذه الأوصاف المتتالية :
« أي بهذه الجريمة التي لا مثيل لها في »
تاريخ البشر.
« صلعاء » : وهي الداهية الشديدة (40) ، أو الأمر الشيدد. ولعل المراد : الجريمة المكشوفة التي لا يمكن تغطيتها بشيء.
« عنقاء » : الداهية (41) وقيل : عنق كل شيء بدايته. (42)
فلعل المعنى أن هذه الجريمة سوف تكون بداية لسلسلة من الأزمات والويلات لكم ، فلا تتوقعوا خيراً بعد عملكم الشنيع هذا.
« شوهاء » قبيحة (43) وفي نسخة : سوداء.
: العظيمة (44) أو الشديدة (45) هذا بعض ما ذكره اللغويون ، ولعل معنى « فقماء » أي معقدة بشكل لا يمكن معرفة طريق إلى حلها أو التخلص من مضاعفاتها. (46)
« خرقاء ، كطلاع الارض » أي ملؤها. (47)
« وملء السماء » لعل المعنى أن حجم هذه الجريمة أكبر من أن تشبه أو توصف بمساحة أو حجم معين ، بل هي بحجم الأرض كلها ، والسماء والفضاء كليهما. أي : أن حجمها أكبر من أن يتصور.
فإن قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) وفقدان الأمة إياه يعني :
أولاً : إبتلاء كل حر في العالم ـ في جميع الأجيال القادمة ـ بالحزن والأسى حينما يقرأ تفاصيل فاجعة كربلاء ، فحتى لو لم يكن مسلماً يشعر بالحزن وتتسابق دموع عينيه بالهطول ، ويشعر بالإنزعاج والتذمر من الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء.
ثانياً : لقد حرم البشر .. ـ بمختلف دياناتهم وطبقاتهم وأعمارهم وأجيالهم وبالادهم ـ من بركات وجود الإمام الحسين ( عليه السلام ) والتي كانت تبقي آثاراً إيجابية مستمرةً ودائمةً إلى آخر عمر الدنيا !
ثالثاً : إن هذه الجريمة ـ بحجمها الواسع ـ فتحت الطريق أمام كل من يحمل نفساً خبيثة في أن يقوم بكل ما تسول له نفسه وتمليه عليه نفسيته في مجال الظلم والإعتداء على الآخرين ، وعدم التوقف عند أي حد من الحدود في مجال الطغيان وسحق كرامة الآخرين.
وقد صرح الإمام الحسين ( عليه السلام ) بهذا المعنى ـ حينما كان يقاتل أهل الكوفة بنفسه ـ فقال : « ... أما إنكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله فتهابوا قتله ، بل يهون عليكم عند قتلكم إياي ... ». (48)
« أفعجبتم أن مطرت السماء دما »
إن المصادر والوثائق التاريخية التي تصرح بأن السماء أمطرت دماً بعد قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) كثيرةً جداً.
وكان ذلك المطر أحمر يشبه الدم في لونه وغلظته .. وهذه الحقيقة الكونية مذكورة في كتب الشيعة والسنة ، القديمة منها والحديثة. (49)
وكان هذا المطر الأحمر كإعلان سماوي ـ على مستوى الكون ـ لفظاعة حادث قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) واستنكاراً لهذه الجريمة النكراء ، ولكن .. « ما أكثر العبر وأقل الإعتبار ».
وقد بقيت آثار تلك ال
دماء من ذلك المطر على جدران
مدينة الكوفة وحيطانها وعلى ثياب أهلها مدة تقرب من سنة كاملة.
لقد كان ذلك المطر تنديداً بفظاعة الجريمة ، وإنذاراً للعاقبة السيئة لأهل الكوفة في يوم القيامة.
« ولعذاب الآخرة أخزى »
أي : إن العقاب الصارم لقتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) سوف لا يقتصر ولا ينحصر بالعذاب الدنيوي ، والصفعات الدنيوية المتتالية ، بل إن العذاب الإلهي ينتظرهم في الآخرة.
إن الدنيا سوف تنتهي ويخرج كل إنسان من قاعة الإمتحان ، وعندها يكون المجرمون في قبضة محكمة العدالة الإلهية ، فمن يخلصهم ـ في ذلك اليوم ـ من رسول الله جد الحسين ؟!
« وأنتم لا تنصرون »
أي : لا تجدون من ينصركم يوم القيامة ، ومن ينجيكم من العذاب الأليم ، لأن طرف النزاع : هو الإمام المظلوم البريئ المقتول : الإمام الحسين ( عليه السلام ) ذاك الرجل العظيم الذي زين الله تعالى العرش الأعلى باسمه « إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة » ومن الواضح أنه سوف لا يتنازل عن حقه .. مهما كانت نفسيته المقدسة عالية وفوق كل تصور. لأن المجرمين ضربوا أرقاماً قياسية في اللؤم والخبث والغدر والجناية !
والمخاصم لأهل الكوفة : هو أشرف الخلق وأعز البشر عند الله تعالى : وهو سيدنا محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو أيضاً لا يتنازل عن دم إبنه الحبيب العزيز ، وعن سبي بناته الطاهرات !
والمحامي : هو جبرئيل سيد أهل السماء ، حيث يقف ظهراً لرسول الله في قضية ملف مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ).
ونوعية الجريمة وحجمها ومضاعفاتها .. تأبى شمول الغفران والعفو الإلهي لها ، لعدم وجود الفوضى في أجهزة القضاء الإلهية ، فاللازم إعطاء كل ذي حق حقه.
هذا أولاً ..
وثانياً : إن من آثار هذه الجريمة النكراء : هو أنها تمنع المجرم من التوفيق للتوبة والإنابة إلى الله ، كما صرح بذلك الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام.
ويجب علينا أن لا ننسى أن كبار قواد جيش الكوفة .. كانوا من الذين قد كتبوا إلى الإمام الحسين بأن يأتي إليهم في الكوفة ، ووعدوه بالنصر .. حتى لو آل الأمر إلى القتل والقتال ، وإلى التضحية ببذل دمائهم وأرواحهم ، وختموا رسائلهم بتوقيعاتهم وأسمائهم الصريحة.
إلى درجة أن البعض منهم أعطى لنفسه الجرأة في أن يكتب إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) هذه الكلمات : « إن لم تأتنا فسوف نخاصمك غداً ـ يوم القيامة ـ عند جدك رسول الله » !!
فهم ـ إذن ـ كانوا يعرفون الإمام الحسين ، « وليس من يعرف كمن لا يعرف » والأحاديث الشريفة تقول : « إن الله تعالى يغفر للجاهل سبعين ذنباً .. قبل أن يغفر للعالم ذنباً واحداً ».
« فلا يستخفنكم المهل »
المهل ـ بضم الميم ـ جمع المهلة : وهي بمعنى الإنظار والإمهال وعدم العجلة. (50)
أي : لا يصير الإمهال والتأخير في الإنتقام سبباً لخفة نفوسكم وانتعاشها من الطرب والفرح ، وبذلك تأخذكم سكرة الإنتصار والظفر. فالإنتصار الذي يتعقبه العذاب الأليم ـ مع فاصل زمني قصير ـ لا يعتبر إنتصاراً حقيقياً ، بل هو سراب مؤقت ، لا يعترف به العقلاء ، فـ « لا خير في لذة وراءها النار » !
إن الإمهال ليس دليلاً على الإهمال ، فإن الله تعالى قد يمهل ، ولكنه ( سبحانه ) لا يهمل.
وبناءً على هذا .. فلا يكون الإمهال سبباً لتصور خاطئ منكم بأن علة تأخير العقاب هي أن الجريمة قد تم التغاضي والتغافل عنها ، ولسوف تنسى بمرور الأيام ، لأنها شيء حدث وانتهى .. بلا مضاعفات لاحقة ، أو أن الإنتقام غير وارد حيث أن الأمور قد فلتت من اليد.
كلا..ليس الأمر كذلك ، بل شاء الله تعالى أن يجعل الدنيا دار إمتحان لجميع الناس : الأخيار والأشرار ، وقرر أن يدفع كل من يخالف أوامر الله ضريبة مخالفته .. إن عاجلاً أو آجلاً.
فعدم تعجيل العقوبة لا يعني أن الأمور منفلتة من يد الله الغالب القاهر العلي القيدر ، فهو المهمين على العالم كله. لكنه قد يؤخر الجزاء لأسرار وحكم يعلمها سبحانه ، فهو لا يعجل العذاب للعاصين ـ أحياناً أو غالباً ـ ولكنه بالمرصاد ، فكما أن الجندي الذي يجلس وراء المتراس يراقب ساحة الحرب ، وينتظر الوقت المناسب للهجوم أو لإطلاق القذيفة ، كذلك العذاب الإلهي ينزل في التوقيت المناسب .. مع ملاحظة سائر أسرار الكون. ولا مناقشة في الأمثال.
قال تعالى : « ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، مهطعين مقنعي رؤوسهم ، لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ». (51)
وقد روي عن الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال : « ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت أخذه ، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه وبموضع الشاجا من مساغ ريقه ». (52)
« فإنه لا يحفزه البدار »
« يحفزه » يقال : تحفز في مشيه : أي جد وأسرع (53) فهو محتفز : أي : مستعجل (54) والحفز : الإعدال في الأمر للبطش وغيره.
« البدار » يقال :
بدر إلى الشيء مبادرةً وبداراً : أسرع (55) وبدر فلاناً بالشيء : عاجله به. (56)
تقول السيدة زينب ( عليها السلام ) : إعلموا ـ يا أهل الكوفة ـ : أن عدم نزول العذاب الإلهي عليكم .. ليس سببه الإهمال ، فإن الله تعالى لا تدفعه العجلة إلى إنزال العذاب ، لأن الحكمة الإلهية تجعل إطاراً للمقدرات الكونية ، ومنها : إختيار التوقيت المناسب لنزول العذاب ، وإختيار نوعيته.
هذا أولاً ..
وثانياً .. لقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سأل ربه أن لا يعاجل أمته بالعذاب في الدنيا ، واستجاب الله تعالى لرسوله ذلك ، فجعل من القوانين الكونية عدم نزول العذاب الغيبي على الأمة الإسلامية ـ في الدنيا ـ كرامةً واحتراماً لرسول الله ، وهذه الكرامة لم تكن لغير نبي الإسلام ، من الأمم السالفة ، والأنبياء السابقين في الزمن.
فمعنى قول السيدة زينب ( عليها السلام ) : « فإنه لا يحفزه البدار » أي : لا يحث الله ـ سبحانه ـ شيء على تعجيل العقوبة والإنتقام ، لوجود أسباب وأسرار كونية ، ولعدم خوف إنفلات المجرم من قبضة العدالة الإلهية. ونقرأ في الدعاء : « ولا يمكن الفرار من حكومتك ».
« ولا يخاف فوت الثار ، وإن ربك لبالمرصاد »
فسوف يأتي الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله ظهوروه ) وينتقم من قتلة الإمام الحسين .. في الدنيا ، أما في الآخرة .. فستكون أول دفعة ـ من البشر ـ يؤمر بهم إلى نار جهنم : هم قتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ).
المرصاد : المكمن ، وهو المكان الذي يختفى فيه عن أعين الأعداء ، بانتظار التوقيت المناسب للهجوم أو الدفاع
قال الراوي :
« فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم (57). ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ».
إلى هنا إنتهى ما هو مذكور في الكتب حول نص الخطبة

1 ـ سورة آل عمران ، الآية 61.
2 ـ الخاتل : الغادر. أقرب الموارد للشرتوني.
3 ـ المعجم الوسيط. وقال ابن عباد ـ في « المحيط » ـ الختل : الخدعة عن غفلة.
4 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
5 ـ كما في كتاب « القاموس » للفيروز آبادي.
6 ـ كتاب الصحاح للجوهري.
7 ـ لا يسمح بمؤاخذتها ولا يمكن للمجرمين قتلها بسهولة لوجود صيانة خاصة لكل امرأة في العرب. المحقق
8 ـ سورة النحل ، الآية 92.
9 ـ ولعل إسمها : زيطة ! لكي يتطابق الإسم مع المسمى. المحقق
10 ـ « والجنون فنون ». المحقق
11 ـ كما في كتاب ( أقرب الموارد ) للشرتوني.
12 ـ كما في كتاب ( المحيط في اللغة ) للصاحب بن عباد.
13 ـ كما في كتاب ( العين ) للخليل بن أحمد الفراهيدي ، و « الصحاح » للجوهري.
14 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد ، والمحيط في اللغة ، لابن عباد.
15 ـ المنجد في اللغة.
16 ـ القاموس المحيط ، للفيروز آبادي.
17 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
18 ـ ذكر هذا المعنى في أكثر كتب اللغة بعبارات مختلفة والمضمون واحد ، ونحن ذكرنا ذلك بتعبيرنا. « المحقق »
19 ـ قال الخليل في كتاب « العين » القصة : لغة في الجص. وجاء في القاموس المحيط : « القصة : الجصة ».
20 ـ سورة المائة ، الآية 80.
21 ـ سورة التوبة ، الآية 82.
22 ـ سورة المعارج ، الآية 4.
23 ـ القاموس للفيروز آبادي.
24 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
25 ـ مجمع البحرين ، للطريحي. وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
26 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
27 ـ كتاب « بحار الأنوار » ج 43 ، ص 261.
28 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
29 ـ المعجم الوسيط.
30 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
31 ـ لسان العرب ، لإبن منظور.
32 ـ أقرب الموارد للشرتوني ، مع تصرف في بعض الألفاظ.
33 ـ المعجم الوسيط. وقال الخليل في كتاب « العين » السحق : البعد. ولغة أهل الحجاز : بعد له وسحق ، يجعلونه إسماً ، والنصب على الدعاء عليه ، أي : أبعده الله وأسحقه.
34ـ معجم لاروس.
35 ـ كتاب « العين » للخليل ، ومجمع البحرين للطريحي.
36 ـ سورة البقرة ، الآية 61.
37 ـ كتاب « بحار الأنوار » ج 104 ، ص 97.
38 ـ جاء ذلك في الحديث المشهور بـ « حديث الكساء » المروي في كتاب العوالم ، للمحدث الكبير الشيخ عبد الله البحراني ج 2 ص 930 ، والحديث مروي عن الشيخ الكليني بأسناده المعتبرة عن الصحابي جابر بن عبد الله ألانصاري ، عن السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ).
39 ـ المعجم الوسيط.
40ـ ذكر ذلك « المحيط في اللغة » لابن عباد ، وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
41ـ القاموس المحيط ، ولسان العرب.
42 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
43 ـ المعجم الوسيط.
44 ـ المنجد في اللغة ، وأق
رب الموارد للشرتوني.
45 ـ المعجم الوسيط.
46 ـ المحقق.
47 ـ المعجم الوسيط ، والقاموس المحيط ، وقال في « لسان العرب » طلاع الأرض : ما طلعت عليه الشمس ، طلاع الشيء ملؤه. المحقق
48 ـ كتاب معالي السبطين ، ج 2 ، الفصل العاشر ، المجس الثالث. وكتاب « تظلم الزهراء » ص 222.
49ـ إليك الآن بعض ما كتبه المؤرخون حول هذه الظاهرة الغريبة التي حدثت يوم عاشوراء عند مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) :
1 ـ ذكر الحافظ محب الدين الطبري الشافعي ـ المتوفى سنة 694 هـ ـ في كتابه : ذخائر العقبى ، طبع مصر ، عام 1356 هـ ، صفحة 145 قال : « وذكر أبو نعيم الحافظ في كتاب « دلائل النبوة » عن نضرة الأزدية أنها قالت : لما قتل الحسين بن علي أمطرت السماء دماً ، فأصبحنا وجبابنا ( أي : آبارنا ) وجرارنا ( جمع : جرة ) مملوءةً دماً ».
وعن مروان مولى هند بنت المهلب ، قال : حدثني بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جيء برأس الحسين بين يديه رأيت حيطان دار الإمارة تسايل دماً. خرجه ابن بنت منيع. وعن جعفر بن سليمان قال : « حدثني خالتي أم سالم : قالت : لما قتل الحسين مطرنا مطراً كالدم على البيوت والجدر. قالت : وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة. خرجه ابن بنت منيع. وعن أم سلمة قالت : « لما قتل الحسين مطرناً دماً ». وعن ابن شهاب قال : « لما قتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ لم يرفع أو لم يقلع حجر بالشام إلا عن دم » خرجهما ابن السري.
2 ـ ذكر العلامة الشيخ المحمودي في كتابه : عبرات المصطفين في مقتل الحسين عليه السلام ، طبع إيارن عام 1417 هـ ، ص 169 : « ذكر أبو بكر محمد بن أبي بكر التلمساني ـ المتوفى بعد عام 644 هـ في ترجمة الإمام الحسين ، في كتاب الجوهرة ج 2 ص 218 ، طبع الرياض ، قال : روى البخاري ـ في ترجمة سليم القاص تحت الرقم 2202 من القسم الثاني من المجلد الثاني من التاريخ الكبير ، ج 4 ص 129 قال : وعن سليم القاص : مطرنا يوم قتل الحسين دماً ».
3 ـ وروى ذلك ابن حجر الهيثمي في كتابه : الصواعق.
4 ـ وروى ذلك القندوزي الحنفي في كتابه : ينابيع المودة ج 2 ص 320.
5 ـ وروى ذلك : سبط ابن الجوزي في كتاب ( مرآة الزمان ) ص 102.
6 ـ وروى البلاذري في الحديث 52 في كتابه ( أنساب الأشراف ) طبع بيروت ج 3 ص 209 قال : حدثني عمر بن شبة ، عن موسى بن اسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، عن سليم القاص قال : مطرنا أيام قتل الحسين دماً.
7 ـ وروى الشيخ المحمودي ـ أيضاً ـ عن ابن العديم ، عن هلال بن ذكوان قال : لما قتل الحسين مطرنا مطراً بقي أثره في ثيابنا مثل الدم.
وعن قرط بن عبد الله قال : مطرت ذات يوم بنصف نهار فأصاب ثوبي فإذا دم ، فذهبت الإبل إلى الوادي فإذا دم فلم تشرب ، وإذا هو يوم قتل الحسين.
8 ـ وذكر القرطبي ـ المتوفى سنة 671 هـ ، في تفسيره المسمى بـ « الجامع لأحكام القرآن » ج 16 ص 141 ، طبع بيروت عام 1405 هـ : « ... قال سليمان القاضي : مطرنا دماً يوم قتل الحسين ».
9 ـ وروى ذلك الحافظ إبن عساكر الشافعي ـ المتوفى عام 571 هـ ـ في كتابه : تاريخ مدينة دمشق قال : حدثتنا أم شرف العبدية ، قالت : حدثتني نضرة الأزدية قالت : لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دماً ، فأصبحت كل شيء لنا ملآن دماً. « المحقق »
50ـ كما يستفاد ذلك من « مجمع البحرين » للطريحي.
51 ـ سورة إبراهيم ، الآية 42 و 43.
52 ـ نهج البلاغة ، طبع لبنان ، المطبوع مع تعليقات صبحي الصالح ، ص 141 ، خطبة 97.
53 ـ المعجم الوسيط.
54 ـ مجمع البحرين للطريحي.
55 ـ نفس المصدر.
56 ـ المعجم الوسيط.
57 ـ لعل وضع أيديهم في أفواههم كان من أجل حبس أصوات بكائهم كي لا تغطي على صوت السيدة زينب ( عليها السلام ) .
صفيه بنت الإمام الحسين عليهما السلام

 بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
عندما نراجع كتب المقاتل والنصوص التاريخية نجد ثمة ذكر متكرر للسيدة صفية بنت الحسين سلام الله عليهما في عدة من النصوص تتناول مراحل متعددة من واقعة يوم عاشوراء، لعل من اول هذه المواقف مايرتبط بوصية الامام الحسين سلام الله عليه قبل إستشهاده لعيالاته، ورد فيها أنه دعا صفية وضمن بناته وأخواته وأوصاهن بالصبر وعدم إظهار ما يوجب شماتة الأعداء بآل الحسين عليه وعليهم السلام. هذه الرواية وردت في كتاب ناسخ التواريخ وغيره وكذلك وردت رواية الوداع الأخير ايضاً نادهن عليه السلام، عيالات أهل بيته ومن ضمنهن السيدة صفية، جاء في ينابيع المودة للحافظ القندوزي "ثم نادى عليه السلام يا أم كلثوم، يازينب وياسكينة ويارقية وياعاتكة وياصفية عليكن مني السلام فهذا آخر الاجتماع وقد قرب منكن الإفتجاع...الى آخر الرواية". بعد إستشهاد الحسين سلام الله عليه هنالك رواية مشهورة ورد فيها ذكر السيدة صفية كإحدى الفاطميات اللواتي تعرضن لأذى شديد في حملة او هجوم الأعداء على المخيم الحسيني والرواية موجودة في بحار الأنوار، عوالم العلامة البحراني، المنتخب للعلامة الطريحي النجفي، معالي السبطين وغيرها وهي رواية طويلة عن السبي، عن الأخنس بن يزيد خلاصة الرواية أنه حلَ ضيفاً على السدي، السدي تحدث عن كربلاء وواقعة الحسين وتحذير الأحاديث النبوية من الإشتراك في قتل الحسين وسوء عاقبة ذلك، ضيفه كان الأخنس بن يزيد وهو لايعرفه، فعرف نفسه الأخنس بأنه كان من المشاركين في قتل الحسين فجاء في الرواية وقال "أنا الأخنس بن زيد وفي رواية يزيد، أنا الذي أمرت على الخيل الذين أمرهم عمر بن سعد بوطئ جسد الحسين بسنابك الخيل. يذكرهم ضمن أعماله، هشمت أضلاعه أي أضلاع سيد الشهداء وجررت نطعاً بساط من تحت علي بن الحسين وهو عليل حتى كببته على وجهه وخرمت أذني صفية بنت الحسين بخرطين كانا في أذنيها". طبعاً في تتمة الرواية يظهر الله تبارك وتعالى سوء عاقبة هذا الجاني وإحتراقه بالنار. على أي حال السيدة صفية ايضاً كانت من اللواتي تعرضن لجراحات في الهجوم على المعسكر كما في رحلة السبي، هناك رواية مشهورة وردت في الدمعة الساكبة للعلامة البهبهاني وغيرها من المصادر ايضاً في معالي السبطين، في هذه الرواية عن السهل الساعدي، ورد فيها ذكر السيدة صفية، قال الراوي إنه عند دخول السبايا الى الكوفة ضج الناس بالبكاء والنحيب فشقوا الجيوب ونادوا يا إبن بنت نبياه والى آخر الرواية، فيقول فرأيت ثلاث فاطميات على سنام جمل أدبر، ثلاث بنات كأنهن الأقمار مسلبات الأطمار ولا لهن ستر، فقلت من هؤلاء البنات؟ فقالوا رقية وصفية وفاطمة الصغرى. اذن في جميع مراحل واقعة عاشوراء ومابعدها كان هنالك ذكر في النصوص التاريخية لهذه الشهيدة الجليلة من شهداء السبي. 
نشكر أخانا الحاج عباس على توضيحاته المتقدمة، وتتضح من النصوص التي أوردها الحقائق التالية فيما يرتبط بهذه الشهيدة المظلومة من شهداء السبي:
الحقيقة الأولى هي أن النصوص التأريخية تعاضد رواية الموروث الشعبي بشأن هذه الشهيدة، كما أنها تؤيد وقوع مشهدها المقدس في المسير الطويل الذي اختاره الجناة لسوق ركب السبايا المحمديين.
والحقيقة الثانية هي أن إسم (صفية) قد يكون لقباً لهذه الشهيدة وإن إسمها هة فاطمة، إذ جرت سنة الإمام الحسين – عليه السلام – على إطلاق إسم علي على جميع أولاده الذكور وإسم فاطمة على جميع أولاده الإناث مع وضع قرينة تميز كل منهم عن الآخرين، فيكون إسم (صفية) اللقب الذي يميز هذه الشهيدة عن أخواتها.
والحقيقة الثالثة: أن هذه الشهيدة المظلومة قد شهدت مصائب يوم عاشوراء وبعده شهدت هجوم عساكر البغي على مخيم عيالات الحسين بعد استشهاده – عليه السلام – وفيه خرمت أذناها بسبب سلب الأخنس اللعين لقرطيها، فأصيبت بجراحات كان لها أثرها في استشهادها قبل وصول ركب السبايا الى الشام، أضيفت الى جراحاتها خلال المسير بسبب سرعة سوق السبايا وخشونة الأقتاب التي حملن عليها.
كما يستفاد مما ذكره المؤرخون من جلوسها على قتب واحد على سنام الجمل الأدبر في رحلة السبي مع أختيها رقية وفاطمة الصغرى أنها لم تكن كبيرة ولعلها ليست أكبر من أختها رقية ببضع سنوات، وهذا ما يعضده عدم ذكر كونها متزوجة، فهي استشهدت في أواخر العقد الأول من سني عمرها.
قال أحد أدباء الولاء يرثي شهيدة السبي صفية بنت الحسين – عليها السلام -:

يرثي الصفية بنت السبط المصطفى

جزع القلوب وحرّ آهات الشجى

في يوم عاشوراء أحرق قلبها

إذ ضرجت أقمارها بدم الإبا

من حين ودعها أبوها أقبلت

تترى عليها النائبات بلا حمى

قد نالها حرق الخيام مسعراً

بدن الصبية آه مستها لظى

وتشققت أقدامها وخدودها

وشفاهها ذبلت بنيران الظما

قد حزت الأقتاب منها جلدها

حملت عليها، لا غطاء ولا وطا

تخدي الاباعر بالفواطم سرعاً

فتزيد آلاماً بأصفاد السبا

آه لمعصمها، الوثاق أذابه

خنق السبية وه
ي في عمر الصبا

وعلى المتون من السياط شواهد

كدملج الزهرائ تدمي للحشا

كخيال جدتها الزكية صبرت

وتقرح الجفنان من طول البكا

تدعو حسيناً وهي تبصر رأسه

والرأس ينظر للحبيبة في أسى

فتقول يا غوث الصريخ أجننا

ليل العدى نذ غبت يا شمس الضح

صرنا نساق حواسراً يا عزنا

وندافع الأرجاس يا طهر السما

قد سامنا الفجار نير مذلة

هيهات منا ذلة، فمتى اللقا

أبتاه بعدك صبح دنيانا دجىً

فعليه والدنيا تراتيل العفا

فأثار مدمعها ضغينة أخنس

أهوى برمح اللئم يطعمها الردى

فتكسرت أضلاعها إذ أسقطت

بقسي قلرعة على وعر الثرى

عرجت الى صدر الحسين يضمها

ويريح أضلعها الهشيمة في السبا

تحقيق عباس باقري من إذاعة طهران العربيه
مجلس لام البنين ٢-

🌱 مجلس ام البنين 🌱
صلى الله عليك يا رسول الله وعلى الك المظلومين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبدالله يا قتيل العبرات يا مذبوحا من القفا يا عطشان حتى قضى يا مسلوب العمامة والردى
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى قطيع الكفين وعلى ام المصائب زينب
السلام على صاحبة هذا المجلس ام البنين الوفية الحرة الابية .
ما خاب من تمسك بكم وامن من لجا اليكم...يا ليتنا كنا معكم لنفوز فوزا عظيما..
وان انسى لا انسى ام البنين
وقد فقدت ولدها اجمعا

تئن عليهم بوادي البقيع
فيذري الطليق لها الادمعا

ولم تسل من فقدت واحدا
فما حال من فقدت اربعا

من ذاكر ام البنين فانها
فقدت بيوم واحد اولادها

لم تبكهم لما درت ورثتهم
حزنا وكان رثاء الحسين مرادها

والى قبور خمسة رمزية
جلست تعيد لذكراهم انشادها

●ماذا تصنع كربلاء بعيدة
صارت تصنع قبور لاولادها تكتب عليها قبر ولدي عباس عون عبدالله جعفر وقبر خامس عند قبر الجسن المهدوم..ولكن قبر ارفع من قبور اولادها تكتب عليه:هذا قبر ولدي الحسين..هذا وفاء منها حتى في القبر الرمزي تكتب عليه هذا قبر ولدي الحسين..وتتعفر على تراب الحسين
في كل صبح للبقيع بنوحها
تمضي فتقضي بالبكا اورادها

●ام البنين شلون احوالها تطيب
تلم تراب خمسة من المحاريب
والله تحن من البكا روحها وتطيب
وعلى حسين تبكي ليل ونهار

ابوذية
●انا ام الاربعة الراحوا ولا جو
عقبهم ما تلمني ارض ولا جو
اشكثر ونوا على الغبرة ولاجو
ارفعوا راسي بجهاد الغاضرية

فيسال مروان من اين هذا البكاء ..من اين مصدره..بعد ما كفانا بكاء زين العابدين..فيجيبه زبانيته هذه امراة فاقدة اربعة شباب كل يوم تاتي الى البقيع تبكي من الصباح
فبكى لبكائها مروان ..لبكاء ام البنين..

●واذا بالناس تدخل الى البقيع وهناك امراة معفرة خدبها على تراب ارض البقيع.

عاشوري
والله تجي الناس تتفرج عليها اه اه
عليها تحن لحالها ولصار بيها
وهي تضرب راسها بكفوف ايديها اه اه
تصيح يا ناس بحسين شصار ما صار

قالت يا ناس روحوا للمنازل غلقوها اه اه
غلقوها واعلام سود عالمنازل انشروها
بعد بعد
بالله روحوا لزينب وعزوها باخوها اه اه
باخوها بيوم واحد فاقدة اثنين وسبعين

تتمدد على قبر الحسين ...مشهد مؤلم...ماذا تقول له؟

تصيح ودي اني يا ابو السجاد ودي
والله ودي اني لولا الاربعة ولاد ودي
والله تمنيت لو سبعين ولدي
وانا لضحيلك بعد يا حسين..يا حسين وافدي

●تاتي الجارية اليها وهي على ارض البقيع مغشى عليها تقول لها اجلسي يا ام البنين..قومي يا ام البنين...تقلها

لا تدعوني ويك ام البنين
تذكريني بليوث العرين
كانت بنون لي ادعى بهم
واليوم اصبحت ولا من بنين

ابوذيه
●تون ام البنين تصيح يبناي
عقبكم من بعد للبيت يبناي
كنت انتظر ظعنكن علي يبناي
ولن وصل منكم ناعي المنية

●روحي لها الفدا تمشي وتقع في الطريق..مررن عليها نساء..صرن يتهامسن لعل هذه المراة مطرودة من بيتها ..لعل زوجها ضارب لها..لعل اولادها كذا وكذا
ترفع راسها..تقول ياااناس انا مو مطرودةولا ولا ولا....
تصيح

ابوذيه
ولا عون اني الليالي صدعن قلبيا ولا عون
دعني لا ضمد عندي ولا عون
يا ناس انا بقيت لا عباس لا جعفر ولا عون
ولا عبدالله كلهن انفنوا بالغاضرية

●بعد ما انتهت نواعينا على ام البنين ..اذا تبكي ليلها نهارها حتى يسالوها
هالنوح ياحرة على منهو تنوحين
قالت النوح والحسرة على حسبن
اذا جنها الليل تاتي الى روضة الزهراء ع والناس نيام (لا تقولي ام البنين لا تدري اين قبر الزهراء انا وانت لا ندري)
اويلي الزهرا وقبرها بالهضم قضت عمرها ولليوم ما نندل قبرها اه اه
يا زهراء هذه ايام الزهراء

●ام البنين تزور السيدة الزهراء ع تخيلوا اخوات كلكم تتصورون بعين القلب والقلب له عين وانا اصور لكم المشهد في جناح الليل والناس نيام جاءت الى ذلك القبر الشريف وتمددت عليه ...وهي فاقدة اربعة شباب يعني مش عجب ان تقول انا ضحيت وفديت يا زهراء من اجل الحسين!!!
بعد ما قصرتي.. ام البنين مراة غير باقي النساء بارك الله بكم..

●قومي يالزكية وقابليني
على المذبوح ابكي وساعديني
مو عالاربعة الالهم حنيني
بس لحسين هلي الدمع دم

●قومي يالزكية بدمع مسفوح
يم قبر الغريب بلطم ونوح
يوم الراح مني راحت الروح
وطول الدهر ثغري ما تبسم

●ثم تطلب من الزهراء ع بخجل ان تذكر عباسها.
وعقب حسين ابكي على الكفين
ولا تنسي السهم هالواقع بالعين
زينب يالعزيزة فقدت بدرين
القمر عباس وحسين البدر تم

●كأني بفاطمة تخرج من قبرها تاتي الى ذلك الماتم ويدها على ضلعها المكسور تبكي وتنوح وتلطم على صدرها لكن اذا راتها ام البنين يرق قلبها
●وتقلها
اخاف على صدرك يالزكية لا تلطميه
منك ضلع مكسور اخافن تأذيه
والحمرة وسط العين دمعك لا تهليه
الله يعين قلبك شقد يحمل هم

●كاني بالروضة تهتز لحزنها

فائزي..
ماجت الروضة الحزينة بالبواكي والانين
صاحت الزهرة بقبرها شهالخبر يا ام البنين
والله نسيتيني
.
●يا هو اللي عني يبلغ الاولاد يا ناس
ينادي يعبدالله ويا جعفر وعباس
قوموا حضروا غابت ترى من امكم الانفاس
شيعوا جنازتها وحضروا الهاشميين

●بعد ان ادت وصيتها وادت شهادتها وكان حولها ارامل
و
ايتام الحسين ع ونم يقولون لها :يا ام البنين اذا قدمت على امنا فاطمة الزهراء ع وابينا علي ع فولي لهم واخبريهم اننا بقينا من بعدهم ضائعين ..مظلومين.. مقهورين.. مشتتين..

●وبينما هم كذلك يوصونها وتوصيهم واذا بها قد عرق جبينها ويكن انينها وقرات سورة يس وفاتحة الكتاب ..وغمضت عينيها..اسبلت يديها..ومدت رجليها..وقالت اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وان بعلي علي بن ابي طالب ولي الله"
وفاضت روحها الشريفة .فصرخوا بنات علي وفاطمة والارامل والايتام وااماه..وامصيبتاه..واحزناه..واام العباس....
●وضجت لموت ام البنين الهاشميات
وارض المدينة ماجت بكثرة الصجات
كلمن ينادي اليوم من هذا الصي مات
وما بقت حرمة الا طلعت تلطم الخدين

●تمنت ام البنين ع حضور اولادها الاربعة وتمنت ان يوارونها في قبرها بايديهم

جنازي
تمنيت يا ولادي كنت معكم بميعاد
تحضرون وتحملوا نعشي للالحاد
عادة الام تحمل جنازتها الاولاد
والعالم تهلل وراها شمال ويمين
شلون الاجانب تشيل نعش امكم ترونه
وما تحملون انتم جنازتها مشيعين

●لم يكن لها ولد يتقدم لجنازتها لكنها ع حظت بصلاة امامان معثومان على جثمانها الطاهر فقد قام الامام علي بن الحسين زين العابدين ع والامام محمد الباقر ع بالصلاة عليها
هنيئا لك يا ام البنين. .

●وتقدم السجاد والباقر اليها
والكرام من ال النبي صلوا عليها

جنازي
ولارض البقيع حملوا نعش ام الاماجيج
والناس تتعاطى النعش من ايد لايد
يولتدها وينكم اوين عباس العميد
يواريها

بقبرها ويتلقى المعزين

●تئن عليهم بوادي البقيع
فيذري الطليق لها الدمعا
🚩خادمة الحسين ع🚩
مسماري وتسقيط الجنين
حتى لطمة عيني هانت وي ضلعي المكسر



ابوذيه..
●تون ام البنين بحزن ونها
على الراحوا فدى لحسين ونها
شباب على الارض هيجوا ونها
وفقد ابو اليمة اصعب رزية


تخميس ..
●تنعى فتبكي الثاكلات بنوحها
حتى تذيب من الشجا اكبادها.

♡محاضرة ♡

●♡المجلس♡●

هل تعلمون يا اهل العزاء ان ام الائمة ع يوم القيامة تترك كل ما جرى عليها من مصائب .. مصائب ابيها مصائبها ...مصائب اولادها وبعلها...وواقعة كربلاء وما فيها وتتقدم بالشفاعة بماذا يا مواليات؟!
تعرفون اكثر مني وسامعين بالقصة لما بتجي فاطمة بيوم المحشر بماذا تتطالب ؟!..با عدل يا حكم احكم بيني وبين قاطع هاتين الكفين
لذلك ام البنين تقول

فائزي..
●جنى قليبي يالرفعتوا مني الراس
كني بالزهرة في الحشر في زحمة الناس
ترفع كفوفك يا ضوا عيوني يا عباس
وتقدم الشكوى لعند رب البرية

ام البنين لها مقام كبير عند الله هي ووادها العباس ع

●واللي تفطر قلب ان البنين وحدة عليلة انتن تعرفنها ..تنتظر مجيء الحسين هي فاطمة العليلة المريضة وكلكن عندكن مرضى اللهم انت الشافي المعافي....
تجلس على الباب كل يوم من الصبح الى المساء تنتظر وتبكي
اليس بعد كم يون قال والدي نرسل لك عمك العباس واخاك علي الاكبر

●عادة الغياب واللي عندهم عليل ما يخلوا وحده ودمعه يسيل
عادة اللي يسافر وعنده مريض يتصل به يطمئن عليه..يمر الناس امام المنزل يسمعوا نواعي يتهامسون من هي هذه التي تجلس على الباب.
ام البنين تقول لها قومي بنية لا تخلي الناس تتهامس علينا
سمعتهم ..جاوبتهم...




مجاريد او اي شي يعجبك ..
صاااحت اني العليلة وهلي بس فارقوني
والله فارقوني وعلى فراقهم هلت عيوني
والله وين وعد اللواعدوني
اني اظل باملهم لو نسيوني
اني على حسين تتربى عيوني.

ام البنين تقول لها بنية كافي ادخلي داخل البيت..اسمعوا جوابها
والله يمه لعوف البيت
والزم عتبة الدار
يا يمة يهب الهوا ولا تطالي الحباب
اني شقولن لو لفا للبيت طلاب
ومن يلفون وفادة على الباب

●جلست ام البنين وياها..ناعية تجاوب ناعية..انت تنتظري ابوك وانا معك يا بنيتي
●اربع بدور دخرتهم لن مشوا للغاضرية
والله لو رجعوا يا دهري لوفي النذور اللي عليه
عباس عون جعفر عبدالله هالرزية
راحت الاولاد راحت وما بعد للبيت جية
●وهي مع العلية اذا بصوت ارتفع وسط المدينة ..صوت تزلزلت منه حيطان المدينة واذا بقائل يقول



فائزي
●يا اهل يثرب لا مقام لكم بها
قتل الحسين فادمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرجا
والراس منه على القناة يدار

سمعت الخبر ركضت ام البنين ..كيف ركضت ...تريد ان تصل الى زينب..تريد ان ترى زينب..نعم اقبلت طرقت الباب فقالت لها الجارية من انت؟!
فقالت:انا ام البنين انا ام ابي الفضل العباس..لما سمعت زينب صوتها صاااحت اي والله امنا اي والله شريكتنا في العزاء..

قامت زينب بنفسها ..فتحت الباب وصاحت وااخاه.. واعباساه ...واكافلاه... فصاحت ام البنين واولداه وا حسيناه وا اماماه.



تقدر تسوي عاشوري
●صاحت صوت اه يا فقد الاحباب
والله شو موحشة يا دار الاطياب
ساعة ويمعن الصرخة على الباب
انا ام عباس جيتك يا زينب لا تفتري
بكت زينب وصاحت اه يا حزني
لفتها ام البنين بضهر محني
تصيح بصوت اه يا حسين يا ابني

●لسان حال مولاتنا ام البنين عندما نظرت لحال زينب وقد تغيرت زينب با اهل العزاء..




طور الفراق.. مثل مالي غيرك
قابليني بالله قولي يا حبيبة
قابليني قلبي ما يهجا نحيبه
قابليني انت زينب لو غريبة
قابليني ودم تهمل عينك سكيبة
قابليني ما اظن زينب سليبة

لسان حال زينب
يم البنين نوحي عولادك يخية
يم البنين ونصبي لحسين العزية
يم البنين تذبحوا بسيوف امية
يم البنين بت علي حيدر سبية
يم البنين وقالوا زينب خارجبة
يعز علينا مولاتي يا زينب اه يا زينب

●ما زالت ام البنين تندب ضحايا كربلاء وبقيت على هذه الحال موجوعة القلب محترقة الفؤاد واعظم شيء عليها فراق سلطان اامجينة ابي عبدالله الحسين ع حتى صارت طريحة الفراش..عليلة..مريضة..وحيدة في تلك البيوت الخالية الموحشة..لا تلتذ بطعام ولا شراب ولا تهنأ بمنام..يقولون لها يا ام البنين لماذا تتركين وسادتك وفراشك وتضجعين على الارض؟!
فتقول كيف اتوسد الوسائد وافرش الفراش وعزيز اامصطفى والمرتضى ظل على الرمال تصهره الشمس وتسفي عليه ريح الصبا.

●وقد اوصت بان لا يقدموا لها الماء عند الاحتصار كما امرت بعدم البكاء عليها اه لوفاءك يا ام البنين اوصت محمد ابن الحنفية وزينب بوصاياها
ولسان الحال عنها يقول:
يمحمد ابن الحنفية
وانتي يا زينب يا زكية
مني تدنوا بالسوية
يابمة اسمعوا مني الوصية
اذا دنت مني المنية
لا حد يسقيني امية
ولا حد بعد يجنز عليه
يحط فاتحة او يبكي عليه
وحسين عالرمضا رمية
مداسه لخيل الاعوجية
كسرت ضلوعه سوية
وراسه معلا بسمهرية
الى يزيد يودونه هدية
ابني ولا هين عليه

●فما زالت ام البنين على هذا الحال طريحة السقام يغشى عليها من شدة الحزن والم الفراق حتى دنا اجلها

فائزي او جمري.
هدم قبة لامامين العسكريين عليهم السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد


عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى تفجير مرقدالإمامين العسكريين عليهم السلام بمثل اليوم الثالث والعشرون من محرم الحرام ١٤٢٧ هجرية ،٢٠٠٦القبة / المنارتين ٢٠٠٧،أحسن لنا ولكم العزاء  


[{ كلامكم نور وأمركم رشد }]


" بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي ياآلَ المُصْطَفى، إِنّا لا نَمْلِكُ إِلاّ أَنْ نَطُوفَ حَوْلَ مَشاهِدِكُمْ وَنُعَزِّي فِيها أَرْواحَكُمْ عَلى هذِهِ المَصائِبِ العَظِيمَةِ الحالَّةِ بِفِنائكُمْ وَالرَّزايا الجَلِيلَةِ النَّازِلَةِ بِساحَتِكُمْ الَّتِي أَثْبَتَتْ فِي قُلُوبِ شِيعَتِكُمْ القُرُوحَ وَأَوْرَثَتْ أَكْبادَهُمْ الجُرُوحَ وَزَرَعَتْ فِي صُدُورِهِمُ الغُصَصَ، وَعَلَيْكُمْ مِنَّا السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ " .


• هدم القبور ثقافة الجبناء :  

بعد اندثار الحكم الأموي حدثت فترة تنفس للشيعة قصيرة ، حيث انفسح لهم المجال نوعاً ما لزيارة المرقد الشريف بكربلاء وإقامة المناحات حوله ، وإظهار حزنهم في العشرة الأولى من محرم ، وخاصة في يوم عاشوراء ، وإعادة الذكريات الأليمة لهذا اليوم المشؤوم ، ولكنها كانت فترة قصيرة حيث لحقتها فترة الحكم العباسي الذي كانت مكافحته للنهضة الحسينية أعظم بكثير من مقاومة الحكم الأموي . وقد عمل الحكم العباسي على المرقد الشريف في كربلاء وزائريه ما لم يعمله الأمويون أيام سلطانهم ؛ لأن العباسيين الذين لم يتسن لهم قتل الحسين والتمثيل به عمدوا الى النيل من قبره المقدس ومثواه الشريف والموالين له ، فأمعنوا في القبر تخريباً وإهانة ، وحالوا ما وسعهم دون إعادة ذكريات مقتله الأليم ، وإقامة المآتم والمناحات عليه . وكان من بين الذين يمكن أن نجعلهم في مقدمة الخلفاء العباسيين في ذلك هو أبو جعفر المنصور الدوانيقي لعنه الله الذي كان أول ما أمر به هو هدم قبر الحسين (ع) ومنع الزوار من زيارته وإقامة المآتم والمناحات حوله وفي الجهات الأخرى .


• التاريخ يعيد نفسه بهدم قبة الامامين العسكريين (ع) : . تقع مدينة سامراء على الضفة الشرقية لنهر دجلة وتبعد نحو 118 كم إلى الشمال من بغداد ، وبنيت مدينة سامراء لتكون عاصمة العباسيين، وكان المكان الذي شيدت عليه المدينة مستوطنا منذ أقدم العصور ، وكان لسكانه نصيب من الحضارة تمتد إلى عصور سحيقة ،ولما انتقل اللامعتصم العباسي لعنه الله من بغداد إلى سامراء ، راح يفتش عن موضع لبناء مدينة جديدة الى ان وصل إلى موضع يبعد عن بغداد 118 كم ، فوجد فيه ديرا للمسيحيين ، فأقام فيه ثلاثة أيام ليتأكد من ملاءمة المحل ، فاستحسنه واستطاب هواءه ، وأخذ في سنة (221 هـ ) بتخطيط المدينة التي سميت فيما بعد ( سر من رأى) ، وعندما تم بناؤها انتقل مع قادته وعسكره اليها.


ولم يمض إلا زمن قليل حتى قصدها الناس وشيدوا فيها مباني شاهقة وسميت بالعسكر والنسبة اليه عسكري ، واشتهرت بسامراء ، وهي كلمة مشتقة من (سر من رأى ) يوم كانت المدينة عامرة ومزدهرة الا انها لم تبق محتفظة بجمالها التي كانت عليه بسبب الظلم الذي تعرض اليه ائمة اهل البيت هناك وهم كل من الامام الهادي والامام العسكري (ع).. وتضم المدينة العديد من الاماكن التاريخية ابرزها مشهد الامامين علي الهادي (ع) والحسن العسكري (ع) و قبة سرداب الغيبة وقبر السيدة نرجس زوج الإمام الحسن العسكري (ع) و قبر السيدة حليمة بنت الإمام الجواد (ع) تمتاز الروضة العسكرية بقبتها الذهبية المهيبة التي تعد من أكبر قباب الأئمة بالعالم الإسلامي، ويبلغ محيطها 68 مترا بقطعها الذهبية البالغة 72 ألف قطعة، ومنارتيها الذهبيتين اللتين يبلغ ارتفاعهما 36 مترا. ويرجع تشييد هذه القبة إلى حاكم الدولة الحمدانية ناصرالدولة الحمداني العام 945 م (سنة 333هـ)، وتوالت عمليات البناء والتطوير في الروضة عبر مختلف العصور، وعندما حكم الصفويون الشيعة بغداد، أبدوا اهتماما ببناء وتعمير مراقد الأئمة، ومنها الروضة العسكرية، التي كسا قبتها السلطان ناصرالدين شاه بالذهب العام 1867، بينما انفق عمه فرهاد ميرزا أموالا كثيرة على تذهيب المنارتين. و من المراقد أيضًا مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي (ع) و قبر الإمام محمد الدري الذي ينتهي نسبه إلى الإمام الكاظم (ع) و قبر الشيخ محمد الجاجيري و قبر الشيخ كمر بن هلال و مرقد بنات الكاظم (ع) في ناحية الدجيل و مرقد بنات الحسن (ع) في منطقة الجلام و مرقد آمنة بنت الإمام الحسن (ع) و مرقد إبراهيم بن مالك الإشتر النخعي (ع).


ففي مثل اليوم  صباح يوم الاربعاء الثالث والعشرون من شهر محرم الحرام عام  1427هجرية / 2006 وبنفس النهج وبدعم من تلك المدرسة.. مدرسة الجبن والحقد والحقارة التي مارست الظلم ضد ائمة اهل البيت واتباعهم اجتمع وتعاهد الظلاميون التكفيريون على تفجير واحدة من اكبر القباب في العالم الاسلامي وتفجير مرقد هو من اقدس مقدسات المسلمين، وهو حرم الامامين الع
مجلس السيدة خوله

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمان الرحيم

عظم الله لك الاجر ياصاحب الزمان بامك الزهراء وام البنين ع
صلى الله عليك يارسول الله وعلى ابنتك سيدة نساء العالمين

صلى عليك يا ابا عبدالله ياقتيل العبرات
يامن غسله دمه والتراب كافوره ونسج الرياح اكفانه والرماح الخطي نعشه

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى قمر العشيرة كافل زينب وعلى الغريبه في الاوطان زينب زينب

اللهم ارزقنا زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الاخرة برحمتك يا ارحم الراحمين



ذِي خَولَةٌ وَ سِياطُ زَجْرٍ عَلَّموا

في مَتْنِهَا حِقْداً وَ قَدْ سَالَ الدَّمُ

بِنتُ الحُسَيْنِ حَفِيدَةُ الزَّهراءِ قَدْ

سُبِيَتْ وَ حَاديهَا اللَّعِيْنُ المُجْرِمُ

مِنْ كَربَلاءَ وَ رُوحُها في حَسْرَةٍ

ضَرْبٌ وَ شَتْمٌ قَلبُها يَتَأَلَّمُ

في كُوفَةِ الشُّمَّاتِ زَادَ بُكَاؤهَا

لَمَّا رَأَتْ كُلٌّ عَلَيْها يَهْجُمُ

سَمِعَتْ مُنَادٍ قَالَ إِنَّ خَوَارِجاً

في كَرْبَلاءَ تَقَطَّعوا وَ تَشَرْذَموا

فَبَكَتْ لِوَالِدِهَا الحُسَيْنِ وَ ظُلْمِهِ

مِنْ شِيعَةِ الدِّينارِ كيْفَ تَكَلَّموا

وَ لِأَرضِ أَهْلِ الشَّامِ كانَ مَسِيْرُهَا

وَ بِحَبْلِ جَلَّادٍ يُحَزُّ المِعْصَمُ

حَتَّى قَضَتْ فِي بَعْلَبَكَّ شَهِيدةً

إِنَّ السُّرورَ بِبَعْلَبَكَّ مُحَرَّمُ



الزهراء توصي زينب بهذه الوصايا المفجعه وهي على فراش الموت زينب اذا رأيت اخيك الحسين غريبا ينادي الا من ناصر ينصرني الا من ذأب يذب عني، قبليه في نحره وشميه في صدره فان صدر الحسين موضع حوافر الخيول وان نحر الحسين موضع السيوف

👈🏻مثلما اخبرت الزهراء داست الخيل صدر الحسين زينب نظرت الى جسد اخيها بتلك الحالة الخيول كسرت عظأم الحسين ياناس الشمر حز نحره وظلت خيل دوم تلعب على صدره على صدره ياناس الخيم عقب حسين حرقوها وجسوم اخوتي بحرّ الشمس خلوه..

بعد كان هناك وصيه من الزهراء الى زينب ماهي هذه الوصية ؟الزهراء توصي زينب


تقلها2(
أمانه هلوصيه تشميلي رقيه 👇🏻👇🏻👇🏻
يذبحون الطفوله بصحاري الغاضريه)
اه زينب زينب زينب
اه زينب زينب زينب
اه زينب زينب زينب 2
(بدت رحلة ألمها. /بولادتها يتمها
تموت امها يزينب/ وتصيرين انتي أمها )
فراك يصعب يصعب يصعب
اه زينب زينب زينب
اه زينب
2(يسلبون الارامل ويضربون الثواكل
ويصيحن صيحه وحده
دخيلك يبوفاضل )
صوت ينحب ينحب ينحب
اه زينب زينب زينب
اه زينب زينب زينب



كما اخبرت الزهراء يصيحن يابوفاضل هكذأ صاحت زينب تلك الليلة ليلة الحادي عشر من المحرم شسوت زينب؟



يابوفاضل انا زينب رد عليي
يابوفاضل انا زينب رد علييي
يابوفاضل انازينب رد عليي
خوله ورقية اطفال كن من بين السبايا زجر وشمر وحرملة حاديهم

📌شعبي

أويلي من ضرب السْياط
خولة بْ حزن تتْفَجّعْ
و تحكي الوالد المذبوح
و منها يهْمِل المدمَعْ
تِقِلّه لْ حضنَكْ الدّافي
أَرِيد بْ هالمِسا أَرجَعْ
يَ بويا مصْرَعَكْ بالطّفْ
و بْعَلْبَك إلي مصْرع
يَ بويا الشّمر آذاني
وْ شَدَّوْ بِالحبِلْ إيدي
تِمَنّيتَكْ تِكون وْيايْ
لْ وَريدَكْ فِدوهِ وْريدي
كُثُرْ ما عاينِتْ آلامْ
عِلَا وَنّي وْ تَنْهيدي
أَنَا اليوم لْ أَمُوتَنْ بِيْه
هُوَّ فرحِتي وْ عِيدي
يَ بويا وْ عَمِّتي زينبْ
بُقَتْ تِتْحَنّنْ عْلَييَّ
وْ بِيْديها الّلي مَشدوداتْ
ّتِخَفّف كِل أَلمْ بِيَّ
يَ بويا عمِّتي جرحي
مْنَ اَعايِنْها بْ أسى وْ هِيَّ
تِدَنِّقْ راسْها و تْقول
صِرِتْ يا خَولَة مَسْبِيّةَ


📌الحسين ع اجاب ابنته خولة ع

يَ خَولة جْروحيِ بْ طَفّي
عَددْ ألف و تِسِعْمِيَّة
لْ مُوتِك يا بعد قلبي
يِنزفْ كِلْ جَرح بِيَّ
يَ خولة آنا انتظرِك
الجنّة بِيج مِزهِيَّة
لا تْلفظِين اِسم زينبْ
تَرى ياذيني يا بْنَيَّة


تتمّة الحوار ( لحن مالي غيرك)

السيدة خولة ع

ليش يابا
قلبَك بْ هالإِسِمْ يِلْهَبْ
ليش يابا؟
شِلْ قَضيّة بْ إِسِم زينبْ؟

جواب امام حسين ع

سَلِّبُوها
وْ هِيَّ بِتْ حامي دَخيلَه
سلِّبوها
وِ الخِدِرْ عَمِّكْ كَفيلَه
سلِّبوها
تِدْْخِل الكوفه ذَليلة
سلِّبوها
وْ سلِّبونا بِالعَقيلة


📌ابوذية بلسان السيدة زينب ع
( وَ خولة)

نْسِبينا لا أُبُو يَمْنا ( وَ خُو لا )
وْ عليلَ الله الحفظْ كَلْفَه (وَ خَوله)
بْ بَعَلبَكْ حِزنيِ تْجَدَّدْ ( وَ خَولة)
ماتَتْ قَبل لا تْودِّعْ رُقيَّة


ابراهيم شعيب



قصيده للسيده خوله

على لحن

جرح المدينه

تهمل دمعتي --- تصعب محنتي
----
عن حالتي بطف كربله محد عرف حالي
طفله وزغيره بالعمر دمعي يضل هالي
اختي رقيه وفاطمه وسكينه تبرالي
اسمي إنه خوله وفكدت بكربله الوالي
تسعر جمرتي --- تصعب محنتي
-----
بدرب السبي بطول الدرب شفت الفلا ينشاف
اليهوى من ذيچ النياگ اعله الارض ينعاف
زغيره وچنت متدلله وتالي مهجتي اتخاف
من الشمس من العطش متغيره عندي اوصاف
طفّوا شمعتي --- تصعب محنتي
-----
بكثر التعب ويلي.. ت من ناگتي وضليت
راحت نياگ اهلي وصحت خلّوني من ناديت
بوحدي صرت وتألمت ياويلي من ونّيت
تمنّيت اردن للاهل لو ردّوا الهل بيت
وهانظر اخيتي ---- تصعب محنتي
-----
بهاي الارض جسمي اندفن ومحد عرف گبري
وراعي الارض جيته بحلم خبّرته وبأمري
جالي وحفر حفره ونظر طفله بزغر عمري
وهل الوفه شيدوا گبر ليّه وحيوا ذكري
وزاروا حضرتي --- تصعب محنتي
-----
كل الخلك تتعنه الي ملهوفه للحظره
تزور الگبر تهمل دمع لجلي وتهل عبره
اقضي الحوائج للگصد ترد روحه منسرّه
باب الحوائج خوله إنه من فاطمه الزهره
من الله قدرتي --- تصعب محنتي
----
الشاعر محمد حسن ضيغم




. شعر للسيدة خولة بنت الامام الحسين

مين ابتدي واشلون... اشرح مصابج
يا خوله بنت حسين... اوصف عذابج
شفتي الدمار .........طول المسار
اشرح مصابج

@@@@@

اجيت الليله ياخوله
افتح صفحة الاحزان
من يوم السبي ابدي
ارسم لوحة الاشجان
رؤؤس اعله الرماح اتلوح
وجثث متوسده التربان
مثل ما عمتج زينب
مشيتي والدمع مرجان

شفتي السبي والضيم شفتي المراره
وشفتي خوات احسين تمشي يساره

تبجي الصغار ..............طول المسار

اشرح مصابج

@@@@

طفله وصعبه عالشاعر
اشيوصف عن طفولته
عمره لن ثلثت اعوام
واتخايل برائتـــــــــــه
مشت ويه اليتامه اشلون
عجيبه وكلفه محنته
منهو المثلج اتعذبت
اظن بس وحده واسته

مثلج مشت والكوم جاروا عليه
هذي رقيه اتنوح وتندب وليه

وحشه القفار ...........طول المسار

اشرح مصابج

@@@@@

طوفان السبي خيم
واتعده الظلم حده
حته الطفله يسبوه
اويلي وطاحت بشده
سلبوا كل برائته
اشلون اجلاف مرتده
تعبه السهر خوله
وعليه اهوال ممتده

حلم الطفوله ايضيع منها وتبدد
وبس الحزن والنوح لاح وتجدد

بهذا المدار ............. طول المسار

اشرح مصابج

@@@@@

يتيمه من يتامـــــــــــــاكم
جسمه من المشي ناحل
اشكد شافت محن واخطار
وعليه الجور متواصل
شسولف عن مصايبه
ودمعي من الجفن نازل
بوجها انرسمت الالام
وجفنه من السهر ذابل

طف كربله مرسوم بوجه اليتيمه
منها الكلب مشحون ويحجي الجريمه

اشحملت مرار ..............طول المسار

اشرح مصابج

@@@@@

عليه اتراكمت لهموم
وبني سفيان يعذبوه
غريبه مثل ابوه احسين
كضت والزمره سلبوه
وبدير العذارى اهناك
اهل البيت ندبوه
كبل ما القافله تمشي
بمرار الغصه دفنوه

ضعن الفواطم صار ينعه الوديعه
ودعوه بالاهات طفله وصريعه

غربه الديار .............. طول المسار

اشرح مصابج

@@@@@

تراب البيده يالسامع
جسده احتضنته بلهفه
وصار الها مزار اهناك
وشمله الخالق بلطفه
قوافل تعتني الكبرج
وكبور العتره يا وسفه
عليهم بالبقيع انظر
وجفني ما وكف نزفه

وام البنين اليوم اعرض امره
اندبه بالحسرات هدموا كبره


هذا اللي صار ........... طول المسار

اشرح مصابج


@@@@@@


لخادم خوله بنت الحسين -ع
يا أبا صالح هل تدري .. بالذي حلّ على خولة ..
طفلة ضجت بشكواها .. لـ أبٍ ما نسيت فضله ..
حملت من صُغرها يتماً .. الدنى لم تستطع حمله ..
طــفلة ٌ مـاتت بــبلواها .. من تُرى يثأر للطفلــة ..
بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....


من هي السيدة خولة (ع) ؟
هي خولة بنت الإمام الحسين عليهِ السلام

اين يقع مرقدها الشريف ؟
في بعلبكـ بـلبنان

قد يتساءل البعض ما الذي أتى بها إلى منطقة بعلبك بلبنان؟
بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) في كربلاء. وفي اليوم الحادي عشر سبيت أخوات وبنات ونساء الإمام الحسين (ع) برحلة شاقة من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام. ومن الطبيعي أن الرحلة إلى الشام ستمر في بلاد ومناطق كثيرة، فركب السبايا سار من حلب وحماه وحمص مروراً بمناطق لبنانية مختلفة ومتعددة، وصولاً إلى بعلبك ومرجة رأس العين، حيث يوجد مسجد رأس الإمام الحسين (ع)، وكما هو معروف أن القوافل في السابق ونظراً للسفر الطويل في الصحاري كانت تتبع مجاري الأنهار والينابيع مخافة العطش ولسقاية الحيوانات التي معهم، وكما هو معروف بأن المنطقة الممتدة من حلب حتى البقاع غنية بالخضرة وأشجار الفاكهة والأنهار والينابيع، وبالذات منطقة البقاع وبعلبك. فخط سير السبايا إذاً كان لا بدّ أن يمر في هذه المناطق. وكما تروي السير الحسينية* بأن القافلة حطت برأس العين، ثم بدير يعرف بدير العذارى القريب من قلعة بعلبك الشهيرة. من هنا نعلم لماذا دفنت السيدة خولة في بعلبك وتحديداً بالقرب من قلعة بعلبك الشهيرة

وربما قد يتساءل البعض أيضاً من اكتشف قبر السيدة ؟
أن رجلاً من آل جاري صاحب البستان الذي يحوي قبرها الشريف رأى طفلة صغيرة جليلة في منامه، فقالت له: (أنا خولة بنت الحسين مدفونة في بستانك) وعينت له المكان وأمرته بالقول حوّل الساقية (ساقية مياه رأس العين) عن قبري لأن المياه تؤذيني. فالمياة كانت آسنة، لكن الرجل لم يلتفت للأمر، فجاءته ثانية وثالثة ورابعة حتى انتبه الرجل فزعاً من هذه الرؤى، فهرع عندها للاتصال بنقيب السادة من آل
مرتضى في بعلبك وقصَّ عليه الرؤية، فذهب النقيب ومن حضر من الأهالي وحفروا المكان المشار إليه، وإذ بهم أمام قبر يحوي طفلة ما تزال غضة طرية، فأزاحوا البلاطات واستخرجوا جسدها المبارك ونقلوها بعيداً عن مجرى الساقية وبنوا فوقه قبة صغيرة للدلالة عليه

موقع المقام الجغرافي؟
يقع مقام السيدة خولة على قطعة أرض (تبلغ مساحتها حوالي الألف وخمسمائة متر مربع)

صور من ضريح السيدة خولة بنت الحسين ....



,,
,



كما إن الروايات تذكر ان الامام السجاد عليهِ السلام غرس شجره عند قبر خوله ...
ولازالت الشجره موجودهـ وقد بلغت 1400سنه ولا تزال مخضرهـ رغم موت جذورها ....

تبلغ السيدة خوله من العمر ثلاث سنوات ... ويوجد لها لطميه واحده فقط فالرواديد لم يذكرو هذهِ الطفله كثيراً ...وايضاً حقها مهضوم في المنابر ...

وهذه اللطميه إصدار لأبا ذر الحلواجي ... مشكوراً على هذهِ القصيده الراقيه ... 
بعض من كلمات القصيدة ...

من ببرد الماء يروينــــــــــــي .. ويزيح اليتم عن صــــــدري 
عمتاه زينب لأبي خذونــــــــي .. خولةتعاني والمسير قاسي
وهموم سبي تصهر الرواسي .. سيدي اتنسى هذه المآســي
يا أبا صالح 

آه كم تجلت محنة الطفولة .. بفطام طفل من بني البتولة
وبعلبك مصرع لخولــــــة .. سيدياتنسى تلكم اليتيمــه

زينب وحسبي ان ذكرت زينب .. ذروت المعالـي بالسبا تعذب
تركب المطايا عنوة وتسلـــب .. سيدياتنسى ضيعة اليتامــا
يوم جرعتهم كربلا اومـــــــا .. والعدا عليهم احرقوا الخياما 





السلام عليك أيتها الغريبه العطشانه العليله وعلى أبوك سيد الشهداء الغريب المقتول بأرض كربلاء .
«مجلس الحادي عشر سلب النساء وحرق الخيام»

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على آل يس.

صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يا رسول الله وعلى آلك المظلومين،
صلى الله عليك يا مولاي وابن مولاي يا ابا عبد الله وعلى الشهداء بين يديك، يا من جعل الشفاء في تربته،والإجابة تحت قبته،والأئمة من ذريته،
صلى عليك وعلى أختك الحوراء زينب، التي أصبحت البلايا قبلتها،وللرزايا كعبتها،فعجبت من صبرها ملائكة السما~~
لعن الله الظالمين لكم،يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ~~
لم أنس زينب بعد الخدر حاسرة"~~~~
تبدي النياحة ألحانا" فألحانا~~~
مسجورة القلب إلا أن أعينها~~~ كالمعصرات تصب الدمع عقيانا~~
تدعوا أباها أمير المؤمنين ألا~~~~
يا والدي حكمت فينا رعايانا~~~
وغاب عنا المحامي والكفيل فمن ~~~
يحمي حمانا ومن يؤوي يتامانا~~
إن عسعس الليل وارى بذل أوجهنا~~~
وإن تنفس وجه الصبح أبدانا~~~
قم يا علي فما هذا القعود~~~~
وما عهدي تغض على الاقذاء اجفانا~~
هذا حسين بلا غسل ولا كفن~~~
عار تجول عليه الخيل ميدانا~~

أويلي زينب احتارت يوم شبوا بالخيم نار~~~
طلعت وياها الحريم صغار وكبار~
تصرخ بعالي الصوت طايح وين يحسين~~~ خدري انهتك وانت غياث المستغيثين~
عجل أدركنا اتهتكت يخوية النساوين~~~

آه لمن سمعها قام يتقلب والدمع فار~~~
قلها يزينب باليتامى لا تجيني~~~
لا تكثرين من البواكي تألميني~~~
ردي سكينة لا يذوبها ونيني~~
لا تكثري عتبي ولا تجيني بلا خمار~~~
لا تكثري عتبي وانا جثة بلا راس ~~
راسي قبالك والجسد بالخير ينداس~~
آه تكله وصيت من يحسين بينا~~~
من تهجم الغارة علينا~~
واحنا حرم شنهوا لبدينا~~~
انت انصبت واحنا انسبينا~~

آه تكله هجم لينه يخوية الجيش وانساب~~~ وما ظل شرف عند القوم وانساب~~سبونا وأبونا انشتم وانساب~~~ وشربت بالخيم نيران امية~~


🔸لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

🔸روي عن أمير المؤمنين عليه السلام، أن النبي سأل ربه في ليلة المعراج ،فقال يا رب أي الأعمال أفضل ؟ فقال عز وجل : ليس شيئ عندي أفضل من التوكل علي والرضا بما قسمت.يعتبر الله سبحانه وتعالى مسألة التوكل من لوازم وضروريات الإيمان بالله ،حيث يقول سبحانه وتعالى :
《وعلى الله فاليتوكل المؤمنون 》
ويعتبر أن التوكل والاعتماد عليه من الصفات البارزة للمؤمنين،حيث يقول:
《 إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم،وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا " وعلى ربهم يتوكلون. 》
وعن مولانا الباقر عليه السلام : من توكل على الله لا يغلب،ومن اعتصم بالله لا يهزم.عندما يطلب الإنسان شيئا" ،يجب أن يكون تعلق قلبه واعتماده على الله ،لأن الأسباب العادية التي في ايدينا ليس لها أي تأثير،بالمقدار الذي يقرره الله ويقدره،كما يظن أنها غير مستقلة في التأثير،وحقيقة الأمر التأثير بيد الله.عن الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه إلا اعطاه،فلييأس من الناس كلهم،ولا يكن إلا من عند الله عز وجل. أوحى الله إلى بعض أنبيائه بقوله: وعزتي وجلالي ،لأقطعن أمل كل آمل،آمل غيري باليأس ،ولأكسونه ثوب المذلة في الناس، ولأبعدنه من فرجي وفضلي،أيأمل عبدي في الشدائد غيري ؟! والشدائد بيدي؟ ويرجو سوائي وانا الغني الجواد؟
بيدي مفاتيح الابواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني.

يقول حسين بن علوان: كنت جالسا في مجلس آخذ العلم فيه،وقد انتهت لدي نقود اجرة الطريق،قال احد اصدقائي، تتأمل من لحل هذه المشكلة؟! قلت أتأمل فلانا", قال اقسم بالله لا تنقضي حاجتك وما تصل الى مرادك ولا يتحقق أملك،فهذا بين كلامه بقسم بالله ،وصار بحالة تعجب حسين بن علوان فقال له وما علمك رحمك الله؟ فأجابه سمعت الإمام الصادق عليه السلام يقول : قرأت في أحد الكتب ان الله تعالى قال: وعزتي وجلالي، وعظمتي واستيلائي على العرش،لأقطعن أمل كل آمل، آمل غيري باليأس ، ولأكسونه ثوب المذلة في الناس، ولأبعدنه من فرجي وفضلي، ويستمر سبحانه بقوله ،الشدائد والبلايا أنا أوجدتهما لعبدي،وأرفعها بيدي فقط، فكيف يطلب حلها من غيري ويعلق قلبه إلى سواي؟ في حين أن هؤلاء ليس لهم دور في إيجادها،أيأمل عبدي في الشدائد غيري؟ والشدائد بيدي؟ ويرجو غيري ويقرع باب غيري؟ وبيدي مفاتيح الابواب وهي مغلقة،وبابي مفتوح لمن دعاني؟ فمن ذا الذي أقلني لنوائبه فقطعته دونها؟ ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقط عن رجاءه مني ؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة ،فلم يرضوا بحفظي،وملئت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي،وأمرتهم ان لا يغلقوا الابواب بيني وبين عبادي،فلم يثقوا بي عبادي،ويقول سبحانه : وإن يمسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وأن يردك بخير فلا راد لفضله .فما لي أراه لاهيا" عني؟
أعطيته بجودي ما لم يسألني، ثم انتزعته فلم يسألني،رده وسأل غيري،أبدأ بالعطاء قبل المسألة، ثم أسأل فلا أجيب سائلي؟! أبخيل أنا فيبخلني عبدي ؟ أوليس الجود والكرم لي ؟ أوليس العفو والرحمة
بيدي ؟ أوليس أنا محل الآمال؟ فمن يقطعها دوني!؟

فيا بؤسا" للقانطين من رحمتي،ويا بؤسا" لمن عصاني ولم يراقبني.فالله الذي عنده هكذا ملك وهكذا عظمة كيف يتجرأ العباد على مخالفته؟ وإنما أمره إذا أراد الشيئ كن فيكن.

فعندما يتعلق قلب العبد بالله تعالى ، فكل شيئ يصيبه أو يأتيه يتقبله بعين الرضا والتسليم والتوكل وهذا في الحقيقة من جملة الأشياء التي تجعل العبد وجيها" عند الله عز وجل، وقريبا" منه وحالة الرضا والتوكل لا تأتي إلا بعد الرياضة والمجاهدة الروحية والوصول الى درجة عالية من المحبة الالهية بحيث يقبل وهو راض.

المجلس:

وهذا ما نلاحظه في سيرة أم المصائب زينب سلام الله عليها،فهي كانت على علم بما سيجري على الحسين وعليها ومع ذلك احتسبت وصبرت وتوكلت،فهي وطّنت نفسها على الوقوف جنب الحسين عليه السلام من أجل نصرته،فهي الراضية، رضيت بقضاء الله فسلّمت،لقد تجلّى العرفان والرضا لله تعالى عند مولاتنا زينب بأبهى صورة
،فأي قربان قدمت وفي أي حال وظرف كان هذا التقديم؟ في يوم عاشوراء وما ادراك ما عاشوراء؟ وبأي كلمات توصف؟ ولو استطعنا أن نصف ظواهراها،فهل نستطيع أن نعبر عن أحاسيس من كانوا فيها؟!

كيف لنا أن نصف احساس العقيلة في ظروف فقدت فيها أهل بيتها حتى لم يبقى إلا العليل والنساء وعدد من الاطفال ،بل وحتى الاطفال لم يسلموا فقتل منهم العشرات بالسيف تارة" وتحت اقدام الخيل تارة"و عطاشى تارة" ، ومع كل هذا تخاطب الله ،اللهم تقبل منا هذا القربان.
إن بطلة كربلاء لم تصرخ ،وإنما أعطت الأمة دروسا" قيمة في التوكل والصبر والتضحية من أجل العقيدة.فسلام على من تجرعت الآلام والمقاسي، وما لا تقوى على احتمالها الجبال الرواسي، فأصبحت البلايا قبلتها والرزايا كعبتها،

سلام على من تشاطرت أمها الزهراء في ضروب المحن والأرزاء،ودارت عليها الكوارث والبلاء يوم كربلاء.أقول لا يوم كيومك أبا عبدالله، ولكن زينب في رزايا الطف كانت تذوق الموت حالا" بعد حال،لا أعرف ليلة أصعب من ليلة الحادي عشر من محرم مرت على بنات رسول الله ،يا ترى كيف كان حال عائلة الحسين بعد أن شاهدوا يوما" داميا" ،شاهدوا قلوبا" أشد قسوة من الصخر ،لا ترحم صغيرة ولا شيخا" كبيرا", ولا مريضا" عاجزا" لا يقوى على الحركة،شاهدوا نفوسا" أوحش من الوحوش الضارية،يتفاخرون بضرب الاطفال والنساء بالسياط،يتدافعون لسلب النساء أزرهن،وشاهدوا أطفال تستحقها الخيول بحوافرها، وآخرين أحاطت بهم ألسنة النيران ، وجعلوا ينتزعون الملاحف من على ظهور الفاطميات فتواقعن على الإمام زين العابدين قلن عم ما نصنع؟فهذه الخيل قد هجمت علينا، فقال عمه فروا على وجوهكن في البيداء~~~

أويلي يفترن خوات حسين من خيمة لعد خيمة~~~
وكل خيمة تشب بنار ردن ضربن الهيمة ~ والسجاد اجوا سحبوه ودمعه على الوجه ساله ~~~

وبعد كل هذا جن عليهم ليل بهيم،وهو يحمل هموما" أشد سوادا" منه ويطوي بين قِطَعِه المظلمة آلاما" أشد وقعا" من ضرب السياط،التي لاقوها في نهارهم،أرامل~ يتامى~ ثكالى~ مع عليل ذي بدن نحيف يرتعش من شدة المرض الذي أنهكه، في هذه الليلة قامت الحوراء زينب عليها السلام، بجمع العيال والاطفال في مكان خيمة فلما جمعتهم ،أخذ الاطفال ينظر بعضهم لبعض،ودموعهم تتحادر، وأخذوا يسألون الحوراء عن أهاليهم من الرجال، هذه تنادي عمه أين أبي ؟
وذاك ينادء أين عمي؟وآخر ينادي عمه اين اخي؟ بماذا تجيبهم زينب؟
أتقول لهم انهم صرعى على وجه الارض؟ أم عندها جواب آخر!؟ قامت إليهم فأخذت تضم الطفلة إلى صدرها لتهدئها عن البكاء والعويل،فإذا هدئت أخذت الأخرى ضمتها إلى صدرها،وكأني بها في تلك اللحظات لحظات الألم واللوعة،تلتفت إلى أبي عبدالله وتخاطبه~~

تكله خوية اتحيرت والله بيتاماك~~~
ما ينحمل يحسين فركاك~~~
ولمثل هذا الوقت ردناك~~~
صاحت يبو اليمة بدمع جاري~~
والله يخوية بناتك عقبك زيدن مراري~~
يخوية المن أسكت يو أباري~~~ وتدري اشكم طفل عقبك تيتم~~
ولكنها لم تسمع من الحسين جوايا"~~

وأنّ لها بالجواب وقد فرق بين رأسه وجسده ولهذا حولت وجهها إلى الغرب شاكية لأبيها أمير المؤمنين ~~~
تكله بوي علي الليل هود~~~
وآنا حرمة وغريبة وما لي احد~~~
بيمن يبوية القلب يضمد~~~
وابن والدي العباس ما رد
وهالحسين عندي مدد~~~
يبوية علينة خيم الليل~~
ودارت علينا الزلم والخيل~~~
أمسى المسا والنار ما خلت لنا خيام~~~ صيوان ما ظل تلتجي بفيه هالايتام~~
أقبل علينا الليل وازدادت الوحشة ~~~
وما شوف غير اطفال تتصارخ بدهشة~~ وشيخ العشيرة حسين ما حد شال نعشه~~~ مطروح وبصفه علي الأكبر وجسام~~

وفي تلك اللحظات افتقدت العقيلة زينب، الرباب زوجة الحسين،فأخذت تبحث عنها بين النساء فنزلت إلى ساحة المعركة علها تجدها هناك اذ بها تسمع حنينا" وقائلة تقول، بني عبدالله ،صدري أوجعني،وثدياي درا, فعرفت زينب أنها الرباب ،سألتها راب ما الذي جاء بكي إلى هنا؟ قالت يا بنت رسول الله، لمّا أباحوا لنا ال
ماء در اللبن في صدري فجئت لأروع ولدي لعله يكون به رمق من الحياة~~~

تكله جيت ارضع ابني لما شرب ماي ~~~ درت يبت حيدر ثداياي~
بلكن يزينب يسمع نداي~~~
ويقوم روحي واللي بحشاي~~

،أرجعت الرباب و تفقدت الاطفال وإذ بها تفقد فاطمة الصغرى بنت الامام الحسين عليه السلام،فقامت الحوراء في ذاك الليل الدامس تتعثر بأشلاء القتلى وهي تنادي عمه فاطمة أين انت؟ حتى قربت من جسد المولى أبا عبدالله، وإذ بها تسمع أنينا" وحنينا" وقائلة تقول:
أبى يا حسين من الذي حز وريدك~~~
من الذي ايتمني على صغر سني~~~
يا والدي والله هضيمة~~~
أنا صير من صغري يتيمة~~~

قالت زينب عمه فاطمة هذه انت؟ قالت بلى يا عمة فقالت لها الحوراء،عمهما الذي جاء بكي إلى هنا؟ قالت عمه عندما هجم القوم على المخيم،أرعبتني الخيل والرجال ،فقلت ألوذ بجسد والدي~
للحومة اعتنت زينب بهمه~~~
تون وتصيح وين انت يعمه~~
لقتها لآيذة لجنب أبو اليمة~~~
تون عليه وياه تتكلم~~
تكله من قطع راسك بسيفه~~~
ومن هشم عظامك وأخذ حيفه~~~
يبويه الجيش سلبنه على كتفه~~~
ومتني بسوط عدوانك تورم~~~
آه صاحت زينب بعبرات وونين~~~
يبعد هلي اجيتج لا تخافين~~

آه من خيم علينا الليل ~~~
لميت اليتامى وجيت~~كعدنا بخيمة محروكة~~~
لا عدنا أهل لا بيت~~~ والعذبني بنت حسين~~~ سمعته تقول أموتن ريت~~ قلتلها يماي العين ~~~
ليش وويه دمعها بكيت ~~
يا عمه تنادي ريت لكربلا لا جيت~~~

آه دوم اعتب على اخواني ولمهم~~~
جفوني وبالقلب أثر ولمهم~~
اشما أجمع بعيلتهم ولمهم~~~
تروح من الرعب من بين ايديه~~~


إن لله وإن إليه راجعون {خادمة أهل البيت عليهم السلام}

نسألكم الدعاء
السيدة خولة بنت الحسين (ع)

مقام السيدة خولة

السيدة خولة بنت الإمام الحسين (ع)، كانت في عِداد قافلة سبيِ مَن تبقّى من آل البيت إثر استشهاد الإمام الحسين (ع)، والتي سارت بالنساء والأطفال، من كربلاء إلى مقرّ حكم يزيد في دمشق، سالكة خط سير باتجاه شمال العراق بمحاذاة نهر الفرات لتدخل سوريا عن طريق معرّة النعمان ومنها إلى حلب فحماة فحمص، ومن ثمّ إلى مدينة بعلبك في لبنان.

وفي بعلبك، وقبل مواصلة القافلة سيرها باتجاه دمشق، توفيت السيدة خولة وهي في قرابة السنة الثالثة من عمرها، فدفنت في إحدى النواحي، وتمّ إخفاء معالم الضريح لاحقًا.

اكتشف ضريحها في حدود القرنين الثالث عشر والرابع عشر للميلاد، ومنذ ذاك الوقت بدأ الاهتمام بالمرقد.

عُرفت بنت الإمام الحسين (ع) المدفونة في بعلبك بـ"خولة" رغم عدم وجود أي نص يدل على هذا الاسم ضمن أسماء بنات الإمام الحسين (ع)، ويرجح بعض الباحثين صدور التسمية من أبناء المنطقة بعد الجهل باسم الطفلة، كما يرجحون أن يكون اسمها زينب، طالما أن المؤرّخين ذكروا زينب على أنها من بنات الإمام الحسين (ع).

ضريحها في بعلبك

يعتمد المهتمون بتاريخ مشهد السيدة على ثلاث قرائن ومستندات تؤكّد أن بنتاً من بنات الإمام الحسين (ع) مدفونة في المكان المعروف حالياً، وهي:

الاستناد للذاكرة الشعبية البعلبكية

بحسب الذاكرة الشعبية فإن ل"خولة" و"بعلبك" قصة تبدأ فصولها منذ حوالي 200 سنة؛ فحواها أن رجلاً من آل جاري (عائلة سنيّة)، رأي طفلة في منامه، وعرّفت عن نفسها بأنها خولة بنت الحسين (ع) وأنها مدفونة في بستانه، وأن ساقية ماء آتية من رأس العين تتسرب إلى لحدها وتؤذيها. وتكرر المنام أربع مرات، فسارع هذا الرجل للإتصال بالسادة الهاشميين من آل مرتضى (عائلة شيعية)، فما كان منهم إلا أن ذهبوا واحتفروا المكان، وإذا بهم أمام قبر يحوي طفلة مازالت غضّة طريّة، فأزاحوا البلاطات واستخرجوا جسدها، ونقلوه بعيداً عن مجرى ساقية المياه، وبنوا فوقه قبّة صغيرة للدلالة عليه. وكل أهل بعلبك من السنّة والشيعة يعرفون هذه القصّة ويرددونها.

الاستناد للذاكرة الشعبية النجفية

لعائلة السيد جواد صافي النجفي - وهو متخصص في المزارات الشيعية- قصّة خاصة عن السيدة خولة حفظتها الذكرة الشعبية جيلاً تلو الآخر. يقول السيّد: "المعروف لدى الأسرة أن هذا المقام كان موجود في القرن الثامن الهجري، وكان يُزار وقد عُمّرت إلى جانبة عدّة قرى، بل اشتهر في بلاد الشام عموماً، إلا أن النزاعات الطائفية وفتوى ابن تيمية أدّت إلى معارك في تلك النواحي تسبّبت في ارتحال أهل المنطقة عنها، ولم يتعد المقام في ذاك الوقت إلا الخواص.

الدلائل الحسيّة والعلمية

الدلائل الحسيّة حول موجود مقام لأحد أبناء أو بنات الإمام الحسين(ع) في المنطقة هي:

صورة فوتوغرافيّة تؤرخ لزيارة السيد عبد الحسين شرف الدينللمقام في سنة 1924م.صورة فوتوغرافية للمقام التقطها الألماني هرملت برشاروت في العام 1897 م . وهي أقدم صورة فوتوغرافية لمقام السيدة خولة(ع).

أبيات شعر للشيخ صادق زغيب تؤرخ لإعادة اعمار مقام السيدة خولة (ع) في 1891 م .

مخطوطة مؤرخة في العام 1785 م تدعو إلى إعادة اعمار المقام .لوحة الرحالة الانكليزي روبرت وود الذي زار بعلبك ورسم مشهد بانورامي للقلعة ظهر فيها مقام خولة (ع) وكان ذلك في العام 1757م .مخطوطة تتضمن وقفية أرض تعود ملكيتها للحاج محمد علي الغربية وفيها يقف بستانه لمقام خولة (ع) , والمخطوطة مؤرّخة في العام 1688م .الأب رزنفال اليسوعي المتخصص في الكتابات الشرقية القديمة , نشر في العام 1900 في مجلة المشرق التابعة للرهبنة اليسوعية , صورة لنقش أثري قديم, اكتشف في بعلبك مقابل لوكندة عربيد , أي في المكان الذي يقع فيه مقام السيدة خولة (ع) , والنقش المكتشف عبارة عن شاهد قبر غير مكتمل مهشم عند أطرافه , مما صعّب قراءة أسطره الأربعة المكتوبة بالخط الكوفي , وتعود للحقبة التي سيطر فيها الحنابلة على المدينة , والأسطر الأربعة هي ( أ... حسين بن علي ... رضي الله عنه في ذي الحجة سنة سبع وسبعين وأر ... رب اغفر له وارحم) . ولو استكملنا تأريخ النقش سوف نصل الى نتيجة منطقية واحدة وهي أن التأريخ هو سنة سبع وسبعين وأربعماية على التقويم الهجري .[١]

الهوامش

↑ جمعية قبس لحفظ الاثار الدينية في لبنان

المصادر والمراجع

دروب السبايا(ج3) / تلفزيون المنارجمعية قبس لحفظ الاثار الدينية في لبنانمجلة رسالة النجفوصلات خارجية

دروب السبايا(ج3) / تلفزيون المنار