مجالس ومحاضرات مكتوبه
12.1K subscribers
44 photos
4 videos
15 files
324 links
يا أبا عبدالله
Download Telegram
-

اللهم في هذه الجمعة ألبس أهلنا ومن نحب لباس صحة لا تُبلى، وعافهم واعف عنهم ولا تُرينا فيهم ولا تُسمعنا عنهم إلا كل خير يا الله❤️.

جُمعتكم ذنوب مغفورة ❤️.



🕊
🌼🍃 قال: الامام علي بن ابي طالب (ع) :أمران لا يدومان للمؤمن :
" شبابه وقوته "

وأمران ينفعان كل مؤمن :
" حسن الخلق وسماحة النفس "

وأمران يرفعان شأن المؤمن :
" التواضع وقضاء حوائج الناس "

وأمران يدفعان البلاء :
" الصدقة وصلة الأرحام "


جمعة مباركة
عن الاِمام محمدالباقر(ع) قال :
دخل أبو عبدالله الجدلي على أمير المؤمنين علي(ع) فقال له :
يا أبا عبدالله ألا أخبرك بقوله تعالى : ( من جاء بالحسنة فله خيرٌ منها.. ) ؟
قال : بلى جعلت فداك .
قال عليه السلام : الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا.
((كشف الغمة 1 : 321 و324))
...................................
جمعتكم مباركة بحب محمد وآل محمد(عليهم السلام).
(دعاء يوم الجمعة )

🍃بسم الله الرحمن الرحيم
🍂أَلْحَمْدُ لِلّهِ الاَوَّلِ قَبْلَ الانْشآءِ وَالاحْيآءِ،وَالاخِرِ بَعْدَ فَنآءِ الاَشْيَآءِ، لْعَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ،وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَه،وَلا يُخَيِّبُ [يَخِيبُ] مَنْ دَعاهُ،وَلا يَقْطَعُ رَجآءَ مَنْ رَجاهُ.
🍃أَللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً،
🍂وَأُشْهِدُ جَمِيعَ مَلائِكَتِكَ، وَسُكَّانَ سَمواتِكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَأَنْشَأْتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ،
🍂أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَلا عَدِيلَ وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْدِيْلَ،
🍂وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَدَّى ما حَمَّلْتَهُ إلَى الْعِبادِ، وَجاهَدَ فِي اللَّهِ [عزّ وجل] حَقَّ الْجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقابِ.
🍃أَللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ ما أَحْيَيْتَنِي، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد
🍂وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ وَوَفِّقْنِي لاَداءِ فَرْضِ الْجُمُعاتِ، وَما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيها مِنَ الطَّاعاتِ، وَقَسَمْتَ لِاَهْلِها مِنَ الْعَطآءِ فِي يَوْمِ الْجَزآءِ، إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
زيارة يوم الجمعة لمولانا صاحب الزمان (عج)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام عليك يا حجة الله في أرضه ، السلام عليك يا عين الله في خلقه ، السلام عليك يا نور الله الذي به يهتدي المهتدون ، ويفرج به عن المؤمنين ، السلام عليك أيها المهذب الخائف ، السلام عليك أيها الولي الناصح ، السلام عليك يا سفينة النجاة ، السلام عليك يا عين الحياة ، السلام عليك صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين .

السلام عليك عجل الله لك ما وعدك من النصر وظهور الأمر ، السلام عليك يا مولاي أنا مولاك ، عارف بأولاك وأخراك ، أتقرب إلى الله تعالى بك وبآل بيتك وأنتظر ظهورك و ظهور الحق على يدك ، وأسأل الله أن يصلي على محمد وآل محمد ، وأن يجعلني من المنتظرين لك ، والتابعين والناصرين لك على أعدائك ، والمستشهدين بين يديك في جملة أوليائك . 
يا مولاي يا صاحب الزمان ، صلوات الله عليك وعلى آل بيتك ، هذا يوم الجمعة ، وهو يومك المتوقع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يدك ، وقتل الكافرين بسيفك ، وأنا يا مولاي فيه ضيفك وجارك ، وأنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام ، ومأمور بالإجارة فأضفني وأجرني ، صلوات الله عليك ، وعلى أهل بيتك الطاهرين . 
وخير الناس عند الله شخص تحلى بالمكارم والصفات ، إذا جالسته يومآ تجده لطيف القول موصول الثبات ، وإن فارقته تشتاق دومآ لرؤيته بدون مقدمات

أنتم الطيبون الذين إذا تعذر اللقاء بكم فالعقل يرسمكم والقلب يحملكم واللسان يذكركم فأدعوا الله يحفظكم أينما كنتم .
أجاب الله لكم الدعاء وأبعد عنكم البلاء ورفع شأنكم في الأرض والسماء
🌾🍃 جمعة مباركة علينا وعليكم بالصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل اللهم فرجهم والعن عدوهم يارب 🌾🍃
عاشوراء .. الزمن الإلهي
{قل للذين آمنوا يغفروا لّلذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون }.
وقال الامام الصادق عليه السلام في تفسيرها (قل للذين مننّا عليهم بمعرفتنا ان يُعرّفوا الذين لا يعلمون فاذا عرّفوهم فقد غفروا لهم).
اليوم .. مضى قرابة النصف مليون يوم على عاشوراء الامام الحسين عليه السلام .. ولكن أيام الله لا تنتهي ولا ينطفيء ذكرها .. بل هي خالدة بخلود الله سبحانه .. أوليست هي أيامه .؟ .. هناك أيام يُكتب لها بعض الذكر .. يطول او يقصر .. لكنها في نهاية الامر تنتهي ويُطفى ذكرها .. ولا تكاد تسمع لها ركزا ولا لاهلها همسا .. الاّ أيام الله سبحانه .. ويوم عاشوراء من تلك الايام التي لا تنتهي ولا يخلو زمن من ذكرها لا منذ وقوعه على التحقيق .. فهناك ذكر يومي للامام الحسين عليه السلام على السن المؤمنين في كل يوم .. وحين كل صلاة على اقل التقادير .. بل ربما قبل وقوع ذلك اليوم الذي تحدث عنه جميع انبياء الله وبكوا لمصاب الامام الحسين عليه السلام وتوسلوا الى الله سبحانه بمقامه ومصابه ..
لقد جعل الله سبحانه له مكاناً هو البيت الحرام .. وكتاباً هو القرآن .. وزماناً هي أيامه العظيمة .. ويوم عاشوراء يومها .. فاذا كانت الكعبة حج .. والقرآن نهج .. فان يوم عاشوراء هو الباب الذي يلج فيه الى الدين من ولَج .. ان الكعبة المكرمة لا تنطق .. والقرآن الكريم صامت .. ولا بد من قرآن ناطق يدعو الى الدين لا باقواله فحسب بل بافعاله وكيانه ووجوده .. وذاك ما قام به النبي صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته والامام الحسين عليه السلام بالتحديد .. وسيما في يوم عاشوراء .. ان الناس قد تسمع الكثير من النظريات الجميلة .. لكنها لا تقدم على اعتناقها وتبنيها الا اذا رأت في تلك النظريات مصاديق عملية او امكانية فعلية للتطبيق .. اما اذا كانت مجرد نظريات جميلة وغارقة في النرجسية والمثالية فان الناس وان بدى البعض اعجابه بها الا انه لا يمكن ان يعتنقها ويعتقد بها اعتقاداً راسخاً .. ولولا رسول الله صلى الله عليه وآله واهل بيته عليهم السلام لما وجدنا لمفاهيم ورؤى القرآن وبصائره العظيمة تطبيقاً ومصاديق عملية .. وبالتالي لانفض الناس من حول الدين واعتبروه مجرد نظريات حالمة غير قابلة للتطبيق .. الا ترى كيف يخاطب الله جل جلاله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل تعليمنا هذه الحقيقة بقوله (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) .. وحاشا للنبي صلى الله عليه وآله ان يكون كذلك وانما هي اشارة هامة جداً الى ان سلوك النبي صلى الله عليه وآله وسيرته المباركة هي المدخل الاهم الذي يدفع الناس على الدخول الى دين الله سبحانه وليس فقط مجرد وجود القرآن الكريم .. وهذا هو محور التحريف الذي لجأ اليه التحريفيون عندما رفعوا بعد شهادة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم شعار (يكفينا كتاب الله) .. ليتحول الاسلام الى نظرية بلا مصاديق عملية . وقد قام الامام الحسين عليه السلام بتطبيق اهم واشد مفاهيم القرآن التي كان من الصعب وربما المستحيل ان يستوعبها الناس (نظرياً) .. وهي مفاهيم الجهاد والتضحية والصبر والشهادة الالهية .. مفهوم الذوبان الحقيقي والتام في الرسالة .. اجل .. قد نجد امثلة لتلك المفاهيم في تاريخ الاسلام .. لكن لا تجدها مجتمعة في شخص او ظرف الا في الحسين وعاشوراء .. ولا تجدها تصل الى المدى الذي بلغها به الامام الحسين عليه السلام .. فليس مثل صبره صبر .. ولا مثل جهاده جهاد .. ولا مثل تضحيته تضحية .. ولا كشهادته شهادة .. لقد قدّم ابلغ مصاديق تلك المفاهيم .. وبلغ بسيرته العملية مستوى الفكرة النظرية التي ثبتها القرآن الكريم وذلك لاول مرة وآخر مرة في تاريخ البشرية .. وليس في هذا كما قد يذهب البعض انتقاص والعياذ بالله لمقام النبوية المحمدية .. او الامامة العلوية .. بل على العكس تماماً .. فانما هو حُسين محمد وسبطه ومعجزته .. وابرز مصاديق ما أوذي من امته وهو القائل (ما اوذي نبي مثل ما أوذيت) .. فعلى بشاعة الاذى الذي لحق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم الا ان اذاه في اهل بيته عليهم السلام من بعده .. وفي الحسين عليه السلام هو الاشد .. ولعله هو المقصود بذلك الاذى الذي ما اوذي به نبي مثله ..
بقى ان نعلم اننا لا نتوقف عند ايام الله سبحانه .. ويوم عاشوراء يومها .. لمجرد احياء الذكرى او الاحتفال بها .. او حتى التغني بامجادها .. بل ان تلك الايام تحملنا مسؤولية كبيرة .. وهي مسؤولية ابلاغ مضامينها الى الآخرين .. لاولئك الذين لا يرجون ايام الله .. كما اشارت الآية الكريمة وكما وضحها حفيد الحسين جعفر الصادق عليهما السلام .. ان معرفتنا بيوم الله .. بيوم عاشوراء يحملنا مسؤولية تعريف الآخرين به .. لان العالم باجمعه يحتاج الى يوم عاشوراء كحاجته الى الاسلام باعتباره خاتم الرسالات الالهية وخلاص البشرية .. اننا مطالبون بان نغفر للذين لا يرجون ايام الله .. لماذا؟ .. حتى نقترب منهم .. ونبلغهم مضامين تلك الايام .. لانها اهم مدخل الى الدين واوسع الابواب الى الايمان .. كلنا سفن نجاة ولكن سفينة الحسين اوسع كما جاء في الحديث عن المعصوم عليه السلام .. اننا مطالبون بان نتفهم عظمة يوم عاشوراء باعتباره مدخلاً كبيراً لهداية البشرية .. لانه المصداق العملي لجوهر النظرية القرآنية ..
وقد لا يكون الذين لا يرجون ايام الله هم من غير المسلمين فحسب .. بل قد يكون هنالك البعض من المسلمين الذين حجبوا انفسهم عن عاشوراء لاسباب ضيقة واوهام صنعتها في مخيلاتهم قوى العداء لاهل البيت عليهم السلام على مر التاريخ .. وعلينا ان نهتم بهؤلاء ايضاً ومن باب عاشوراء .. الذي ولج فيه الى الدين الملايين .. وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك فئة كبيرة في الهند تعد بالملايين تسمى بفئة (الهندوس الحسينية) .. تحرص هذه الفئة اشد الحرص على احياء شعائر الامام الحسين عليه السلام في كل عام وباروع الصور وكافة الاشكال .. اما كيف اصبحت هذه الفئة كذلك .. فلان احد الهندوس رأى مواكب الامام الحسين عليه السلام وظل يتفاعل معها يوماً بعد آخر الى ان وصل به الامر الى ان يشارك فيها .. وبعد ان مات قام الهندوس بحرقه على عادتهم في امواتهم .. فاحترق الرجل سوى كفه .. وبمقدارها على صدرها .. وكلما حاولوا احراقها لا تحترق .. تحققوا في الامر اكثر وعرفوا ان سر ذلك ان الرجل كان يلطم بكفه على صدره في الموكب الحسيني .. هذه قصة تأثر فيها الرجل بنفسه وتأثر بسببه الملايين .. دون ان يبذل شيعة الامام الحسين عليه السلام جهداً في ذلك ..الا ببركات المواكب الحسينية .. فلنتصور ماذا نستطيع ان نفعل لو قمنا بجهود حقيقية في هذا الطريق .. وحملنا راية الامام الحسين عليه السلام بجد واجتهاد وبلغناها للعالمين.؟

الناشر عباس التميمي
مجالس عاشوراء مدرسة نموذجية، نتعلم فيها الحرية والإباء، ونتعلم فيها روح الجهاد والثبات والصبر..
وعاشوراء التي نحييها في كل مكان في هذه الأيام، هي ليست واقعة من وقائع التاريخ، وإنما هي من وقائع الحياة.
والفرق بين وقائع الحياة وبين وقائع التاريخ، فرق كبير. وقائع التاريخ يلفها النسيان، وتصبح ذكرى. أما وقائع الحياة فهي متجددة.
فالشمس والقمر والأنهار التي تجري.. هذه وقائع الحياة. كذلك رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله ليست من وقائع التاريخ، بل هي من وقائع الحياة.
وذلك لأنها تتجدد بإستمرار.
وهنا قد تسأل: كيف تكون عاشوراء واقعة حياتية؟
الجواب: كل إنسان حينما يقوم بعمل، لابد له في ذلك من هدف، وهدفه ذاك يتحدد بمقدار حاجاته وتوجهاته.. ومهما كبرت تبقى تعيش الحدود الضيقة، حسب فكر الإنسان ومحدوديته.
بينما النهضة العاشورائية لم تتحدد بحدود ضيقة، وإنما هي بمقدار الإنسانية كلها. لذلك هدفها وغاياتها مستمرة ما دام هناك إنسان على وجه الكرة الأرضية.
فعاشوراء تبقى موجودة في فكر كل الأجيال، وتعيش في أرواحهم، لأنها كالنهر المتدفق دون إنقطاع، ما دام هناك طغاة يفرضون على الناس سلطانهم بقوة الحديد والنار، وما دام هناك مستضعفون يطلبون لأنفسهم الحرية والخلاص.
وعلى هذا تبقى عاشوراء مصدر رعب لكل الطغاة، ومنشأ نهضة لكل الأحرار
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
إمتداد الصراع بين الحق والباطل
ترى كيف وقعت تلك النهاية المأساوية لذلك البطل العظيم؟ لكي نعرف ما جرى لابد أن نفهم الاسباب والجذور. ذلك أن أي حدث ليس منفصلا عن تاريخه. فالمجابهة التي وقعت بين الحسين ويزيد لم تكن منفصلة عن الحوادث التي سبقتها، فيزيد أساسا إنما وصل إلى الخلافة نتيجة ظروف معينة، ساهمت إرادات جاهلية في تهيئتها، وكانت خلافته نتيجة منطقية لها.
أما الحسين عليه السلام فكان من جهته يمثل جبهة ممتدة منذ بداية الخليقة إلى نهايتها. فكربلاء كانت ساحة المواجهة بين الحق والباطل. تمثلت في جبهتين، توغلتا في التاريخ القديم لتصل إلى كل ساحات الإمتحان الإلهي السابقة، التي حدثت قبلها..
فإذا بجبهة يزيد تمتد لتصل إلى قابيل، ونمرود، وفرعون، وبني إسرائيل، وأبي سفيان، ومعاوية، وبني أمية جميعا.. وإذا بجبهة الحسين عليه السلام تمتد لتتصل بهابيل، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين، وأهل البيت جميعا -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
وهما الجبهتان المتصارعتان أبدا، من اللحظة الأولى لوجود أول إنسان على هذه الأرض، إلى آخر من يعيش عليها.
وبمقدار ما كانت الجبهة الأولى تمثل كل نوازع الشر، متمثلة في رجال من لحم ودم..
فإن الجبهة الثانية كانت تمثل كل نوازع الخير، متمثلة في رجال من لحم ودم، كذلك..
وبمقدار ما كان الحق الإلهي والطبيعي لجبهة الخير في ان تقود المجتمع.. بمقدار كما كان من واجبها ان تقارع الجبهة الأخرى التي إغتصبت القيادة، وظلمت العباد، وأفسدت البلاد، وعصت الرب، وشردت بأهل الحق..
وجاء مقتل الحسين -وهو إمام جبهة الحق-، على يد يزيد- وهو إمام جبهة الباطل -كنتيجة منطقية لخلع الإمام علي عليه السلام، عن سدة الخلافة مرتين أيضا.
محاضرات ***

قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )



الكائنات والمخلوقات الإلهية خلقها الله تبارك وتعالى وجعل لها تكاملان ، التكامل الأول :: تكامل بالقوة والتكامل الثاني :: تكامل بالفعل .

تكامل بالقوة بمعنى ان يكون هنالك القابلية للتكامل ، تكامل بالفعل هو ان تتحول هذه القابلية إلى صفة في هذا الكائن .

فالله تبارك وتعالى عندما خلقنا أحسن خَلقنا وجعلنا متكاملين الخلقة .. فالتكامل الحسي المتمثل بالحواس الخمسة ((الباصرة) و(السامعة) و(الشامة) و(الذائقة) و(اللامسة) كلها عوامل للتكامل الحسي .. وعندما يفقد الإنسان أي حاسة منها فإنما يفقد علما .. فبعض العلوم تُحصل عن طريق النظر .. وبعضها عن طريق السمع ... وهكذا .. هنالك كلمة لطيفة لأبن سينا يقول فيها ( من فقد حسا فقد علما ) .. فالحواس طريقٌ لتحصيل العلم والمعرفة.

وهنالك تكامل آخر تكامل المشاعر .. فالخيال والمشاعر والأحاسيس الداخلية للإنسان إذا فقدها فإنه فقد جزء من تكامله .

وكل هذه العوامل ( عوامل التكامل الإنساني ) منحنا الله أياها من غير استحقاق لها بل تفضل منه ورحمة ،فالله أجود الأجودين وأكرم المعطين .

يتسائل البعض .. ( اذاً لماذا هنالك بعضٌ من البشر يولودون مشوهون ، معاقون ؟! )

حقيقة لو قمنا بمراجعة لكتاب ( مكارم الأخلاق) نجد أن هنالك الكثير من الأمور والقواعد الموجهه من رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام هذه الأمور التي هي في الحقيقة لإرشادنا فلو عمل الزوج والزوجة بهذه الإرشادات قبل انعقاد النطفة لما حصلت هذه التشوهات والإعاقات .

فعلى سبيل المثال .. عندما يكون القمر في العقرب وتنعقد النطفة فهذا يسبب في الكثير من التشوهات والأمراض الخلقية ، قد يقول البعض .. هل هذا يعني بأن هنالك علاقة بين السماء والأرض ؟! وهنالك أفلاك وابراج ؟!

نعم هنالك أبراج وهنالك علاقة بين السماء والأرض ولكن هذه الأبراج ليست هي الأبراج التي يتعامل بها شبابنا في هذا العصر .. فالأبراج الموجودة في الصحف والمجلات ويتناولها شبابنا هي مجرد ترهات وسخافات .. وما يؤسف له أن الكثير من الفتيات وبعض الشباب يعملون بها وقد يرفضون بعض ممن يتقدم لهنَّ بحجة عدم توافق الأبراج بينهما !

هذا من جانب ..

وتارة تلعب الجينات الوراثية دوراً في نقل بعض الأمراض والتشوهات الخلقية إلى الأطفال .

من هنا ..

لابد من الإلتفات إلى هذه الأمور عند عقد الزواج وعند عقد النطفة ..



وهذه نعم الله علينا أن منَّ علينا بمرشد و ولي ناصح ينور طريقنا ويرشدنا إلى سبيل الرشاد .. فكيف نشكر الله على نعمه التي انعمها علينا ؟! هذه النعم التي لا تُعد ولا تُحصى ؟!

تارة يكون الشكر بالقلب .. وتارة يكون باللسان .. وتارة بالجوارح ..

أحياناً نشكر الله بقلوبنا وأحيانا لا .. بلساننا .. أي ألستنا تلهج بذكر الله وشكره ..

وهذه دعوة من الحسين في هذه الليلة لشكر الله .. فلنجعل لنا برنامج للذكر والشكر في كل يوم .. فنبدء صباحنا بقراءة آية الكرسي خمس مرات صباحا وخمس مرات مساءا .. لنكون في حفظ الله ففي الرواية من قرء آية الكرسي مرّة واحدة أرسل له ملكا ليحفظه .. ومن قرئها مرتين أرسل له ملكين ومن قرئها ثلاثة أرسل له ثلاثة من الملائكة ومن قرئها أربعا الله يتوكل بحفظه !

كما الالتزام بقراءة القلاقل الأربعة ( الناس .. الفلق .. الكافرون .. الإخلاص ) عند الصباح وعند المساء .. فهي تحفظ الإنسان من العين والحسد فرسول الله صلى الله عليه وآله يقول ( الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) وتارة يكون الإنسان صاحب عين حارة فيصيب الآخرين بعين من دون قصد منه .. فهذا يجب عليه أن يكثر من قول ( ماشاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ) فإنها نافعة ان شاء الله .

ان التزامكم بهذه الأذكار وهذا البرنامج اليومي سينظم حياتكم ويجهض الكثير من المشاكل والابتلاءات والأزمات التي تحصل في حياتكم .. فحياتكم ستكون مبرمجة برمجة الهية .

يروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا مع بعض من أصحابه فقال لهم من قال ( سبحان الله والحمد لله ولا الله الا الله والله اكبر ) غرست له شجرة في الجنة فقالوا له يا رسول الله اذن لدينا الكثير من الأشجار فقال لهم : ان لم ترسلوا عليها ما يحرقها !

فنحن وان شكرنا الله وان ذكرنا الله إلا اننا سرعان ما نبطل الذكر بأعمالنا المخالفة للشريعة .. كالغيبة والنميمة والبهتان ..

الله الله .. في أعمالكم .. لا ترسلوا ريحاً فتحرقها .. فتذهب أدراج الرياح .. فلا تؤذوا الآخرين بأقوالكم وأفعالكم .. فيغضب الله عليكم .. تأملوا !



الشكر بالجوارح

هنالك الكثير من التجار والأثرياء الذين يعملون من أجل احياء ذكر أهل البيت صلوات الله و
سلامه عليهم سواء عبر بناء الحسينيات المساجد دور العلم والمعرفة طباعة الكتب وتوزيعها وسائر الوسائل التي تثقف الإنسان وتنور دربه وترسخ عقيدة محمد وآل محمد في عقولهم وأذهانهم .

ولكن في المقابل هنالك بعض من التجار نسوا الله فأنساهم أنفسهم فتجد البخل يعشعش في صدورهم ويبخلون على أقرب الناس لهم .. زوجاتهم .. أمهاتهم .. آبائهم .. فيعيشون في حياتهم عيش الفقراء .. ويموتون موت الفقراء .. ويحاسبون حساب الأغنياء !



الشاب المؤمن وملك الموت

يروى أن هنالك شابا دفع الله عنه الموت مرتين .. فجاء له النبي وسأله مالذي عملته حتى دفع الله عنك الموت مرتين ؟! هذا عزرائيل الذي لا يخشى أحدا ولا يُمهل أحدا مهما كان فحتى نبي الله سليمان بملكه ودولته وسلطانه لم يمهله ليتوجه في الظل ! فماذا عملت انت ؟!

قال يا نبي الله أنا انسان بسيط اكسب في يومي درهمين فأعطي درهماً لعمتي ودرهما انفقه في سبيل الله فأعطيه للناس ..

هذا هو التعامل الأخلاقي مع البشر .. من تعامل مع الله بإخلاص ودفع كل ما يملك في سبيله كيف لا يرفعه الله ولا يدفع عنه البلاء ؟!



أمرأة ورجلان :: قصة ذات عبرة

يروى أن هنالك أمراة كانت جالسة مع زوجها تتعشى وإذا بطارق يطرق الباب .. توجهت المرأة لتكشف عن هويته وإذا به سائل .. جائع .. أخبرت زوجها فقال لها أصرفيها .. انصرف الرجل بجوعه .. وجلست المرأة وزوجها يأكلان الطعام !

مرّت الأيام .. والليالي .. وإذا بالرجل يطلق زوجته لكثرة الخلافات بينهما ..

فتزوجت المرأة برجل آخر ..

وذات يوم كانت جالسة مع زوجها .. وإذا بالباب يطرق .. همت لفتحه وإذا بسائل جائع .. أخبرت زوجها قال لها قدمي له طعامنا .. رجعت ودموعها تنحدر على خذيها .. قال لها زوجها مما بكائك ؟! قالت ان السائل كان زوجي سابقا !

قال لها وانا كنت ذلك السائل الذي صرفتموني بجوعي !!

هذه هي الدنيا .. تدور بدوائرها .. وهنيئا لمن يوفق في الاختبارات والامتحانات الإلهية .. فنحن مسؤوليتنا أن نعطي السائل ونرفق به فلا نأكل ونبيت وجارنا جائع يلهث .. وليست مسؤوليتنا تحديد حاجة السائل من عدمها ففي الرواية ( اعطي السائل ولو كان على جوادا ).. بمعنى أنك لو رأيت سائل وقد صعد في أفخم سيارات الزمان وقد سئلك فلا تبخل عليه .. أعطه ولو قليلا ان كان كاذبا الله يحاسبه ولسنا نحنُ .



نسال الله أن ينور بصيرتنا وبصائرنا وينعم علينا بالبصيرة لنحمده ونشكره كما ينبغي حمده ، فأهم نعمة أنعمها الله علينا هي نعمة ( محمد وآل محمد ) ولكن هل نحن تعاملنا مع هذه النعمة كما ينبغي ؟! هل حافظنا عليها ؟! أم أننا فرطنا فيها ؟ وزدنا ظلاماتهم ظلامات ؟!

فهذا اليوم يُصادف الذكرى الرابعة لتفجير قبة العسكريين .. والوقف الشيعي لا يحرك ساكنا .. من المسؤول عن هذا ؟! من الذي مكن الأرهابيين من التفجير ؟! من الذي ساعدهم ؟! ولماذا هذا الخذلان من الحكومة العراقية ؟ لماذا لا تتعامل مع الموضوع بجدية ؟! فلو تعاملت الحكومة مع أهل البيت بمنطق المادة فأهل البيت قبورهم تشكل مادة غنية للسياحة وبهم وبنور تواجدهم الأرباح والخيرات تُدر على العراق فلماذا تبقى قبورهم مهدمة ؟! ألا يحزن هذا الأمر قلب صاحب الأمر الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه ؟!

وليس العسكريين فقط ..

فحتى سيد محمد ( سبع الدجيل ) .. الذي كُني بهذا الأسم .. نسبة إلى نهر صغير يأتي من دجلة فتصغير لأسم دجلة سمي بالدجيل .. وقد شاهد الناس سبعا يحرس القبر الشريف وزواره من اللصوص وقطاع الطرق التي كانت موجودة آنذاك .

هذا السيد الجليل الذي لو قام أحد الزوار بأخذ خيط من ضريحه وصعد السيارة السيارة لا تتحرك .. وهو مشهور بشفاعته عند الله للناس بقضاء حوائجهم فالكثير من أخواننا السنة ايضا يطلبون حوائجهم هناك فيسأل الله قضائها ونجاحها ..

ألا يجدر بنا الإهتمام بهذه المراقد يا حكومة العراق ؟!

والا القضية مجرد كراسي وحماية ؟!

ومازال نداء الحسين يتكرر كل يوم ..

هل من ناصر ينصرنا ؟!

هل من ذاب يذب عنا ؟

وها نحن نرف نداء الحسين واستغاثته ..

فهل من اذن واعية تستمع لهذا النداء؟


https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
انقل اليكم اخوتي هذه المحاضرة المكتوبة بعنوان البكاء



السلام على من غسله دمه والتراب كافوره ونسج الريح أكفانه
والقنا الخطي نعشه وفي قلوب من والاه قبره

إنا لله وإنا إليه راجعون

إمام الهدى سبط النبوّة والدُ
الأئمّـة ربّ النهي مولىً له الأمر

إمامٌ أبـوه المرتضى علم الهدى
وصيّ رسول الله والصنو والصهر

إمامٌ بكته الإنس و الجنّ و السما
ووحش الفلا والطير والبرّ والبحر

لـه القبّة البيضاء بالطفّ لم تزل
تطوفب ها طوعا ً ملائكةٌ غُرّ

وفيـه رسول الله قال وقولـه
صحيح صريح ليس في ذلكم نكر

حُبي بثلاث ما أحاط بمثلهـا
وليّ فمن زيد هناك و من عمرو

لـه تربـة فيهـا الشفاء و قبّة
يجاب بهـا الداعي إذا مسّه الضرّ

وذريّـة دريّـة منـه تسعـة
أئمّـة حقّ لا ثمان و لا عشر

أيقتل ظمآنـا ً حسين بكربـلا
و في كلّ عضو من أنامله بحر
و والده الساقي علىالحوض في غد
و فاطمةٌ ماء الفرات لهـا مهر
فوالهف نفسي للحسين و ما جنى
عليه غداة الطفّ في حربه الشمر
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواأَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)

جاء في الرواية الشريفة عن الامام الصادق ( سلام الله عليه ) إنه قال : " البكاؤون

خمسة : آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي ابن الحسين السجاد
(عليهم السلام ) إما آدم فقد بكى على خطيئته حتى صار في خديه أمثال
الاودية وأما يعقوب فبكى على ابنه يوسف حتى ذهب بصره وقيل انحزنه بلغ

حزن سبعين ثكلى بأولادها وأما يوسف فبكى على ابيه يعقوب حتى تأذىبه

أهل السجن فقالوا له : أما ان تبكي في الليل وتسكت في النهار او تسكت الليل

وتبكي في النهار وأما فاطمة فبكت على رسول الله حتى تأذى بها أهل المدينة

فقالوا لها : آذيتنا بكثرة بكاءك فكانت تخرج الى مقابر الشهداءفتبكي حتى تقضي

حاجتها من البكاء فتنصرف , وأما علي بن الحسين فبكى على ابيه الحسين

قرابة عشرين سنة وماوضع بين يديه طعام الا ومزجه بدموعه حتى قال له مولى

له : جعلت فداك يابن رسول الله اني اخاف عليك ان تكون من الهالكين فقال له

الامام : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) اني

ماأذكر مصرع بني فاطمةإلا وخنقتني العبرة

وفي رواية اخرى يسأله احد اصحابه : اما لحزنك ان ينقضي؟ فقال له : " ويحك إن

يعقوب النبي كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحداًمنهم , فابيضت عيناه من كثرة

بكائه عليه , واحدودب ظهره من الغم , وكانابنه حياً في الدنيا , وانا نظرت الى

ابي واخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي

حزني ؟ "

اذاً فلا ريب في جواز البكاءعلى موتى المؤمنين بدليل فعل النبي ( ص ) حيث

وردت روايات عديدة تؤكدمشروعيته , فإذا كان البكاء على الميت أياً كان من

المؤمنين جائز فكيف لايكون البكاء جائزا على الامام الحسين وهو سبط رسول
الله وسيد شباب أهلالجنة , وكيف لايكون جائزاً والامام الحسين من أعظم

المصلحين في أمة جده , وكيف لايكون وقد بكاه النبي يوم اخبره جبرائيل عن

مقتله في كربلاء

قد يقول قائل : فلماذا الاصرار وهذه الاستمرارية في البكاء علىالحسين

) سلام الله عليه ) ؟!


الجواب :

مالمانع منالاستمرارية ؟ فإن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بكى مراراً على

الحسين) سلام الله عليه ) قبل شهادته , فبكى في بيت عائشة , وبكى في

بيت ام سلمة , وبكى مع ام الفضل , وبكى في بيت السيدة زينب بنت جحش

ام المؤمنين , وبكى فيحشد من الصحابة , وكذلك بكى في داره وقد تكرر ذلك
منه
نعم , انآدم بكى على الجنة , ولعله كان تظلماً من عدوه الشيطان الذي ظلمه

بوسوسته حيث حلف له بالله كذباً : بأن الاكل من الشجرة المنهية توجب له

الخلود , وذلك ليخرجه من الجنة , فأكل منها فأخرج , فبكى ليجند ابناءه الى

جانبه ضدالشيطان ولايقعوا من بعده في فخاخه , وليتم الحجة بذلك عليهم لو

انحازوااليه وسقطوا في شراعه

وأما يوسف ويعقوب فبكى كل منهما على فراق الآخر , ولعله تظلماً من فعل أخوة

يوسف وحسدهم له , والكذب عليه والكيد له فبكيا كي يندم اخوة يوسف من

ظلمهم , ويقلعوا من عدوانهم , وكي يعرفوا الناس قبحالظلم والحسد والكيد

والكذب فيجتنبوها ويبتعدوا عن اهلها الظالمين

وأما فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) فقد بكت على ابيها رسول الله

) صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد ارتحاله مدة حياتها القصيرة حتى جاءواالى

أمير المؤمنين يشكون له بكائها فبنى لها بيت الاحزان بعدما قطعوا تلكالاراكة

الذي تستظل بظلها للبكاء

وأما الامام زين العابدين ( سلام الله عليه ) فقد بكى على ابيه الحسين

(سلام الله عليه ) بعد واقعة كربلاءمدة عمره , وكان من اهداف بكائه

) سلام الله عليه ) التظلم من يزيد وبني أمية , الذين لم يراعوا حرمة رسول الله

في
ذريته وأولاده بإنتهاكهم كل القيم والمثل الانسانية بقتلهم الحسين


ثواب البكاء على الحسين (عليه السلام)

قال الامام الصادق ( سلام الله عليه ) : " من ذكر الحسين عنده فخرج من عينه

من الدموع مقدار جناح ذباب , كان ثوابه على الله عز وجل , ولم يرضَ له بدون

الجنة

وقال الامام الباقر ( سلام الله عليه ) : " أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين

دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفاً في الجنةيسكنها أحقابا

ومن حديث للامام الصادق ( سلام الله عليه ) : " مامن عبديحشر الا وعيناه

باكية , إلا الباكي على جدي الحسين , فإنه يحشر وعينه قريرة , والبشارة تلقاه ,

والسرور بيّن على وجهه , والخلق في الفزع وهم آمنون , والخلق يعرضون وهم

حدّاث الحسين تحت العرش , وفي ظل العرش , لايخافون سوء الحساب


قصة تنقل :

يقال ان السيد حيدر الحلي ( ره ) كان ذاهباً الى حرم الامام الحسين

) سلام الله عليه ) فرآه رجل ذو هيبةووقار وقال له : ياسيد حيدر اقرأ لي قصيدتك

العينية فقال السيد حيدر في نفسه كيف عرف ان لي قصيدة عينية وانا لم اطلع

عليها احد , قال الرجل : ياسيدحيدر اقرأ لي قصيدتك العينية ولاتؤذيني .. فقرر

السيد حيدر قرائتهاقائلاً

مـــات التصبّر بانتظا***رك أيها المحيي الشريعة

فانهض فماأبقى التحمّلُ***غيرَ أحشأٍ جَــــزوعه

الى ان يصل الى :

ماذا يُهيجك إن صبرت***لوقعة الطفّ الفضيعه

أترى تجي‌ء فجيعةٌ***بأمضَّ من تـــلك الفجيعه

حيثُ الحسينُ على الثرى***خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه

قتلته أُل اميّةٍ***ظامٍ إلى جنب الشريــــــعه

فجعل يبكي ذلك الرجل ويصرخ واجداهواحسيناه كفاك سيد حيدر فلقد قطعت انياط
قلبي

وعندما وصل السيد حيدرالى هذين البيتين :

ورضيعُه بدم الوريد***مخضَّبٌ فاطلب رضيعه

وقعذلك الرجل من ناقته وهو يقلب كفيه في التراب ويصيح والله ان الامر ليس

بيديياسيد حيدر قل للشيعة ان تدعوا لي سيد حيدر مصيبة جدي الحسين

أقرحتني سيدحيدر اني لأبكي جدي الحسين ليلاً ونهارا سيد حيدر ان عمتي

زينب سلبت خمارهافمن مثلها ؟!

يقول السيد حيدر : حتى غاب عن بصري فعلمت انه مولاي صاحبالزمان

) عجل الله فرجه الشريف(


تبكيك عيني لالأجل مثوبة *** لكنما عيني لأجلك باكية
https://t.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
إعداد // مرتضى علي الحلي//


(( بيان معنى ومفهوم إحياءِ أمر أهل البيت المعصومين /ع/))
—------------------------------------------------------—

إنطلاقا من قوله تعالى (( لقد كان في قصصهم عِبرَةٌ لأولي الألباب ما كان حديثاً
يُفتَرى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقومٍ يؤمنون))
// سورة يوسف //111//..

يكونُ معنى ومفهوم الإحياء هو الأعتبار بالدرس والمنهج القويم الذي خلّفه لنا الأئمة
المعصومون /ع/ والذي يمكن من خلال إستيحائه وإستيعابه أن نصوغ حاضرنا الأسلامي والأيماني خير وأقوم صياغة تصبُ في صالحنا ومصلحتنا الدينية
بل وحتى الدنيوية.

ولأهمية معنى وقيمة الإحياء لأمرأهل البيت/ع/ أكدّ أئمتنا /ع/ على هذا المضمون وخاصة في قضية الأمام الحسين / والتي هيمنت بقدسيتها الربانية الصادقة والهادفة
على أذهان المؤمنين على مرِّ العصور.
فعن الأمام الصادق/ع/ أنه قال للفضيل بن يسار (( تجلسون وتتحدثون ؟ فقال الفضيل /نعم . /ويقصد الأمام هنا مجالس الوعي والبصيرة الحسينية/
فقال الأمام الصادق/ع/ إنّ تلك المجالس أحبُهّا أحيوا أمرنا فرحم ألله من أحيا أمرنا
فإنّ من جلس مجلسا يُحيى فيه أمرنا لم يَمُت قلبه يوم تموتُ القلوب ))

وهذا الحديث الصحيح ذكره / الشيخ الحر العاملي / في كتابه/وسائل الشيعة/ج10/باب66/..


ونقل الهروي عن الأمام علي الرضا/ع/ أنه قال(( أحيوا أمرنا رحم ألله من أحيا أمرنا قُلتُ (أي الهروي) يا ابن رسول ألله وكيف يُحيى أمركم ؟ قال/ع/ أن يُتَعَلم علومنا ويعلمها الناس فإنّ الناسَ لو علموا محاسن كلامنا تبعونا ))
// إنظر/ بحار الأنوار/ للمجلسي/ج2/ ص/ 30/ الحديث رقم13/


ورُوِيَ عن الأمام الرضا /ع/ أنه قال (( إنّ المُحَرَّمَ شهرٌ كان أهلُ الجاهلية يُحرَّمونَ فيه القتال فإستُحِلَت فيه دمائنا وهُتِكَت فيه حرمتنا وسُبيَت فيه ذرارينا ونسائنا ولم ترع لرسول ألله /ص/ حرمة في أمرنا إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الأنقضاء فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون فإنّ البكاء عليه يحطُ الذنوب العظام ))
//إنظر/ كامل الزيارات / لأبن قولويه/ ج1/ص100/.

فالملحوظ في هذه النصوص المُتقدّمة هو مطلوبية ومحبوبية إحياء أمر أهل البيت /ع/ وهذا الإحياء له صوره المتعدده فتارة يتحقق بعقد المجالس الحسينية الواعية
والصادقة فيُتَدارس فيها فكر وثقافة الحسين /ع/ وعلوم أهل البيت /ع/ عامة
وتعلم أخلاقهم ومناهجهم ومحاسن كلامهم وتطبيقها بإخلاص وترجمتها إلى الناس
حتى يطّلعوا على حقيقة أهل البيت/ع/ وضرورة إتباعهم.

وتارة يتحقق الإحياء القيمي والأخلاقي والديني لأمر أهل البيت /ع/ بالأهتمام بقضية الحسين/ع/ من البكاء الواعي عليه وفهم أهدافه الشريفة والتأكيد على زيارته
إلى الأخذ من فكره ومنهجه العبادي والحياتي العام وتطبيقه في ذواتنا ومجتمعنا

لأنّ الإحياء حياة وحركة ونشاط لابد من أن يُلحَظ وجوده في أوساطنا الفكرية والدينية والدنيوية.



ومن أجل تحقيق حياة إيمانية طيبة في مجتمعنا يجب أن نقوم بعملية ترسيخ الأعتقادات الحقة في ديننا الأسلام العزيز وتدعيم الأخلاق الحسنة وبث روح التوافق
والتآلف بين الناس.

فوعي ومعرفة ودراية مضامين مفهوم إحياء أمر أهل البيت/ع/ يجعلنا في حال أفضل وأحسن عند ألله تعالى في الدنيا والأخرة.

ولأهمية زيارة الأمام الحسين/ع/ والتي هي أرقى مصداق وأوعاه عمليا وسلوكيا
أذكر لكم بعض النصوص الصحيحة عن الأئمة /ع/ في هذا المجال تحفيزا للضمير
الشريف وتقوية لأيماننا بمشروع الحسين/ع/.

فعن الأمام جعفر الصادق/ع/ أنه قال (( لو أنّ أحدكم حجّ دهره ثمّ لم يزر الحسين بن علي/ع/ لكان تاركاً حقاً من حقوق رسول ألله /ص/ لأنّ حق الحسين/ع/ فريضة من ألله واجبة على كل مسلم)) ./ إنظر/ جامع السعادات / للشيخ النراقي/ ج2/ ص456/


ولاحظ هنا عزيزي المؤمن كيف أنّ الأمام الصادق المعصوم /ع/ ينص على حقانية وحقوقية زيارة الحسين/ع/ فيصفها بأنها فريضة إلهية واجبة على كل مسلم فليس الأمر هنا مختصاً بالمؤمنين. فترك زيارة الحسين/ع/ هو ترك لحق من حقوق رسول ألله /ص/ الذي قال/ص/ ((حسين مني وأنا من حسين ))
ولأجل الوفاء لحق رسول ألله /ص/ في أهل بيته /ع/ علينا أن نتمسك بزيارتهم الخالصة والعارفة ونُحي ذكريات ولاداتهم ومناسباتهم وشهاداتهم إحياءً ناضجا ومُثمرا.


وعن الأمام الصادق/ع/ أيضا أنه قال(( من زار قبرالحسين/ع/ يوم عاشوراء عارفا بحقه كان كمن زار ألله في عرشه ))/1/

وعنه /ع/ ((من زار الحسين/ع/ وجبت له الجنة )) /2/

الحديث/1/ و/2/ يُراجع في كتاب/إقبال الأعمال/ للسيد علي بن طاووس / المتوفي سنة 664/ للهجرة الشريفة.
وقال الأمام علي الرضا /ع/ (( إنّ لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته وإنّ من تمام الوفا بالعهد وحُسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا
بما رغَّبوا فيه كان أئمته شفعاءه يوم القيامة )) / إنظر/كتاب/ جامع السعادات/ للشيخ النراقي/ج2.

وهنا يتضح مفهوم ومعنى الإحياء جليا وصراحة بحيث يجعل الأمام الرضا /ع/ التشيع والولاء للأئمة المعصومين /ع/ عهداً معهودا فيجب الوفاء به لأئمتنا الذين مضوا ولأمام وقتنا المهدي/ع/ عجّل ألله فرجه الشريف.
فزيارة قبورالأئمة المعصومين/ع/ يجب أن تكون عن رغبة إيمانية في ذات المؤمن
وتصديقا منه لما تركوا من سُنّة حسنة وسديدة تنفع في الدنيا والأخرة.

وهذه النصوص التي مرَّ ذكرها هي مصاديق حقيقية فعلا لمودة قُربى نبينا محمد/ص/ إن تم تطبيقها والألتزام بها عمليا وأخلاقيا ودينيا .
والمؤيد القرآني لذلك صريح جدا في هذا الشأن.
حيثُ يقول تعالى (( قُل لاأسألكم عليه أجرا إلاّ المودة ُ في القربى )) / الشورى/23/
ومودة أهل البيت /ع/ الذين هم قُربى رسول ألله /ص/ هي الإحياء الحقيقي للرسالة الألهية الخالدة رسالة الأسلام العزيز .


(( مواصفات الأنسان المؤمن المُحيّ لأمر أهل البيت/ع/ حقا ))

قبل ذكر موصفات المؤمنين الموالين لأهل البيت/ع/ لابُدّ من ضرورة أن يعرف
كل إنسان مؤمن سيرة من يتبع ويوالي حتى يتسنى له إمكان متابعته عمليا ودينيا
وانا هنا سأذكر نصوصا صحيحة وعظيمة القيمة والمنهج لا للتبرك فحسب بل للتأسيس عليها في بيان منهاج إحياء أمر الأسلام كله المتجسد بأمر أهل البيت/ع/
وضرورة الأخذ منها وفعلها ميدانا لأنّ سنّة المعصومين هي سنّة إقتداء وتطبيق
لا مجرد معرفة نظرية .

وإليك عزيزي المؤمن النصوص الشريفة التالية.

/1/ عن المفضّل قال / قال أبوعبد ألله الصادق/ع/ (( إيّاكَ والسَّفلة فإنما شيعة عليٍ
من عفّ بطنه وفرجه وإشتدّ جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه فإذا رأيتَ أولئك فإولئك شيعةُ جعفر)) /1/ إصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص233/.


فالأمام جعفر الصادق /ع/ الذي أوصانا بإحياء أمرهم /ع/ وضع لنا منهاجا أخلاقيا
وعمليا للسير عليه بصورة تقوائية صادقة.
فالخطوة الأولى لمنهاجه /ع/ هي التركيز على عفة البطن ويقصدُ بها إجتناب أكل المال الحرام والمشبوه والمغصوب وغيرها كشرب المحرمات وأكلها .
فإذا عفّت البطن صلُحت سريرة الأنسان وصار سويا .
والخطوة الثانية والمهمة هي ( المحافظة على عفة الفرج) وهذه ركيزة أكدها القرآن الكريم مرارا وجعلها من صفات المؤمنين حتى قال عنهم سبحانه (( والذين هم لفروجهم حافظون )) /أية /5/ المؤمنون.
ويقصد /ع/ بعفة الفرج هو إجتناب الزنا المُحرّم وكل ما يتصل بالسلوكيات الجنسية المُحرمة شرعا.
والخطوة الثالثة ( هي إشتداد جهاد المؤمن في عبادته) ويقصد به جهاد النفس وتهذيبها وصيانتها بتقوى ألله تعالى وهذا الجهاد هو الجهاد الأكبر على ما عبّرعنه الرسول /ص/ حينما رجع من إحدى الغزوات فقال/ص/ عُدنا من الجهاد الأصغر(أي جهاد العدو) وبقي علينا (الجهاد الأكبر) .
وفعلا جهاد النفس هو الجهاد الأكبر لأنّ النفس آمّارةٌ بالسوء إلاّ ما رحِمَ ربي.


فمن قَدِرَ على حفظ وتربية ذاته فهو على تربية وهداية غيرها أقدر أما من عجز عن إصلاح نفسه فهو عن غيرها أعجز.

إما الخطوة الرابعة وهي ( العمل لخالقه) وهذه فقرة تُشير إلى ضرورة إخلاص النية والعمل قٌربة لله تعالى والأبتعاد عن الرياء والمظاهر الزائفة لأنّ (( لكل إمرىء ما نوى)) (( وإنما الأعمال بالنيات )) و(( نية المؤمن خيرٌ من عمله ))

وحتى يوم القيامة يُحاسب الناسُ على قدر نياتهم (( يوم تُبلى السرائر ))

والخطوة الخامسة هي (( رجاء الثواب وخوف العقاب ))
ويقصد الأمام جعفر الصادق /ع/ بالرجاء / هو ذلك المفهوم النفساني التقوائي المُشتمل على الشوق والعشق لله تعالى ولثوابه الكريم وهذا الرجاء إذا أرتكز في بقعة
الذات المؤمنة منح صاحبه قسطا وافرا من إمكانية لقاء ألله تعالى والعمل بإ خلاص له.
أما ( الخوف من العقاب) فهو أمر ضروري يجب تحققه في شخصياتنا لأنّ خشية ألله تعالى تجعل الأنسان المؤمن على حذر من أمره تجاه ربه سبحانه ((ويُحذركم ألله نفسه)).

وهذان المُرتكزان ( الرجاء + الخوف) يُمثلان حقيقة التوازن الوجداني في شخصية
المؤمن ولأهمية هذه الحقيقة التقوائية أكدت الأحاديث الشريفة على ضرورة الأتصاف بها (( لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا
حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو )).



وفي حديثٍ آخرعن الأمام محمد الباقر /ع/ أنه قال (( يا جابر/أحد أصحابه/ لاتَذهَب بكَ المذاهب حسبُ الرجل أن يقول أحُبَّ عليا/ع/ وأتولاه ثم لايكون مع ذلك فعّالا ؟
فلوقال إنّي أحبُّ رسول ألله /ص/ فرسول ألله خير من علي ثم لا يتّبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبّه إياه شيئا )) إنظر/ أصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص72/.
وهذا الحديثُ الشريف هو الأخريؤكد على ضرورة ولزوم التطبيق الفعلي للمناهج
السليمة والقويمة للرسول /ص/ وللمعصومين /ع/ لأنّ الحبّ يقتضي العمل والفعل
حقيقةً (( إن كنتم تُحبون ألله فإتبعوني يُحببكم ألله ))
(( ما آتاكمُ الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا )).


(( التولي والتبري فرعان من فروع الدين وضرورتان لإحياء أمر أهل
البيت /ع/ ))
========================================

والمقصود بالتولي هو ولاية ألله تعالى ورسوله /ص/ والأئمة المعصومين/ع/ وأوليائهم ويتحقق هذا التولي بمعرفتهم وطاعتهم عمليا .
وفي ذلك الشأن قال الأمام محمدالباقر/ع/ (( ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن الطاعة للأمام بعد معرفته أما لو أنّ رجلاً قام ليلة وصام
نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية وليّ ألله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على ألله حق في ثوابه ولا كان من أهل الأيمان))
// أصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص19/.

فإذن قيمة الإحياء الحقيقي لأمر أهل البيت /ع/ تكمُن في ولاية ألله ورسوله والمعصومين وأتباعهم إيماناً بهم وطاعة لهم .


فهنا في هذا الحديث الشريف يكون المدار في قبول الأعمال أو رفضها من قبل ألله تعالى وفق ولاية الأنسان المؤمن لأوليائه أوعدم ولايته لهم فإن والاهم قبَلَ ألله تعالى أعماله وإن ترك ولايتهم ما كان من أهل الأيمان.

ولأهمية التولي في العقيدة الأسلامية وخاصة ولاية أهل البيت /ع/ أذكر لكم حديثا
يروى عن الرسول/ص/ أنّ إعرابيا سأله يارسول ألله هل للجنة من ثمن ؟
قال/ص/ نعم .
قال الإعرابي / وما ثمنها ؟ قال الرسول/ص/ (( لاإله إلاّ ألله .. يقولها العبدُ مخلصا بها؟
قال الإعرابي : وما أخلاصها ؟ قال النبي محمد/ص/ العملُ بما بُعُثتُ به في حقه وحبُّ أهل بيتي .
قال الإعرابي : فداك أبي وأمي وإنّ حبَّ أهل البيت لمِن حقها ؟
قال/ص/ إنّ حبّهم لأعظمُ حقها . 1/

/1/إنظر /سفر إلى الملكوت/ للسيد عباس نور الدين / ص 189/.




أما التبري: فهوالترك القلبي والفعلي للكافرين والظالمين والفاسقين وعدم إتباع مناهجهم وسلوكياتهم وأفكارهم الضارة بالدين والمجتمع .


والتبري حقيقة هو تخلي عملي عن الرذائل الأخلاقية والفكرية والذنوب والمعاصي
وإذا ما إستطعنا تفعيل ثقافة التولي وتحلينا بالفضائل الأخلاقية الحسنة وفعلنا الطاعات وعملنا الصالحات فإننا قطعا سنكون مُحيين حقيقين لأمر أهل البيت /ع/
وبجنبها التبري من كل سوء ومن كل عدو لله ولرسوله وللمعصومين .
كل ذلك سيصبُ في صلاح ذواتنا وصلاح حياتنا الأجتماعية والدينية.
فالتولي والتبري هو روح ولبُ التقوى النفسية والسلوكية.
فلذا إحياء أمر أهل البيت/ع/ هو من التقوى القلبية والعملية واقعا
حيثُ قال ألله سبحانه (( ومن يُعظِم شعائر ألله فإنها من تقوى القلوب))/ 34/ الحج/

(( إنّما يتقبلُ أللهُ من المتقين )) / 27/ المائدة.
(( إن أوليائه إلاّ المتقون )) /34/ الأنفال.


والقرآن الكريم عزز مفهوم التولي والتبري في نصوصه الشريفة بشكل واضح وصريح ففي قوله تعالى يتبين لنا الأمرُ جليا حيث قال سبحانه
(( إنما وليكم ألله ورسوله والذين آمنوا الذين يُقيمون الصلاة ويُؤتون الزكاة وهم راكعون)) /55/ المائدة.

(( ومن يتولَّ ألله ورسوله والذين آمنوا فإنّ حزبَ ألله هم الغالبون)) 56/المائدة.

(( ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا الذين إتخذوا دينكم هُزوا ولعبا من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا ألله إن كنتم مؤمنين )) 57/ المائدة/


فهذه الأيات الثلاث والتي وردت في سورة المائدة وفي سياق واحد تُدلل وبصورة
جلية جدا على لزوم تولي ألله تعالى ورسوله /ص/ والأئمة المعصومين/ع/
وتُطمئن الموالين المؤمنين بالغلبة في الحياة الدنيا والأخرة .
وتحذر في نفس الوقت ناهيةً عن موالاة المُستهزئين بديننا الحق والكفار المعادين لنا
والخطاب في هذه الآيات خاص للمؤمنين فيجب الألتفات لذلك في حياتنا الإيمانية بشكل دائم وعدم الغفلة عن تعاليم القرآن الكريم.


==============================================
(( المُحصِّلات والمردودات القيمية من إحياء أمر أهل البيت /ع/ ))
(( إحياء أمر الأمام الحسين /ع/ هوإحياء أمر أهل البيت/ع/ ))

إنّ الظفرَ والإمساك بالنتيجة أوالغاية أمرٌ مهم جداً في حياة الأنسان الواعي بشكل عام فكلنا يسعى لتحقيق أهدف مخصوصة قد رسمها في ذهنه كالنجاح في الدراسة مثلا أو الوصول إلى قصد ما يبغيه .
وأقدس غاية في حياتنا الإيمانية هو تحقيق رضا ألله تعالى ورسوله والمعصومين/ع/
وخاصة رضا الأمام الحسين/ع/ الذي عبّرفي يوم عاشوراء في قوله /ع/(( رضا ألله رضانا أهل البيت ))

وعلى هذا الأساس القيمي والأيماني الذي يؤكّد على أنّ رضا ألله تعالى يتحقق برضا المعصوم/ع/ لابُدّ لنا تحصيل القدرالمُتَيَقَن من رضا الإمام الحسين/ع/ وقطعاً أنّ الإمام الحُسين /ع/ سيرضى عنا إن تمسكنا وإعتبرنا بمنهجه الشريف منهج الحرية والكرامة الإنسانية.
ويتحقق تمسكنا الواعي بمنهج الحسين/ع/ بفهمنا العلمي لأهداف نهضة عا شوراء
وإتخاذها محطة للوقوف على إصلاح أنفسنا ومجتمعنا بشكل دوري من كل عام
فإحياء عاشوراء الحسين /ع/ يعني إحياء الفكر الحروالإرادة الصُلبة وتقويم السلوك
ورفض التسلط البشري .

فالإنسان المؤمن يجب أن يكون حُرّا في طاعته لله ولمنهجه السديد , ولايكون عبدا لشهواته أولرغبات الآخرين السيئة.
وكما قال الإمام علي/ع/ (( لاتكن عبدَ غيركَ وقد خلقك أللهُ حُرّا))

إنّ نهضة الحُسين/ع/ تفرض علينا مسؤولية أخلاقية وعقدية وإيمانية من باب الوفاء
بالعهد بيننا وبين ولاية أئمتنا/ع/ فولايتهم عهدُ مُقدّس عهده ألله تعالى لنا
(( وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسؤولا))
وأصدق مسؤولية هنا هي تحمل الإمانة التكليفية على مستوى ذاتنا أو مجتمعنا
(( كلكم مسؤول وكلكم مسؤول عن رعيته))
فمن إلتزام السير على الصراط المُستقيم والثبات عليه والوصول إلى نهايته وهي لقاء ألله تعالى ورسوله والمعصومين ورجاء رحمته وغفرانه, كل تلك المفردات هي مسؤولية مفروضة علينا في عالم الحياة الدنيا عالم الإمتحان والإختبار.




والحمدُ لله ربّ العالمين.
امسينا وامسى الملك لله وسبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله🌹🌺🌹
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم🌹

اللهم صل وسلم وبارك على محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا❤️
سلسلة عاشوراء
الليلة الاولى

العليلة فاطمة بنت الامام الحسين عليهما السلام

عليلة الروح، غريبة من دون أبيها، رحل الجمع عنها، لتكون مظلوميتها درسا من دروس الصبر بانتظار الفرج...
هي ليست الرقية الفراشة التي هوت الى النور...
هي ليست السكينة التي أسكن قلبها بنظرة أخيرة للحسين...
هي ليست زينب التي حملت وتحملت ورأت المصاب بعينها وصدقت وأعلنت لله أن ما رأت الا جميلا...
هي هؤلاء جميعا ولكنها هي وحدها العليلة، التي رحل عنها الجميع، فلا أم ولا أب ولا عم ولا أخ يخفف من ألم وحدتها، ولا شفيق يؤنسها في مرضها.هي عليلة الروح، الغريبة في ديارها، البريئة، المنتظرة كل يوم ان يأتي والدها وعائلتها، فكان درس عشقها أن نتعلم درس الانتظار لولي الله الأعظم، ونصبر على اللقاء، في حين أنه لن يكون لقاء بالعيون بعد اليوم...هي التي حكمها قدرها بأن تكون بعيدة عن ساحة المعركة بإرادة الله ولكن ما بعدت عن وليها إذ كأنها لبت نداءه يوم العاشر"الا من ناصر ينصرنا"، لبَّت نداءه برسالة قرأها في خضم معركته وكأن لسان حالها "ليتني أبي أكون معك فأنصرك يا مظلوم"...
لقد رحل عنها الحسين تاركاً إياها وحيدة، ليعلمنا بهجره لأحبته كيف يكون تلبية نداء الحبيب الأعلى وبلسان الحال: "خذ يا ربي، حتى ترضى، هذه عائلتي، هذه أحبتي، هذه إبنتي المريضة ومن يؤنس العليل غير الطبيب ومن يؤنس الإبنة غير الأب في مرضها، خذ يا رب قربان عشق ومحبة في سبيل رضاك وإتمام دينك".
حبيبتي يا سيدتي يا فاطمة العليلة، يا إبنة الحسين بن علي، اعتلت روحك فجسدك، وانتظرت وصبرت وما تحقق اللقاء، فاستشهدت بعلتك، وكنت الفراشة التي ما هوت الى النور، إنما التي ماتت من شدة شوقها الى النور...فسلام عليك يوم وُلدت، ويوم انتظرتِ وصبرتِ، ويوم رحلت مطمئنة إلى جوار حبيبك...
بعدما عزم الحسين عليه السلام القصد إلى كربلاء، تاركا مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع العيال وجميع الأولاد، لم يبقَ في داره بالمدينة إلا فاطمة العليلة التي ما كان لها القدرة على السفر، فأودعها الحسين عليه السلام عند زوجة النبي أم سلمة وكانت حاضرة حين الوداع فلما نظرت إلى أهلها وقد ساروا عنها أخذت تزحف نحو ظعن أهلها وهي تنادي: أبه كيف تتركوني لوحدي؟ أبه خذوني معكم.
رجع الإمام الحسين لها، صبرها، قال: بنيه! إذا وصلنا مكان الاستقرار أبعث إليك عمك العباس وأخاك علياً الأكبر يحملانك إلينا.
قالت لا يا أبه إن نفسي تحدثني أن لا لقاء بعد هذا اليوم، هذا آخر لقاء.. آخر اجتماع، إئذن لي أن أتزود من عماتي وأخواتي فجاءت فاطمة تطوف على الهوادج تودع عماتها وأخواتها.
قيل إن فاطمة العليلة بقيت تبكي ليلها ونهارها وبين ساعة وأُخرى تنظر إلى تلك الدار الموحشة الّتي خلت من أهلها، وتهيج بها أحزانها
حارت بها الأعذار، فلا خبر يصلها عن أبيها، ولا العباس جاء ليحملها إليهم كما وعدها الحسين عليه السلام، فبقيت على حالة تتقطع لها القلوب وهي تنتظر أي خبر يصلها عنهم، ويُروى أنها كتبت كتاباً إلى والدها الحسين عليه السلام ضمت فيه همومها وألام فراقها، وبينت فيه حالها.
وبينما هي جالسة ذات يوم وإذا بأعرابي على هيئة سفر قالت له أخا العرب إلى أين تريد قال أريد العراق قالت هل لك أن تحمل كتابي هذا الى أبي قال ومن أبوك قالت أنا فاطمة ابنة الحسين بن علي أبي طالب ع.
فقال لها الأعرابي حباً وألف كرامة يا بنت رسول الله فأخذ الإعرابي كتاب فاطمة وأقبل إلى العراق يسأل عن الحسين حتى وصل الى أرض كربلاء بعد الظهر اليوم العاشر من المحرم وإذا به يجد الحسين عليه السلام وحيدا فريدا لا ناصر له ولا معين بعد قتل الأصحاب وبني هاشم، وهو يجيل النظر يمنة ويسرة بين آلوف الأعداء، فسلمه الكتاب. وقيل: إنه جاهد دون الحسين حتى استشهد بين يديه.